ليس كمثله شئ


ما الفرق بين صنع الخالق وصنع المخلوق ؟ هو تماما كالفرق بين الخالق والمخلوق ولك أن تتخيل مدى هذا الفرق ..ولكن ..أنى لنا الخيال والتخيل وهو سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ ،ولا تدركه

الأبصار وهو يدرك الأبصار وما تخفى الصدور .. ولا يحيط به علم وهو العليم الخبير وهو فوق مدى الإدراك والمدارك سبحانه وتعالى عما يصفون .لماذا هذه المقدمة ؟

لأنى أريد أن أطرح للنقاش قضية جد هامة وخطيرة ،والله أسأل أن يمثل هذا الطرح ناقوس الخطر وهو يدق بشدة ليطالبنا بالإفاقة من الغفوة قبل فوات الأوان

القضية هى تدخل الإنسان بجهل وغرور زائف فى صنع الله وهو الأمر الذى أدى إلى الإضرار بالبيئة التى هى مرتع الإنسان ومحور حياته

وأسوق من الأمثلة الكثير والكثير ..فعند اكتشاف غاز الفريون واستخدامه فى التبريد وأجهزة التكييف الانسان أنه استطاع أن يتحكم فى الجو وعد ذلك فتحا كبيرا .. ولكن وبعد مرور سنوات

يكتشف الإنسان أن غاز الفريون سبب ثقبا فى طبقة الأوزون التى جعلها الله كمصفاة تقوم بترشيح ومنع الأشعة الضارة من النفاذ والوصول إلى الإنسان

وبعد أن شاع استخدام البخاخات ومزيلات العرق والأيروسولات والمبيدات اكتشف العلم أن مادة الكلوروفلورو كاربون التى تستعمل فى هذه البخاخات تسبب ضررا كبيرا أيضا.. لقد مثل عصر

النهضة والثورة الصناعية نقلة فى تاريخ الإنسانية ليقدم الإنسان الكثير من المبتكرات لتيسير الحياة ولكن هذه الثورة الصناعية التى لم تدرس آثارها السلبية خلقت نسبة تلوث غاية فى الخطورة

أصابت الهواء والماء والأرض فمن عوادم احتراق الفحم والسولار والبترول إلى غبار مصانع الأسمنت وإلى جرو قمائن الطوب ومسابك الرصاص إلى إلقاء مخلفات الصناعة من كيماويات فى مجارى

الأنهار والبحار .. لتستمر مسيرة الإنسان فى خلق كارثة بيئية ، لقد ظن الإنسان أنه باستخدام التقنيات الذرية والنووية يستطيع أن يحصل على طاقة نظيفة ولكن جاءت كارثة التسرب الإشعاعى

من مفاعل تشير نوبل الروسى لتهدم هذه النظرية

وتستمر مسيرة الإنسان فى استخدام الصناعة والتقنيات الحديثة دونما دراسة للآثار الجانبية والسلبية لها مما شكل بيئية شديدة الخطورة مثل الاحتباس الحرارى التى تهدد مناخ الكرة الأرضية ككل

وليبقى خطر ذوبان جليد القطبين الشمالى والجنوبى ليغرق الإنسان فى شر أعماله ولم يكتف الإنسان بذلك بل راح يفرط فى استخدام الصيد الجائر دون تخطيط بل والصيد لمجرد التسلية والمتعة ليهدد

سلالات بأكملها بالفناء وليقضى على التوازن البيولوجى والطبيعى الموجود على الأرض ولتطغى كائنات وتزيد أعدادها لاختفاء العدو الطبيعى لها .. تدخل جاهل من الإنسان فى منظومة الخلاق

البديع والنتيجة كارثة .. أما الكارثة الكبرى فهى تدخل الإنسان فى الزراعة والثروة الحيوانية والداجنة بما يخالف الفطرة والنتيجة أخطار وكوارث أرويها لكم الأسبوع القادم إن شاء الله



غن اللواء الأسلامى- علاء بسيونى