بقلم صالح بن ساير المطيري

"...إن الناظر بعين الإنصاف والبصيرة يدرك بوضوح أن هؤلاء لم يقدموا أي مشروع ناجح للمرأة. وإنما دعوا المرأة إلى الانسلاخ من دينها وإلى التبرج والسفور ومخالطة الرجال عن طريق القدوات الوهمية التي يقدمونها للمرأة.أما أهل الخير والصلاح فهم الذين قدموا المشاريع الناجحة للمرأة حسب طاقاتهم وإمكاناتهم المتاحة..


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً. وبعد :



يشن أعداء الأمة حرباً شعواء على المرأة المسلمة، ويسعون بكل ما أوتوا من قوة لصرفها عن دينها. لأنهم يدركون أهمية المرأة المسلمة ودورها في إعداد الجيل المسلم الذي يحمل على عاتقه نصر الأمة لتتبوأ سؤددها وعزها ومكانتها اللائقة بها. وليس ذلك بمستغرب على العدو، فهذه رسالته وهذا هدفه. ولكن مما يزيد في عظم الهجمة وشراستها أن يقوم بهذا الدور الإفسادي زمرة من بني جلدتنا، يتكلمون بلغتنا ويعيشون بيننا ولكن قلوبهم مع أعدائنا. وتتضاعف جهود هؤلاء الأعداء من داخل الصف الإسلامي في تركيز ماكر خبيث في إفساد المرأة المسلمة وسلخها من دينها وحيائها، لتكون لقمة سائغة لهم. ولقد كشر القوم عن أنيابهم وجاهروا بمقاصدهم في كثير من برامجهم وأطروحاتهم، فلا تكاد تقلّب صحيفة أو مجلة إلا وتجد كتابات ودعوات تبين بوضوح مقاصد القوم ونواياهم. فالأعداء جادون وأذنابهم بين صفوفنا ينفذون ويكتبون ولذا كان من الواجب على كل غيور على أمته ودينه أن يساهم بما يستطيع في رد هذه الهجمة الشرسة وكشف خطط الأعداء { وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين } الأنعام : 55.

واليوم كثرت السهام الموجهة تجاه المرأة المسلمة للحيلولة بينها وبين أن تؤدي دورها في نصرة دينها، وأن تكون لبنة صالحة في المجتمع وموجهة لأولادها وبنات جنسها إلى ما فيه الخير والصلاح ونصرة هذا الدين. تلك السهام المغرضة التي تصور التزام المرأة المسلمة بتعاليم دينها تزمتاً وتشدداً وتأخراً عن ركب الحضارة. ويزعم هؤلاء الأعداء أنه لا بد للمرأة المسلمة لكي تثبت وجودها أن تحطم هذه القيود التي هي من التقاليد البائدة، وأن تنطلق بكل حرية وجرأة لتواكب المسيرة والتطور ولتتشبه بالمرأة الغربية التي بلغت الغاية في حريتها ومساواتها بالرجل الذي سلبها حريتها في بلاد الإسلام. وللأسف الشديد أن هذا الكلام وهذه الأطروحات وجدت تجاوباً من فئات من بنات الإسلام اللاتي انخدعن بالأبواق الناعقة وسرن وراء ما يسمى بالموضة، وأخذن يرددن دعاوى المغرضين وأصحاب هذه الأبواق، بل أصبحنا نرى مواقف عملية تنفذ على أرض الواقع تدل دلالة واضحة على تأثير هذه الدعوات، فرأينا فتاة الإسلام التي كان يحتل الحياء والحشمة كل حياتها وكانت يوماً ما تخجل من أن يراها رجل غير محرم لها في الشارع وهي بكامل حشمتها، رأيناها اليوم هي بنفسها تزاحم الرجل في طريقه بلباس فاضح يكشف أكثر مما يستر. بل رأيناها تلبس حجاباً تسميه حجاباً و هو بعيد كل البعد عن مدلول الحجاب الإسلامي الذي فرضه الله وارتضاه للمرأة المسلمة.


لقد أصبحت قضايا المرأة اليوم تثار ضمن الحرب الضروس على الأمة الإسلامية وتناقش على أعلى المستويات في هيئة الأمم المتحدة، وانطلق كثير من المؤتمرات من تلك المؤسسة، وفرضت القضية على العالم الإسلامي فرضاً من منطلق نظرة غربية استعمارية تتخذ من دعاوى الحرب على الإرهاب ستاراً تفرض عن طريقه ما تشاء من مشاريع استعمارية وتغيير لأخلاق الأمة وديانتها متخذة من حقوق المرأة شعاراً تحقق من ورائه أهدافها، لأنها ترى إن إفساد المرأة المسلمة هو الطريق الناجح للسيطرة على المسلمين، وهذا الموضوع محور مهم من المحاور التي ينطلق منها الأعداء في حربهم على الأمة اليوم، وقام المنافقون في بلاد الإسلام بتنفيذ مخططات الأعداء وسعوا من داخل الصف في إضلال الأمة وإبعادها عن دينها وسلخها عن هويتها الإسلامية وتنادوا هنا وهناك للإجهاز على الأمة، وقد نبأنا الله عنهم فقال {هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون}