(الرقص) طقوس عبادة جنسية !!!



من الشائع بيننا اليوم في المناسبات السعيدة والأفراح [الرقص] ما يمارسنه الفتيات والنساء فضلا عن الرجال في أحيان كثيرة جدًا، ولا مانع مطلقًا أن ترى تبادل الرقص مع الرجال والنساء، هذا فضلا عن استئجار الراقصات المشهورات وأخذ الصور التذكارية معهن، وصار الناس يتفاخرون فيما بينهم بإحياء الراقصات شائعات الصيت لاحتفالاتهم، ويتباهون بالمبالغ الباهظة التي يدفعونها إلى هؤلاء الراقصات، خاصة اللاتي يمارسن ما يعرف بالرقص الشرقي والمنتشر في الملاهي الليلية، حيث تستعرض الراقصة مفاتن جسدها بحركات إغرائية مثيرة للغرائز، ولا خلاف بين الرقص الشرقي ولا الشعبي ولا ما يعرف بفن (البالية) فكله عرى و استعراض لمفاتن الجسد، سواء كان بغرض الفن و الإبداع أو إثارة الغرائز، فالأصل في الرقص أنه طقس من الطقوس السحرية والوثنية، بخلاف أن العرى فيه إهانة لخصوصيات الجسد، وابتذال لمفاتنه، وعامل مؤثر من عوامل إلهاب السعار الجنسي وإشعال جذوته، وهذا يعد إهانة صريحة لكرامة الجسد البشرى وحسنه في مقابل إهانة الجسد الشيطاني ومسخه وكأن إبليس يهزأ ببني آدم قال تعالى: يَا بَنِى ءَادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَتِهِمَآ [الأعراف: 27].

فإن الرقص الطقوسي:
(هو الرقص الذي يؤدى وفقا لشعائر أو مبادئ معينة وتصاحبه أعمال وأدوات تقليدية، ومنه الرقص الديني، والجنائزي... وفى الرقص الطقوسي يتدخل العامل الديني أو السحري ويستخدم كعامل أساسي في الرقص لمحاربة قوة خفية والانتصار عليها). ()

وهنا يجب أن نتنبه إلى شيء هام قد يوضح لنا الفارق بين مجرد العادات بوجه عام وبين العادات السحرية بوجه خاص، من حيث مخالفتها للفطرة السليمة والذوق العام، فهي تشكل ممارسات شاذة لا تقبلها الفطرة السليمة طالما انحرفت عن ذلك المسلك القويم، وبتتبع منشأ الرقص يتبين ارتباطه بالكفر والوثنية، مما يكشف فساد الرقص والراقصون واستحلالهم لهذه الممارسات الشاذة ذات الأصل الوثني.

بدأ الرقص في نشأته الأولى كطقوس سحرية كان يقصد منها جذب الحيوانات المرغوب فيها، (من ذلك أننا نجد أن بعض الرقصات إنما هي محاكاة أو تقليد لحركات حيوانات بعينها، وأنها سبب أن تؤدى كشيء مرغوب فيه من وجهة نظر الصياد البدائي بغية اجتذاب هذه الحيوانات أو اقتناصها بطريقة سهلة).. فهم كانوا يتعبدون الشياطين كي تساعدهم في اقتناص الصيد، فكان الرقص يعد طقسا تعبديا رجاء عونهم على الصيد، واستمر الرقص كطقوس سحرية إلى مرحلة الزراعة أملاً في نمو النبات والخصوبة، (أما رقصات الحرب، والرقصات الشعائرية (الطقوس Ritu) فقد ظهرت متأخرة عندما بدأ الإنسان يذهب إلى الحرب ويعبد الأرباب، ويليها رقص الحلقات الجماعية، الذي كان تعبيرًا انفعاليًا عن أفراح الإنسان وأحزانه).()

(في العبادة القديمة لدى الإغريق للإله ديونيسوس (الذي يعرف أيضًا باسم باخوس) كان ذلك الإله الخامل، إله الخمول والرخاوة، يعبد من خلال الرقص الانتشائي العنيف المدفوع الذي يعين على استمراره المضغ لأوراق اللبلاب ولنباتات الفطر. كانت تلك الطقوس _ التي كانت تتم في حماية مجموعة من النساء يطلق عليهن اسم الـ Bakkai تحدث على الجبال في الشتاء وتنتهي بالقتل الرمزي لديونيسوس الذي كان يتمثل على هيئة عنز (Teagos) يتم قتلها وتقطيع أوصالها وأكلها نيئة. هكذا يصبح المحتفلون متعصبين دينيين مفعمين بالحماسة Rnthusi(stikos (يحملون الله بداخلهم) فيما بعد. كانت دويلات عدة تقيم احتفالاتها بديونيسوس، وقد انتقلت هذه الاحتفالات إلى الربيع بدلا من الشتاء، وكانت دائما مفعمة بالابتهاج والسرور الخاص بالترجوياداى Tragoidiy أو أغاني الماعز Goat Songs. ومع نهاية القرن السادس قيل الميلاد أصبح الاحتفال بدنيسوس مكرسًا على نحو خاص لتقديم المسرحيات التي نطلق عليها الآن اسم المسرحيات التراجيدية).()

وفي جزر (هايتي) و(البرازيل) ينتشر نوع من السحر يسمى (الفودو Voodoo)، وفيه يستخدم السحرة الرقص كوسيلة لاستحواذ شياطين الجن على أجسادهم لتحقيق أهدافهم الشريرة. (ويجتمع القائمون بهذا الأمر في احتفال راقص، ويزعمون أن الروح تستولي على جسد امرأة، فتقوم تلك المرأة برقصة، وهذه الرقصة جزء من هذه الشعوذة التي يضحك فيها الشيطان على عقول البشر. ويستخدم في (الفودو) الدمى ومشية الموت ليجلبوا المرض والموت إلى الشخص الذي يريدون أذيته، وخلال الترانيم السحرية يستخدمون الدم والمنى والنباتات السامة وبقايا الجثث الآدمية. ويلاحظ أن ممارسي هذا النوع من السحر يصابون بنوع من الصرع، يتبعه دخول روح (أزرويل) في الشخص الذي يقوم بالرقص، ويزعمون أن المرأة التي تدخل الروح جسدها لا تشعر بجسدها، ولكنها تشعر بوجود قوة تتجه لتفجير رأسها، وتبقى على هذه الحال لمدة ثلاث أو أربع ساعات إلى أن يحدث السحر. ومن الضلال الذي يصاحب هذه الديانة الكفرية أن المرأة التي تقوم بهذه الرقصات يسمح لها بالزواج من عدد من الرجال بقدر عدد الخواتم التي كانت تلبسها، كما أنه يجوز لها أن تقيم علاقات أخرى مع الرجال من غير زواج بالقدر الذي تراه. وعند الانتهاء من الرقص تطلب الروح المرطبات أو المشروبات الكحولية، وتطلب نقلها على كرسي لتنام ثم تفارق بعد ذلك جسد المرأة).()

والآن وقد صار الرقص يمارس من باب المرح والتسلية والوجاهة والفخر، حيث لا تكاد تخلو منه مناسبة اجتماعية أو قومية أو حتى دينية إلا وجدت ذلك الرقص الفردي أو الجماعي، حيث يتشارك فيه الرجال مع النساء في هز أجسادهم والتمايل، وللأسف أن فاتورة هؤلاء الراقصين تدفع من رصيد الأمة، وعلى حساب الفقراء والمرضى الذين لا يستطيعون الرقص ولا التحرك بالمرة. حيث يقدم هذه الاستعراضات ما يعرف بالفرق الاستعراضية والفنون الشعبية، والتي كثيرًا ما استغلها القوادين والديايثة ستارًا لترويج الدعارة والتسويق لسلعته الرديئة، والإيقاع بالساذجات والساقطات، حيث نجد في الجرائد الرسمية إعلانات تطلب [فتاة ذات مظهر حسن]، و[مواهب جديدة للانضمام في فرق الفنون الشعبية]، ومثل هذه الفرق لا تمارس نشاطها المشبوه داخل البلاد فقط، بل تنتقل إلى الدول المحيطة لنشر فجورها في خارج البلاد، وهكذا تنتقل الدعارة باسم الرقص والفن إلى الخارج، بينما نحن نشجع هذه الفرق ونصفق لها وندفع لها من قوت المساكين الذين هم أولى بهذه الأموال، وليمارس البغاء سرًا تحت مسمى الرقص والفن، بعد أن كان يمارس جهارًا في منطقة ((الأزبكية) وما يتفرع عنها من مناطق (ككلوت بك) و(وش البركة) و(الوَسَعَة) حيث كانت خلال النصف الأول من القرن العشرين تمثل حي البغاء في القاهرة حتى صدور قرار الحكومة (1949) بإلغاء البغاء الرسمي في مصر).() وكان وراء إلغاء قانون البغاء في مصر، البرلماني الثائر الأستاذ (سيد جلال) (1901_ 1984).

(قد أشار تقرير عصبة الأمم 1927م: إلى أن هناك طائفة من الفتيات يجد سماسرة الأعراض بينهن موردًا عظيمًا لا ينضب، وهذه الطائفة من الممثلات و(الراقصات) وفتيات المسارح والحانات وأمثالهن، ومما يدعو إلى الأسف أن كثيرًا من مديري تلك المسارح والحانات، يشترطون في الفتيات اللاتي يستخدموهن، أن لا يرفضون بيع أعراضهن إذا طلب منهن ذلك، هذه هي الصورة الغربية التي يجب أن تكون أمام المرأة المسلمة، وهى تقرر موقفها من هذه الحركة الضالة التي تقودها القوى الأجنبية في بلادنا، ولقد كانت حركة تحرير المرأة في أوائل هذا القرن مؤامرة خطيرة استهدفت، كما وصفها الأستاذ محمد فريد وجدي، تدهورًا مروعًا في الآداب العامة وانتشار مفزعًا لمبدأ العزوبية وأصبحت جلسات المحاكم غاصة بقضايا هتك الأعراض وهرب الشابات.. إلخ). ()

ومن الجدير بالذكر أن أصحاب فرق الرقص الشعبي يقومون باقتباس تصميم حركات الرقص من الزار والحضرات والطرق الصوفية، وإدخالها في الرقصات ليعطوا إيحاءً زائفًا للمتلقي بالجو الإسلامي، مما يشوه صورة الإسلام، بوجه خاص في تلك الرقصات الدينية في ذكرى مولد الرسول الكريم r، وفي ذكرى الهجرة، فنجد المباخر والأوشحة الخضراء والضرب بالدفوف والتمايل والتفقير، وكل ذلك في جملته يعد طقوس وثنية يتعمدون إلصاقها بالإسلام وأتباعه، في حين أن الله ورسوله والمسلمين أبرياء من فعلهم.

فما نراه مشاهدًا اليوم من رقص في حلقات [الزار] ما هو إلا طقوس يتعبد بها الشيطان والجن، ذلك ما يطلقون عليه [التفقير] وهو تلك الحركات العنيفة والمتنوعة التي تقوم بها الملبوسات حيث يقمن بهز جميع أعضاء جسدهن لتنتهي بالصرع والإغماء، فلكل جن رقصة خاصة به، ويتضح لنا من ذلك أن الرقص كحركات إيقاعية سواء مرتبطة بالموسيقى والغناء أو بالنشوة والمرح فهو ذو ارتباط وثيق بالوثنية وعبادة الشيطان من خلال عبادة الأوثان على اختلاف أنواعها، حيث يهز المتعبدون الصدور والأرداف والأيادي خيلاء، يستعرضون فيها مفاتن أجسادهم أمام الشيطان أملا في نيل رضاه والحظوة عنده، أما اليوم فيمارس لإرضاء شياطين الإنس فضلا عن إرضاء شياطين الجن، هذا برغم أن الشرع يأمرنا بستر العورات وصيانة الجسد عن كل نقيصة ورذيلة قال تعالى: يَا بَنِى ءَادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَتِهِمَآ [الأعراف: 27] ولقد حذرنا عز وجل من تلصص الجن ونظرهم إلى عورات بنى آدم فقال تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ [الإسراء: 37].

قال أبو الوفاء ابن عقيل: (قد نص القرآن على النهى عن الرقص، فقال عز وجل: وَلا تَمْشِ في الأَرْضِ مَرَحًا [لقمان: 18] وذم المختل، فقال تعالى: إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان: 18]، والرقص أشد المرح والنظر أولسنا الذين قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الإطراب والسكر، فما بالنا لا نقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والمزمار والطبل لاجتماعهما في الإطراب؟ وهل شيء يزري بالعقل والوقار ويخرج عن سمت الحلم والأدب أقبح من ذي لحية يرقص؟ فكيف إذا كان شيبة ترقص وتصفق على وقاع الألحان والقضبان خصوصًا إذا كانت أصوات نسوان ومردان، وهل يحسن بمن يبن يديه الموت والسؤال والحشر والصراط، ثم هو إلى إحدى الدارين صائر أن يشمس بالرقص شمس البهائم، ويصفق تصفيق النسوة ، والله لقد رأيت مشايخ في عصري ما بان لهم سن في تبسم فضلا عن ضحك مع إدمان مخالطتي لهم، كالشيخ أبي القاسم بن زيدان، و عبد الملك بن بشران، و أبي طاهر بن العلاف، والجنيد، والدينوري). ()


تابع الجزء الثاني