:: الرئيسية :: :: مقالات الموقع :: :: مكتبة الكتب ::  :: مكتبة المرئيات ::  :: مكتبة الصوتيات :: :: أتصل بنا ::
 
القائمة الرئيسية

 الصفحة الرئيسية

 منتدى الحوار

 نصرانيات

 حقائق حول الأناجيل

 حقائق حول المسيح بالأناجيل

 حقائق حول الفداء والصلب

 مقالات منوعة حول النصرانية

 كشف الشبهات حول الإسلام العظيم

 شبهات حول القرأن الكريم

 شبهات حول الرسول صلى الله عليه وسلم

 شبهات حول السنة المطهرة

 شبهات منوعة

 الإعجاز العلمي
 الأعجاز العلمي بالقرأن الكريم
 الأعجاز العلمي بالحديث الشريف
 الحورات حول الأعجاز العلمي بالإسلام

 كيف أسلم هؤلاء

 من ثمارهم تعرفونهم

Non Arabic Articles
· English Articles
· Articles français
· Deutsches Artikel
· Nederlands

 مقالات د. زينب عبد العزيز

 مقالات د. محمد جلال القصاص

 مكتبة الكتب

 مكتبة المرئيات

 مكتبة التسجيلات

 مكتبة البرامج والاسطوانات الدعوية

 البحث

 البحث في القرآن الكريم

 دليل المواقع

 أربط موقعك بنا

 اتصل بنا

إسلاميات

المتواجدون بالموقع

يوجد حاليا, 80 ضيف/ضيوف 0 عضو/أعضاء يتصفحون الموقع.

حوار مع الباحث الإسلامي:د.محمد جلال القصاص ج1
أرسلت في الأثنين 25 أغسطس 2008 بواسطة webmaster2
د. محمد جلال القصاص

حوار مع الباحث والمفكر الإسلامي / محمد جلال القصاص

 

حاوره  رئيس التحرير / محمد المصري .

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :-

 

يسر إدارة مجلة أنا المسلم الإلكترونية إجراء حوار مع الكاتب والباحث الإسلامي /محمد جلال القصاص ، لا نملك الكثير عن شخص الداعية محمد جلال القصاص ، رغم أنه من أوسع الأسماء انتشاراً في الشبكة العنكبوتية ، وحضوراً في القضايا المثارة بين أفراد الصحوة الإسلامية .

 

محمد جلال القصاص ، أديب ينظم الشعر ، ويكتب القصة ، والمقال ، له عدد من الأبحاث منها ما طُبع ومنها ما لم يطبع بعد ، وعدد من الصوتيات على موقع طريق الإسلام والمواقع المختصة بمحاربة التنصير . ولا تخطئ عينُ قارئ أو سامع عذوبة اللفظ وعمق الفكرة فيما تكتب يد محمد جلال القصاص .

 

مجلة ( أنا المسلم ) الإلكترونية في عددها الثاني تبدأ سلسلة من الحوارات مع الكاتب والمفكر الإسلامي محمد جلال القصاص ، تحاول أن تقترب أكثر من شخصيته ، وتعرف عن قرب رأيه فيما يثار على الساحة . أملا في جديد قد يفيد أمتنا وشبابنا .

 

* مَن محمد جلال القصاص ؟

 

عبد من عباد الله ، قروي ، من ريف مصر ، أحفظ القرآن الكريم منذ التاسعة من عمري ولله الحمد ، ولازمت الكِتابَ منذ تعلمت القراءة ، وأذكر أنني انتهيت من قراءة البداية والنهاية وسيرة بن هشام ، ورجال حول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغيرهم في نفس موضوعهم قبل السادسة عشر من عمري ، وكنت أقرأ فيما طرح ضد الصوفية ، ذلك أنها كانت القضية الثائرة في قريتي يومها ، وكانت القضية الثائرة في رأس من أرشدني للمطالعة في الكتب الإسلامية ، وهو مدرس مادة الإنجليزي في قريتنا الأستاذ محمد مصطفى ياسين . ولم يكن في القرية قضايا مثارة أكثر من الصوفية ، ثم بعد الذهاب للقاهرة لدراسة الصيدلة في جامعة الأزهر ، حدث انفتاح شديد على العالم ، فقد كانت القرية بعيدة عن الأحداث . أُعجبت كغيري بفكر الإخوان المسلمين لانتشاره في الجامعة حينها ، ثم التحقت بمسجد التوحيد في غمرة ومكثت هناك أربع سنوات في دروس الشيخ فوزي السعيد حفظه الله . وحضرت للدكتور سيد العربي ، وأتيت على عدد من مكاتب بعض أهل العلم .. درست كتب نفر غير قليل من شيوخنا أقرأ كل ما كتبوا . ثم اتجهت للكتابة في فترة متأخرة منذ أربع سنوات فقط . ونشر لي عدد قليل من المقالات قبل ذلك في مجلة البيان.

 

* من الذي ساهم في انتشارك ؟

 

صيد الفوائد .ثم طريق الإسلام ؛ لم ألقَ أكرم ولا أفضلَ من أبي حمزة صاحب موقع صيد الفوائد ، والكل بخير ، وربما تكلمت عن ذلك لاحقاً إن شاء الله.

 

* دكتور جلال لك انتشار واسع .. نُشر لك في صحيفة المحايد ( 37 ) مادة علمية بين مقال وقصة ، ونشر لك أكثر منها في موقع المسلم ( موقع الشيخ ناصر العمر ) و( طريق الإسلام ) و ( صيد الفوائد ) و( المختار الإسلامي ) وغيرهم ، وأعرف أنك تعمل متطوعاً في بعض الأنشطة الدعوية . ولك عدد من الأطروحات لترتيب الصف الدعوي وترشيده ، وأعرف أنك لك علاقة شخصية بعدد غير قليل من شيوخنا الكرام في مصر والخليج ، وأعتقد أن هذا يكفي لأن أفتح معكم محوراً كاملاً عن العمل الدعوي وخاصة الإعلامي ، أريد أن أسأل حضرتك بداية عن تقيمك للعمل الدعوي .. الإعلامي منه خاصة ؟

 

العمل الدعوي الإعلامي ، وهو الآن مقروء ( مجلات ومواقع ) ومسموع ( شرائط كاسيت ومحاضرات صوتية في الشبكة العنكبوتية ) ومرئي في شكل عدد من القنوات الفضائية والدروس المسجلة من المساجد أو من البيوت وبدأت تنتشر الآن ، إذا نظرنا إلى الإمكانات المتاحة والأثر الذي يحدث بموجب هذه الإمكانات نجد أن العمل دون دون دون المطلوب .

 

وحتى تعرف ذلك أسألك : أين نحن الآن ؟

 

* أجب أنت !

 

خلف الحدث . نحكيه ونحلله . أما أن نوجهه فلا ...أن نصنع الحدث فلا . حتى مشكلة سبِّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتي اجتمع من يُرجى اجتماعهم ومن لا يرجى ، لم نؤثر في الحدث إلا قليلاً جداً ثم ذهب أثرنا وعدنا كما كنا .

 

* لماذا دكتور ؟

 

لمعرفة السبب يمكن تقسيم العمل الدعوي ـ الذي يرفع شعار الدعوة إلى الله ـ إلى فريقين ، فريق متبع وفريق مبتدع ، وأعني بالمبتدعين العقلانيين والإصلاحيين وما يسمى بالدعاة الجدد و غير ذلك ممن لا يلتزم بهدي السلف ، ويرى أن الزمان غير ما كان ، وأنها لن تعود كما كانت ، أو من يسلك طريقاً غير طريق السلف ليعود بها كما كانت .

 

المبتدعون هؤلاء هم سبب رئيس في تأخر العمل الدعوي .لا تعجب .

 

هؤلاء عقبة حقيقية في طريق الدعوة الإسلامية ، والأمر يطول شرحه . ورأي الشخصي أن هؤلاء مَكَّنَ لهم من يريد أن يعرقل مسيرة العمل الدعوي .

 

أعطي حضرتك مثال .

 

التنصير مثلا ، حين يذهب أحدهم للنصارى ويقول لهم كلنا مؤمنون ، وكلنا نعبد الله ، وحين يقف أحدهم في برنامج عام شهير ( القاهرة اليوم ) وفي حلقة تناقش أمر الكذاب اللئيم زكريا بطرس ويقول النصرانية والإسلام لا يتعارضان ، يسيران في خطين متوازيين . ونأتي نحن ونقول أن النصارى كفار كما قال الله { لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ } (73) سورة المائدة ، هنا تحدث بلبلة ، ويضيع الجهد .وقد حدث بالفعل .

 

الخبثاء من النصارى يستدلون بهولاء الإعلاميين علينا ، ويفتنون بهم قومهم ، وفي أحسن الأحوال نظهر نحن كمتشددين وهم كمعتدلين . وتدور معركة إعلامية داخلية وخارجية كلها في أرضنا وكلها من جَهدنا ، تأخرنا ولا تقدم لنا شيئا ، والسبب هو هؤلاء . إنهم عقبة حقيقية على الطريق .

 

وعلَّك تذكر ما حدث إبّان حرب حزب حسن نصر مع إسرائيل ، وخرج نفر من هؤلاء ينفسون عن ما في صدورهم على علماء الأمة ، ويدعون أن الرؤية العقدية للأحداث خدعة . تركنا إسرائيل وأخذنا نرد هؤلاء عنا ، انشغلنا بهم ، أشغلونا وضيعوا جهدنا .

 

* هل تربط بين هؤلاء وبين ( الآخر ) أعني الغرب ، أو بتعبير آخر هل تسيطر عليك فكرة المؤامرة وأنت تقرأ الساحة الإعلامية ؟

 

شوف أخي الفاضل ، هناك حقيقة شرعية يقرها نص صريح ، ويشهد لها الواقع والتاريخ ، وهي أن الكافرين يجادلون ويقاتلون .. كل الكافرين في كل العصور قال تعالى { وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ } [ غافر : من الآية 5 ] ، قريش كانت تجادل وتقاتل ، كانت شديدة الجدال وشديدة القتال وحاولت قتل النبي صلى الله عليه وسلم في مكة عدة مرات ، وخرجت لاستئصال الإسلام في بدر وفي أحد ويوم الأحزاب ، والعلمانية ـ وهي دين ـ تجادل وتقاتل ، والنصرانية تجادل وتقاتل ، فالجدال والقتال حقيقة شرعية ، وواقع نعيش وتاريخ نحكيه .

 

وجدال الكافرين يأخذ صوراً منها ( الكيد ) و ( الخديعة ) , ومحاولة تفريق الصف ، والله يخبرنا عنهم بقوله سبحانه {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا} (15) سورة الطارق ، والكيد يشي بشيء يدبر في الخفاء ، وهو ما تسميه أنت المؤامرة ، والمقصود أن الكافرين ( الآخر ) لا ينفكون عن الكيد عن المؤامرة . ولا ينفكون عن الجدال والقتال أبداً .

 

هم الذين يكرمون الشاذين فكرياً ، ويعطونهم الألقاب التي ينخدع بها العوام ، من محمد عبده ، ومروراً بـ على عبد الرازق ، وطه حسين ونجيب محفوظ و ... وانتهاءً بما هم بين أظهرنا اليوم جابر عصفور ، ونصر أبو زيد وغيرهم . هم أو أوليائهم من المنافقين المسيطرين على الإعلام في عالمنا الإسلامي .

 

فمكر الكافرين مِن صُوَره: مد ومساعدة من يثير بلبلة في صفوفنا ، ولا يمكن قراءة الصورة مجتزئة أبداً .

 

ومكر هؤلاء يصل الطيبين أيضا ، حين تنظر لمن يتكلم للناس من شيوخنا الكرام ، تجد من الوعاظ فقط ، ولا أعيب الوعظ ولا الوعاظ أبداً ، فقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتخول الصحابة ـ وهم الصحابة ـ بالموعظة مخافة السائمة كما يقول بن مسعود ، ولكن هم يسمحون لفريق وفريق لا يسمحون له ، ومن يسمحون له ممن لا ينغص عليهم عيشهم إلا قليلا . لا أريد الاسترسال هنا حتى لا يساء فهمي . دعني أكمل ما تبقى .

 

* تفضل

 

أما الفريق المتبع فهناك خلل في طبيعة العمل ، وخلل فيمن يعملون .

 

إذا نظرنا لطبيعة العمل تجد أن العمل الدعوي كله أو يكاد فردي ، كلما استأنس أحدهم من نفسه قوة استقل ، فتجد كثيراً من المواقع الإسلامية لا تفرق بينها ـ من حيث الطرح وآلية الطرح ـ إلا من خلال المشرفين عليها.وكثير من المشاريع تتكرر ، وكثير من الأفكار تتكرر ، ينجح مشروع ما فتجد مشاريع كثيرة بخلفية الفردية في العمل تنشئ نسخة أخرى من هذا المشروع ، والأفكار الجديدة قليلة ولكنها مكرورة .

 

وأسأل : بم نستطيع أن نفرق بين الفضائيات الإسلامية غير الشيوخ ؟ وبم نستطيع أن نميز بين كثير من المواقع الإسلامية ؟

 



وللأسف يحدث الآن تجديد في العمل الدعوي ككل .. يدخل العمل الدعوي مرحلة جديدة بذات المرض ، هذه المرحلة هي مرحلة مراكز الأبحاث والمحاضن التربوية ، هكذا اسميها من خلال رصدي للعمل الدعوي ، وقد كتبت مقالاً عن ذلك بعنوان ( على أبواب مرحلة جديدة من العمل الإسلامي ) ، وبدأت مراكز الأبحاث تنتشر بسرعة ، وكلها في مستوى محدود . لا يمكن أن ينهض بالأمة من التبعية للريادة .

 

* وما الخلل الذي فيمن يعملون ؟

 

لا أقصد هنا التشكيك في النوايا أو التطاول على أحد ، وإنما أصف ما أرى ، وأنا جزء مما أصف ، هذا الجيل لم يتخلص بعد من الثقافة العلمانية ، ويظهر ذلك في السمت الخارجي عند كثيرٍ من المنتسبين للعمل الدعوي ، وإن كان هذا الخلل بدأ يتراجع ، ويظهر أيضاً تأثر هذا الجيل بالعلمانية ، وغيرها من المذاهب الفكرية التي سادت في الأيام الماضية في آلية التفكير وهذا هو الأخطر وهو ما أريد أن أشير إليه حقيقة إذ أن كثيراً من ( الإسلاميين ) الفاعلين في الساحة الدعوية الإعلامية يفكرون بقوالب غربية . يسمونها إسلامية ، والإسلام له خصوصية شاملة ، وقد تكلمت في هذا كثيراً ، وانتهيت الآن من كتابة الجزء الأول من السيرة النبوية وهو خاص بفترة الجاهلية وإن شاء الله أستفيض في شرح هذا الأمر (خصوصية الشريعة الإسلامية ) في الجزء الثاني ، ويمكن الرجوع لمقال ( مهلا أيها الاستراتيجون ) .

 

* عفوا ماذا تريد ؟ لو وضحت أكثر ؟

 

والله أخي دعني أكون صريحاً معك ، لابد من الاستقلالية التامة للعمل الدعوي ، ودعني أأصل لهذا الأمر حتى لا يلتبس على أحد.

 

في يوم العسرة كانت الحاجة ماسّة للرجال وللأموال ، فالسفر بعيد والزاد قليل ، والعدو هو الروم ذات القرون ، وكان المنافقون يعجبُ الرائي أموالَهم وأولادَهم ، ومن ينظر إليهم ، فتطلعت نفوسٌ لمشاركتهم بأموالهم وأولادهم وأنفسهم ، فأنزل الله قوله : { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }[ التوبة : 47].

 

فهم خبال ، وهم أهل الفتنة ، وهم يغررون ببعض المتقين .

 

ولذا فإن للشريعة الإسلامية خصوصية كاملة في طلب التمكين في الأرض ، وما يعنينا هنا هو أن الصف الإسلامي لا يحمل الخبث ، أو بالأحرى لا يرضى به ، ولا يقال أن الشريعة سكتت عن المنافقين ورضيت بهم ، هي سكتت عن عقوبتهم ولكنها وقفت لهم من أول موقف وقفوه تكشف أمرهم وتفضحهم ، تصف أفعالهم ، وتروي أقوالهم ، وتكشف عما يدور في نفوسهم ... ومنهم .. ومنهم .. ومنهم .. حتى كادت تسميهم بأسمائهم ، وكان سكوتها عن استئصالهم لأمر آخر يتعلق بمن يقف بعيداً يرى الصورة على غير حقيقتها ، ويتكلم دون أن يتدبر .

 

واليوم لم نتعظ بما وعظنا الله به . ولم نتدبر السيرة ، ورحنا تستكثر ممن لا يسمن ولا يغني من جوع .في المجال الإعلامي وغير الإعلامي ، فكان الحال كما قال الكبير المتعال (مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) .

 

فَرِحْنا بالخارجين من وَحْل العلمانية ، ورحّبنا بهم ، وقلنا خطوة تتبعها خطوات ، فنبشوا عن المعتزلة ، ومدوا الجسور مع الكافرين ( الحوار بين الأديان ) ، وشقوا طريقاً وسطاً أقل آثاره أنه شتت الناس .

 

وفرحنا بالفضائيات العلمانية حين عرضت على ( الكِبار ) التحدث لجمهورها العريض ، فقلنا نحدثهم ، فسُرِقْنا ولم ندر ، فها نحن نرى نفراً منهم على خطى محمد عبده ، يدعون للحوار بين الأديان ، وينادون بأن الولاء للآخر أمر فطري ، وأحدهم يغازل نوبل ، ويرى أننا جفاة غلاظ .

 

قد كان حكيما ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين حرّم مخالطة الكافرين ، وأمر بأن لا يتراءى نارهما . وأضرب مثالاً بالتنصير .. بما يحدث في مقاومة التنصير.

 

أحد القائمين على محاربة التنصير تكلم أكثر من واحد من الثقات بأنه ( يسب بالدين ) وأنه ( لص يأخذ الأموال في جيبه .. وقدموا أدلة على ذلك ، وتكلم غير واحد أنه ( يكذب أكثر من مرة في المجلس الواحد ) ومع ذلك يلقون زمام التصدي للتنصير في يده . والرجل يعرف أنهم يعرفون حاله ، ويعرف أنهم يداهنونه ويرضى بذلك . أين تصل ومثل هذا قائدها ؟!

 

إلى غير بعيد .ثم تلقي بمن على ظهرها و( تدوس ) عليه بقدمها .إنها تحقق فقط أهدافاً يرتضيها ( الآخر ) .. ضد النصارى .

 

ثم يتوجه إليه ( الآخر ) ويزجره فينزجر ، ويسترشده عن الجادين فيرشده ، ويأمره فيمتثل . ومن ثم يضللها ويسير بها في طريق آخر ، أو في أحسن الأحوال يقف بها مكانها . ونعود من جديد إلى دوامة الخلاف ، وإلى زنازين المجرمين . والعياذ بالله ، نسأله العافية.

 

وكذا الإخوان في مصر .. أصبح الصف الثاني في الجماعة الآن .. أو قل الأول .. من العلمانيين أصحاب المسحة الدينية .. الجذور الدينية .. وهم الآن يؤدبونهم ، وبعد قليل يَعرضون عليهم الثوابت ومن ثم يفكرون ويراجعون ... ويتراجعون . وينشق عليهم مَن ورائهم ، ويدور جدال داخلي . يوقف المسير ، ويهوي بالصحوة إلى كبوة بلا قرارٍ ولا معين .

 

كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منتهى الحزم مع أصحابه كي لا يشربوا من وعاءٍ آخر ، وكان في منتهى الحزم ـ هو وأصحابه رضوان الله عليهم ـ أن يكون هناك دورٌ للمنافقين في الكيان الإسلامي .

 

غضب حين رأى عمراً ممسكاً بصحيفتهم وعدّ ذلك تهوكاً فيها ، وعمر بعد ذلك فهم الدرس جيداً ، فحين عثر جند الله بعد القادسية على مكتبة كبيرة في أرض الفرس أمرهم بحرقها قائلاً قولته الشهيرة : إن كان فيها خير فقد أبدلنا الله خيراً منها ، وإن كان فيها شر فقد أراحنا الله منه . ولك أن تتخيل الحال لو ترجمت هذه الكتب بدعوى ما فيها من علوم .

 

وبرزت العلوم وازدهرت ، وفتحت البلاد واستضاءت بنور الله بالأعراب ، بل بعبيدِ الأعراب ( بلال وعمار وزيد وصهيب وياسر وسمية وأم أيمن الحبشية ) . فمن لي بتقي أستحث به خطى السماء ؟

 

وأمر آخر يزيد الموضوع بياناً ، وهو حين تنظر في الخلافات الموجودة داخل الصف الإسلامي منذ بدأ الخلاف في هذه الأمة لا تجد إشكالاً في الدليل وإنما فيما يتعاملون مع الدليل ، وأن قضيتنا اليوم تنقية الصف مع تنقية القضايا ، ولم تُطل الشريعة جدال المخالفين في حين أنها أطالت جهادهم ( كما الخوارج ) وأطالت كشف عوارهم ( كما المرجئة والمبتدعة ) ، وقد دفعني كل هذا لإعادة قراءة السيرة النبوية من جديد ، لبيان حركة الدعوة الإسلامية وهي تدافع الكافرين وهي تتعامل مع المنافقين ، أبين خصوصيتها المطلقة في منازلة النوازل ، وخصوصيتها المطلقة في تغير الحركة لمقاومة حركات التغيير

 

يكفي هذا ، فالمقام حوار وليس محاضرة .

 

الحديث شيق ، ولكن يكفي دكتور جلال حتى لا يخرج عن إطار الحوار .

 

* أسأل ما الحل ؟

 

الحل هو في بناء الكوادر والعمل على نشر الحق بقدر المستطاع ، وتقديم .. الفقهاء .. الذين يعرفون واقع أمتهم ، والحل في أن نكون صرحاء ، وأن نواجه الناس بدعوتنا على حقيقتها لا داعي للمواربة ، ولا داعي لمد الجسور فنحن الأضعف ، وفي كل مرة نغلب . ثم العمل يولد أسباب النجاة ، بمعنى لا تستطيع وضع خطة متكاملة تفضي إلى وجود الشريعة الإسلامية في حياة الناس ، لا تستطيع ، وليس من طبيعة هذا الدين ، ولكن أنت تعمل ثم بعد ذلك ـ وأنت تعمل ـ ترى وتبصر ، ومن ثم تمكن وتتمكن ، وينتشر الخير .

 

* هل نظرتك هذه هي السبب في هجومك على عدد من المشاهير ، يعني الطرح الهجومي يحتل جزء غير قليل في كتاباتك ؟

 

مثل ؟

 

* عمرو خالد مرتين ، و( الإخوان المسلمون ) ثلاث مرات أو أكثر ، ورددت على عدد ممن تحبهم أنت وتصرح بمحبتهم كالشيخ عائض القرني فيما أذكر ؟

 

في الكلام تعدي ، وقراءة عجولة ، لستُ منشغلاً بعمرو خالد ، ولم أسمعه في حياتي كلها أكثر من ساعتين ، كانت على الإفطار من بضع سنين عند أحد الزملاء ، لست منشغلا به ولا بمن هم مثله ، أقرأ عن أفعالهم وأقوالهم ولكنني لا أتتبعهم أبداً ، ولست منشغلاً بتتبع سقطات الشيوخ ، والكمال عزيز بل مفقود ، ولكني مهتم بالتنصير ومقاومة التنصير ، ورددت على عمرو خالد حين تكلم في هذا الباب بلا علم ولا عدل ، وردد على غيره أعرض وجهة نظري أرجو الخير ، أما الاحتجاج والتتبع فلا . وهي بضاعة سوء نسأل الله لنا ولكم العافية .

 

وشيء آخر ، النصارى ضلوا لأنهم يعتقدون العصمة في سادتهم ، ولا يردون عليهم ، وإن رأوا منهم ما ينكرون قولاً أو فعلاً ، اتهموا أنفسهم وتأولوا لهم ، ولذا ضلوا ، فالإنسان يحمل بطبعة النقص والخطأ ، أنا ارد اليوم على فلان ، وغدا يُرد علي من فلان ، وهكذا ، بهذا حفظ الله هذا الدين . فتأمل .!!

 

لذا نرد ويسمع من نرد عليه ، ويمتثل فنحمد فعله ، أو يردنا بعلم وعدل فنمثل ويحمد الناس فعالنا ويكتب ربنا الأجر ، ومن يتكبر ويتعالى فالخزي في الدنيا وفي الآخر عذاب النار إن لم تشمله رحمة العزيز الغفار ، عاملنا الله جميعاً برحمته

 

* والتنصير ؟

 

ماذا عن التنصير ؟

 

* الحديث عن التنصير في هذه الأيام اشتد لماذا ؟

 

لأمرين : أمر عام وأمر خاص ؟

 

الجزء الثاني

 

 
أكثر مقال قراءة عن د. محمد جلال القصاص:
بطرس يفضحهم - الجزء الثاني


المعدل: 4.85  تصويتات: 7
الرجاء تقييم هذا المقال:


  'طباعة  ارسال ارسال

المواضيع المرتبطة

مقالات منوعة حول النصرانية

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.
 
 


انشاء الصفحة: 0.35 ثانية