إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان


إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .

و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين

أما بعد :

فآدم عليه السلام أول البشر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :«أول من يدعى يوم القيامة آدم فتتراءى له ذريته فيقال هذا أبوكم آدم فيقول لبيك وسعديك فيقول أخرج بعث جهنم من ذريتك فيقول يا رب كم أخرج فيقول أخرج من كل مائة تسعة وتسعين قالوا يا رسول الله إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون فماذا يبقي منا قال إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود »[1] و آدم عليه السلام هو ‌ أول الأنبياء فعن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال : « آدم ». قلت يا رسول الله : و نبي كان ؟ قال :«نعم نبي مكلم ». قلت يا رسول الله :كم المرسلون ؟ قال : «ثلاثمائة وبضع عشر جما غفيرا »[2] ، ومادام آدم عليه السلام نبيا من الأنبياء فالواجب حمل أفعاله و تصرفاته على خير المحامل ما أمكن ، و إذا كان الخوض في مسلم عظيما فالخوض في أحد الأنبياء أعظم ، ومسألة أكل آدم عليه السلام من الشجرة أهو على سبيل العصيان أم على سبيل السهو و النسيان قد خاض فيها العلماء الكرام وكل أدلى بدلوه و الأدلة على أن هذه الخطيئة كانت خطاءا و سهوا لا عصيان وعمدا فذبا عن نبي الله آدم كان هذا السفر الذي عنونت له : (( إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان )) فأسأل الله التوفيق والسداد








[1]- صحيح الجامع الصغير للألباني حديث رقم 2583
[2] - صحيح مشكاة المصابيح حديث رقم 5737