أفاق جديدة للتنويم المغناطيسي
التنويم المغناطيسي عاد الي الساحة الطبية من جديد ليجذب أنظار الباحثين والاطباء بل وظهرت له استخدامات مهمة بعد ان تراجع لسنوات طويلة، وكاد ان يدخل في طي النسيان.
فمنذ ما يقرب من أربع سنوات، قامت بعض الجامعات الاوروبية بتنظيم دورات تدريبية، لتأهيل الاطباء ومنحهم شهادة جامعية معترفا بها، في مجال التنويم المغناطيسي.. الامر الذي ساعد علي احياء الابحاث في هذا الفرع المظلوم من الطب.

***

وقال ان التنويم حالة يتم خلقها صناعيا، تشبه النوم، يتم فيها حصر مجال انتباه المريض ويقظته من الطبيب المنوم الذي ينقل عبر الكلام، ما تحتاجه هذه الحالة من علاج محدد.
وقد استغل هذا الاسلوب بعض الدجالين والمشعوذين، لخداع الناس والإيحاء لهم بالقدرة علي تنويم البشر ومعرفة مكان أي شيء مفقود، شخصا كان أو ثروة، بعد تنويم الوسيط.. الامر الذي جعل هذا الفرع من الطب يرتبط في الاذهان بالدجل والشعوذة، وبفقد الثقة والاهتمام.

***

وخلال السنوات الاخيرة، اجريت الكثير من الدراسات والابحاث العلمية تؤكد نتائجها اهمية التنويم المغناطيسي في كثير من المجالات مثل العلاج النفسي وتسكين الآلام بل والتخدير قبل العمليات الجراحية.
ففي احد المستشفيات الكبيرة، في بلجيكا خضع الشاب سيدريك لعملية جراحية تتضمن خلع اربعة ضروس عقل في وقت واحد.. بدون تخدير كلي، انما اقتصر الامر علي حقنة مهدئة والقليل من المخدر الموضعي وجلسة تنويم مغناطيسي!
وطوال فترة الجراحة، كانت الدكتورة اليزابيث فايمونفيل تواجه الآلام بالكلمات وتحت تأثير التنويم المغناطيسي، اخذ المريض يجيب علي الاسئلة التي توجهها له عن رحلاته اين قضاها، ومع من، متغلبا بذلك علي آلامه وجميع الأعراض الاخري المرتبطة بالجراحة كالغثيان والارهاق والقيء.

***

وتقول الدكتورة اليزابيث انها تقوم ايضا باستبدال الادوية المسكنة بجلسات تنويم مغناطيسي بتدريب المرضي علي التنويم الذاتي عند الشعور بالالم بدلا من اللجوء للمسكنات حيث يقوم المريض بالاسترخاء تماما، ثم يركز نظره علي نقطة معينة قد تكون احد اصابعه او شعلة موجودة بالغرفة ويظل هكذا لعدة دقائق.
وبهذا الاسلوب يصبح من السهل التخلص من الخوف او القلق او الالم كما يكون الانسان في حالة من التركيز تمكنه من التفكير السليم اذا كان بصدد مشكلة ما.

***

وتحت تأثير التنويم المغناطيسي يستطيع الشخص تذكر احداث كان يصعب عليه استرجاعها ويعتقد انها محيت من الذاكرة تماما.
ففي السادس من نوفمبر 1998 قضت محكمة بسويسرا بالسجن لمدة اربع سنوات علي احد المتهمين في قضية اغتصاب بعد ان استطاعت المجني عليها تحديد كل أوصافه تحت تأثير التنويم المغناطيسي.

***

وفي فرنسا يستقبل الدكتور جان مارك يوميا في عيادته عشرات المرضي لمساعدتهم علي التوقف عن التدخين من خلال جلسات التنويم المغناطيسي بعد النجاح الذي حققه هذا الاسلوب في علاج كثير من الحالات واحيانا من أول جلسة.
ويؤكد الباحثون ان الدراسات التي تجري الان ستكشف عن جوانب جديدة من المتوقع ان تعيد الثقة في هذا الفرع من الطب الذي ظل مظلوما لسنوات طويلة.

http://www.elakhbar.org.eg/issues/16677/1301.html
--------------------------------------------------------------------------------