بسم الله الرحمن الرحيم
فى محطة الاسكندرية للقطارات وقف القطار المتجه إلى القاهرة إنتظاراً للمغادرة.وبدأ المسافرون فى حمل حقائبهم الثقيلة وصعود القطار والتزام اماكنهم داخله,,وبدأ الإعلان النهائى عن مغادرة القطار وبدء رحلته إلى القاهرة ,,وقبل ان يتحرك القطار صعد أحد المسافرين وهو شيخ وقور يرتدى عباءة وتظهر على وجهه إبتسامة حانية إلى احد عرباته.
وبدأت رحلة القطار ..قام الشيخ الوقور بدخول احد عربات القطار لعله يجد مكاناً خاليا يجلس فيه ولكنه لم يجد..
تقدم الشيخ الوقور إلى احدى الأسر التى يوجد بجانبهم مقعدا خالياً وإستأذن بالجلوس
- sorry ...نحن تعودنا على ان نحجز مقعداً خالياً بجانبنا ,وهذا شئ مفروغ منه .
إبتسم لهم الشيخ الوقور وتقدم إلى اسرة اخرى
_هل استسمحكم فى ان تفسحوا لى مكاناً اجلس فيه لو تكرمتم
_نظر رب الاسرة بضيق وتأفف الى الشيخ وقال :-لماذا لم تحجز لك مقعداً من قبل ؟ لماذا تشاركون الناس فى مقاعدهم وتضايقونهم لكى ترتاحوا انتم؟ لماذا...فقاطعه الشيخ الوقور وقال :- لا عليك يا اخى اعتذر لك عما بدر منى
إتجه الشيخ لإحدى الأسر لكى يطلب منهم نفس الطلب وقبل ان ينطق بكلمة اشار إليه رب الأسرة بيده بما معناه الرفض ,,,وقبل ان يتوجه عائدا ليجد مكانا يستطيع ان يقف فيه داخل القطار سمع صوتا يقول له تعالى يا أبى إجلس بجانبنا
نظر الشيخ فإذا برجل يناديه ليجلس بجانبه .جلس الشيخ بجانب الرجل الذى كان رباً لأسرة صغيرة وقد اجلس احد ابناءه الصغار على حجره لكى يفسح مكاناً للشيخ ليجلس بجانبهم
_اخشى ان اكون قد ضايقتكم
_لا عليك الناس لبعضها يا اخى المهم ان ترتاح فالسفر طويل
واصل القطار رحلته وبدأ المسافرون يخلد بعضهم للنوم فى راحة وسكينة ,بينما الرجل الذى إستضاف الشيخ والذى كان يداعبه النعاس لا يقوى على النوم وهو يحمل إبنه الصغير ولا يستطيع الجلوس براحة ولكنه كان محتفظاًبإبتسامة على وجهه كلما نظر إليه الشيخ الوقور
وبدأ القطار يهدئ من سرعته إستعداداً للتوقف فى محطته الأخيرة[ محطة رمسيس]
وبعد ان توقف القطار وبدأالمسافرون فى الإستعداد لحمل حقائبهم الثقيلة والهبوط من القطار,صعد القطار مجموعة من الرجال يرتدون ملابس تشبه ملابس رجال الأمن واتجهوا الى الشيخ الوقور
_حمداً لله على سلامتك يا باشا
_سلمكم الله ,واشار إليهم ان يحملوا كل حقائب الأسرة الصغيرة
- لا داعى لهذا ياسعادة الباشا
- لا يمكن وسوف اوصلكم الى اى مكان تحبوه...واخرج الشيخ الوقور [كارت]من جيبه واعطاه لرب الأسرة الصغيرة وقال له :- لا تتردد فى طلب اى شئ منى وأنا فى خدمتك

نزل رجال الأمن من القطار وهم يحملون حقائب الأسرة الصغيرة متجهين إلى خارج المحطة ليجدوا سيارة فارهة تنتظرهم خارجها
كل هذا يحدث أمام اعين الأسر التى رفضت ان تفسح للشيخ مكاناً ليجلس فيه ووقفوا متحسرين نادمين على انهم لم يجلسوه بجانبهم و ينالوا ما نالته الأسرة الصغيرة.
......
......
هذه قصة رمزية...سأترك لكم إخوتى فرصة ان تكتشفوا إلى ما ترمز هذه القصة؟؟؟؟؟