-
أيهما هو الذبيح ....... إسماعيل أم إسحـق ؟
طلب الأخ سعد من العضو newone فتح موضوع جديد بهذا الصدد حتى لا يتم تشتيت الموضوع (يسوع إله وهذا هو الدليل ) ...... و حتى الآن فالعضو يتحاور فى موضوع الذبيح فى نفس الموضوع ..... و لهذا قمت بفتح تلك الصفحة خصيصاً لهذا الموضوع و سوف نقوم بنقل كل المشاركات الخاصة بموضوع الذبيح إليها
اقتباس
Deuteronomy 21
22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance
سفر التثنية:
21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
This is what the Bible says in the ..... Jesus
http://www.bare-jesus.net
-
أحسنت أخي الحبيب
إن شاء الله غداً أضع طرحي الأول وردي على إستفسارات الضيف الكريم
"سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ"
-
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
-
هما لسه بيقوحوا
هما لسه بيتكلموا في الموضوع ده ياعم قله مش اسماعيل هو الكبير بشهادة التوراة طب و بشهادة التوراة برضة مش ربنا قال خذ ابنك وحيدك.......الي أخره , طب ازاي يكون اسحق مع أن إسحق مش وحيد أبوه عشان هو الصغير هايرد عليك و يقولك لاء كان وحيده عشان اسماعيل كان بعيد عنهم سيدك قله إقرأ التوراة وانت تعرف انه مكانش بعيد عنهم طول الوقت بأمارة المكتوب في التوراة بأن اسماعيل و اسحق دفنوا ابراهيم عند مماته
و خلاص و شكرا
-
قبل البدء في القصة , أريد أن أستوضح من صديقنا العزيز أمرين:
1- كم عدد أولاد إبراهيم عليه السلام ؟؟
2- ما هي البلاد التي فيها مولد وحياة وممات نبيناً إبراهيم عليه السلام ؟
"سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ"
-
إن موضوع الذبيح و من هو هو من المواضيع التى تُمثل وجه خلاف بين بعض المُسلمين ..... ناهيك عن الخلاف بينهم و بين غيرهم من أهل الكتاب ...... و هذه الإختلافات الإسلامية –الإسلامية يستغلها أولئك الذين يودون إثبات صحة ما جاء فى كتبهم (المُحرفة) و لو على سبيل التلاعب بترتيب آيات القرآن أو إستغلال إختلاف المُفسرين بعضهم مع بعض
و لقد قمت بنفسى بوضع كلمة ذبيح فى موقع تحقيق الأحاديث للألبانى :
فكان هذا هو ما ظهر لى :
اقتباس
نتائج البحث هي:
1- أنا ابن الذبيحين
2- الذبيح إسحاق
3- وأمر النبي ( ص ) بإحداد الشفرة وإراحة الذبيحة إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته أخرجه مسلم وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم عن شداد بن أوس
4- أنا ابن الذبيحين . ( لا أصل له )
و فيه أن حديث أنا إبن الذبيحين لا أصل له و من الأحاديث الضعيفة و الموضوعة
و كذلك الحديث فى أن الذبيح إسحق فهو ضعيف و موضوع
و هكذا نجد أنه لا يوجد حديث صحيح عن النبى عليه الصلاة و السلام يؤكد أى من الأمرين ...... هل هو إسماعيل أم إسحاق ...... و لكن لأن القصة المروية عن همّ إبراهيم بذبح ولده فى الكتب السماوية (التوراة و القرآن) تتحدث عن حادثة الهمّ بالذبح لولد واحد من أولاد إبراهيم .... و ليس لكليهما ! ...... فيمكن لنا البحث فى الدليل العقلى و المنطقى فى كون أى منهما هو المعنى بتلك القصة ..... و إن كان هذا لن يُغير من إيماننا فى شيئ ...... سواء ثبت أن الذبيح هو إسماعيل أو إسحق
و لعل من أهم أسباب إلتزام اليهود بكون إسحق هو الذبيح ..... هو إصراراهم هو أنه صاحب العهد الذى إختص به إبراهيم فى سفر التكوين ...... و أن إسماعيل هو خارج العهد ..... و لذلك عندما يأمر الرب إبراهيم بذبح إبنه وحيده ...... فلا يُمكن أن يكون هذا الإبن الوحيد إلا إسحق ..... و لا يُمكن أن يُشاركه إسماعيل فى هذا الأمر ...... إذ أن هذا يستوجب مُشاركة العرب لليهود فى الوعد الإلهى الممنوح لإبراهيم ..... و هى كما نرى نظرة عنصرية مقيتة لم تختص بها التوراة وحدها ...... بل شاركها فيه ما يُسمى بالعهد الجديد ...... الذى هيمن عليه اليهودى الفريسى العنصرى بولس ....... و حشاه بعنصريته القميئة المقيتة ...... كما جاء فى حادثة ذلك اليسوع مع المرأة الأممية الكنعانية و وصفه إياها هى و قومها بالكلاب ...... و ما جاء فى أقوال بولس اللعين فى غلاطية .... فى الإصحاح الرابع .
و من أجمل المقالات التى قرأتها فى هذا الصدد ..... مقالة لشخص يُدعى مُصطفى بوهندى ...... و هو جزائرى على ما يبدو ...... من موقع جزائرى يُسمى الشهاب :
و هى مقالة تستحق القراءة و التوقف عندها و أنقلها لكم هنا ..... ثم أعود لأستكمل باقى الموضوع :
عهد مع إبراهيم نموذجا
بقلم: د. مصطفى بوهندي
مقدمات منهجية:
آيات الكتاب تتجاوز العبارة والإشارة:.
اهتم المسلمون بعبارات القرآن الكريم وإشاراته، وتوقفوا عندها كثيرا، بل بلغ الأمر بأكثرهم إلى أن أفردوا لها مؤلفات خاصة، فصلتها وبوبتها وشرحتها ودرستها، باعتبارها وجوها من إعجاز القرآن، تحدى الله بها الإنس والجن.
إلا أن كثيرا من هذا التوقف عند العبارات والإشارات لم يسمح بالعبور منها إلى المعبر عنه، والذهاب إلى المشار إليه. لقد أسرتنا الكلمات والألفاظ وإعجازها، حتى حولنا كل طاقتنا إليها، وأصبحت المقصد الأقصى والغاية المثلى للدارسين والباحثين في مجال الدراسات القرآنية. وأصبحت كثير من المصطلحات تعني فقط ما تحمله الألفاظ والكلمات، إذ أصبح المقطع اللغوي يعني كل شيء، فهو الآية والحجة و الدليل والبرهان، والنظر إنما يكون فيه، بالبحث عن معناه أو حكمه، فيكون الناظر والمفسر هو اللغوي الباحث عن المعاني اللغوية، أو الفقيه الباحث عن الأحكام الشرعية.
موعد مع الطبيعة:
لقد كان للمسلمين قبل قرون خلت موعد مع الطبيعة وآيات الله فيها، حيث أن الدعوة القرآنية إنما كانت تحث الناس وعلى رأسهم قراء القرآن على النظر في آيات الآفاق لا في عباراتها، بدءا من الطعام الذي يأكلون والماء الذي يشربون والنطفة التي منها يخلقون، ووصولا إلى السماء كيف رفعت، والشمس والقمر والنجوم، لكنهم أخلفوا ذلك الموعد بقرون عديدة، رغم المحاولات الفردية التي قام بها أفراد من الرواد المسلمين في هذا المجال، غير أنها لم تكن حركة علمية شعبية ترعاها الدولة والمجتمع، بل كان يتعامل مع روادها بغير قليل من الارتياب. وكان ينظر إلى أعمالهم باعتبارها فضولا من النظر الخارج عن الشرع و "العلم الشرعي"، إن لم يكن المخالف له. إذ العلم الشرعي هو علم العبارة أو الإشارة.
لكن أناسا من غير المسلمين كانوا على الموعد مع الطبيعة، ونظروا إلى آياتها النظر المطلوب، واستكشفوا أسرارها، وتقدير الله فيها، وعلموا سننها، فلانت لهم وتذللت واستطاعوا تسخيرها وفق تقدير الله الذي علموه، فأصبحنا لهم تبعا نحاول رصد خطاهم التي ابتعدت عنا كثيرا في هذا المجال.
موعد مع الإنسان:
إن موضوع الإنسان هو مركز الحديث القرآني. فهو يهدي الإنسان للتي هي أقوم، وهو رحمة للعالمين، وكافة للناس، وفي أنفسكم أفلا تبصرون، وكل النصوص الأخرى إنما هي عبارات وإشارات تعبر عن الإنسان وتشير إليه، وتريدنا نحن قراء القرآن أن لا نقف عند هذه العبارات والإشارات دون أن نعبر إلى الآيات المعبر عنها، ونذهب إلى الآيات المشار إليها. إنه الموعد الثاني الذي نخشى أن نخلفه كما أخلفنا الموعد الأول مع الطبيعة.
إن كل قضية من قضايا الإنسان الأساسية قد تناولها القرآن تناولا خاصا، عبر وسائله المباشرة وغير المباشرة. بالوصية والموعظة والقصة والمثال والتذكير والموازنة والاستفهام...، وكل تلك الوسائل إنما غايتها أن يتفكر الإنسان في آيات نفسه والناس من حوله أفرادا وجماعات وأمما، ( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)، (سنة الله في الذين خلوا من قبل، ولن تجد لسنة الله تبديلا ) ، (ولن تجد لسنة الله تحويلا) ، فكلمات القرآن وعباراته وإشاراته، إنما تفتح أعين الناس لينظروا إلى مواضع معينة من الآيات حددها لهم هذا القرآن، ويتدبروها ويتأملوا فيها، وبها يستطيعون فهم أنفسهم والناس من حولهم، ويستكشفون تقدير الله في البشر، ويعلمون سننه فيهم.
ولقد أدرك الناس في الأرض هذه الحاجة الماسة، وهيأوا لها سبلا علمية دقيقة، فيما يسمى بالعلوم الإنسانية. غير أنها وإن كانت قد خطت خطوات جبارة في الكشف عن أسرار الإنسان، ونظمه النفسية والاجتماعية والثقافية والفكرية وغيرها، إلا أنها لا زالت في بداياتها، وتحتاج إلى كثير من الجهود الأخرى لتقوم على سوقها.
ونعتقد أن للقرآن الكريم قوة اقتراحية مهمة في هذا المجال، لا من أجل أن يقدم إلينا معرفة علمية جاهزة، فهذا أمر لا يدعيه القرآن، وليس من مهامه ، لأنه ليس كتاب علوم، وإنما كتاب هداية. و مهمته هي أن يحرر الإنسان من معيقاته النفسية والاجتماعية والتاريخية والثقافية، ويدفعه إلى إعادة النظر في كثير من مسلماته المعرفية، الموروثة عن الآباء والأجداد، والسادة والكبراء والأحبار والرهبان، وكل الأسماء التي سميتموها أنتم وآباؤكم وما أنزل الله بها من سلطان.
وهي مهمة تعيد الاعتبار للكائن البشري، وتشغل أجهزته، من سمع وبصر وأفئدة، وتدفعه إلى التفكير والنظر في آيات الآفاق والأنفس. من أجل السير العلمي في الأرض، حتى يتسنى له القيام بالدور الاستخلافي الخطير الذي وجد من أجله.
ونعتقد أن هذا الدفع لا يختص بمجال دون غيره من مجالات الحياة الإنسانية، سواء في مجال المعرفة، أو القيم والأخلاق، أو الأديان والعقائد، أو الاجتماع والتاريخ والنفس والتربية، أو غيرها...
ولمعرفة أهمية هذه القدرة الاقتراحية القرآنية ، لا بد من مقارنتها بما حملته وتحمله الثقافة العالمية السابقة والمواكبة لنزول القرآن، وعلى رأسها ثقافة أهل الكتاب، و هي التي -لا زالت إلى زمننا هذا- تحمل أكثر عناصرها المعرفية، التي ناقشها القرآن في ذلك الزمن القديم. ولا زالت لها امتداداتها في واقع الإنسان المعاصر، النفسي والاجتماعي والسياسي والثقافي والمعرفي...مما يعطي للاقتراحات القرآنية أهمية بالغة في مجال البحث الإنساني المقارن.
2) العهد مع إبراهيم في اليهودية:
يذهب اليهود إلى أن الله قد عهد إلى إبراهيم بأن يعطيه الأرض المباركة له ولنسله من بعده ملكا أبديا. فانبنى على هذه الفكرة ثلاثة عقائد أساسية وهي: العهد القديم، والشعب المختار، وأرض الميعاد. وبناء على هذا الاعتقاد الثلاثي صاغت الثقافة اليهودية تراثها وأعادت كتابته وتفسيره في أزمنة التيه والسبي والاستعباد، إذ كان هم الأرض والاستقرار واسترجاع الملك الضائع، وجمع الشمل المشتت في بقاع الأرض، وإعادة بناء الهيكل، والخروج من الاستضعاف هو الحلم الذي لا يوازيه أي شيء بالنسبة لكل يهودي يعتبر نفسه غريبا في الأرض التي يعيش فيها. كما هو شأن كل الأبطال الذين يتجولون في مخياله ، ويلهمون وجدانه ومشاعره، ويحتلون مراكز الصدارة في تراثه وثقافته.
ويمكن إجمال هذه الأفكار في مجموعة من النصوص المؤسسة التي لا نجد سفرا من أسفار الكتاب المقدس إلا ويرددها، ونقتصر على بعض ما جاء منها في سفر التكوين:
1) جاء في الإصحاح 12 ما يلي: تكوين 12 : 7 (وَظَهَرَ الرَّبُّ لابْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ اعْطِي هَذِهِ الارْضَ».)
2) وفي الإصحاح 13:
تكوين 13:14 وَقَالَ الرَّبُّ لابْرَامَ بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي انْتَ فِيهِ شِمَالا وَجَنُوبا وَشَرْقا وَغَرْبا
13:15 لانَّ جَمِيعَ الارْضِ الَّتِي انْتَ تَرَى لَكَ اعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ الَى الابَدِ.
13:16 وَاجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الارْضِ حَتَّى اذَا اسْتَطَاعَ احَدٌ انْ يَعُدَّ تُرَابَ الارْضِ فَنَسْلُكَ ايْضا يُعَدُّ.
13:17 قُمِ امْشِ فِي الارْضِ طُولَهَا وَعَرْضَهَا لانِّي لَكَ اعْطِيهَا».
3) وفي الإصحاح 15:
تكوين 15:18 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ ابْرَامَ مِيثَاقا قَائِلا: «لِنَسْلِكَ اعْطِي هَذِهِ الارْضَ مِنْ نَهْرِ مِصْرَ الَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ.
15:19 الْقِينِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ وَالْقَدْمُونِيِّينَ
15:20 وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ
15:21 وَالامُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ».
4) وفي الإصحاح 17:
تكوين 17:3 فَسَقَطَ ابْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ. وَقَالَ اللهُ لَهُ:
17:4 «امَّا انَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ وَتَكُونُ ابا لِجُمْهُورٍ مِنَ الامَمِ
17:5 فَلا يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ ابْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ ابْرَاهِيمَ لانِّي اجْعَلُكَ ابا لِجُمْهُورٍ مِنَ الامَمِ.
17:6 وَاثْمِرُكَ كَثِيرا جِدّا وَاجْعَلُكَ امَما وَمُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ.
17:7 وَاقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي اجْيَالِهِمْ عَهْدا ابَدِيّا لاكُونَ الَها لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ.
17:8 وَاعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ ارْضَ غُرْبَتِكَ كُلَّ ارْضِ كَنْعَانَ مِلْكا ابَدِيّا. وَاكُونُ الَهَهُمْ».
كل هذه النصوص تؤكد أن الله قد قطع مع إبراهيم عهدا على أن يعطيه هذه الأرض، أرض الشعوب الأخرى، "من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات" له ولنسله من بعده ملكا أبديا.
و لما كان إبراهيم أبا لأكثر من ابن، وكان بكره هو إسماعيل وهو المستحق للإرث من أبنائه حسب التقليد اليهودي، فقد كان لزاما أن تتوجه النصوص لحل هذه المعضلة حتى يصير الإرث خاصا بالشعب المختار الآتي من سلالة إسحاق دون باقي الشعوب ، وإن كانت تنتمي لنفس النسل المعهود له بالإرث، فكانت هذه النصوص:
5) جاء في الإصحاح 17 من سفر التكوين ، ما يلي:
18:17 وَقَالَ ابْرَاهِيمُ لِلَّهِ: «لَيْتَ اسْمَاعِيلَ يَعِيشُ امَامَكَ!»
17:19 فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَاتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْنا وَتَدْعُو اسْمَهُ اسْحَاقَ. وَاقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدا ابَدِيّا لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ.
17:20 وَامَّا اسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا انَا ابَارِكُهُ وَاثْمِرُهُ وَاكَثِّرُهُ كَثِيرا جِدّا. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسا يَلِدُ وَاجْعَلُهُ امَّةً كَبِيرَةً.
17:21 وَلَكِنْ عَهْدِي اقِيمُهُ مَعَ اسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا الْوَقْتِ فِي السَّنَةِ الْاتِيَةِ».
وهو ما حصل فعلا فحرم البكر من الإرث وطرد إلى الصحراء هو وأمه هاجر، وبقي العهد خالصا لإسحاق:
6) وفي الإصحاح 21 ورد:
9 وَرَاتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي وَلَدَتْهُ لابْرَاهِيمَ يَمْزَحُ
10 فَقَالَتْ لابْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لانَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لا يَرِثُ مَعَ ابْنِي اسْحَاقَ».
11 فَقَبُحَ الْكَلامُ جِدّا فِي عَيْنَيْ ابْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ.
12 فَقَالَ اللهُ لابْرَاهِيمَ: «لا يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ اجْلِ الْغُلامِ وَمِنْ اجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لانَّهُ بِاسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ.
13 وَابْنُ الْجَارِيَةِ ايْضا سَاجْعَلُهُ امَّةً لانَّهُ نَسْلُكَ».
14 فَبَكَّرَ ابْرَاهِيمُ صَبَاحا وَاخَذَ خُبْزا وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَاعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ وَاضِعا ايَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَالْوَلَدَ وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ.
15 وَلَمَّا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الْوَلَدَ تَحْتَ احْدَى الاشْجَارِ
16 وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ بَعِيدا نَحْوَ رَمْيَةِ قَوْسٍ لانَّهَا قَالَتْ: «لا انْظُرُ مَوْتَ الْوَلَدِ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ.
17 فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلامِ. وَنَادَى مَلاكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لا تَخَافِي لانَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلامِ حَيْثُ هُوَ.
18 قُومِي احْمِلِي الْغُلامَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لانِّي سَاجْعَلُهُ امَّةً عَظِيمَةً».
19 وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَابْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلَاتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلامَ.
20 وَكَانَ اللهُ مَعَ الْغُلامِ فَكَبِرَ وَسَكَنَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَكَانَ يَنْمُو رَامِيَ قَوْسٍ.
ولم يكن الأمر خاصا بهذا الجيل من النسل كما يذهب إلى ذلك رواة وكتاب أسفار العهد القديم، بل إن يعقوب نفسه سيجد له أخا توأما من أمه وأبيه، وهو السابق إلى الخروج من بطن أمه حتى اعتبر بكرا، وهو عيسو الذي سيجبره الكتبة على بيع بكوريته بإناء من العدس:
7) فقد جاء في الإصحاح 25:
21 وَصَلَّى اسْحَاقُ الَى الرَّبِّ لاجْلِ امْرَاتِهِ لانَّهَا كَانَتْ عَاقِرا فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَاتُهُ.
22 وَتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا فَقَالَتْ: «انْ كَانَ هَكَذَا فَلِمَاذَا انَا؟» فَمَضَتْ لِتَسْالَ الرَّبَّ.
23 فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي بَطْنِكِ امَّتَانِ وَمِنْ احْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ»
24 فَلَمَّا كَمُلَتْ ايَّامُهَا لِتَلِدَ اذَا فِي بَطْنِهَا تَوْامَانِ.
25 فَخَرَجَ الاوَّلُ احْمَرَ كُلُّهُ كَفَرْوَةِ شَعْرٍ فَدَعُوا اسْمَهُ عِيسُوَ.
26 وَبَعْدَ ذَلِكَ خَرَجَ اخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو فَدُعِيَ اسْمُهُ يَعْقُوبَ. وَكَانَ اسْحَاقُ ابْنَ سِتِّينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْهُمَا.
27 فَكَبِرَ الْغُلامَانِ. وَكَانَ عِيسُو انْسَانا يَعْرِفُ الصَّيْدَ انْسَانَ الْبَرِّيَّةِ. وَيَعْقُوبُ انْسَانا كَامِلا يَسْكُنُ الْخِيَامَ.
25:28 فَاحَبَّ اسْحَاقُ عِيسُوَ لانَّ فِي فَمِهِ صَيْدا وَامَّا رِفْقَةُ فَكَانَتْ تُحِبُّ يَعْقُوبَ.
29 وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخا فَاتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ اعْيَا.
30 فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «اطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الاحْمَرِ لانِّي قَدْ اعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ ادُومَ).
31 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ».
32 فَقَالَ عِيسُو: «هَا انَا مَاضٍ الَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟»
33 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ.
34 فَاعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزا وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَاكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.
ومثلما فقد عيسو البكورية بإناء من العدس، فإنه سيترك بركته لأخيه يعقوب الذي سرقها منه أيضا، فيصير بذلك عهد إبراهيم خاصا بيعقوب وذريته دون عيسو وذريته، كما طرأ لإسماعيل وذريته من قبل:
8) فقد جاء في الإصحاح 27:
تكوين 27 : 1-40
(1) وَحَدَثَ لَمَّا شَاخَ اسْحَاقُ وَكَلَّتْ عَيْنَاهُ عَنِ النَّظَرِ انَّهُ دَعَا عِيسُوَ ابْنَهُ الاكْبَرَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنِي». فَقَالَ لَهُ: «هَئَنَذَا».
(2) فَقَالَ: «انَّنِي قَدْ شِخْتُ وَلَسْتُ اعْرِفُ يَوْمَ وَفَاتِي.
(3) فَالْانَ خُذْ عُدَّتَكَ: جُعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ وَاخْرُجْ الَى الْبَرِّيَّةِ وَتَصَيَّدْ لِي صَيْدا
(4) وَاصْنَعْ لِي اطْعِمَةً كَمَا احِبُّ وَاتِنِي بِهَا لِاكُلَ حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ انْ امُوتَ».
(5) وَكَانَتْ رِفْقَةُ سَامِعَةً اذْ تَكَلَّمَ اسْحَاقُ مَعَ عِيسُو ابْنِهِ. فَذَهَبَ عِيسُو الَى الْبَرِّيَّةِ لِيَصْطَادَ صَيْدا لِيَاتِيَ بِهِ.
(6) وَامَّا رِفْقَةُ فَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنِهَا: «انِّي قَدْ سَمِعْتُ ابَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُوَ اخَاكَ قَائِلا:
(7) ائْتِنِي بِصَيْدٍ وَاصْنَعْ لِي اطْعِمَةً لِاكُلَ وَابَارِكَكَ امَامَ الرَّبِّ قَبْلَ وَفَاتِي.
(8) فَالْانَ يَا ابْنِي اسْمَعْ لِقَوْلِي فِي مَا انَا امُرُكَ بِهِ:
(9) اذْهَبْ الَى الْغَنَمِ وَخُذْ لِي مِنْ هُنَاكَ جَدْيَيْنِ جَيِّدَيْنِ مِنَ الْمِعْزَى فَاصْنَعَهُمَا اطْعِمَةً لابِيكَ كَمَا يُحِبُّ
(10) فَتُحْضِرَهَا الَى ابِيكَ لِيَاكُلَ حَتَّى يُبَارِكَكَ قَبْلَ وَفَاتِهِ».
(11) فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ امِّهِ: «هُوَذَا عِيسُو اخِي رَجُلٌ اشْعَرُ وَانَا رَجُلٌ امْلَسُ.
(12) رُبَّمَا يَجُسُّنِي ابِي فَاكُونُ فِي عَيْنَيْهِ كَمُتَهَاوِنٍ وَاجْلِبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لا بَرَكَةً»
. (13) فَقَالَتْ لَهُ امُّهُ: «لَعْنَتُكَ عَلَيَّ يَا ابْنِي. اسْمَعْ لِقَوْلِي فَقَطْ وَاذْهَبْ خُذْ لِي».
(14) فَذَهَبَ وَاخَذَ وَاحْضَرَ لِامِّهِ فَصَنَعَتْ امُّهُ اطْعِمَةً كَمَا كَانَ ابُوهُ يُحِبُّ.
(15) وَاخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الاكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَالْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الاصْغَرَ
(16) وَالْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى.
(17) وَاعْطَتِ الاطْعِمَةَ وَالْخُبْزَ الَّتِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ابْنِهَا.
(18) فَدَخَلَ الَى ابِيهِ وَقَالَ: «يَا ابِي». فَقَالَ: «هَئَنَذَا. مَنْ انْتَ يَا ابْنِي؟»
(19) فَقَالَ يَعْقُوبُ لابِيهِ: «انَا عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي. قُمِ اجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي لِتُبَارِكَنِي نَفْسُكَ».
(20) فَقَالَ اسْحَاقُ لِابْنِهِ: «مَا هَذَا الَّذِي اسْرَعْتَ لِتَجِدَ يَا ابْنِي؟» فَقَالَ: «انَّ الرَّبَّ الَهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي».
(21) فَقَالَ اسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: «تَقَدَّمْ لاجُسَّكَ يَا ابْنِي. اانْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو امْ لا؟»
(22) فَتَقَدَّمَ يَعْقُوبُ الَى اسْحَاقَ ابِيهِ فَجَسَّهُ وَقَالَ: «الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ وَلَكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو».
(23) وَلَمْ يَعْرِفْهُ لانَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو اخِيهِ. فَبَارَكَهُ.
(24) وَقَالَ: «هَلْ انْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو؟» فَقَالَ: «انَا هُوَ».
(25) فَقَالَ: «قَدِّمْ لِي لِاكُلَ مِنْ صَيْدِ ابْنِي حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي». فَقَدَّمَ لَهُ فَاكَلَ وَاحْضَرَ لَهُ خَمْرا فَشَرِبَ.
(26) فَقَالَ لَهُ اسْحَاقُ ابُوهُ: «تَقَدَّمْ وَقَبِّلْنِي يَا ابْنِي».
(27) فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ. فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ. وَقَالَ: «انْظُرْ! رَائِحَةُ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْلٍ قَدْ بَارَكَهُ الرَّبُّ.
(28) فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الارْضِ وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ.
(29) لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّدا لاخْوَتِكَ وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو امِّكَ. لِيَكُنْ لاعِنُوكَ مَلْعُونِينَ وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ».
(30) وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَ اسْحَاقُ مِنْ بَرَكَةِ يَعْقُوبَ وَيَعْقُوبُ قَدْ خَرَجَ مِنْ لَدُنْ اسْحَاقَ ابِيهِ انَّ عِيسُوَ اخَاهُ اتَى مِنْ صَيْدِهِ
(31) فَصَنَعَ هُوَ ايْضا اطْعِمَةً وَدَخَلَ بِهَا الَى ابِيهِ وَقَالَ لابِيهِ: «لِيَقُمْ ابِي وَيَاكُلْ مِنْ صَيْدِ ابْنِهِ حَتَّى تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ».
(32) فَقَالَ لَهُ اسْحَاقُ ابُوهُ: «مَنْ انْتَ؟» فَقَالَ: «انَا ابْنُكَ بِكْرُكَ عِيسُو».
(33) فَارْتَعَدَ اسْحَاقُ ارْتِعَادا عَظِيما جِدّا. وَقَالَ: «فَمَنْ هُوَ الَّذِي اصْطَادَ صَيْدا وَاتَى بِهِ الَيَّ فَاكَلْتُ مِنَ الْكُلِّ قَبْلَ انْ تَجِيءَ وَبَارَكْتُهُ؟ نَعَمْ وَيَكُونُ مُبَارَكا!»
(34) فَعِنْدَمَا سَمِعَ عِيسُو كَلامَ ابِيهِ صَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً وَمُرَّةً جِدّا وَقَالَ لابِيهِ: «بَارِكْنِي انَا ايْضا يَا ابِي!»
(35) فَقَالَ: «قَدْ جَاءَ اخُوكَ بِمَكْرٍ وَاخَذَ بَرَكَتَكَ».
(36) فَقَالَ: «الا انَّ اسْمَهُ دُعِيَ يَعْقُوبَ فَقَدْ تَعَقَّبَنِي الْانَ مَرَّتَيْنِ! اخَذَ بَكُورِيَّتِي وَهُوَذَا الْانَ قَدْ اخَذَ بَرَكَتِي». ثُمَّ قَالَ: «امَا ابْقَيْتَ لِي بَرَكَةً؟»
(37) فَقَالَ اسْحَاقُ لِعِيسُو: «انِّي قَدْ جَعَلْتُهُ سَيِّدا لَكَ وَدَفَعْتُ الَيْهِ جَمِيعَ اخْوَتِهِ عَبِيدا وَعَضَدْتُهُ بِحِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. فَمَاذَا اصْنَعُ الَيْكَ يَا ابْنِي؟»
(38) فَقَالَ عِيسُو لابِيهِ: «الَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا ابِي؟ بَارِكْنِي انَا ايْضا يَا ابِي!» وَرَفَعَ عِيسُو صَوْتَهُ وَبَكَى.
(39) فَاجَابَ اسْحَاقُ ابُوهُ: «هُوَذَا بِلا دَسَمِ الارْضِ يَكُونُ مَسْكَنُكَ وَبِلا نَدَى السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ.
(40) وَبِسَيْفِكَ تَعِيشُ وَلاخِيكَ تُسْتَعْبَدُ. وَلَكِنْ يَكُونُ حِينَمَا تَجْمَحُ انَّكَ تُكَسِّرُ نِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ».
و يستمر الكتاب المقدس في نزع ملكية الأرض وتوزيعها وفق البركة واللعنة إلى أن يصل إلى الفئة المحظوظة من السبط المختار. و التي لم تتمكن أسفار الكتاب المقدس من الحسم فيها، هل ستكون من سبط الكهنة أم من سبط الملوك، وأي من أبنائهم يكون الوارث الشرعي للعهد. والمعلوم أن هذه المسألة من الأسباب الأساسية في الخلاف اليهودي – اليهودي.
3) العهد مع إبراهيم في المسيحية:
وسارت المسيحية البولسية في نفس الاتجاه، جاعلة أساس وراثة العهد هو الحرية، مقابل العبودية التي تبرر
الطرد، إذ جاء في رسالة بولس إلى أهل غلاطية في الإصحاح الرابع ما يلي:
22 فانه مكتوب انه كان لابراهيم ابنان واحد من الجارية والآخر من الحرة.
23 لكن الذي من الجارية ولد حسب الجسد واما الذي من الحرة فبالموعد.
24 وكل ذلك رمز لان هاتين هما العهدان احداهما من جبل سيناء الوالد للعبودية الذي هو هاجر.
25 لان هاجر جبل سيناء في العربية.ولكنه يقابل اورشليم الحاضرة فانها مستعبدة مع بنيها.
26 واما اورشليم العليا التي هي امنا جميعا فهي حرة.
27 لانه مكتوب افرحي ايتها العاقر التي لم تلد.اهتفي واصرخي ايتها التي لم تتمخض فان اولاد الموحشة اكثر من التي لها زوج.
28 واما نحن ايها الاخوة فنظير اسحق اولاد الموعد.
29 ولكن كما كان حينئذ الذي ولد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح هكذا الآن ايضا.
30 لكن ماذا يقول الكتاب.اطرد الجارية وابنها لانه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة.
31 اذا ايها الاخوة لسنا اولاد جارية بل اولاد الحرة.
4) العهد مع إبراهيم في الثقافة الإسلامية:
و تأخذ الفكرة في الثقافة الإسلامية نفس الاتجاه، وتتبلور في روايات مرصعة بنصوص من القرآن الكريم ومرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وهو ما تبناه أهل التفسير عموما في تفسيراتهم قديما وحديثا، ورغم التطورات المهمة التي وصل إليها علم التفسير في العقود الأخيرة مع ما يسمى " التفسير الموضوعي"، فإنني لم أجد – حسب اطلاعي المتواضع- من أفرد لهذا الموضوع بحثا أو دراسة خاصة تنطلق من القرآن الكريم، خرج بها عن المتعارف عليه في الثقافة العالمية، المنبنية أساسا على المقولات العنصرية اليهودية، إلا ما كان من بعض الدراسات الجغرافية والأثرية التي قام بها الباحث كمال الصليبي وبعض أعضاء مدرسته، والتي لم تكن تفسيرا للقرآن، وإن كانت قد استلهمت من قوله تعالى: "مقام إبراهيم" أساس أطروحتها. و كانت رسالتي الجامعية لنيل شهادة الماجستر مخصصة لمعالجة هذا الموضوع، و نوقشت في الموسم الدراسي 1989-1990. وقد بينت فيها كيف تأثر المفسرون بما ورد في الثقافة اليهودية والنصرانية السابقة ونسبوه إلى الله ورسوله، ولم يتركوا للقرآن أن يقوم بدوره في التصديق والهيمنة على هذه الثقافات.
ويمكن أن نتعرض لما جاء في الثقافة الإسلامية عن الموضوع من خلال بعض الأحاديث التي أوردها البخاري في الجامع الصحيح والطبري في جامع البيان واعتمدها جل المفسرين من بعدهما قديما وحديثا وقد جاء فيها:
1) خلاف بين امرأتين:
روى البخاري من حديث أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:(أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل؛ اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة.) وفي رواية حدث البخاري بنفس السند قال: "حين كان بين أم إسماعيل وسارة ما كان"
وقال الطبري:
حدثني يعقوب بن إبراهيم والحسن بن محمد قالا: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، قال: نبئت عن سعيد بن جبير، أنه حدث عن ابن عباس، قال:
"إن أول من سعى بين الصفا والمروة لأم إسماعيل ؛ وإن أول ما أحدث نساء العرب جر الذيول لمن أم إسماعيل. قال: لما فرت من سارة، أرخت من ذيلها لتعفي أثرها"
ومفاد هذه الروايات أن خلافا بين امرأتي إبراهيم قد نشأ، فترتب عنه أن أم إسماعيل قد فرت من سارة، وأرادت أن تخفي أثرها عنها بجر الذيول في رواية، وباتخاذ المنطق في رواية أخرى، ولم تحدد الرواية الثالثة الذي كان بينهما، واكتفت بالإشارة إليه على اعتبار أنه معلوم لدى المستمعين للخبر.
2) الخروج إلى الصحراء:
جاء في رواية البخاري:
" ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد؛ وليس، بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك؛ ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل؛ فقالت: يا إبراهيم! أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء، فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: الله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت إذا لا يضيعنا؛ ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند التثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهذه الدعوات، ورفع يديه فقال: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع} [إبراهيم:ٍ37] حتى بلغ "يشكرون".
وجاء في رواية الطبري:
" فجاء بها إبراهيم ومعها إسماعيل حتى انتهى بهما إلى موضع البيت، فوضعهما ثم رجع، فاتبعته، فقالت: إلى أي شيء تكلنا؟ إلى طعام تكلنا؟ إلى شراب تكلنا؟ فجعل لا يرد عليها شيئا، فقالت: الله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا. قال: فرجعت ومضى حتى إذا استوى على ثنية كداء، أقبل على الوادي فدعا، فقال: {رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون}"
وتسير باقي الروايات الأخرى في هذا المسار، ومفادها جميعا أن إبراهيم قد أخرج إسماعيل وأمه إلى الصحراء ومعهما سقاء ماء وجراب تمر، بسبب ما كان بين امرأتيه من خلاف، وأن ذلك هو أمر الله الذي نفذه إبراهيم في إسماعيل وأمه.
ولم تكتف الروايات بتحديثنا بهذه القصة – كما وردت في سفر التكوين- ، وإنما أكدتها بما يناسبها من نصوص قرآنية. فتحولت النصوص القرآنية إلى شواهد على ما تذهب إليه الروايات، بل أصبحت الروايات هي الشارحة للنص القرآني نفسه، حتى إن القارئ للقرآن الكريم ليظنه يتحدث عما جاءت به هذه الروايات ويؤكده ويفصله، وبذلك يصبح القرآن الكريم مؤكدا لأكثر العقائد الإسرائيلية عنصرية، فكيف يمكنه بعد ذلك أن يواجهها؟؟
3) الصيد ومتعلقاته:
بعد وفاة أم إسماعيل يقرر إبراهيم عليه السلام أن يزور ولده، ومن خلال هذه الزيارة عرفنا طبيعة عيش إسماعيل:
جاء في رواية البخاري:
(وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه فقالت : خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت : نحن بشر، نحن في ضيق وشدة، فشكت إليه، قال : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، وقولي له يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا، فقال : هل جاءكم من أحد؟ قالت : نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنا في جهد وشدة، قال : فهل أوصاك بشيء؟ قالت : نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول : غير عتبة بابك، قال : ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك، فطلقها، وتزوج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعد فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه، فالت : خرج يبتغي لنا، قال : كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فالت : نحن بخير وسعة، وأثنت على الله. فقال : ما طعامكم؟ قالت : اللحم. قال : فما شرابكم؟ قالت : الماء. قال : اللهم بارك في اللحم والماء. قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم دعا لهم فيه).
وجاء في رواية الطبري:
قال : ثم إنه بدا لإبراهيم، فقال لأهله : إني مطلع تركتي، قال : فجاء فسلم، فقال : أين إسماعيل؟ فقالت امرأته : ذهب يصيد، قال : قولي له إذا جاء غير عتبة بابك، فلما جاء أخبرته، قال : أنت ذاك، فاذهبي إلى أهلك، قال : ثم إنه بدا لإبراهيم، فقال لأهله : إني مطلع تركتي. قال : فجاء فقال : أين إسماعيل؟ فقالت امرأته : ذهب يصيد، فقالت : ألا تنزل فتطعم وتشرب، فقال : وما طعامكم وما شرابكم؟ قالت : طعامنا اللحم وشرابنا الماء. قال : اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم. قال: فقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : (بركة بدعوة إبراهيم).
إن إبراهيم لم يجد ولده الذي كان ذاهبا للصيد، وقد أخبرته المرأة الأولى و الثانية أن اللحم والماء هو مصدر عيشهم، مما يؤكد اعتمادهم الكلي على الصيد، حتى أن إبراهيم لم يجد لهم طعاما آخر يدعو لهم ببركته. وهو ما يؤكد الطبيعة الوحشية التي وردت في صفته في سفر التكوين: "وأنه يكون إنسانا وحشيا يده على كل واحد ويد كل واحد عليه"، وحسب التصور اليهودي فإن الوحشي لا يرث، فالوارث هو ساكن الخيام، وليس الذي يعيش في الخلاء. والنص مأخوذ حرفيا من التراث الشفوي اليهودي، الهاجاداه، فقد وردت فيه القصة على هذا الشكل:
" ولدت امرأة إسماعيل أربعة أولاد وبنتا، وبعد ذلك ذهب إسماعيل وأمه وزوجته وأولاده ورجعوا إلى الصحراء. فأقاموا لأنفسهم خياما في البرية التي سكنوا فيها، واستمروا في التخييم والتنقل، شهرا بشهر وسنة بسنة. وأعطى الله لإسماعيل قطعانا من المواشي، وخياما، بسبب إبراهيم أبيه، وتكاثرت ثروته. وبعد مدة ، قال إبراهيم لسارة زوجته: "سأذهب وأرى ابني إسماعيل، فقد اشتقت لرؤيته، لأنني لم أره منذ مدة طويلة." وركب إبراهيم على أحد جماله وتوجه إلى البرية، من أجل ابنه إسماعيل، لأنه سمع انه يسكن في خيمة في الصحراء مع كل ما له.
واقترب من خيمة إسماعيل في الظهيرة، وسأل عنه. فوجد زوجة إسماعيل مع أولادها، وليس معها زوجها وأمه. فسألها إبراهيم قائلا: "أين ذهب إسماعيل؟" فأجابت: "ذهب يصيد." وبقي إبراهيم فوق الجمل، لأنه لم يشأ أن يضع رجله على الأرض، مثلما وعد به زوجته سارة أنه لن ينزل عن الجمل. وقال إبراهيم لزوجة إسماعيل: "يا ابنتي ، أعطني قليلا من الماء، أريد أن أشرب لأنني تعبت وعطشت بسبب سفري." فأجابت امرأة إسماعيل، وقالت لإبراهيم، "ليس عندنا خبز ولا ماء"، وظلت في الخيمة، ولم تبد أي اهتمام بإبراهيم. فلم تسأله حتى من يكون. لكنها طيلة وجوده كانت تضرب أولادها في الخيمة، وتلعنهم، وتلعن زوجها إسماعيل، وتتكلم بسوء عنه، فسمع إبراهيم كلمات امرأة إسماعيل لأولادها، فكانت سيئة في عينيه. ونادى إبراهيم على المرأة لتخرج من الخيمة، فخرجت، ووقفت وجها لوجه أمامه ،وهو مازال راكبا على الجمل. فقال لها إبراهيم : "عندما يعود زوجك إسماعيل قولي له هذه الكلمات: "جاء رجل شيخ من بلاد الفلسطنيين من أجلك، ومظهره مثل كذا وكذا، ووجهه هكذا. ولم أسأله من يكون، وعندما رأى أنك غير موجود، كلمني وقال: "عندما يعود زوجك إسماعيل، قولي له، هذا ما قاله الرجل، عندما تأتي إلى بيتك، ألق عتبة الخيمة التي وضعتها هنا خارجا، وبدل مكانها عتبة أخرى. وأنهى إبراهيم تعليماته للمرأة، وقاد جمله راجعا إلى بيته. وعندما رجع إسماعيل إلى الخيمة، سمع كلمات زوجته، وعلم أنه أبوه، وأن زوجته لم تكرمه. وفهم إسماعيل ما قاله لها، واستجاب لأمر أبيه، وطلق زوجته، فذهبت لحالها. وذهب إسماعيل بعد ذلك إلى أرض كنعان، وأخذ له زوجة أخرى، وحملها إلى خيمته، في المكان الذي يسكن فيه.
وبعد ثلاث سنوات، قال إبراهيم: "أريد أن أذهب مرة أخرى لأرى ابني إسماعيل لأنني لم أره منذ مدة طويلة." وامتطى جمله، وقصد الصحراء، ووصل خيمة إبراهيم عند الظهر، وسأل عن إسماعيل، وخرجت زوجته من الخيمة، وقالت: "لا يوجد هنا يا سيدي، لأنه ذهب إلى الخلاء ليصيد وليرعى جماله، "وقالت المرأة لإبراهيم: "انزل عندنا، سيدي، إلى الخيمة، لتأكل كسرة خبز، لأن عليك أن تريح جسمك من تعب السفر." فقال لها إبراهيم: "لا أريد أن أتوقف، لأنه يلزمني أن أكمل سفري، لكن أعطني قليلا من الماء لأشرب، لأني عطشان،" فأسرعت المرأة على عجل إلى داخل الخيمة، وحملت خبزا وماء لإبراهيم، وقدمته له، طالبة منه أن يأكل ويشرب، فأكل وشرب، وانشرح صدره، وبارك ابنه إسماعيل. ولما أكمل طعامه، شكر ربه، وقال لامرأة إسماعيل: "عندما يعود زوجك، فأخبريه بهذه الكلمات: "جاءنا رجل شيخ كبير من بلاد الفلسطنيين، فسأل عنك، ولم تكن هنا، فأعطيته خبزا وماء، فأكل وشرب، وانشرح صدره، فكلمني بهذه الكلمات: "عندما يعود زوجك إسماعيل، قولي له:" جاء شيخ كبير يبحث عنك، فلم يجدك، وقد حملت إليه خبزا وماء، فأكل وشرب وانشرح صدره. وقال لي هذه الكلمات: "عندما يعود زوجك إسماعيل، قولي له: "عتبة الخيمة جيدة فلا تزلها من خيمتك."
ولما أكمل إبراهيم توصية المرأة، رجع إلى مكان إقامته، في بلاد الفلسطينيين. وعندما عاد إسماعيل إلى خيمته، خرجت المرأة إلى ملاقاته بقلب منشرح، وأخبرته بكلمات الشيخ. فعلم إسماعيل أنه أبوه، وأن امرأته قد أكرمته، فشكر الله."
وبهذا نرى أن الرواية الإسلامية كانت وفية لما جاء في كتب أهل الكتاب بنسبة كبيرة جدا. حتى إننا لا نستطيع التفريق بينهما، إلا بما جاء في هذه الأخيرة من آيات قرآنية، وأحاديث مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وهو ما يعطي لتلك الأفكار الكتابية مصداقية أكبر.
وهكذا فإن فكرة العهد المعتمدة عند أهل الكتاب أصبحت فكرة عالمية، لا تسلم منها ثقافة من الثقافات ، بما فيها الثقافة الإسلامية . إلا أن للقرآن الكريم قراءة جديدة لنفس الموضوع تختلف اختلافا جذريا عما جاء في الروايات الكتابية أو الإسلامية سواء بسواء.
اقتباس
Deuteronomy 21
22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance
سفر التثنية:
21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
This is what the Bible says in the ..... Jesus
http://www.bare-jesus.net
-
باقى المقال
5) العهد مع إبراهيم في القرآن الكريم:
ولهذا فلابد للتعامل مع هذا الموضوع في القرآن الكريم من تقديم مجموعة من المقدمات المنهجية، التي تساعدنا على استكشاف هذه القراءة، بعيدا عن تأثير الثقافة السابقة كتابية كانت أو إسلامية، دون أن ننسى أن القرآن الكريم قد وجد تلك الثقافة قائمة، وأعاد تلاوتها بطريقة مختلفة.
- فأما المقدمة الأولى فهي أن مفردات القرآن وتراكيبه لا ينبغي أن تقرأ إلا في سياقها سواء داخل السورة الواحدة، أو في القرآن كله. وهو ما يعني أن استعمالات نفس تلك الألفاظ خارج النص القرآني غير ملزمة له في شيء، إلا إذا دلت الدلالة النصية من داخل القرآن على أن ذلك هو المعنى المراد.
- والثانية هي أن القرآن يناقش قضايا إنسانية كبرى ليخلص منها إلى سنن عالمية خالدة، لا ترتبط فقط بالمثال الذي جاء في القرآن أو الكتاب المقدس قبله، وإنما تتجاوزه إلى الكشف عن سنة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير، ويمكن أن تظهر بأشكال مختلفة في أي زمان ومكان.
- والثالثة هي أن القرآن لا يمكنه أن يفسر بالكتاب المقدس وإنما يقارن به، لتعرف أوجه الوفاق والخلاف بينهما، وهو ما يسمح للباحث بإدراك أوجه الإضافة النوعية القرآنية والفرق بينها وبين الأصل التوراتي الذي جاءت لتناقشه. ومثلما لا يمكن للقرآن أن يفسر بالكتاب المقدس، فلا يمكنه كذلك أن يفسر بالآثار الواردة في التراث الإسلامي، لأنها تأثرت بدرجات متفاوتة بما عند أهل الكتاب والثقافات المعاصرة لنزول القرآن ، وهي الأخرى يمكن أن تقارن به ليعرف الفرق بينها وبينه.
وانطلاقا من هذه المقدمات، وبناء على ما سبق ذكره في موضوع العهد في كل من الكتب المقدسة والتراث الإسلامي، نكتشف أن للقرآن الكريم تلاوة جديدة مخالفة لما سبق، نحتاج في تتبعها إلى شيء من الصبر العلمي والنظرة الشمولية.
لقد خصت سورة البقرة حيزا مهما لمدارسة موضوع العهد، فبعد أن نبهت بني إسرائيل إلى المخالفات العديدة التي جرت في تاريخهم الطويل، ومنها تعاملهم غير اللائق مع القرآن الكريم ورسول الله محمد الأمين، مع أن ما جاء به هو الحق مصدقا لما معهم، وكل ذلك إنما هو مخالفة صريحة للمواثيق الغليظة التي أخذت عليهم بحضور أنبيائهم وآبائهم. انتقلت السورة لتذكر بني إسرائيل بحيثيات هذا العهد مع إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن، قال: إني جاعلك للناس إماما، قال: ومن ذريتي، قال : لا ينال عهدي الظالمين}
1)العهد بالإمامة:
إن العهد في الاقتراح القرآني يختلف عما رأيناه في ما سبق من نصوص كتابية، إنه عهد بالإمامة وليس عهدا بالأرض، وقد ناله إبراهيم جزاء واستحقاقا، وليس عطاء مجانيا، فهو بعد أن وفىّ ما عليه ونجح في مختلف بلاياه، جزاه الله على ذلك إمامة العالمين. و في ضوء هذا الاقتراح القرآني تتغير كل المعادلات، وترتبك كل المعطيات الموروثة في الثقافة .
لم يكن إبراهيم عليه السلام طالب أرض ولا صاحب أرض ولا وارث أرض، ولا كان للأرض في رسالته معنى أو مكان، بل إنه قد ترك أرضه وعشيرته وبيت أبيه ليقوم برسالة عالمية إنسانية أكبر.
إن الاقتراح القرآني يتجاوز كل القراءات السابقة، ويقدم مفتاحا جديدا لإعادة قراءة الكتاب المقدس، معيدا الاعتبار للجوانب الإنسانية التي أخفيت فيما سبق من رسالة إبراهيم، ومبينا في نفس الوقت الأسباب البشرية الذاتية المرتبطة بتاريخ بني إسرائيل، والتي أدت إلى هذا الإخفاء، وعلى رأسها هم الأرض والملك والذرية الذي ظل يرافق كتبة ورواة الكتاب المقدس طيلة اغترابهم، وهم يحلمون بأرض تجمع شملهم ومملكة تخرجهم من عذابات الشتات ومآسي السبي ومعاناة الغربة.
وبهذا المفتاح القرآني نستطيع إعادة قراءة الكتاب المقدس بطريقة مختلفة، ونتمكن من حل العديد من رموزه، التي لا زالت تثير إشكالات كثيرة للدارسين والباحثين في مجال الكتب المقدسة والتاريخ القديم.
ففي المقاطع الأولى من الإصحاح الثاني عشر من سفر التكوين، حيث ورد أول ذكر للأرض مع النبي إبراهيم، نجد: "تكوين 12:1-3
(1) وَقَالَ الرَّبُّ لابْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ ارْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ ابِيكَ الَى الارْضِ الَّتِي ارِيكَ.
(2) فَاجْعَلَكَ امَّةً عَظِيمَةً وَابَارِكَكَ وَاعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً.
(3) وَابَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاعِنَكَ الْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ».
وتبعا لهذا المفتاح القرآني، فإن الأرض لم تكن غاية في حد ذاتها، من أجل تملكها أو اغتصابها أو طرد أهلها منها، بل على العكس من ذلك تماما، لقد ترك إبراهيم أرضه وعشيرته وبيت أبيه ليذهب إلى الأرض التي سيبارك أهلها، وتتبارك فيها جميع قبائل الأرض، إن إبراهيم في هذه الأرض الجديدة قد صار بركة ومصدر البركات لجميع سكان الأرض، فتكون به الأرض مباركة للعالمين. وهو ما يجعله حقا أبا لجمهور من الأمم وتتبارك فيه جميع قبائل الأرض.
2) الظالمون لا ينالهم العهد:
إن قضية النسل في الاقتراح القرآني لتختلف كذلك عما جاء فيما سبق من نصوص كتابية، فالذرية تنال العهد استحقاقا وليس وراثة، فإن كانت صالحة نالت ذلك العهد كما ناله إبراهيم نفسه بعد أن أجرى كل الامتحانات ونجح فيها، وأما الظالمون من ذريته فلا ينالونه أبدا، لأنه غير مخصص لهم. وهو ما يعيد الاعتبار للمساواة بين البشر، وللعدل الإلهي، الذي لا يمكن أن يكون لصالح فئة من الناس على حساب فئات أخرى ، فالعهد مشروط بالاستقامة والصلاح ومحاولة الكمال، وهو ما نجده في مجموعة من النصوص الكتابية نفسها، ومنها:
"تكوين 17: 1-7
(1) وَلَمَّا كَانَ ابْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ الرَّبُّ لابْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «انَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ امَامِي وَكُنْ كَامِلا
(2) فَاجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَاكَثِّرَكَ كَثِيرا جِدّا».
(3) فَسَقَطَ ابْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ. وَقَالَ اللهُ لَهُ:
(4) «امَّا انَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ وَتَكُونُ ابا لِجُمْهُورٍ مِنَ الامَمِ
(5) فَلا يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ ابْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ ابْرَاهِيمَ لانِّي اجْعَلُكَ ابا لِجُمْهُورٍ مِنَ الامَمِ.
(6) وَاثْمِرُكَ كَثِيرا جِدّا وَاجْعَلُكَ امَما وَمُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ.
(7) وَاقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي اجْيَالِهِمْ عَهْدا ابَدِيّا لاكُونَ الَها لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ.
وأما من خالف العهد فتقطع تلك النفس من شعبها:
"تكوين 17
(14) وَامَّا الذَّكَرُ الاغْلَفُ الَّذِي لا يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. انَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».
فالنفس المقطوعة من شعبها لا يمكن أن ترث العهد لأنها نكثته بظلمها، وبذلك تسقط كل دعاوي النسل الوارث الواردة في الثقافة الكتابية.
وهو ما طرأ فعلا لبني إسرائيل في تاريخهم الذي ذكرته الكتب المقدسة والقرآن الكريم. فقد اتفقت هذه الكتب على أن بني إسرائيل قد كادوا لأخيهم يوسف وكادوا يقتلونه لولا أن نجاه الله، وألقوه في بئر، بيع بعدها عبدا إلى عزيز مصر، الذي رباه في بيته...إلى أن مكنه الله في الأرض وجعله الله عزيزا على مصر، فأتى بإخوته أجمعين من البدو بعد أن أصابهم الضر، وأسكنهم جميعا هنالك. فشاءت الأقدار أن يتركوا الأرض المباركة للعالمين ، ويأتوا إلى مصر ليذوقوا سوء العذاب بعد وفاة أخيهم يوسف. ومن ثم فقد أخرجوا من أرض الأجداد، ولم ينالوا منها شيئا، ولا أمكنهم أن ينالوا إمامتها لأنهم كانوا من الظالمين.
وكما كاد بنو إسرائيل لأخيهم على مستوى الواقع، حتى يخلو لهم وجه أبيهم ويكونوا من بعده قوما صالحين، فلقد كاد أبناؤهم لإخوان أجدادهم على مستوى الخبر والكتاب، حتى يجعلوهم أحق بالوراثة من إخوانهم. وهكذا جرى الكيد لإسماعيل ( في الخبر) فألقي مع أمه في الصحراء، لأنه لا يرث مع أخيه إسحاق، لأنه ابن الجارية !!! وجرى الكيد لعيسو حتى لا يرث مع أخيه يعقوب، فاشترى منه بكوريته بإناء من العدس، وسرق له بركته بتعاون مع أمه رفقة !!! وكل هذه الحيل بدل من أن تجعل بني إسرائيل أحق بالإمامة من غيرهم، فإنها تبين مقدار الظلم الذي يقترفونه في حق أقربائهم على مستوى التصور والسلوك ، مما يجعلهم لا يصلحون لإمامة العالمين.
وقال سبحانه وتعالى في نفس السورة: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا،واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود}
3) إمامة البيت الحرام:
يظهر من خلال الاقتراح القرآني أن الإمامة المقصودة هي إمامة بيت الله الحرام، فهو البيت الذي يقصده الناس للصلاة وعبادة الله، ومهمة إبراهيم فيه أن يكون إماما للناس، يصلي بهم، ويقوم مع ابنه إسماعيل بخدمتهم، في بيت الله، يطهرانه لكل أنواع العبادة، من طواف وعكوف وركوع وسجود. هذا هو العهد بينهما وبين الله، فلا يمكن أن يخلفا عهدهما، ويتركا مهمتهما التي عاهدا الله عليها، ولذلك فإبراهيم أقام في هذا البيت، ولم ينفك عن الإقامة فيه تنفيذا للعهد. ولذلك قال الله تعالى: "وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت، أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود" ، وبهذا سمي البيت مقاما لإبراهيم، واتخذ مقامه مصلى، وكل ما يقوم به الحجاج من عبادات فيه، إنما هي أوجه من الصلاة والتقرب إلى الله: اقتداء بالإمام الأول أبينا إبراهيم.
مهمة إبراهيم حسب الاقتراح القرآني في الأرض التي هاجر إليها، لم تكن من أجل تحصيل الدنيا ومتاعها، ولا كانت من أجل تحقيق مكاسب شخصية أو قبلية أو طائفية أو عنصرية، وإنما كانت مهمة إنسانية، لتتبارك فيه جميع قبائل الأرض، فيتعلموا منه المناسك، ويقتدوا به في الصلوات والقرابين، ويتعرفوا على ربهم من خلاله، فينالوا بسبب ذلك خيرات مادية ومعنوية، من أهمها السلام والأمن، والتعاون على محاربة الجوع والفقر والمرض والظلم، ليشهدوا منافع لهم وليشكروا الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، وليطوفوا بالبيت العتيق. إنها البركة بتعبير الكتاب المقدس والقرآن الكريم. قال تعالى: { ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين}.
لقد كشف هذا الاقتراح عن الجوانب الإنسانية التي من أجلها كانت الإمامة، وأهمها جمع الناس من الأرض كلها على البر والتقوى، والتي هي أساس كل القيم الإنسانية الرفيعة. وبذلك تسقط مختلف الادعاءات العنصرية التي وجدناها في الثقافات السابقة والتي تجعل عائلة أفضل من عائلة أو قبيلة أعظم من قبيلة، أو شعبا أزكى من شعب: {يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير}. وقال تعالى: {ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}.
وإننا إذا رجعنا إلى مصادر أهل الكتاب الخفية (الأبوكريفا)، نجد هذه القيم نفسها، قد ذكرت في قصة إبراهيم ، وقد جاء القرآن ليعيد لها الاعتبار بعد أن طالتها يد الكتمان:
"أقام إبراهيم في بئر سبع سنوات طويلة، ومنذئذ وهو يجاهد لنشر شريعة الله. فزرع بستانا فسيحا هنالك، وجعل له أربعة أبواب، مقابل الاتجاهات الأربع ، الشرق والغرب والشمال والجنوب، وغرس فيه كرمة كبيرة. فإذا مر المسافر من ذلك الطريق فإنه يدخل من الباب الذي يقابله، ويرتاح في البستان، ويأكل ويشرب حتى يكتفي، ثم يذهب إلى حال سبيله. لأن بيت إبراهيم كان دائما مفتوحا لكل عابري السبيل، يأتون إليه دائما ليأكلوا ويشربوا فيه. إن كان أحدهم جائعا وجاء إلى إبراهيم، فإنه يعطيه ما يحتاجه، فيأكل ويشرب حتى يكتفي, وإن كان أحدهم عاريا وجاء إلى إبراهيم، فإنه يكسوه من الملابس التي يختارها ، ويعطيه فضة وذهبا، ويعرفه بالله الذي خلقه وجعله على الأرض. وبعد أن يأكل عابرو السبيل، فمن العادة أن يشكروا إبراهيم على حسن صنيعه بهم، فيجيبهم: " لماذا تشكرونني أنا؟ كان الأولى أن تشكروا مضيفكم، الذي يطعم ويسقي كل المخلوقات وحده." فيسألونه: "من يكون؟" فيجيبهم قائلا: "إنه خالق السماوات والأرض. الذي يسقم ويداوي، والذي ينشئ الجنين في بطن أمه، ويخرجه إلى العالم، الذي يجعل النبات والشجر ينمو، الذي يميت ويحيي، ويقبر ويبعث من في القبور." وعندما يسمع الناس هذه الكلمات فإنهم يسألون: "كيف نشكر الله ونعبر له عن اعترافنا بجميله؟" فيعلمهم إبراهيم هذه الكلمات: "قولوا، تبارك الله المبارك’ تبارك الذي يعطي الخبز والطعام لكل الأحياء’" بهذه الطريقة كان إبراهيم يعلم الذين تمتعوا بضيافته كيف يصلون لله ويشكرونه. ولم يبق بيت إبراهيم مجرد ملجأ للعطشى والجياع، بل صار كذلك مقاما لتعليم معرفة الله وتدريس شريعته.
4) إبراهيم لم يقم في غير مكة:
يظهر من خلال الاقتراح القرآني أن مقام إبراهيم إنما كان في بيت الله الحرام، وهو اقتراح يهدم نظرية العهد الإسرائيلية بالأرض من أساسها. وهو ما يعني أن قصة طرد إسماعيل وأمه إلى الصحراء، وقصة الزيارات النادرة التي يقوم بها إبراهيم لابنه إسماعيل مرة كل عدد من السنوات وهو يسكن بأرض أخرى، وقصة "غير عتبة بابك وأمسك عتبة بابك"، و"ذهب للصيد" و"طعامنا اللحم والماء"، و"اللهم بارك لهم في لحمهم ومائهم" و"لو كان لهم حب لباركه"، كلها تهدم بهذا الاقتراح، فيصير إسماعيل ملازما لأبيه إبراهيم لا يفارقه أبدا، فهو المعهود إليه مع أبيه بالقيام بخدمة هذا البيت، بدءا من بنائه ورفع قواعده وانتهاء بتطهيره، والقيام بكل المهام الإنسانية العظيمة داخله بما فيها القيام بالشعائر وتعليم المناسك، وإمامة الناس في البيت الحرام.
قال تعالى: { وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر، قال: ومن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار، وبئس المصير. وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}.
وبناء على هذا الاقتراح نحتاج إلى إعادة قراءة كثير من النصوص الإسلامية قبل الكتابية، والتي كانت أساس تفسير العديد من آيات القرآن.
ف"مقام إبراهيم" كثيرا ما فسر ب "الحجر الذي كان إبراهيم يقوم عليه لبناء الكعبة، لما ارتفع الجدار أتاه إسماعيل به ليقوم فوقه ويناوله الحجارة، فيضعها بيده لرفع الجدار، وكلما كمل ناحية انتقل إلى الناحية الأخرى يطوف حول الكعبة، وهو واقف عليه كلما فرغ من جدار نقله إلى الناحية التي تليها، وهكذا حتى تم جدران الكعبة"، وبقيت آثار أقدامه عليه، وهو المعروف بهذا الاسم قريبا من الكعبة، ويصلي إليه الناس ركعتين، امتثالا لقوله تعالى: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) "، ففسرت "مصلى" الواردة في الآية بركعتين. وخلاصة هذا التفسير، إن إبراهيم إنما جاء زائرا لينفذ أمر الله ببناء البيت ثم يرجع إلى مقامه في منطقة أخرى حيث يقيم مع امرأته وابنه إسحاق.
فيصبح الحجر دليل الزيارة وآثار القدم دليل الرجوع إلى مقامه في الأرض الأخرى، وكل ذلك يصبح دليلا على أن إبراهيم ما كان يعيش لا في البيت الحرام ولا مع إسماعيل الذي يشاركه في العهد بإمامة البيت. وتصدق مقولة الطرد الإسرائيلية السابق الحديث عنها.
ولنستمع إلى الإمام الطبري وهو يقدم لنا ملخصا عن الموضوع:
"قال أبو جعفر: وإنما اخترنا ما اخترناه من القول في ذلك لأنه لا خلاف بين جميع أهل العلم أن هجرة إبراهيم من العراق، كانت من العراق إلى الشام، و بها كان مقامه أيام حياته، وإن كان قد قدم مكة، وبنى بها البيت، وأسكنها ابنه مع أمه هاجر، غير أنه لم يقم بها، ولم يتخذها وطنا لنفسه"
لقد كانت هذه التفسيرات محاولة للالتفاف على الاقتراح القرآني ، وقد استطاعت إلى حد كبير أن تحقق ذلك ، حتى إنك لا تجد كتابا من كتب التفسير لم يذكر هذا الأمر أو يتبناه، وهو ما أخذت منه باقي كتب التاريخ والتراث، فكانت بذلك مؤيدة للطرح الإسرائيلي الذي جاء القرآن لتصحيحه.
وحتى لا تأخذنا التفسيرات والروايات إلى مقصودها، نود أن نرجع إلى الاستعمال القرآني للفظة المقام في سياقاتها لنعرف مدلولها:
قال تعالى في شأن آل فرعون: {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم}،
وقال سبحانه: {كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين}.
وقال عز وجل : {إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون يلبسون من سندس واستبرق متقابلين}
وقال سبحانه: {قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وخير نديا}
وقال سبحانه: {عسى ربك أن يبعثك مقاما محمودا}
وقال عز وجل: {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك هذا}
وغيرها من النصوص التي تدل إما على المكانة أو المكان المادي أو المعنوي الذي يكون فيه أو يتمتع به أحد الأشخاص، فهو من الفعل الرباعي أقام يقيم، وموضع الإقامة يسمى مقاما بالنصب، وقد يتحول هذا المعنى من الملموس إلى المجرد فيعني المكانة أو المرتبة، أو يعني المهمة أو العمل الذي يقوم به ذلك الشخص.
أما "مقام إبراهيم" فقد وردت في القرآن الكريم مرتين: في قوله تعالى: "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ، واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" الواردة في سورة البقرة السابق الحديث عنها.
والثانية في قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات، مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} وبالتأمل في الموضعين نجد أن المراد هو بيت الله الحرام، ونجد فيه إجابة مباشرة على الثقافة الكتابية السابقة التي تدعي خلاف ذلك، فهو يناقشهم بالحجة والبرهان، ومن خلال ما عندهم من الكتاب، ويقترح عليهم اقتراحه الإنساني المنسجم من جهة مع دين الله ، ومع أهدافه، ومع السياقات الكتابية والتاريخية سواء بسواء.
إن اتخاذ مقام إبراهيم مصلى لا تنسجم مع حجر يضعه الناس أمامهم للصلاة، إذ المصلى هو مكان الصلاة، ولا يمكنك أن تضع حذاءك أمامك وتقول مثلا: "اتخذت حذائي مصلى !!!"، وإنما هو محل الصلاة والقرابين بكل أنواعها، ولذلك فقد عُهد إلى إبراهيم وإسماعيل بتطهيره للطائفين والقائمين والعاكفين والركع السجود.
وهذا العهد مستمر لا ينقطع لأنه عهد مع الله، خرج بسببه إبراهيم من أرضه وعشيرته وبيت أبيه. وإمامته إنما هي في هذا البيت، ولن يكون إماما وهو يقيم في غير الأرض التي يؤم الناس فيها. وهذا البيت ببكة مبارك وهدى للعالمين، ولذلك فإن الله قد أمره بأن يدعو الناس للمجيء إلى هذا المكان من أجل أن يتباركوا، قال تعالى: { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير، ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم، وليطوفوا بالبيت العتيق}. وكل هذا إنما يصدق ما ورد في الكتاب المقدس من أن إبراهيم ستتبارك فيه جميع قبائل الأرض، في المكان الذي أمره الله أن يذهب إليه.
إبراهيم إذن أقام في بيت الله الحرام إقامة دائمة، ولذلك سمي هذا البيت مقام إبراهيم، وهو الأرض المباركة للعالمين، والذي تتبارك فيه جميع قبائل الأرض.
ومن ثم فكل الدعاوى التي تريد أن تخرج إبراهيم من هذه الأرض إلى أرض أخرى فهي عارية، سواء في الثقافة الإسرائيلية، أو الثقافة الإسلامية المتأثرة بها.
ويمكننا أن نستشف هذا الأمر من خلال الكتاب المقدس نفسه، فبمجرد أن دخل إبراهيم هذه الأرض بدأ في بناء أول بيت للعبادة:
1)جاء في سفر التكوين في الإصحاح 12:
" تكوين 12 : 6 - 8
(6) وَاجْتَازَ ابْرَامُ فِي الارْضِ الَى مَكَانِ شَكِيمَ الَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الارْضِ.
(7) وَظَهَرَ الرَّبُّ لابْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ اعْطِي هَذِهِ الارْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.
(8) ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ الَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ ايلٍ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ ايلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ.
إن "مذبحا للرب" تعني مكان العبادة، وقد سمي هذا المذبح "بيت إيل"، والذي يعني بيت الله، وقد أقام فيه طقوس العبادة،ودعا باسم الرب فيه.
إن هذا المكان هو الذي نصب فيه خيمته وأقام فيه، ورغم كل محاولات إبعاد إبراهيم عنه، فإن النصوص تظل شاهدة على أنه ما فارقه في لحظة من اللحظات مذ جاءه.
2)وجاء في سفر التكوين في الإصحاح 13:
" تكوين 13 : 2 - 4
(2) وَكَانَ ابْرَامُ غَنِيّا جِدّا فِي الْمَوَاشِي وَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ.
(3) وَسَارَ فِي رِحْلاتِهِ مِنَ الْجَنُوبِ الَى بَيْتِ ايلَ الَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَتْ خَيْمَتُهُ فِيهِ فِي الْبَدَاءَةِ بَيْنَ بَيْتِ ايلَ وَعَايَ
(4) الَى مَكَانِ الْمَذْبَحِ الَّذِي عَمِلَهُ هُنَاكَ اوَّلا. وَدَعَا هُنَاكَ ابْرَامُ بِاسْمِ الرَّبِّ.
إن إبراهيم جاء إلى المكان الذي كانت فيه خيمته في البداءة، إلى مكان المذبح الذي عمله أولا، ودعا هناك باسم الرب. في بيت إيل.
إنه أول بيت وضع للناس، إنه بيت الله، وإبراهيم هو من بناه وأقام فيه الشعائر ونصب فيه خيمته.
3) وفي نفس الإصحاح يبني إبراهيم مرة أخرى مذبحا للرب ويقيم عند بلوطات ممرا:
" تكوين 13 : 18
(18) فَنَقَلَ ابْرَامُ خِيَامَهُ وَاتَى وَاقَامَ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا الَّتِي فِي حَبْرُونَ وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ.
إنه نفس المكان الذي جاءه أول مرة ، عند شكيم عند بلوطة مورة أو ممرا، وبنى فيه مذبحا للرب. بمعنى قدم ذبائح.
4) وعندما يأتي الملائكة وهم في طريقهم إلى قوم لوط يمرون على بيته في بلوطات ممرا:
" تكوين 18 : 1 -7
(1) وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ
(2) فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَاذَا ثَلاثَةُ رِجَالٍ وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لِاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ الَى الارْضِ
(3) وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ انْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلا تَتَجَاوَزْ عَبْدَكَ.
(4) لِيُؤْخَذْ قَلِيلُ مَاءٍ وَاغْسِلُوا ارْجُلَكُمْ وَاتَّكِئُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ
(5) فَاخُذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ ثُمَّ تَجْتَازُونَ لانَّكُمْ قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَى عَبْدِكُمْ». فَقَالُوا: «هَكَذَا تَفْعَلُ كَمَا تَكَلَّمْتَ».
(6) فَاسْرَعَ ابْرَاهِيمُ الَى الْخَيْمَةِ الَى سَارَةَ وَقَالَ: «اسْرِعِي بِثَلاثِ كَيْلاتٍ دَقِيقا سَمِيذا. اعْجِنِي وَاصْنَعِي خُبْزَ مَلَّةٍ».
(7) ثُمَّ رَكَضَ ابْرَاهِيمُ الَى الْبَقَرِ وَاخَذَ عِجْلا رَخْصا وَجَيِّدا وَاعْطَاهُ لِلْغُلامِ فَاسْرَعَ لِيَعْمَلَهُ.
لقد رأى أجانب يمرون على بيته ، فأسرع كعادته في الخدمة إلى دعوتهم إلى الطعام الذي هيأه على عجل دون استشارتهم، والمكان الذي زاروه فيه هو نفس المكان الذي يقيم فيه، عند بلوطات ممرا.
5) ولما ماتت سارة طلب إبراهيم من عفرون الحثي أن يبيعه ملك قبر يدفن فيه زوجه على مرأى ومسمع بني حث، في ممرا، فدفن بها زوجه.
" تكوين 23 : 17-20
(17) فَوَجَبَ حَقْلُ عِفْرُونَ الَّذِي فِي الْمَكْفِيلَةِ الَّتِي امَامَ مَمْرَا الْحَقْلُ وَالْمَغَارَةُ الَّتِي فِيهِ وَجَمِيعُ الشَّجَرِ الَّذِي فِي الْحَقْلِ الَّذِي فِي جَمِيعِ حُدُودِهِ حَوَالَيْهِ
(18) لابْرَاهِيمَ مُلْكا لَدَى عُيُونِ بَنِي حِثَّ بَيْنَ جَمِيعِ الدَّاخِلِينَ بَابَ مَدِينَتِهِ.
(19) وَبَعْدَ ذَلِكَ دَفَنَ ابْرَاهِيمُ سَارَةَ امْرَاتَهُ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ امَامَ مَمْرَا (الَّتِي هِيَ حَبْرُونُ) فِي ارْضِ كَنْعَانَ
(20) فَوَجَبَ الْحَقْلُ وَالْمَغَارَةُ الَّتِي فِيهِ لابْرَاهِيمَ مُلْكَ قَبْرٍ مِنْ عِنْدِ بَنِي حِثَّ.
6)ولما توفي إبراهيم دفنه إسماعيل وإسحاق في نفس المكان :
" تكوين 25 : 8-9
(8) وَاسْلَمَ ابْرَاهِيمُ رُوحَهُ وَمَاتَ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ شَيْخا وَشَبْعَانَ ايَّاما وَانْضَمَّ الَى قَوْمِهِ.
(9) وَدَفَنَهُ اسْحَاقُ وَاسْمَاعِيلُ ابْنَاهُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ الْحِثِّيِّ الَّذِي امَامَ مَمْرَا -
وحسب هذه النصوص فإن المكان الذي خرج إليه إبراهيم بأمر من ربه، بقي فيه إلى آخر يوم من حياته، وفيه بنى أول بيت للعبادة وأداء الشعائر، وكان في خدمة القاصدين إليه يطعمهم ويسقيهم، ويطهر لهم أماكن العبادة، ويعلمهم مناسك دينهم وهو ما رأيناه في نص الهاجاداه السابق ، ونصوص كتابية أخرى. حتى أطلق عليه اسم: "رسول الله وخادم بيته الأمين".
5) إسماعيل لم يطرد:
قال تعالى: {وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين، ربي هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا ترى، قال : يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم، قد صدقت الرؤيا، إنا كذلك نجزي المحسنين،إن هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الآخرين،سلام على إبراهيم، كذلك نجزي المحسنين، إنه من عبادنا المؤمنين، وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين، وباركنا عليه وعلى إسحاق، ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين}.
1- إن الاقتراح القرآني يبين لنا أن إبراهيم ما فارق ولده إسماعيل حتى بلغ معه السعي، فابتلاه الله فيه بلاء مبينا، ولم يكن له حينها غيره، وإن ولادة إبراهيم لإسحاق كانت من جزاء الابتلاء، إذ أنه لما قدم وحيده لربه، تقبله الله بقبول حسن، وفداه بذبح عظيم، ووهب له به غلاما آخر عليما هو إسحاق، وجعله نبيا من الصالحين.
أما ما يقال عن خلاف المرأتين وأن هذا ابن الجارية والآخر ابن السيدة، وابن الجارية لا يرث مع ابن السيدة، والنبي يطرد امرأته وابنها، من أجل امرأة أخرى غارت منها، حتى تكاد هي وابنها أن يموتا من العطش في الصحراء. فكلها محاولات يائسة لاسترداد حلم مفقود. إذ أن إسماعيل ما فارق أباه سواء في طفولته أو في شبابه، إذ أنه بمجرد الانتهاء من البلاء المبين، اختاره الله ليرفع قواعد بيته، ويقوم هو وأبوه بمهام تطهيره للحجاج والمصلين، والظاهر من هذا الخطاب أن إسحاق لم يزل بعد صغيرا أو لم يولد بعد.
وإذا نظرنا إلى النصوص الكتابية المتحدثة عن الموضوع، يتبين لنا مدى أهمية الاقتراح القرآني في المسألة. ففي الإصحاح 22 من سفر التكوين:
" تكوين 22 : 1-2
(1) وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الامُورِانَّ اللهَ امْتَحَنَ ابْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ: «يَا ابْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا».
(2) فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ اسْحَاقَ وَاذْهَبْ الَى ارْضِ الْمُرِيَّا وَاصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى احَدِ الْجِبَالِ الَّذِي اقُولُ لَكَ».
تحاول هذه الرواية أن تجعل الذبيح هو إسحاق، حيث يقول الله لإبراهيم: "خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق"، والملاحظ أن إسحاق لم يكن وحيد أبيه، والإمكانية الوحيدة لهذه الوحدانية هي أن يكون إسماعيل هو المقصود، قبل ولادة إسحاق، فيكون حينها للامتحان معنى، ول"وحيدك" معنى. وطبعا فإن الابتلاء كان قبل الجزاء، وجزاء الابتلاء إنما كان ابنا آخر هو إسحاق. وبذلك يكون الاقتراح القرآني هو الأكثر انسجاما مع القصة وسياقاتها.
ففي نفس الإصحاح قال:
" تكوين 22 : 16-18
(16) وَقَالَ: «بِذَاتِي اقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ انِّي مِنْ اجْلِ انَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الامْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ
(17) ابَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَاكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ اعْدَائِهِ
(18) وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ امَمِ الارْضِ مِنْ اجْلِ انَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».
فالنص هنا يتحدث عن الابن الوحيد دون أن يذكر اسمه، ويتحدث عن المباركة وتكثير النسل، كما يتحدث عن مباركة جميع أمم الأرض في هذا النسل. وطبعا فإن هذه المباركة تتناقض مع النسل المختار الذي يرث أرض أعدائه، وعندما نقرأ في النصوص الكتابية أعداءه، فإننا نجدهم هم أنفسهم أمم الأرض. فكيف يرثهم وفي نفس الوقت يتباركون فيه؟. 2
- إن الاقتراح القرآني في شأن إبراهيم هو الذي يعطي لهذه النصوص الكتابية معناها، الذي افتقدته في ظل الثقافة الإنسانية المتعاقبة. ومن ذلك معنى إبراهيم نفسه، والذي هو: "أب لجمهور من الأمم":
فقد ورد في سفر التكوين قوله:
" تكوين 17 : 4 - 8
(4) «امَّا انَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ وَتَكُونُ ابا لِجُمْهُورٍ مِنَ الامَمِ
(5) فَلا يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ ابْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ ابْرَاهِيمَ لانِّي اجْعَلُكَ ابا لِجُمْهُورٍ مِنَ الامَمِ.
(6) وَاثْمِرُكَ كَثِيرا جِدّا وَاجْعَلُكَ امَما وَمُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ.
(7) وَاقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي اجْيَالِهِمْ عَهْدا ابَدِيّا لاكُونَ الَها لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ.
(8) وَاعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ ارْضَ غُرْبَتِكَ كُلَّ ارْضِ كَنْعَانَ مِلْكا ابَدِيّا. وَاكُونُ الَهَهُمْ».
لن يكون إبراهيم أبا لجمهور من الأمم أخرى، وهو يريد القضاء عليها أو إخراجها من أرضها ليسكن ذريته مكانها. ولن يكون أبا للأمم الأخرى إن لم تكن له رسالة عالمية إنسانية رحيمة، تتبارك فيها جميع عشائر الأرض وقبائلها وأممها. ولن يكون أبا للأمم الأخرى إلا إذا كان صاحب قيم متعالية عن الضيق التاريخي الذي وقعت فيه الأمم. ولن يفهم كل ذلك إلا في إطار الاقتراح القرآني الذي يعيد الاعتبار لإنسانية الإنسان، من خلال إعادته لتلاوة الاقتراحات الثقافية التاريخية للأمم تلاوة جديدة، مستقلة، عن كل هذه الثقافات ومنها ما عند اليهود والنصارى والمسلمين.
3- وكذلك الشأن في الإنجيل، فإن ما ذكره بولس عن ابن الحرة وابن الجارية، والتمييز بين الناس على هذا الأساس، يتساقط أمام الاقتراح القرآني حيث لم يفارق إبراهيم ابنه، ولم يطرده، وما كان لإنسان صالح أن يفعل ذلك !!! وإنما كانا معا يفيان بالعهد الذي عاهدا الله عليه، وإننا برجوعنا إلى الإنجيل نفسه ومساءلته عن الموضوع ليجيبنا بأن البنوة لإبراهيم لا تتعلق لا بالحرة ولا بالجارية وإنما بالتوبة والأعمال الصالحة.
فقد ورد في إنجيل متى: 3
(7) فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ قَالَ لَهُمْ: «يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟
(8) فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ.
(9) وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ.
(10) وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.
وورد في إنجيل لوقا تفسير إضافي للموضوع: لوقا (3)
(7) وَكَانَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ الَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ: «يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟
(8) فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. ولاَ تَبْتَدِئُوا تَقُولُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْرَاهِيمَ.
(9) وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ».
(10) وَسَأَلَهُ الْجُمُوعُ: «فَمَاذَا نَفْعَلُ؟»
(11) فَأَجَابَ: «مَنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ وَمَنْ لَهُ طَعَامٌ فَلْيَفْعَلْ هَكَذَا».
(12) وَجَاءَ عَشَّارُونَ أَيْضاً لِيَعْتَمِدُوا وَسَأَلُوهُ: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا نَفْعَلُ؟»
(13) فَأَجَابَ: «لاَ تَسْتَوْفُوا أَكْثَرَ مِمَّا فُرِضَ لَكُمْ».
(14) وَسَأَلَهُ جُنْدِيُّونَ أَيْضاً: «وَمَاذَا نَفْعَلُ نَحْنُ؟» فَأجَابَ: «لاَ تَظْلِمُوا أَحَداً وَلاَ تَشُوا بِأَحَدٍ وَاكْتَفُوا بِعَلاَئِفِكُمْ».
والنصوص في هذا المسار في الإنجيل كثيرة، كلها تدين التفكير العنصري الموروث عن الثقافة اليهودية.
4- والأمر نفسه ينطبق على الثقافة الإسلامية التي رددت ما جاء عند الأمم السابقة، دون أن تسمح للقرآن الكريم بالقيام بدوره في التصديق والهيمنة على ثقافات هذه الأمم. حتى إن كتب التفسير والحديث قد حملت نصوص القرآن الكريم تلك المعاني المنحرفة ذاتها، مما قلب الآية ، فأصبح القرآن الكريم بفعل هذه التفاسير، يكرس ثقافة الشعوب السابقة بحذافيرها ويعطيها المشروعية ، بدلا من أن يقدم قراءة جديدة للدين، تقدم اقتراحات مصدقة لما في تلك الثقافات من الحقائق، وكاشفة عما لحقها من تحريف، وفاتحة لأبواب البحث العلمي الإنساني آفاقا بعيدة تحقق للناس الاستخلاف المطلوب في الأرض.
6)خلاصة القول
إن الاقتراح القرآني في مجال الإنسان قادر، من خلال التفكر في آيات الله في الأنفس وتدبرها، على إعادة الاعتبار للقيم الإنسانية العظيمة، بعد أن تعرضت بفعل الظروف المختلفة، لكثير من الانزياح والجنوح عن مفاهيمها الأصيلة، وتخليصها مما ران عليها عبر الزمان من رواسب وحوادث وظروف أفقدتها نقاوتها، وعلى دفع الباحثين في المجال الإنساني إلى إعادة قراءة هذه الكتب المقدسة وفق رؤية جديدة، بعيدا عن عوامل التاريخ والثقافة السابقة، مما يمكن من المساهمة الفعلية في دفع الدراسات الإنسانية إلى الإنصات لصوت الأنبياء من جديد، واستئناف البحث العلمي الإنساني في ضوء الهداية الربانية. وكل هذا لن يجعل الدين وصيا على العلم من جديد، بل على العكس من ذلك تماما، فإن العلم سيأخذ على كاهله مهمته العسيرة، والتي منها اختبار المقولات الدينية وتمحيصها لتمييز الرباني الأصيل عن البشري الطارئ، ثم الاستفادة من الإشارات الربانية الواردة في الكتب المقدسة والقرآن الكريم لتعميق البحث في مجال الإنسان والذهاب به إلى آفاقه البعيدة.
اقتباس
Deuteronomy 21
22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance
سفر التثنية:
21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
This is what the Bible says in the ..... Jesus
http://www.bare-jesus.net
-
بسم الله الرحمن الرحيم
..
كلامه وإن كان به بعض الصواب إلا أنه يحتوي على كثير من المغالطات وسوء الفهم !!!
ننتظر تعليقاتك أخي عبد الله !
..
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
تأمل أيها الكافر
(فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى : 11
(سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ)
يس : 36
(وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
الذاريات : 49
(قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد).
الإخلاص
-
أجد الكاتب مُتكلفاً بعض الشيئ فى تدليله على وجوب إقامة النبى إبراهيم (عليه السلام) فى مكة ...... و أن كنت أؤيد رأيه و الدلائل التى ساقها فى معنى كلمة (مقام إبراهيم) ...... و الأرجح أن إبراهيم كان مُتنقلاً بين البيت الحرام و حبرون أو مدينة الخليل حيث دُفن !
أما فيما عدا ذلك .... فأنأ أؤيده فى أن الكثير من المُفسرين إتخذوا من الإسرائليات مراجع للتفسير للقرآن على العكس من أمر الله تعالى بأن القرآن (مُهيمن) على كل الكتب المُنزلة من قبله :
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48
و كذلك نهى الرسول عليه الصلاة و السلام عن إتخاذ توراة اليهود كمرجعية أو حتى لفهم بعض الأشياء :
روى أحمد عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أ هل الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني. وفي رواية فغضب وقال: جئتكم بها بيضاء نقية. لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به ))
و فى رواية أخرى :
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: حين أتاه عمر فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي. رواه أحمد والبيهقي في كتاب شعب الإيمان، وهو حديث حسن - حديث صحيح رواه أحمد (3/387) عن جابر بن عبد الله.
و تلك الأحاديث لم أجد تحقيقها فيما ورد عن الألبانى !
و عموماً ..... أجد أن تضارب أهل التفسير فى تحديد ماهية الذبيح هو من قبيل الإستدلال على تفسير القرآن بالكتاب المُقدس أو تفسيرات التوراة ..... كما نحا إلى ذلك الكاتب ...... دون الفطن إلى أن أهل التوراة قد حرفوا كتابهم لغرض ما فى أنفسهم و للتدليل على أنهم هم شعب الله المُختار و المخصوص بالعهد الإلهى مع إبراهيم
إن الكاتب يُعالج نقطة هامة جداً فى تفسيرات للقرآن نتخذها كمرجعية لنا ..... بينما يتخذها أعداءنا كوسيلة للهجوم على القرآن و الوحى ذاته ...... كما فى تلك النقطة فى الطبرى التى تتحدث عن أن الذبيح هو إسحق و تنسف أى إحتمال آخر ...... و بالتالى يثبُت صحة ما جاء بالتورة أن إسحق هو المُختص بالعهد دوناً عن إسماعيل ...... و يتبعهم جحوش الفراء و كلاب الجراء من النصارى للتأكيد على كلام اللعين بولس فى أن إسماعيل هو إبن الجسد بينما إسحق هو الوعد الإلهى ذاته مُتجسداً !
و الصحيح أن القرآن لا يُفسّر إلا بالقرآن أو بما جاء فى الأحاديث (النبوية ! ..... من الذى لا ينطق عن الهوى) الصحيحة ..... أما فيما عدا ذلك فلا يُعتد به و يُعتبر من قبيل الأمور الدخيلة على الإسلام الصحيح
و هكذا يُمكن لنا البحث فى موضوع الذبيح ..... هل هو إسماعيل أم إسحق من خلال المنطق العقلى و العلمى ...... فى ظل وجود إبهام قرآنى و عدم وجود أحاديث (نبوية) صحيحة تُحدد و بصورة واضحة عن ماهية هذا الذبيح .
و هذا ما سنحاول أن نجمع آثاره فى المُداخلات القادمة !
و إذا وجدت فى المقال ما يُخالف الحقيقة عدا ما ذكرته ..... فيُمكنك يا أخى ضياء الإسلام أن تذكره ..... فربما كانت بعض الأمور غائبة عنـّى
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 14-09-2007 الساعة 01:32 AM
اقتباس
Deuteronomy 21
22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance
سفر التثنية:
21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
This is what the Bible says in the ..... Jesus
http://www.bare-jesus.net
-
الـــــــSHARKـــــاوى
إن المناصب لا تدوم لواحد ..... فإن كنت فى شك فأين الأول؟
فاصنع من الفعل الجميل فضائل ..... فإذا عزلت فأنها لا تعزل
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة *اسلامي عزي* في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 12
آخر مشاركة: 05-07-2022, 02:43 AM
-
بواسطة الصوت الرنان في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 24-08-2008, 07:46 PM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 05-08-2008, 09:20 PM
-
بواسطة عبد الله المصرى في المنتدى مناظرات تمت خارج المنتدى
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 18-08-2006, 10:21 AM
-
بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 06-02-2006, 03:59 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات