تاريخ الحجر الأسود
روى الازرقي رحمه الله عن ابن إسحاق في بناء إبراهيم عليه الصلاة والسلام للكعبة المشرفة قال:
فيما ارتفع البنيان قرب له إسماعيل المقام ، فكان يقوم عليه ويبني ، ويحول إسماعيل في نواحي البيت ، حتى انتهى إلى موضع الركن الأسود ، قال إبراهيم لإسماعيل : أبغني حجرا أضعه ها هنا يكون للناس علما يبتدؤن منه الطواف ، فذهب إسماعيل يطلب له حجرا ورجع وقد جاءه جبريل عليه السلام بالحجر الأسود ، وكان الله عز وجل استودع الركن جبل أبي قبيس (جبل أبي قبيس معروف مشهور بمكة المكرمة ، وهو الجبل المقابل للكعبة المشرفة مباشرة من جهة الحجر الأسود وباب الكعبة المشرفة) حيث غرق الله الأرض زمن نوح ، وقال : إذا رأيت خليلي يبني بيتي فأخرجه له.
قال : فجاءه إسماعيل فقال له يا أبت من أين لك هذا ؟
قال : جاءني به من لم يكلني الى حجرك . جاء به جبريل.
فيما وضع جبريل الحجر في مكانه ، وبنى عليه إبراهيم ، وهو حينئذ يتلألأ تلألواَ شديدا من شدة بياضه ، فأضاء نوره شرقا وغربا ويمنا وشماً.
قال : فكان نوره يضيء إلى منتهى أنصاب الحرم من كال ناحية من نواحي الحرم. 1هـ.
ثم انهدم البيت فبنته العمالقة ، ثم أنهدم فبنته قبيلة من جرهم ، ثم أنهدم فبنته قريش فلما أرادوا أن يضعوا الحجر تنازعوا فيه ، فقالوا : أول رجل يدخل علينا من هذا الباب فهو يضعه ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بثوب فبسط ، ثم وضعه فيه ، ثم قال : ليأخذ من كل قبيلة رجل من ناحية الثوب ، ثم رفعوه ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه"
وفي رواية الحاكم في المستدرك : وان قريشا اختلفوا في الحجر حين ارادوا أن يضعوه ، حتى كاد أن يكون بينهم قتال بالسيوف ، فقال : اجعلوه بينكم أول رجل يدخل من الباب ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : هذا الامين ، وكانوا يسمونه في الجاهلية الامين ، فقالوا : يا محمد قد رضينا بك فدعا بثوب ..الخ
•وكان هذا في يوم مبارك هو يوم الاثنين ، فقد روى الإمام أحمد وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين واستنبىء يوم الاثنين ، وتوفي يوم الاثنين ، وخرج مهاجراً من مكة الى المدينة يوم الاثنين ، وقدم المدينة يوم الاثنين ، ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين.
•وقد اختلف في أي سنة كان هذا البناء فقيل : قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم
بخمس عشرة سنة ، وكان عمره صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة ، وقيل كان البناء وعمره صلى الله عليه وسلم خمس وثلاثون سنة ، وهذا هو الأشهر كما قال الحافظ ابن حجر
المفضلات