المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير ساهر
الأخت كرولينا
بشأن إقرار كتاب النصارى - الذي يقدسونه - بأنَّ يسوع مخلوق؛ فإنَّ تفسيرهم لهذا الأمر: هو أنَّ المخلوق هو الناسوت وليس اللاهوت، فالناسوت يعنون به جسده الإنساني، واللاهوت هو "الأب، والابن، والروح القدس"، وهذا مجرد تفسير منهم، وكلامهم عن أنَّ الناسوت لم يفارق اللاهوت طرفة عين؛ يُكَذِّب كلامهم هذا، ثم إنَّ النص يحتمل تفسيرًا آخر؛ وهو المقبول منطقيًا، وهو أنَّ لا يوجد ليسوع اعتبار غير اعتبار الجسد، فهو جسد مثل بقية أجساد الناس، ويزيد هذا الأمر إيضاحًا تفسيرهم لثالوثهم، فلو تناولنا قول الذين يقولون:"إنَّ الأب ليس هو الابن، وليس هو الروح القدس، ومع ذلك فهذه الثلاثة واحد، وهذا الواحد غير مخلوق، بل أزلي، وكلمة أزلي تعني أنَّه ليس له بداية"؛ فإنَّ تناولنا له منطقيًا؛ يؤدي إلى أنَّ اللاهوت المسيحي مستحيل أنْ يكون له وجود إلَّا في أذهان النصارى؛ ذلك أنَّ الابن غير مخلوق، ومع ذلك فالابن ليس موجودًا وجودًا وحدويًا هو والأب - وهذا انطلاقًا من المنطق وليس من تفسير المسيحيين -؛ وذلك بمقتضى أنَّ الابن ليس هو الأب؛ فيلزم عن هذا أنَّ الابن معدومًا من الأب منذ الأزل، وفي نفس الوقت موجود منذ الأزل؛ وبهذا يجتمع الوجود والعدم مرتين في ذات الأب والابن، فإذا تناولنا الأقانيم الثلاثة (الأب، والابن، والروح القدس)، وليس أقنومين فقط؛ فإنَّ الأقنوم الثالث يتسبب باجتماع الوجود والعدم ست مرَّات في ذات اللاهوت المسيحي؛ ذلك أنَّ الأقنوم الثالث يتسبب بعلاقتين مع كل أقنوم، فأقنوم الأب وأقنوم الابن؛ يؤديان إلى علاقتين، وأقنوم الأب وأقنوم الروح القدس؛ يؤديان إلى علاقتين، وأقنوم الابن وأقنوم الروح القدس؛ يؤديان إلى علاقتين؛ فتكون العلاقات الناتجة عن الأقانيم الثلاثة؛ هي ست علاقات، هذه العلاقات الست؛ مستحيلة الوجود منطقيًا؛ وهذا يلزم عنه عدم وجود الأقانيم الثلاثة، فيكون وجود الأقانيم الثلاثة وجودًا ذهنيًا، ليس له مقابل وجودي خارج الذهن، وهذا مثل أنْ يتخيل أحدنا جبل له رأس زرافة، ورجله اليمنى من البقدونس، أمَّا رجله اليسرى فمن الزعفران.
لمزيد من التفاصيل عن علاقات المستحيلة في الثالث، إليكم الرابط التالي:
https://www.ebnmaryam.com/vb/457685-post3.html
بشأن الذين يقولون:”إنَّ الأب هو الابن، وهو الروح القدس، وهذه الثلاثة واحد، ولكن أعمال الثلاثة مختلفة، فيمكن للأب أنْ يعمل عملًا، ولا يكون عملًا للابن، ولا للروح القدس".
الذين يقولون الكلام الذي في الاقتباس قلة قليلة جدًا إذا ما قارنَّاهم بالذين يقولون بالقول الذي تناولناه سابقًا في هذه المشاركة، ومع أنَّ قولهم يختلف عن قول الكثير من المسيحيين؛ إلَّا أنَّ لازم كلامهم مثل لازم كلام الذي يقولون:”إنَّ الأب ليس هو الابن، وهو الروح القدس”؛ فكون أنَّ عمل الأب يختلف عن عمل الابن والروح القدس ولو في حالة واحدة، وأنَّ عمل الابن يختلف عن عمل الروح القدس ولو في حالة واحدة؛ فهذا يلزم عنه أنَّ الأب ليس هو الابن، وليس هو الروح القدس، ومن هنا يكون بقية الرد عليهم هو نفسه الرد على الذين يقولون:”إنَّ الأب ليس هو الابن، وليس هو الروح القدس”، والرد عليهم ورد في السطور السابقة.
بشأن كلمة "بكر كل خليقة"، فالمقصود بالبكر هو اتباع أوامر الله على أحسن وجه، وتوجيه بقية المخلوقات العاقلة لاتباع أوامر الله على أحسن وجه، وهذا هو التفسير الصحيح، بعيدًا عن تفسير النصارى بلاهوتهم وناسوتهم، واتحاد اللاهوت والناسوت، وأنَّ الناسوت لم ينفصل عن اللاهوت طرفة عين، إلى آخر المستحيلات المسيحية.
وبشأن أنَّ التلاميذ بكورة المخلوقات، فسبب هذا القول هو أنَّهم يوجِّهون غيرهم طريق الحق، بعيدًا عن التفسيرات المسيحية التي لا يمكن أنْ تلتقي ونتائج المنطق، فالمنطق والتفسيرات المسيحية خطان متوازيان لا يلتقيان أبدًا.
بشأن رد الحياة إلى يسوع، فيسوع لم يمُت إنَّما أصيب بإغماء من شدة آلام تعرَّض لها، بدلالة أنَّه عندما طعنه الجندي الروماني؛ قد سال من جسد يسوع دمًا، هذا من اتجاه، ومن اتجاه ثانٍ، أنَّه قام من بين الأموات، فهو الحي بينهم؛ وهذان دليلان واضحان على أنَّه لم يمُت بل أُغْمِي عليه، ولدينا في هذا العصر الكثير من الحالات التي أصِيب بها أناس تماثل الحالة التي أُصِيب بها يسوع، فمن الحالات التي سمعنا عنها: أنَّ شخصًا ظُنَّ أنَّه ميتًا؛ قد عاد لوعيه بعد عدِّة أيام، بل سمعنا عن أناس دُفِنُوا، وعادوا إلى وعيهم وهم في قبورهم، وصاروا يصرخون داخل قبورهم، فسمعهم أناس هناك؛ فأخرجوهم من قبورهم، ومثل هذه القصص كثيرة؛ وهذا الكلام يدل على أنَّ الفداء مجرد فكرة ذهنية، مثل الجبل الذي له رأس زرافة، ورجله من زعفران.
المفضلات