بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث هاديا للعالمين وبعد

المرأة المسلمة .. قلب المجتمع الإسلامي

فما من شكٍ .. أن العودة بالأمة لسابق عزها ومجدها .. هو حلم يراود كل مخلص لدينه وغيور .. وما من شك أيضا .. أن ما أصابنا فبما كسبت أيدينا .. فإن ربنا سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئا .. ولكن الناس أنفسهم يظلمون ..


لهذا ينبغي أن نكون علي يقين تام .. بأننا لن نعود أماجد أعزة كما كنّا .. إلا إذا رأى الله منّا .. ما يُرضيه عنا .. فيهبنا التمكين


وإذا ما أردنا أن نُلخص ونحدد مصادر ضعف الأمة وسبب هوانها على الله .. ومن ثمّ هوانها على الأمم .. فلا شك أن المعاصي والخروج عن طاعة الله والامتثال لأمره هي السبب الرئيس..


وسبب هذه المعاصي يُلخصه قول أحد المنصرين في إحدى مؤتمرات التنصير .. ذلك لمّا قال "كأس وغانية .. تفعلان بالأمة المحمدية ما لايفعله ألف مدفع"


إذن هو يقصد إغراق أمتنا الإسلامية في الشهوات والملذات - كما هو حالنا الآن - .. ولا شك أن طريقه نحو تحقيق ذلك .. هو المرأة .. هي محط دعوته ومنعقد آماله .. لذا نجد من هؤلاء احتفاءً بالمرأة غير مسبوق .. وتزيين المعاصي لها في أثواب الموضة وحقوق المرأة والتحرر ... إلى غير ذلك من المداخل الشيطانية .. التي يدخلون بها على أسماء ومريم وهاجر وفاطمة .... الخ .. حفيدات أمهات المؤمنين .. فاستبدلت أخواتنا المسلمات قدوتهن بجداتهن الأعزة .. الغرب الكافر ومن ساروا على دربه من الساقطين والساقطات .. الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات ... الخ


ولا أكون مبالغا إذا قلت أن مكانة المرأة من المجتمع الإسلامي كمكانة القلب من الجسد .. أي والله
فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق القلب "إن في الجسد لمضغة , إذا صلحت .. صلح الجسد كله , وإذا فسدت .. فسد الجسد كله , ألا وهي القلب " .. فكذا المرأة في مجتمعنا الإسلامي .. إن فسدت فسد المجتمع كله , وإن صلحت صلح المجتمع كله .. وهذا ليس مستغربا بحق المرأة .. أوليست هي مصنع الأجيال .. فإن كانت صالحة .. لربها قانتة أخرجت للأمة رجالا أرهبوا الأعداء وأنزلوا الرعب في قلوبهم ..


وإن كانت متحررة .. أنتجت مثل هذه الأجيال التي يعاني المجتمع كله الآن من ويلاتهم .. شبابا تافها ضائعا أخرق أرعن .. لايدري فيما خُلق ولما .. لا يعرف معروفا ولا يُنكر منكرا .. حظه من الدين .. كلمة في بطاقة الهوية .. ولا شيء أبعد من ذلك


وللأسف فإن الخرق يتسع .. فإن فتيان وفتيات اليوم - جيل الحب والأغاني والأفلام - هم آباء وأمهات المستقبل .. فلنا أن نتخيل كيف سيكون نتاجهم .. باختصااار .. نحن نسير نحو حتفنا وهلاكنا .. إن لم تدركنا رحمة ربنا ونتدارك أنفسنا قبل أن نهوي في مزيد من الدركات



المرأة في مجتمعنا الإسلامي يا أخوة .. سلاح ذو حدين .. فإما أن تكون سلاحا بأيدينا .. يهلك به أعداؤنا .. وإما أن تكون سلاحا بأيدي أعدائنا نهلك نحن به ..


ولهذا فإن كل مصلح .. و حتى كل مفسد .. لابد أن يكون خطابه وجهده موجها إلى المرأة بالأساس .. كلٌ يريد جذب المرأة إلى ما يريد


فأما المصلحون فمرادهم من مراد الله عز وجل .. وأما المفسدين فيريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .. ألم تروا إلى قول الله عز وجل .. "يريد الله أن يتوب عليكم , ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما" هذا هو


فالمرأة بإمكانها أن تُعز هذه الأمة وتكون سببا في نصرتها على أعدائها المتربصين بها .. دون أن ترمي برصاصة واحدة .. - بما تصنعه للأمة من رجال - .. وهي هي ذات المرأة .. التي بإمكانها أن تتردى بالأمة في أوحال التيه والضياع .. بقدرتها على تهييج الفوران الجنسي والسعار الشهواني .. وفتنتها لنفسها ولمحيطها ومجتمعها .. - إن هي خرجت عن تعاليم خالقها - ومايستتبع ذلك ويترتب عليه .. من جرائم هتك الأعراض والقتل والسرقة والإدمان وقائمة طويلة عريضة من مختلف أنواع الفساد وصنوفه لا أول لها من آخر


لذا كانت المرأة المسلمة هي محور دعوة الفريقين .. فريق الحق وفريق الباطل .. ومادة صراع دعاة الإصلاح .. وأولئك الذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ..


ولهذا فقد عناها الإسلام عناية خاصة جدا .. وخصها بكثير من الأحكام التي تمكنها من أداء دورها على أكمل وجه وشرع ما يقطع دابر الفتنة بها


والنصوص في ذلك واضحة غاية ما يكون الوضوح .. بطريقة لا يماري فيها عاقل .. إلا من سفه نفسه ..


فالإسلام جعل بيت المرأة هو مملكتها ودنياها .. منعها من الخروج منه بنص واضح صريح لا لبس فيه ولا غموض - إلا في ضرورة - قال الله عز وجل "وقرن في بيوتكن" .. ولأجل أن يبقيها الشارع في بيتها أطول فترة ممكنة .. لم يفرض عليها النفقة .. فالبتالي فإنها لا تحتاج للعمل والكسب .. لتنفق على نفسها .. ومن قبل ذلك فهي ليست بحاجة إلى التعليم التخصصي الذي يؤهلها للعمل ((( التعليم الجامعي .. أقصد ))) .. هذا أمر بدهي .. أليس كذلك ؟؟؟!!!!


بل أوجب الله عز وجل النفقة على ذويها الأقربين .. ولم يفرض عليها الجهاد ولا الجمعة ولا الجماعات ولا شهود الجنائز .. ولا غير ذلك مما يستلزم خروج المرأة من بيتها .. بل رغم إجازة الشارع للمرأة شهود الصلاة بالمسجد - بضوابط محددة .. ربما نبسطها في موضع آخر - غير أن نصوصا كثيرة صرحت بأفضلية صلاة المرأة في بيتها .. لتحرض النساء على الإقلال من خروجاتهن ..


فإذا ما خرجت المرأة لضرورة شرعية - ليس من ضمنها عمل المرأة , ولا التعليم وبخاصة الجامعي - أمرها الشارع أن تخرج متلفعة بجلبابها لا يبدو منها شيء البتة وأن تبتعد عن الاختلاط وألا تتعطر وألا تلين بالكلام - إن اضطُرّت إليه وألا .... الخ


والسؤال .. أين نقف نحن المسلمون من هذه التشريعات الآن .. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


لا شك أننا بيننا وبينها مفاوز .. ليس على مستوى عامة المسلمين وفقط .. بل وعلى مستوى المنتسبين إلى الالتزام أيضا ..


حتى أن دعوة مباركة للفتيات بالقرار في بيوتهن وترك التعليم الجامعي - كونه لا يمثل ضرورة شرعية .. في عصر يموج بالفتن - قربة لله .. تُواجه باستنكار شديد ..!!!!


وأنا أقول هذا الكلام .. بفرض أن التعليم الجامعي محترم .. ليس مختلطا .. وبفرض أن الجامعة مكانا محترما مخصصا للعلم وفقط .. وليس ملتقىً للعاشقين والعاشقات على اختلاف درجاتهم .. بدء من الحب الطاهر البرئ !!! الذي يُكتفى فيه باللقاءات والمكالمات .. وانتهاءً بالزنى العرفي والمثلية وغير ذلك .. مما لم يعد خافيا


فهلاّ رفقنا بالقوارير وجنّبناهن الفتن

أقول هذا الكلام .. عسى أن تنفتح له أعينا .. وتنفعل له قلوبا .. فنبادر إلى صون أمتنا .. وذلك بصون قلوب مجتمعنا الإسلامي - النساء أقصد - فننأى بهن عن الابتذال والاختلاط والإهانة التي لا تنفك عنه .. سواء في المواصلات أو على عتبات المدرجات .. ونهتم بتعليمهن أمور دينهن .. وما يساعدهن على إقامة بيت مسلم ولتعود المرأة المسلمة مرة أخرى غُصة في حلوق الأعداء ومصنعا للرجولة و محضنا للبطولة ..

فهل ننفعل .. ؟؟؟؟ ..


منقووول