الرسالة الأولى
لحظة من فضلك يا ضيفنا النصرانى :
هذه رسالتى إليك .. إقرأها إن شئت أو أهملها إن شئت
* لعلك تعى جيدا قبل كل شىء أن الحياة هى امتحان نجاح ورسوب .. والصعوبة الكبرى فى هذا الإمتحان هى أن وقت الإجابة غير محدد وغير مضمون .. والصعوبات الأخرى تتمثل فى :
1- أن هذا الإمتحان من دور واحد .. ليس هناك دور ثان أو إعادة للسنة لتحسين المجموع وتصحيح الإخطاء
2- أن النجاح فى هذا الإمتحان مرهون بعملك فقط فلا إمكانية للغش أو سرقة مجهود الآخرين
3- أنه لن يساعدك فى الإجابة أحد إلا مجهودك وعقلك وقلبك فقط
4- أنه ليس هناك أى إمكانية للتخلف عن حضور الإمتحان بعد أن جئت إلى الدنيا
* لعلك تعى جيدا أن كل يوم يمر بك يقربك من قدرك المحتوم ويومك المعلوم
* لعلك تعى جيدا أن حياة الإنسان ليست مشهداً متاحاً إعادته لاستدراك ما فات أو إحياء ما مات
* لعلك تعى جيدا أن الدنيا ليست موطن إقامة وبقاء أو مرحلة يقضيها المرء وتنتهي بلا تبعات .. إنما هي دار بلاء وموطن امتحان واختبار وابتلاء ومن ورائها يوم طويل يحاسب فيه الخلق على ما قدموا فيها .. فإما شقي من أهل النار وإما سعيد من أهل الجنة في دار خلود لا تنتهي ونعيم أو جحيم دائم لا يفنى ولا ينقضي :
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)
* لعلك تعى جيدا أن من أحسن فيما بقي غفر له الله ما مضى .. ومن أساء فيما بقي أخذه الله بما مضى وما بقي :
(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا)
-----------------------------------------
ولذلك يا ضيفنا الكريم :
* قبل أن ينقضي الامتحان وتظهر النتيجة فتكون على غير ما تحب .. وتطلب فرصة أخرى وليس ثم من فرص
* قبل أن تنتهي الحياة وتنتقل إلى عالم آخر تتمنى فيه أن تعود لتحسن فلا يستجاب لك
* قبل أن تدخل حفرة مظلمة ليس فيها صديق يؤنس وحشتك أو يواسي غربتك
* قبل أن تتمنى فلا تتحقق أمنيتك .. وتتوسل فلا يسمع لتوسلك .. وتبكي فلا ترحم دمعتك .. وتصرخ فلا يلتفت إلى صرختك
* قبل أن يأتي عليك يوم تتمنى فيه المهلة فلا تمهل .. أو ترجو أن ترجع للحياة فلا يمكنك الرجعة :
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
* قبل أن ينزل بك هادم اللذات ومفرق الجماعات .. قبل أن يأتيك الموت فتقول :
( رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )
* قبل أن تنتقل إلى دار الآخرة وتأتي ساعة تتحسر فيها على ضياع حياتك في عبادة غير ربك ومولاك وتقول :
(يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)
* قبل أن يعلو صراخك متمنيا أى فرصة لتعمل الصالحات وتهتدى وتعبد ربك الواحد الأحد فلا يسمع نداؤك وصراخك ولا يرحم بكاؤك ونواحك :
(وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ)
(وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ *قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ)
* قبل أن يتبرأ منك المسيح الذى تعبده مع الله أو من دون الله :
(وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
* قبل أن يتبرأ منك الشيطان الذى أضلك :
(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
* قبل أن يتبرأ منك أهلك وعشيرتك :
(فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ *يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ *وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ *وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ *لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ)
* قبل أن يتبرأ منك الآباء والقساوسة :
(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)
(قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
-----------------------------------------
لحظة .. تقتطعها من بين ثنايا لحظات انشغالك تحاسب فيها نفسك وتقيم بها موقفك وتعرف أين أنت اليوم وأين ستكون غدا
لحظة .. تجلس فيها مع نفسك لتستيقظ من غفلتك قبل أن يأتيك أمر الله وأنت غير مستعد له
تذكر وتيقن أن لك يوما سينقضي فيه أجلك وينتهي فيه عمرك تترك فيه هذه الدنيا وزينتها ويحال بينك وبين ما تشتهى منها
واعلم أنك ستنزل بعد الموت حفرة في صدع من الأرض غير ممهدة ولا موسدة وحيدا فريدا ليس فيها ما يؤنس وحشتك ويرافقك في غربتك فالقبر إما روضة من الجنان وإما حفرة من حفر النيران
واعلم أن لك ربا لا مفر من لقائه والوقوف بين يديه للسؤال والجزاء فأعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا أمام الله البصير الذى لا تخفى عليه خافية :
(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ *وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ *فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ *فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ *فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ)
-----------------------------------------
اللهم اغفر لنا ما مضى
وأصلح لنا ما بقي
واجعل خير أعمارنا أواخرها
وخير أعمالنا خواتمها
وخير أيامنا يوم نلقاك .. آمين
المفضلات