بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اشرف الخلق اجمعين وعلى اله وصحابتة اجمعين
لكل من يحاول التشكيك فى السنة النبوية المطهرة ويبطل حجيتها .........
ان مرجع الشريعة الاسلامية الى اصلين شريفين
1- القران الكريم وهو الاصل الاول للدين 2-السنة النبوية المطهرة وهى الاصل الثانى
ومنزلة السنة من القران الكريم انها مبيّنة وشارحة تفصل مجملة وتوضح مشكلة وتقيد مطلقة وتخصص عامة وتبسط ما فية من ايجاز والسنة متى تثبت عن المعصوم صلى الله علية وسلم فانها تشريع وهداية وواجبة الاتباع لا محالة
قال تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )- النحل(44)
ومن امثلة بيان السنة للقران:
قال تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)- النور (56)
فقد امرنا الله سبحانة وتعالى باقامة الصلاة واتاء الزكاة ولكنة لم يبين عدد الصلوات ولا كيفيتهاولا اوقاتهاولا فرائضها من واجباتها من سننها فجاءت السنة وبيّنت كل ذلك
قال رسول الله صلى الله علية وسلم (صلّوا كما رأيتمونى اصلى)-(رواة البخارى)
وكذلك لم تبين متى تجب الزكاة ؟وانصبتهاومقدار ما يخرج وفى اى شئ تجب ؟فجاءت السنة وبينت كل ذلك
مثال ذلك
عن عبد الله بن عمر رضى الله عنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر ، صاعا من تمر أو صاعا من شعير ، على كل حر أو عبد ، ذكر وأنثى ، من المسلمين .(رواه البخارى)
وقد تستقل السنة بالتشريع كتحريم اكل كل ذى ناب
مثال ذلك
عن أبو ثعلبة الثقفي الأخنس بن شريق(نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع) رواة البخارى
وكتحليل ميتة البحر
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! إنا نركب البحر ، ونحمل معنا القليل من الماء ، فإن توضأنا به عطشنا ، أفنتوضأ من ماء البحر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو الطهور ماؤه الحل ميتته(رواه البخارى)
وعلى ذلك اعتنى الصحابة بالاحاديث النبوية عناية فائقة وحرصوا عليها حرصهم على القران فحفظوها بلفظها ومعناها وعرفوا معانيها بسليقتهم وفطرتهم العربية وبما كانوا يسمعونة من اقوال النبى صلى الله علية وسلم وما كانوا يشاهدونة من افعال واحوال وما كانوا يعلمونة من الظروف والملابسات التى قيلت فيها هذة الاحاديث
وقد اتفق العلماء على حجية السنة المطهرة سواء منها مكان على سبيل البيان او على سبيل الاستقلال ولم يخالف فى الحتجاج بالسنة الا الخوارج والروافض فقد تمسكوا بظاهر القران واهملو السنن فضلّوا واضلّوا
وقد بين القران الكريم والسنة النبوية الصحيحة الثابتة بحجية كل ما ثبت عن الرسول صلى الله علية وسلم
قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)- النساء (59)
والرد الى الله هو الرجوع الى كتابة والرد الى الرسول هو الرجوع الية فى حياتة والى سنتة بعد مماتة
قال تعالى(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)-الحشر (7)
فقد جعل سبحانة وتعالى امر الرسول وجب الاتباع ونهية واجب النتهاء
وهذة الاية تعتبر اية لكل ما جاءت بة السنة مما لم يرد لة فى القران الكريم ذكروسار على هذا الدرب والطريق الواضح من جاء بعد الصحابة من أئمة العلم فقد روى البخارى فى صحيحة عن عبد الله بن مسعود (قَالَ لَعَنَ عَبْدُ اللَّهِ الْوَاشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ. فَقَالَتْ اُمُّ يَعْقُوبَ مَا هَذَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَمَا لِيَ لاَ اَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ، وَفِي كِتَابِ اللَّهِ. قَالَتْ وَاللَّهِ لَقَدْ قَرَاْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَمَا وَجَدْتُهُ. قَالَ وَاللَّهِ لَئِنْ قَرَاْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ {وَمَا اتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.
واما الاحاديث فكثيرة منها
قول النبى صلى الله علية وسلم عندما بعث معاذ بن جبل الى اليمن
(بم تقضى اذا عرض لك قضاء ؟ قال بكتاب الله قال فان لم تجد قال: بسنة رسول الله صلى الله علية وسلم قال:فأن لم تجد قال اجتهد رأى ولا الو فضرب رسول الله صلى الله علية وسلم على صدرة وقال الحمد لله الذى وفق رسول رسول الله لما يرضى الله ورسولة)
اما الحديث الذى يروية القائلون بعدم استقلال السنة بالتشريع وهو ((اذا جاءكم عنى حديث فاعرضوة على كتاب الله فما وافق فخذوه وما خالف فاتركوه))
فقد بين ائمة الحديث انة حيث موضوع مختلق على رسول الله صلى الله علية وسلم وضعة اعداء الاسلام لكى يصلوا الى غرضهم من اهمال الاحاديث وقال بعض الائمة عرضنا هذا الحديث الموضوع على القران الكريم فوجدناة مخالفا لة فقد قال تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)-الحشر (7)
قال تعالى( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ال عمران (31)
قال تعالى ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) النساء (80)
وبذلك نجد ان القران الكريم يكذب هذا الحديث ويردة
والسنة المطهرة لم يطل العهد بعدم تدوينها وان التدوين بدأ بصفة خاصة فى عهد الرسول علية الصلاة والسلام وقوى وغلظ فى عصر الصحابة وأوائل عصر التابعين واخذ التدوين صفة العموم فى أواخر عصر التابعين
وقد استجاب العلماء لدعوة الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيزلجمع الاحاديث وقيد الله لجمع الاحاديث اناس لهم قدم ثابتة فى الدين والعلم ليدافعوا عن السنة ويحفظوها وينقيحوها مما دسة اعداء المسلمين فيها
وكان اهم ما يميز ائمة الحديث وجامعوة هو كثرة الاسفار والترحال وقد نهجوا فى ذلك نهج الصحابة والتابعين لهم باحسان فكان العالم منهم يبلغة الحديث بطريق الرواة الثقات فلا يكتفى بهذا بل يرحل الايام والليالى حتى يأخذالحديث عمن رواة بلا واسطة
وامثلة ذلك ما اخرجة البخارى(فى الادب المفرد) – واحمد وابو يعلى فى مسنديهما – من طريق عبد الله بن محمدبن عقيل انة سمع جابر بن عبد الله يقول بلغنى عن رجل حديث سمعة من رسول الله صلى الله علية وسلم
فاشتريت بعيرا ثم شددت رحلى فسرت الية شهرا حتى قدمت الشام
فاذا عبد الله بن انيس فقلت للبواب قل لة جابر على الباب فقال بن عبد الله ؟فقلت نعم فخرج واعتنقنى فقلت حديث بلغنى عنك انك سمعتة من رسول الله صلى الله علية وسلم فخشيت ان اموت قبل ان اسمعةفقال سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول (يحشر الله الناس يوم القيامة عراة...........)الحديث
وعلى هذا الدرب من التأكد والتيقن من صحة الاحادث جمعت الاحاديث
فمنهم من ألف على المسانيد بأن يجمع احاديث كل صحابى دون ان يتقيد بوحدة الموضوع فحديث الزكاة بجانب احاديث الصلاة وذلك كمسند الامام احمد وعثمان بن شيبة واسحاق بن راهوية
ومنهم من ألف على الابواب الفقهية كأصحاب الكتب الستة المشهورة وهؤلاء منهم من تقيد فى جمعة الاحاديث الصحيحة كالامامين البخارى ومسلم ومنهم من لم يتقيد بالصحيح بل جمع الصحيح والحسن والضعيف مع التنبية علية احيانا وعدم التنبية احيانا اخرى اعتماد على معرفة القارئ لهذة الكتب ومقدرتة على النقد وتمييز الصحيح منالضعيف والمقبول من المردود وذلك مثل اصحاب السنن الاربعة
ابى داود – والترمذى – والنسائى – وبن ماجة
وكما اعتنى ائمة الحديث بجمع الاحاديث فى الكتب الجامعة لمتونة اعتنوا ايضا بالحديث من نواحى اخرى
عناية المحدثين بالنقد والدراية
فقد اعتنوا بةمن جهة سندة ومتنة حتى يتوقفوا على تمييز الطيب من الخبيث والصحيح من العليل وتطهير السنة مما دخلها من التزيد والاختلاق وبذلك تسلم السنة من الفساد وتلك النواحى التى بحثوا فيها
كون الحديث صحيح او حسنا او ضعيف واحوال كل واحد منها
وبيان اقسام الضعيف كا المنقطع والمعضل والشاذ والمقلوب والمنكر والمضطرب والموضوع
وما يتصل بذلك من البحث عن احوال الرجال من الجرح والتعديل والرواية وشروطها وبيان علل الحديث وغريبة وناسخة ومنسوخة وطبقات الرواة واوطانهم ووفياتهم الى غير ذلك مما يوجد فى كتب علوم الحديث والرجال وبذلك لم يتركوا فرصة زيادة لمستزيد
فتركوا لنا فى نقد الرجال ثروة ضخمة من الكتب منها ما ألف فى الثقات ومنها ماألف فى الضعفاء ومنها ما ألف فيما هو اعم منهما ولم يكتفوا فى نقدهم للرجال بالتجريح الظاهرى با اعتنوا ايضا بالنقد النفسى
مثال ذلك انهم اعتبرومن الجرح الذهاب لبيوت الحكام وقبول جوائزهم مما راعوا فية ان الدوافع النفسية قد تحمل صاحبها على الانحراف ........ هذا من جهة السند
اما من جهة المتن فقد اعتنوا ايضا بنقدها وجعلوا من امارة الحديث الموضوع مخالفتة للعقل والمشاهدة و الحس مع عدم امكان تأويلة تأويلا قريبا محتملا وانهم كثير ما يردون الحديث لمخالفتة القران او السنة المشهورة او التاريخ المعروف وانهم جعلو من اقسام الحديث الضعيف معلل المتن ومضطرب المتن
عناية المحدثين بفقة الاحاديث ومعانيها
اعتنى ائمة الحديث بفقة الاحاديث وفهمها فنجد ان ائمة الحديث الذين جمعوة ونقحوة حتى صار نقيا من الغرائب كانوا اهل فقة ودراية بالمتون وذلك امثال الائمة مالك واحمد والسفيانين الثورى وبن عيينة والبخارى ومسلم وباقى اصحاب الكتب الستة وغيرهم
قال احمد بن الحسن الترمذى سمعت ابا عبد الله -يعنى الامام احمد بن حنبل- يقول (اذا كان يعرف الحديث ومعة فقة احب الىّ ممن يحفظ الحديث ولا يكون معة فقة)
وروى الحاكم فى تاريخة عن عبد العزيز بن يحى قال : قال لنا سفيان بن عيينة (يا اصحاب الحديث تعلموا معانى الحديث فانى تعلمت معانى الحديث ثلاثين سنة)
ونلمس هذا جليا واضحا فى الصحيحين البخارى ومسلم من ناحية تبويب كل منهما
كما وضع ائمة الحديث شروط للرواية المقبولة فى الاسلام
لكى تعطى الضمانات الكافية لصدق الرواة وسلامتهم من الكذب والخطأ والغفلة والنقل
وهذة الشروط هى
1- الاسلام: وهو الانقياد ضاهرا وباطنا فيشمل التصديق بالله تعالى وملائكتة وكتبة ورسلة وقبول شرائعة واحكامة علما وعملا اما من تحمل وهو كافر وادى وهو مسلم قبلت روايتة
2- التكليف: وذلك يتحقق بالبلوغ والعقل فلا تقبل رواية الصبى ولا المجنون اما الصبى لانة لاوازع لة عن الكذب لعدم مؤاخذتة شرعا ولكن اذا تحمل الصبى قبل البلوغ وادى بعدة تقبل روايتة وهذا هو اجماع الصحابة رضى الله عنهم على جواز القبول من احداث الصحابة كأبن عباس وبن الزبير وغيرهم واما المجنون لعدم ادراكة وتمييزة
3- العدالة :وهى ملكة تحمل على ملازمة التقوى والمروءة
والتقوى: امتثال الأمورات واجتناب المنهيات وذلك بأن لا يفعل كبيرة ولا يصر على صغيرة ولا يكون مبتدعا
المروءة:هى اداب نفسية تحمل مراعتها الانسان على الوقوف عند محاسن الاخلاق وجميل العادات
4-الضبط :وهو قسمان أ- ضبط صدر ب-ضبط كتاب
وضبط الصدر هو ان يحفظ ما سمعة من شيخة بحيث يتمكن من استحضارة والتحدث بةمتى شاء من حين سماعة الى حين ادائة
وضبط الكتاب هو هو محافظتة على كتابة الذى كتلب فية الاحاديث وصيانتة عن ان يتطرق الية تغيير ما منذ كتابتة فية الى حين الاداء منة ولا يعطية الا لمن يثق فية ويتأكد من ان لايغير فية
وكم رد ائمة الحديث رواية رجال من هم اهل الامانة ولكنه فى نظرهم ليس اهلا للرواية
وقد قال اامام دار الهجرة مالك بن انس رضى الله عنة يقول(ادركنا فى هذا المسجد ممن يقولون قال فلان قال رسول الله وان احدهم لو اؤتمن على بيت المال لكان امينا علية فما أخذت عنهم شيئا ولم يكونوا من اهل هذا الشأن)
فهل بعد كل هذة الحيطة والتثبت فى الاحاديث يأتى احد ويشكك فى الاحاديث ويتقّول عليها؟!!
المفضلات