محمد ٍ(صلى الله عليه وسلم)، المحرِّر:
هل كان النبيُّ محمد نصيرًا للحريات العامة؟
هذا ليس سؤالا فحسب .بل درس قصير في التاريخ عن محمد (صلى الله عليه وسلم)، المحرِّر..مؤلف أول قانون دستوريٍّ.
بالأمس، في كلية الدراسات الدولية المتقدمة (SAIS) بجامعة جونز هوبكينز في واشنطن ،تحدث الرئيس بوش عن الحرب في العراق و إقامة عالم حر. ثمَّ بدأ بعد ذلك في تلقى الأسئلة،والتي كان أكثرها غرابة هذا السؤال الذي وجهته امرأة شابة كانت من بين المستمعين:
المرأة: صباح الخير ،سيادة الرئيس. لدي سؤال أكثر عمومية عن عمل الولايات المتحدة المتعلق بنشر الديموقراطية إلى باقي دول العالم . كثيرون رأوا في مجهودات الولايات المتحدة في "دمقرطة" العالم ،خاصة الدول الشرق أوسطية، تعديًّا وانتهاكًا لحقوقهم السيادية.
ولكوني أعتبر أنَّ النبيَّ محمدًا (صلى الله عليه وسلم)،في الواقع،هو من وضع أوَّل دستورٍ معروف في العالم – فإنني أشير إلى الدستور الذي كتبه في مدينة "المدينة"، و إلى حياته ،وإلى مبادئه التي ضمَّنها دستوره، مثل دفاعه عن رفاهية النساء ، والأطفال ، والفقراء ، وحلِّه للنزاعات التي كانت مشتعلة بين العشائر المتحاربة في الجزيرة العربية ، وإعطائه الرجال والنساء حرية التعبير ، و كفالته الاحترام لكل الأديان ،وما يدعو للسخرية هو أن هذه المبادئ تماثل المبادئ التي نعتز كثيرا بوجودها في دستور دولتنا . إنني أتساءل كيف يمكن لمجموعة دراسة العراق التابعة لمعهد الولايات المتحدة للسلام التي قمتَ بتشكيلها حديثًا أن تستكشف هذه التشابهات الصادمة لتستفيد بها في إقامة علاقة جديدة مع العراقيين ولتثقيف الأمريكيين عن المبادئ الديموقراطية المتأصلة في الإسلام ؟
بوش: سؤال رائع . أعتقد أن الإرهابيين قد اختطفوا ديانة تدعو إلى السلام ليبرِّروا سلوكهم . أشكرك على تنبيهك لي إلى هذه المسألة . سأنقل تعليقاتك إلى "جيمس بيكر" ، أحد كبار المسئولين في المجموعة التي ستتوجه إلى العراق .
انظري ، أنتِ قلتِ شيئًا مثير للاهتمام بالفعل. بدايةً، قلتِ إن الناس يرون أن الولايات المتحدة تفرض معتقداتها ... إن كنتِ تعتقدين أن الحرية ليست قيمة كونيَّة ، فربما يمكن أن تري في هذا فرضًا للمعتقدات . أنا لا أقول للدول ، يجب عليكم أن تنظروا إلى الأمور من خلال نظرتنا أو أن تفعلوا مثلما نفعل ، لكنني أقول :أعطوا شعوبكم فرصةً أن يكونوا أحرارًا ، وكما قلتِ، هذا ليس بالضرورة مخالفا لما كان النبي محمد يقوله .(1)
الإسلام التقدمي
مناهج الإسلام الأكثر إبداعًا في التعامل مع المجتمع و حقوق الإنسان ينبغي أن نوليها اهتمامًا أكثر وأكثر . قد يكون محمد (صلى الله عليه وسلم) لا يتكلم الغة المعاصرة للديموقراطية ، لكنه وضع العرب والفرس على طريق تنمية الحرية ،والتسامح و التجديد .
هناك سبب جعلنا نضع صورة محمد (2) على مبنى المحكمة العليا الأمريكية . فلقد كان مؤمنا بحكم القانون ،وليس الشريعة الصارمة التي يضعها البعض الآن موضع التنفيذ. في لحظة ما من التاريخ الشرق-أوسطيّ،أخرج الطغاة هذا الرقي الذي بدأه محمد (صلى الله عليه وسلم) عن مساره.ليس ثمة وقت أكثر مناسبة من هذه اللحظة للعودة إلى المسار مرة أخرى.
فرانك وارنر
مصدر المقال

http://frankwarner.typepad.com/free_...ammed_the.html



السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة