(الكتاب المقدس عندما يكون الوحي صياغة بشرية..)
نقرأ ما لا يمكن أن يكون كتابًا مقدّسًا..

قصص لا أخلاقية تملأ العهد الجديد..

جنس فاضح وروايات إباحية لا هدف من ورائها سوى السرد المشبع للشهوات..

حتى لو كان الثمن هو ضياع الحق وطمس معالم الوحي..

فالمبشرون النصارى مولعون جدًّا بترديد الفقرة الآتية للقديس بولس، وهو أكثر كُتّاب الكتاب المقدّس تأليفًا، حيث ألّف وحده أكثر من نصف أسفار العهد الجديد ورسائله! العجيب أن إنجيل بولس المقدّس ليس أحد الأناجيل التي انتخبتها الكنيسة وعُرفت بعد ذلك بعدة عقود وقرون (متّى، مرقس، لوقا، ويوحنا)، ولذلك لم يطلع بولس على أي من هذه الكتب!

وفي وحيه المنسوب إليه يقول بولس:

"كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، وللتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملًا متأهبًا لكل عمل صالح" (تيموثاوس الثانية 3: 16، 17).

الآن سوف نتوقّف عند هذه الفقرة لاختبار مصداقيتها..

ولاختبار وحي القديس بولس فلنذهب إلى الإصحاح الثاني والثلاثين الشهير من سفر التكوين.. الفقرات الخمس الأولى منه تتحدّث عن يهوذا وأشقائه الثلاثة، ويهوذا هو والد العرق اليهودي ومنه تم اشتقاق كلمة "يهودي" و"يهودية". ومن بين أبنائه الثلاثة عير وأونان وشيله، تزوج ابنه الأكبر عير بامرأة اسمها ثامار، لكن الفقرة السابعة تسجل موته الباكر، "وكان عير، بكر يهوذا شريرًا في عيني الرب، فأماته الرب" (سفر التكوين 38: 7).

وفي الفقرة الثامنة من الإصحاح نفسه، نجد أن يهوذا العجوز طلب من ابنه الثاني أونان أن يذهب لأرملة أخيه وينجب منها طفلًا يحمل اسم أخيه المتوفى دون أطفال: "فقال يهوذا لأونان: ادخل على امرأة أخيك، وتزوج بها، وأقم نسلًا لأخيك. فعلم أونان أن النسل لا يكون له (أي لن يحمل الطفل اسمه) فكان إذ دخل على امرأة أخيه، أنه أفسد على الأرض لكي لا يعطي نسلًا لأخيه، فقبح في عيني الرب فأماته أيضًا" (سفر التكوين 38: 8 – 10).

والمعنى أن أونان كان حاسدًا وحاقدًا، ولذلك كان يجامع زوجة أخيه جماعًا ناقصًا!!

أي إنه كان يعزل عنها حتى لا تحمل منه ويكون النسل لأخيه!

أرسل يهوذا ثامار زوجة ابنه إلى بيت أبيها على وعد أن يستدعيها عندما يبلغ ابنه الثالث شيلا سن الزواج ليتم ما التزم به من أن يكون لها ابن يخلّد اسم ابنه البكر عير..

"فقال يهوذا لثامار كنته: اقعدي أرملة في بيت أبيك حتى يكبر شيلة ابني. لأنه قال: لعله يموت هو أيضًا كأخويه. فمضت ثامار وقعدت في بيت أبيها" (سفر التكوين 38: 11).

ولكن كان يهوذا شخصًا يؤمن بالخرافات، فاعتقد أنه فقد ابنيه بسبب زوجة ابنه ثامار الساحرة، ولم يكن مستعدًّا لأن يخاطر بحياة ابنه الوحيد المتبقي شيلا، ويظهر ذلك من قوله في الفقرة السابقة: "لعله يموت هو أيضًا، كأخويه"!!

كبر ابنه شيلا وأصبح أهلًا للزواج، لكن الرجل العجوز الذي يؤمن بالخرافات لم يستدع ثامار كما وعد، فأرادت ثامار الانتقام من يهوذا لتنصّله من وعده، ووصلتها أخبار بأنه سيذهب ليجز غنمه، فذهبت وجلست على جانب الطريق، ورآها يهوذا ظانًا أنها مومس وعاهرة.. فراودها عن نفسها، ووعدها أن يرسل لها جديًا من قطيعه بعد أن يزني بها، ولم تكن ثامار لتُخدع بمثل هذه الوعود، فطالبت بضمانات، فسلّمها الرجل العجوز خاتمه وعصابته وعصاه التي كان يحملها في يده وزنى بأرملة ابنه، وحملت من هذا الجماع الوحيد! وللعلم فإن ثامار هذه، وبحسب الكتاب المقدّس، هي جدة يسوع المسيح رب النصارى!!

ولندع الآن الكتاب المقدّس يكمل لنا هذه الخرافة الخليعة:

"فأخبرت ثامار وقيل لها: هوذا حموك صاعد إلى تمنة ليجز غنمه. فخلعت عنها ثياب ترملها، وتغطت ببرقع وتلففت، وجلست في مدخل عينايم التي على طريق تمنة، لأنها رأت أن شيلة قد كبر وهي لم تعط له زوجة. فنظرها يهوذا وحسبها زانية، لأنها كانت قد غطت وجهها. فمال إليها على الطريق وقال: هاتي أدخل عليك. لأنه لم يعلم أنها كنته. فقالت: ماذا تعطيني لكي تدخل علي؟ فقال: إني أرسل جدي معزى من الغنم. فقالت: هل تعطيني رهنًا حتى ترسله؟ فقال: ما الرهن الذي أعطيك؟ فقالت: خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك. فأعطاها ودخل عليها، فحبلت منه" (سفر التكوين 38: 13 -18).

ظهر الحمل على ثامار في ثلاثة أشهر، وبدأت الألسن تلوك الخبر ووصل لسمع يهوذا أن ثامار زنت وحملت من السفاح، فكان غضبه بلا حدود، وعبّر عنه بقوله: "أخرجوها فتحرق"! أو كما يقول الكتاب المقدّس: "ولما كان نحو ثلاثة أشهر، أخبر يهوذا وقيل له: قد زنت ثامار كنتك، وها هي حبلى أيضًا من الزنا. فقال يهوذا: أخرجوها فتحرق" (سفر التكوين 38: 24).

ولكن ثامار كانت أكثر مكرًا ودهاءً منه، فأرسلت له الخاتم والعصابة والعصا مع الخادم وطلبت منه أن يجد المجرم المسؤول عن حملها، قائلة: "من الرجل الذي هذه له أنا حبلى! وقالت: حقق لمن الخاتم والعصابة والعصا هذه". فعرف يهوذا أنه المسؤول عن حملها! وكما يقول الكتاب المقدّس: "أما هي فلما أخرجت أرسلت إلى حميها قائلة: من الرجل الذي هذه له أنا حبلى! وقالت: حقق لمن الخاتم والعصابة والعصا هذه. فتحققها يهوذا وقال: هي أبر مني، لأني لم أعطها لشيلة ابني. فلم يعد يعرفها أيضًا" (سفر التكوين 38: 25، 26).

الألفاظ مثل (تعرف) و(يتعرّف) تعني في الكتاب المقدّس العلاقة الجنسية، والمعنى: "ولم يجامعها يهوذا مرّة أخرى" فمرّة واحدة كانت تكفي! وهكذا تستمر هذه الأسطورة الخليعة وبعد تسعة أشهر من اللقاء الجنسي بين يهوذا والد الزوج وثامار زوجة ابنه، وضعت الزوجة توأمها غير الشرعي (فارص وزارح)! وهكذا يرتكب يهوذا والد العرق اليهودي زنا المحارم مع ثامار أرملة ابنه وينجب منها توأمين لقيطين أي غير شرعيين نالا الشرف بأن يصبحا الجدين الأكبرين للسيد يسوع المسيح "الابن الوحيد لله"!!

وقد يتعجّب القارئ من أنه ومن خلال هذه القصة غير الأخلاقية يتم إثبات نسب المسيح –عليه السلام-! وسوف يزيد العجب من أن هناك ستة من اللقطاء الذين كانوا ثمارًا لزنا المحارم دسّهم الكتاب المقدس في نسب هذا الرسول الكريم!

والآن نعود إلى الرسالة الثانية للقديس بولس ونتساءل:

تحت أي بند من البنود الأربعة يمكن أن نصنّف هذه القصّة الخليعة؟!

هل هي للتعليم أم للتوبيخ أم للتقويم أم للتأديب؟!

وما هو الهدف الأخلاقي من هذا الفسوق والفجور والمجون "المقدّس"؟!

لاحظ أنه تتم مباركة يهوذا على زناه المحرّم بزوجة ابنه!

وتتم مكافأة زوجة الابن على مكرها وحقدها وخداعها لهذا الرجل العجوز!

يمكنك أن تقرأ من جديد ماذا يقول الكتاب المقدّس عن نفسه..

"كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، وللتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملًا متأهبًا لكل عمل صالح" (تيموثاوس الثانية 3: 16-17).

هل أورد الكتاب المقدّس هذه القصة من زنا المحارم لأجل: التعليم أم التوبيخ أم التقويم أم التأديب؟!

لن يستطيع أي نصراني عبقري أن يبرّر هذه الخلاعة أو يصنّفها تحت أي بند من هذه البنود!

إن أي قارئ محترم يعلم أن مثل هذا الفسوق لا مكان له في وحي الله الحق!

إذا كان لا بدّ من تصنيفها فعلينا أن ننشئ بندًا خامسًا بعنوان: (المجون أو الفسوق أو الخلاعة)!

وهكذا تنهار مصداقية الكتاب المقدّس ويتبدّد وحي القديس بولس!!

الآن سوف نختبر وحي القديس بولس من منظور عقلاني منطقي..

فتأمّل كيف تتصادم نصوص الكتاب المقدّس بعضها مع بعض..

"الله حلف له (لداود) بقسم أنه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه" (سفر أعمال الرسل 2: 30).

"أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا: لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف، قبل أن يجتمعا، وجدت حبلى من الروح القدس" (إنجيل متى 1: 18).

والآن أيّ من هذين النصّين وحي من الله؟!

انتبه إلى أن كل واحد منهما يلغي الآخر!!



تأمّل مثالًا آخر..

"ولما أكملوا كل شيء حسب ناموس الرب، رجعوا إلى الجليل، إلى مدينتهم الناصرة" (إنجيل لوقا 2: 30).

"فقام وأخذ الصبي وأمه ليلًا وانصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس. لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: من مصر دعوت ابني" (إنجيل متى 2: 14، 15).

بحسب إنجيل لوقا فإن مريم ويوسف النجار ويسوع رجعوا إلى الجليل!

وبحسب إنجيل متى فإن مريم ويوسف النجار ويسوع سافروا إلى مصر!



تأمّل مثالًا آخر..

"وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (إنجيل يوحنا 3: 13).

"وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء" (سفر الملوك الثاني 2: 11).

"بالإيمان نقل أخنوخ لكي لا يرى الموت، ولم يوجد لأن الله نقله" (العبرانيين 11: 5).

لم يصعد أحد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء!

صعد إيليا إلى السماء برغم أنه لم ينزل من السماء!!

الله ينقل أخنوخ إلى السماء برغم أنه لم ينزل من السماء!!

تأمّل هذه النماذج الواضحة من تناقضات الكتاب المقدّس..

"لا تظنوا أني جئت لألقي سلامًا على الأرض. ما جئت لألقي سلامًا بل سيفًا. فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه، والابنة ضد أمها، والكنة ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته" (إنجيل متى 10: 34 – 36).

"جئت لألقي نارًا على الأرض.. أتظنون أني جئت لأعطي سلامًا على الأرض؟ كلا، أقول لكم: بل انقسامًا. لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين: ثلاثة على اثنين، واثنان على ثلاثة. ينقسم الأب على الابن، والابن على الأب، والأم على البنت، والبنت على الأم، والحماة على كنتها، والكنة على حماتها" (إنجيل لوقا 12: 49، 51 – 53).

"الكلمة التي أرسلها إلى بني إسرائيل يبشر بالسلام بيسوع المسيح" (أعمال الرسل 10: 36).

"المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة" (إنجيل لوقا 2: 14).

"طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون" (إنجيل متى 5: 9)

"لقمة يابسة ومعها سلامة، خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام" (سفر الأمثال 17: 1).

"لأن ليس ملكوت الله أكلًا وشربًا، بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس.. فلنعكف إذًا على ما هو للسلام، وما هو للبنيان بعضنا لبعض" (رومية 14: 17، 19).

"وثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام" (رسالة يعقوب 3: 18).

تأمّل هذا التناقض العجيب بين مرقس ومتى..

"وأوصاهم أن لا يحملوا شيئًا للطريق غير عصا فقط، لا مزودًا ولا خبزًا ولا نحاسًا في المنطقة" (إنجيل مرقس 6: 8).

لا تحمل في الطريق غير عصا فقط!

"لا تقتنوا ذهبًا ولا فضة ولا نحاسًا في مناطقكم، ولا مزودًا للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا، لأن الفاعل مستحق طعامه" (إنجيل متى 10: 9، 10).

لا تحمل عصا في الطريق!

وتأمّل هذا التناقض المدهش بين يوحنا ومتى..

"أجابهم يسوع: أليس أني أنا اخترتكم، الاثني عشر؟ وواحد منكم شيطان!" (إنجيل يوحنا 6: 70).

"فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم: إنكم أنتم الذين تبعتموني، في التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده، تجلسون أنتم أيضًا على اثني عشر كرسيًّا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر" (إنجيل متى 19).

والسؤال: هل سيجلس الشيطان (يهوذا الإسخريوطي) معهم؟

وتأمّل هذا التصادم بين يوحنا ومتى..

"أنا والآب واحد". (يوحنا 10: 30)

"وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلًا: إلوي، إلوي، لما شبقتني؟ الذي تفسيره: إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟" (إنجيل متى 27: 46).

يقول يسوع: "أنا والآب واحد"!

ويصيح يسوع على الصليب: إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟

ونحن نتساءل في تعجّب: إذا كان الاثنان واحد فلماذا تركه؟!

وتأمّل هذه النصوص المتناقضة..

"إن يؤلم المسيح، يكن هو أول قيامة الأموات، مزمعًا أن ينادي بنور للشعب وللأمم" (سفر الأعمال 26: 23).

المسيح هو أوّل من يقوم من الأموات!

"ومن يسوع المسيح الشاهد الأمين، البكر من الأموات، ورئيس ملوك الأرض: الذي أحبنا، وقد غسلنا من خطايانا بدمه" (رؤيا يوحنا 1: 5).

المسيح هو البكر من الأموات!

"ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم: لعازر، هلم خارجًا! فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع: حلوه ودعوه يذهب" (إنجيل يوحنا 11: 43، 44).

لعازر هو أوّل من قام من الأموات وليس المسيح!

وتأمّل هذا التناقض الصريح بين مرقس ولوقا..

"فخرجن سريعًا وهربن من القبر، لأن الرعدة والحيرة أخذتاهن. ولم يقلن لأحد شيئًا لأنهن كن خائفات" (إنجيل مرقس 16: 8).

لم يقلن لأحد شيئًا لأنهن كن خائفات!!

"فتذكرن كلامه، ورجعن من القبر، وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله" (إنجيل لوقا 24: 8، 9).

أخبرن الأحد عشر وجميع الباقين!!

تأمّل كيف يناقض سفر التكوين نفسه..

"وأوصى الرب الإله آدم قائلًا: من جميع شجر الجنة تأكل أكلًا، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت" (سفر التكوين 2: 16، 17).

آدم سوف يموت في اليوم الذي يأكل فيه من الشجرة!

"وكانت أيام آدم بعد ما ولد شيثا ثماني مئة سنة، وولد بنين وبنات. فكانت كل أيام آدم التي عاشها تسع مئة وثلاثين سنة، ومات" (سفر التكوين 5: 4، 5).

آدم عاش مئات السنين بعدما أكل من الشجرة!

"فعمل الله وحوش الأرض كأجناسها، والبهائم كأجناسها، وجميع دبابات الأرض كأجناسها. ورأى الله ذلك أنه حسن. وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم، وعلى كل الأرض، وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض" (سفر التكوين 1: 25، 26).

خلق الإنسان بعد خلق الحيوان!

"وقال الرب الإله: ليس جيدًا أن يكون آدم وحده، فأصنع له معينًا نظيره. وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء، فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها، وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها. فدعا آدم بأسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية. وأما لنفسه فلم يجد معينًا نظيره" (سفر التكوين 2: 18- 20).

خلق الإنسان قبل خلق الحيوان!

"من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكرًا وأنثى. ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين: ذكرًا وأنثى" (سفر التكوين 7: 2).

أمر الرب نوحًا بأن يأخذ في الفلك من البهائم سبعة أزواج ذكرًا وأنثى!

"ومن كل حي من كل ذي جسد، اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكرًا وأنثى" (سفر التكوين 6: 19)

أمر الرب نوحًا بأن يأخذ في الفلك من كل حي زوجين ذكرًا وأنثى!

تأمّل كيف يتناقض سفر التكوين مع إنجيل لوقا..

"وعاش أرفكشاد خمسًا وثلاثين سنة وولد شالح" (سفر التكوين 11: 12).

شالح ابن أرفكشاد بحسب سفر التكوين!!

"شالح بن قينان، بن أرفكشاد، بن سام، بن نوح، بن لامك" (إنجيل لوقا 3: 35، 36).

شالح ابن قينان بحسب إنجيل لوقا!!

سوف أعرض عليك تناقضًا عجيبًا في نصوص الكتاب المقدّس..

ولكن قبل ذلك أسمح لي أن أسألك:

هل تصدّقني إن قلت لك إن هناك ابنًا وُلد قبل أبيه بسنتين؟!

إن كنت لا تصدّقني فهل تصدّق الكتاب المقدّس إن قال لك ذلك؟

إذًا تدبّر هذه النصوص الثلاثة..

"وكان أخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة في أورشليم، واسم أمه عثليا بنت عمري ملك إسرائيل" (سفر الملوك الثاني 8).

"كان أخزيا ابن اثنتين وأربعين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة في أورشليم، واسم أمه عثليا بنت عمري" (سفر أخبار الأيام الثاني 22: 2).

"كان (يهورام) ابن اثنتين وثلاثين سنة حين ملك، وملك ثماني سنين في أورشليم، وذهب غير مأسوف عليه، ودفنوه في مدينة داود، ولكن ليس في قبور الملوك" (سفر أخبار الأيام الثاني 21: 20).

كان أخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك!!

كان أخزيا ابن اثنتين وأربعين سنة حين ملك!!

كان (يهورام) والد أخزيا ابن اثنتين وثلاثين سنة حين ملك!!

يهورام الأب مات بعد ثماني سنوات وهذا يعني أنه مات وكان عمره أربعين سنة!

يتضح من النصوص السابقة أن يهورام الأب مات وكان عمره أربعين سنة وتولى ابنه أخزيا الملك من بعده، فلو لم يكن النص الثاني خطأ يلزم أن يكون أخزيا أكبر من أبيه بسنتين وهو أمر ممتنع عقلًا!! ليس هناك أي مخرج من هذه الورطة! إن قبلت النص الأوّل أصبح التحريف لازمًا واقعًا في النص الثاني! وإن قبلت بالنص الثاني كان أخزيا أكبر من أبيه وهذا الأمر لا يقبله العقل! وبحسب تواريخ الملوك في قاموس الكتاب المقدس فإن ولادة الملك يهورام كانت سنة 583 ق.م، وولادة ابنه الأصغر الملك أخزيا كانت سنة 585 ق.م، أي إن الابن وُلد قبل أبيه بسنتين! ولك أن تتساءل في تعجّب: إذا كان الابن الأصغر وُلد قبل أبيه بسنتين فمتى وُلد إخوته الكبار؟!

سوف نختبر وحي القديس بولس من منظور علمي بحت وسوف نتأمّل الآن بعض النماذج..

في الكتاب المقدّس حمار ناطق: "ولكنه حصل على توبيخ تعديه، إذ منع حماقة النبي حمار أعجم ناطقًا بصوت إنسان" (رسالة بطرس 2: 16).

هل يعقل أن ينطق الحمار بصوت إنسان؟!!!

بحسب الكتاب المقدّس فإن شمشون يقتل ألف رجل بفك حمار طري: "وعثر على فك حمار طري، تناوله وقتل به ألف رجل. ثم قال شمشون: بفك حمار كومت أكداسًا فوق أكداس، بفك حمار قضيت على ألف رجل. وعندما كف عن الكلام ألقى فك الحمار من يده" (سفر القضاة 15- 15- 17).

شمشون الأسطورة يتناول فك حمار طري يقتل به ألف رجل دفعة واحدة!!!

هل يمكنك تصديق هذه الأسطورة؟! الأمر متروك لك!!

في الكتاب المقدّس طيور بأربع أرجل: "وكل دبيب الطير الماشي على أربع. فهو مكروه لكم. إلا هذا تأكلونه من جميع دبيب الطير الماشي على أربع: ما له كراعان فوق رجليه يثب بهما على الأرض" (سفر اللاويين 11: 20، 21).

والسؤال: ما هو الطائر الذي يمشي على أربع؟ فهل رأيت في حياتك أي طائر بأربع أرجل؟!

من المحزن ونحن في عصر العلم والمعرفة أن هذه الأساطير لا يعتقد النصارى في صحتها فقط، بل هي تقدّس وتعظّم وتصبح من القضايا المسلّمة التي لا تقبل الجدل عندهم.

يقول الطبيب والمفكّر الفرنسي موريس بوكاي، الذي نشأ على المسيحية الكاثوليكية: "لقد قمت أولًا بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامّة باحثًا عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث وكنت أعرف، قبل هذه الدراسة، وعن طريق الترجمات، أن القرآن يذكر أنواعًا كثيرة من الظواهر الطبيعية، ولكن معرفتي كانت وجيزة، وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أي مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث. وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل. أما بالنسبة إلى العهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول، أي سفر التكوين، فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخًا في عصرنا. وأما بالنسبة إلى الأناجيل فما نكاد نفتح الصفحة الأولى منها حتى نجد أنفسنا دفعة واحدة في مواجهة مشكلة خطيرة ونعني بها أنساب المسيح. وذلك أن نص إنجيل متّى يناقض بشكل جليّ إنجيل لوقا، وأن هذا الأخير يقدّم لنا صراحة أمرًا لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض".