بسم الله الرحمن الرحيم

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر 53
في هذه الآية الكريمة أمر من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس عامة ، مؤمنهم وكافرهم ، طائعهم وعاصيهم ، مخلصهم ومنافقهم ، إن الله يدعوهم جميعا للتوبة ، ويبشرهم بأن ذنوبهم مهما عظمت وجلت حتى بلغت عنان السماء ، وملأت قراب الأرض فإنها مغفورة بإذن الله تعالى ، وبالتوبة الصادقة وإخلاص النية لله في صلاح النفس ، وتهذيب السلوك يعرف الإنسان طريقه إلى الصراط المستقيم ، والنعيم المقيم .

وانظر أخي الكريم اختي الكريمة إلى قوله تعالى :

إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً

فالله تعالى يغفر الذنوب ولا يبالى ، فيقول سبحانه :

{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48

والمعنى :

إن الله تعالى لا يغفر ولا يتجاوز عمَّن أشرك به أحدًا من مخلوقاته ، أو كفر بأي نوع من أنواع الكفر الأكبر، ويتجاوز ويعفو عمَّا دون الشرك من الذنوب ، لمن يشاء من عباده ، ومن يشرك بالله غيره فقد اختلق ذنبًا عظيمًا .


فاللهم انا نشهدك ونشهد حملة عرشك ، وملائكتك ، وجميع خلقك ، بأنك أنت الله ، لا اله غيرك ، ولا معبود سواك .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أعمارنا أواخرها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه، اللهم وفقنا جميعا لفعل الخيرات واجتناب المنكرات.
والله نسأل الهداية والتوفيق