خلاصة القول في : أين قال القرآن أن المرتد يقتل؟

1) القرآن لم يضع حداً دنيوياً لقتل المرتد ، ولو كان هنالك حد لوجب على القرآن وضعه لأن القضية تتعلق بحياة الإنسان، وقد تناول القرآن عقوبات دنيوية أقل بكثير من قتل المرتد .. كعقوبة الزنى والسرقة.

2) يقول البعض إن عدم ذكر القرآن لعقوبة دنيوية لحد الردة لا يعني عدم وجود عقوبة له، والحقيقة هي إن المعادلة الدينية المنطقية تقول إن كل عقوبة دنيوية تتبعها عقوبة أخروية أما كل عقوبة أخروية ليس لها بالضرورة عقوبة دنيوية، فكم من الناس استطاعوا أن يتجاوزوا العقوبة الدنيوية فسرقوا ولم تقطع أياديهم، إلا أنهم لن يستطيعوا أن يتجاوزوا العقوبة الأخروية وهي العذاب الأليم.

3)لا تثبت الحدود بأحاديث الآحاد، وآحاديث قتل المرتد من الآحاد، ولا يعمل بالآحاد في العقائدوالحكم بقتل المرتدّ من العقائد.

4)هنالك أحاديث تبين أن الرسول لم يقتل المرتدين وهي تعارض أحاديث قتل المرتد مثل الحديث التالي :

أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام ، فأصابه وعك ، فقال : أقلني بيعتي ، فأبى ، ثم جاءه فقال : أقلني بيعتي ، فأبى ، فخرج ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المدينة كالكير ، تنفي خبثها ، وتصنع طيبها )

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7209
خلاصة الدرجة: [صحيح]

ففي هذا الحديث يظهر بوضوح أن الأعرابي قد أعلن ردّته للرّسول، ورغم أن الرسول قد رفض ردته، إلا أنه لم يقتله وإنّما تركه ينصرف مرتدّا، ولم يلق عليه القبض، ولم يخضعه للاستتابة.