صفات هيأة الأمة لاستقبال الرساله
بسم الله
التأمل في تاريخ الأمة العرب قبل الإسلام يجدها امة أمية تعيش حياة البدو في صحراء واسعة لا يعرفون كتابة ولا قراءة ولا يعرفون للحضارة معنى وإنما يهيمون وراء بهائمهم بحثا عن الماء والكلأ , ولكن اعطاهم الله صفات الفطرة الإنسانية فكانت عنوانا لهم وسمت من سماتهم الطيبة النبيلة أهلتهم لحمل الدعوة الإسلامية ..ألا وهي الكرم والشحاعة, قال عنها المؤرخون والكتاب لقد كرمهم الله بها وشرفهم بنشر رسالة الإسلام .
اولا الكرم :
الكرم صفة من صفات العرب الطيبة وسجية من سجاياهم الكريمة , فالكرم يعني الجود , والبذل , والعطاء ’ والسخاء وهي من الأخلاق الحميدة التي اشتهر بها العرب وهي اكرام الجار وإغاثة الملهوف وحماية الدخيل والعطف علي الفقراء والمساكين , والإيثار كما وصفهم الله في قوله تعالى : ويؤثرون علي انفسهم ولو كان بهم خصاصا " فكان لهذه الصفة أثر كبير في استمرارية الحياة في تلك المناطق الصعبة حيث يكثر سفرهم في الصحراء الواسعة والشمس المحرقة وندرة المياة ولكن كان الناس يتسابقون علي تقديم كل ما يحتاجه الضيف إذا حل بدارهم . فكان الكرم مصدر للألفة ونشر المحبة والأمن والأمان بين الناس , فكان التسامح من شيمهم وتقديم المعونة لكل محتاج من صفاتهم .
فكان الكرم مصدر وحدتهم وشعار عروبتهم لأنهم تفردوا بها عن باقي الأمم في عصرهم .
ثانيا الشجاعة :
الشجاعة تتضمن الإقدام وقت الخطر، والثبات رغم الخوف والوعي باحتمال وقوع الضرر، والشجاع هو من لا يردّه خوفه عن الإقدام على ما يريد. فالمقاتل الشجاع في أرض المعركة هو من لا يحول خوفه من الموت بينه وبين اقتحام المواقف الرهيبة التي يُجللها خطر القتل.
هذا المعنى العام ولكن العربي في صحرائه الواسعة فيها من المخاطر التي لا تخطر علي قلبك من السباع والوحوش التي تفترس المسافر ودابة التي يركبها, وقطاع الطرق يسلبون الماره كل ما معهم من مال فكان العربي دائما يحمل سيفه يدافع به عن نفسه وينجد المستغيث , فتراه مقدام لا يهاب الموت يدافع عن الحق مهما كانت المخاطر .
هذان الصفتان كان لهما الأثر الطيب في حمل ونشر رسالة الإسلام فعندما آمنوا بها مدوها بمالهم واعطوا فقرائهم وأنفقوا علي المساكين وجهزوا الجيوش وانفقوا في سبيلها كل ما يملكون بطيب نفس وسماحة الكرم فكان لهذه الصفة أثر بارز في نشر دعوة الإسلام .
كما كان للشجاعة دور ملحوظ في الإيجهار بالدعوة الإسلامية وثباتهم أمام صناديد قريش وانتصاراتهم في الغزوات الأولى في صدر الإسلام , وبذلك دافعوا عن الحق عندما آمنوا به حتى انتشر في بقاع الأرض كافة بسماحة الإسلام وحسن أخلاق المسلم وكرمه وشجاعته فأصبحوا رسلا لحضارة ولدة في صحراء رسالتها من السماء ورجالها من ارض طيبة معطاء .
فهل هذه الصفات لا زالت باقية في أحفاد اولئك الرجال؟ وهل يمكن إيقاد جذوتها من جديد بدراسة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم العطرة وتاريخ الصحابة ومشاهير رجال الأمة حتى يكون لأبنائنا اسماء يرددونها ويتعلقون بها ويقتدون بأفعالهم بدل اسماء اللاعبين والمغنيين وتقليدهم في التفسخ والخلاعة.
مع احترامي لكل الشباب الغيور علي دينه ووطنه ...
تقبلوا تحياتي وأمنياتي الطيبه للجميع
المفضلات