شبهة


آية السيف والبسملة:

تبدأ سورة التوبة دون بسملة، وقد أفرد علماء الإسلام لهذه القضية صفحات عدة، وفي النهاية لم يتفقوا على رأي. فقد قيل إن سورتي التوبة والأنفال سورة واحدة ولذا لم تُكتب بينهما بسملة. وعن مالك إنها كانت تعادل البقرة في الطول، وإن أولها لما سقط سقطت معه البسملة (الإتقان باب جمع القرآن وترتيبه، وباب عددسوره وآياته وكلماته وحروفه).

وقد كان محمد في مبدأ الأمر يأتي بكل ما يُشعِر باللطف لا العنف، والإحسان لا العدوان، ولكن لما قوي أمره وتمكّن من غايته ألغى ذلك بآية السيف (التوبة 5). قال ابن حزم: من الآيات المنسوخة قوله في البقرة 2: 192 فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم . وهذا من الأخبار التي معناها الأمر، تأويله: فاغفروا لهم واعفوا عنهم. ثم أخبار العفو منسوخة بآية السيف وهي: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم (التوبة 9: 5) فلو كان المقصود إظهار الصرامة الكبرى لمن قاوم محمداً لقال ذلك في مبدأ الأمر، ولكنه لم يفعل ذلك.

وقد وردت آيات كثيرة يُؤخذ منها الرفق واللين واللطف، ولكنه نسخها، فصار القرآن كله قسوة شديدة. فمن ذلك ما ورد في النساء 4: 63 فأَعرِضْ عنهم وعِظْهُم . نُسخت بآية السيف المتقدمة، وورد فيها: ستجدون آخَرين يريدون أن يأمَنوكم ويأمَنوا قومهم (النساء 4: 91) نُسخت بآية السيف.

ومن طالع كتاب ابن حزم وغيره من الكتب الموضوعة في الناسخ والمنسوخ ظهر له أنه إذا وُجد في القرآن قول يحضّ على اللطف ومكارم الأخلاق نُسخ بآية السيف، فصار القرآن مبنيّاً على السيف فقط (راجع كتاب الحِكم الجديرة بالإذاعة في شرح حديث بُعِثتُ بالسيف بين يدي الساعة لابن رجب الحنبلي).

تجهيز للرد