إن الله سبحانه وتعالى حيي ستّير.. يأمر الفضائل وينهى عن الفواحش والرذائل .. وقد حذرنا خطوات المنافقين لإشاعة الفاحشة فقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ومعنى تشيع : أي تنتشر وتشتهر بالقول والفعل
فالله يريده مجتمعاً إسلامياً طاهراً نقياً .. يؤمن أفراده حق الإيمان بالله ورسوله ويسعون لتنفيذ حكم الله ورسوله .. والله عز وجل قد خلق العباد وهو أبصر بهم يعلم ما في نفوسهم وما يصلح أحوالهم : (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) .. ولذلك حرم الزنا وحرم الخلوة بين الذكر والأنثى الأجنبيين وأوجب الحجاب وفرض حد القذف وحد الزنا وشرع الزواج وأكّد عليه .. ففتحت الشريعة طرق العفاف وسدت طرق الشر والرذيلة
نجد فى كل يوم حملة شعواء مركزة على هذه الفريضة الإسلامية وهذا الحكم الإلهي .. وسببها فى الحقيقة هو أن الكفرة وكارهى الإسلام لا يريدون أن تكون للمسلمين فضيلة إطلاقاً .. ولا يريدون بهم خيراً أبداً حسدا وحقدا من عند أنفسهم .. ولا يريدون للمسلمين أن يتميزوا عنهم بطهر ولا خلق حميد .. بل يريدون إشاعة الشهوات المحرمة فيهم كما قال سبحانه: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) وقال تعالى : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) .. فأهل الشر والفساد يريدون جميع الناس مثلهم .. ولا يريدون أن يكون أحد أفضل من أحد .. ولا خيرا ًمن أحد .. رغم كون سببهم المعلن من هذه الحملة الشعواء : (تحرير المرأة من العبودية وظلم الإسلام) !!
وليس بغريب على المنافقين أن يسخّروا أقلامهم ومقالاتهم لأجل الطعن في الحجاب إرضاء لدعاة الكفر .. فالله تعالى أخبرنا عنهم فقال: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) .. فأهل الكفر يريدون من وراء معركة الحجاب عزل المسلمين ومحاصرة أهل الإسلام لضمان عدم انتشار الإسلام .. فالحجاب دعوة صامتة إلى الإسلام وهم يسعون للقضاء على الدين بكل طريقة كما قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) .. فهؤلاء الكفرة عندما يهاجمون الحجاب يحسدون المسلمين على الطهر والفضيلة : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) وقال عز وجل : (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) .. وبما أن أهل النفاق أعداء الشريعة .. فهم يكرهون ما جاءت به الشريعة.. فلذلك يحاربون الحجاب : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)
فالحجاب عفة، وحماية للمرأة المسلمة، وستر، وطهارة، وهوية إسلامية .. والعدو يريد محاربة أي هوية إسلامية .. وأي شيء يدل على الشخصية الإسلامية .. وأي عنوان وراءه دين الإسلام

وفيما يلى بعض ما يروج له هؤلاء الصادين عن دين الله الحق بشأن تعاليم الإسلام فى موضوع (حجاب المرأة) .. والرد المختصر عليها