موسم الهجوم على الإسلام والمسلمين: "قسمة الغرماء" ليوسف القعيد .. عمل كسيح بقلم بليد

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

نعم ، رب الكنيسة كان له إخوة في الجسد ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | جواب عن سؤال : أين إتهمت الأناجيل مريم بالزنا ؟؟؟ » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | ما حقيقة العلاقة التي جمعت أم النور بيوسف النجار ؟؟ » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | منطقيّة القرآن الكريم في تكلّم المسيح عليه السّلام في المهد » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | منطقيّة القرآن الكريم في تكلّم المسيح عليه السّلام في المهد » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | منطقيّة القرآن الكريم في تكلّم المسيح عليه السّلام في المهد » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | إجابة عن سؤال : من نسب لله الصّاحبة و الولد ؟؟ » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | قراءة في حديث الملحمة الكبرى » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لقد وجد هذا العالم المتبحِّر بالمخطوطات أزيدَ من 25000 تعديل وتصحيح أُجريت على المخطوطة السَّيْنائية، خلال مرحلة زمنية تقدَّر بعشَرة قرون، 👈وأثبتت » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

موسم الهجوم على الإسلام والمسلمين: "قسمة الغرماء" ليوسف القعيد .. عمل كسيح بقلم بليد

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: موسم الهجوم على الإسلام والمسلمين: "قسمة الغرماء" ليوسف القعيد .. عمل كسيح بقلم بليد

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي موسم الهجوم على الإسلام والمسلمين: "قسمة الغرماء" ليوسف القعيد .. عمل كسيح بقلم بليد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اهنئكم جميعا اخوانى واحبتى بمناسبة العام الهجرى الجديد
    اعاده الله على الامة الاسلامية فى عزة ورخــاء

    ==============

    اعجبنى هذا المقال الجميل لموضوعيته وخفة دمة وفضحه للكتاب المأجورين بطريقة علمية وساخرة

    الموضوع انقله لكم كما هو ونتمنى التفاعل مع ما ورد فيه من نقد بطريقة بناءة

    الى المقال - منقول بتصرف .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي


    موسم الهجوم على الإسلام والمسلمين
    "قسمة الغرماء" ليوسف القعيد
    عمل كسيح بقلم بليد
    د. إبراهيم عوض
    (ط. دار الساقى/ لندن/ 2004م)

    وقعتُ فى صحيفة من الصحف على مقالة تتناول بالتعليق رواية يوسف القعيد: "قسمة الغرماء" كتبها أحد النقاد، ونصها: "يوسف القعيد كاتب مصري قدير احترف الصحافة والسياسة ورفقة العظماء. جمع بتوازن مدهش بين نضارة الوعي بالريف والالتزام بأخلاقياته، مع العلم ببواطن الأمور في المدينة والقدرة على اجتياز مسالكها الوعرة. ولعل خصوصية يوسف القعيد تكمن في استمرار ولائه الناصري لطفرة الستينات من القرن العشرين من دون تحفظات أيديولوجية كبيرة.
    رواية "قسمة الغرماء" تغوص في أعماق الواقع المصري، وتوظف تقنية جديدة عند مؤلفها، وهي تعدد الرواة الموزعين على الفصول بالتناوب، بما يطرح مفارقات عوالمهم المختلفة ويقدح شرر التواصل والتناقض في علائقهم المتشابكة، وإن كانوا يبدون كما لو كانوا يسكنون صناديق متجاورة غير متحاورة يتم الكشف التدريجي عن فحواها كلما تقدمت حركة السرد واحتدمت درامية المواقف. على أن بؤرة الأحداث التي تتكثف عبر يوم واحد فحسب هو زمن الرواية تجسد أزمة التدين المفتعل في المجتمع المصري الراهن وما تفرز من توترات غريبة على طبيعته المستقرة في جمعها بين الأضداد باتساق محسوب يضمن للحياة إيقاعها الباطني المفعم بالشهوة والتنسك معا.
    يحكي الفتى ماجد عبود بقطر في الفصل الأول من الرواية قصة رحلته الشهرية من الفندق المتواضع الذي يقيم فيه مع أمه في حي شبرا المكتظ بسكانه والمختلط في شعائره إلى "أبلة مهرة" في المعادي. وبقدر ما يجترح القعيد شيئا من الانتهاكات اللغوية المحببة يقترب من روح العامية المصرية في أطرف تجلياتها. وأهم من ذلك ينجح في تخليق نماذج مدهشة من الشخصيات التي تعلق بالذاكرة وتستقر في الضمير الأدبي. "الجنرال عفارم"، الذي يطلع علينا من هذه الرواية، يختلف عن دراويش نجيب محفوظ بأنه صريع الجمال ومجنون غانية فريدة، وهي "مهرة"، التي تَمَثَّلها باعتبارها مليكة مصر، وهو واليها المنتظر طبقا لمبدأ تناسخ الأرواح.
    العنوان الفقهي للرواية يُسْتَخْدَم بطريقة مجازية تحتمل تأويلات عدة لعل أقربها إلى الأحداث هو شراكة المواطنة عندما يتهددها الاحتقان والإفلاس، فتهرع كل طائفة لكي تحظى بنصيبها من الدَّيْن في رقبة الوطن ولو أدى ذلك إلى ذبحه. وينطلق الحدث الرئيسي للرواية من سيرة "عبود بقطر" والد ماجد، الذي كان مديرا ناجحا في إحدى الشركات في أسيوط، فطاردته رياح التعصب المقيتة وهددته في حياته لمجرد أنه قبطي يترأس مسلمين ويصبح له حق الولاية عليهم، فيفكر في الفرار من موطنه.
    وعندما يأتي دور "مرام" في الحكي طبقا لتقنية تبادل الرواة تكشف عن أبعاد أخرى لقراره بالسفر: "تكرَّس الانفصال الجسدي بيننا. قال لي أن مشاركتي له جفت في منتصف الطريق لأنني عجزت عن استيعاب الخطر الذي يتهدد حياته... نجا وحده وتركنا غارقين في هذه البلاد التي لا نعرف كيف ولا متى ستكتب لنا النجاة والإفلات منها". وعندما تهاجر مرام من أسيوط للقاهرة بحثا عمن يُلْحِقها بزوجها لا تظفر في نهاية الأمر بسوى وسيط يرشدها إلى الوسيلة التي دبرها زوجها لتحصل على معونة شهرية منه تصلها عن طريق الممثلة المعتزلة "مهرة". ومع أن الشكوك تأكل صدرها من طبيعة علاقة زوجها بهذه الممثلة فإنها تنتظم في إرسال ابنها كل شهر ليقبض من يدها المعونة الشحيحة المنتظرة.
    وتصب الفصول الأخيرة للرواية في مغامرة طائشة محسوبة تغوي فيها مهرة الصبي المراهق ماجد لتلهيه عن تقاضي حقه، منتهزة فرصة استعارته لأحد الأفلام الإباحية كي يراها عندها، فتعود إليها طبيعة الأنثى المولعة بفتنة العشاق وتمزيق أقنعة الطهارة المصطنعة، وتُضْحِي حُمَّى الجنس اللاهبة نقطة الختام في رواية تفجر أسئلة المستقبل وهي تحفر في ألغام الحاضر".
    هذا ما قاله أحد الناقد المذكور الذى سوف أسميه من الآن فصاعدا بـ"الناقد الانتهاكى" أو "الناقد المنتهك" لكثرة كلامه الممل عن الانتهاك. والآن جاء دورى لأتناول الرواية، وسوف أتناولها على ضوء ما قاله ناقدنا الانتهاكى. وليست هذه أول مرة أتناول رواية كان ناقدنا قد كتب رأيه فيها، إذ سبق أن كتبت عن "وليمة لأعشاب البحر"، التى اشترك فى تمجيدها والدفاع عنها والقول بأنها رواية تدافع عن الإسلام (تصوروا!) رغم كل ما تحويه من كفريات وبذاءات فى حق الله ورسوله والإسلام والمسلمين، وتزيين للفواحش بحجة تحرير الفتاة العربية من القيود التى تعوق حركتها، فبينت أن ما يقوله الأستاذ الناقد هو ورفاقه فى بيانهم الدفاعى عن الرواية المشبوهة شىء، وما تقوله الرواية المشبوهة شىء آخر مختلف تمام الاختلاف، وأن باب الكلام الفارغ والمزاعم الزائفة الكاذبة مفتوح لمن يريد، لا يستطيع أحد أن يغلقه، إذ ليس على الكلام جمرك كما يقول العامة بحق.
    ونبدأ بقول الناقد الانتهاكى إن"بؤرة الأحداث التي تتكثف عبر يوم واحد فحسب هو زمن الرواية تجسد أزمة التدين المفتعل في المجتمع المصري الراهن وما تفرز من توترات غريبة على طبيعته المستقرة في جمعها بين الأضداد باتساق محسوب يضمن للحياة إيقاعها الباطني المفعم بالشهوة والتنسك معا". وواضح أن الدكتور يرمى التدين فى المجتمع المصرى الحالى بأنه تدين مفتعل، أى تدين كاذب لا يراد به وجه الله. فهل هذا حكم صحيح؟ لو أنه قال إن بعض التدين فى المجتمع، أى مجتمع، لا بد أن يكون تدينا كاذبا قائما على الرغبة فى المراءاة واكتساب حسن السمعة، مَثَلُه فى ذلك مَثَلُ أىّ اعتقاد أو اتجاه آخر لما وجد من ينكر عليه. أما أن يرمى التدين كله فى مجتمع من المجتمعات بأنه تدين مصطنع فهذا حكم متهافت لا يليق، ويدل على تحيز صاحبه وكراهيته المسبقة لمن يتحدث عنهم. لكن من أولئك الذين يتحدث عنهم الناقد المنتهك يا ترى؟ إنهم المسلمون، والمسلمون وحدهم، فهم المتدينون الكذابون لا غيرهم، إذ الرواية لا تتحدث إلا عن تدينهم المفتعل هذا ولا تتطرق ولا يمكن أن تتطرق، بل لا تجرؤ أن تتطرق، إلى التدين عند شركاء الوطن، فهؤلاء "تابو" لا يجوز، ولا حتى فى الأحلام، لأى وغد أن يتناوله ولا أن ينتقد فيه شيئا، وإلا حقت عليه اللعنة ولم يجد من ينشر له مقالا أو كتابا أو يشير إليه فى الإذاعة أو المرناء أو الصحافة مجرد إشارة أو يعينه مستشارا فى كل مجلات الوطن العربى أو يعطيه جائزة ولو "بثلاثة أبيض". ومن يا ترى يهتم بأن يشير إلى أى وغد لا يحسن الكتابة والتأليف إذا افترضنا مجرد افتراض أن يفكر هذا الوغد مجرد تفكير فى الكتابة عن تدين غير المسلمين، لا بالافتراء والمزاعم كما يصنع حين يريد الكتابة عن المسلمين، بل بالتزام ذكر الحقائق ليس إلا؟
    وبالمناسبة فناقدنا الانتهاكى أزهرى صميم، لبس العمامة نحو عشر سنوات حتى تركت حزا فى جبهته كما يقول الأزهريون، ثم التحق بكلية دار العلوم، وهى حصن آخر من حصون الثقافة الإسلامية. أى أنه لا يجهل هذه الثقافة، ويعلم تمام العلم أن التدين الإسلامى فى مجمله تدين عفوى يراد به وجه الله مهما كان فيه من قصور وبعد أحيانا عن لب الدين تبعا لدرجة فهم صاحبه وطبيعة ثقافته. إلا أن الرجل قد تغير بعد ذهابه إلى أوربا خاما لا يعرف لغة أجنبية، وحصوله على الدكتورية من إحدى جامعاتها وهو كبير السن. وأنا، حين أقول إنه أزهرى خلفت العمامة على جبهته حزا واضحا، لا أقصد إلى أى شىء من الإساءة. وكيف أفكر فى الإساءة وأنا مثله أزهرى تركت العمامة حزا على جبهتى، وإن لم أمكث بالأزهر إلا سنوات أربعا لا غير لم تَدَعْ للحَزّ أن يتعمق أكثر مما هو الآن فى جبهة العبد لله غير المنتهك، تركتُه بعدها إلى المدارس، وحصلت مثل ناقدنا الانتهاكى على درجة الدكتورية من بلاد الخواجات؟ كل ما هنالك أنه من أهل التنوير والحداثة، أما أنا فرجعى ظلامى متخلف متعصب ضيق الأفق حتى لأخشى أن يطالب نقادنا الانتهاكيون بوضعى فى المتحف كى يتفرج الجمهور على حفرية من الحفريات العجيبة التى ما زالت تفتخر بدينها رغم أن أكبر دول العالم تكره هذا الدين وتعده من مخلفات الماضى، ثم أظل بالمتحف إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا وتنهزم أمريكا وتابعو أمريكا ويعود الإسلام وأتباعه المتخلفون إلى صدارة المشهد كَرَّةً أخرى فيغرق العالم وقتذاك فى مستنقع الظلام والرجعية و"القَدَامة"، التى هى عكس "الحداثة".
    على أن الناقد المنتهك لا يستطيع أن يرى العيب إلا فى الورد، أما الشوك فإن ملمسه عنده كملمس الحرير، ولا يمكن أن يقول عنه إنه يَشُوك ويؤلم ويؤذى، إذ مثل هذا القول غير مسموح به، وإلا انسدت أبواب النشر والشهرة فى وجه قائله فى كثير من بلاد المسلمين حيث يقبض على أَزِمّة المؤسسات الثقافية فيها فى الغالب من يكرهون الإسلام ويحاربونه ويعملون على إقصاء أى قلم شريف يحب دينه ويعمل على نصرته فى وجه الهجمة الغاشمة الطاغية عليه مما لم يعد خافيا على أحد لأن كل شىء قد صار مكشوفا بل مفضوحا، و"على عينك يا تاجر". ولسنا نحن الذين نقول هذا، بل تقوله التقارير الأمريكية التى تتحدث عن خطط أمريكا فى الاستعانة بالعلمانيين والملاحدة ضد المتدينين المسلمين لإقصاء الإسلام والقضاء عليه تدريجيا وبطريقة منهجية طبقا لما وضع دهاقنةُ السياسة والاستخبارات وشياطينُ علماء النفس والاجتماع وثعالبُ الاستشراق من برامج وتخطيطات. واقرأوا فى هذا الموضوع تقرير مؤسسة "رانْد" الأمريكية لعام 2007م مثلا، ففيه الغَنَاء.
    بيد أننا نحن المسلمين ندرك، رغم تقصيرنا بوجه عام فى نصرة ديننا العبقرى، أن كل مجهودات الولايات المتحدة فى هذا السبيل سوف تضيع فى الهواء كالهباء المنثور. لقد "كان غيرها أشطر". ولديها الاتحاد السوفييتى، الذى احتل أفغانستان منذ وقت غير بعيد، وكان له جمهور ضخم بين المسلمين، وكانت تتبعه كثير من دولهم، ويفتخر كثير من حكامهم بأنهم من أذنابه. فأين الاتحاد السوفييتى الآن؟ لقد تفكك وانهار وصار فى خبر "كان". وإن شاء الله سوف تلحق به الولايات المتحدة الأمريكية إلى ذات المصير عاجلا أو آجلا. لقد كان الاتحاد السوفييتى ملء السمع والبصر، ولم يكن أحد عشية انهياره ودماره يتصور، ولو فى الأحلام، أنه يمكن أن ينهار ويختفى من خريطة الدنيا. ولكن ها هو ذا قد اختفى. ولقد شرعت تباشير تفكك الولايات المتحدة ذاتها تظهر من الآن للعيان، ولسوف يندم العملاء ساعتئذ، لكنْ حين لاتَ مَنْدَم!
    وفى ضوء هذا الكلام يستطيع القارئ الطيب الذى لم يكن يفهم السر فى انتشار أقلام بعينها فى عديد من الصحف من أقصى شرق العالم العربى لأقصى غربه، وبالذات فى صحف الخليج، لناس لا يقدر الواحد منهم، لضحولة ثقافته وانعدام موهبته، أن يكتب أو يقرأ جملة واحدة سليمة، ومنهم ذلك التومرجى الشيوعى الحقير مؤجّر أَسِرّة المستشفى للمومسات وزبائنهن قبل أن تنتشله بعض الجهات وتجعل منه كاتبا لامعا رغم أن أقصى ما كان مثله يحلم به، وهو عريان غير متغطٍّ بشىء، أن يشتغل مدرسا فى مدرسة ابتدائية هى كل ما يؤهله له الدبلوم البائس الذى حصل عليه بشق الأنفس. فذلك التومرجى الشيوعى المتأمرك القواد الذى يكره الإسلام لهذا السبب، إذ لا يمكن أمثاله أن يحبوا دينا نظيفا كالإسلام يأمر أتباعه بالطهارة والعفة والاستقامة، على حين أتى هو من بيئة دنسة مثله، ومن ثم فمن الطبيعى أن يقبل على القذارات والقمامات يتمرغ فيها ويَطْعَم منها ويدافع عنها ويهاجم الإسلام الكريم، أقول إن ذلك التومرجى القواد تجد له، أيها القارئ العزيز، مقالات فى الصحف العربية المختلفة من المحيط إلى الخليج، وتراه يتنطط بالطائرات فى بلاد الله بين خلق الله، وهو العارى عن الموهبة والثقافة الحقة جميعا، وكان أبعد ما يطمح إليه أن يركب عربة يجرها حمار. والبركة فى تلك الجهات التى تأمر مسؤولينا الخونة أن يصدروا بدروهم أمرهم لنشر ما يكتبه هؤلاء الحقراء الجهلة فى صحف بلادهم ومن خلال دُور نشرها فلا يملك المسؤولون الخونة إلا أن يطيعوا، وفى فم كل منهم فردة حذاء قديم، بل الفردتان كلتاهما!
    يتبع ........
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    وقد شاهدت ذات مرة فى مطار أبو ظبى منذ عدة سنوات ذلك التومرجى القواد الذى تَشِى سَحْنَتُه بالبَلَه الخبيث وتَنِزّ ذلةً وخنوعًا رغم ما قد يُتَصَوَّر أنه انتفاش وثقة، وكنت عائدا من مؤتمر أدبى فى سورية، وكنا أنا وزميل السفر والمؤتمر، وهو سورى ينتمى إلى نفس التوجه العقائدى للتومرجى القواد، جالسين ننتظر ميعاد إقلاع طائرتنا إلى الدوحة بعدما حطت بنا فى ذلك المطار فى طريق العودة لنحو ساعة، حين انتفض رفيقى بغتة كمن لسعته عقرب مناديا: "يا قواد!"، ثم التفت إلىَّ يقول موضحا: إنه القواد الفلانى. ألا تعرفه؟ قلت: سمعت به. فنهض من جوارى وتقدم إليه وأنا أشاهدهما يتصافحان ويتكلمان بحرارة. ثم عاد الرفيق، ومضى القواد لطِيَّته، وكانت المرة الأولى والأخيرة التى شاهدت فيها قوادا عن كَثَب.
    وفى ضوء هذا الكلام أيضا يستطيع القارئ الطيب الذى لم يكن يفهم السر فى سرعة ظهور المقالات النقدية التى تتناول أعمالا بعينها فى عدد من صحف العالم العربى المختلفة، وفى وقت واحد، عازفة نفس النغمة مع بعض التلوينات هنا وهناك، وإلا فمتى أُرْسِلَتْ نُسَخ الرواية مثلا محلّ النقد إلى أولئك النقاد فى بلادهم العربية المختلفة؟ ومتى قرأها هؤلاء الـمُسَمَّوْن: نقادا؟ وكيف اتفقوا كلهم أجمعين أبصعين أكتعين (كتب الله عليهم أن يكونوا من الأكتعين!) على الإشادة بالرواية وصاحبها العبقرى؟ لكن لا تنس أيها القارئ أن هناك الشيخ ناسوخا! والشيخ ناسوخ، لمن لا يعلم، هو من أهل الخطوة، الذين يوجدون فى عدة أماكن فى وقت واحد ثم لا يبرح مع ذلك مكانه الأصلى. "بركاتك يا شيخ ناسوخ"! حاجة كذا على وزن "حلمك يا شيخ علام" للشيخ أنيس بن منصور! ومهمة الشيخ ناسوخ أن يحمل الأوامر والتوجيهات النقدية التى لا يستطيع أى واحد من هؤلاء "البنى آدم" أن يخرج عليها، وإلا خَرَج "فِلْس عينه" من محجره!
    أما ما كتبه الناقد الانتهاكى عن الحياة وإيقاعها الباطنى المفعم بالشهوة والتنسك معا مما يريدنا أن نتمسك به فهو إشارة إلى أنه ينبغى ألا يحاول المتدينون دعوة الناس إلى الطريق المستقيم بل يتركونهم لما يمارسونه من زنا وعهر وخمر وسكر وشذوذ، إذ إن الأساتذة التنويريين الحداثيين المتحضرين لا يريدون أن يكون للإسلام بالذات مكان فى المجتمع، أما أى دين آخر حتى لو كان دين عبادة الخنافس والديدان فأهلا به ومرحبا. وإنك لتنظر فى الأجهزة الثقافية التى يمسك بأعنتها التنويريون منذ عهد الوزير الشاذ الذى استغرق ما لا أدرى كم من الأعوام فلا تجد مثقفا متدينا إلا على سبيل الشذوذ. طبعا "على سبيل الشذوذ"، فكل حياتنا كانت شذوذا فى شذوذ فى عهد ذلك الوزير صاحب الشذوذ حتى إن أشهر روائى فى ذلك العصر هو الروائى ذو الروايتين الممتلئتين بألوان الشذوذ! بركاتك يا شيخ شذوذ!
    ومع هذا كله فَلْنُصَدِّقْ هذا الذى كتبه الناقد المنتهك، وتعالوا نَرَ ماذا هنالك. يقول ناقدنا الانتهاكى عن التدين الإسلامى من حولنا إنه تدين مفتعل، أىْ تدين لا يصح أبدا. لكن لماذا، والمتدينون فى الرواية، وهم من ذوى التدين المفتعل كما رأينا، يمارسون الشهوات مع تدينهم جنبا إلى جنب، ورغم ذلك تسخر الرواية منهم وتجعلهم مثلا للسخف والتنطع، ولسان حالها يقول: انظروا إلى نفاق هؤلاء المتدينين؟ ألم يكن المفترض، طبقا لما يقوله الناقد المنتهك وما تقوله الرواية من قَبْل الناقد المنتهك، أن يحظى هؤلاء المتدينون بالرضا السامى من الرواية وناقدها باعتبار أنهم يجمعون بين ما يتضمنه إيقاع الحياة الباطنى من شهوة ونسك؟ أرأيتم الفرق بين ما يقال من طرف اللسان وما يعتقده الجَنَان؟ أليس الرجل الملتحى صاحب شركة توظيف الأموال مثلا الذى تصوره الرواية شخصا شهوانيا غارقا فى الجنس ويمارس حياة الترف والتنعم بالنساء هو ممن ينبغى أن يقابله ناقدنا وروائينا بالأحضان على أساس أنه قد حقق المعادلة العظيمة التى وضعها لنا الناقد المنتهك، معادلة الانغماس فى الشهوة والتنسك فى ذات الوقت؟ لكن لا ينبغى أن يفوتك أيها القارئ أن ذلك الملتحى شخص مسلم، والمسلم مدان مهما صنع، ومدان حتى لو لم يصنع شيئا. إنه مدان فى كل الأحوال.
    ثم تعال إلى الناحية الأخرى، ناحية شركاء الوطن. إنهم هم أيضا يظهرون تدينا، وتدينا مستفزا فى كثير من الأحيان. انظر مثلا إلى دقهم الصليب رجالا ونساء على ظهور أرساغهم. انظر إلى تعليقهم الصليب رجالا ونساء فوق صدورهم على نحو زاعق. انظر إلى رفعهم الصليب فى كل تظاهرة وانهيالهم ضربا به على رؤوس من يقابلونهم من المسلمين وما يجدونه فى طريقهم من سيارات. انظر إلى زعمهم السافل بأنهم هم أصحاب البلد، بينما المسلمون، وهم يمثلون خمسة وتسعين بالمائة، أغراب، وفى أحسن الأحوال: ضيوف ينبغى ألا يطيلوا المكث فى البلاد، فيا بخت من زار وخفف، ويرحلوا عائدين إلى "جزيرة المعيز"، التى جاؤوا منها. انظر إلى دعاوى ظهور العذراء فوق أبراج الكنائس من حين لآخر وشفائها المرضى، فى حين يحرص كبيرهم على التردد على أطباء أمريكا، الذين لا علاقة لهم لا بالعذراء ولا بأية ظهورات. انظر إلى سعار بناء الكنائس فى كل مكان لصبغ المدن والقرى المصرية بما يوحى بأن البلاد تَدِين بدين الصليب مع أن عدد المؤمنين بالصليب لا يتجاوز خمسة بالمائة، ثم إذا أبدى المسلمون ضيقا بهذه الخطة التى تجرى على قدم وساق منذ نحو أربعين عاما ارتفعت الصيحات بأن المسلمين يضطهدون النصارى ويضيّقون عليهم، ثم إذا توترت الأوضاع أطلق النصارى النار على جماهير المسلمين ليعقبها تصايحات الاضطهادات وسائر التهم المجنونة التى يخيفون بها المسلمين ويوهمونهم أنها كفيلة بتهييج أمريكا ودفعها إلى احتلال البلاد دفاعا عن النصارى. انظر إلى بقاء الكنائس مفتوحة ليل نهار تسربلها الأنوار، بينما المساجد تسبح فى الظلام الدامس ويلفها الحزن والاكتئاب. ترى أهذا هو السبب فى أن المتنورين المصريين يقفون مع الكنيسة ضد الإسلام ميلا من التنويريين إلى النور المسربل للكنائس ليلا، وكراهيتهم للمساجد، التى يلفها الظلام، وهم بحمد الله يبغضون الظلام والظلاميين؟ ألا لعنة الله عليهم، فهم الذين اختلقوا هذا الوضع المزرى الذى يستحقه المسلمون عن جدارة بسبب ذلتهم وخنوعهم ورضاهم بالهوان. ولا أدرى لم لم يثوروا عليه بعد الثورة العظيمة التى قاموا بها، ولم يشاركهم فيها رفقاء الوطن نزولا على أوامر كبيرهم، الذى كان يقف بكل قواه مع المخلوع زوج الحيزبون، تلك التى انتشر فى المواقع المختلفة فى الآونة الأخيرة خبرٌ مُفَاده أنها متنصرة، لكنها كانت تخفى نصرانيتها، وأن هذا هو السبب فى مناصرتها للكنيسة ورئيسها وبغضها للإسلام ومساجده!

    يتبع ......
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    ومع هذه المظاهر التدينية النصرانية المتعصبة والمنافية للعقل والحكمة والوطنية، بل للإنسانية ذاتها، يذهب القارئ فيُفَلِّى الرواية التى نحن بصددها لعله أن يجد فيها لتلك المظاهر أثرا يناظر الأثر الذى تنسبه بالباطل إلى التدين الإسلامى فلا يعثر على شىء منه أبدا. ترى هل يجرؤ الكاتب أن يتخذ من سكرتيرات الأنبا فلان الحسناوات (ونكتفى بـ"الحسناوات" فلا نقول شيئا آخر) موضوعا لرواية أخرى من رواياته السخيفة، على الأقل كلون من المعادلة لما صنعه فى الرواية الحالية تجاه الإسلام والمسلمين؟ ترى هل يجرؤ الكاتب أن يدير عملا من أعماله القصصية المتهافتة حول اعتقال الكنيسة فى الدير لكل امرأة نصرانية تُسْلِم وتغييبها عن العالم فلا يدرى أحد أهى لا تزال على قيد الحياة أم تم قتلها ودفنها، ولا من شاف ولا من درى؟ ترى هل يجرؤ الكاتب أن يقول شيئا أى شىء عن فِرَق الموت التى تنطلق طبقا لفتوى القساوسة فتقتل من خلعت من النساء النصرانيات ربقةَ النصرانية واعتنقت دين التوحيد فلم تستطع الكنيسة أن تضع يدها عليها وتعتقلها فى دير من الأديرة، ثم لا تكتفى تلك الفرق الشيطانية بقتل المرأة وحدها بل تقتل معها زوجها وأطفالها بقسوة إجرامية لا تعرف حلالا ولا حراما، ولا عيبا ولا نخوة ولا إنسانية، بل كل ما تعرفه هو تنفيذ ما قاله القسيس من وجوب تطبيق الفتوى حتى لا تفكر أية امرأة أخرى فى الانتقال من النصرانية إلى الإسلام؟ ترى هل يجرؤ الكاتب أن يفتح "خشمه" بكلمة عن المخطط الذى يقول للمسلمين إنكم لا مكان لكم فى هذا البلد، بل لا بد لكم من المغادرة بعدما طالت إقامتكم الثقيلة أربعة عشر قرنا؟ ترى هل يجرؤ الكاتب أن يجعل موضوع إحدى رواياته التافهة جماعة "الأمة القبطية" وأهدافها وسجلها الحافل بالموبقات والخيانات و ألوان الأجرام، ودور كبيرهم فيها وفى تنفيذ مخططاتها وإدانة المحكمة له فى عهد السادات؟ ترى هل يجرؤ الكاتب أن يحوم ولو من بعيد حول الأوضاع المالية للكنيسة مما عالجه القس إبراهيم عبد السيد فى أحد كتبه فحقت عليه اللعنات وحاقت به من كل جانب دون بارقة من أمل فى الصفح والغفران من جانب الكبير القاسى الفؤاد الذى يعمل على إحراق الوطن من أقاصيه إلى أقاصيه؟ ترى هل يجرؤ الكاتب على الإشارة إلى الأوامر التى يصدرها الكبير الميت القلب فلا يجرؤ أحد على إقامة طقوس الدفن لأى إنسان توسوس له نفسه بمخالفته كائنا من كان، من العلمانيين أو الكهنوت، فتحمل أسرته نعشه وتجرى به من كنيسة إلى كنيسة فلا تجد قسيسا واحدا يوافق على القيام بهذه الطقوس؟ ترى هل يجرؤ الكاتب أن يسلط ولو بصيصا ضئيلا من الضوء على موقف الكنيسة الرجعى المخزى من الثورة، ومعاضدة كبيرها وجماهيرها للمخلوع الملعون، ومناصرتهم لخطة التوريث متحدّين أمانى الأمة وتطلعاتها وطموحها إلى التساوى بالأمم الكريمة والانعتاق من أوهاق الاستبداد والتجبر والغطرسة والسرقات التى لا ترضى بأقل من مئات المليارات وتضييع البلاد والتطويح بها فى هاوية العدم؟ ترى هل يجرؤ الكاتب أن يفكر، يفكر فقط، فى إدانة البذاءات وألوان السِّباب التى يوجهها الخونة إلى النبى الكريم ودينه العظيم؟ ترى هل يجرؤ الكاتب أن ينبش فى ملف استعانة شركاء الوطن بالمحتلين الصهاينة والصليبيين الأمريكان "عينى عينك" وهتافهم بهم فى الشوارع وأمام ماسبيرو وداخل الكاتدرائية ذاتها على مرأى ومسمع من جميع القساوسة بما فيهم كبيرهم أن يأتوا فيحتلوا البلاد ويذلوا المسلمين مؤكدين لهم أنهم سيكونون ذراعهم الأيمن فى ذلك الاحتلال؟ هل يجرؤ الكاتب فيتحدث عن وجوب امتثال الكنيسة لقوانين الدولة بدلا من تشكيلها دولة داخل الدولة لا يجرؤ الحاكم ذاته على مراجعتها فيما تقول أو تفعل بشأن المواطنين النصارى، وشأن من يُسْلِم منهم؟ هل يجرؤ الكاتب أن يقترب من اعتقادات الكنيسة فى الخوارق والظهورات فى القرن الحادى والعشرين، فضلا عن أن يجعل من ذلك موضوعا للمناقشة؟ ترى هل يجرؤ الكاتب فينادى بألا تكون مرجعية النصارى كلام الكنيسة بل القوانين المدنية مستعينا بالحقيقة المتمثلة فى أن الأناجيل تخلو من التشريعات والقوانين؟ ترى هل يجرؤ الكاتب أن يفتح قضية السعار المعمارى الذى يستولى على شركاء الوطن ويدفعهم إلى استفزاز المسلمين استفزازا شبه متواصل كلما هدأ عاد جَذَعَةً كما تقول العرب، فألفينا الكنائس تسد عليك الأفق، ورأينا الكنائس تقوم مكان البيوت والمضايف رغم أن الحالة لا تستدعى شيئا من ذلك، إذ الكنائس أكبر مما يحتاجه النصارى فى مصر بآمادٍ طبقا لمعيار الأمم المتحدة بحيث يحتاج المسلمون إلى بناء الألوف والألوف من المساجد كى يقتربوا من العدد الملاثم لنسبتهم المئوية فى مصر، لكن الرغبة فى صبغ البلاد بالصبغة النصرانية تستوجب هذا؟ ترى هل يجرؤ الكاتب أن ينادى بالعدل بين المسجد والكنيسة بحيث لا يُغْلَق المسجد فور الانتهاء من الصلاة فى أول الوقت، وتبقى الكنيسة على مدار اليوم والليلة مفتوحة لمن يريد أن يقصدها فى أى وقت رغم أن الصلاة فى الإسلام مستمرة طوال الأربع والعشرين ساعة فى حين أن الصلاة فى الكنيسة لا تكون إلا لساعة أو ساعتين يوما فى الأسبوع، وبحيث تُمْنَع الشرطة والمباحث من اقتحام المساجد أسوة بمنعهم من فعل ذلك بالنسبة للكنائس؟ ترى هل يجرؤ الكاتب على الاقتراب من ملف السفينة المحملة بالأسلحة التى ضبطتها الدولة قبيل الثورة الينايرية، وكانت تتبع ابن أحد كبار الكنيسة؟ ترى هل يجرؤ الكاتب أن يسجل فى رواية أخرى من رواياته التافهة ما سمعه ورآه العالم كله حين هدد أحد القساوسة محافظ أسوان قبيل عيد الأضحى من عام 1432هـ بالضرب بالجزمة وبالموت خلال ثمان وأربعين ساعة، وهدد فوق ذلك رئيس المجلس العسكرى بأنه، وهو جالس فى كرسيه، يعلم جيدا ماذا يمكن أن يفعله النصارى إذا لم يستجب لما يريدونه، وصولا إلى ما وقع بعد ذلك من مهاجمة النصارى حاملى الصليب لقوات الجيش التى تحرس مبنى الإذاعة والتلفاز وقتل العشرات منهم، وهو ما يُعَدّ صدًى لتهديد كبير النصارى للحكومة فى أوائل السبعينات بأنه على استعداد لإحراق البلد كله من الإسكندرية إلى أسوان؟ ترى هل يجرؤ الكاتب، الذى هو شجاع فقط فى الهجوم على الإسلام دين الأغلبية الخانعة الذليلة التى لا تهش ولا تنش وتغرى أمثاله بنهش لحمها وتشويه صورتها والتشنيع بالباطل عليها، أن يقول كلمة حق ينصر بها المسحوقين النصارى الذين يريدون معاودة الزواج بعدما استحالت العشرة بينهم وبين رفقاء حياتهم ووقع الطلاق؟ أتراه يجرؤ على أن يناقش شيئا أى شىء من ذلك الإجرام العاتى؟ أتراه يجرؤ؟ الحق الذى لا مرية فيه أنه لا الكاتب (ولا الناقد أيضا) يمكن أن يفكر فى شىء من ذلك، فضلا عن أن يجرؤ على التلميح، مجرد التلميح، إليه، وإلا راح فى شربة ماء وألفى نفسه وقد رجع إلى حجمه الصحيح.
    أم هل ترى يجرو الكاتب أن يقترب من الملف التالى، الذى تحدث عن بعض أسراره الأستاذ جمال أسعد، وهو نصرانى لا مسلم؟ تقول صحيفة "الفجر": "لم يهنأ جمال أسعد السياسي والمعارض المصري، قبل أن يكون القبطي، بتعيينه نائبا في مجلس الشعب بالقرار الجمهوري رقم 253 لسنة 2010 ضمن النواب العشرة المعينين الذين كان من بينهم سبعة أقباط، فبدلا من أن يتلقى تهنئة
    الأقباط
    قابلسخطهم وغضبهم ولعنتهم. بل هناك من وصفه بأنه يهوذا العصر الحديث. كان تعيين جمالأسعد مفاجأة للجميع بالفعل. كان هناك اعتقاد أن قائمة النواب المعينين من قِبَلالرئيس إذا ضمت أقباطا فلا بد أن يوافق عليهم البابا شنودة، لكن ما جرى مع أسعد جعل الجميع يتأكد أن ما قيل كان وهما كبيرا لأن القائمة لو كانت عُرِضَتْ علي البابالرفض رفضا قاطعا تعيين أسعد، وأسعد بالذات، في مجلس الشعب. فالبابا لا يعتبرهمعارضا له، بل يتعامل معه على أنه عدو. وهو ما فهمه كل رجال البابا في كل كنائسمصر. وكان طبيعيا أن يمنع جمال أسعد من دخول الكنائس رغم أنها بيوت الله لا بيوتالبابا شنودة.


    يتبع ....
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    حالة الغضب القبطي على جمال أسعد لا يعرف جذورها الكثيرون. لايعرفون أسباب خلافه مع البابا ولا لماذا تتخذ الكنيسة منه هذا الموقف الحاد العنيد، وهو ما جعلني أفتش في أوراق جمال أسعد القديمة. فقبل عشر سنوات تقريبا أصدر أسعد كتابه "إني أعترف- كواليس الكنيسة والأحزاب والإخوان المسلمين". سجل فيها مذكراته في السياسة والصحافة. في هذا الكتاب الذي صدر عن دار الخيال ونَفِدَتْطبعاته الأولي كتب جمال أسعد فصلا مطولا عن علاقته بالبابا شنودة: من الصداقةالحميمية والقرب الشديد إلي الصدام والعداء المطلق. كان عنوان الفصل موحيا ودالا: "قصتي مع البابا من البداية إلى النهاية". فأسعد يقر بالفعل أن علاقته بالبابا انتهت، لكنه لا ينسى تسجيل هدفه من كتابة مذكراته. الحكاية تحكي لنا لماذا يحظى جمال أسعد بكل هذه الكراهية وكل هذا العنف في الاعتراض على تعيينه في مجلسالشعب. وهذه فصول ما جرى.
    التقى جمال أسعد البابا شنودة عندما ذهب إليه في الكاتدرائية الكبرى بالعباسية بصحبة القمص ميخائيل متى، الذي كان أستاذا للبابا شنودة ولغيره من الأساقفة. يقول أسعد: "ذات مرة ذهبت مجموعة من شباب القوصية مع القمص ميخائيل، فاستقبلهم الأنبا شنودة أسقف التعليم وقتها. وكان يقدم لهم الفاكهة بنفسه ويذيب السكر في الشاي بيده حين كان يتصف فيتلك المرحلة بالشخصية المتواضعة جدا التي تمارس التقشف إلى أبعد الحدود حتى أنه عندما كان يصوم كان لا يأكل الفول المدمس، حيث إنه يحب الفول. وكان يعتبر الفول الذييحبه عندما يأكله فإنه يمارس إحدى شهوات النفس رغم أن الفول يعتبر من الأكل الصائم لأنه نباتي. ويسجل جمال أسعد سمة أخرى من سمات البابا، ففي هذه الفترة لم يكنيحب أو يَقْبَل أن يقبّل أحد يده، وهي عادة يفعلها أغلب
    الأقباط
    كنوع من التكريم للكهنة من وجهة نظرهم. فكان هو لا يقبل تلك العادات، وكان يسحب يدهسريعا من يد أي شخص يريد تقبيل يده. كان الأنبا شنودة، كما يقول جمال أسعد، "في ذلك الوقت غاية في التواضع والروحانية، شديد التقشف مملوءا بالمحبة الخالصةالمستعدة للبذل من أجل الآخرين. وكان بذلك النموذج المفضل للشباب حتى أنهم كانوايلتفون حوله ويعشقونه. ويظهر هذا بشدة في لقائه الأسبوعي الذي كان يعقده كل يومجمعة داخل البطريركية بالعباسية، وكان يقبل على هذا الاجتماع أعداد غفيرة منالشباب حتى إن البعض كانوا يطلقون على محطة الأتوبيس القريبة من البطريركيةبالعباسية اسم "محطة الأنبا شنودة". ولم يكن يخطر ببال أحد أن كل هذه التصرفات من قبل الأنبا شنودة كان يخفي وراءها مقاصد أخرى.
    تعددت زيارات أسعد للبابا. منها زيارته له بعد أن تصاعدت الأمور بينالبابا شنودة والسادات، واعتكف البابا في دير الأنبا بيشوي. كان أسعد موفدا من حزبالتجمع لتحديد موعد لمقابلة وفد من الحزب. إلا أن هذه المقابلة بين وفد الحزب والبابا لم تتم بسبب تصاعد الأمور بين السادات والبابا. وعندما عزل الساداتالبابا زاره أسعد، لكنْ هذه المرة بتصريح من وزارة الداخلية. يقول أسعد عن هذه الزيارة: "كان لقاؤنا مع قداسة البابا عندما تم تقديم وجبةالغداء لنا، حيث تناولنا هذه الوجبة معا. وكان ذلك في أيام الصوم، فأكلنا طعامايتكون من فول وطعمية. لكن كان أهم ما يميز المائدة هو وجود الفاكهة ذات الأصناف الراقية التي تدعو إلى الاستفزاز".
    بدأ أسعد حوارا مع البابا منذ الساعة الثالثةعصرا، ولم ينته إلا بعد منتصف الليل. لكن أهم ما دار بين الرجلين في الحوار كانالمشاهد التي تحدَّث عنها أسعد في الدير الذي عُزِل فيه البابا. يقول: "جلست مع قداسة البابا أمام المقر البابوي الموجود بالدير، وكان يوجد أكثر من خمسة كلاب من سلالةراقية يقوم البابا علي تربيتها. وكنت أجلس بجواره بينما كان قداسته يستخدم أحد الكلاب القابعة بجواره للاتكاء عليه". ويقول: "لم يتوقف الحديث بيننا إلا في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل لتنتهي هذه الجلسة الممتدة، لنقوم بعد ذلك بالذهاب على ضوء كلوب بسبب انقطاع التيار الكهربائي لكي نشاهد نسناسا قدمه أحد الزوار مندولة إفريقية هدية للبابا. وكان هذا القرد موضوعا في قفص، ويقف بجوار القفص أحد الرهبان، الذي يحمل كرتونة تفاح أمريكاني مستورد، ويقوم البابا بمداعبة القرد ويلقي له بالتفاح. وقمت بالنظر في قاع القفص فوجدت أن هناك أكثر من عشرة كيلو جرامات منهذا التفاح ملقاة في القاع لأن الكميات التي كانت تقدم لهذا القرد أكبر بكثير منأن يلتهمها".
    ويقول: "من المواقف الطريفة خلال هذه الزيارة كان موقف جعلني أشعر بفزع شديد، فلقد كنا جالسين بعد فترة راحة، وذلك نحو الساعة السادسة مساء، وكان هذاأمام المقر البابوي داخل الدير، حيث التقيت قداسة البابا مرة أخرى، وفوجئت بمجموعةمن الكلاب الضخمة جدا تهجم علينا، فتملكني الرعب والفزع، خاصة أن أحد هذه الكلاب قام بالقفز برجليه على كتفي، وعنئذ صاح البابا في هذا الكلب قائلا: ارجع يا ولد. فتراجعت الكلاب وسارت خلف البابا وظلت مصاحبة لنا خلال هذه الجلسة التي استمرت عدةساعات، حيث ذهبنا بعد ذلك لتناول العشاء. وكان البابا يستخدم أحد هذه الكلاب كوسادة يتكئ عليها.
    في جريدة "الشعب"، التي كان يكتب فيها جمالأسعد، أجري حوارا مع الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي. اختار جمال الأنباغريغوريوس لأنه صاحب رأي وفكر متجدد ومميز. كان جمال وقتها عضوا في اللجنة التنفيذية لحزب "العمل" الاشتراكي. نُشِر الحوار كاملا، وكان حديثا حول السياسة والكنيسة بل والعقيدة المسيحية أيضا، حتى إن وكالات الأنباء تناقلته وتناوله بعض الكتاب والسياسيين بالتعليق في مقالاتهم. غضب البابا من حوار أسعد مع غريغوريوس،ونقلت الغضب عضوة بحزب "العمل" هي بهجة الراهب. قالت لجمال إن البابا غاضب بشدة،وعنَّفت جمال، الذي قال لها: "يا سيدتي، نحن لا نعمل عند البابا. وليس من حقه أن يتدخل بالمنع أو التصريح بإجراء حديث صحفي مع هذا أو ذاك. رغم ذلك إذا كان لدى قداسةالبابا تعليق على ما تم نَشْرُه عليه أن يرسل هذا التعليق، وسوف ننشره". تراجعت بهجة الراهب، وقالت لجمال إن البابا يريد مقابلتك. فقال لها: "إذا كانت المقابلةستكون من خلال طريقتك هذه في التعامل فإنني لن أقابل البابا". وبالفعل تمتالمقابلة.
    يقول أسعد: "دخلت إلى البابا في مكتبه الساعة العاشرة مساء ووجدتهممسكا بملف به مجموعة من الأوراق التي اكتشفتُ أنها أوراق الحديث الصحفي الذي سبق أنأجريته مع الأنبا غريغوريوس كلمة كلمة، ويرد على كل ما جاء بهذا الحديث، ليس منأجل تفنيد ما جاء به أو الرد عليه، ولكن كانت دهشتي وصدمتي أن هذا من أجل تسفيه كلما قاله الأنبا غريغوريوس. ولم يترك شيئا في الحديث إلا قام بنقده والحط من قدرهلدرجة أن الأنبا غريغوريوس قال في معرض حديثه معي أنه يجيد التحدث بخمس لغات، فوجدتأن البابا شنودة يقول: ماذا في هذا؟ أنا أتحدث سبع لغات حية". أجرى أسعد الحوارمع البابا، لكنه فوجئ بأنه يقول له: "كيف تجري حوارا مع الأنبا غريغوريوس، وهو شخصخائن وافق على أن يكون أحد أعضاء اللجنة التي قام بتشكيلها السادات عندما قام بعزلي ووضعي تحت التحفظ؟". وكان لا بد لأسعد أن يعلق. قال: "أحسست أن هناك صراعا غير عادي لا يليق بهذه القيادات الدينية، بل لا يليق إطلاقا أو يتفق مع أبسط مبادئالمسيحية وقوانين وأعراف الكنيسة، خاصة في ظل الوضع الروحي والخاص لهذه القياداتلدى النفوس. وفي تلك اللحظات شعرت بالاكتئاب والتعب النفسي الحقيقي. لقد سبب ليالبابا بهذا التصرف الذي لا يليق به كقيادة روحية صدمة كبيرة جدا لأنني كنت أتصورأن هذه القيادات الروحية أكبر بكثير جدا من مثل هذه التصرفات وأنها تترفع عن هذه الأفعال التي تتعارض مع الكتاب المقدس".
    توثقت علاقة جمال أسعد بالبابا، لكن أسعد كانت له آراؤه التي أغضبتالبابا منه، وكانت هذه بداية النهاية. كان يرى مثلا أن الكنيسة مسئولة مسئوليةمباشرة عن الفتنة الطائفية، وهو ما اعتبره البابا شنودة نقدا شخصيا له. يفصّل جمال ما جرى، يقول: "قمت بطرح هذا الرأي من خلال مقالات في الصحف، وكانت إضافاتي الجديدة أن ممارسة القيادة الكنسية باعتبارها زعامة كاريزمية (البابا شنودة)وسيطرتها الكاملة علي
    الأقباط
    من خلال استقطاب الكنيسة لهموهجرتهم إليها جعلها بديلا كاملا عن المجتمع. وهذا أشبع غرور البابا شنودة وجعله يشعر أنه زعيم سياسي لا يمثل الأقباطفقط دينيا، بل وسياسياأيضا. وبالتالي اكتفىالأقباطبالتقوقع داخل أسوار الكنيسةواستغنَوْا عن المجتمع، مما تسبب في إصابتهم بداء السلبية الخطير، وأصبحالأقباطسلبيين تجاه المجتمع المصري. وهذا أدى إلي زيادة الاحتقانالطائفي اشتعالا".
    يتبع ....
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    وجد جمال أسعد صعوبة في نشر مقالاته في جريدة "الأهالي". ويفسر هو ذلك بأن هناك "علاقة خاصة بين البابا شنودة وحزب "التجمع" عن طريق رفعت السعيد، أمين عام الحزب. وهذه العلاقة أرى أنها غير طبيعية وغير صادقة لأن د. رفعت السعيدوحزب "التجمع" اعتبرا أنفسهما حاميي حميالأقباطفي مصروالمدافعين الأولين عنهم. بل إنهما أحيانا كانا يُعْتَبَران المتحدث الرسمي باسمالأقباط. وهذا لا يخلو من مصلحة تداخلت فيها الانتهازية السياسية مع الدين". ويفصّل أسعد ما أجمله بكلمة "المصلحة"، يقول: "هذه العلاقة المشبوهة كانت فيشكل تبرعات وشيكات مالية تأتي لجريدة "الأهالي" ولحزب التجمع ولشخصيات بارزة أيضا من قِبَل أقباط المهجر، الذين كانوا يدعون كل أقباط العالم لقراءة جريدة "الأهالي"باعتبارها جريدة المسيحيين في مصر لا جريدة حزب من المفروض أنه اشتراكي تقدمي. ولمينزعج حزب "التجمع" من هذا الوضع، لكنه كان مستريحا تماما وراضيا لأنه كان المستفيدماديا من وراء كل ذلك".
    اعتبر جمال أسعد أن هذا كان سببا في بدء المغازلةالمتبادلة بين البابا شنودة ود. رفعت السعيد، الذي تحدث مع أسعد بشكل مباشر وصريحعندما كان في ذلك الوقت عضوا بالأمانة العامة لحزب "التجمع"، وقال له إنه لا يوافقعلى ما يكتبه وإن الحزب لا يستطيع أن ينشر مقالاته. سأله أسعد: كيف تطلبون هذا من عضو في الأمانة العامة وأحد القيادات المؤسسة للحزب؟ وإذا تم إغلاق أبواب صحيفةالحزب أمام إحدى قياداته فماذا يحدث مع من أهم أقل في المستوى التنظيمي للحزب؟ وأين كل الديمقراطية والتقدمية التي يتحدث عنها الحزب ويتشدق بها ليل نهار؟ لم يكنهذا فقط ما لاقاه جمال أسعد في حزب "التجمع"، فعندما عقد الحزب مؤتمرا في الإسكندريةتحت شعار "الوحدة الوطنية" كان مشاركا فيه خالد محيي الدين وأبو العز الحريري.وكانت المفاجأة أن الكاهن الذي حضر قال لجمال أسعد إن لديه تعليمات واضحة وصريحةمن قِبَل البابا شنودة بأنه إذا حضر جمال أسعد فإنه يجب أن ينسحب من المؤتمر. شهدأبو العز الحريري على هذا الكلام، وأقنع الكاهن أن يتحدث في المؤتمر قبل جمال أسعد ثم يعتذر ويطلب الانصراف لأي سبب. وبذلك يكون قد نفذ كلام البابا. وعندما نشر جمالأسعد هذا الكلام كذبه أبو العز الحريري لأسباب انتخابية. وكانت المفاجأة أن الحزبحَوَّل جمال إلى التحقيق، وطالبه بالاعتذار للحريري، وهو ما جعله يطوي صفحة "التجمع" إلى الأبد.
    هناك قضايا كثيرة اتفق فيها جمال
    أسعد مع البابا شنودة: منها مثلا موقف قداسته من زيارة القدس، وتحريم قيام الأقباط بزيارة الأراضي المقدسة طالما كانت تحت الاحتلال الصهيوني. ويتفق معه في موقفه من القضية الفلسطنية بشكل عام
    . لكن هناك قضايا أخرى اختلففيها جمال أسعد مع البابا، وهي جميعا قضايا متعلقة بحقوق الإنسان. يقول: "على سبيل المثال قام قداسة البابا بمنع الصلاة على جثمان القس الراحل إبراهيم عبد السيد بعد وفاته، إذ أصدر قرارا بهذا الشأن وهو في أمريكا في أول سبتمبر 1999، وهو الشيء الذيجعل أهله ومحبيه يتنقلون من كنيسة إلي أخري طوال أربع وعشرين ساعة متواصلة من أجلالصلاة على جثمانه، حتى إن الكنيسة الإنجيلية بادرت من جانبها بالترحيب بالصلاة على الجثمان، وذلك في كبرى كنائس الطائفة الإنجيلية (كنيسة قصر الدوبارة بالقاهرة)، وهوالأمر الذي جعل الراهب أغاثون المقاري يقوم بالصلاة على جثمان القس الراحل في كنيسة صغيرة توجد بمقابر أرض الجولف في مصر الجديدة. وكان هذا حفظا لكرامة القس، وخوفاعلى تاريخ الكنيسة من أن يتحول إلى عصر تكفير وتهديد لكل من يبدي مجرد الرأي حول طريقة إدارة الكنيسة".
    بحث جمال أسعد عما يؤكد وجهة نظره فوجده في تصريحاتالأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، الذي صرح لمجلة "المصور" وقتها بأن الكنيسة تصرعلى عدم الصلاة على جثمان القس إبراهيم عبد السيد، بل ستقوم بمحاكمة الذين قاموا بالصلاة، وستنظر في أمر العلمانيين المتعاطفين مع القس الراحل. أما البابا شنودة فقد كتب في مجلة "الكرازة" أن القس ابراهيم عبد السيد قام بالكتابة معارضا إياه فيالجرائد، وقام بتأليف كتاب "الإرهاب الكنسي". وبالطبع عندما يضرب البابا مثلا بهذاالكتاب فإنه يؤكد أن القس كان يختلف مع البابا في المواقف الشخصية. لكن قداسةالبابا، كما يقول أسعد، اعتبر أن هذا خطأ من جانب القس الراحل ليس ضده هو، ولكن ضد الله، ومن ثم فإن هذه الخطيئة ضد الله تحتاج إلى كفارة علنية وقوية، وأن القس لميفعل ذلك، وظل القس خاطئا، ومات خاطئا، ولم يقدم توبة توجب الصلاة على جثمانه. هنا يقول أسعد ما يوجع البابا بالفعل: "وأقول من جانبي إنه مع احترامنا وتقديرنا لشخصالبابا لكن لم يحالفه الصواب في هذه القضية لأنه بهذا القرار عمل على استفزاز الرأي العام المصري والقبطي، بل الأساقفة والكهنة والخدام. الذين يؤيدون البابا فيكل قراراته كانوا في هذا القرار ظهورهم إلي الحائط، ولا يملكون الدفاع عنه لأنهبمنطق الأبوة المسيحية وبالعقيدة المسيحية، التي تحض على الحب والتسامح، كان يجب أنيسامح البابا هذا القس لأنه لم يخطئ إلى الله تعالى، بل اختلف في الرأي مع قداسة البابا، الذي كان باستطاعته أن يظهر أبوته المسيحية الحقيقية التي طالما نادى بهاويقوم بإرسال مندوب عنه للصلاة على جثمان القس الراحل. وبذلك تكون القيادة الكنسية قد ضربت المثل الحقيقي للأب المسيحي المحب والمتسامح على مثال المسيح".
    وعَوْدًا إلى موضوعنا نقول: هل ترى يجرؤ القعيد أن يتحدث عما فعله الراهب برسوم المحروقى مثلا فى قلب الكنيسة من معاشرته الجنسية لكثير من النساء؟ ترى هل يجرؤ الكاتب أن يتناول الطقس الخاص بغسل سيقان الجنس اللطيف، الذى يحرص عليه رجال الدين واشتكى منه بعض السيدات؟ لعل من المستحسن الاستشهاد فى سياقنا الحالى بالتقرير التالى، وهو عن دور الجنس فى حياة الرهبان الأقباط. كتب عنتر عبداللطيف فى "صوت الأمة" بتاريخ 31/ 7/ 2010م: "سؤال ظل لقرون من المسكوت عنه: كيف لراهب أن يقضي عقودا من عمره بلا رغبة جنسيه؟ حاولنا معرفة الإجابة من أصوات مختلفةكان أكثرها حدةً إجابةَ القمص هابيل توفيق راعي كنيسة بولس الرسول. قال في تصريحاتخاصة لــ"صوت الأمة" إن الرهبان يمارسون العادة السرية لإفراج الكبت الجنسي، الذييعانون منه وإفراغ هذه الطاقة الملحّة حسب وصفه، مؤكدا أن البابا شنودة أخطأ عندما حبس وفاء قسطنطين في دير وادي النطرون نظرا لأن الرهبان بشر، ووفاء قسطنطين سيدة
    جميلة تثير غرائزهم. وطالب هابيل بمنع زيارات الأقباطللأديرةلأن الراهب من وجهة نظره شخص مات عن العالم. وقال هابيل إن الكثير من النساء تنامعلي الأرض في الأديرة، وتنكشف عوراتهن مما يثير بشدةٍ غرائزَ الرهبان، الذين يذهبون إليقلاياتهم ويوسوس الشيطان لهم أن يفعلوا الفاحشة. إلا أن أكثرهم يكتفي بالعادة السرية.
    من جانبه قال الدكتور حنين عبدالمسيح إن الرهبنة خرجت من الكنيسةالأرثوذكسية المصرية لتنتشر في بقية دول العالم. وهي بدعة لم يسلم من مبادئها الهدامة سوى الكنيسة الإنجيلية. ويرجع حنين عبدالمسيح ظهور الرهبنة إلى أنطونيوس المولود عام 251 ميلادية. ويحكي عبدالمسيح أن سبب رهبنة أنطونيوس أنه شاهد امرأة تغتسل في النهر وعاتبها لأنها تتكشف أمامه، فنهرته المرأة قائلة: إذا أردتَ العبادةفاذهب إلى الصحراء. وهو ما حدث، حيث ذهب أنطونيوس إلي الصحراء وظل بها 25 عاما متصلة،وهرب من الزواج مع أن الانجيل يقول: "ليكن الزواج مكرما عند كل أحد، والمضجع غير نجس". ويؤكد الدكتور حنين أن للرهبان سقطاتٍ جنسيةً قديما وحديثا. ففي سيرة الأنبا مكاريوسالكبير أن فتاة ذهبت إليه لتُشْفَى من شيطانٍ تلبَّسها، وتصادف أن حضر معها في نفس التوقيتراهب شاب. وعندما حل الليل رأى مكاريوس هذا الراهب يفعل الخطيئة مع الفتاة الشابة. ولم يوبخه مكاريوس على هذه الفعلة الشنعاء. وكان يقول: إذا كان أحد من الرهبان يسكنمع صبي فلا يقدر أن يحفظ أفكاره لأن للصِّبْيَة صفتين: منظر جميل مثل النساء يحرك الشهوة،وحدة الطبع. وعن العصر الحديث يؤكد الدكتور حنين عبدالمسيح أن فضيحة راهب دير المحرق بأسيوط هي أبلغ دليل علي فساد نظام الرهبنة. في حين قال المفكر القبطي كمال غبريال إن الرهبان اختاروا أن يعيشوا على الكفاف دون حياة جنسية، فهذا حقهم. إلا أنهذا يخالف قوانين الطبيعة وسنة الله. والمفترض أن الرهبان يحاولون عن طريققيادتهم للكنيسة فرض نظرتهم للحياة، وتركوا الصحراء وجاءوا إلى العالم كي يحكموه، مما أدى إلى تدخلهم في شئون الأسرة رغم أنهم لايعرفون أهمية الأسرة للإنسان، ويحاولون فرض نظام الطاعة العمياء بأن يستعبد البابا المطارنة، والمطارنة يستعبدون الكهنة، الذين يستعبدون الشعب القبطي. وبالتالي فنظام الرهبنة يحمل خطورة على الشعب القبطي بل على الوطن كله. ومن الطبيعي أن نرى في هذا العالم تجاوزات جنسية لأنهم بشر معرضون للخطأ.



    يتبع .....
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    فيما قال المفكر جمال أسعد إن الرهبنة حالة ذاتية واختيار شخصي لا علاقةله بالمسيحية من قريب أو بعيد، وإلا لكان يفرض على كل المسيحيين إذا كانت الرهبة جزءا من المسيحية. ويتفق أسعد مع الدكتور حنين في أن أنطونيوس جاء بآية منالانجيل تقول: "بِعْ كل أموالك واتبعني"، وهو ما حدث حيث باع هذا الشخص كل ما يملك وذهبإلي الصحراء. وهذه حالة فردية، لكن لظروف كثيرة ولاضطهاد الرومان عزز هذه الفكرة هروبالأقباطإلى الجبال. واقتنعالاقباطبهذه الفكرة وتطورت لتتحول الرهبنة إلى واقع وإلى إنشاء أديرة لها قوانينها ولوائحها الخاصة. فهم مثل جماعة ارتضت أن يكون لهم حياة خاصةذات قوانين معينة. ثم تطور الأمر إلى فكرة موت الرهبان عن العالم بعد أن يصلَّى عليه صلاة الموت، وتم وضع قانون الانعزالية والعفة والطاعة. ويضيف أسعد: لكن فوجئنا في عهد أثناسيوس الرسول برِسَامة أول أسقف راهب بعد أن كان الأساقفة يتزوجون. ومنذ ذلك الحينتحولت الكنيسة إلى مستعمرة رهبانية، وأصبح المجمع المقدس كله من الرهبان. ولا نعلم أيمرجعية يتبعون. والأخطر أن كثيرا من الشبان نشروا فكرة الرهبنة ونادَوْا بعدم الزواجمع أن الله خلقهم كي يتكاثروا. ولذلك لا يستبعد وجود أخطاء جنسية في هذا العالم. فيما يختلف الدكتور هاني كمال فرنسيس مع القمص هابيل في كل ما قاله مؤكدا أن الرهبنة لهااحترامها، ولا يوجد بين الرهبان من يخطئ ويرتكب المعاصي، حيث إن الراهب مات عن العالم. ولكنه يؤكد أن القساوسة أشخاص عاديون لايجب أن تحمل لهم أي قداسة لأنالاقباطلا يقدسون إلا المسيح الحي. والدليل ما حدث عندما هربت زوجةكاهن دير مواس، وهي الحادثة الثانية بعد هروب وفاء قسطنطين من زوجها الكاهن أيضا".
    هذه هى الصورة الحقيقية للرهبان فيما يتعلق بشهوة الجنس. ومع هذا لا يمكن القعيد أن يفتح فمه بكلمة يتيمة فى ذلك الموضوع مثلما لا يمكنه فتح فمه بكلمة عن أى من الموضوعات الأخرى التى سبقت إشارتى لها. أما التساخف بتأليف رواية ضالة موضعها الحقيقى هو صندوق القمامة لما فيها من افتراءات مجرمة على المسلمين وتشويه لصورتهم وكذب عليهم وتهيئة للفرص المجانية لأعداء الإسلام والوطن كى يقولوا تسويغا لضربهم: انظروا ماذا يقول أحد المنتسبين إلى الإسلام عن المسلمين وإرهابهم وظلمهم لشركائهم فى الوطن، أما مثل ذلك التساخف فهو من اليسر بمكان! بل إن الرواية التى بين أيدينا هى من ذلك الصنف المفصَّل حسب الطلب، وإن كان الطرزى الذى خاطها طرزيا غشيما لا يحسن الخياطة ولا التطريز، فخرجت من تحت يده ملزَّقة باردة تافهة شائهة سخيفة متنطعة حسبما سنرى فى هذه الدراسة الفاضحة. أما إن وجد القارئ أن نقاد الصحف الذين العشرة منهم بقرش تعريفة يُشِيدون بها فليعلم أنه كلام. وهل يستطيع أحد أن يمنع أحدا من الكلام؟ وكمثل القعيد لا يتجرأ ناقدنا الانتهاكى إلا على تدين المسلمين، الذى يقول عنه إن "بؤرة الأحداث التي تتكثف عبر يوم واحد فحسب هو زمن الرواية تجسد أزمة التدين المفتعل في المجتمع المصري الراهن وما تفرز من توترات غريبة على طبيعته المستقرة في جمعها بين الأضداد باتساق محسوب يضمن للحياة إيقاعها الباطني المفعم بالشهوة والتنسك معا". فتدين المسلمين هو تدين مفتعل، أما التدين النصرانى فهو التدين الحق الذى يضمن لصاحبه الفلاح فى الدنيا والسعادة فى الآخرة، تلك الآخرة التى لا يؤمن بها النقاد المنتهكون، ولكنْ من أجل عيون غير المسلمين كل شىء يهون.
    والآن تعالَوْا نَرَ ماذا تقول الرواية السخيفة التافهة عن المسلمين. إن الكاتب لا يترك فرصة واحدة على طول روايته التافهة السخيفة دون أن ينال من المسلمين منالا قبيحا: ففى الصفحة السادسة مثلا، وهى الصفحة الثانية فى النص، نسمع ماجد الشاب النصرانى يقول: "اليوم العاشر من الشهر الميلادى. هذا ما أعرفه. أما الشهر الذى يقولون عنه: الهجرى، وتصفه أمى بـ"التوقيت الإسلامى"، وأسمعهم يرددونه كثيرا فى المواسم والأعياد، فلا أعرف عنه أى شىء". وكانت المناسبة هى ذهابه إلى بطلة الرواية مهرة ليتسلم منها المبلغ الشهرى الذى كان أبوه يرسله له هو وأمه عن طريق تلك المرأة. والسؤال هنا: ما الداعى لكل هذه الضجة حول التوقيت؟ إن المصريين جميعا: مسلمين ونصارى يستخدمون التوقيت الميلادى، وبخاصة فيما يخص المرتبات، فلماذا يفتح المؤلف ذلك الموضوع على لسان الولد النصرانى؟ أترى للتوقيت الهجرى علاقة بما هو فيه؟ أبدا والله العظيم. أليس يُحْمَد للمسلمين أنهم لا يجدون حرجا فى التوقيت بالسنة الميلادية؟ بلى والله العظيم. فماذا يريد المؤلف إذن من وراء هذه الضجة؟ أيريد أن نتخلص من التوقيت الإسلامى فلا نستعمله حتى فى الصيام والحج والعيدين ومولد النبى والحيض والعدة وما إلى هذا؟ أغلب الظن أنه كذلك. أما أنا فأقول: ينبغى أن يعيد المصريون، بل المسلمون جميعا، التوقيت الهجرى لأنه هو توقيتهم، مثلما فعلت المملكة العربية السعودية.
    وفى الصفحتين الثامنة والتاسعة يزعم المؤلف على لسان ماجد أيضا أن جميع الأوتوبيسات كانت تحمل شعار "الإسلام هو الحل"، قائلا إن اللافتة، التى يكذب فيدعى أنها كانت معلقة بجوار رقم الحافلة وخط سيرها، كانت تجرح العين، ثم متسائلا: من صاحب هذا الإعلان؟ هل هى جهة؟ هل هى مصلحة؟ هل هو إنسان؟ ثم يمضى فى التساؤل: أى إسلام؟ وأى حل؟ بالله عليك، أيها القارئ، أهناك نصرانى يمكن أن يشغل نفسه بنوع الإسلام الذى يراد تطبيقه أو بالحل المرتجى من وراء هذا التطبيق، وكأنه يوافق من حيث المبدأ على ذلك الشعار وهذا التطبيق، وكل ما يشغله هو نوع الإسلام وأسلوب تطبيقه؟ إن مثل ذلك الولد المربَّى على البغض والكراهية لكل ما هو إسلامى لا يمكن أن يفكر إلا فى شىء واحد هو رفض هذا التطبيق جملة وتفصيلا. إذن ماذا؟ إذن فالمؤلف هو الذى يتكلم هنا ولا يترك شخصياته تتحدث بما فى قلبها. أما أن كل الأوتوبيسات كانت تحمل لافتة "الإسلام هو الحل" فكذبة بلقاء سمجة كصاحبها السخيف العقل المريض القلب المدخول الضمير الذى يحتاج إلى أن يُصْفَع على قفاه حتى تَرِمَ قفاه ويقول: أجيرونى يا خلق هُوووه! فلا يجيره أحد. ذلك أن مثل تلك اللافتة إنما تخص الإخوان المسلمين أيام الانتخابات. ولم تكن ثمة انتخابات فى اليومين اللذين دارت فيهما أحداث الرواية السخيفة المهلهلة، بل لم يرد أى ذكر لأية انتخابات فى أية صفحة من صفحات الرواية المملة المتخلفة الثقيلة الظل. فكيف تكون هناك لافتات تحمل ذلك الشعار الإخوانى الانتخابى؟ ثم هل كان مسموحا للإخوان أصلا أن يعلقوا لافتاتهم على الحافلات الحكومية؟ أوكان حسنى مبارك وزبانيته يسكتون على هذا؟ بل إن اللافتات المزعومة كانت مكتوبة بحروف بارزة تكاد أن تصل إلى "رموش" الولد النصرانى بنص كلامه. الله أكبر! ترى أين ومتى وكيف كانت أمثال تلك اللافتات تكتب بحروف بارزة؟
    ليس ذلك فقط، بل هناك اللحى والجلابيب البيضاء أينما توجه الولد النصرانى. ومرة أخرى: الله أكبر! لكأننا والله فى السعودية. إن هذا كذب مقيت، فبرغم أن من المصريين من يطلقون لحاهم أو يلبسون الجلابيب البيضاء فإنهم لا يشكلون سوى أقلية هامشية. أما الأغلبية الساحقة فترتدى الملابس الأوربية حتى فى الأرياف بما فى ذلك كثير من الفلاحين أنفسهم. ولست أقصد إلى التنصل من هذه المظاهر، فقد تكون الجلاليب فى بعض الأحيان أفضل ألف مرة من البدلة أو القميص والسراويلات، بل أقرّر فقط ما هو حاصل فعلا. أما ما يقوله ماجد بتحريض من المؤلف الضحل الموهبة فكذب مريض يحتاج صاحبه أن يؤخذ إلى مصحة نفسية كى يعالج من الهلاوس البصرية التى تنغص عليه حياته! إن المؤلف لا يبالى فى تسخيم صفحات روايته بمراعاة مبدإ الواقعية أو المهلبية. إنما هى سخائم سوداء ينفثها على الورق فتفضحه فضيحة مجلجلة، إذ تُرِى القراء أىّ نوع من المؤلفين هو، وأية درجة متخلفة من الموهبة (أو قل: اللامَوْهبة) درجته.
    ويمضى مؤلف الرواية، الذى يظن أنه يستطيع التخفى وراء شخصياته الكارهة للإسلام، فيُنْطِقها بكلامه هو وأفكاره هو متصورا أننا لا يمكن أن نراه، ولكن هيهات، فالصنعة الفنية متخلفة، والمؤلف الذى يحرك الشخصيات ليس بارعا خفيف اليد، بل غشيمًا فِجًّا كل ما يفعله مفضوح. ومن ثم فحين يسخر الولد النصرانى الحقود ويتهكم بملابس النساء المسلمات نعرف فى التو أنه يعكس حقد الكاتب قبل كل شىء، دون أن يصدر عنهن ما يسوغ هذا الحقد ولا ذلك التهكم، إذ لم يتعرضن له بشىء من كلام أو فعل يمكن القول بأنه السبب فى استثارة تلك المشاعر المضطغنة عليهن وعلى الدين الذى ينتمين إليه. والغريب أن يزعم الولد الكذاب الوقح أن "بعض النساء يرتدين حجابا لإبراز المفاتن التى تغطيها الملابس العادية. أنواع القماش ودرجة اللمعان تصبح أكثر من مثيرة لو ارتدتها امرأة شحيمة لحيمة، والنقاب يحول المرأة إلى خيمة من السواد. ذيل الخيمة يجرجر على الأرض وراء المنقَّبة فيثير الغبار فى الصيف، ويحرك أوراق الشجر الجافة والذابلة على الأرض فى الأمطار. لا أحب أن أربط بين الربيع والخيام السوداء. إنها ضد فكرة الربيع أصلا. الطبيعة تغير جلدها كل ثلاثة أشهر، وهؤلاء الناس وقفوا ضد فكرة التغيير. نساء يرفضن الذهب، وعندما يتزيَّنّ تكون الزينة حليا من الفضة البيضاء. أما الفضة المطفأة فعلى أشكال تمائم إسلامية: "الفاتحة" أو "التشهد" أو صور قاتل السادات، وابسامته العريضة تتسع لمساحة أوسع من الصدر المغطى الذى تتدلى فوقه الحلية. لا أعرفه ولا أحبه. تعرفت إليه من صوره المعلقة على صدور البنات، خاصة زميلاتى فى الجامعة" (ص9- 10).

    يتبع ......
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    والآن يا عِرّة الكذابين، وإن كنت متيقنا أنك لم تتفوه بكلمة مما هو منسوب إليك، بل وُضِع الكلام على لسانك وضعا: هل كانت هناك فى يوم من الأيام فتاة أو امرأة مسلمة تضع حلية عليها صورة قاتل السادات فوق صدرها أو فوق ظهرها يا كذابا من سلالة كذابين؟ وهل كانت الحكومة لتسكت على هذا أيها الكذاب، وقد كانت مصر أوانئذ تعيش فى رعبٍ مُشِلٍّ بحيث لا يجرؤ أى صائغ على صنع مثل تلك الحلية أو تجرؤ أية امرأة على إعلان موافقتها على مقتل السادات، فضلا عن الاحتفاء علنا على هذا النحو الفِجّ بقاتله؟ ثم هل حَدَثَ، يا وقح، أن رسم صانعو الحلى المسلمون فى مصر على مصوغاتهم صورة لأى شخص؟ ومنذ متى تحرّم النساء المسلمات على أنفسهن الذهب أيتها الدمية التى تردد دون فهمٍ ما يُلْقَى إليها من سخفٍ تافهٍ تفاهةَ عقل مُلْقِيه وسخافتَه؟ أَوَبَلَغَ بالقعيد التنطع أن يقيم من ولد نصرانى فقيها يفتى للمسلمات فى أمور الذهب والفضة فيحرّم عليهن ويبيح لهن حسب هواه؟ لم يبق إلا هذا، فهذا ما كان ينقصنا! أأنا فى علم أم فى حلم يا ربى؟ الواقع أن هذا الكلام لا يقوله إلا حشاش مسطول! ترى هل وصل الهوان بالمسلمين أن يلفق أحدهم رواية غبية ينال فيها منهم ومن نسائهم بتلك الطريقة التى لا ترعى فيهم ذمةً ولا إِلاًّ دون أن يخشاهم أو يعمل لهم حسابا؟
    لكنى أعود فأقول كما أقول دائما: إن المسلمين هم الذين جلبوا هذا على رؤوسهم ببلادتهم وصمتهم ورضاهم بالهوان حتى وصل الأمر أن كتب قعيد هذه الرواية يبهدلهم فيها كل هذه البهدلة وهو مطمئن أنهم سيسكتون فلا يصنعون شيئا! والله لقد عشنا وشفنا! أوملابس نسائكم، أيها المسلمون، خيام متحركة، وذيولها تثير الغبار وأوراق الأشجار؟ أو يقال لكم إنكم متخلفون جامدون لا تتغيرون ولا تتغير ملابس نسائكم تبعا لتغير الفصول ثم تصمتون؟ طيب يا سيد ماجد، فلماذا لم تقل لنا ما الذى تلبسه أمك فى كل فصل من فصول العام؟ أتراها مثلا فى فصل الصيف تلجأ إلى الإستربتيز هربا من حر القاهرة الحارق؟ لقد فاتك هذا، فنرجو ألا يفوتك إذن فى الرواية التالية التى سوف يؤلفها لك القعيد لتستكمل فيها قلة أدبك وتنفض بقية سخائمك التى ما زالت تحيك فى صدرك!
    وحين تدخل مهرة المطبخ لتصنع شيئا تقدمه لماجد أثناء زيارته لها يحاول المؤلف "أبو دم يلطش" أن يتظرف، ويا ويل من تفرض الأقدار عليه أن يتعامل مع شخص دمه يلطش لكنه مع ذلك يحاول أن يبدو ظريفا، فيصورها وقد وقعت فى حيص بيص وأخذت تستعرض ما كان يمكنها أن تقدمه له لو كان متاحا عندها، من كركديه لم تشأ تقديمه له لأنها لا تتحبه لتخفيضه ضغط الدم، وكأنها هى التى ستطفحه، أو بيرة تقول إنه لم يتبق منها لديها منذ الأيام الخوالى، أيام كانت تمشى على حل شعرها، إلا الزجاجات الفارغة، ولا أدرى لماذا تحتفظ ممثلة تائبة قطعت كل علاقاتها بالماضى بفوارغ البيرة، أو ويسكى، مع أنه لم يسبق لها فى الرواية أن أتت على ذكر الويسكى بما يدل على أنها لم تكن تشربه أو على الأقل: ليس لديها منه شىء، بالإضافة إلى أنها لا يمكن أن تفكر فى تقديمه لضيفها أبدا ما دامت قد تابت وأنابت، إلا أن أبا دم يلطش لم يجد عذرا تتعلل به أمام نفسها لعدم تقديمها الويسكى للولد النصرانى إلا أنه ينقض الوضوء. ألا ترى معى، يا صديقى القارئ العزيز، أن هذا كلام يفقع المرارة ويفقع شيئا آخر غير المرارة؟ بالله ماذا يمكن أن يقول الإنسان منا للقعيد أو يفعله لو رآه بعد هذه الرواية؟ ثم إن مهرة قد صنعت فى نهاية المطاف للولد النصرانى شايا (ص82- 83). يا حلوللى! شاى؟ وهل كان هذا يحتاج إلى كل تلك المناجاة الباردة برود البطلة ومختلقها؟
    يا قعيد، إن كل الناس فى مصر يقدمون لضيوفهم الشاى دون أن يدخلوا فى تلك المتاهة التى تفوقت فى صعوبتها وتعقيدها على صنع القنبلة الهيدروجينة، ودون أى شىء من ذلك السخف والتنطع الذى فلقتنا به أنت وبطلة روايتك المتخلفة، اللهم إلا بيتى، إذ نحن لا نشترى شايا ولا قهوة، بل نقدم لمن يزورنا مشروبا باردا، ولا تجلس زوجتى فى المطبخ تضرب الودع حتى تستقر على نوع المشروب الذى ستقدمه للضيف، ممسكة بوردة تقطف أوراقها ورقة ورقة وهى تقول: كركديه؟ لا. بيرة؟ لا لا. ويسكى؟ لا لا لا. شاى؟ أعوذ برب الأرض والسماوات! بل تحسم أمرها مرة واحدة وتقدم للضيف "واحد كانز وصَلّحه"، وأنا أقول لها: ولم لا تقدمين زجاجة بيبسى بدل الكانز؟ إلا أنها تصر دائما على ما تفعل، وأنا أصر دائما على ما أقول. ولكن، كما تعرفون، ليس القول كالفعل.
    وفى ص111 تدعى الكذابة بنت الكذابين، مرام أم ماجد، أن واحدا من أعضاء الجماعات الإسلامية صعد إليها يوم الجمعة عند الصلاة وسألها لماذا لا يصلى المحروس ابنها الجمعة حاضرا؟ وأنها لم تدر بماذا تجيبه، فانصرف وهو يتمتم تمتمة لم تفهم منها حرفا واحدا، بل رأت فقط لحيته الكثيفة تتحرك فى غضب، وأنها قالت لنفسها إن حيرة النصارى مع المسلمين لا حدود لها: إنْ علقوا الصليب فى مكان ظاهر غضبوا، وإن أَخْفَوْه كما تصنع هى صعدوا إليها وطلبوا من ابنها أن يصلى الجمعة حاضرا بطريقة فيها تهديد ووعيد، وأنها لم يبق أمامها بعدما باعت الصليب الذهب إلا أن تأتى بصليب خشبى وتعلقه على باب الغرفة التى ينزلون فيها من اللوكاندة حتى يفهم هؤلاء القوم الباردون أنهم نصارى!
    هذا ما قالته الكذابة بنت الكذابين حسبما طلب منها المؤلف أن تفعل. ولكن فات المؤلف الفاشل أن صلاة الجمعة ليس فيها حاضر وقضاء، بل صلاة جمعة فقط. خيبة الله على كل جاهل سخيف! وهذا يذكرنى بما قاله علاء الأسوانى فى روايته الشذوذية: "عمارة يعقوبيان" حين صور المسجد يوم الجمعة والخطيب يخطب خطبة مثيرة للمشاعر فيتحمس المصلون ويضجون بالهتافات، وتلعلع المصليات بالزغاريد، ولم يبق إلا أن يقول إن إحداهن قد غلبتها الحماسة فتحزمت ورقصت عشرة بلدى! وفات القعيد أيضا، لغشمه وضحالة موهبته، أنه هو ذاته قد قال بلسان الأم ضمن تعقيبها على الموضوع إن ماجد لم يكن فى اللوكاندة آنذاك. وإذن فكيف عرف عضو الجماعة الإسلامية أن المحروس لا يصلى الجمعة؟ ألا يمكن، من الناحية النظرية، أن يكون قد ذهب لصلاتها فعلا؟ أرأيت أيها القارئ مدى الصفاقة فى التحرش بالإسلام والمسلمين؟
    ولكن أين يا ترى يمكن أن نعثر على تلك الجماعة الإسلامية التى تمر على البيوت، واللوكاندات فوق البيعة، وتطلب من أصحابها وقاطنيها النزول لتأدية صلاة الجمعة، وحاضرا؟ إن السعودية ذاتها، وفيها هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، التى تتلخص مهمتها تقريبا فى التثبت عند كل أذان من أن الناس تذهب إلى المسجد وتؤدى الصلاة، لا تفعل هذا، بل تكتفى بالمرور بسياراتها فى الشوارع والنداء على المسلمين أن يصلوا، ولا تصعد أبدا إلى البيوت ولا تدخل الفنادق بتاتا، بل لا تتعرض لأى إنسان راكب سيارته فى الشارع أثناء الصلاة. ثم ما السر يا ترى فى أن أعضاء الجماعة الإسلامية لم يصعدوا إلى الفندق ليطلبوا من "المحروس" النزول لصلاة الجمعة إلا الأسبوع الفائت فقط، وهو وأمه ينزلان فى اللوكاندة منذ سنين؟ حل لنا هذه الفزورة يا عم الشيخ قعيد، الله لا يسوؤك! على أى حال نحن مدينون لقعيد بالشكر لأنه اكتفى بذلك ولم يقل إن أعضاء الجماعة الإسلامية قد أحرقوا الغرفة التى تنزل فيها المرأة وابنها. الواقع أن هذا كرم حاتمى لا ينبغى أن يمر دون شكر وثناء!
    وعجيب أن يقول المؤلف ذلك، وكثير جدا من الناس فى مصر لا يصلى الجمعة، بل يَبْقَوْن جالسين على المقاهى أو سائرين على غير هدى فى الشوارع أو راكبين سياراتهم ساعة الصلاة دون أن يتعرض لهم أحد بشىء، فما بالنا بمن فى المنازل والفنادق؟ بل إن كثيرا من الباعة الذين يفرشون بضاعاتهم يوم الجمعة حول المساجد لا يصلون. بل إن بعضهم نصارى، ولا يفكر أحد أبدا أن يتدخل فى شؤونهم. يا للكذابين السفهاء! أليس هناك بعض من الخجل؟ ولنفترض أن ذلك قد حدث رغم كل ما قلته، فلم يا ترى اكتفت الجماعة الإسلامية بدعوة ابن مرام النصرانى للصلاة وتركت صاحب اللوكاندة وعمالها المسلمين فلم تطلب منهم ترك اللوكاندة والذهاب للصلاة حتى يعودوا من الجامع بعدها فلا يجدوا لا اللوكاندة ولا الزبائن، كى ينبسط الشيخ قعيد؟

    يتبع ........
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    والله إننى لأضحك، وأنا أكتب الآن، من ذلك السخف الساخف! نعم أضحك من هذه البليّة التى رُمِينا بها على آخر الزمن، وشَرُّ البلية ما يُضْحِك. لقد كانت جدتى، يرحمها الله، تقول فى مثل هذا السياق: هَمّ يُضْحِك، وهَمّ يُبْكِى! وهذا هو الهم الذى يضحك! والبركة فى سيدنا المنتهك! فهكذا يكون الانتهاك، وإلا فلا! ثم ما حكاية اللحية الكثيفة هذه؟ أليس للقساوسة لحى كثيفة وشعثاء أيضا، ولا يفكر الواحد منهم فى تشذيبها طوال حياته؟ فلماذا لا تعاب إلا لحى المسلمين؟ لكن العيب ليس عيب المرأة النصرانية. إنها عبدة المأمور، فالعيب إذن فى المأمور! وأخيرا متى اضطر المسلمون النصارى إلى خلع الصليب من حول أعناقهم؟ ألا إن هذه لفرية كبرى، فها هى ذى الصلبان مدقوقة على أرساغهم، ومعلقة فى رقابهم، ومرفوعة فوق كنائسهم، ومحمولة فى أيديهم ينطلقون بها هائجين يقطعون بها الطريق ويروّعون المارة ويقتلون من ينصحهم بالتعقل ويحطمون بها السيارات وواجهات الإذاعة والتلفاز، وينهالون بها على الرؤوس، ثم يتنادَوْن رغم ذلك بأن المسلمين يضطهدونهم ويضيّقون عليهم ولا يعطونهم الفرصة كاملة لزرع الكنائس التى لا لزوم لها فى كل مكان وتطفيشهم من بلادهم والقضاء على إسلامهم. حَقًّا إن المسلمين ليستأهلون الحرق بزيتٍ وَسِخ! اليس خنوعهم وسكوتهم هو السبب فى أن الأمور بلغت هذا المدى؟ فليشربوا إذن من كيعانهم!
    وتزعم الرواية أن زوج مرام، وهو مهندس يشتغل فى شركة يملكها نصارى، قد تلقى من مرؤوسيه المسلمين تهديدات بالقتل أدت به فى نهاية المطاف إلى الهجرة وترك الديار (ص119 وما بعدها). لكن متى بالله قتل المسلمون فى مصر نصرانيا على هذا النحو؟ الحق أن الذى يحدث هو العكس من ذلك تماما، فالنصارى هم الذين يقتلون من تُسْلِم من نسائهم تطبيقا لفتوى توجب قتل المرتد عن النصرانية إذا لم يقدروا على خطفها وإيداعها الدير، ثم لا يكتفون بقتلها بل يقتلون زوجها المسلم وأولادها، على حين لم يحدث أن قتل المسلمون أى متنصر منهم رغم أن المتنصرين لا يكتفون بالتنصر والعيش فى دينهم الجديد فى هدوء بل ينطلقون فيشتمون الإسلام ويشتمون أتباعه ورسوله وكتابه، لا فى الدائرة الضيقة التى يعيشون فيها بل فى أجهزة الإعلام فى سمع الدنيا كلها وبصرها. وكل هذا مسجل بالصوت والصورة. وما محمد حجازى وزوجته ومحمد رحومة ونجلاء الإمام وريهام عبد العزيز مثلا بالحالات التى يجهلها أحد. وذلك على العكس التام مما يسلكه من يعتنق الإسلام من النصارى، إذ يحاول العيش فى هدوء، وبخاصة فى ظل ما كان سائدا من قهر للمسلمين وبطش بهم فى عهد المخلوع، الذى كان يناصر الكنيسة وكبيرها على حساب الدين الذى ينتسب رسميا إليه، إذ كان يسلم من تتنصر إلى الكنيسة فتحبسها فى الدير وتسومها سوء العذاب ولا يعرف الجن الأحمر ذاته شيئا عن مصيرها. وعبثا يحاول المسلمون وبعض النصارى الشرفاء الاستعانة بالقانون على معرفة أى خبر عن النساء اللاتى من هذا النوع، ولكن لا حياة لمن يستغيثون بهم من حكام ومسؤولين وقانونيين. وسلم لى على الدولة المدنية التى يصدعون أدمغتنا بالرغبة فى إقامتها، إذ الدولة المدنية التى يريدونها لا تعنى سوى محو الإسلام وسَبّ رسوله وإلهه وكتابه وترك الحبل على الغارب لبناء الكنائس فى كل شبر من أرض مصر وفى الأماكن البارزة منها وتمكين المنصرين من فتنة المسلمات والمسلمين عن دينهم وإلغاء النصوص القرآنية والحديثية التى لا توافق الهوى السامى وحذف المادة الثانية من الدستور بمعاونة العلمانيين والملاحدة ممن لا يكرهون من الأديان إلا دين محمد لا غير، مع الدفاع فى ذات الوقت عن حق كبير النصارى بفرض فهمه هو للنصوص الإنجيلية على جميع الأرثوذكس، وهو ما يعنى إلغاء الإسلام لحساب الكنيسة!
    ولكن لماذا تلقَّى عبود بقطر تهديدات القتل المزعومة؟ أتريد الجواب أيها القارئ؟ إذن فاسمع واعجب: تقول الرواية الكاذبة الخاطئة إن المسلمين الذين يعملون تحت إمرته فى الشركة النصرانية لم يطيقوا أن يترأسهم بعدما رقاه أصحاب الشركة إلى رتبة المدير، إذ قال المسلمون الأغبياء المتعصبون طبقا لما صوّرتهم به الرواية إنهم لا يقبلون أن يكون لنصرانى ولاية على مسلم، وكأننا لسنا بصدد مدير فى شركة صغيرة، بل بإزاء رئاسة الأمة الإسلامية كلها من المحيط إلى المحيط. كل هذا، والشركة كما قلنا، شركة نصرانية. وهو ما يعنى أن صاحب الشركة حر فى شركته يُؤَمِّر فيها من يشاء على من يشاء، فهى قطاع خاص، وأصحاب القطاع الخاص يعملون فيه ما يحلو لهم. فهل يمكن أن يصدق عاقل هذا الهراء الذى تقوله الرواية المدلسة؟
    لقد تربيتُ أنا مثلا أثناء المرحلة الثانوية فى مدرسة من مدارس طنطا، وكان يدرّس لنا مواد الرياضيات والجيولوجيا والتاريخ والجغرافيا أساتذة نصارى، وكنت آتيا طازجا من معهد طنطا الأحمدى، وحَزّ العمامة لا يزال ناصعا على جبهتى، ولم أجد أية غضاضة فى ذلك. بل كان وكيل المدرسة أيضا نصرانيا، وكان شديدا صارما، ويضربنا بالخيزرانة إذا ما قَصَّر أى منا أو خرج على النظام فلا يستطيع أحد من الطلاب أو من أولياء أمورهم أن يقول له: ثلث الثلاثة كم؟ ومرة أخرى لم نكن نشعر بأية غضاضة من جراء هذا. كما اشتغلتُ فى مقتبل حياتى الوظيفية فى بعض المدارس النصرانية، وكان أصحابها ومديروها والمسؤولون فيها جميعا نصارى، ولم نشعر هنا أيضا بأية غضاضة من أى نوع. وهناك المديرون النصارى فى المؤسسات والشركات المختلفة، وهناك رؤساء الأقسام النصارى فى هذه الكلية أو تلك، وهناك المحافظون النصارى، وهناك وكلاء النيابة والقضاة والمستشارون النصارى، وهناك الضباط النصارى فى الشرطة والجيش على السواء، وتحت إمرة كل واحد من هؤلاء كثير من المسلمين، ولم يحدث أن سمعنا إنكارا أو استنكارا من جانبهم.
    والعجيب الغريب أن تكذب مرام دون حياءٍ منكرةً أن يكون فى مصر بطولها وعرضها ضابط نصرانى يوحّد الله، أو يثلّثه بالأحرى، إذ تتساءل باستغراب شديد قائلة: "هل هناك ضابط منا؟" (ص125- 126). وبطبيعة الحال لا مرام استنكرت ولا مرام دهشت ولا مرام فتحت فمها بكلمة، بل لا يوجد شىء اسمه مرام البتة، إذ القعيد هو الذى اختلقها ونسب إليها هذا كله ليسوّد وجه المسلمين والإسلام مثلما زعم أن المسلمين الذين كانوا يشتغلون فى تلك الشركة المذكورة قد أخذوا منذ ذلك الحين يصلّون فى وقت العمل جماعة أمام مكتب عبود نفسه وداخله أيضا، ثم يعلنون أنهم سيبنون مصلى فى الشركة حتى لا يجتاح الغضب الإلهى البر كله، وكل ذلك تعبيرا عن تمردهم على ترقية عبود.
    ولا يفوت الكاتبَ أن يسخر من المسلمين فيقول على لسان عبود إنهم كانوا يصلّون على قطع من البلاستيك الرخيص، ويؤمهم أكبرهم سنا، وأغزرهم ذقنا، وأكبرهم ذبيبة (بالذال طبعا كما ينبغى أن يكتبها عبقرى منتهك!)، وأطولهم سبحة، ويختار من آيات كتابهم كل ما يؤذى شعوره، إذ يقرأ الآيات التى تتكلم عن السيدة العذراء وعن السيد المسيح (ص144). يقصد أنه يتعمد اختيار الآيات التى تتحدث عن المسيح عليه السلام بوصفه نبيا لا إلها، وعن أمه بوصفها صِدِّيقة مباركة لا أما للإله. أى أن المسلمين لا يصلّون عبادةً لربهم بل كراهيةً منهم لشركائهم فى الوطن. و هذا كله كذب وقلة أدب، إذ إن المسلمين لا يصلون فى العمل إلا صلاة الظهر، ويمكن أن نضيف إليها صلاة العصر أيضا فوق البيعة كنوع من الأوكازيون، إذ نحن فى موسم انتخابات، ويهمنا التوسعة على المواطنين. وما دام ليس عندنا لحم نوزعه فلنوزع عليهم الصلاة. وعليهم أن يحمدوا ربهم لأننا لن نوقفهم فى طوابير كطوابير فراخ الجمعية أيام خالد الذِّكْر (آسف: أقصد خامد الذِّكْر)، بل سنقذفها فى الهواء، ومن يحب النبى ينط! لَكِنْ معروفٌ لكل حمار أن صلاة الظهر والعصر سرية لا يسمع أحد شيئا مما يتلوه المصلى فيها من قرآن، فكيف عرف الخنزير عبود أن الإمام إنما يختار عن عمد وسبق إصرار ما يؤذى مشاعره؟ بل كيف يجرؤ هذا الكذاب الوقح فيقول رغم ذلك إن أصحاب الشركة نصحوه بأن يسد أذنيه ويجعل واحدة من طين، والأخرى من عجين (جاءك هَمّ ثخين!) حتى لا يسمع ما يتلوه الإمام؟ لكن نعود فنقول إنه لا عبود سمع شيئا مما يتلوه الإمام ولا كانت هناك صلاة فى مكتبه أصلا، بل ليس لعبود هذا نفسه وجود، إذ المسألة كلها من بُنَيّات الخيال القعيدى الكسيح. ترى هل هذا كلام رجل مسلم؟ إنها والله لفضيحة! فضيحة له، وفضيحة للناقد الأزهرى الدرعمى الواقع فى غرامه المولَّه بعبقريته العديمة المثيل. لكن ماذا نقول فى الزمن الوغد؟
    والواقع أننا عشنا طول عمرنا ونحن نرى فى كل وزارة من الوزارات المصرية المتعاقبة عددا من الوزراء النصارى، ونجد ذلك أمرا عاديا لا يضيرنا فى شىء. وما بطرس غالى، الذى كان يسوم الشعب المصرى سوء العذاب، ثم اتضح أنه قد بدد الأموال الضخام من الخزينة التى اؤتمن عليها، ببعيد. وقد صرح شيخ الأزهر الحالى ذات مرة قبل خلع حسنى مبارك بأن الأزهر نفسه يخضع فى ماليته لذلك الوزير النصرانى وأن رجال الأزهر لا يجدون فى ذلك ما يمكن أن يغضبهم. بل عندنا الآن الوزير منير فخرى عبد النور، ولم يعترض أحد عليه رغم أنه ما يسترو تسليم وفاء سلطان إلى الكنيسة لحبسها فى الدير، ومن يومها لم يسمع أحد خبرا عنها حتى لقد قيل إنها قُتِلت فى التعذيب حين لم يستطيعوا أن يحملوها على الارتداد عن دينها الجديد، ولم تستطع قوة فى الدولة، التى كانت تفتك بالمسلمين وتعتقل منهم عشرات الآلاف ظلما وعدوانا وتقتل منهم من تشاء دون حسيب أو رقيب، أن تصنع شيئا لها أو للمسلمين، الذين يَرَوْن فى هذا إهانة وأية إهانة لهم، إذ يجدون أنفسهم عاجزين عن إنقاذ واحدة منهم من المصير الأسود الذى انتهت إليه. وسلم لى على الدولة المدنية، التى هَبَّ من ينادون بها ويصرخون من أجلها من العلمانيين والملاحدة هائجين مائجين لأن الوزير الذى تولى الثقافة بعد الثورة افتتح كلامه ذات مرة بالبسملة، ولم يشفع له أنه هو ذاته قد صرح أثناء أزمة المآذن فى سويسرا بأنه لا يصح أن تكون هناك مآذن فى تلك البلاد لمخالفتها المنظر المعمارى العام، متناسيًا ذلك "المبسملُ" أن منظر الكنائس التى تشبه القلاع والحصون بصلبانها وأبراجها لا يتمشى مع المنظر المعمارى العام فى مصر ولا فى أى بلد إسلامى آخر، ومتناسيا أيضا أن فتواه الهندسية هذه ليس لها من معنى إلا أن أهل كل دين يختلف عن دين الأغلبية فى أى بلد من البلاد لا يصح لهم أن يبنوا لأنفسهم دارا للعبادة لأنها سوف تخالف المنظر المعمارى العام، ومتناسيا للمرة الثالثة أن من السهل استيحاء تصميم للمئذنة يتماشى مع المنظر المعمارى العام فى سويسرا وغير سويسرا، وما ذلك على المهندسين المعماريين بصعيب، إذ من المعروف أن تصميم المئذنة، بل تصميم المسجد كله، كثيرا ما يختلف من بلد إلى آخر طبقا لاختلاف الذوق المعمارى، ومتناسيا للمرة الرابعة أن المآذن موجودة فى كل بلاد العالم بما فيها كثير من الدول الأوربية وأمريكا ذاتها، ولم تؤذ أحدا بمخالفتها للمنظر المعمارى العام، ومتناسيا خامسا أن الغربيين قد فلقونا ليل نهار، ونهار ليل بتشدقهم بالحرص على التنوع الثقافى فى بلادهم. أم ترى التنوع الثقافى يتسع فى نظرهم لكل الثقافات والأديان ما عدا الإسلام وثقافة الإسلام؟
    المهم أن عبود بقطر، رغم ذلك كله، لم ير مفرا من الهرب خارج الديار، وهو تصرف اصطنعه المؤلف اصطناعًا ليتهم المسلمين بالتعصب الكريه ويعطى النصارى الفرصة لتعضيد دعاواهم ضدنا فتشتعل البلاد بفتنة طائفية أخرى ويحرز بُنْطًا على قفانا نحن المسلمين المساكين الذين لا حول لنا ولا طول، ولا عم لنا فى الحكومة ولا خال. ووجه التكلف السخيف هو أنه فى الوقت الذى لا يرى المسلمون فى مصر غضاضةً فى أن يكون المديرون فى شركاتهم الحكومية العامة نصارى، يريد القعيد أن يوهمنا بأنهم يرفضون أن يكون رئيسهم فى شركة نصرانية خاصة مديرا نصرانيا، أى مديرا ينتمى إلى دين صاحب الشركة. طيب، فلماذا قبلوا رئاسة صاحب الشركة عليهم وهو نصرانى، ورئاسته بلا شك أقوى وأمعن فى الاستفزاز من رئاسة المدير لأنه يجمع إلى جانب الرئاسة سلطة المال؟ بل إن القعيد يمضى فى الهَلْس إلى المدى الذى يحاول فيه أن يقنعنا بأن صاحب الشركة ذاته قد نزل على رغبة أولئك الوحوش المتعطشين للدماء النصرانية، فطلب من المدير ابن ملته أن يتوارى عن الأنظار ولو مؤقتا ريثما ينجلى الموقف. والمصيبة الكبرى أن الرواية الكذابة تزعم أن المسلمين فى تلك الشركة النصرانية لم يكونوا يخاطبون صاحب الشركة ولا المدير المرفوض بما يريدون، بل لم يرفعوا خطابات إليهما بهذا المعنى، مكتفين بأن يضعوا خفيةً فى مكتب المدير تهديداتهم الغُفْل من التوقيع. ومعنى هذا أنهم ليسوا من القوة التى تُصَوِّرها الرواية زورا وبهتانا، وإلا لجابهوا الرجلين بما يريدون. أفيريد قعيد منا أن نصدق تُرّهاته الفِجَّة هذه؟ كلا والله، فَدُونَ ذلك خَرْط القَتَاد كما كان أجدادنا العرب يقولون!


    يتبع .........
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي

    والعجيب أن الرواية التى تَدَّعِى هذا الكذب الإجرامى على المسلمين هى نفسها الرواية التى تقول إن عبود لم يفكر فى أى شخص يرسل عن طريقه المبلغ الشهرى إلى زوجته وابنه إلا امرأة مسلمة هى مهرة، الممثلة التائبة المتحجبة. فأى خبص هذا؟ ترى إذا كان الرجل قد هاجر من مصر تحت ضغط التعصب الإسلامى الظلامى الحاقد، فكيف لم يثق فى أحد يرسل عن طريقه المال لزوجته وابنه إلا امرأة من نفس طائفة أولئك المتعصبين الهمجيين، بل من أشدهم تعصبا، إذ هى امرأة متحجبة متخلفة؟ بل كيف أَمِن على زوجته وابنه فتركهما بين هؤلاء المتوحشين أكلة لحوم النصارى، الذين هددوه بقتله وخطف ابنه وتشويه وجه زوجته بماء النار، ثم أتبعوا التهديد بإعطائه علقة سريعة كعَيِّنة لما ينتظره من متاعب لو أصر على موقفه ولم يترك العمل (ص46، 148- 149)؟ ودعنا الآن من الخبص الآخر المتمثل فى أن عبود بقطر، حين قرر الهجرة من البلاد، قد اتبع أساليب غاية فى السرية والتعقيد وعاش طوال الوقت فى رعب قاتل، وكأن الإنتربول والسى آى إيه والموساد والسافاك جميعا، ولا أدرى ماذا أيضا من أجهزة المخابرات الأخرى، يطاردونه ويعملون على منعه من السفر، مع أن هجرته سوف تكون لصالح المسلمين المتعصبين الحاقدين أعداء الحياة والنجاح، ومن ثم لن يعرقلوها بل سوف يبتهجون بها. فلماذا يخفيها عبود؟ ألا إنه لغبى مبين! إلا أن عبود مظلوم، فليس هو الذى فعل هذا من تلقاء نفسه، بل المؤلف هو الذى وسوس له به وأكرهه عليه. فأية عبقرية هذه؟ كذلك دعنا من الخبص الثالث الذى وسوس لعبود ألا يرسل المال مباشرة لزوجته وابنه فيريح ويستريح، ومن ثم لا يجد يوسف القعيد سببا لتأليف روايته التافهة المتهافتة المفككة، والتى تقوم من أولها إلى آخرها على أن المبلغ الشهرى كان يصل إلى مستحِقَّيْه عن هذا الطريق اللولبى الذى يذكرنا بالمثل القائل: "من أين أذنك يا جحا؟". ويزيد الأمر خبصا ولبصا أننا، على طول الرواية من أولها إلى آخرها، لا نعرف طبيعة العلاقة بين عبود ومهرة، بل لم يحدث أن تقاطع طريقاهما قط، إذ كانت تعيش فى عالم لا صلة بينه وبين عالم عبود البتة. وهو ما يطعن الرواية فى الصميم، إذ يأتى إلى عمودها الأساسى فيجتثه من جذوره فتخرّ الرواية خاوية على عروشها ولا تعود تصلح بعدها لشىء أبدا. إلا أن المؤلف، ولا أدرى كيف، قد مضى فى تسخيم الصفحات بأحداث مفتعلة ملفقة، وشخصيات لا تقنع بتصرفاتها ولا بكلامها ولا بصِلاتها بعضها ببعضٍ قطة. يا لصبره العجيب! لا ريب فى أنه يستحق جائزة نوبل مكافأة له على مقدرته الفريدة فى تحمل الملل طوال مائتين وخمس وستين صفحة هى صفحات روايته السمجة التى تأخذ بأكظام النفس بسبب ما فيها من سأم يصيب الإنسان بكَرْشَة نَفَس! يا حفيظ! صدق "أمير الشعراء العرب فى النصف الثانى من القرن العشرين" طبقا لشهادة قعيد: دبيبُ فَخِذ امرأة بين إليتَىْ رَجُل سَأَم!
    والعجيب كذلك أن الرواية التى تفترى كل هذا الكذب البشع على المسلمين هى نفسها الرواية التى تقول على لسان صاحب الشركة ذاته إن شركته، رغم المنافسة الهائلة التى تَلْقَاها من بعض الشركات الأخرى، تتقدم أسرع من الصاروخ لدرجة أنها توشك أن تلتهم السوق لا فى المدينة التى تقع فيها فحسب، بل فى المدن المجاورة أيضا، وإنه من المنتظر أن يصبح هدفها التالى الصعيد كله: الجوانى والوسطانى والبرانى، وذلك رغم أن الشركة كانت مدعومة بالتمويلات الأمريكية التى تأتيها بالأمر المباشر من وراء المحيطات البعيدة حتى تستطيع أن تهزم الشركات المنافسة لها حسبما قال عبود نفسه (ص145- 146). إذن فليست هناك أية مشكلة على عكس ما تزعم الرواية، وإلا فكيف تنجح شركة نصرانية تتلقى المساعدات الأمريكية لأغراض سياسية كل هذا النجاح فى وسطٍ إسلامىٍّ مُعَادٍ للنصارى كل هذا العداء؟ ومعروف أن النصارى المصريين يسيطرون من الاقتصاد المصرى على نسبة أضخم من نسبتهم بين أهل البلاد بأضعاف. ومنهم من يُعَدّ بين أغنى أغنياء العالم كآل ساويرس، الذين يحيط بثروتهم وتكوينها بسرعة غير مفهومة كثير من الكلام، ومع هذا لم يلمسهم المسلمون بأى أذى. ولو كان المسلمون كما تصفهم الرواية لقاموا إلى ساويرس وإخوته وأكلوهم أكلا. وما الساويرسيون سوى مثال يُضْرَب فى هذا المجال، وإلا فأمثالهم بين نصارى الوطن كثيرون.
    على أن الرواية لم تتوقف فى الكذب والتدليس والرغبة الشيطانية الآثمة فى إشعال الوطن عند هذا الحد، بل مضت فادعت بالباطل كعادتها أن مرام كانت تتلقى هى وابنها تهديدات (ص123). ولكن متى تلقيا تلك التهديدات؟ ليس فى الرواية الكذابة شىء عن ذلك. ومن هم أولئك المهدِّدون؟ لا ندرى. إنما هى مزاعم، والسلام! ثم لماذا يهددونهما؟ لقد كانت مرام امرأة كبيرة هجرها زوجها، وكانت تعيش هى وابنها على الكفاف ويكملان عشاءهما ماء غير قراح، ويرتدى الولد ملابس مرقعة (وا حَرَّ قلباه!)، فلماذا يهددهما المهدِّدون؟ ثم ها هم أولاء ملايين النصارى الخمسة يعيشون بين ظهرانَيْنا فى أمان، ويأكلون كبدة باطمئنان، ويقرأون الفاتحة للسلطان، كل ذلك دون أن يتعرض لهم متعرض بأذى أو يخطف أحد لهم ولدا أو يزورهم زوار الفجر المجرمون المتخصصون فى ترويع المسلمين وحدهم وسوقهم إلى المعتقلات بعد تحطيم أثاثهم وفراشهم، والاعتداء على أعراض نسائهم فى غير قليل من الأحيان، وكذلك دون أن يفكر أحد فى اقتحام كنائسهم وفض من يوجدون بداخلها، على عكس المساجد، التى تغلق عقب الصلاة مباشرة، ويا ويل من يُضْبَط ملتبسا بالبقاء فيها عندئذ!
    ولكن أترى القعيد قد همد بعد هذا؟ أبدا، بل استمر فى سخافاته وتدليساته المقيتة التى لا أعرف كيف كانت تواتيه نفسه على اختراعها بكل هذا البرود. تصوروا أيها القراء أنه قد وصل به الزعم البَجِح إلى أن يقول على لسان مرام عقب هجرة زوجها من البلاد إنها فكرت، ضمن ما فكرت فيه من حلول، فى إحضار مربية مسلمة لابنها ترعاه أثناء غيابها فى العمل، لكنها تراجعت لتيقنها أنها لو فعلت هذا لسكب المسلمون البنزين على بيتها وأحرقوه فى عز النهار ولامتنع الجميع عن إطفاء النيران (ص131- 132)، وكأننا فى مجاهل أفريقيا بين أكلة لحوم البشر. انظروا، بالله، إلى هذا الفجور السمج الذى يدل على أن الكاتب قد اختلق هذا اختلاقا ككل شىء آخر فى الرواية، وبالذات ما هو مسىء منها إلى المسلمين، فتراه يتحكك دائما بهم ويفترع لهم المناسبات والأحوال التى تعطيه الفرصة لتشويه صورتهم وتقبيح كل ما يتعلق بهم، وإلا فلماذا لم تفكر بوز الإخص هذه فى إحضار مربية نصرانية فتضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد: العصفور الأول أن ترعى المربية النصرانية ابنها. والعصفور الثانى أن تطمئن إلى أن المربية لن تلقنه، عمدا أو عن غير عمد، شيئا من عقيدة التوحيد. والعصفور الثالث أن تنفع بما سوف تدفعه من مالٍ امرأةً نصرانيةً لا مسلمة تنتمى إلى الهمج المتوحشين أكلة لحوم البشر. وإذن ماذا؟ وإذن فالعقيد يختلق المناسبات السخيفة اختلاقا كى يتجنى على المسلمين ويصورهم بصورة الشياطين كما أوضحنا!
    ورغم أن المسلمين طوال الأربعة عشر قرنا الماضية لم يحدث بتاتا أن قالوا إن مصر هى بلدهم وحدهم، بل النصارى هم الذين يقولونه، وعلى مرأى ومسمع من الدنيا جمعاء، فإن الكاتب المنتهك ينطق مصطفى نور الدين، فى آخر لقاءٍ جمعه ومهرة، بنصيحة ينصحها فيها أن تفتعل مشاجرة بينها وبين الولد النصرانى ثم تَدَّعى أنه اعتدى عليها ليقوم هو بعمل الباقى المطلوب كيلا تدفع له المبلغ الشهرى الذى ضيعتْه آخر مرة ثم أتت إليه تستعينه على تسديده، فأجابته قائلة: "ولكنكم تشعلون الفتنة بهذه الطريقة"، فيقاطعها قائلا: "الفتنة الطائفية؟ من قال هذا؟ هذا التعبير فخ لا وجود له سوى فى الإعلام. الشيوعيون هم أصحاب التعبير. لسنا طائفتين فى البلد. إنها طائفة واحدة. هذا بلد للمسلمين فقط" (ص196- 197). ورغم أنى لم أحضر مثل هذا الحوار، بل رغم معرفتى أنه اختراع سخيف من القعيد، أستطيع أن أؤكد بكل يقين أن ما قاله مصطفى نور الدين عن مؤامرات الشيوعيين هو كلام فى محله تماما، فها هم أولاء يفترون على المسلمين الأكاذيب ويزعمون أنهم يَرَوْن أنفسهم أصحاب البلد دون منازع مع أنهم لم يقولوا ذلك يوما، بل قائلوه هم النصارى كما يعرف ذلك القعيدُ قبل غيره، إلا أنه يقلب الحقائق قلبا!
    وعلى ذلك فقول الناقد الانتهاكى إن "العنوان الفقهي للرواية يُسْتَخْدَم بطريقة مجازية تحتمل تأويلات عدة لعل أقربها إلى الأحداث هو شراكة المواطنة عندما يتهددها الاحتقان والافلاس، فتهرع كل طائفة لكي تحظى بنصيبها من الدَّيْن في رقبة الوطن ولو أدى ذلك إلى ذبحه" هو قول يقوم على التدليس وإخفاء الحقائق، إذ لم يحدث بتاتا أن نادى المسلمون بوجوب مغادرة النصارى لمصر بوصفهم أغرابا عنها، وعليهم تركها لهم لأنهم هم وحدهم أصحابها، إذ إن المسلمين يحترمون أوامر دينهم، التى تأمرهم بالعدل والبر والإحسان مع غيرهم أيا كان هذا الغير، فما بالنا بالجيران شركاء الوطن؟ إن صدر الوطن الحنون وقلبه الرحيم ليتسعان لنا جميعا، ولا معنى إذن لأن نضيّع أعمارنا فى تآمر بعضنا على بعض، فالحياة قصيرة، ولن يستفيد من التناحر بين أبناء الوطن الواحد إلا أعداؤهم ومبغضوهم. أما إن استمر السفهاء السفلة على غيهم وزعمهم بأن المسلمين ضيوف فعلى المسلمين أن ينتهجوا معهم نهجا آخر. ولا أظنهم بحاجة إلى أن يدلهم أحد على هذا النهج، وإلا لكانوا لا يستحقون الحياة!
    ومثل ذلك سخفا وكذبا وتدليسا أن ينسب قعيد إلى شخص مسلم قوله إن هناك حربا الآن بين محمد والمسيح، والمراد معرفة من منهما سوف ينتصر على الآخر فى النهاية. يقصد الحرب بين الدول الصليبية وبين المسلمين. وقد أجرى قعيد هذا السخف على لسان مصطفى نور الدين، الذى أصابته شوطة الانضمام إلى الجماعات الإسلامية. وكان مصطفى يوجه الكلام إلى مهرة حين قصدته تطلب منه إمدادها بثلاثمائة جنيه تدفعها للولد النصرانى بدلا من الثلاثمائة التى كان أبوه قد أرسلها له ولأمه عن طريقها والتى ضيعتها تحت ضغط الحاجة بسبب الارتفاع الجنونى فى مستوى المعيشة (ص194).
    وإذا كنتُ قد وصفتُ الكلامَ الموضوعَ على لسان مصطفى نور الدين بالسخف والكذب والتدليس فذلك لسبب هام وجوهرى، وهو أن المسلمين لا يمكن أن يفكروا على هذا النحو الغريب رغم أنه يمثل جزءا من التفكير الصليبى الذى لا يؤمن بنبوة محمد عليه السلام ويرى فيه عدوا للمسيح. أما فى الإسلام فالمسيح لا يضاد محمدا، بل هو أخوه، ودينه هو دينه، إذ جاء كلاهما بالتوحيد الصافى والأخلاق الفاضلة، مع بعض التلوينات الفرعية هنا وهناك مما لا يمس العقيدة ولا الأخلاق، وإنْ مَسَّ التشريعَ فى بعض الأشياء. ومعروف أن إيمان المسلم لا يكمل ولا يُقْبَل إلا بالإيمان بالمسيح وسائر الأنبياء والمرسلين. وعلى هذا فمن المستحيل أن يتصور المسلم يوما نبيه الكريم وقد وقف ضد المسيح. أترى الشخص الواحد يمكن أن ينقسم على نفسه فيعاديها ويحاربها ويعمل على الانتصار عليها؟
    قال تعالى: "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ" (الشورى/ 13). وقال صلى الله عليه وسلم: "إن مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية. فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له ويقولون: هلا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنة؟ قال: فأنا اللَّبِنة، وأنا خاتم النبيين". وقال عليه السلام أيضا: "أنا أَوْلَى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لِعَلاَّت: أمهاتهم شتى، ودينهم واحد". فكما نرى فإن العلاقة بين محمد والمسيح ليست علاقة عداوة وتنافر، بل مودة تكامل. فكيف يتصور متصور، إلا أن يكون جاهلا حمارا أو فى قلبه مرض، أن يدور بعقل المسلم إمكان قيام حرب بين محمد والمسيح؟
    وفى موضع آخر من الكتاب يتقمص المؤلف شخصية مصطفى ويروح فى نوبة هستيرية مفتريا على المساجد المفتريات: ففى المساجد، حسب مزاعمه الرخيصة، محلات كوافير للنساء، وفيها محلات لبيع الجلابيب البيضاء، وفيها محلات لبيع السُّبَح، وفيها سنترالات هاتفية، وفيها فوق البيعة بوفيهات لا تقدم سوى الحلبة والجنزبيل والقرفة والينسون. أما الشاى والقهوة فمشروبان غير مستحبين. وهناك أيضا لمن يجوع الأرز أبو لبن والمهلبية (ص215). ولست أملك إلا أن أهتف قائلا: الله على المشروبات اللذيذة، وعلى الأرز أبى لبن والمهلبية، وإن كان لى عتب صغير على قعيد أرجو أن يتقبله منى دون حساسية، إذ لم يذكر "أم على"، التى أموت فيها: طبعا "أم على" الأَكْلة، لا "أم على" الامرأة، فقد صرت شيخا عجوزا لا أرب لى فى النساء. إنما الأَرَب كُلّ الأَرَب عندى الآن فى قراءة الروايات التافهة ومسح الأرض بها. ولكنى مع هذا لا أفهم كيف تصور قعيد أن كلامه هذا سوف ينفّر الناس من المساجد وممن يَتَوَلَّوْن أمر المساجد. أهناك من يكره المهلبية والأرز أبا لبن يا أبا حجاج؟ أهناك من ينفر من الينسون والقرفة والحلبة، خاصة حين يضاف إليها اللبن، فيزيدها لذاذة على لذاذة؟ أما الجنزبيل أو (الزنجبيل: لا فرق) فلست مغرما به، فيمكنك يا أخى أن تحذفه من "المِنْيُو" فى روايتك القادمة! ويبقى الشاى والقهوة، ولا أعرف من أين لخيالك السقيم بأن المتدينين يكرهونهما؟ ترى أهناك حديث لا نعرفه يقول: من شرب الشاى أو القهوة دخل النار وفُرِض عليه أن يقرأ "قسمة الغرماء" فيتجرع الملل الفظيع سبعين خريفا كل خريف منها قدر "خريف البطريارك" سبعين مرة؟
    ألا ليت كلامك عن توفر القرفة والينسون والحلبة فى البوفيه المسجدى، وأضف إلى ذلك أيضا السحلب من فضلك، يكون كلاما صحيحا رغم أنى أشك فيه كَشَكِّى فى كل ما جاء فى روايتك التافهة. إذن لواظبتُ من فورى هذا على الصلاة فى المسجد كل أذان، ولم أتكاسل وأَكْتَفِ بتأديتها فى المنزل. فهأنتذا ترى بنفسك كيف أن كلامك دائما ما ينقلب عليك! أنت تريد التهكم على المساجد والمسجديين، فإذا بك تحببنى فيهم وتجعلنى أتمنى أن أكون معهم، على الأقل: حبا فى القرفة والينسون والسحلب، ويا حبذا لو كان سحلبا محوَّجا بجوز الهند واللبن والزبيب (بالزاى يا عم قعيد والله لا بالذال كما يكتبها أشباه الأدباء ممن لا يتميزون فى شىء عن تلاميذ المدارس الذين ما زالوا يتعلمون القراءة والكتابة) والمكسرات أيضا رغم تحذير الأطباء لى من الكولسترول، ذلك السحلب الذى كنا نشترى الكوب منه فى ستينات القرن الماضى بعشرة قروش، وصار اليوم بعدة جنيهات. ونترك الخمرة للشيوعيين الذين يُؤْثِرون منقوع البراطيش على تلك المشروبات اللذيذة. هذا عن المشروبات العطرية، التى لا أصدق رغم ذلك ما تقوله روايتك عن تحول المسجد بوفيهًا يقدمها لرواده، وكأن المسجد قد صار قهوة بلدية، والإمام جرسونا فى وسطه فوطة صفراء، وبدلا من أن يقول: "سَوُّوا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة" نسمعه ينادى: "أَيْوَه جاى! واحد ينسون وصَلّحه!". أما بالنسبة إلى محلات الكوافير النسائية ودكاكين الجلاليب وما أشبه فاسمح لى، ولا مؤاخذة، أن أقول لك: إنه هَلْسٌ فارغٌ فراغَ عقل من يردده.

    يتبع ........
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

موسم الهجوم على الإسلام والمسلمين: "قسمة الغرماء" ليوسف القعيد .. عمل كسيح بقلم بليد

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سلسلة لماذا أنا مسلم"إجابة شافية عن سؤال صعب" الاصدار الاول ""الربانية""
    بواسطة خالد حربي في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 23-09-2015, 12:22 PM
  2. "عسكر الإسلام" الباكستانية.. عقدة الأمريكان في ممر "خيبر"
    بواسطة ابو الياسمين والفل في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-12-2010, 03:03 PM
  3. مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 22-07-2010, 05:00 PM
  4. كبروا-- الإسلام أكثر الديانات نموا" -""الإحصائيات""
    بواسطة ابو رفيق في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-03-2009, 07:24 AM
  5. قاطعوا قاموس " ويبستر " المسيئ للعرب والمسلمين
    بواسطة muslimah في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 24-06-2005, 06:58 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

موسم الهجوم على الإسلام والمسلمين: "قسمة الغرماء" ليوسف القعيد .. عمل كسيح بقلم بليد

موسم الهجوم على الإسلام والمسلمين: "قسمة الغرماء" ليوسف القعيد .. عمل كسيح بقلم بليد