التاصيل الشرعي للدعوة في المجال الطبي

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

اسهل عقيده اسلاميه لاطفل المسلم من الكتاب: التوحيد للناشئة والمبتدئين المؤلف: عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | اضخم موسوعه الى طريق العلم الشرعي الصحيح تجميع الشيخ احمد موسى » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | القران الكريم كاملا لاكثر من 90 قارئ » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | هنا تجميع موسوعة فتاوى العقيده الطحاويه الشيخ صالح ال الشيخ تجميع وليد الماخى الدمياطى » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | دروس بلوغ المرام الشيخ الفوزان حفظه الله » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | دروس المنتقى من أخبار سيد المرسلين الشيخ الفوزان حفظه الله » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | شرح العقيدة الواسطية الشيخ الفوزان حفظه الله » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | موسوعة الفقه الإسلامي 3 كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | The Mihrab' s Guests [ 58 ] » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | سورة القمر : القارئ إسلام صبحي » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

التاصيل الشرعي للدعوة في المجال الطبي

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: التاصيل الشرعي للدعوة في المجال الطبي

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    62
    آخر نشاط
    13-10-2005
    على الساعة
    02:28 AM

    التاصيل الشرعي للدعوة في المجال الطبي

    التاصيل الشرعي للدعوة في المجال الطبي


    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعــد:

    فإن الدعوة إلى الله تعالى من أشرف المهمات وأوسع طرق الخير ، قال سبحانه ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) [فصّلت : 33].

    وشرَّف الله تعالى رسوله بهذه المهمة ، فقال: ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرةٍ أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) [ يوسف : 108 ]

    ولمعرفة الحكم الشرعي للدعوة في المجال الطبي ، وفضلها ، وأساليبها ، لا بدّ من بيان بعض المقدمات:

    الأولى : أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم كان طبيباً للقلوب والأبدان ، فقال سبحانه (وننزِّل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين) [الإسراء : 82] ، وقال ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور ) [ يونس : 57].

    وقد عالج النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم أدواء الناس النفسية والجسدية والعقلية . وانظر كتب الطب النبويّ لتجد الأمثلة الكثيرة على علاجاته عليه السلام.
    وهذا من دلائل نبوته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم.

    وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم قدوة للناس جميعاً كما قال سبحانه (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) [الأحزاب:21].

    فإنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم قدوة للأطباء على وجه الخصوص ، لأنه قام بمهمتهم ولو على نحوٍ ما.

    ولذا يذكر الأطباء المسلمين القدماء في صدر كتبهم من أسباب شرف مهنة الطب أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم قام بها ولو على نحوٍ ما.

    ومن الأنبياء الأطباء أيضاً إدريس عليه السلام (اسمه في التوراة خنوخ ولقبه هرمس): ذكر أنه أول من تكلم في الطب ، فإن صحّ هذا كان إمام الأطباء الدعاة. ( إخبار العلماء بأخبار الحكماء لابن القفطي: 2 ، طبقات الأطباء والحكماء لابن جلجل :5).

    الثانية : أن الطبيب المسلم هو أحد المكلَّفين والمخاطبين بالتوجيهات الربانية والنبوية ، وكل أمرٍ أو نهيٍ في كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم فإنها تتناوله ، ومنها الدعوة إلى الله تعالى ، فالطبيب عندما يقوم بها فإنه ينفِّذ التوجيهات الموجَّهة إليه كمسلم قبل أن يكون طبيباً.
    وكما يتم الالتزام بشرف المهنة وأخلاقياتها ، فإنه يلتزم بالتوجيهات الربانية من باب أولى.

    الثالثة : أن وجود المتخصصين في طب الأبدان واجب كفائي ، وثوابه عند الله تعالى عظيم إذا خلصت النية ، قال إمام الحرمين أبو المعالي الجويني :" فرض الكفاية أفضل من فرض العين لما فيه من نفي الحرج عن الغير"(الأشباه والنظائر لابن الوكيل:1 /112).

    وقد خصص صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم بعض الأطباء والطبيبات من الصحابة للقيام بهذا الواجب.
    وأرشد باستشارة بعض الأطباء كالحارث بن كلَدة الثقفي طبيب العرب، فأرشد سعد ابن أبي وقاص أن يأتيه كما روى ابن إسحاق (إخبار العلماء بأخبار الحكماء لابن القفطي: 112، وطبقات الأطباء والحكماء لابن جلجل : 54).

    فالطبيب قائمٌ على ثغرةٍ من ثغور الدين ، فإن الفقهاء ذكروا أن الضروريات التي فرضها الله تعالى على العباد خمس ، وعليها قام الدين ، وهي :

    حفظ الدين ،وحفظ النفس ، وحفظ العقل ، وحفظ المال ، وحفظ العرض .(الموافقات للشاطبي:1 / 38، 3 / 46).
    ففي الطب حفظٌ للنفوس ، وللعقول بعلاجهما ،وحفظٌ للأعراض بالتحذير من الأمراض، وكشف الاعتداءات الجنسية ، وحفظٌ للدين؛ لأن الدين لا يقوم إلا بنفوس العقلاء.

    الرابعة: أن المرض قدَر الله تعالى على عباده يبتليهم به ، فمنهم من يصبر ومنهم من يجزع، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم بالتداوي ، فقال :" ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله "(رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه).
    فمن واجب الطبيب أن يقدِّر اختلاف الناس في استقبال المرض ، ويعامل كلاً منهم بما يناسبه.
    لمـاذا أدعو ؟ :

    * لما لها من فضل وشرف : قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم " لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم " (رواه البخاري ومسلم عن سهل الساعدي رضي الله عنه).

    * لأنها فرض : وهذا يقودني إلى بيان حكم الدعوة إلى الله تعالى ، وقد ذكر أكثر العلماء أن الدعوة إلى الله تعالى فرض كفاية ، وهنا نحتاج إلى أن نوضِّح معنى فرض الكفاية في حق المكلَّفين بالدعوة : قال الشاطبي :" قد يصح أن يقال إنه – أي فرض الكفاية – واجبٌ على الجميع على وجهٍ من التجوُّز ؛ لأن القيام بذلك الفرض قيام بمصلحة عامة ، فهم مطلوبون بسدِّها الجملة ، فبعضهم هو قادر عليها مباشرة وذلك من كان أهلاً لها ، والباقون وإن لم يقدروا عليها قادرون على إقامة القادرين ، فمن كان قادراً على الولاية فهو مطلوب بإقامتها ، ومن لا يقدر عليها مطلوب بأمر آخر ، وهو إقامة القادر وإجباره على القيام بها من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " ( الموافقات : 1 / 178 )
    ، والحقيقة أن الكفاية لم تتحقق حالياً بإقامة الدعوة إلى الله تعالى من قبل الدول والهيئات والأفراد ، بدليل أننا نرى كثيراً من المسلمين يتنصرون ويضلُّون بسبب الدعوات الدينية المختلفة التي تنتشر بينهم.

    وأيضاً : فإن كثيراً من المسلمين في بقاع الأرض لا يزالون يطالبون بقدوم الدعاة إليهم ، ولم يقم المسلمون بإجابتهم.
    وأيضاً : فإن كثيراً من الدعاة القادرين على الدعوة ليس لديهم من المال ما يكفي للقيام بنشر الدعوة ، ولو توفَّر المال الكافي لبعض الدعاة والمؤسسات الإسلامية الدعوية لتحوَّل حال العالم !

    فإنه لا يوجد حالياً قناة فضائية إسلامية دعوية تقوم بها الكفاية وتخاطب العالم بلغاتٍ مختلفة ، ولا يوجد المال الكافي لنشر الإسلام في ربوع أفريقيا المتعطشة بالرغم من وجود الدعاة ، ولا يوجد الاهتمام الكافي لصدّ هجمات التنصير عن المسلمين في إندونيسيا وروسيا وشرق أوربا.

    وبالمقابل نقرأ عن جهود المنصرين في العالم:

    قال د. عبد الرحمن السميط :" في مدينة غارسيني في كينيا يوجد 8 كنائس بينما لا يوجد شخص واحد من سكان المدينة الأصليين غير مسلم ! " (رحلة خير في أفريقيا : 37).

    وقال :" من الأمور التي تأثرت بها عند زيارتي لمركز إغاثة من المراكز الأوربية أني رأيت فتاة تدير هذا المركز في ريعان شبابها لم يتجاوز عمرها الرابعة والعشرين ، وعندما سألتها عن سبب وجودها هنا ، ذكرت أنها تقوم بأعمال الإغاثة والإشراف على المركز ، فسألتها : أين كانت من قبل ؟ فذكرت أنها كانت في جنوب السودان في منطقة أكثر صعوبة بكثير من عملها الآن ، بدون كهرباء ولا ماء ! فيها الكثير من البعوض والحيوانات المفترسة وخشونة طباع الناس ، فسألتها : لماذا هي هنا ؟ فقالت : من أجل الخدمة الإنسانية.وهي لا تتلقى إلا راتباً بسيطاً جداً كمصرف جيب " (رحلة خير في أفريقيا : 80)

    وأضيف بعض الإحصائيات ( أخذت من مجلة الكوثر ):

    -المتفرغون للعمل الكنسي البروتستانتي ( 525 ) مليون شخص. -المتفرغون للعمل الكنسي الكاثوليك في أمريكا ( 6063 ) شخص.

    -دخل الكنيسة في شمال أوربا وأمريكا ( 200 ) بليون دولار أمريكي. -محطات الإذاعة والتلفاز المملوكة من قبل الكنسية (3400) محطة.

    كيف أدعو ؟ (أساليب الدعوة ) :

    المباشرة : وهي النصيحة ، ولها آداب :

    الأول : أن يتأكد من توثيق الكلام الذي يقوله للمنصوح ، قال تعالى ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) – البقرة : 111 - ، وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم " المتشبِّع بما لم يعطَ كلابس ثوبي زور " ( رواه البخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ).

    الثاني : أن لا يخالف نصيحة نفسه ، قال تعالى ( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) – الصف : 3
    يا أيُّها الرجـل المعـلِّمُ غــيرَه *** هلاَّ لنفسـك كـان ذا التعليــمُ
    تصـف الدواءَ لذي السِّقـام وذي الضَّنى *** كيمـا يصحّ بـه وأنت سقيـمُ
    ونراك تُصلِحُ بالرشـاد عقولنــا *** أبداً وأنت مــن الرشــاد عديــم
    ابدأ بنفسك فانهَهـا عن غيِّـــها *** فإذا انتـهت عنــه فأنت حكيــم
    فهناك يُسمَع مــا تقول ويشتفى *** بالقـول منك وينفــع التعليــم
    لا تنهَ عن خلُــقٍ وتأتيَ مثلــَه **** عـارٌ عليك إذا فعلــتَ عظيـم
    الثالث : مراعاة حال المنصوح : قال عليّ رضي الله عنه " حدِّثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يكذَّّبَ الله ورسوله " ( روه البخاري )

    * أمثلة على من يمكن نصيحتهم :
    -المتبرجة-لابس الذهب من الرجال-المدمن-غير المصلِّي
    غير المباشرة : كالكتاب ، الشريط ، الملصقات

    الدعوة العملية :
    أهميتها : قال د. عبد الرحمن السميط :" عملنا وسط قبيلة اللوكو المسيحية في سيراليون بالعمل الطبي دون دعوة كلامية ، فتأثروا بأطبائنا وسألوهم عن الإسلام واقتنعوا به ، وأسلم اثنان من زعماء القبيلة وأسلمت غالبية القبيلة ، وارتفعت نسبة المسلمين فيها خلال سنة ونصف من 5 % إلى 60 % ، وقمنا ببناء مركز إسلامي بينهم ، يضم مدرسة ومستوصفاً ومسجداً وداراً لتدريب النساء ، وأرسلنا زعماء القبيلة للحج فتأثروا جداً ، وعادوا وكلهم نشاط للدعوة للإسلام " ( رحلة خير في أفريقيا : 26 )

    1 - حسن الاستقبال والتوديع : عن جابر رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم إذا أتاه الوحي أو وعظ قلت : نذير قوم أتاهم العذاب ، فإذا ذهب عنه ذلك رأيت أطلق الناس وجهاً ، وأحسنهم بشراً . حسنه الهيثمي.
    ومن حسن الاستقبال والتوديع الدعاء الصالح له ، ومنه ما ورد في الأحاديث:
    * " أذهب البأس ربَّ الناس ، واشفِ أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاءك ، شفاءً لا يغادر سقماً " ( رواه مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها )

    * " اللهم اشف عبدك ، ينكأ لك عدوّاً ، أو يمشي لك إلى صلاة " ( رواه أبو داود عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما بإسناد صحيح )

    * " أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك " (رواه الطبراني عن عليٍّ رضي الله عنه بإسناد حسن)

    * أعيذك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد من شر ما تجد " ( رواه الطبراني عن عثمان رضي الله عنه بإسناد حسن )

    ، ويتذكر الطبيب أنه في عيادة مريض ، وعيادة المريض لها أجر عظيم ، قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم :" من عاد مريضاً شيّعه سبعون ألف ملك كلهم يستغفر له إن كان مصبحاً حتى يمسي ، وإن كان ممسياً حتى يصبح ، وكان له خراف في الجنة " ( رواه أحمد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه بإسناد صحيح)

    2 - إتقان العمل : قال تعالى ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) [ البقرة : 195 ]
    وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " ( رواه البيهقي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بسند حسن)

    ، وقال " إن الله كتب الإحسان على كل شيء " ( رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن شداد بن أوس رضي الله عنه )

    والناس يحبون من أحسن إليهم واجتهد في علاجهم وإرشادهم ، ويدعون له ، فإذا كانت سيرته حسنة ، والتزامه ظاهر انعكس ذلك على نظرتهم للدين ، وللمتدينين ، وحرصوا على الاقتداء بهذا الطبيب.
    والنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم عندما بدأ دعوته إلى الله ، كانت الدعوة الجديدة غريبةً على المجتمع المكّي ، وكان يمكن أن تفشل ، لولا أن سيرته الحسنة كانت مسانداً له ودافعاً لكثير من الناس لاتباعه ، وذلك واضح في حديث هرقل مع أبي سفيان كما في صحيح البخاري.

    3 - العلاقات الحسنة : قال فتحي يكن : إن الداعية بحق هو الذي يعيش لغيره لا لنفسه ، وتهمّه سعادة غيره ولو على حساب سعادته هو.

    ويضيف : كان أحد الدعاة الموفقين الذين يتقربون إلى الله بصبرهم على متاعب الآخرين ، وكان له قريب مدمن الخمر مدفوع بالأبواب منبوذ من كل أحد فزار الداعية يوماً ، ففتح له قلبه وبيته وأكرمه ، واعتاد هذا المخمور التردد عليه أسابيع حتى صلح حاله واهتدى إلى الله. ثم مرض الداعية وأدخل المشفى للجراحة ، فرابط المهتدي عنده يدعو له ويخدمه ولم يخرج من عنده ، حتى جاء يوماً للدخول ، فمنعه أحد أصدقاء الداعية ، فتشاكسا فصفعه ذلك البوَّاب على وجهه صفعة كانت كافية لأن يعود المهتدي إلى إدمانه وترك طريق الله . ( الاستيعاب في حياة الدعوة والداعية / فتحي يكن : 29 )

    4 – التلطُّف مع الناس : قال تعالى ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم ) [ آل عمران : 159 وعن جابر رضي الله عنه قال : صليت مع النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم الظهر والعصر ، فلما سلم قال لنا : على أماكنكم . وأهديت له جرة من حلواء ، فجعل يلعق كل رجل لعقة ، حتى أتى عليّ وأنا غلام ، قال : فألعقني لعقة ، ثم قال : أزيدك ؟ قلت : نعم . فزادني لعقة لصغري . فلم يزل كذلك حتى أتى على آخر القوم . ( رواه ابن ماجه بإسناد حسن)
    وأضاف صاعد بن الحسن :" ويكون الطبيب كثير التودد والسلام على من يستحقه ، طويل الروح مبشراً بالخير ضاحك السنّ "
    ونقل عن أبقراط قوله :" أي امرئ أعطاه الله علماً يشفي به المرضى وحباه بذلك ، فبلغ من قساوة قلبه أن لا ينصحهم ولا يشفق عليهم
    إنه لبعيد من كل خير بعيد من الطب "( كتاب التشويق الطبي : 24 أ )

    قال فتحي يكن : الدعوة ليست منبراً لعرض الأفكار والنظريات ، والداعية ليس مذياعاً يردد الأفكار المجردة فحسب ، بل إن الدعوة والداعية يجب أن ينتقلا نقلة نوعية تجعلهما يعيشان هموم الناس ويحملان بقسط وافر من هذه الهموم.
    فعلى الطبيب أن يسلِّي المرضى ببعض الكلمات الرقيقة المخففة للهموم ، فإن الغمّ النفسي للمريض أشدّ عليه من المرض العضوي ،

    وهذه بعض الأحاديث:

    * دخل النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم على شابّ وهو في السكرات ، فقال له : كيف تجدك ؟ قال : أرجو الله وأخاف ذنوبي . فقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم :" لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف " ( رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه وقال النووي : إسناده جيد).
    * و قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم :" ما من مسلم يصيبه أذى إلا حطّ الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها " ( رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه).

    5 – احتساب الأجر : المشاركة في علاج فقراء المسلمين في بلاد العالم ، وتخفيف الأجرة عليهم . ومن الأطباء المميزين في هذا الجانب:

    6 – التواضع : بيان أن الشافي هو الله تعالى ، فالله تعالى هو الطبيب (وإذا مرضت فهو يشفين ) الشعراء : 80 - وسؤال الله التوفيق ، والتخفيض في الأجر على الضعفاء .

    قال الرازي في رسالته :" ينبغي للطبيب أن يعالج الفقراء كما يعالج الأغنياء ، ورأيت من المتطببين من إذا عالج مريضاً شديد المرض فبرأ على يديه ، دخله عند ذلك عجب ،وكان كلامه كلام الجبارين ، فإذا كان كذلك ، فلا وفِّق ولا سُدِّد.
    ويتوكل الطبيب في علاجه على الله تعالى ، ويتوقع البرء منه ، ولا يحسب قوته وعمله ، ويعتمد في كل أموره عليه ، فإذا فعل ضد ذلك ونظر إلى نفسه وقوَّته في الصناعة وحذقه ، حرمه الله البرء " (أخلاق الطبيب للرازي : 38 )

    7 – احترام الأوامر الربانية : مثل أوقات الصلوات ، ووقت الصيام ، ومساعدة المرضى على ذلك ، وغضّ البصر عن الحرمات ، ومعرفة حدود العورات.

    والحمد لله رب العالمين

    اخوكم ابن القسام
    التعديل الأخير تم بواسطة الشرقاوى ; 06-08-2005 الساعة 04:05 PM
    غرباء ونحن سر الوجود...غرباء ونحن رمز الصمود...غرباء وليس بدعا فهذا قدر الحرِّ في بلاد العبيد

التاصيل الشرعي للدعوة في المجال الطبي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-10-2010, 03:41 PM
  2. الأطلس الطبي
    بواسطة دفاع في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-11-2008, 06:37 PM
  3. طريقة سهلة للدعوة الى الاسلام
    بواسطة masry1985 في المنتدى منتديات الدعاة العامة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-06-2008, 12:30 AM
  4. حملة للدعوة الى الاسلام
    بواسطة islam62005 في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-02-2007, 07:49 AM
  5. التعاون لإقامة موقع للدعوة مع مواقع أخرى
    بواسطة الأسد سيف الدين في المنتدى منتدى الشكاوى والإقتراحات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-09-2005, 11:31 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

التاصيل الشرعي للدعوة في المجال الطبي

التاصيل الشرعي للدعوة في المجال الطبي