أولاً: تعريف الصهيونية :


1- الصهيونية فى معناها اللغوى والدينى.
أن الصهيونية هي الارتباط بجبل صهيون في فلسطين، وهذا الجبل يعتبر مقدساً عند اليهود، ويذكر عهدهم القديم المقدس سفر التكوين الإصحاح الأول فقره 2 بذلكفيقول " لأن الرب قد اختار صهيون .. اشتهاها سكنا له " ويقول أيضا " رنموا للرب الساكن في صهيون "كما يقول " لأنه من صهيون تخرج الشريعة " أي شريعة اليهود . و جبل صهيون هذا يقع جنوب بيت المقدس، و استولي عليه نبي الله داود وأقام في حصني صهيون وسماه مدينة داود واصبح صهيون مكانا مقدسا لاعتقاد اليهود بأن الرب يسكن فيه، فقد ورد في المزامير" رنموا للرب الساكن في صهيون".وعلي هـذا فالصهيونية هي في ظاهرها العمل علي عودة اليهود المشتتين واستقرارهم في فلسطين، أي في جبل صـهيون وما حـوله كذلك تأييد ذلك بالقـول وبالمساعدة المالية والأدبية.

2- الصهيونية فى حقيقتها وجوهرها.
والصهيونية هي مذهب سياسي عنصري مدمر، أتخذ من الدين سبيلا للتأثير علي العقول و النفوس . كذلك تشمل كافة المذاهب الخبيثة كالماسونية و الروتاري .. الخ التي تخالف ما بين وسائلها وغاياتها حتى تكسب العطف العالمي بأساليب تبدو طاهرة بريئة ثم تنتقل في صمت إلي أغراضها المدمرة وأهدافها الرهيبة، والصهيونية التى تواجهنا منذ ما يزيد عن قرن من الزمان هى مولودة فى الحضارة الصناعية الأوروبية ومنبثقة من المجتمعات الأوروبية، منطلقة من تيارين رئيسيين من تياراتها فى القرن التاسع عشر جندتهما وسخرتهما بما يتلائم مع مصالحها.
التيار الأول: يقظة القومية الأوروبية – أقحمت فية الصهيوينة اليقظة القومية اليهودية
التيار الثانى: تيار الاستعمار السائد فى فكر الحضارة الأوروبية آنذاك – وقد أقحمت فية الصهيونية مخطط استعمار واستيطان فلسطين.
والصهيونية قد استغلت فى القرن التاسع عشر الاختلال القائم بين تداعى الحضارة الشرقية وصعود الحضارة الغربية، بين سقوط الأمبراطورية العثمانية المسيطرةعلى الشرق وقيام السيطرة الغربية على الشرق "سيطرة عسكرية – سياسية – ثقافية – علمية" والصهيونية رغم أنها أوروبية المولد والنشأة إلا أنها تحمل فى داخلها الحذر القديم المتبادل بين المسيحية واليهودية فى العالم الأوروبى، ولكن الصهيونية عرفت كيف تجند هذا التناقض وهذا الحذر لصالحها موهمة المجتمعات الغربية الأوروبية دائما أنها تخدممصالحها بينما كانت فى كل مرة تستغلها لتخدم مصالحها هى، فتذهب المصالح الغربية وتبقى المصلحة الصهيوينة.
ويقول تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة فى كتابه "الدولة اليهودية" (بالنسبة لأوروبا سنقيم هناك "آى فى فلسطين" جزاءاً من السور المضاد لآسيا وسنكون حراس الحضارة المتقدمى المواقع ضد البربرية).
ولكن هرتزل الذى يتكلم عن حراسة الحضارة الأوروبية لا يهمه فى الواقع أمر هذه الحضارة فى شئ إلا ما يساعده فيها على تحقيق مشروعة ففى مقاطع أخرى من مذكراته يعبر عن فرحته بالخلافات المستحكمة بين الكاثوليك والبروتستانت، وبين فرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا فى النزاعات القومية والتوسع الاستعمارى مما يتيح للصهيوينة اللعب على وتر المتناقضات وإيهام كل طرف على حدة بأنها تحقق له مصالحه دون سواه واستغلال كل طرف لتحقيق المآرب الصهيونية وحدها.
تلك هي الصهيونية التي أرسي التلمود قواعدها ومهد لها السبيل لتنطلق في جنبات العالم فقد جاء في دائرة المعارف البريطانية " الصهيونية هي التي خلقت مباشرة شعور الارتباط بصهيون ، وذلك الشعور الذي قاد سبايا بابل إلي بيت المقدس فأعادوا تشييده فالحركة الصهيونية اليوم هي أعظم بل اشهر حركة عرفها التاريخ اليهودي منذ اقدم الأزمنة " .
دعونا نري نشيدهم المسمي ضفاف نهر الأردن " مثل قصف الرعد يشق لهيب السحب نصفين يدوي في آذاننا صوت صادر من صهيون وينادي قائلا : يجب أن تظل نفوسكم تواقة إلي الأبد لأرض آبائكم وأجدادكم حتى ننقذ من يد الأعداء نهرنا المقدس ونعود إلي ضفاف الأردن".

والصهيوني هو :
اليهودي الذي يؤثر أن يعيش في فلسطين، وهو كذلك من يساعد اليهود ماديا وأدبيا ليستوطنوا في فلسطين .ولقد صاح هرتزل في ختام مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897 قائلاً " الأن أنشأنا الدولة الصهيونية اليهودية " ويقول بن جوريون " لقد جاءت لحظة الامتحان النهائي الحاسم لكل يهودي علي وجه الأرض فمن لا يعود اليوم إلي أرض فلسطين ليس صهيونيا بالتأكيد " وذلك من باب حث اليهود علي الهجرة إلي فلسطين، كذلك قالت جولدا مائير "بعد قيام صهيون أي دولة إسرائيل في صهيون لا يمكن أن يعد صهيونيا إلا ذلك الذي يحمل حقائبه ويأتي علي الفور " وهذا إيضا من باب حث اليهود علي الهجرة إلي فلسطين، أما الزعيم الصهيوني سولومون منشتر فيقول "إذا أردنا أن يكون لليهودية وجود ، فيجب علينا التمسك بالصهيونية"، إن الصهاينة يرون أن كل يهودي صهيوني وكل صهيوني يهودي ، ولا يشترط أن يعيش في جبل صهيون يكفي أنه يحن ويشتاق إلي ذلك فقط وحتى لو فقد الشوق والحنين فإنه يكفيه المساعدة للصهاينة أي مساعدة كانت وفي أي مجال كان .
وللحديث بقية ما دام فى العمر باقية.
مصادر الموضوع:
- كتاب ملل ونحل.
- سفر التكوين وإيضاحاته.
- كتاب الدولة اليهودية "لتيودور هرتزيل"
- ترجمة لدائرة المعارف البريطانية.