هناك احد الجهلة من اراد ان يرد علي فادعى ان طريق سليم عن الشعبي يعضد بمرسل ابي بكر بن سليمان بن ابي حثمة و يصبح حسنا و ان عدم ذكر موسى بن عقبة و ابن اسحاق للرواية في سيرتهما لا يعني شيئا و ليس دليلا .
اقول ردا :
ما قلته هو من اجهل ما سمعت في هذه المسالة كما انه واضح انه لا يعلم الروايات المذكورة في المسالة
1. نفي العاضد لا يكون بعلة الكذب فقط بل يدخل فيها كثرة الخطا و السهو و الغفلة ايضا و عدم وجود ما يعارضه
نقرا من فتح المغيث للسخاوي الجزء الاول
(( وَهَذَا كَلَامٌ صَحِيحٌ فِي نَفْسِهِ، لَكِنَّهُ لَيْسَ عَلَى طَرِيقَةِ التَّعَارِيفِ ; فَإِنَّ هَذِهِ صِفَةُ الْحَسَنِ الْمَوْصُوفِ بِالْحُسْنِ إِذَا اعْتَضَدَ بِغَيْرِهِ، حَتَّى لَوِ انْفَرَدَ لَكَانَ ضَعِيفًا، وَاسْتَمَرَّ عَلَى عَدَمِ الِاحْتِجَاجِ بِهِ، عَلَى أَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ صِفَةُ الْحَسَنِ مُطْلَقًا، فَالْحَسَنُ لِذَاتِهِ إِذَا عَارَضَ الصَّحِيحَ، كَانَ مَرْجُوحًا، وَالصَّحِيحُ رَاجِحًا.
فَضَعْفُهُ بِالنِّسْبَةِ لِمَا هُوَ أَرْجَحُ مِنْهُ، وَالْحَسَنُ لِغَيْرِهِ أَصْلُهُ ضَعِيفٌ، وَإِنَّمَا طَرَأَ عَلَيْهِ الْحُسْنُ بِالْعَاضِدِ الَّذِي عَضَدَهُ، فَاحْتَمَلَ لِوُجُودِ الْعَاضِدِ، وَلَوْلَا الْعَاضِدُ لَاسْتَمَرَّتْ صِفَةُ الضَّعْفِ فِيهِ.
وَلَكِنْ مَعَ مَا تَكَلَّفْنَاهُ فِي هَذِهِ الْأَقْوَالِ الثَّلَاثَةِ (مَا بِكُلٍّ ذَا) أَيْ: مَا تَقَدَّمَ (حَدٌّ) صَحِيحٌ جَامِعٌ لِلْحَسَنِ (حَصَلْ) ، بَلْ هُوَ مُسْتَبْهَمٌ لَا يَشْفِي الْغَلِيلَ، يَعْنِي لِعَدَمِ ضَبْطِ الْقَدْرِ الْمُحْتَمَلِ مِنْ غَيْرِهِ بِضَابِطٍ فِي آخِرِهَا، وَكَذَا فِي الشُّهْرَةِ فِي أَوَّلِهَا، وَلِغَيْرِ ذَلِكَ فِيهِمَا، وَفِي تَعْرِيفِ التِّرْمِذِيِّ، زَعَمَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ أَنَّهُ أَجْوَدُهَا، وَلِذَلِكَ قَالَ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ: إِنَّ فِي تَحْقِيقِ مَعْنَاهُ اضْطِرَابًا.
[أقسام الحديث الحسن]
[لِلْحَسَنِ قِسْمَانِ] (وَقَالَ) أَيِ: ابْنُ الصَّلَاحِ (بَانَ) أَيْ: ظَهَرَ (لِي بِإِمْعَانِي) أَيْ: بِإِطَالَتِي وَإِكْثَارِي (النَّظَرَ) وَالْبَحْثَ جَامِعًا بَيْنَ أَطْرَافِ كَلَامِهِمْ، مُلَاحِظًا مَوَاقِعَ اسْتِعْمَالِهِمْ (أَنَّ لَهُ) أَيِ الْحَسَنِ (قِسْمَيْنِ) : أَحَدُهُمَا - يَعْنِي وَهُوَ الْمُسَمَّى بِالْحَسَنِ لِغَيْرِهِ -: أَنْ يَكُونَ فِي الْإِسْنَادِ مَسْتُورٌ لَمْ تَتَحَقَّقْ أَهْلِيَّتُهُ، غَيْرُ مُغَفَّلٍ، وَلَا كَثِيرِ الْخَطَأِ فِي رِوَايَتِهِ، وَلَا يُتَّهَمُ بِتَعَمُّدِ الْكَذِبِ فِيهَا، وَلَا يُنْسَبُ إِلَى مُفَسَّقٍ آخَرَ، وَاعْتَضَدَ بِمُتَابِعٍ أَوْ شَاهِدٍ.))
و ليث بن سليم لا يدخل في هذا حتى قال يحيى عنه ليس بشيء قط !!!
ذكر ابن عدي رحمه الله الرواية في ترجمة سليم و ضعفها نظرا لان سليم هو من تفرد بها :
((- حَدَّثَنَا الساجي، قَالَ: سَمِعْتُ ابن المثنى يقول ما سمعت يَحْيى، ولاَ عَبد الرحمن حدثا عن سليم مولى الشعبي بشَيْءٍ قط.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا العباس، عَن يَحْيى، قال: سليم مولى الشعبي ضعيف وقال عَمْرو بْن علي سليم مولى الشعبي ضعيف الحديث.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن العباس، عنه: قال سليم مولى الشعبي ليس بثقة.))
2 مرسل ابن ابي خيثمة ليس فقط متاخر حتى تقارنه بمرسل ضعيف عن الشعبي بل هو ايضا ضعيف !!!
فالراوي عنه عبد الرحمن بن منيب
((المعجم الكبير للطبراني الجزء 24 الصفحة 44:
((121 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُنِيبِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ بَيْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ….)))
فهذا رجل ليس فقط مجهول بل مجهول جهالة العين
و لذلك قال الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد و منبع الفوائد كتاب المناقب باب ما جاء في زينب بنت جحش رضي الله عنها :
((15348 - وعن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء [بيت] زيد بن حارثة ،.... رواه الطبراني مرسلا ، وبعضه عن أم سلمة كما تراه ، ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف . ))
3. الرواية نفسها تخالف رواية اخرى ضعيفة بل ثلاث روايات اخرى ضعيفة
المعجم الكبير للطبراني الجزء الرابع و العشرون مسند النساء ، مسند زينب بنت جحش رضي الله عنها
109 ) حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، ثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني ، ثنا الحسن بن محمد بن أعين الحراني ، ثنا حفص بن سليمان ، عن الكميت بن زيد الأسدي ، قال : حدثني مذكور ، مولى زينب بنت جحش ، عن زينب بنت جحش ، قالت : خطبني عدة من قريش ، فأرسلت أختي حمنة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أستشيره ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها ؟ " قالت : ومن [ ص: 40 ] هو يا رسول الله ؟ قال : " زيد بن حارثة ؟ " قال : فغضبت حمنة غضبا شديدا ، وقالت : يا رسول الله ، أتزوج بنت عمتك مولاك ؟ قالت : جاءتني فأعلمتني فغضبت أشد من غضبها ، وقلت أشد من قولها ، فأنزل الله : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ، قالت : فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقلت : إني أستغفر الله وأطيع الله ورسوله ، افعل ما رأيت ، فزوجني زيدا ، وكنت أرثي عليه ، فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعاتبني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم عدت فأخذته بلساني ، فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمسك عليك زوجك واتق الله " فقال : يا رسول الله ، أنا أطلقها ، قالت : فطلقني ، فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل علي ببيتي وأنا مكشوفة الشعر ، فقلت : إنه أمر من السماء ، فقلت : يا رسول الله بلا خطبة ولا إشهاد ؟ فقال : " الله المزوج وجبريل الشاهد " .
و هناك على الرواية الضعيفة التي وضعتها أنا روايتان ضعيفتان أخريان
و هما مرسل السدي و رواية علي بن زيد بن جدعان الضعيف عن علي بن الحسين مرسلا
و هاتان اقل ضعفا مما اتى هم بهم
وقال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب تفسير القران :
(( وقد أخرج ابن أبي حاتم هذه القصة من طريق السدي فساقها سياقا واضحا حسنا ولفظه " بلغنا أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش ، وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يزوجها زيد بن حارثة مولاه فكرهت ذلك ، ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزوجها إياه ، ثم أعلم الله عز وجل نبيه - صلى الله عليه وسلم - بعد أنها من أزواجه فكان يستحي أن يأمر بطلاقها ، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب ما يكون من الناس ، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمسك عليه زوجه وأن يتقي الله ، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه ويقولوا تزوج امرأة ابنه ، وكان قد تبنى زيدا " . وعنده من طريق علي بن زيد عن علي بن الحسين بن علي قال : أعلم الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن زينب ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها ، فلما أتاه زيد يشكوها إليه وقال له : اتق الله وأمسك عليك زوجك قال : الله : قد أخبرتك أني مزوجكها ، وتخفي في نفسك ما الله مبديه . وقد أطنب الترمذي الحكيم في تحسين هذه الرواية وقال : إنها من جواهر العلم المكنون . وكأنه لم يقف على تفسير السدي الذي أوردته ، وهو أوضح سياقا وأصح إسنادا إليه لضعف علي بن زيد بن جدعان))
و الآن إذا طبقنا قاعدته التي لا يعرف أن يطبقها على
1. مرسل السدي
2. رواية زينب بن جحش رضي الله عنها الضعيفة
3. رواية علي بن زيد بن جدعان الضعيف عن علي بن الحسين مرسلا
تصبح مجموع هذه الروايات الثلاثة حسنة لغيرها و معارضة للروايات الأخرى و هي اقل ضعفا من غيرها فعلى الاقل صحت عن السدي و عن علي بن زيد بن جدعان الضعيف و بذلك يسقط دعواه صحة الروايات بمجموع طرقها
فهل عندك دليل على التعضيد مع تضعيف اهل العلم لها و مخالفتها روايات اخرى ضعيفة
هذا مع عدم رواية ابن اسحاق و موسى بن عقبة لها و مع كون هذا السكوت ليس دليلا لوحده لكنه قرينة قوية تؤخذ مع ضعف لروايات و عدم ثبوت رواية عن تابعي واحد لتثبت عدم اصالة هذه الرواية !!!
علاوة على انني نقلت حتى بمعيار المستشرقين عدم اصالة هذه الرواية و ان اصلها يعود لمحاولة ادخال قصة داود عليه الصلاة و السلام في العهد القديم إلى السيرة
أما مسالة عدم تشابهها مع القصة فهذا لا يقوله إلا الاعمى فأساسيات كل قصة بداية من النظرة موجودة
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
المفضلات