بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ,وصلي الله وسلم علي خاتم الانبياء والمرسلين, نبينا محمد واله وصحبه اجمعين.
اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل, فاطر السماوات والأرض, عالم الغيب والشهادة, أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدنا لما اختلفنا فيه من الحق بإذنك انك تهدي من تشاء إلي صراط مستقيم.
أولا: أحب أن اشكر الأستاذ يوسف الصديق علي موافقته الكريمة علي حوارنا في هذا المنتدى حتى تعم الفائدة ولا تكون مقتصرة علينا نحن الاثنين فقط ولا يفوتني أيضا أن اشكر الإخوة المشرفين علي المنتدى لموافقتهم علي أن تكون صفحاته ساحة للحوار الجاد بيني وبين صديقي الاستاذ يوسف.
وأسال الله أن يكون الحوار علي المستوي المطلوب وان تعم الفائدة به
ولا أريد الإطالة في هذه المقدمة لذلك ادخل في الموضوع وأقول
إن كل إنسان علي ظهر الأرض ما عدا قلة قليلة من الملحدين يعبد إلها ويؤمن بأنه الإله الوحيد الحقيقي وما سواه آلهة باطلة .
فلو جئنا بوثني من أدغال إفريقيا وسألناه عن عقيدته فسوف يشرحها لنا بمنتهي السهولة ويصوغها في عبارات واضحة جدا .
لكن السؤال هل شرحه لهذه العقيدة التي يؤمن بها يعني انها عقيدة صحيحة؟
ونفس الشئ بالنسبة للمسلمين واليهود والنصارى كل واحد منهم يمكنه أن يشرح عقيدته ويصوغها في عبارات واضحة لكن شرحه لها لا يعني أنها صحيحة.
الشئ الذي يجعلها صحيحة هو الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة التي لا ينكرها إلا المكابرون.
وبما أننا في مناظرة عن ألوهية المسيح ونريد أن نعرف مدي صحة هذه العقيدة فقد كان المطلوب من الأستاذ الفاضل يوسف أن يعطينا أدلته وبراهينه علي أن المسيح اله ثم أتي أنا من بعده وأحاول تفنيد هذه الأدلة.
لكن الأستاذ بارك الله فيه لم يفعل ذلك وإنما اكتفي بإخبارنا عن عقيدته مع شرح بسيط جدا لا يوجد فيه دليل واحد علي أن المسيح اله.
نحن نعلم أن النصارى يعبدون المسيح وأنهم يعتقدون انه فعل المعجزات وانه ناسوت ولاهوت لكن مالدليل علي أن هذا الكلام عقيدة صحيحة هذا هو موضوع المناظرة
قد يقول لي قائل لماذا لا تبدأ أنت فتذكر أدلتك علي أن المسيح ليس اله وانه مجرد إنسان عادي اصطفاه الله بالرسالة والنبوة؟
فأقول أن المدعي هو الذي يطالب بالدليل فلو ادعيت أنا منصور شاكر أني اله فانا المطالب بالدليل علي ذلك وليس من المنطقي أن أقول للناس أنا ربكم الاعلي وأتحداكم أن تثبتوا عكس ذلك .اولا اذكر ادلتي علي الدعوي ثم بعد ذلك اطلب تفنيدها
ونفس الميزان نستخدمه عند مناقشتنا لموضوع ألوهية المسيح فالذي يقول انه اله نطالبه بالدليل ولا يمكن أن نطالب نحن المسلمون بإثبات انه ليس إلها لأنه ببساطة لا يوجد دليل علي انه اله ولا احد يثبت وجود العدم.
بناء علي ذلك ومن خلال الطرح الذي كتبه أستاذنا المحبوب يوسف أقول أن المناظرة لم تبدأ بعد فقد شرح عقيدته باختصار مخل ولم يذكر الأدلة عليها بعد
ولو كانت هذه المناظرة شفاهية مقيدة بوقت لكل متحدث فلن ارضي بان تحسب تلك الكلمات من وقت الأستاذ يوسف بل ستعتبر كلمات ترحيبية افتتاحية للمناظرة.
ولا اشك في أن الأستاذ يوسف يعلم ما ذكرته قبل قليل. فهذه الأمور لا تخفي علي أمثاله واعتقد انه تعمد ذلك من باب المجاملة والمحبة التي بيننا فلم يرد أن يحرجني أو يثقل علي بذكر أدلة لا اعلم عنها شيئا فاختار أن ابدأ أنا واحدد المسار الذي ستتخذه المناظرة ليكون الأمر سهلا علي فاشكره كثيرا علي هذه المشاعر الرقيقة الأخوية ولن أخيب ظنه ولن ارد إليه الكرة مرة أخري وسوف اذكر رأيي في موضوع المناظرة بكل صراحة وأدلتي التي تجعلني أومن برأيي واترك له الرد بعد ذلك رغم أن المنهج العلمي كما ذكرت لا يلزمني بذلك.
لكن قبل البداية هنالك ملاحظات ونظرات في طرح الأستاذ يوسف أو افتتاحه للمناظرة بالأصح وسوف تؤثر هذه الملاحظات علي مجري الحوار ولا بد من الاتفاق علي بعض الأمور منذ البداية
واحمد الله أن الأستاذ يوسف بارك الله فيه وهداه لطريق الحق والصواب تكلم عما يوجب طرحها وتناولها الآن.
أول هذه الملاحظات انه بارك الله فيه وألهمه الحق والصواب تكلم عن المسيح عليه الصلاة والسلام ووصفه بأمور بعضها موجود في الإسلام فقط ولا وجود له في مراجع النصرانية.
مثل أن المسيح لم ينخسه الشيطان حين ولد وانه كان زكيا لم يرتكب خطيئة.
ولو تركنا هذا الباب مفتوحا ولم نغلقه الآن فسوف يتطرق أستاذنا يوسف في مداخلاته القادمة لآيات من القران وأحاديث من السنة ويقول أنها تدل علي ألوهية المسيح واتي أنا من بعده وأقول أنها لا تدل علي ذلك فنضيع الوقت في نقطة يعلمها عوام المسلمين والنصارى وحتى عوام اليهود وهي أن الإسلام ينفي ألوهية المسيح ويكفر من يعبدون المسيح فتكون المناظرة لإثبات شئ معلوم لكل من يقرا كلامي وكلام الأستاذ يوسف ولن يستفيد احد من هذا وسيخرج القارئ كما دخل.
لذلك أرجو أن نغلق هذا الباب فورا إلا إذا كان الأستاذ يوسف يؤمن بان القران مرجع معتبر ويستدل به بناء علي ذلك .
في هذه الحالة سأقول له أن نصوص القران من حيث دلالتها علي الأحكام تنقسم إلي قسمين :
1- نصوص محكمة واضحة المعني لا يختلف اثنان في فهمها
2- نصوص متشابهة قد يختلف الناس في فهمها لتفاوت العقول والثقافة وغير ذلك
وكل من يريد الاستدلال بنصوص القران إذا كان مؤمنا به أن يعتمد علي النصوص المحكمة ويرد إليها النصوص المتشابهة أي يفهمها علي ضوئها
{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (7) سورة آل عمران
ففي موضوع ألوهية المسيح إذا كان الأستاذ يوسف يؤمن بالقران ويفهم من بعض الآيات انه اله فانا لا افهم منها ذلك وتكون هذه النصوص من المتشابه وحل النزاع أن نرجع إلي النصوص المحكمة التي لا يختلف اثنان في فهمها مثل قوله تعالي{إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ } (59) سورة الزخرف
{وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} (116) سورة المائدة
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (17) سورة المائدة
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة المائدة
وفي موضوع أن الله له ولد أو ابن نقرا ما ورد {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ} (26) سورة الأنبياء
و{أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونََ ولدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (152) سورة الصافات
{وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} (116) سورة البقرة
{قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (68) سورة يونس
وبهذا تكون المناظرة قد انتهت إذا كان الأستاذ يوسف يرغب في المناقشة من القران لذلك اكرر رجائي بان نغلق هذا الباب.
وقبل أن نغلقه لا بد من توضيح بعض الأمور البسيطة التي ذكرها الأستاذ يوسف من الإسلام وهي النقطة الثانية من ملاحظاتي علي ما ذكره.
يقول الأستاذ يوسف أن المسيح لم ينخسه الشيطان حين ولد كباقي البشر والأنبياء
لكن هل يعتقد أستاذنا فعلا أن الشيطان ينخس جميع البشر عند ولادتهم وانه نخسه هو شخصيا ونخس أبوه وأمه وسينخس أبناءه وكذلك نخسني انا ونخس كل قارئ لكلامنا هذا؟
إذا كان لا يؤمن بهذا وهذا هو المؤكد بصفته نصرانيا فهذا يعني أن المسيح لا يتميز علينا بهذه الصفة فكيف يكون أمر يشاركه فيه كل البشر دليل علي ألوهيته؟
وإذا كان الأستاذ يوسف يؤمن بهذا وهذا مستبعد لأنه نصراني فمن حقي أن اسأله عن الدليل الذي يقنعه بهذا فإذا كان دليله حديث نبينا محمد صلي الله عليه وعلي اله وصحبه وسلم فسأذكر له الآيات السابقة عن ألوهية المسيح ونسبة الولد لله لأنه بهذا يجعل القران وكلام سيدنا محمد حجة ملزمة له وتنتهي المناظرة أيضا
وحول نفس النقطة إذا كان الأستاذ يتكلم من الإسلام من باب الإلزام لنا بما نؤمن او كما نسب للمسيح لو 19:22 فقال له من فمك ادينك
فقد ابعد النجعة
اوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الابل
فان المسيح لم يتفرد بهذا فأمه أيضا لم ينخسها الشيطان عند ولادتها ولا يعني هذا أنها اله أو نصف اله أو حتى ربع اله.
والعلة في ان الشيطان لم ينخس المسيح وأمه مبينة في القران وهو أن أم مريم أعاذت ابنتها وذريتها من الشيطان فاستجاب الله لها ولا وجود لفكرة الألوهية أبدا.
{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (36) سورة آل عمران
وأنني اسأل أين وجه الدلالة علي ألوهية من لم ينخسه الشيطان حين ولادته فكل الكلاب والحمير والخنازير علي وجه الأرض لم ينخسها الشيطان عند ولادتها
فلا يعقل أن تكون صفة من صفات الألوهية لا يتصف بها البشر ويشترك فيها الكلاب والخنازير والحمير مع رب العزة عز وجل يستحيل أن تكون هذه صفة من صفات الله أو دليلا علي ألوهية المسيح
ولو رجعنا إلي الحديث لوجدنا أن السبب في نخس الشيطان للبشر هو إعلان العداوة بينه وبينهم من أول لحظة يدخلون فيها الدنيا واخشي أن يأتينا من يقول بان المسيح شيطان لان إبليس لم يعلن عداوته له عند ولادته فبماذا سيجيبه الاستاذ يوسف يهمني جدا ان اعرف
وبكل تأكيد أنا لا أقول أن المسيح شيطان أو من أتباع الشيطان ولكن أقول أن الله فضل كل نبي من الأنبياء بشئ لم يميز به غيره من الأنبياء فكما خص موسي بان كلمه وخص إبراهيم بان تكون النبوة من نسله وخص نبينا محمد بأشياء كثيرة منها صعوده إلي مقام لم يصله مخلوق قبله كذلك خص المسيح بان الشيطان لم ينخسه عند ولادته
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} (253) سورة البقرة
النقطة الثالثة هي أن المسيح عاش بلا خطيئة ولم تنسب له خطيئة ولم يطلب منه الاستغفار لأنه وفقا لفهم الأستاذ يوسف لم يرتكب ذنبا كباقي الأنبياء وكان طاهرا زكيا
وهذه الجملة القصيرة فيها أشياء صحيحة نتفق فيها مع الأستاذ وأشياء أخري خطا لا أساس لها من الصحة
وللتوضيح أقول أننا نحن المسلمين نؤمن بان كل الرسل والأنبياء معصومون بعد الرسالة والمسيح واحد منهم فلا يمكن أن نعتبره متميزا عنهم من ناحية العصمة فضلا عن ان نعتبر عصمته دليلا علي ألوهيته
فإما أن نقول أن المسيح اله لأنه معصوم وكذلك كل الرسل آلهة لأنهم معصومون أيضا أو نقول أنهم جميعا بشر عاديون فليس المنهج العلمي انتقائي يخضع للمزاج الشخصي
وأقول أن المسيح لم تنسب له خطيئة في الإسلام لكن في الأناجيل الأربعة نسبت له خطايا كثيرة جدا لا أريد الكلام عنها لكن لو أصر المناظر فمن الممكن تناولها بالبحث ودراسة خطايا المسيح في الأناجيل مثل عقوق الوالدة والكذب والسرقة وتعطيل حدود الله والتجديف علي الأنبياء والتجديف علي الكهنة وتكذيب الله وغيرها كثير
وإذا كان المسيح وفقا للأناجيل الأربعة لم يرتكب إثما والواقع بخلاف ذلك فكان ماذا؟
غيره كثير ممكن وصفوا بالعصمة مثل أيوب الكامل الذي يتقي الله ويحيد عن الشر
اي 1:1 كان رجل في ارض عوص اسمه ايوب.وكان هذا الرجل كاملا ومستقيما يتقي الله ويحيد عن الشر.
اي 1:8 فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي ايوب.لانه ليس مثله في الارض.رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر.
اي 2:3 فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي ايوب.لانه ليس مثله في الارض.رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر.والى الآن هو متمسك بكماله وقد هيّجتني عليه لابتلعه بلا سبب.
ويوحنا المعمدان وأمه وأبوه لو 1:5 كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا وامرأته من بنات هرون واسمها اليصابات.
لو 1:6 وكانا كلاهما بارين امام الله سالكين في جميع وصايا الرب واحكامه بلا لوم.
وأحب أن اسأل الأستاذ يوسف هل نسبت الأناجيل الأربعة إلي العذراء مريم أي خطيئة ام انها مثل ابنها؟
طبعا هذا سؤال وليس استدلال بنصوص الكتاب المقدس لاني لا اؤمن به اصلا ولا اراه صالحا لان استدل به
المهم اننا سنصل الي وجود اخرين شاركوا المسيح في صفة العصمة سواء في القران او الكتاب المقدس فإما ان يكونوا مع المسيح آلهة او يكون المسيح بشرا مثلهم
والغريب ان الكتاب المقدس متناقض في موضوع عصمة الانبياء ففيه نصوص تصفهم بالقداسة ولم نسمع عن قديس يعصي ربه
رؤ 22:6 ثم قال لي هذه الاقوال امينة وصادقة.والرب اله الانبياء القديسين ارسل ملاكه ليري عبيده ما ينبغي ان يكون سريعا.
ونصوص تصفهم بالبر ولا يوجد بار يخطئ وهناك نصوص اخري غريبة تقول ان فيهم من زني ببناته ومن سكر وتعري ومن زنا وغير ذلك وهذا دليل علي ان بعض الايدي الحاقدة علي الانبياء والرسل تلاعبت بهذا الكتاب واضافت اليه وحذفت منه
النقطة الرابعة متعلقة بما قاله حول ان المسيح لم يؤمر بالاستغفار مثل باقي الانبياء وكانه يريد قول الله تعالي {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} (19) سورة محمد
ولا يشترط في الاستغفار ان يكون المستغفر مذنبا لان الاستغفار والدعاء عموما قد يكون لطلب شئ وقد يكون لمجرد العبادة
من امثلة الدعاء الذي لمجرد العبادة قوله تعالي {قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (112) سورة الأنبياء فالله عز وجل سيحكم بالحق سواء طلبنا منه ذلك او لم نطلبه
وكذلك عند النصاري فانهم عندما يصلون يقولون ليات ملكوتك لو 11:2 فقال لهم متى صلّيتم فقولوا ابانا الذي في السموات.ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك.لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.
وملكوت الله سياتي حتي لو قالو في صلواتهم يا رب لا يات ملكوتك فاذا كان الدعاء للطلب فقط فان ربهم قد امرهم بالعبث والله منزه عن العبث
هذا يعني وجود غرض اخر من الدعاء هو العبادة لا غير فعندما يامر الله نبي ان يستغفر فهذا لا يعني انه مذنب كما فهم الاستاذ يوسف وانما يعني ان الله امره بالتعبد بهذا الاستغفار
وكل الرسل كانوا يستغفرون ربهم ويسالونه النجاة من النار رغم انهم معصومون وموعودون بدخول الجنة سواء استغفروا او لم يستغفروا
ومن المهم جدا ان اسال الاستاذ يوسف حفظه الله من اين جئت بان المسيح لم يكن يستغفر ؟
علي حد علمي القاصر لا يوجد نص واحد في الكتاب المقدس من سفر التكوين الي سفر الرؤيا بالاضافة الي الابوكريفا يقول ان المسيح لم يكن يستغفر وانت يا استاذنا لم تعاصر المسيح لنقبل قولك من غير دليل فكيف عرفت انه لم يكن يستغفر؟
الاناجيل تخبركم ان المسيح كان يصلي كثيرا ولا شك في انه كان يصلي بنفس صلاتكم التي امركم بها فمن المستبعد ان يامركم بشئ ولا يطبقه علي نفسه والاناجيل تقول انه كان يصلي كثيرا جدا اذن فهو كان يقول كثيرا جدا اغفر لنا كما نغفر نحن للمسيئين الينا وهذا استغفار دون شك مت 6:12 واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا.
واذكر هنا قاعدة مهمة جدا تقول عدم النقل ليس نقلا للعدم فاذا لم تذكر الاناجيل ان المسيح اذنب فهذا لا يعني انه لم يذنب واذا لم تنقل انه كان يستغفر فهذا لا يعني انه لم يكن يستغفر وكذلك الاناجيل لم تنقل ان المسيح كان يبول او يتغوط فهل يعني هذا انه لم يكن يفعل ذلك؟
يهمني ايضا ان اعرف كيف فهم الاستاذ يوسف من نبوة اشعياء53انها تتكلم عن المسيح
اش 53:9 وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته.على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش
وفيها الاتي
1-الفقرة7 تقول 7 ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه.
أن هذا الشخص ذبح والمسيح لم يذبح وفقا لعقيدتكم والصلب شئ والذبح شئ اخر
2-نفس الفقرة تقول ان هذا الشخص لم يفتح فاه امام جلاديه وقصة الاناجيل تقول ان المسيح حوكم وكلم الكهنة وكلموه ورحم الله احمد ديدات فقد قال انه كلمهم من بطنه مثل الحواة في السيرك
3-الفقرة9 تقول ان هذا الشخص جعل قبره مع الاشرار اش 53:9 وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته.على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش
والمسيح وفقا للاناجيل لم يدفن في مقابر وانما دفن وحيدا في حديقة ولم يكن معه ابرار ولا اشرار
4-الفقرة10 تقول ان هذا الشخص سيري نسله ما الرب فسرّ بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح والمسيح لا نسل له وفقا لعقيدتكم ولا ندري هل كان عقيما ام انه لم يتزوج ام انه مات قبل ان ينجب ولا حتي راي نسلا معنويا فكل من امن به وفقا لاناجيلكم تركه وهرب
اذن فلا علاقة للمسيح بما ورد في اشعياء53
ننتقل بعد ذلك الي الملاحظة السادسة وهي تتعلق بمعجزات المسيح عليه الصلاة والسلام التي ذكرها الاستاذ يوسف كدليل علي انه اله
لكن مثلما فعل المسيح معجزات فقد فعل غيره من الرسل والانبياء معجزات اخري فسيدنا موسي فعل تسع معجزات لا يستطيع المسيح ان يفعل واحدة منها وسيدنا محمد اتي بمعجزات تزيد عن الالف لم يفعل المسيح واحدة منها وكذلك غيرهم من الرسل والانبياء ولا تعتبر هذه المعجزات دليلا علي انهم الهة بل علي انهم رسل
وهناك فقرة مهمة جدا في يوحنا يو 14:12 الحق الحق اقول لكم من يؤمن بي فالاعمال التي انا اعملها يعملها هو ايضا ويعمل اعظم منها لاني ماض الى ابي.
احب ان اعرف تعليقك يا استاذي عليها انها تعني بكل وضوح ان هناك من يفعل معجزات المسيح نفسها ويفعل اعظم منها فهل هم الهة ايضا؟ وهل هم اعظم من المسيح؟
فاذا قلت لي كما قال الكثيرون ممن سالتهم هذا السؤال ان الفرق بين هؤلاء وبين المسيح ان المسيح فعل معجزاته بقوته الذاتية بخلاف غيره فقد فعلوها بقوة الله وسلطانه فساقول لك كما قلت لهم ان القران اوثق المصادر التي تتكلم عن حياة المسيح اخبرنا انه فعل معجزاته باذن الله واي قوة للمسيح انما هي من الله {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} (110) سورة المائدة
ولمن لا يؤمنون بالقران اعطيهم هذه النصوص
يو 5:30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني
يو 5:19 فاجاب يسوع وقال لهم الحق الحق اقول لكم لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الآب يعمل.لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك.
كل هذه تصريحات انجيلية تثبت ان المسيح لم يفعل ولم يقدر ان يفعل شيئا بقوته الذاتية انما فعل كل معجزاته بقوة الله مثله مثل غيره
وكل منصف يقرا معجزات المسيح في الاناجيل الاربعة يجد ان الذين راوها لم يفهمو منها ان المسيح اله بل فهموا منها انه نبي
مر 6:15 قال آخرون انه ايليا.وقال آخرون انه نبي او كأحد الانبياء.
يو 9:17 قالوا ايضا للاعمى ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك.فقال انه نبي.
ولا توجد مرة واحدة رات الجموع معجزة له فقالو انه اله او ابن اله ولو حصل هذا فاين ورد؟
وقد اقر المسيح فهمهم هذا ولم ينكر عليهم ويصحح فهمهم ان كان خاطئا فلم يقل لهم لقد اساتم الفهم انا اله لا رسول
وانا اطلب كل النصاري ان ياخذو بهذا الفهم الذي اقره المسيح ولا ياتوا بفهم من عندهم وليس من المعقول ان نتجاهل شهود العيان ونسمع كلام شخص اتي بعد الفي سنة ويقول ان معجزات المسيح دليل علي انه اله لا رسول
وموضوع معجزات المسيح يمكن التوسع فيه اكثر نمن هذا لكني اشعر ان هذا القدر يكفي والباقي كثير ولو اصر الاستاذ يوسف فكل معجزة من معجزات المسيح فعلها نبي قبله وهذا موجود في كتابكم المقدس
اختم هذه النقطة بسؤال مهم جدا وصغير اذا كانت معجزات المسيح دليل علي انه اله فكيف تثبتون انه نبي؟واذا كانت معجزاته دليل علي انه رسول فكيف تثبتون انه اله؟
والفرق بين الاله والرسول كبير جدا والفرق بين دليل الرسالة ودليل الالوهية كبير جدا فلا يصلح ان يكون الدليل واحدا
النقطة السابعة تتعلق بامر لم استطع فهمه رغم اني سالت منه كثير من النصاري وقرات الكثير من الكتب عنه لكني لم اجد جوابا مقنعا ومن حسن حظي ان الاستاذ يوسف وفقه الله تعالي لطريق الحق والصواب فانتهز هذه الفرصة واطلب منه ان يشرح لي
كيف يكون المسيح منذ الازل الها وقبل الفي سنة تحول الي انسان لمدة ثلاث وثلاثين سنة وبعدها مات لثلاثة ايام ورجع الها مرة اخري
او كما قال الاستاذ يوسف في طرحه نحن نؤمن انه اخذ جسدا بشريافايمانه غير صحيح
رغم اني قرات العهد الجديد اكثر من مرة وقرات الكثير من كتب التفسير الا اني لم اجد دليلا واحدا علي موضوع ان الله حل في المسيح واتحد به فاذا كان هناك نص فيهمني ان اعرف اين ورد
طبعا لا لاومن به بل لاعرف ان النصاري يؤمنون باشياء موجودة في كتابهم المقدس فعلا
وفي انجيل يوحنا فقرة تدمر وتنسف عقيدة الحلول والاتحاد هذه وهي قول يوحنا والكلمة صار جسدا وحل بيننا ومعناها واضح وهو ان الله تحول من اله الي جسد او انسان وبدهي انه بعد ان تحول الي انسان لم يعد الها كما كان
فلو جئنا بمكعب من الصلصال وحولناه الي كرة فيستحيل ان نصفه بانه لا يزال مكعبا ولو اتينا بورقة وثنيناها في شكل مثلث ثم اعدناها لاصلها وحولناها الي مربع وقلنا انها لا تزال مثلثا فهذا استخفاف بالعقول
كذلك الاه لا يمكن ان يتحول الي انسان ويظل الها كما هو
ثم ان يوحنا لم يقل ان الكلمة حلت في الجسد او انها اتخذت جسدا وانما قال صارت جسدا أي تحولت الي جسد
وهذا يجعلني مضطرا لان اسالك رغم انك اردت اغلاق هذه النقطة بلباقة هل الله يصلي ويذنب و.......... ويموت؟
والجواب الذي ذكره الاستاذ يوسف يذكرنا بضربات امريكا الاستباقية وجوابه يحتاج لتامل ثم تغيير فاذا كان الجسد هو الذي اكل وشرب وجاع فان يوحنا يقول ان الجسد هو الله لان الله تحول الي جسد وهذا الجسد اكل وجاع و ........... فالله اذن وفقا لعقيدتكم مات وضربه الخادم وبصق عليه فكيف هذا؟
الملاحظة الثامنة والاخيرة تتعلق باستدلالكم بما ورد في رسالة يوحنا عن ان المسيح جاء في الجسد فالذي افهمه منها ان المسيح جسد ليس الااي انسان وكل من يقول بخلاف ذلك فليس من الله وانما من الشيطان فاذا اضفنا لهذا ماذكره يوحنا من ان الله تحول جسد واضفنا اليه استحالة ان يكون المسيح الها واسانا في نفس الوقت فسوف نقول مع الابوصيري:
اسمعتم ان الاله لحاجة يتناول المشروب والماكولا
وينام من تعب ويدعو ربه ويرود من حر الهجير مقيلا
ويمسه الالم الذي لم يستطع صرفا له عنه ولا تحويلا
ياليت شعري حين مات بزعمهم من كان بالتدبير عنه كفيلا
هل كان هذا الكون دبر نفسه من بعده ام اثر التعطيلا
وهذه اسئلة تنتظر اجابات من الاستاذ يوسف وفقه الله
بهذا تنتهي ملاحظاتي علي طرح الاستاذ يوسف وكنت ارجو ان يكون كلامي مختصرا اكثر من هذا لكنه طال رغما عني
وادخل الان الي طرحي الخاص في موضوع المناظرة لنتناقش وفقا له
توجد اديان كثيرة علي سطح الارض وكل دين منها يعبد الها خاصا به فهناك من يعبد الله وهناك من يعبد بوذا وهناك من يعبد الاصنام وهناك من يعبد الاولياء والصالحين
وكل هؤلاء الالهة يصفهم عبادهم بصفات ثابتة فلا يوجد من يعبد الها ولا يصفه بهذه الصفات
من هذه الصفات العلم المطلق بكل شئ والقدرة المطلقة علي كل شئ والتصرف التام في كل شئ في الكون وغيرها صفات كثيرة من صفات الالوهية نكتفي بهذه الثلاثة حتي لا يطول الموضوع
طبعا لست محتاجا لان اقول ان كل الالهة باطلة ما عدا الله وانها كلها لا تتصف بهذه الصفات حقيقة رغم ادعاء عابديها ذلك ما عدا الله
فالذي يعبد بوذا يصفه بهذه الصفات والذي يعبد حجرا يصفه ايضا بهذهالصفات والذي يعبد ابليس يصفه بهذه الصفات
فتجد كل عبد يدعو معبوده لانه يعتقد انه متصرف في الكون وانه علي كل شئ قدير ويطيعه لانه بكل شئ عليم
نستطيع ان نقول ان الاله الحقيقي متصف بهذه الصفات علي لسان من يعبدونه ويبقي بعد ذلك ان ننظر في صحة اطلاق هذه الصفات عليه فهل هو فعلا قادر علي كل شئ عليم بكل شئ متصرف في كل شئ؟
فاذا تم اثبات ذلك فهو اله حقيقي واذا لم يتم فهو اله باطل ومرة اخري لست محتاجا لان اقول ان الاله الوحيد الذي يتصف بهذه الصفات هو الله تعالي
فلنطبق هذا المعيار علي المسيح وفقا لما ورد عنه في الاناجيل الاربعة ونري هل وصفته الاناجيل بهذه الصفات ام لا ثم بعد ذلك ننظر هلهو متصف فعلا بها ام ان الموضوع مجرد كلام وبالعامية السودانية مجرد كلام ساكت
وانا متاكد من ان المعيار الذي ذكرته لا يخالفني عليه احد مهما كان دينه
فلنطبق هذا المعيار علي المسيح
لما سال المسيح عن الساعة قال انه لا يعرف متي هي أي انه يجهل وقت قيامها مر 13:32 واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب.
وبالرجوع لقصة لعن التينة نجد ان المسيح لم يعلم ان الشجرة خالية من الثمار الا بعد ان وصل اليها ولكان يعلم ذلك لما ذهب اليها اصلا بل انه لم يكن يعلم ان الوقت ليس وقت تين مت 21:19 فنظر شجرة تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط.فقال لها لا يكون منك ثمر بعد الى الابد.فيبست التينة في الحال.
وفي قصة احياء لعازر نجد ان المسيح سال عن مكان القبر فلو كان يعلم لما سال ولذهب من تلقاء نفسه الي مكان القبر يو 11:34 وقال اين وضعتموه.قالوا له يا سيد تعال وانظر.
واخطر ما في هذه الجزئية انم المسيح كان يتقدم في العلم والقامة أي ان علمه يتزايد بمرور الوقت وكل شئ معنوي يزيد فهو معرض للنقصان لو 2:52 واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس
هذه ادلة بسيطة تدل علي ان المسيح لم يكن عالما بكل شئ وعلمه كعلم بني عادي وانسان عادي
فهو بهذا قد فقد الصفة الاولي
وبالرجوع لما ذكره الانجيل عن دخول المسيح لاحدي المدن لم يقدر ان يفعل معجزة لهم وهذا دون شك ينفي انه قادر علي كل شئ مر 6:5 ولم يقدر ان يصنع هناك ولا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم.
ولما طلب منه ابني زبدي او طلبت امهما ان يجلسان عن يمين المسيح ويساره قال انه لا يملك تحديد ذلك وهذا ينفي انه متصرف في الكون
مت 20:23 فقال لهما اما كاسي فتشربانها وبالصبغة التي اصطبغ بها انا تصطبغان واما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين اعدّ لهم من ابي.
مر 10:40 واما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين أعدّ لهم
وهكذا نجد ان المسيح وفقا للاناجيل الاربعة غير متصف بهذه الصفات اصلا فلا يمكن ان يكون الها ولايمكنه خوض المنافسه ولا بشهادات واوراق مزورة
ارجو الا يقول لي الاستاذ يوسف انه كان لا يعلم ولا يقدر ولا يتصرف بناسوته اما لاهوته فانه يفعل كل ذلك لاني اثبت قبل قليل انه لا وجود لشئ اسمه اللاهوت والناسوت لان الجسد هو نفسه الاله فالكلمة صار جسدا كما قال عمنا يوحنا
اكتفي بهذا القدر وانتظر رد الاستاذ يوسف واهم شئ ان يذكر لي الادلة التي تجعله يؤمن بان المسيح اله
وخلال الايام القادمة ساكتب طرحي الاول في موضوع الناسخ والمنسوخ
واعتذر عن تاخري لان سرعتي في الكتابة بطيئة جدا واشعر ان يدي قد تورمت
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
المفضلات