{وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني و لوموا أنفسكم }(22) سورة ابراهيم
أخوتي البشر ... مسيحيين ... ومسلمين ...
هنيئاً [ للشيطان ] بكم وبأفعالكم وبأقوالكم وبكتاباتكم ... فهذا مراده ... وتلك غايته .
فقد جعلتم مواقعكم ومواقعهم ومنتدياتكم ومنتدياتهم ... مرتعاً خصباً ... ومنهلاً غزيراً ... [ للشيطان ]... يرتع منها ما شاء من الحقد والعداوة والكراهية ... وينهل منها ما يروي ظمأه من كفر وتجديف بالخالق ... وكتبه ... ورسله ...
فلا أنتم أسود الإسلام ...
ولا هم فرسان المسيحية ...
فبأفعالكم هذه ... وبأقوالهم تلك ... فأنتم جميعكم ( مسيحيين وإسلام ) بما تكتبوه ... لستم سوى ...خدم [ للشيطان ] وعبيد له ... وجنود عنده ... يتغذى على أحقادكم ... يستمد قوته من كفركم ... يطرب لتجديفكم ... يسعد لكراهية بعضكم بعضاً ...... وماذا يمكن [ للشيطان ] أن ينشده أكثر من هذا ... فقد كسبكم وكسبهم لصفه ... ولأنكم لبيتم دعوته ... واستجبتم له ... وحققتم مشيئته ... وانزلقتم وراءه... وابتعدتم عن خالقكم... ولذلك ... فمكافأتكم عظيمة ... ومكانتكم عنده عالية ... فالخلود مضمون لكم ولهم في أحط درجات [ جهنم ] تتذكرون فيها أمجاكم وبطولاتكم ... وتسرحون وتمرحون فيها مع سيدكم وصديقكم وصاحبكم ... ومصدر إلهامكم ووحيكم ... [ الشيطان ] وهنيئاً لكم ولهم بالهلاك ...
أخوتي ... على مر الأزمان والعصور ... والكتب المقدسة ... تخبرنا عن [ الشيطان ] (باختلاف أشكاله وتعدد تسمياته) ... وتحذّرنا منه ...حتى أصبح الطفل منا يعرف مراد [ الشيطان ] وأهدافه وغاياته ووسائله ... ومن أولوياته ... إسقاط الإنسان بهدف إبعاده عن الخالق ... فالإنسان هو سبب سقوط [ الشيطان ] ...
[ والشيطان ] لن يترك إنساناً حتى يسقطه معه ... ووسائله في ذلك أكثر من أن تعد وتحصى .
[ فالشيطان ] هو من أسقط آدم وحواء من الفردوس إلى أرض الشقاء ... وسقطنا جميعاً معهما .
[ والشيطان ] هو من عاث بنفس قايين فساداً فقام على أخيه هابيل وقتله .
وقبل أن يباشر المسيح (عليه السلام) بالتبشير بين الناس ذهب إلى البرية ليصوم أربعين يوما وأربعين ليلة حيث جاءه [ الشيطان ] ليجربه ويغويه .
ولا أدل على قوة [ الشيطان ] وسطوته ... من أنه ألقى على محمد (ص) ما ليس من عند الله ((( حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثنا حجاج , عن أبي معشر , عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس قالا : جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناد من أندية قريش كثير أهله , فتمنى يومئذ أن لا يأتيه من الله شيء فينفروا عنه , فأنزل الله عليه : { والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى } 53 1 : 2 فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغ : { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } 53 19 : 20 ألقى عليه [ الشيطان ] كلمتين : " تلك الغرانقة العلى , وإن شفاعتهن لترجى " , فتكلم بها . ثم مضى فقرأ السورة كلها , فسجد في آخر السورة , وسجد القوم جميعا معه , ! قالا : فلما أمسى أتاه جبرائيل عليهما السلام فعرض عليه السورة فلما بلغ الكلمتين اللتين ألقى [ الشيطان ] عليه قال : ما جئتك بهاتين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " افتريت على الله وقلت على الله ما لم يقل " فأوحى الله إليه : { وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك , لتفتري علينا غيره } ... 17 73 إلى قوله : { ثم لا تجد لك علينا نصيرا } . 17 75 فما زال مغموما مهموما حتى نزلت عليه : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى [ الشيطان ] في أمنيته فينسخ الله ما يلقي [ الشيطان ] ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم } ))) .
وعلى الرغم من أن الكتب المقدسة قد كشفت لنا عن أهداف [ الشيطان ] ووسائله .
إلا أننا وبدلاً من أن نتحد ونستخدم هذه الكتب المقدسة كأسلحة ضد [ الشيطان ] لسحقه وقمع قواه الشريرة ... فقد جعلنا من تلك الكتب بأقوالنا وأفعالنا وكتاباتنا أسلحة بيد [ الشيطان ] لنبعد أنفسنا بها عن الخالق ... وليأخذنا [ الشيطان ]معه إلى أتون النار ... والظلمة الخارجية... حيث هناك يكون البكاء وصرير الأسنان .
أخوتي البشر ... مسيحيين ... ومسلمين ...
يؤسفني أن أقول لكم أنكم أصبحتم بأقوالكم وأفعالكم وكتاباتكم تلك ... حلفاء [ للشيطان ] ... وأعداء للخالق ...
أخوتي المسيحيين ...
ماذا تجنون من إنكار إله الإسلام ... وتجريح نبيه ... والطعن بقرآنه ... وإثبات تناقضه وتحريفه ... ورفض إلوهيته ... غير إغضاب الآب ... وإرضاء [ الشيطان ] ...
هل هذا ما أراده أبيكم الذي في السموات ... هل هكذا تدخلون ملكوت السماوات ...
أليس من الأجدر أن تستغلوا كل ذلك الوقت الذي تهدروه {لتعملوا مشيئة أبيكم الذي في السموات ... لتصبحوا كاملين ... كما أن أبيكم الذي في السموات هو كامل }... (متى/5-48)
{وارجعوا عن فسادكم ... لأنه إن فسد الملح فبماذا يملح ... لا يصلح بعد لشيء إلاّ أن يطرح خارجاً ... ويداس من الناس} ... (متى5/13)
{ولا تدينوا لكي لا تدانوا ... لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون ... وبالكيل الذي تكيلون به يكال لكم} ... (متى7/1-2)
{وكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم ... افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم }. (متى7/12)
قد تقولوا ... إننا نبشّر ... وأقول ... ليس هكذا يكون التبشير ... ألم يعلمنا السيد المسيح بأنه : {وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا فَافْحَصُوا مَنْ فِيهَا مُسْتَحِق وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا. 12 وَحِينَ تَدْخُلُونَ الْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَيْهِ، 13 فَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ مُسْتَحِقًّا فَلْيَأْتِ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ، وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقًّا فَلْيَرْجعْ سَلاَمُكُمْ إِلَيْكُمْ} (متى10/11-14)...
فبهذا تنحصر مهمتكم ... وبغير ذلك ... تخضعون للدينونة ...
وإذا أردتم أن تبشروا ... فاظهروا نوركم لا ظلمتكم ... فالناس تهرب إلى النور ... لا إلى الظلمة ...
{فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ }(متى/5-16)
{وأسرعوا واصنعوا أثماراً تليق بالتوبة ... لأنه قد اقترب ملكوت السماوات }(متى 3/2-8)
وعليكم بأنفسكم ...
{وطُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ ... طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ ... طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ}. (متى 5/5-9)
أخوتي المسلمين ...
ماذا تجنون من تكذيب الكتاب المقدس ... ومناداتكم بتحريفه... والسخرية منه ... والكفر بالمسيح (عليه السلام) والتجديف عليه ...
{فلَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} ... (272) سورة البقرة
{وقولوا إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} (27) سورة الرعد
{ومَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }(46) سورة فصلت
{وقولوا يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} (108) سورة يونس .
{"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً"} (سورة النساء136) .
وقد تقولوا ... إننا نهديهم إلى الصراط المستقيم ... وأقول ... إن القرآن الكريم ... نزع عنكم مهمة الهداية ... لأنه (جل جلاله) ... يهدي من يشاء ... ويضل من يشاء ... وعليكم بأنفسكم ...
واعملوا الصالحات ... ولا تسيئوا ... لأن إساءتكم تصيبكم ... ولا تصيب غيركم ...
وتذكروا أنّ ... {إلهنا وإلهكم واحد ... وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ} (سورة العنكبوت 46). وبذلك تقهرون [ الشيطان ] ...
وأخيراً ... فلنتحد معاً ( مسيحيين ومسلمين ) ضد [ الشيطان ] ... وليرجع كل واحد منا إلى كتابه ... وليؤمن بما جاء فيه ... وليتقرب به من خالقه ... وعندما تحين الساعة ... يفصل الخالق بين المخطئ والمصيب ... ويحاسب كل نفس على ما فعلت .
المفضلات