السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
احبكم جميعا فى الله
كنت فى احدى منتديات المراحيض واذا بى افاجأ بموضوع للاسف طرح فى احدى الصحف الصفراء التى لا هم لها الا الطعن فى الاسلام بشكل مباشر و غير مباشر وبالطبع استغل احدى النصارى هذا الموضوع لكى ينشره و نص الموضوع الاتى
بنص القرآن: زواج المسيحي من مسلمة حلال محمد الباز



من بين هذه الآيات الكثيرة التي نمر عليها الآية رقم 221 من سورة البقرة والتي تقول: "ولا تنكحوا المشركات حتي يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم، ولا تنكحوا المشركين حتي يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم، أولئك يدعون إلي النار والله يدعو إلي الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون" آية راقية وفيها كل معاني المساواة بين الرجال والنساء فلا يحق لامرأة مسلمة أن تتزوج من مشرك كما لا يحق لرجل مسلم أن يتزوج من امرأة مشركة، والمعني واضح إذن من ظاهر الآية، فمن حق الرجل المسلم أن يتزوج من أي امرأة ما دام أنها ليست مشركة وكذلك المرأة المسلمة من حقها أن تتزوج من أي رجل طالما أنه ليس مشركا.

وهنا تظهر المشكلة الكبري، فالمسلمون يعيشون هنا في مصر مع الأقباط الذين يعتبرهم الإسلام أهل كتاب، ومعهم تحديدا تظهر مشكلة في الزواج فالرجل المسلم يتزوج من المسيحية بلا أدني مشكلة، وفي ذلك سند من الشرع حيث يقول الشيخ سيد سابق صاحب كتاب «فقه السنة» في الجزء الثاني صفحة 91 تحت عنوان «حكمة إباحة الزواج من الكتابيات»: وإنما أباح الإسلام الزواج من الكتابيات ليزيل الحواجز بين أهل الكتاب وبين الإسلام فإن في الزواج المعاشرة والمخالطة وتقارب الأسر بعضها ببعض فتتاح الفرص لدراسة الإسلام ومعرفة حقائقه ومبادئه ومثله، فهو أسلوب من أساليب التقريب العملي بين المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب ودعاية للهدي ودين الحق، فعلي من يبتغي الزواج منهن أن يجعل ذلك غاية من غاياته وهدفا من أهدافه.

وحتي يدعم الشيخ سابق كلامه نجده يفرق بين المشركة والكتابية يقول:المشركة ليس لها دين يحرم الخيانة ويوجب عليها الأمانة ويأمرها بالخير وينهاها عن الشر فهي موكولة إلي طبيعتها وما تربت عليه في عشيرتها من خرافات الوثنية وأوهامها وأماني الشياطين وأحلامها تخون زوجها وتفسد عقيدة ولدها، أما الكتابية فليس بينها وبين المؤمن كبير مباينة فإنها تؤمن بالله وتعبده وتؤمن بالأنبياء وبالحياة الأخري وما فيها من الجزاء وتدين بوجوب عمل الخير وتحريم الشر، ويوشك أن يظهر للمرأة من معاشرة الرجل أحقية دينه وحسن شريعته والوقوف علي سيرة من جاء بها وما أيده الله تعالي من الآيات البينات فيكمل إيمانها ويصح إسلامها وتؤتي أجرها مرتين إن كانت من المحسنات في الحالين.

هناك مبرر شرعي إذن للمسلم الذي يتزوج من مسيحية، لكن هناك تحريما قاطعا للحالة العكسية وهي أن يتزوج المسيحي من مسلمة ولا يزال معنا الشيخ سيد سابق الذي يقول في فقه السنة:أجمع العلماء علي أنه لا يحل للمسلمة أن تتزوج من غير المسلم سواء أكان مشركا أو من أهل الكتاب، ويسوق الشيخ لذلك دليلا من القرآن في الآية"يأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلي الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن"، وفي الهامش يشير سيد سابق إلي أن في هذه الآية أمر الله المؤمنين إذا جاءهم النساء مهاجرات أن يمتحنوهن فإن علموهن مؤمنات فلا يرجعوهن إلي الكفار لا هن حل لا لهم ولا هم يحلون لهن ومعني الامتحان ان يسألوهن عن سبب ما جاء بهن هل خرجن حبا في الله ورسوله وحرصا علي الإسلام فإن كان كذلك قبل ذلك منهن.

ويستكمل صاحب فقه السنة رؤيته يقول: وحكمة ذلك أي تحريم زواج المسيحي من مسلمة أن للرجل القوامة علي زوجته، وأن عليها طاعته فيما يأمرها به من معروف وفي هذا معني الولاية والسلطان عليها، فما كان لكافر أن يكون له سلطان علي مسلم أو مسلمة، يقول الله تعالي"ولن يجعل الله للكافرين علي المؤمنين سبيلا"، ثم إن الزوج الكافر لا يعترف بدين المسلمة، بل يكذب بكتابها ويجحد رسالة نبيها ولا يمكن لبيت أن يستقر ولا لحياة أن تستمر مع هذا الخلاف الواسع والبون الشاسع، وعلي العكس من ذلك المسلم إذا تزوج بكتابية فإنه يعترف بدينها ويجعل الإيمان بكتابها وبنبيها جزءا لايتم إيمانه إلا به.

الرأي هنا إذن ليس قرآنيا بل هو اجتهاد من الفقهاء الذين أجمعوا علي الأمر في مخالفة صريحة للنص القرآني الصريح الذي يسعي إلي ترسيخ المساواة، إن الذين أباحوا زواج المسلم من مسيحية فعلوا ذلك من باب التبشير والدعوة إلي الإسلام وهم في الوقت نفسه لا يتعاملون معها علي أنها مشركة لأنهم لو رأوها كذلك لحرموا الزواج منها فورا، وما دامت المسيحية ليست مشركة فإن المسيحي ليس مشركا وعليه فمن حقه أن يتزوج من مسلمة إذا أراد هو وأرادت هي، وإذا رفض الفقهاء ذلك للأسباب التي ذكروها وهي في النهاية أسباب واهية فعليهم أن يحرموا زواج المسيحية من مسلم فهناك من النساء من هن أكثر قوة وشخصية من الرجال ويمكن لامرأة مسيحية قوية الشخصية أن تقود زوجها المسلم إلي الوجهة التي تريدها ويقع بذلك المحظور الذي يخاف منه الفقهاء وهو التأثير علي الدين.إننا هنا أمام إشكالية غاية في التعقيد فالنص القرآني يحرم زواج المسلمين من المشركين ويفتح الباب أمام الزواج من أهل الكتاب ولأنه ليس لدينا يهود بل مسيحيون فقط فإننا نتحدث عن الأقباط، وعليه إذن حتي يتم تفعيل النص القرآني أن يتم مساواة الرجل المسيحي بالمرأة المسيحية وكما من حقها أن تتزوج من مسلم فمن حقه أيضا أن يتزوج من مسلمة، وإلا يخرج علينا الفقهاء ليقولوا بشكل واضح وصريح إن المسيحيين مشركون ولا يجوز الزواج منهم ويحرمون بالتبعية زواج المسلم من مسيحية، فإما أن نفتح الباب بشكل صحيح أو أن نغلقه علي إطلاقه.

إن تحريم زواج المسيحي من مسلمة ليس له علاقة بدين الله ولكن له علاقة بدين الفقهاء، وقد تعتبر أنه لا فارق بينهما فهو دين واحد، في الحقيقة الأمر ليس كذلك بالمرة فدين الله هو الدين الشرعي الذي يحمله القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وهو ما يمكن أن نطلق عليه دين التنزيل أما ما أنتجه الفقهاء والمجتهدون فهو دين الممارسة الذي تأثر بظروف مجتمعاتهم والمراحل التاريخية التي عاشوا فيها ولا يمكن أن يتم تعميم ذلك علي الجميع وعلي كل الأزمان، إنه دين اجتماعي بحت يضحي بالنص من أجل افكار سائدة ليس لها علاقة بالإسلام، كان يمكن لهذه الأفكار ان تسود وتؤثر في فترات أخري غير التي نعيشها، لكنها الآن ليست مناسبة، فهناك حالة اختلاط هائلة في المجتمع ويعلي الجميع من شأن المواطنة ولا يمكن أن ننكر ذلك، ولا يمكن أن ننكر كذلك أن مثل هذه التفسيرات تعارض المواطنة بل فيها ما هو أكثر من ذلك فهي تحط من شأن المرأة وتجعل منها كائنا هشا وضعيفا ولا تملك من أمرها شئيا، فهي إذا كانت مسيحية فسوف يؤثر زوجها عليها ويجعلها تدخل في الإسلام وفي ذلك خير كثير للإسلام وإذا كانت مسلمة فلا تتزوج من مسيحي لأنه حتما سيؤثر عليها ويجعلها تترك دينها، ولذلك تم تحريم زواجها منه فأي إهانة تلك وأي استخفاف بالنساء، إن دين الله لا يحتقر المرأة فلماذا يحتقرها دين الفقهاء؟!

علي الهامش وقبل أن أمضي، لا أريد أن تصدر فتوي أو قانون يقول بزواج المسلمة من المسيحي لكنني فقط أحاول أن أشير إلي خطأ نقع فيه جميعا ونعتقد أنه من الإسلام وهو ليس من الإسلام في شيء.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
وطبعا ولله الحمد فقد فقد اجاب هذا الغبى كاتب الموضوع على الشبهة و هو اجماع العلماء و كان الرد كالاتى
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف الخلق وخاتم الانبياء و المرسلين محمد بن عبد الله
فعلا اننا نعيش فى زمن الرويبضة و السفهاء فكل شخص يتكلم فى الدين و يصبح كلامه مصدق من السماء فأقول للسيد المنتصر بالله من هذا الشخص الذى يتكلم فى هذا المو ضوع و الرد بسيط انه صحفى فى جريدة صفراء يعيشوا كالطفليات فتارة تكون صحيفة معارضة وتارة يعتمد على المواضيع الجنسية و تارة يثير شبهات حول الدين الاسلامى الحنيف
سأطرح سؤال بسيط ماذا لو احضرنا فى احدى البرامج راقصة و قلنا ان هذه الراقصة الجاهلة سوف تتحدث عن علم الذرة و تركيب المفاعلات النووية
بالطبع سوف نتهم المذيع بالهبل و الجنون
ماذا لو احضرنا طبيب لكى يتحدث علم الفيزياء
ماذا لو احضرنا مهندس لكى يتحدث عن جراحة القلب المفتوح
هل سيكون كلامهم مقبول لدينا و معترف به لدينا نحن عوام الناس و نصدقه و نعمل به
اذا باعقل ما الذى يجعلنى اصدق كلام صحفى و اكذب كلام الفقهاء المتخصصين فى هذا العلم الا و هو علم الفقه ان علم الفقه هو علم له اصول و مبادىء كأى علم و لكى تصبح فقيه و جب عليك التعلم و الدراسة فى علوم التوحيد و علوم القرأن و علم مصطلح الحديث و علم النحو و الصرف و علم اصول الفقه و لغات العرب و ان تتلقى هذا العلم على ايدى الشيوخ المتخصصين الذين هم فقط الذين لديهم الاذن بأجازة الفقيه من عدمه حالهم كحال بقية العلوم المختلفة
فمثلا لا يجيز الطبيب الا طبيب مثله
ولا يجيز المهندس الا مهندس مثله
كما لا ينتقد الطبيب الا طبيب مثله كذلك حال علماء الدين الذين يجيزهم و ينتقدهم هم شيوخ مثلهم ورثوا العلم بالتواتر كابر عن كابر من رسول الله صلى الله عليه و سلم

وعذرا عن هذه الاطالة و لكنها للتوضيح و ليست للتو ضيح اصناع الافتراءات و لكنها لمن يدخل و يقرا حتى يفهم هذه النقطة
اما عن موضوعنا و هو هل زواج المسيحى من المسلمة حلا ل طبعا لا يجوز و طبعا هذا الصحفى المذكور يعلن الحرب على الفقهاء و يعتبر ان القرأن و السنة فى جانب و اقوال الفقهاء فى جانب اخر لماذا لا اعرف السبب و سأعرض قطعة من المقالة
الرأي هنا إذن ليس قرآنيا بل هو اجتهاد من الفقهاء الذين أجمعوا علي الأمر في مخالفة صريحة للنص القرآني الصريح الذي يسعي إلي ترسيخ المساواة
و هنا بيت القصيد ان الفقهاء اجمعوا على شىء
[size=7]فما هو الاجماع [/size]
هو اتفاق جميع المجتهدين من المسلمين فى عصر من العصور بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم على حكم شرعى فى و اقعة وان يكون هؤلاء المجتهدين منة العلماء الربانين الذين شهد لهم العلماء بالعلم والفضل
[size=7]اركان الاجماع[/size]
1-ان يوجد فى عصر وقوع الحادثة عدد من المجتهدين
2-ان يتفق على الحكم الشرعى فى الواقعة جميع المجتهدين من المسلمين فى و قت و قوعها بصرف النظر عن بلادهم او جنسهم او طا ئفتهم
3-ان يكون اتفاقهم بابداء كل و احد منهم رايه صريحا فى الواقعة سواء كان ابداء الواحد منهم رأيه قولا بأن افتى فى الواقعة بفتوى او فعلا بأن قضى فيها بقضاء و سواء ابدى كل واحد منهم برأيه على انفراد وبعد جمع الاراء تبين ات فاقها ام ابدوا اراءهم مجتمعين بان جمع مجتهدو العالم الاسلامى فى عصر حدوث الواقعة و عرضت عليهم و بعد تبادلهم وجهات النظر اتفقوا جميعا على حكم و احد فيها
4-ان يتحقق الاتفاق من جميع المجتهدبن على الحكم فلو اتفق اكثرهم لا ينعقد باتفاق الاكثر اجماع مهما قل عدد المخالفين و كثر عدد المتفقين لانه مادام قد و جد اختلاف وجد احتمال الصواب فى جانب و الخطأ فى جانب فلا يكون اتفاق الاكثر حجة شرعية قطعية ملزمة
[size=7]البرهان على حجية الاجماع[/size]
ان الله سبحانه و تعالى كما امر المؤمنين بطاعته و طاعة رسوله امرهم بطاعة اولى الامر منهم
يا ايها الذين امنوا اطيعو الله و اطيعوا الرسول واول الامر منكم ( النساء:59)
ولفظ الامر معناه الشأن وهو عام يشمل الامر الدينى و الامر الدنيوى و اولو الامر الدنيوى هم الملوك و الامراء و الولاة واولو الامر الينى هم المجتهدون و اهل الفتيا و قد فسر بعض المفسرين و على رأسهم ابن عباس رضى الله عنهما اولى الامر فى هذه الاية بالعلماء
فاذا اجمع اولو الامر فى التشريع وهم المجتهدون على حكم و جب اتباعه و تنفيذ حكمهم بنص القرأن قال تعالى
ولو ردوه الى الرسول و الى اولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ( النساء:83)
[size=5] قول الرسول صلى الله عليه و سلم عن الاجماع
لا تجتمع امتى على خطأ
لم يكن الله ليجمع امتى على الضلالة
ما رأه السلمون حسنا فهو عند الله حسنا[/
size]
والاهم فى الاجماع انه قد بنى على مستند شرعى لأن المجتهد الاسلامى له حدود لا يجوز له ان يتعداها
اذن فلما يكون هناك اجماع من العلماءو الفقهاء على تحريم زواج المسلمة من مشرك او كتابى فهو امر و اضح و ضوح الشمس و لا يحتاج الى جدال او مناقشة او تدخل الجهال
وصدق الرسول صلى الله عليه و سلم حين قال
"انها ستكون سنون خداعات .. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن .. ويكذب فيها الصادق .. ويصدق فيها الكاذب .. وينطق فيها الرويبضة .. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة
وفى النهاية اعتذر عن الاطالة عليكم واتمنى ان اكون و ضحت الامر
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

فما كان من شيخ الباطل و هو مشرف فى المنتدى يسمى نفسه الشيخ الا ان حذف الرد وابطل العضوية على الفور