د . كامل النجار : قراءة نقدية غير شريفة (للأخ نيقولا)

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

د . كامل النجار : قراءة نقدية غير شريفة (للأخ نيقولا)

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 30

الموضوع: د . كامل النجار : قراءة نقدية غير شريفة (للأخ نيقولا)

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    264
    آخر نشاط
    13-03-2023
    على الساعة
    02:54 AM

    افتراضي د . كامل النجار : قراءة نقدية غير شريفة (للأخ نيقولا)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
    الإخوة الكرام ... أثناء تصفحى على شبكة الإنترنت وجدت رسالة لأحد الاخوة إسمه نيقولا يرد فيها على كتاب (قراءة نقدية للاسلام) لشخص يدعى كامل النجار ..

    ــ وقد وجدت أنه من الواجب نشر هذا البحث الماتع للأخ نيقولا لما فيه من فائدة كبيرة ... جزاه الله خير الجزاء على هذا العمل الأكثر من رائع وجعله فى ميزانه ..

    ــ وللأسف الشديد فهذا البحث وجدته منشورا على منتدى واحد فقط على شبكة الانترنت وهو للأسف منتدى غير إسلامى ... لذا وجدت من الضرورى أن تحتوى المنتديات الاسلامية على مثل هذه الأبحاث القيمة فهى أولى بذلك ...

    ــ نقطة أخيرة أننى حاولت أن تكون هناك أى وسيلة اتصال بينى وبين هذا الأخ (نيقولا) لأستأذنه لنقل هذا الموضوع ... ولكن دون جدوى .. فليسامحنى لنقل هذا الموضوع دون استئذانه .. نظرا لأهميته .. وأترككم مع رد الأخ الفاضل نيقولا ....
    التعديل الأخير تم بواسطة الأندلسى ; 14-08-2006 الساعة 02:42 AM
    رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    أحسنت

    مرور متابعة .
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    15-12-2008
    على الساعة
    10:08 AM

    افتراضي

    جزاك الله كل خير .... متابع

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    421
    آخر نشاط
    05-10-2007
    على الساعة
    10:49 PM

    افتراضي

    متابع

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    2,902
    آخر نشاط
    05-10-2007
    على الساعة
    05:07 AM

    افتراضي

    متابع بأذن الله

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    264
    آخر نشاط
    13-03-2023
    على الساعة
    02:54 AM

    افتراضي

    حيا الله الأخوة :-

    كمسلم لا أعاني من حساسية للنقد فالقرآن يحتوي على كل الإنتقادات التي وجهت للإسلام في بداية الدعوة بدون تعتيم أو تكتم رغم أن معظمها كان إفتراءات بحتة .
    ولكن الكتابات التخريبية الغير شريفة فهي تستحق مني كمسلم دفاعا مضادا .
    الكتاب الذي بين يدي الآن إكتسب شهرة كبيرة في عالم الإنترنت ولا أعرف كيف تم ذلك برغم أنه كتاب غير منهجي وغير محايد على الإطلاق .
    لا أعرف الكاتب وربما هي المرة الأولى التي أقرأ له شيء لذلك فلن أهتم بشخصه وسيكون محور كلامي على محتوى الكتاب .
    قد يتفق معي بعض اللادينين أنفسهم أن الكتاب إجمالا غير موضوعي وسطحي تماما ورغم ذلك تجد معظم الأفكار الإلحادية على الصفحات العربية للإنترنت موجودة في هذا المصدر .
    لذلك كانت فرصة جيدة أن تجتمع كل هذه الإتهامات الموجهة للإسلام أمامي للرد عليها برغم أنها مكدسة ومكثفة جدا بدون فرصة لإلتقاط الأنفاس .
    سأناقش ما جاء في الكتاب فصلا فصلا وربنا يعطينا وإياكم طول العمر .

    قبل أن ابدأ تتبع الرجل لي بعض التعليقات على المقدمة التي كتبها :-


    يقول كامل النجار :-

    اقتباس:
    اقتباس
    نعم أن العالم العربي يمر في مرحلة عصيبة، ولكن من المسئول عن هذه المحنة التي يمر بها العرب والمسلمون عامةً؟ لا شك أنها من صنع العرب والمسلمين أنفسهم ورغبتهم العارمة بالرجوع بانفسهم الى عصر الاسلام الذهبي قبل اربعة عشر قرناً من الزمان. وقاد هذا الهوس بالماضي الجماعات السلفية الي تنفيذ فاجعة 11 سبتمر عام 2001 التي جعلت الإسلام مرادفاً للإرهاب والمسلم مرادفاً للإرهابي، وقسّموا العالم إلى معسكرين متناحرين في رأيهم: (إما فسطاط الإيمان أو فسطاط الكفر.. وإما نحن وإما هم ولا يمكن التعايش بينهما!!) على غرار بعض المتشددين الغربين الذين قالوا: (الغربُ غربٌ والشرقُ شرقٌ ولا يلتقيان). وهذه النزعة الإنتحارية هي ضد الإنسانية والحضارة العالمية، ناهيك عن تناقضها تماماً مع روح الاديان وجوهرها.
    هكذا تلاحظ تلميحا أن الإسلام هو السبب في الوضع الحالي !!

    ليس الاستعمار الذي اثقل كاهل الامة وقسمها دويلات زرع بينها التناحر قبل الرحيل هو السبب !!!
    وليست الغزوات الفكرية لحركات القومية والاشتراكية التي أهدرت سنين من عمر الأمة في تجارب لم تكن لتنجح قط متناسية أن رابطة القرابة العرقية انقسامية بطبيعتها لأنها تقوم على أساس عصبية الأعراق !!

    الإسلام هو سبب كل خراب في العالم عند هؤلاء حتى وهو موجود في الظل لا يحكم!!


    ثم تجده يستخدم مصطلح ( السلفين ) بشكل يدل على جهله التام بالوضع الفكري الإسلامي وإلا فليخبرنا ما العلاقة بين الدعوات السلفية وأحداث 11 أيلول ؟ .
    هل الإسلام جاء ليقسم العالم أم هم الذين قسموه لكتلة شرقية و غربية وزرعوا الكيان الصهيوني بالقوة ليبقى حارسا دائما لهذا التقسيم ؟
    إن المرء ليأسف على هذه العقول المختلة !!





    يقول كامل النجار :-
    اقتباس:
    اقتباس
    ولكن هل كان عصر الخلفاء الراشدين عصراً اسلامياً ذهبياً كما يتوهم السلفيون؟ فاذا نظرنا لهذا العهد نجد ان الخلاف قد دب بين المسلمين بمجرد ان مات النبي. فنجد ان الانصار والمهاجرين أوشكوا ان يتقاتلوا بالسيوف علي من سيخلف الرسول، هل يكون من الانصار ام من المهاجرين. أراد ألانصار ان يبايعوا سعد بن عبادة، واراد المهاجرون ان يكون الخليفة منهم. ولما بايع عمر بن الخطاب أبا بكر قال المهاجرون لن نبايع الا علياً، واعتكف قادتهم في منزل علي بن ابي طالب . فذهب عمر بن الخطاب الى منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجالُ من المهاجرين، فقال لهم: والله لتخرجن للبيعة او لاحرقن عليكم البيت. فخرج عليه الزبير مسلطاً سيفه فعثر فسقط منه السيف، فوثبوا عليه واخذوه منه .

    هنا يقرأ كامل النجار التاريخ بدون اعتبار الواقع الإجتماعي وطابع الجدلية داخله .
    حين ندرس تاريخ الامة الاسلامية فلابد أن نعرف أن المسلمين بشر كسائر الناس . وليس من المعقول ان نتوقع تاريخا ملائكيا خال من التدافع الإجتماعي .
    نحن لم نقل أن الاسلام قتل الطابع الجدلي داخل المجتمع البشري فمن يقول ذلك كمن يقول أن الإسلام قضي على الفقر أو قضى على الشر في العالم .
    مشكلة كامل النجار وغيره من مدعي الطوبائية أنهم ينظرون لحدث معين ويجعلون منه كل التاريخ بل ويحصرون تقييم فترة من الفترات في نطاق ضيق يرفضون الخروج منه .
    لم يكن بمقدور الرسول الكريم أن يصب التاريخ في القالب الذي يريده ويتمناه وهذه أيضا ليس وظيفته فهو ليس إلها .
    فالرسول صلي الله عليه وسلم توفي وترك في المسلمين خضوعا لله من ناحية وثورة على الظلم من ناحية أخرى فتجد المسلم خاضع وثائر في نفس الوقت ونشأ عن هذا حركة إجتماعية قلما تجد لها نظيرا في التاريخ .
    فترة الخلافة الراشدة التي يراها كامل النجار غير جديرة بالثقة هي أفضل فترة عدالة مرت على البشرية في التاريخ رغم وجود صراع داخلى في بعض أوقاتها .
    هذا الصراع هو من سنن التدافع في الكون يظهر ويختفي ويعود الأمر كما كان .
    هل معنى أن عمر بن الخطاب مات مقتولا أن فترة حكمه فترة سيئة في التاريخ ؟
    ما قوله إذن في الحكام العرب الآن الذي لم يمت أحدهم مقتولا بل وصلوا لأرذل العمر وهم مازالوا في مناصبهم ؟ هل يراها فترة جيدة ومثالية ؟


    التاريخ يحكي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عاش بسيطا بدون حرس وحاشية .
    عاش وسط البسطاء وكأنه منهم ينام في خيمة أو تحت شجرة وهو الذي كان حاكما لدولة مترامية الأطراف .
    أناس عاشوا بهذا الشكل كانوا عرضة للقتل في أي لحظة ولكنهم لم يكونوا يخشون شيئا .
    لابد أن نعرف أن الفارق كبير بين من يدعو للعدل وهو مظلوم ومن يدعو له وهو حاكم مسيطر بيده مقاليد الأمور .
    فارق كبير أن تنادي بالزكاة وأنت فقيرا معدما وأن تدعو لها وأنت بيدك كنوز الدنيا .
    فارق كبير بين من يدعو للحق لأن فيه مصلحته وبين من يدعو له لأن الله أمره بذلك .
    هذا هو الفارق بين الصادق والمدعي .
    لذلك أقول أن هذه الفترة هي خير فترات التاريخ صدقا وليس تمثيلا .






    يقول كامل النجار :-

    اقتباس:
    اقتباس
    وحتى البغاء كان متفشيا في تلك الحقبة الذهبية. ففي سنة سبع عشرة ولى عمر ابا موسى الاشعري على البصرة وامره ان يُشخص اليه ( يرسل اليه)المغيرة، وكان المغيرة يختلف على ام جميل، أمرأة من بني هلال توفى عنها زوجها. وكانت ام جميل تغشى المغيرة وتغشى الامراء والاشراف، تبيع جسدها، وكان بعض النساء يفعلن ذلك في زمانها .
    والسرقة كانت متفشية في المدينة في خلافة عمر بن الخطاب. فيحدثنا اهل الذكر ان عمر بن الخطاب جاء الى عبد الرحمن بن عوف في وقتٍ متأخر من الليل، فقال له عبد الرحمن: ما جاء بك في هذه الساعة يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: رفقةٌ نزلت في ناحية السوق خشيت عليهم سُراق المدينة.[13] فالخليفة كان يعلم ان المدينة مليئة بالسارقين، رغم قطع الايدي
    .

    سأفترض صحة هذه الروايات ولكن ألم يتساءل كامل النجار لماذا يكتب الإمام الطبري هذه الحوادث في كتابه ( تاريخ الطبري ) ؟
    هل حادثة الزنا تستحق أن تكتب في كتب التاريخ ؟
    هل حوادث السرقة تستحق أن تؤرخ في كتب التاريخ ؟
    لو أن مؤرخ معاصر أراد أن يكتب تأريخا عن عصرنا الحالي هل كان سيهتم بذكر حوادث السرقة والزنا ؟

    حتما لم تكن هذه الأمور التافهة لتثير إهتمام أحد فهي شيء تقليدي ومعتاد بل سينبري أي مؤرخ للكتابة عن الأمور الهامة مثل الحروب الدولية والصراعات الإقليمية ..إلخ .
    أقول لكامل النجار أن ذكر حوادث السرقة والزنا في كتاب تاريخ هو دليل على ندرتها وغرابتها وليس لذلك معنى آخر .

    كما سأريكم فيما بعد فكامل النجار لا يفعل شيئا سوى تكسير الرموز وإهالة التراب على الذهب من أجل تمييع الأمور .
    حرب تكسير الرموز هذه يقودها أناس يرفضون مجرد أن يعود الإسلام ليحكم بين الناس .
    هل الوضع الحالي للعالم المنقسم ما بين مترفين يملكون كل شيء وعالم ثالث تحت خط الفقر يثير عندهم الرضا لهذا الحد ؟
    الإنسان أصبح إنسانين والحق أصبح حقين والمعيار أصبح معيارين .
    هل قانون الغاب هذا يستحق الدفاع عنه ؟ العزيز القوي لا عقاب له مهما خالف القانون أما الضعيف المغلوب فمستباح دمه وماله وعرضه .
    هل تعلمون لماذا يعارضون أن يعود الإسلام حاكما ؟
    لأن هذا يدمر خططهم الجرثومية في اغراق العالم في شهواته الحيوانية وسط احتفال وصخب بالعودة لجذور القرود .
    لأن الإسلام بنظامه الإجتماعي قادر أن يحطم مركزية الثروة واحتكار هؤلاء لكل شيء ويمنع امتصاص دماء الشعوب .
    الإسلام قادر أن يمنع موت 30 ألف طفل يوميا لأسباب قابلة للعلاج حسب تقريرات الأمم المتحدة .
    هل تعلمون من هو عدو الدين ؟
    فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين .

    (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ - فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ - وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ - فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ - الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ - الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ - وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) .

    كامل النجار وغيره ليسوا سوى عبيد في هذه البروباجاندا ولا يدرك أنهم خاسرون في النهاية كل شيء :-

    (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) البقرة 27 .





    يقول كامل النجار :- اقتباس:

    اقتباس
    ولعل هذا الكتاب هو الأول من نوعه باللغة العربية الذي يتناول الإسلام بقراءة نقدية علمية محايدة دون أي تطرف أو انحياز لأية جهة. وإني اعتمدت على المصادر الإسلامية الكلاسيكية المحترمة من قبل جميع الفرق والمذاهب الإسلامية، في توضيح وإثبات هذا الرأي أو ذاك. ولكن رغم ذلك سيثور المتزمتون لانهم لا يعرفون التسامح مع الناقدين، وبالتالي سوف اتعرض في جوهر الكتاب الى عدم التسامح في الاسلام والى عدم احترام رأي الغير.

    سنرى الآن ما هي المصادر المحترمة التي يتحدث عنها كامل النجار والتي ذكرها في الهامش :-

    الرجل ينقل لمؤلف اسمه ابن وراق ( اسم مستعار على ما يبدو) . كتبه المنشورة بالانجليزية تحمل أسماء ( لماذا أنا لست مسلما ) و ( أصول القرآن ) و ( ماذا الذي يقوله الاسلام حقا ) وكتابه الأخير هذا يزعم فيه أن الاسلام لا يدعو سوى للدمار والتخريب ويزعم أن القرآن كتاب غير معتدل مختل مليء بالعنف والقسوة ويدعو الناس إلى عدم تصديق المسلمين فهم كذبة على حد زعمه .
    لا تجد أي معلومات تفيدك من هو ابن وراق هذا وما هي مؤهلاته العلمية وإلى أي مؤسسة ينتسب ؟ الأمور ضبابية تماما .
    الرجل كما هو واضح من كتبه يتعامل مع الإسلام كدين شيطاني يجب أن يحرق بالنار لذلك فهو يلجأ لإستخدام كل الطرق الشيطانية لنسف هذا الدين .
    يكذب و يحرف إقتباساته ويستعين بكل أنواع الخداع , لماذا ؟ ألم تفهموا بعد ؟ الرجل يحارب دين شيطاني !!!!
    هذا المؤلف رغم ادعائه انه كان مسلما وكان يحفظ القرآن كاملا إلا ان من يقرأ مقتطفات من كتبه يدرك انه لو كان صادقا حقا فيما يقول فهو إذن يتمتع ببلادة تفكير تجعلك تمزق شعر رأسك غيظا . سوء فهم لا يقاس ( في الحقيقة يستحيل على شخص مثلي أن يصدق اسلامه المزعوم ) .
    أيضا مراجع ابن وراق هذا كلها من كتب أشد المستشرقين عداوة للاسلام وأكثرهم عنصرية وهذا يجعلني أشك في قصة أصله الاسلامي المزعومة بل اشك حتى فيما ان كان يتكلم العربية فالذي كان مسلما لا يدرس الاسلام من كتابات تخرب الاسلام لأغراض عنصرية بشهادة الغربييين أنفسهم .
    كتب كانت تكتب عن الاسلام تحت شعار ( اعرف عدوك ) !!!!!

    أريد أن أقول أن كتب ابن وراق هذا لا تعتمد أي منهجية في دراسة الإسلام بل هي كتابات سوقية مكتوبة بسطحية لإرضاء العوام والسذج ناهيك عن لغة قاسية جدا أصابتني بضغط الدم وأنا أقرأ مقتطفات منه مضطرا .
    كتاب كامل النجار ببساطة هو تجميع لكتب ابن وراق في كتاب واحد .

    يعتمد أيضا على كتاب اسمه ( 23 عاما ) لكاتب اسمه ( علي داشتي ) وهو كاتب ماركسي كما هو واضح من كتاباته . الكتاب عن حياة النبي محمد ويعقد فيه الرجل مقارنات بين رسولنا الكريم وشخصيات مثل لينين و ونابليون وجنكيز خان . الرجل طبعا كماركسي يرفض الوحي و الاسراء ويتعامل بانتقائية غريبة مع الروايات !!!
    فما يؤيد مبادئه يصدقه وما يخالف تفكيره المادي يرفضه ويعتبره خرافات . تشعر منه أيضا بجهل واضح للاسلام ورغم أنه في البداية يقول أنه يرفض كتابات المستشرقين عن الرسول ويعتبرها عنصرية إلا أنه يعود ويكرر نفس كلامهم عندما يقع في مأزق سيقوده للإعتراف بصدق نبوة محمد صلي الله عليه وسلم .
    كتابات علي داشتي مثل ابن وراق كتابات غير محايدة اطلاقا لأشخاص مجهولون لا يقرأ كتبهم سوي المتعصبين الذي هدفهم الوحيد من الحياة هو الحصول على أكبر ربح من تشويه صورة الإسلام .

    كاتب ثالث ينقل منه كامل النجار وهو ( روبرت سبنسر ) :-
    سبنسر صحفي أمريكي يعشق اسرائيل بجنون لذلك لا يكره شيء في الكون بقدر كرهه لحركات المقاومة الفليسطينية ( حماس والجهاد الاسلامي ) .
    أنا لا أتجنى على أحد فسبنسر نفسه يتفاخر بذلك في كل كتاباته .

    الكتاب الذي اختاره كامل النجار لسبنسر يحمل عنوان ( إماطة اللثام عن الإسلام ) وهو يتكلم عن موضوع الجهاد في الاسلام وكيف أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تسبب في انتشار العنف العالمي .

    أنا لا أفشي سرا عندما أقول أن أسرع وسيلة نجاح للفاشلين في الغرب هو أن تكتب كتابا تهاجم فيه الاسلام والمسلمين . هذا أمر يعرفه الجميع !!!

    لو سألت مثقفا غربيا محايدا من هم أكثر الكتاب تحيزا ضد الاسلام والمسلمين ؟ لقال لك ابن وراق و روبرت سبنسر الذي يزعم كامل النجار أنها مصادر محايدة محترمة !!!!
    لا أحد يمتلك الشجاعة ليدافع عن ابن وراق وسبنسر تحديدا .

    بخصوص المصادر العربية لكامل النجار مثل ( تاريخ الطبري ، ومختصر السيرة لابن هشام وكتب بن كثير ) كثيرا ما تجد الصيغة التي يوردها كامل النجار للرواية تختلف عن الصيغة في المصدر الأصلي وهذا يدلني أن الرجل ينقل الرواية من كتابات مترجمة ( فالترجمة تغير كثيرا في الألفاظ ) .

    حتى القرآن ينقله الرجل من كتب مترجمة فمثلا تجد هذه الجملة في الهامش :-
    ( سفر جونا " يونس"، الاصحاح الاول، ألآية 17 ) .

    وهذا طبعا يجعلني أضع كامل النجار مع بن وراق وداشتي وسبنسر في نفس التصنيف . فهؤلاء مصادرهم جميعا عن الاسلام هي كتابات المستشرقين وهذا مثير للريبة إلى أبعد الحدود !!!!!
    فكما قلت ان معظم المستشرقين والمبشرين كانوا يكتبون عن الإسلام من
    باب ( اعرف عدوك ) و من حقي كمسلم ألا أغفر لهؤلاء كتاباتهم التخريبية عن الإسلام .
    أذكر قول ( جولذير) يوما وهو يرى الهوس الغربي في الهجوم على القرآن متسائلا :-
    ( ترى ماذا يبقى لنا من الكتاب المقدس لو عاملناه بنفس الطريقة ؟ )


    أريد أن أقول أن كامل النجار كما ترى يعتمد على إما كتابات سوقية غير منهجية مثل ابن وراق و داشتي وسبنسر وإما اقتباسات مقتضبة غامضة لا تعكس الصورة كاملة كما يفعل مع المصادر الأخرى كما سنرى لاحقا و يزعم لنا في النهاية أنه يقدم قراءة نقدية ويا لها من قراءة !!!!!

    كلمة أخيرة أتمنى أن تصل لكامل النجار هي :- من يريد أن يرى فعليه أن يفتح عينيه أولا ,لا أن يغمضهما ويكتفي بأن يردد ما يراه الآخرون .

    سننتقل لمناقشة موضوع الكتاب و سأحاول أن أكون هادئا قدر الإمكان ولكن لا أعدكم بشيء فالكتاب كبير وتسبب في انفجار شرايين مخي من الغيظ وأنا الآن رجل أملك مخا بلا شرايين فاغفروا لي زلاتي وأنا في هذه الحالة . (إبتسامة)



    أخوكم نيقولا .
    رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    264
    آخر نشاط
    13-03-2023
    على الساعة
    02:54 AM

    افتراضي

    الفصل الأول


    في هذا الفصل يستعرض الرجل كيف ظهرت الأديان على وجه الخليقة .
    الرجل يعتمد على النظرة المادية للإنسان كحيوان متطور عاش مراحله الأولى بدون عقيدة وبدون أن يعرف شيئا عن الإله ولكنه اخترع فكرة الآلهة من خلال تفاعله مع ظواهر البيئة المحيطة .
    النظرة المادية تعتبر الأديان هي نتاج بشري وليست وحيا سماويا.
    وتطورت العقائد من التعدد إلى التوحيد تماما كما تطورت العلوم والصناعات بفعل الأزمان .
    لكي لا نقفز على الأمور فلنكن مع الرجل خطوة بخطوة :-


    يقول د. كامل النجار :-
    اقتباس
    في بداية حياة الانسان على هذه الارض، على حسب رأي علماء علم الاجناس " Anthropology"، كان الانسان بسيطاً في تفكيره وفي استيعابه للظواهر الطبيعية مثل الليل والنهار، والمطر والرعد والبرق وما شابه ذلك. وكانت هذه الظواهر تثير الخوف والرعب في نفسه. ولما عجز الانسان البدائي عن تفسير هذه الظواهر عزاها الى قوة خارقة تتحكم فيها وفي حياته. هذه القوة الخارقة لم تكن محسوسة لديه، اي بمعنى آخر، كانت قوة وراء الطبيعة اي قوة " ميتافيزيقية Metaphysical". وبالتالي اعتقد الانسان البدائي بوجود " كيان روحي Spiritual Being " يتحكم في الظواهر الطبيعية وفي حياة الانسان. هذه كانت بداية فكرة الاديان عند الانسان البدائي حسب اعتقاد خبير علم الاجناس الانكليزي " تايلر E.B.Taylor" فقد ألف هذا العالم كتاباً يدعى " الثقافة البدائية Primitive Culture" في العام 1871. ويعتبر هذا الكتاب من اهم المراجع في دراسة تاريخ الاديان. ويعتقد " تايلر" هذا ان الاعتقاد ب " الكيان الروحي" هذا نتج من تجربة الانسان الجماعية في اشياء مثل الموت والنوم والاحلام، فجعلته هذه التجارب يعتقد ان الكيان الروحي منفصل عن الجسم ويمكنه ان يعيش حياة مستقلة تماماً. وبالتالي اصبح الانسان الاول يعتقد في ألاشباح والخيالات " Phantoms".
    تايلور إفترض أن الإنسان الأول كان يظن أن ظواهر الطبيعة المحيطة به تمثل كيانات حية تمتلك أرواحا مثلها مثل البشر ولكن إفتراض ( تايلور ) ليس صحيح .
    ففكرة الإنسان عن الروح كشيء غير مرئي متصل بالجسد هي فكرة متقدمة جدا لم توجد في المجتمعات الأولى .
    افتراض ( تايلور ) لمبدأ الروحية كأساس لظهور الأديان هو افتراض قديم ولم يقدم الرجل أدلة قوية تثبت أن القدماء كانوا يعتبرون مظاهر الطبيعة (آلهة ) وليست مجرد( قوى) أو أدوات للآلهة كما هو راجح الآن .
    جدير بالذكر أن نقول أنه بتطور المدرسة النقدية للأنثروبولوجي في نهاية ستينات القرن الماضي اختفى من الحقل مصطلحات مثل ( ثقافة بدائية – شعوب بدائية ) وانتهى موضوع الفرضيات النظرية واسقاطها على الواقع .

    رواد المدرسة الوظيفة للأنثربولوجي كبراون ومالينوفسكي أثبتوا سطحية آراء تايلور وفريزر وخرجوا بأنه لم يوجد مجتمع بدائي بدون دين وبدون علم .
    كامل النجار يقول أن الخوف من مظاهر البيئة المحيطة كان السبب في انبثاق فكرة الله كقوة ميتافيزيقية تتحكم في مصير الانسان :-
    نقول أن الخوف في مواقف الخطر يعيد الناس إلى تذكر الله ولكنه ليس الدافع والمحرك الأول لظهور الدين على وجه الأرض .
    فعندما يري الإنسان الرعد في السماء مثلا فإنه :-
    فد يظن أن الإله غاضب .
    قد يظن أن قوة شريرة غاضبة .
    ولكنه لا يعتقد أن هذا الرعد هو خالق السماء والأرض .
    نحن نتحدث عن الله كمعنى موجود في الذهن . من أين جاء هذا المعنى ؟

    نظرية الخوف هذه لا تفسر أي شيء . وإلا فليخبرنا كامل النجار ما هي العلاقة بين الخوف كشعور وانبثاق فكرة الله ؟ هذا شعور وذاك تصور ومعنى ، ما العلاقة بينهما ؟
    لا يمكن تفسير الأمر سوى بافتراض وجود الله كمعنى مرتبط بالنفس البشرية (فطرة ) يتجلى هذا المعنى ويطفو على السطح عندما يتفاعل مع شعور الخوف .

    موضوع الخوف هذا ذكره القرآن أيضا ولكن بمدلوله الصحيح :-

    ( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) [العنكبوت : 65]
    ( وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ) [الروم : 33] .


    كما تلاحظون القرآن يتحدث عن الخشوع والتذلل الذي يصيب الإنسان في أوقات الشدة نتيجة لتركيبته الإيمانية الفطرية ويجد الإنسان نفسه متعلقا بقوة علوية يشعر أنها الوحيدة القادرة علي مساعدته في بلائه وشدته .
    فالإنسان يبحث عن الأمان وقت الخوف وهو يعلم جيدا أن هذا الامان لن يجده سوي مع المطلق الذي فطره هكذا .
    والخوف ليس عيبا بل هو نعمة وهدف مقصود في ذاته لأنه يكسر غرور الإنسان وعجرفته ويعيده إلى واقعه بأنه مخلوق ضعيف مهما تسلط او تجبر .
    هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ [الرعد : 12]
    أشهر الكتابات التي تجد فيها هذا المعنى واضحا هو كتاب عالم الرياضيات الأمريكي جفري لانج ( الصراع من أجل الإيمان ) فهو يحكي تجربته الخاصة و قصة إعتناقه الإسلام وقد فادني هذا الكتاب كثيرا في التعرف على عقلية الملحد فلم أكن قرأت شيئا كهذا من قبل .





    يقول د. النجار :-

    اقتباس
    وبالطبع لم يكن الانسان البدائي يعرف القراءة والكتابة ولذلك كل ما تعلمه كان عن طريق التلقين من آبائه واجداده وبالتالي اصبح علم وحكمة الاباء والاجداد، اي الاسلاف، كنزاً قيماً يحفظه الاشخاص كبار السن في القرية او القبيلة. ويصبح الشخص الاكثر علماً رئيساً للقبيلة، وطبيباً يعالج امراضهم بما تعلمه من الاسلاف، ويحكم بينهم بما يراه عدلاً ان نشب بينهم خلاف. ولا شك ان موت شخص كهذا يمثل فقداً عظيماً للقبيلة، تحاول تعويضه بأن تتخيل ان روح هذا الفقيد ما زالت تعيش بينهم وتحاول ارشادهم الى ما فيه خيرهم. وبالتدريج اصبح لمثل هذه الروح مكانة عظيمة في ثقافة و " فولكلور" هذه المجموعات من البشر، ونتج عن هذا ما يسمى ب " عبادة الاسلاف Ancestor Worship ". فكان اذا اصاب هذه المجموعة شر او مرض، عزوه الى ان روح احد الاسلاف غاضبة عليهم ولذلك وجب عليهم إرضاءها بالرقص وبتقديم الهدايا والقرابين. وهذه الهدايا والقرابين تمثل ركناً مهماً من اركان الدين، اذ يقوم الدين على ركنين: إيمان وعمل. والعمل تابع للايمان، فهو شعائره ومظهره. ومن هذه الشعائر الرقص والسحر والقرابين والمعابد. وما زالت بعض القبائل في امريكا الجنوبية تؤمن بهذا القول وتعمل به .




    إفتراض عبادة الأسلاف الذي قال به ( سبنسر ) تكمن نقاط ضعفه الأساسية في بساطته التي تقترب من حد السذاجة . فالأديان عند الإنسان ليست بهذه البساطة بل هي معاني معقدة جدا ومتشابكة .
    فالإنسان القديم لو كان يعتقد بألوهية أسلافه فكيف كان يظنهم بشرا في البداية ولو كان يعرف أنهم بشر في الحقيقة فكيف تحولوا عنده لآلهة بكل بساطة علما بأن أرواحهم في حاجة لجسد لتستقر والمفروض أن الآلهة ليست في حاجة لشيء ( لاحظوا أننا نتكلم عن بدايات ظهور الدين ولا علاقة لنا بالحالات التي أضافت قدسية زائفة على بعض البشر فيما بعد ) .
    هناك أمثلة حية تنفي فرضية عبادة الأسلاف وهم قبائل وسط استراليا فهم يؤمنون بعقيدة عودة ارواح أسلافهم ولكنهم لا يعبدونهم ولا يعتبرونهم آلهة .
    سبنسر لم يكن موفق في نظرية الدارونية الاجتماعية على أي حال .




    يقول د. كامل النجار :-

    اقتباس
    ولكي يُقرّب الانسان البدائي كل هولاء الآلهة الى ذهنه تخيّل لهم اشكالاً معينة ونحت اصناماً تمثلهم على الارض، وجاء وقت اعتقد فيه الانسان ان لهذه الاصنام قوة – اذا تقدم لها بقربان – على ان تفعل الخير له وتُلحق الضرر بأعدائه. فاذا تنازع رجل مع جاره جاء الى صنمه المحبوب وصلى له ليلحق الضرر بجاره، ولكن الجيران هم الاخرون كانت لهم اصنامهم. وبينما يدعو الرجل اصنامه لتضر أعداءه، راح يشعر بالقلق إزاء ما قد تفعله اصنام اعدائه له ولأهل بيته. واضطر الناس ان يفكروا في شئ يحميهم من اصنام اعدائهم، فوضعوا حول اعناقهم تماثيل صغيرة لاصنامهم لحماية انفسهم من قوة الارواح الشريرة التي تُحارب في صفوف الاعداء. واصبحت هذه التماثيل الصغيرة هي التمائم او " الطواطم "Totem و بدأ بعض الناس يعتقدون ان بعض هذه التمائم تستطيع القاء التعاويذ على الآخرين وتجعلهم يمارسون السحر. وراح هولاء البعض يؤمنون بأنهم بهذه التمائم ومناداة الاسماء الحقيقية لبعض الارواح يستطيعون فتح ابواب المستقبل ورؤية ما يُخبئه لهم .


    قام السيد ( روبرتسن سميث ) بشرح تفصيلي لفكرة الطومطم في كتابه ( ديانة الساميين ) وقد أثرت اراءه في الدراسات التي أجريت على الأديان فيما بعد .
    النقد الموجه لهذه الصورة عن الدين البدائي يتمثل أساسا في الآتي :-
    - لا يوجد دليل على أن الإنسان كان يظن هذا الطومطم إلها بل الراجح أن الطومطم يمثل في نظره شيئا له إحترامه ولكنه ليس إلها .

    أمثلة كثيرة لقبائل عندها طومطم ولكنها لم تعبده ولم تضيف عليه أي سمات إلهية .
    - فكرة الطومطم ليست فكرة عالمية منتشرة . فكثير من المجتمعات لم تمر بهذه المرحلة الإنتقالية من تطور الأديان .
    - فكرة الله في المجتمعات عموما هي إحساس بوجود قوة علوية تتحكم في الحياة وتدير شؤونها والطومطم ليس هو هذه القوة بل مجرد رمز لهذه القوة أما الإله نفسه فيكمن فيما وراء الطومطم وليس في الطومطم نفسه .
    - أما أقوى الإنتقادات الموجهة لفكرة الطومطم سواء تم اعتبارها أساس لبداية الأديان أو مرحلة من مراحل تطورها فهو يكمن في كون عقيدة الطومطم لم تكن أكثر من تعبير عن رمز للقبيلة أو المجتمع البسيط تستمد منها القبيلة قوتها الإجتماعية .
    الجميع يتعامل مع فكرة العقيدة على أساس أنها تنشأ كفكرة موحدة من عقل المجتمع ككل وألغوا تماما العقل الفردي .
    صحيح عقلية الجماعة تؤثر في عقلية الفرد إلى حد ما ولكنها لن تفكر بدلا منه بطبيعة الحال .
    ما تناساه البعض هو أن البحث عن الله هو تفكير فردي خاص بكل فرد على حدة يرفض في أوقات كثيرة هيمنة العقل الجماعي وسيطرتها عليه .
    لهذا أقول ان الطومطم ليس هو العقيدة في الواقع بل مجرد تقليد إجتماعي أو ربما عادة قبلية .
    رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    264
    آخر نشاط
    13-03-2023
    على الساعة
    02:54 AM

    افتراضي

    تابع الفصل الأول

    يقول د. كامل النجار :-
    اقتباس
    ولما تقدم الانسان البدائي في حياته واصبح مزارعاً، صارت مياه الامطار والانهار مصدر رزقه وقوته. ولما كان اعتماده على فيضان الانهار كبيراً، نجد ان قدماء المصريين، مثلاً، قدموا القرابين من العذارى لنهر النيل لكي يرضى عنهم ويفيض عليهم بالخيرات. وكذلك فعلت مجموعات اخرى من البشر. وقد ارتبطت فكرة خصوبة الارض بخصوبة الام التي تنتج اطفالاً كثيرين، ونتج عن هذا فكرة " الإلهة الام Mother Goddess". ونحت النحاتون الاصنام على هيئة أمرأة حبلى وعارية. وقد وجُدت هذه التماثيل في عدة اقطار في اوروبا والشرق الاوسط والهند. وقد سميت " الالهة الام" بعدة اسماء، فكانت " إنانا Inana" في " سومر Sumeria " و " عشتار Ishtar" في بابل و" عنات Anat" في ارض كنعان ( فلسطين) و " ايسيس Isis" في مصر و " افرودايتي Aphrodite" في اليونان.



    كما يقول فراس سواح في كتابه ( الأسطورة والمعنى ) ماذا لو وجدنا الأساطير القديمة تصف الإله بأنه ( له عيون كثيرة وله آذان كثيرة ) ؟
    هل نفهم من ذلك أن القدماء كانوا يعبدون وحشا بعدة رؤوس كما نراه في سينما الجرافيك ؟!
    الأمر ليس كذلك طبعا بل نحن من أسأنا الفهم فالقدماء يرمزون فقط أن الإله ( سميع بصير ) .
    هنا تظهر مشكلة الفارق في التعبير بين لغة القدماء ولغتنا اليوم .


    لغة القدماء كانت لغة رمزية تصويرية حية كتبوها لأنفسهم ولم يكتبوها لنا ولذلك من الخطأ أن نأتي اليوم وبعد آلاف السنين ونتعامل مع هذه الرموز بشكل حرفي .

    في بحث لجمعية التجديد الثقافية بالبحرين تحت عنوان :-
    الأسطورة.. توثيق حضاري
    http://www.tajdeed.org/article.aspx?id=10128
    تجد عرض جديد يصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة عن الاساطير القديمة .
    فأسماء مثل ( إنانا ) و ( عشتار ) و ( عنات ) لم تكن ترمز لآلهة يعبدونها بل لمظاهر الطبيعة وقوانينها ومنها قانون ( الخصوبة ) .

    الكتاب الذي يعتمد عليه كامل النجار هنا هو كتاب ( History Of God ) للسيدة كارين أرمسترونج .
    ومع أننا نكن كل الإحترام لها إلا أن كتابها هذا ليس دراسة علمية بقدر ما يمثل تطور فكرة الإله من خلال وجهة نظرها هي وليس من وجهة نظر التاريخ .


    في هذا الجزء من كتابها كانت تتكلم عن ( إله الحاجة ) أو ( الإله الشخصي ) فتفترض أن الإنسان قديما إختار إلها يمثل حاجته فإن كان مزارعا فهو يختار إله للخصوبة وهكذا .... .
    نحن نوافق السيدة أرمسترونج بأن أساطير ( إنانا وعشتار وعنات ) ليست أشخاص حقيقية بل هي تعبير فكري بأسلوب تجسيدي تصويري وهذا يقودنا لسؤال حقيقي :-
    لماذا إذن نفسر هذه الأساطير بشكل حرفي صارم ؟
    لماذا نفترض أنهم آلهة وليس مجرد مظاهر لقوى الطبيعة وقوانينها ؟


    السيد صمويل كريمر الباحث المتخصص في الكتابات السومرية يعترف بالقصور في فهم وترجمة الكتابات القديمة ويقول :-
    ( وهذا وأراني في غنى عن القول أن عددا ليس بالقليل من الكلمات والعبارات السومرية لايزال مشكوكا فيه وغير محقق وإني على ثقة تامة بأن أحد الأساتذة الباحثين سيوفق في المستقبل إلى ترجمة أدق وأضبط ) .
    الأسطورة.. توثيق حضاري

    السيدة أرمسترونج لمن لا يعرفها هي انجليزية المولد عملت كراهبة كاثوليكية لفترة ثم تحولت للكتابة وهي تتمتع بالقبول في الاوساط الاسلامية وقد قامت بدراسة الاسلام لمدة عشرين عاما حسب قولها ولها كتابات عن الاسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل كتاب ( الاسلام :- تاريخ قصير ) وكتاب ( محمد :- سيرة النبي ) .





    يقول د. كامل النجار :-
    اقتباس
    وفي حوالي العام 4000 قبل الميلاد ظهرت حضارة عظيمة في منطقة ما بين النهرين (دجلة والفرات) " Mesopotamia "، اسسها قوم عرفوا ب "السومريون Sumerians"، بنوا مدن مثل " أور Ur" و " كيش Kish" وبنوا معابد ضخمة لآلهتهم . وجاء بعدهم " الكلدانيون " Chaldians " والاكديون " Akkadians" وبنوا اعظم مدينة في ذلك الحين وسموها " بابل" وتعني هذه التسمية " باب أيل" و"أيل " هذا هو إله الساميين القدماء. وكانت مدينة بابل مشهورة بالجنائن المعلقة التي بناها الملك نبخذنصر لزوجته، وتعتبر هذه الجنائن من عجائب الدنيا السبعة. وكان الكلدانيون يعتقدون ان للآلهة في السماء قصوراً ضخمة وحدائقا، ولذلك بنوا بابل على طراز القصور السماوية، كما تخيلوها1. وكان في اعتقادهم ان كل الآلهة اتحدوا مع بعضهم البعض وتغلبوا على قوى الفوضى التي كانت تسيطر على العالم. ولذلك كانوا يقيمون احتفالاً سنوياً يستمر احدى عشر يوماً يلقي فيه رجال الدين الاشعار الدينية مثل قصيدة "إنيوما إليش Enuma Elish" التي تمجد انتصار الآلهة على قوى الفوضى وتحكي قصة خلق الكون. وتبتدئ القصة بخلق الآلهة انفسهم. تدعي الاسطورة ان الآلهة ظهروا، كل إلآهين مع بعض، من ماء مقدس كان موجوداً منذ القدم. واكبر ثلاثة من الآلهة كانوا: أبسو Apsu" إله المياه العذبة، وزوجته " تيامات Tiamat" إلهة المياه المالحة، و " مومو Mummu" إله الفوضى. ثم تكاثرت الآلهة بأن خرج إلاهان من كل إله قبلهم. فظهر " لاهمو ولاهامن" "Lahmu and Lahamn"، إله الماء وإله الارض. ثم ظهر " أنشر" و "كٍشر" " Ansher and Kisher"، اله السماء واله البحر. واخيراً ظهر إله الشمس " ماردوخ Marduk "، الذي تغلب على الالهة " تيمات" وخلق كل القوانين التي تحفظ توازن العالم. واخيراً خلق " ماردوخ" الانسان .


    من يقرأ أسطورة التكوين البابلية ( انيوما اليش ) يجد فيها دقة علمية تجعل أي إنسان يتساءل كيف عرف هؤلاء هذه الأمور في هذا الوقت ؟
    يستحيل على أي عاقل أن يصدق أنهم توصلوا لذلك صدفة فهذا وحيا بلا شك .

    كما قلنا أن القدماء كانوا يكتبون علومهم وعقيدتهم بأسلوب قصصي تصويري ومن الخطأ فهم هذه الأساطير بشكل حرفي .

    فإله المياه العذبة ( إبسو ) ليس إلها معبودا وكذلك ( تيامات ) إلهة المياه المالحة فكل هذه رموز عن مظاهر وقوانين الطبيعة .

    هذا هو الأسلوب الأسطوري القديم في تعبيره عن خلق الكون في شكل صراع بين قوى الطبيعة بشكل تجسيدي رمزي .

    لو فكرنا بنفس الأسلوب المادي وتصوره عن الإنسان الأول ككائن تائه بلا دين وبلا علم سنجد نصا مثل ( إنيوما إليش ) يوقعنا في حيرة كبيرة . من أين جاء القدماء بهذه الأفكار ؟

    هذا التصور الساذج للإنسان القديم ( يسمونه بدائي ) ناتج عن فكرة خاطئة هي :- ( طالما الإنسان القديم كان بدائيا في أدواته فهو حتما كان بدائيا في ثقافته وطقوسه الدينية ) .

    وعندما نرفض هذا التصور الغير عادل فإننا نرفضه لأن الأشياء المادية كالحجارة والعظام إن كانت تشير لبدائية صناعاته فهي ليست دليلا على بدائية ثقافته وديانته .
    فالعلوم الإنسانية لا تسير مع الصناعات وعلوم التكنولوجيا في نفس الطريق ولا علاقة بينهما .
    النزعة الدينية عند الإنسان لم تأتي بالتطور كما يقول الماديون بل هي فطرية يدعمها الوحي وهي تختلف عن المعرفة و الصناعات التي تطورت بمرور الزمن فهي فروع مكتسبة .


    عالم النفس الأمريكي ( سكينر ) وهو من رجال المدرسة السلوكية يقول أن سقراط لو بعث في أيامنا الحالية لاكتشف مفاجأتين : -
    الأولى هي شعوره بأنه طفلاً صغيراً لايفقه شيئاً في العلوم الحديثة و سوف يصعق من المعلومات الجديدة عن الفيزياء النووية بتركيب مضاد المادة ، وعلوم البيولوجي وكشف التركيب الجيني في نواة الخلية .
    ولكن المفاجأة الثانية هي أن العالم لم يتغير كثيراً في الحوارات الفلسفية والعلوم الأخلاقية الانسانية وسيجد نفسه يخوض فيها خوض المغامر الجسور
    .

    فليس هناك تطور في علوم الإنسانيات وما زالت الأسئلة الكبرى من نوع ( من يكون الإنسان ؟ وكيف نشأت الحياة ؟) تتردد بدون أي إجابة وإذا انتظر الملحد عمره كله بل أعمار البشرية جمعاء فلن تعطيه العلوم التجريبية إجابة . فقط الدين هو من يقول :- إليكم الإجابة علي وجه اليقين . ولابد أن تسلم لها تسليم إيمان .

    ولكن ماذا يقول الإسلام عن بداية فكرة العقيدة والدين ؟

    القرآن ينفي ما يقوله الملحدون ويقر بان الإنسان فطر على التوحيد منذ البداية وأن تعدد الآلهة لم يكن البداية بل هو انحراف وقتي عن طريق الفطرة :-
    فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ( الروم 30 ) .
    وأن الرسل كانوا ينيرون له الطريق ليعود إلى الحق .
    قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارا - ًوَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً - وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً - وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالاً .
    وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ {69} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ {70} قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ {71} قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ {72} أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ {73} قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ {74} قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ {75} أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ {76} فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِين .َ

    الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء الماديون هو أنهم وضعوا موضوع العقيدة في نفس الخانة مع باقي أنواع المعرفة باعتبار كليهما أمور مكتسبة خاضعة للتطور .
    ولكن ماهي الفطرة ؟
    مفهوم الفطرة كمصدر من مصادر المعرفة البشرية دار حوله جدل فلسفي كبير وما زال :-
    (كانت) كان يفترض أن الجانب الصوري للادراكات والعلوم الإنسانية كله فطري بما يشتمل عليه من صورتي الزمان والمكان والمقولات الاثنتي عشرة المعروفة عنه وهو بهذا يقلص دور الحس كمصدر للمعرفة بشكل كبير .
    وهذا يعد منه شطط غير صحيح فالنفس البشرية بسيطة ولا يمكن أن تكون سبباً بصورة فطرية لكل هذا العدد من الأفكار، بل يجب أن يكون وجود هذا العدد الضخم من الادراكات لدى النفس بسبب عوامل خارجية كثيرة، وهي آلات الحس وما يطرأ عليها من مختلف أنواع الإحساسات .

    القرآن أيضا يوضح أن العلوم البشرية مصدرها الحس (سمع وبصر وفؤاد ) وأن الإنسان يولد لا يعلم شيئا :-
    ( وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) النحل 78 .


    على الجانب الآخر نجد (جون لوك) الفيلسوف الإنجليزي وضع دراسة مفصلة للمعرفة الإنسانية في كتابه (مقالة في التفكير الإنساني) وحاول في هذا الكتاب إرجاع جميع التصورات والأفكار إلى الحس بما ينفي دور الفطرة تماما وليس للذهن بناء على قول ( لوك ) إلا التصرف في صور المعاني المحسوسة، وذلك بالتركيب والتجزئة أو بالتجريد والتعميم .
    وهذا أيضا شطط غير صحيح فهناك بعض المفاهيم في الذهن البشري لا يمكن إرجاعها إلى الحس مثل :- السبب والنتيجة (العلية) - الجوهر والعرض- الإمكان والوجوب- الوحدة والكثرة- الوجود والعدم . فكلها مفاهيم غير محسوسة .

    التصور الإسلامي للفطرة هو أن الإنسان يولد ولديه ميل طبيعي نحو الحق ( قلب سليم ) وهذا الميل يتشوه ويشوش عليه بإرتكاب بعض الأفعال التي نهانا الله عنها فيفقد جهاز الإستشعار قدرته ( قلب مريض ) .
    لكي نفصل الأمر أكثر تعالوا نقرأ تجربة نبي الله إبراهيم في صورة الصافات :-
    ( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ) .
    ( إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيم ) .
    ٍ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُون ) .
    ( أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ ) .
    ( فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِين ) .
    ( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُوم ) .
    ِ( فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ) .
    إبراهيم لم يكن يشارك قومه عاداتهم وأفكارهم المريضة ( قلب سليم ) لذلك لم يكن ميالا لما يعبدون وعندما نظر للنجوم وكانت آلهة عند البعض شعر أنه سقيم .
    هنا فإبراهيم عليه السلام رفض كل الأباطيل بفطرته التي لم تتشوه بعد .
    وظل يبحث عن المطلق ليسلم له وجهه .
    هذا المعني المطلق هو الله خالق السماوات والأرض وهذا التسليم هو الإسلام دين الله الحنيف منذ الخلق الأول .
    أما المعارف والصناعات والتقنيات فهي أمور مكتسبة ناتجة عن تفاعل الحواس مع البيئة المحيطة .





    ثم يقول د. النجار مختتما هذا الفصل :-

    اقتباس
    ويلاحظ القارئ ان جميع الديانات المنزلة نزلت في الجزيرة العربية. فالهند والصين واليابان وجنوب شرق آسيا، مثل كوريا وفيتنام ولاوس مجتمعة تمثل اليوم اكثر من نصف سكان العالم، اي حوالي اثنين مليار ونصف المليار شخص. كل هولاء الناس يدينون بالديانات البوذية او " الهندوس" وهي ديانات وضعية غير منزلة. وسكان الجزيرة العربية مجتمعة، لا يتعدون المائة مليون شخص. فلو رجعنا بتعداد سكان العالم الى الوراء بطريقة عكسية " Regression " نستطيع ان نقول قبل حوالي 4000 سنة، لو كان سكان الجزيرة العربية مليون شخص، افتراضاً، فان سكان الهند والصين واليابان مجتمعه، يكون تعدادهم ما يقارب 250 مليون شخص. والسؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا ارسل الله كل هولاء الرسل الى مليون شخص في منطقة فلسطين والجزيرة العربية وتجاهل المائتين وخمسين مليون الآخرين؟ لم ينزل ولا رسول واحد بلغة الصبن او الهند او اليابان .


    لم أفهم ماذا يقصد الرجل بكلمة ( الديانات المنزلة ) !!!!!
    فحسبما أعلم ويعلم كل المسلمين أن الله لم ينزل سوي دين واحد منذ آدم حتى الآن .
    لو أنه يقصد الرسل والأنبياء فمن قال له أن كل الرسل والأنبياء افتصروا فقط على الجزيرة العربية . هل القرآن يقول ذلك ؟!!

    التوراة تقصر الرسل علي اليهود فقط ولكن الرجل يكتب نقدا للاسلام وليس للتوراة على
    حد زعمه .


    هذه الفكرة الشهيرة أن المنطقة العربية هي المكان الوحيد للأنبياء فكرة خاطئة تسبب فيها كاتبوا العهد القديم بإدعاءهم أن كل الأنبياء يهود .

    كما نعلم أن ما من أمة إلا أتاها رسول أو نذير من الله كما يخبرنا القرآن :-
    وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [يونس : 47]
    وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ [غافر : 78]


    من يدرينا أن بوذا وكونفوشيوس و سقراط ليسوا أنبياء ووصلتنا الأخبار عنهم محرفة مكذوبة كما حدث مع غيرهم ؟ !!!!
    من يدرينا أن زاردشت وماني ليسوا أنبياء تشوهت دعوتهم بمرور الزمن ؟

    لو لم يخبرنا القرآن بالقصة الحقيقية لعيسى ومريم عليهما السلام لكان من الصعب أن نفرق بين زيوس و ( Jesus ) .


    قبائل النيام نيام و الماو ماو مثلا تؤمن بإله واحد يسكن في السماء لا يمكن رؤيته ولا يلد ولا يولد وليس له شريك فقط يأمر وأمره حق يحكم بين الناس بالحق يسمونه ( Mucay ) . أليس هذا هو دين الله ( الإسلام ) .


    في كتاب للسيد ليوبولد بوسبسيل (Leopold Pospisil) بعنوان قبائل الكاباكو في غينيا الغربية يتحدث الرجل عن دين هؤلاء القوم وأنهم يعبدون إلها يسمونه (Ugatame ) وهو الخالق العليم القادر المحيط بكل شيء علما ولا يرى و لا يدرك بالحواس .
    ثم ينقل لنا السيد بوسبيل حوارا بين رجل من هؤلاء القوم وأحد المبشرين يستنكر فيه هذا الرجل البسيط كيف للإنسان الأبيض أن يكون متقدما ويخترع الطائرات وفي نفس الوقت يؤمن بإله يتجسد لكي يصلبه البشر !!!

    أليس هذا هو نفس المنطق الإسلامي في حوارهم مع الأصدقاء المسيحين ؟
    أليست صفات الله عندهم هي نفس الصفات في الإسلام ؟
    الكتب الدينية الهندية مثل كتاب ( Vedas ) وهو يتكون من أربع أجزاء من الممكن جدا أن تكون وحيا إلهيا تغير بمرور الزمن .
    في عام 1935 كتب الدكتور بران ناث ( Dr.Pran Nath ) مقالا في صحيفة التايمز الهندية يقول فيه أن كثير من أحداث هذا الكتاب تتشابه مع الكتابات البابلية والمصرية .

    وفي كتاب ( الملل والنحل ) للشهرستاني ينقل الرجل لنا الكثير من عقائد أهل الهند
    والمجوس فنجد أن معظمهم كان يؤمن بالأنبياء ويذكر فرقة تسمى ( الثنوية )
    كانت تؤمن بنبي الله ابراهيم .


    الإنحراف يأتى عندما يشرك البشر آلهة أخرى مع الله رغم أن الأنبياء حذروهم من ذلك .
    - مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ .( 79 )
    - وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ .(80 )
    - وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ .(81 )
    - فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ .(82 )
    - أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ
    يُرْجَعُونَ .(83)
    - قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ .(84)
    - وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران : 85]


    هذا هو الإسلام الذي يجهل عنه كامل النجار كل شيء !!!
    التعديل الأخير تم بواسطة الأندلسى ; 13-08-2006 الساعة 09:20 PM
    رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    309
    آخر نشاط
    05-10-2010
    على الساعة
    04:33 AM

    افتراضي


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    264
    آخر نشاط
    13-03-2023
    على الساعة
    02:54 AM

    افتراضي

    الالتفات في القرآن


    اقتباس
    القرآن يغير صيغة المخاطب في نفس الاية من المفرد الى الجمع ومن المتحدث الى المخاطب، فخذ مثلاً سورة الانعام الاية : 99 " وهو الذي انزل من السماء ماءً فاخرجنا به نباتَ كلٍ شئٍ فاخرجنا منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوانٌ دانيةٌ وجناتٍ من اعنابٍ والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابهٍ انظروا الى ثمره اذا اثمر وينعه ان في ذلكم لاياتٍ لقوم يؤمنون".
    فبداية الاية يصف الله " وهو الذي انزل من السماء ماءً "، وبدون اي انذار تتغير اللغة من الشخص الثالث الى الشخص الاول ويصير الله هو المتحدث " فاخرجنا به"، وسياق الاية يتطلب ان يقول " فاخرج به". وانظر الى النحو في الاية ذاتها، اغلب الكلمات منصوبة لانها مفعول به، لان الله انزل المطر فاخرج به حباً وجناتٍ، وفجأة كذلك يتغير المفعول به الى مبتدأ مرفوع في وسط الجملة. وسياق الكلام يقتضي ان يُخرج الله من النخل قنواناً دانيةً، معطوفة علي ما قبلها، ولكن نجد في الاية " قنوانٌ دانيةٌ " بالرفع، وهي مبتدأ خبره " ومن النخل ". ثم تستمر الاية بنصب الكلمات الباقية لانها مفعول به .
    وخذ ألآية 114 في سورة الانعام، لما طلب اليهود من محمد ان يجعل بينه وبينهم حكماً: " افغير الله ابتغي حكماً وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلاً والذين آتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ". ففي بداية الاية المتحدث هو محمد مخاطباً اليهود، فيقول لهم : أغير الله ابتغي حكماً وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلاً؟ وفجأة يصير الله هو المتحدث فيقول لمحمد: والذين آتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين.



    كثير من المستشرقين كانوا يتسائلون :- من هو المتكلم في القرآن ؟

    الامر كان محير بالنسبة لهم .

    بعضهم كان يظن أن النبي محمد كان يخطيء أحيانا فبدلا من أن يكون الكلام على طول الخط بصيغة المتكلم ( باعتبار أن المتكلم هو الله ) نجد الآيات ننتقل إلى صيغة الغائب أو المخاطب .

    كانوا ينتظرون أيضا أن تكون آيات القرآن في زمن الماضي كأي كتاب سيرة ذاتية .

    والبعض الآخر قال أن القرآن من تأليف عدة أشخاص وليس شخص واحد مثل ( باتريشا كرون ) التي كتبت كتاب ( الهاجريون ) .

    كتاب الهاجريون هذا رغم أنه تم رفضه في الأوساط الأكاديمية ورغم أنه ليس فقط ينتقص من الإسلام بل وينتقص من العرب العرب أيضا ومن تاريخهم ورغم ذلك تجد شخصا عربيا مثل السيد ( نبيل فياض ) يقوم بترجمته بكل سعادة وفخر ( كانت ترجمته سيئة جدا في الحقيقة ) .

    عندما تقرأ كتاب سيرة ذاتية لشخص ما تجد دائما الخطاب يرد بصيغة المتكلم وليس الغائب او المخاطب وكذلك تجد زمن الجمل في الماضي في الغالب .

    ولكننا عندما نقول أن القرآن هو كلام الله لا نعني بذلك أنه سيرة ذاتية يحكيها الله عن نفسه !!

    فالقرآن كلام للترتيل والتلاوة في الصلاة والدعاء ببعض آياته مثلما هو كتاب معرفي عميق .

    فأنا عندما أتلو سورة الفاتحة ( الحمد لله رب العالمين ) فأنا الذي أحمد الله ولكن بالصيغة التي أنزلها الله لي . فالكلام هنا يتشكل على لساني وليس الله هو من يحمد نفسه !!

    سبب هذه اللخبطة عند المستشرقين هو أنهم افترضوا من البداية أن القرآن هو ( كتاب سيرة ذاتية ) .

    نعود إلى موضوعنا :-

    هذا التنقل بين المتكلم والمخاطب والغائب في القرآن يسمى ( الالتفات ) .

    لا أريد ان أتكلم كثيرا عن الإلتفات فمعظمنا يعرفه .

    فقط سأضع تعريفا مختصرا له .

    يقول الموصلي في كتابه ( المثل الثائر) عن الإلتفات :-
    ( خلاصة علم البيان التي حولها يدندن وإليها تستند البلاغة وعنها يعنعن وحقيقته مأخوذة من التفات الإنسان عن يمينه وشماله فهو يقبل بوجهه تارة كذا وتارة كذا .

    وكذلك يكون هذا النوع من الكلام خاصة لأنه ينتقل فيه عن صيغة إلى صيغة كالانتقال من خطاب حاضر إلى غائب أو من خطاب غائب إلى حاضر أو من فعل ماض إلى مستقبل أو من مستقبل إلى ماض أو غير ذلك مما يأتي ذكره مفصلا ويسمى أيضا شجاعة العربية وإنما سمي بذلك لأن الشجاعة هي الإقدام وذاك أن الرجل الشجاع يركب ما لا يستطيعه غيره ويتورد ما لا يتورده سواه ) .

    الالتفات منه أنواع كثيرة منها التنقل بين الحاضر والغائب والمخاطب ومنها الانتقال بين أزمنة الفعل من مضارع وماض ومستقبل .

    الإلتفات رغم وجوده في كثير من الكتابات الأدبية سواء العربية أو في اللغات الأخرى إلا أنه يعد أسلوبا مميزا للقرآن .





    يقول د . كامل النجار :-


    اقتباس
    وابن مسعود الذي كان يكتب الوحي للرسول، و أحد علماء الحديث المشهورين، اعتبر ان سورة الفاتحة وسورتي الفلق والناس، ليست من القران .



    هو يريد أن يقول أنه طالما سورة الفاتحة تبدأ هكذا ( الحمد لله رب العالمين ) وطالما أن الله لا يحمد نفسه فالسورة اذن ليست من القرآن بدليل أن الروايات تحكي أن ابن مسعود لم يكن يكتبها في مصحفه .
    طبعا لو انكر ابن مسعود القرآن كله فهذا قول فردي لا يقدح في تواتر القرآن من شيء .
    ولا شك أن إجماع الصحابة على عكس هذا القول كاف في الرد على هذا الطعن، ولا يضر ذلك الإجماع مخالفة ابن مسعود.
    ولكن ابن مسعود لم ينكر كونهما من القرآن .

    لابد أن يعرف د . كامل أن ابن مسعود كتب مصحفه لنفسه وليس للمسلمين .


    ولو صح عن ابن مسعود أن مصحفه كان لا يحوي المعوذتين والفاتحة فليس معنى ذلك أنه كان ينكر كونهما من القرآن فربما لم يكتبهم لكثرة قراءتهم في الصلاة وعدم الحاجة لحفظهم فكل من كتب مصحفا كان يفعل ذلك مخافة النسيان وهذه العلة غير مطروحة في الفاتحة والمعوذتين .

    طبعا هناك دليل لا يمكن رده يثبت أن ابن مسعود لم ينكر قرآنية الفاتحة والمعوذتين وهو أن قراءته قد رواها عاصم وحمزة والكسائي وغيرهم وقراءة هؤلاء الأئمة فيها الفاتحة والمعوذتين .

    وهذا يكفي كدليل دفاعا عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود .





    اقتباس
    وفي سورة فاطر ألآية التاسعة : " والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه الي بلد ميت فأحيينا به ألارض بعد موتها ". تغير القائل في نفس ألآية من الشخص الثالث الى الشخص الاول. فبداية ألآية تقول: " والله الذي أرسل الرياح" ثم فجأةً يصير المتحدث هو الله، فيقول: " فسقناه الى بلد ميت فأحيينا به ألارض".


    تعالوا نحلل هذه الآية :-

    الآية بدأت بصيغة الغائب ثم تحول الكلام إلى صيغة المتكلم عند الحديث عن إحياء البلد الميت " فسقناه الى بلد ميت فأحيينا به ألارض" . السؤال الآن ما الذي يفيده الإلتفات هنا ؟

    كما يخبرنا أهل البلاغة أن صيغة المتكلم تجعل الصورة حاضرة ( كأنك ترى المشهد على الهواء مباشرة ) .

    لاحظ هذا التوافق العجيب بين الكلمات ( فأحيينا ) ودلالة أسلوب الإلتفات هنا ( بث حي ومباشر ) .

    ما المغزي من كل هذا ؟ الإجابة نجدها في تكملة الآية ( وكذلك النشور ) .

    النشور والبعث الذي أنكره المكذبون قديما ومازال البعض ينكره حتى الآن ليس خيال بل حقيقة .
    فمثلما يحي الله الألفاظ والكلمات ويجعلها حية حاضرة ومثلما يحي الله الأرض الميتة هو قادر كذلك على إحياؤكم بعد موتكم . هذا التناظر الوظيفي بين اللفظ و المعنى والمدلول مبهر إلى أقصى الحدود .

    هناك المزيد عن الإلتفات في الآية الكريمة من الانتقال بين الماضي والمضارع الذي يؤيد نفس ما نقوله . ( ستجد المزيد في كتب المثل السائر للموصلي والايضاح في علوم البلاغة للقزويني و المزاهر في علوم اللغة و أنواعها للسيوطي ) .







    يقول د . كامل :-

    اقتباس
    و تحتوي نفس ألآية على فعل مضارع مخلوط مع افعال ماضية. فكلمة " فتثير" فعل مضارع في وسط جملة كلها في الماضي. ويقول العلماء ان الفعل المضارع هنا في وسط جملة كلها في الماضي، " لحكاية الحال الماضية". فهل في هذا اي نوع من البلاغة؟ وفي سورة الحج، الآية 63: " ألم تر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير". مرة اخرى يجمع القرآن بين الفعل الماضي والفعل المضارع في جملة واحدة. وكلمة " فتصبح" يجب ان تكون " فأصبحت" لان الله انزل من السماء ماءً .


    قبل أن أبدأ ردي على ما يقول أحب أن أتحدث قليلا عن التوظيف القرآني لظاهرة الزمن :-

    الزمن في التوظيف القرآني ظاهرة خاصة جدا .

    فالقرآن يتعامل مع الأفعال بمستوياتها الثلاثة ( الماضي والمضارع والأمر ) لاحسب زمنها النحوي ولكن يتجاوز ذلك إلى مستوى دلالي أوسع بكثير يناسب تماما مقدار الغموض المحيط بظاهرة الزمن وإدراك الإنسان له .

    فمثلا دلالة الماضي تنعكس في القرآن إلى مستقبل كأحداث الساعة ( المفترض أنها مستقبل ) ورغم ذلك ينقلها القرآن في صيغة الماضي .

    توظيف الزمن في المنظومة القرآنية مختلف تماما عن أي نص آخر بحيث أصبح للقرآن زمن خاص به نستطيع أن نسميه ( زمن القرآن ) .

    تعامل القرآن مع ظاهرة الزمن بهذه الصورة الجديدة جعل من الآيات صورا فنية تعكس لنا مصدر هذا الكتاب .


    نعود إلى الآية الكريمة :-

    كما قلنا سابقا المضارع أو المستقبل هنا يجعل الصورة حية ماثلة أمام عينيك وله أيضا
    دلالة أخرى ينقلها لنا الموصلي فيقول :-

    ألا ترى كيف عدل عن لفظ الماضي ههنا إلى المستقبل فقال ( فتصبح الأرض مخضرة ) ولم يقل ( فأصبحت ) عطفا على ( أنزل ) وذلك لإفادة بقاء أثر المطر زمانا بعد زمان فإنزال الماء مضى وجوده واخضرار الأرض باق لم يمض وهذا كما تقول ( أنعم علي فلان فأروح وأغدو شاكرا له ) ولو قلت ( فرحت وغدوت شاكرا له ) لم يقع ذلك الموقع لأنه يدل على ماض قد كان وانقضى وهذا موضع حسن ينبغي أن يتأمل .






    يقول د . كامل :-


    اقتباس
    وهذه آية اخرى تخلط بين الماضي والمضارع، ففي سورة الشعراء، الآية الرابعة : " ان نشأ ننزل عليهم من السماء آيةً فظلت اعاناقهم لها خاضعين". ويقول العلماء ان شبه الجملة " فظلت اعناقهم لها خاضعين" استُعملت بمعنى المضارع. فلماذا كل هذا اللف والدوران وكان من السهل ان يقول " فتظل"؟


    هنا الإلتفات من المضارع إلى الماضي يعكس استبعاد وقوع الحدث ( الذي هو هنا تنزيل آية من السماء ترغم القوم على التسليم ) .

    النبي حزين على عدم إيمان قومه ولكن الله يلهمه الصبر بأن يعرض عليه صورة بديلة مطلوب من الجميع التأمل فيها ليروا أنها غير مناسبة .

    هذه الصورة البديلة (إفتراض نظري فقط ) هي تنزيل آية من السماء تجبرهم على الإيمان .

    هذا التعبير بالماضي بدلا من المستقبل في جواب الشرط موجود أيضا في لغات أخرى ويفيد كما قلنا استبعاد الحدوث ( فرض نظري ) وكنت أظن د . كامل النجار سيفهم هذه اللمحة فهي موجودة أيضا في الإنجليزية .
    استخدام الفعل الماضي بدلا من المستقبل له دلالات أخرى في أماكن أخرى ولكن ليس موضوعنا الآن .

    نستمر مع د . كامل النجار في نفس الآية :-



    اقتباس
    وليس الخلط بين الماضي والمضارع هو الشئ الوحيد الخارج عن المألوف في هذه الآية، فقد استعمل القرآن كلمة " خاضعين" وهي حال تصف جمع العقلاء مثل " رجال" ليصف بها " اعناقهم"، وهي ليست جمع عقلاء. والاسم الذي يقع حالاً يطابق صاحب الحال في النوع وفي العدد، ولذا كان الاصح ان يقول " فظلت اعناقهم لها خاضعة". ولكن كل آيات هذه السورة تنتهي بالياء والنون، لذلك اضطر ان يقول " خاضعين".


    ما يقوله غير صحيح . فنهاية الياء والنون كسرت بعد ذلك مباشرة في الآية السادسة (يَسْتَهْزِئُون ) والآية السابعة (كريم ) .
    لو أراد الله أن يقول) خاضعة ) لفعل فالقرآن ليس شعرا لكي يتغير اللفظ لمقتضى القافية .


    فكما قلت من قبل أن نهاية الآيات في القرآن تسمى فاصلة وليس قافية والفاصلة في القرآن لها دلالة في المعنى كما أن لها دلالة صوتية .

    تعالوا لندقق أكثر في التعبيرين :-
    ( فظلت اعناقهم لها خاضعة ) :- هذا التعبير ينقل معنى تسلط الظالم على المظلوم فهو يقصر الخضوع على الرقاب دون النفوس وليس هذا هو المعنى المراد .

    ( فظلت اعناقهم لها خاضعين ) :- هذا التعبير ينقل معنى الإجبار وسلب الحرية وهو الشيء المفترض أن تفعله الآية النازلة من السماء فهي ستجبر نفوسهم على الخضوع في شكل خضوع رقابهم لمراقبتها ولكنها لن تظلمهم بطبيعة الحال .

    القرآن الكريم مضبوط ضبطا محكما . كل لفظة لها دورها الخاص في مكانها الخاص لتعطي المعنى المراد وأي تبديل أو إحلال سيشوه المعنى أو على الأقل سيأتي بمعنى أضعف .






    اقتباس
    والقرآن كثيراً ما يخلط بين المفرد والجمع في نفس الآية. فخذ مثلاً الاية 66 من سورة النحل: " وان لكم في الانعام لعبرةٌ نُسقيكم مما في بطونه". والانعام جمع وتعني " حيوانات" وكان يجب ان يقول " نسقيكم مما في بطونها"، لكنه جعلها في حُكم المفرد وقال " بطونه". وقال المفسرون افرده هنا عوداً على معنى النعم والضمير عائد على الحيوان، رغم ان الانعام حيوانات. ونجد نفس الاية تعاد في سورة " المؤمنون" ولكن هذه المرة تغيرت كلمة " بطونه" الى " بطونها". فالآية 21 من سورة " المؤمنون" تقرأ: " وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون".


    في الآية الأولى نقرأ :-
    (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ)

    الحديث كان عن أحد الفوائد فكان الضمير بالمفرد ( بطونه ) ليوازي مستوى الكلام .

    في الآية الثانية نقرأ :-
    (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) :-

    الحديث شمل الفوائد الكثيرة فكان الضمير بالجمع ( بطونها ) ليوازي مستوى الكلام .







    يقول د . كامل :-


    اقتباس
    ويكثر كذلك في القرآن غريب اللفظ والمعنى، فنجد في سورة المرسلات عندما يصف نار جهنم في الآية 32 وما بعدها: " انها ترمي بشرر كالقَصر، كأنه جمالات صُفرٌ ". اولاً كلمة " جمالات " مع انها جمع تكسير ل " جمل"، إلا أنها جمع غريب نادر الاستعمال، والمتعارف عليه هو جمال. ثم وصف الجمال بانها صُفر، وليس هناك جمال صفراء .



    الآية تشبيه ( كأنه ) وليست واقع دنيوي .
    فشرر جهنم يشبه قطيع مبعثر من الجمال كثيرة العدد مصطبغة باللون الأصفر . (1)







    اقتباس
    ثم في سورة الفرقان الآية 68 : " والذين لا يدعون مع الله الهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرّم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً ". وأثاماً ليست من اللغة العربية في شئ، والقرآن يُفترض انه نزل بلسان عربي مبين. وحتى المفسرين وعلماء اللغة لم يتفقوا على معنى كلمة " أثاماً" .


    ( الإثم ) هو الذنب و ( الأثام ) هو جزاء الذنب .
    وكون بعض المفسرين كانوا يقولون أنه اسم واد في جهنم , فهذا بحث عن المدلول أما المعنى المعجمي فواضح .







    اقتباس
    وفي سورة العنكبوت، ألآية 64 نجد: " وما هذه الحياة الدنيا الا لهوٌ ولعبُ وإن الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون". وقد وجد المفسرون صعوبةً بالغة في تفسير كلمة " حيوان" هذه، فقالوا ان : الحيوان : هنا تعني الحياة الدائمة .



    عفوا , لم أجد هذه ( الصعوبة البالغة ! ) عند المفسرين .
    فالجميع تقريبا متفقون على أن ( الحيوان ) هي الحياة الدائمة (2).





    اقتباس
    وسئل أبو بكر الصديق عن تفسير الفاكهة وألاب فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟ وقال أنس بن مالك سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه قرأ هذه ألآية ثم قال: كل هذا عرفناه، فما ألاب؟ ثم رفع عصا كانت بيده وقال: هذا لعمر الله التكلف. فإذا كان عمر وابو بكر وابن عباس لا يعرفون معناها، فهل يُعقل أن يكون الشاعر الذي نظم البيت المذكور كان على علم بمعنى الكلمة؟
    والكلمة قد تكون سريالية واصلها Ebba أو قد تكون مشتقة من الكلمة العبرية Ebh، ولكنها قطعاً ليست عربية، ولا يعرف العرب معناها .




    د . كامل لا يفهم أن توقف أبو بكر وعمر رضي الله عنهما عن الخوض في مداليل القرآن هو دليل ورع وتقوى وتحرج من الفتوى رغم أنهم يعرفون المعنى إجمالا وكان هذا دأب علماء المسلمين الأفاضل .
    فيحكى أن الأصمعي ـ وهو إمام أهل اللغة ـ كان لا يفسر شيئاً من القرآن وعندما سئل عن قوله سبحانه : ( قد شغفها حبا ... ) فسكت و قال : هذا في القرآن ثم ذكر قولا لبعض العرب في جارية لقوم أرادوا بيعها : أتبعونها ، وهي لكم شغاف …..
    ولم يزد على ذلك ، أو نحو من هذا الكلام .

    ( الأب ) في اللغة كما يقول الفيروز أبادي :-
    (الأبُّ‏:‏ الكَلأَ، أو المَرْعَى، أو ما أنْبَتَتِ الأرضُ، والخَضِرُ ) .
    لذلك تجد كل المفسرين تقريبا يدورون حول نفس المعنى .





    اقتباس
    وفي سورة الحج ألآية 29 نجد: " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق". فكلمة " تفثهم" قد لا تكون عربية ولا أحد يعرف معناها ووقعها على ألاذن ثقيل .


    من أخبره أنها ليست عربية ؟
    ومن أخبره أنه لا أحد يعرف معناها ؟


    في القاموس المحيط :-

    (التَّفَثُ :- مُحَرَّكَةً في المنَاسكِ‏:‏ الشَّعَثُ، وما كان من نحو قَصِّ الْأَظْفار والشَّاربِ، و حَلْقِ العانَةِ وغير ذلك‏.‏ وككَتِفٍ‏:‏ الشَّعِثُ، والمُغْبَرُّ‏ ) .

    هل هناك مناسك في نيويورك مثلا حتى يزعم أنها غير عربية ؟!
    أما وقعها الثقيل على الأذن فلأنها بالفعل شيء ثقيل .
    وهذا هو معنى الدلالة الصوتية للكلمة القرآنية .



    =-=-=-=-=-=-=-==-=-=-=-=-=-=-=

    (1) سكت الأخ نيقولا هنا عن جزء من اعتراض كامل النجار وهو(فنجد في سورة المرسلات عندما يصف نار جهنم في الآية 32 وما بعدها: " انها ترمي بشرر كالقَصر، كأنه جمالات صُفرٌ ". اولاً كلمة " جمالات " مع انها جمع تكسير ل " جمل"، إلا أنها جمع غريب نادر الاستعمال، والمتعارف عليه هو جمال) ... وربما سقط ذلك سهواً من الأخ نيقولا نظرا لكبر حجم الموضوع .. أما بالنسبة لقول كامل النجار فنجيب عليه .. بأن هناك (جِمَالَتٌ) .. وقراءة أخرى(جِمَالَاتٌ)
    ــ وبالنسبة لاعتراضه على جمع جمل جمالات ... فهذا لأنه لا يفقه العربية ... جمالات جمع لجمالة .. وجمالة جمع لجمل .. فنقول جمل جمالة مثل حجر حجارة وذكر ذكارة ... إلخ .

    (2) تأييداً لقول الأخ الفاضل نيقولا بشأن كلمة (الحيوان) بمعنى الحياة الدائمة .. ننقل كلام المفسرين : ــ

    الطبري في كتابه "جامع البيان في تفسير القراّن"يقول :أي إن الدار الاّخرة لفيها الحياة الدائمة التي لا زوال لها ولا انقطاع ولا موت فيها.

    الزمخشري في كتابه "الكشاف" يقول:أي ليس فيها إلا حياة مستمرة خالدة لا موت فيهافكأنها في ذاتها حياة.
    رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

د . كامل النجار : قراءة نقدية غير شريفة (للأخ نيقولا)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على كتاب قراءة نقدية للإسلام -الشيخ ماطر الأحمري-
    بواسطة ffmpeg في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-07-2008, 06:01 PM
  2. الرد على كتاب قراءة نقدية للإسلام كتاب الكتروني رائع
    بواسطة عادل محمد في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-03-2008, 08:11 PM
  3. الرد على كامل النجار .. للأخ الجاحـظ حفظه الله
    بواسطة الفقير الى الله في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 06-01-2007, 02:49 PM
  4. رداً على كتاب قراءة نقدية للإسلام
    بواسطة ebn_alfaruk في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14-08-2006, 09:03 PM
  5. د. كامل النجار ..أخر النقاد الغير محترمين !!
    بواسطة Alexi_Tarek في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-05-2006, 04:46 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

د . كامل النجار : قراءة نقدية غير شريفة (للأخ نيقولا)

د . كامل النجار : قراءة نقدية غير شريفة (للأخ نيقولا)