لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟

مشاهدة المواضيع

  1. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    1,892
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    18-05-2024
    على الساعة
    06:05 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    و به نستعين






    قال بعضهم: العبادة غاية الخضوع مع غاية المحبَّة، أيْ أعلى درجة من درجات الطاعة، والخضوع، والاستسلام، والانقياد، مع أعلى درجة من درجات المحبَّة والولاء، إذا توافر الخضوع مع المحبَّة فكانت هي العبادة.
    بعضهم يفرِّق بين العباد وبين العبيد، فالعبادُ ينسَبون إلى الله عزَّ وجل، والعبيد ينسَبون إلى ما سوى الله عزَّ وجل، لأن هناك فرقاً كبيراً جداً بين عبودية الإنسان للإنسان، وبين عبودية الإنسان للواحد الديَّان، عبودية الإنسان للإنسان أن يأخذ السيِّد كل خير العبد، وعبودية الإنسان لله عزَّ وجل للإنسان أن يأخذ العبد كل خير سيده.
    فرقٌ كبير، عبودية الإنسان لله كلها كسب، كلها خير، كلها نجاح، كلها فوز، كلها فلاح، كلها سعادة، وعبودية الإنسان للإنسان أن يأخذ السيِّد من العبد كل شيء، أما عبودية الإنسان لله أن يأخذ العبد من سيِّده كلَّ شيء، بين أن تدفع كل شيء وبين أن تأخذ كل شيء فرقٌ كبير، وبونٌ شاسع.
    قال تعالى:
    ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)﴾

    أيها الإخوة الأكارم... هذه الآية الكريمة أصلٌ في تعريف العبودية، لأنك إذا أحببت هذه الأشياء كلها من أبٍ، أو ابنٍ، أو أخٍ، أو زوجٍ، أو عشيرةٍ، أو مالٍ وفير، أو تجارةٍ رابحة، أو مسكنٍ ترضاه، إذا أحببت هذا أكثر من حبك لله، حَمَلَكَ حبك لهذه الأشياء على أن تفسق، ومتى فسق الإنسان انقطع عن الواحد الديان، متى خرج الإنسان عن أمر الله، متى انتهك حُرُمات الله، متى وقع في معصية كانت حجاباً بينه وبين الله، والله سبحانه وتعالى تلطَّف وقال: ﴿فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾ ( سورة التوبة: من آية " 24 " )

    أيّ أنتم في مكانكم، لا تبرحون، لا تتقدَّمون، الطريق إلى الله أصبحت مسدودة، لأنكم أحببتم هذه الأشياء أكثر من حبكم لله عزَّ وجل.
    يا أيها الإخوة المؤمنون:
    ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ﴾ ( سورة الرعد: من آية " 15 " )

    الجمادات تسجدُ لله كرها، لكن الإنسان بما آتاه الله من عقلٍ راجح، وبما أودع فيه من شهوات تُعْينه على التقرُّب إلى رب الأرض والسماوات، بما سخَّر له من الكون، بما سخَّر له ما في الأرض جميعا، الإنسان لأن الله كرَّمه وفضَّله على كثيرٍ ممن خلق مؤهَّلٌ أن يعبد الله طوعاً لا كرهاً.
    قيل: " من عرف نفسه عرف ربه ". أيْ من عرف فقره عرف الغني، ومن عرف ضعفه عرف القدير، ومن عرف عجزه عرف الحكيم، ومن عرف جهله عرف العَليم، ومن عرف فناءه عرف الباقي، إذا عرفت نفسك عرفت ربك.
    يا أيها الإخوة الأكارم... معنىً دقيق ؛ كيانك، وجودك، أجهزتك، أعضاؤك، كلها قائمةٌ بالله عزَّ وجل. أبسط مثالٍ على هذا: أنَّ أحداً من أعضائك، أن بعض أجهزتك، أن جزءاً من أنسجتك، أن بعضاً من خلاياك لو اختل، أو أصابه العَطَب لأصبحت حياة الإنسان جحيماً.
    إذاً أنت فقير والله الغني، أنت ضعيف والله القوي، أنت عاجز والله الحكيم، أنت فانٍ والله الباقي، من عرف نفسه عرف ربَّه، ومن جهل نفسه لم يتعرَّف إلى ربه.

    يا أيها الإخوة المؤمنين... من عرف الله أحبَّه، ومن عرف الله زهد فيما سواه، وتعدُّ درجة المحبة متناسبةً تماماً مع درجة المعرفة، لهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام أشدَّ الخَلْق حباً لله، لأنه كان أعظمهم معرفةً بالله، كلَّما ارتقت معرفتك ازداد حبُّك، من هنا قال عليه الصلاة والسلام:
    (( أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً ))
    ليس في الكون جهةٌ تستحق محبَّتك إلا الله، ليس في الكون جهةٌ تستحق أن تضيع العمر كله من أجلها إلا الله.
    يا أيها الإخوة المؤمنين... النبي عليه الصلاة والسلام لأنه عرف الله أكثر من كل الخلق أحبَّه أكثر من كل الخلق، ولأنه أحبه أكثر من كل الخلق كانت قرَّة عينه في الصلاة، وكان يسأل الله عزَّ وجل الشوق إلى لقائه، ولذَّة النظر إلى وجهه الكريم، ولما خُيِّر النبي عليه الصلاة والسلام بين البقاء في الدنيا، وبين اللحوق بربه، اختار الرفيق الأعلى.
    يا أيها الإخوة المؤمنون... الحب في الدين بمثابة الروح في الجسد. " ألا لا إيمان لمن لا محبة له، ألا لا إيمان لمن لا محبة له، ألا لا إيمان لمن لا محبة له ".
    والعبوديَّة لله عزَّ وجل تقتضي المحبة أعلى درجات المحبة، وتقتضي الطاعة أعلى درجات الطاعة.
    إذاً العبودية لله عزَّ وجل طاعةٌ طوعية، ممزوجةٌ بمحبةٍ قلبية، تسبقها معرفةٌ يقينية، تفضي إلى سعادةٍ أبديَّة.

    يا أيها الإخوة الأكارم... الحيُّ القيوم من معانيها أنه لا قيام لمخلوقٍ إلا بالله عزَّ وجل، أما الله سبحانه وتعالى فقيامه بذاته، أنت مفتقرٌ إليه.

    قال بعض العلماء: إنما عَبد الله من يرضيه ما يرضي الله، ومن يسخطه ما يسخط الله، ومن يحب ما يحب الله ورسوله، ومن يبغض ما يبغض الله ورسوله، ومن يوالي أولياء الله، ومن يعادي أعداء الله، إن فعل هذا فقد استكمل الإيمان.
    فقد روى أبو داودٍ بسندٍ صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:


    ((من أحبَّ لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله فقد استكمل الإيمان ))
    سيدنا سعد رضي الله عن سعد حينما وقف أمام النبي صلى الله عليه وسلَّم قبيل معركة بدرٍ خطيباً، فقال: " يا رسول الله لقد آمنَّا بك وصدَّقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، فامضِ يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، لا يتخلَّف منَّا رجل، فصل حبال من شئت، ونحن معك، واقطع حبال من شئت، ونحن معك، وسالِم من شئت، وعادي من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، فوالذي بعثك بالحق للذي تأخذه أحبُّ إلينا من الذي تدعه ".
    هذا أثرٌ من أثر المحبة، المحبة إحساسٌ بالقلب، ولكنها تترجم إلى عمل، تترجم إلى انضباط، تترجم إلى استقامة، تترجم إلى وقوفٍ عند حدود الله
    المحبة شيءٌ يكون في القلب، ولكن لابدَّ من أن تظهر على الجوارح والأعضاء، لابدَّ من أن تجسَّد المحبة ورعاً، و.. " ركعتان من ورع خيرٌ من ألف ركعة من مخلِّط ". لابدَّ من أن تجسَّد المحبَّة استقامةً على أمر الله..

    ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ ( سورة فصلت: من آية " 30 " )
    لابدَّ من أن تجسَّد المحبة عملاً صالحاً، وبذلاً، وعطاءاً..
    ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ ( سورة محمد: من آية " 2 " )

    يا أيها الإخوة المؤمنون... روى الإمام أحمد في مسنده أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(( أوثق عُرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله ))
    أيْ العُروة الوثقى التي لا تنفصم ؛ أن تجعل أساس العلاقة بينك وبين الله هو الحب، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أوجدك ولم تكُن شيئاً مذكوراً، وهو الذي خلقك ليسعدك.. ﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ ( سورة هود: من آية " 119 " )

    يا أيها الإخوة المؤمنون... وفي حديثٍ آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم:(( أنه ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان... ))
    من هم هؤلاء الثلاثة ؟..
    (( من كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما... ))
    ( من مختصر تفسير ابن كثير )
    امرأةٌ من الأنصار كان زوجها، وأبوها، وأخوها، وابنها في معركة أُحُد، فلما ذهبت بعد انتهاء المعركة إلى أرض المعركة كي تتفقَّد أباها، وأخاها، وزوجها، وابنها رأتهم قُتِلوا جميعاً. كانت تقول: ما فعل رسول الله ؟ إلى أن قيل لها: إنه كما تحبين. قالت: أروني أنظر إليه، فلما نظرت إليه قالت: " يا رسول الله كل مصيبةٍ بعدك تهون ". هذه محبة.
    صحابيٌ كان يمشي مع النبي عليه الصلاة والسلام، رأى في يده خاتماً، فكأنه عرف النبي عليه الصلاة والسلام لا يرضيه أن يضع الرجل في يده خاتماً من ذهب، فأمسكه النبي ورماه في الأرض، فقيل له: خذ الخاتم وانتفع بثمنه، قال: والله لا آخذ شيئاً رماه رسول الله. هذه محبَّة.
    المحبة أيها الإخوة ترقى بك إلى أعلى عليين، وسببها هو المعرفة، لذلك أكبر أعداء الإنسان الجهل، إذا عرفت الله أحببته، وإذا عرفت الله زهدت فيما سواه..


    والحمد لله رب العالمين

    منقول بتصرف
    لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1989-05-26




    التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 14-08-2015 الساعة 05:27 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هل الله يُعذب نفسه لنفسههل الله يفتدى بنفسه لنفسههل الله هو الوالد وفى نفس الوقت المولوديعنى ولد نفسه سُبحان الله تعالى عما يقولون ويصفون

    راجع الموضوع التالي


لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لماذا خلقنا الله ؟ لماذا العبادة ؟
    بواسطة محبة الرحمن في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 18-08-2014, 01:11 AM
  2. ** لماذا خلقنا الله عز وجل وهو غنى عنا **
    بواسطة نضال 3 في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-03-2009, 10:24 PM
  3. لماذا خلقنا الله ؟
    بواسطة الأنبا الدين74 في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 12-09-2007, 09:36 PM
  4. معنى العبودية التى خلقنا الله سبحانه لها !!!
    بواسطة أبو عبد الوهاب في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-09-2007, 09:11 PM
  5. لماذا خلقنا الله ؟؟؟؟؟؟؟
    بواسطة I.m.I في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-05-2006, 12:29 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟

لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟