حسام الدين حامد

أبا الحكم : كيف حالك ؟!

علك تحتاج إلى معرفة هويتك و لا يقر لك قرار حتى تعرف هويتك ..

و أن عسى أن يكون ذلك رُكب فيك تركيبًا حتى لا يقر لك قرار حتى تصل إلى الحق ..

و أن عسى أن يكون ذلك قد اقترب ..

اللهم آمين ..

بداية ً - طيبة بإذن الله :هل تخبرني بمصادر العلم التي ترتضيها لإثبات

قضية من القضايا ؟


*******

أبو الحكم

الاخوة الكرام واخص بالذكر ناصر الشريعة وحسام الدين حامد ..
صدقوني لا اعلم ماذا افعل في هذه الايام ..

اسف على استعجالي ولكن حرقة في قلبي تقتلني ..
احتاج اليكم واحتاج لمعونتكم ..

اعلم ان وراء هذا الكون خالق ولكنني متكبر لدرجة عدم التصديق ..
صدق القائل ان الكفر عناد وانا احد هؤلاء العنيدين الرافضين الخضوع ..
هل هناك علاج لمشكلتي؟؟

ما اريده فقط اقناع عقلي بوجود الخالق ,,
اقناع وايمان مطلق اريد ان اصل الى الراحة التي وصلتم لها..
ولكنني لا اعلم الطريق...

ارجو ان تقبلوا اعتذاري بسبب عصبيتي الزائدة هذه الايام..


*******

حسام الدين حامد

أبا الحكم ..

تقول ( اعلم ان وراء هذا الكون خالق ولكنني متكبر لدرجة عدم التصديق )

متكبر على من ؟

على الله ؟!


أظننت العبادة حطة لك ؟!

لا يا أبا الحكم ..

هذا جحود لا اعتداد بالنفس ..

أرأيت إلى ولد غذاه أبواه صغيرًا ،

و أنفقوا عليه صغيرًا و كبيرًا ،

و علموه و ربوه ، و رعوه و كفلوه ، و أحاطوه بالعناية و الرعاية ..

حتى إذا بلغ أشده تركهم دون بِر ،

و ترك طاعتهم ظنًّا منه أن الطاعة في ذلك تنافي اعتداده بنفسه !!

أليس هذا بجحود ؟

بلى ..فمنة الله عليك أعظم من ذلك ؟

أتريد أن أعدد لك أن تعرف ؟

أم تراني لا أحصيها عددًا ؟!


فبعد أن يتم عليك نعمه ظاهرة و باطنة تقول " كبر " !!

إن العبادة هي أعلى درجات الحب !!

فمالك تنأى عنها ؟!

ما عليك إن قلتَ " آمنت بالله " ثم استقمت ؟!

ما يضرك في هذا ؟!

إن أحد المتكبرين سينادى يوم القيامة و هو في النار

( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ )

، أفتراك تسير في دربه و طريقه ؟!

ليس الطريق هنالك ..


فاسمع مني ..

تعال أطوف بك في متاهات تصل بك إلى الإيمان

و نستخرج من أرحام الحيرة جنين اليقين ..

و ما علىّ إن دخلت عليك من باب عقلك و ألقيت عليك الحجة حتى ترضى و أرضى !

ثم ما عليّ إن دلفت إلى باب العاطفة حتى ترضى و أرضى !

ثم ما علي ّ إن ولجت إلى باب الفطرة أهزها هزّا علك تفيق !

ما عليّ إن خاطبتك و رأينا أيهما أذكى عقلًا و أيهما أنضج فكرًا ..

أهو الإيمان أم الإلحاد ؟!



أولًا : الرسول و الرسالة :


المثال الأول :أبا الحكم ..

أريدك أن تتخيل معي دجالًا كذابًا

يدعي أنه مرسل من عند الله

و يموت ولده و يوم موت ولده تنكسف الشمس

و حين تنكسف الشمس يقول الناس

" إن الشمس انكسفت من أجل ولده " ..

أريد منك أن تقلب هذا الأمر ظهرًا لبطن و بطنًا لظهر و ترى كيف سيتصرف هذا الدجال ؟!

أعمل عقلك كثيرًا في هذه المسألة وكيف سيتصرف دجالٌ

وضع في هذه الفرصة الذهبية للترويج لنفسه !

لقد قلتَ
( اقرأ الفلسفة الاسلامية ولا استطيع الاقتناع بها .. أقرأ الفلسفة الالحادية واعجب ببعضها )

فأخبرني بالفلسفة الإلحادية كيف سيتصرف دجال وضع في الموقف السابق ..

ثم تعال معي ..

يموت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه و سلم

و تنكسف الشمس ، و يتحدث الناس

" إن الشمس قد انكسفت لموت ابن النبي صلى الله عليه و سلم "

، و يشمت المشركون " لقد بتر محمد "

أي لم يعد له أولاد يحملون اسمه من بعده ،

و يصرخ أحد الصحابة حزنًا ....

أما عن انكساف الشمس :

فلو أن النبي صلى الله عليه و سلم سكت و لم يتكلم لاستقر عند الناس أن الشمس انكسفت لموت ولده إبراهيم ،

مجرد السكوت كان يكفي !!

و لو أنه سكت لقلنا كانت مصيبة موت ولده شديدة !!

مجرد السكوت يا أبا الحكم كان كافيًّا !!

لكن ..لكنه صلى الله عليه و سلم يقول

( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله , لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ,

فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا
).

هكذا بوضوح و دون أي لبس أو غموض !!

إن رجلًا لا يكذب على الله عز و جل في مسألة كهذه لن يكذب عليه في أنه رسول من عنده ،

أليس كذلك ؟

بلى .ثم ماذا ؟


ثم في خضم هذا الحزن تُشرع صلاة الكسوف

و يصلي النبي صلى الله عليه و سلم بأصحابه صلاة الكسوف ،

و يخطب فيهم خطبة يتكلم فيها عن عذاب القبر و لا يتكلم عن ولده بشيء !!

ثم ماذا ؟

ثم عندما يسمع من يصرخ من الصحابة حزنًا على موت

ولد النبي صلى الله عليه و سلم ينهاه عن ذلك

و يقول إن ذلك من الشيطان !!

ثم ماذا ؟!

ثم يقول صلى الله عليه وسلم

( تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضى الرب ،

والله‏!‏ إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون‏
.)‏

ثم ماذا ؟!

ثم لا يرد على المشركين !!

و لا يتوعدهم من حينه !!

و لا يرد لهم الصاع صاعين !!

بل تنزل السورة الكريمة

( إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك و انحر * إن شانئك هو الأبتر )

لو تأملت السورة

لوجدتها بشارة للنبي صلى الله عليه و سلم بالكوثر ،

و لو كان - و حاشاه - دعيًّا أكان يسلي نفسه بالكذب ؟!

إن النبي صلى الله عليه و سلم لو كان سيكذب - و حاشاه - فلن يكذب على نفسه

و يقول " إنا أعطيناك الكوثر "

أو يقول

" و الله يعصمك من الناس "

و عندما تنزل عليه الآية يأمر الصحابة الذين كانوا يحرسونه بترك الحراسة

لأن الله وعده أن يعصمه من الناس ،

أتراه إلا صادقًا ؟

نعم والله صادقًا مصدوقًا .

ثم تتأمل السورة فتجدها تكليف بالعبادة " فصل لربك و انحر "

ـ ألو كان الرد من عنده - و حاشاه - و ليس من عند الله

أكان يكلف نفسه المزيد من العبادة في هذا الوقت الذي مات فيه ولده

و شمت به الكفرة ؟!!

ثم يأتي الرد عليهم في آخر السورة ( إن شانئك هو الأبتر ) .


هذا موقف واحد من حياة النبي صلى الله عليه و سلم

تجاه حدث موت ابنه صلى الله عليه و سلم ،

وجدناه فيه يدفع عن نفسه ما زعمه الناس أن الشمس كسفت لموت ولده

، و يصلي صلاة الكسوف و يخطب عن عذاب القبر ، و يأتي الرد على الكفار

فيه تسلية له بما له في الجنة و تكليف بالعبادة و في آخره الرد عليهم ،

و يمنع أصحابه من المبالغة في الحزن مع حزن قلبه على ولده

و هو في ذلك لا يقول إلا ما يرضي الرب عز و جل ..

و لم يسكت ليفهم الناس أن الشمس انكسفت من أجل ولده ،

و لم يقعد عن العبادة

و قام لصلاة الكسوف ،

و لم يكن ليخدع نفسه بتسلية من عند نفسه بالكوثر ،

و لم يكن ليزيد العبادات عليه و لم يكن ليمنع أصحابه من المبالغة في الحزن

لو كان كاذبًا صلى الله عليه و سلم

و حاشاه .

التفسير الإسلامي ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى )

التفسير الإلحادي : ........................

لن تجد تفسيرًا مقنعًا .



المثال الثاني :

قال تعالى ( غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ *

فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ )

( البضع هو العدد بين 3 و 9 أو 3 و 10 )

قال تعالى

( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا

قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ

ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا

قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ
)


هذا تنبؤ بأن الروم ستغلب في بضع سنين ،

و لو مرت بضع سنين و لم تغلب الروم فقد انتهى الأمر

و بطلت النبوءة و بطل الدين !!

و في نفس الوقت الكلام عن موعد الساعة

لا يتكلم صلى الله عليه و سلم فيه

و يقول إنه لا يعلمه

و لو أنه قال " ستقوم بعد 500 سنة " لما ضره ذلك شيئًا !!

لو سألت أي دجال في العالم سؤالين

و قلت له أجب عن سؤال واحد مما يأتي :

1- هل ستغلب روسيا أمريكا في خلال 10 سنين ؟

2- متى تكون نهاية العالم ؟


على أي السؤالين سيجيب

: الأول أم الثاني ؟!

سيجيب السؤال الثاني بلا تردد يذكر

و يترك السؤال الأول لأنه سيخشى أن ينفضح أمره ..

فلم كان الحال مع النبي صلى الله عليه و سلم هو العكس ؟!


التفسير الإسلامي

( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى )

التفسير الإلحادي : ........................

لن تجد تفسيرًا مقنعًا .



أزيدك أم تردّ عليّ ؟

أزيدك - بإذن الله - فاصبر !

فإن للكلام بقية !


***


أبا الحكم ..

كيف حالك ؟

علك أن تكون بخير ..


علك ينقصك سجود تبلل فيه الدموع أسربة الكآبة و الحزن

فتخرج من سجدتك بصدر منشرح

لا ضيقًا حرجًا كأنما يصعد في السماء ..

تقول

( اعلم ان وراء هذا الكون خالق ولكنني متكبر لدرجة عدم التصديق )

لكأنك كهذا العبد الذي هرب من سيده ،

و أخذ يبعد و يبعد حتى يخرج من ملك سيده لأنه يأبى أن يكون عبدًا ،

و لكن العبد الآبق لا يدري أنه مازال في ملك سيده ،

و أن سيره هذا ما هو إلا علامة على رحمة سيده به ،

و أن لو شاء سيده لأتى به مسلسلًا بالسلاسل ،

و عجبًا لقوم يدخلون الجنة في السلاسل !!

أتظنك كهذا العبد ؟

أظنك أحكم من أن تكون مثله يا أبا الحكم ..

ألم تقرأ قول الله تعالى

( نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلا )

فأنت عبد أسير ، سرت ما سرت و تكبرت ما تكبرت

فأنا و أنت عبيد لله ،

و لو شاء الله لأخذك أخذ عزيز مقتدر

، لكنه حليم بك على بُعدك ،

يدلك على مواضع الهداية على كِبرك ،

فمالك تنأى ؟!

و لم لا تقول

" و عساك ربي ترضى " ؟!!


لقد حدثتك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم

في المرة السابقة ،

وكيف هو لا يكون إلا صادقًا ،

و كيف هو لا يكون إلا رجلًا لا يكذب على الله في أي شيء

، فتعال الآن أحدثك عن رب الرسول صلى الله عليه و سلم ..

تعال إلى ربي و ربك و رب العالمين أحدثك عنه ..



ثانيًا : إنه الله ..

أظنني الآن في ورطة !!

أتراني أحدثك عن الله بما يكفي !!


سبحانه لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه ..

لذا سأقتطف من ملكوت الله ما أدعه يتحدث عن الله خالقه ..

فأبرأت ذمتي بأن جعلت غيري يتحدث ،

بعد أن أبرأتها بأن الحديث لن يكفي ،

و كيف عساه أن يكفي ؟!

و من أين أقتطف ؟!

لن أبعد بك في ملكوت السماوات و الأرض ..


بل تعال معًا في أعماق نفسك ..

أتعرف أن في جسدك محابس و صمامات أمان ؟!!

تعال أحدثك عن هذه الصمامات ...

من أين أبدأ ؟!

هل أبدأ من ذلك الصمام الذي يمنع الأكل حين تبلع أن يصل إلى الجهاز

التنفسي بدلًا من أن يصل إلى المريء ؟!!

إن هذه المنطقة يعمل بها أكثر من 10 عضلات ،

أتعرف عنها شيئًا ؟!

أتعرف أسماءها ؟!!

أتعرف كيف تعمل ؟!!


رغم الجهل بها فإنها تعمل ..

هذه العضلات تنقبض فترفع القصبة الهوائية و تغلقها و تغلق الأنف من الخلف

فلا يمر الطعام لأعلى في الأنف و لا لأسفل في مجرى التنفس ،

و لا يجد إلا طريقًا واحدًا و هو المريء ..

فبالذي خلقك فسواك فعدلك من فعل هذا ؟!


ثم تعال إلى صمام آخر ..

صمام يمنع الفضلات من المرور دون إرادة الإنسان

، صمام يحرس الشرج ..

صمام داخلي و صمام خارجي ..

الداخلي لا إرادي و هذا الصمام يجعل القناة تحته فارغة

و لذا لا يتعب الصمام الخارجي الإرادي بطول العمل

و لا يمر الهواء بعد تراكمه رغمًا عن الإنسان

و الصمام الخارجي ..

الصمام الخارجي حتى الآن مازال علماء التشريح في حيرة من أمرهم

، قالوا هو عضلة واحدة

ثم قالوا أكثر

و الآن قالوا ثلاث عضلات

تنقبض فتجعل القناة الهضمية في وضع زاوية حادة فلا يمر شيء ..

أهكذا فقط ؟

بل هذا الصمام يشعر بطبيعة المادة داخله أهي غاز أم سائل أم صلب ..

فإن أحسه الإنسان غازًا تصرف بحسب ذلك

و إن شعره صلبًا تصرف بحسب ذلك ..

و اللبيب يفهم بالإشارة ..

تخيل لو كان الإنسان يتعامل مع المار في الشرج على أنه غاز فوجده صلبًا ؟!!

يا للفضيحة ..

ثم تخيل لو كان هذا الصمام غير موجود ..يا للفضيحة ..


ثم تعال معي إلى صمام آخر ..

الإفرازات المرارية من الكبد تصل إلى الحوصلة المرارية

من خلال قناة الحوصلة

و تتجمع المادة في الحوصلة المرارية

و عندما يأتي الطعام في الأمعاء تنبعث إشارات عصبية

و هرمونية إلى الحوصلة فتنقبض فيمر السائل المخزن إلى الأمعاء ..

فالقناة المرتبطة بالحوصلة المرارية يمر بها السائل في اتجاهين ..

القناة الوحيدة في جسمك التي يمر فيها السائل في اتجاهين ..

فكيف حال الصمام الذي في هذه القناة الصغيرةِ الصغيرة ..

إنه صمام حلزوني الشكل ..

هذا الشكل الحلزوني يساعد السائل على المرور في اتجاهين ..

فبالذي جعل لك عينين و لسانًا و شفتين ،

من خلق هذا ؟!!



ثم تعال إلى صمام آخر ..

صمامات القلب ..

أتعرف عنها شيئًا ..

قصتها طويلة ..

كيف شكلها ..

كيف حركتها ..

كيف إغلاقها ..

كيف تتناسق في العمل ؟!!


و رغم أن الكثيرين لا يعلمون عن ذلك شيئًا فإنها تعمل ..

يكفيك هذه الصمامات أم أزيدك ..

الصمام الذي في الاثنى عشر

يتحكم في نزول السائل المراري إلى الأمعاء لإتمام الهضم ،

هذا الصمام مازالوا في حيرة من أمرهم في أمره

، قالوا هو جزء واحد ،

ثم قالوا ثلاثة ثم قالوا أربعة ...

من خلق هذا الذي حير العقول ؟!!

قلها معي

( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) ..

اكتفيت من الحديث عن الصمامات فإنها - والذي خلقها و خلقك

- كثيرة كثيرة ..

فخبرني - أبا الحكم - عن المنطق الإلحادي هاهنا ..

ستجده منطقًا باردًا باهتًا حائرًا ليته يسكت دون منطق

، ستجده خبالًا يقول " صدفة طائشة "

، ستجده سفاهة تقول " طبيعة غير عاقلة "

، فتعال إلى المنطق الحق ، و القول الصدق ..

التفسير الإسلامي

( قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ )

قلها يا أبا الحكم ،

و ما عليك أن تقول " آمنت بالله " ثم " تستقم " ؟!

التفسير الإلحادي ............................

لن تجد تفسيرًا مقنعًا .

*

بل تعال نتعمق في المسألة ..

الله عز و جل خلقنا و لم يتركنا هملًا و أحاطنا بالنعم كما ترى

، فجسدك شهيد عليك يوم القيامة ،

هذا الرب الرحيم الذي لم يخلقنا و يتركنا كما يدعي السفهاء

، هذا الرب الرحيم الذي لم يزل و حتى تقوم الساعة

و بعد قيامها يحوطنا بالنعم و الأفضال ،

و أسأل الله ألا تأتيك الساعة إلا و أنت مسلم ..

هذا الرب يدبر لك أمر الصمامات في جسدك ..

ثم يترك دعيًّا يقول " أنا رسول الله إليكم "

و لا يفضحه و يتركك تنخدع به ؟!!!


كيف يكون ذلك ؟!

إن الأدعياء يقعون في التناقض و الكذب و علامات الدجل تتضح عليهم

و تلك سنة الله الكونية فيهم ..

انظر إلى قاديان القوم الأكبر الذي ادعى النبوة

كيف وقع في الفضيحة تلو الفضيحة
(( http://www.eltwhed.com/vb/showthread...1749#post31749 ))

و انظر في أمر النصارى حين حرفوا الكتب كيف انكشفوا

و امتلأ الأمر بالتناقض و اتسع الخرق على الراقع ..


فتلك سنة الله الرحيم

الذي أحاطك بعنايته في جسدك و نفسك ألا يدع كذابًا دعيًّا يتكلم باسمه

و يتركه دون أن ينفضح أمره

و رزقك العقل الذي تعرف به هذا التناقض و الدجل ،

فكما أحاطك بالرعاية في أمر دنياك أحاطك بها في أمر دينك ..

فالسؤال الذي سيقف في حلق المنطق الإلحادي ؟!

لماذا لم يكن شيءٌ من ذلك مع رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم ..

لقد أخبرتك في المرة السابقة

كيف أن النبي صلى الله عليه و سلم صادق

و كيف كان سيتصرف أي دعيٍّ كذاب لو كان في مكانه

و كان تصرف النبي صلى الله عليه و سلم على العكس من تصرف أي كذاب

ذلك أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم حقًّا و صدقًا ..

و الآن أخبرتك أن الرب الذي يحوطك بالعناية

في جسدك لن يترك دعيًّا لئيمًا يتكلم باسمه دون أن يفضحه


و هذه سنة الله في خلقه ..

حدثت مع كبير بني قاديان و مع مسيلمة الكذاب - حتى صار الكذاب وصفًا لازمًا له -

و حدثت مع النصارى حين حرفوا و بدلوا

و حدثت مع اليهود حين حرفوا و بدلوا و مع كل من افترى على الله كذبًا ..


فإن جمعت ما أخبرتك به في المرة السابقة مع ما أخبرتك به في هذا المرة

وجدت أن المنطق الإلحادي ليس له حينها إلا الخرس ،

و إن تكلم فاعلم أن أصم لم يسمع ،

و إن كان يسمع فاعلم أنه لا عقل له

و هذه هي الحال..المنطق الإلحادي على شفا جرف هارٍ قد سقط فيه بالفعل !

لكن العجب الأكبر يا صاحبي

أن الله عز و جل لم يترك النبي صلى الله عليه و سلم

دون أن يوقعه في شيء مما حصل لكل كذاب دعيًّ


- ذلك أنه رسول الله حقًّا - فحسب و لكنه - فوق ذلك - أيده و نصره !!

نعم - و الذي خلقك - أيده و نصره ..

أيده بما لم يكن ليكون إلا من رب العالمين ..

كيف أيده و كيف نصره بما لم يكن ليكون إلا من رب العالمين ؟!!


للحديث بقية بإذن الرحمن ...