(إِتْحَافُ طَلَبَـةِ التَّوحِيدِ بـِفَوائدِ الشَّيْخِ هَانِي الجُبَـيْرِ)

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

(إِتْحَافُ طَلَبَـةِ التَّوحِيدِ بـِفَوائدِ الشَّيْخِ هَانِي الجُبَـيْرِ)

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: (إِتْحَافُ طَلَبَـةِ التَّوحِيدِ بـِفَوائدِ الشَّيْخِ هَانِي الجُبَـيْرِ)

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    180
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-11-2012
    على الساعة
    02:01 PM

    افتراضي (إِتْحَافُ طَلَبَـةِ التَّوحِيدِ بـِفَوائدِ الشَّيْخِ هَانِي الجُبَـيْرِ)

    بسم الله الرحمن الرحيم



    كِتَابِ التَّوحِيدِ")

    بقلم كأبو همامٍ السعديِّ الطائفيِّ –

    الحمدِ لله ربِّ العالمينَ , ثم الصلاة على سيد المرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعدُ :

    فلا يخفى على أحدٍ أهمية العقيدة الصحيحة لطالبِ العلمِ, كما لا يخفى أهمية التدوين لطالبِ العلمِ, فإنه يثْبتَ المَعلوم, ويضبطُ العلوم, ولا يخفى أهمية معرفة طالب العلم تقاسيم العلوم وأضربه, ومن هذا البابِ كنت أقرأ شرح كتاب التوحيدِ للشيخ الدكتور هاني الجبير...فكنتُ أدوِّن الفوائدَ حتى أنهيتها –بفضلِ الله- ورأيتُ نشرها في "ملتقى أهل الحديث" وإن كان كثير من الفوائدِ معلومة عند الدارسين, وبلغتْ هذه الفوائد (خمسةً وخمسينَ) مرتبةً على ترتيب الشيخ الشرح.

    الفائدةُ الأولى:
    قسَّم الإمامُ ابن تيميه و ابن القيم وابن أبي العز الحنفي التوحيد إلى قسمين:
    توحيد المعرفة و الإثبات, و يقصدون به توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
    توحيد القصد والطلب، و يقصدون به توحيد الألوهية .
    و أكثر المتأخرين يقسمون التوحيد إلى ثلاثة أقسام :
    توحيد الربوبية .
    توحيد الألوهية.
    توحيد الأسماء والصفات.
    الفائدةُ الثانيةُ:
    الخلق الذي ينسب إلى غير الله تعالى معناه الخلق الناقص ، الذي هو: تغيير الشيء من صورة إلى صورة ، أما الخلق التام الكامل الذي هو: إيجاد الشيء من العدم فهذا خاص بالله تعالى ، لا يوصف غير الله تعالى به.
    الفائدةُ الثالثةُُ:
    * التدبير ينقسم إلى قسمين:
    تدبير شرعي :
    تدبير كوني :
    فالتدبير الكوني معناه أنه يدبر الأمر سبحانه و تعالى ،فيحيي و يميت، و يغني و يفقر و يغني و يقني سبحانه و تعالى.
    و التدبير الشرعي : معناه لا يحلل و لا يحرم و لا يوجب على العباد غيره سبحانه وتعالى ، فمن خالف شيئاً من ذلك فقد نقض توحيد الربوبية.
    الفائدةُ الرابعةُ:
    * العبادة في الاصطلاح : عرف شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: أن العبادة إسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة و الباطنة . ويقول الفقهاء من الحنابلة: أن العبادة هي كل ما أُمر به شرعاً من غير اقتضاء عقلي و لا اضطرار عرفي. و عرفها الشيخ محمد بن صالح العثيمين بأنها : التذلل لله محبةً و تعظيماً بفعل أوامره و اجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه. كما قال ابن القيم :
    و عبادة الرحمن غاية حبه *** مع ذل عابده هما ركنان
    فركنا العبادة : التذلل و المحبة.

    الفائدةُ الخامسةُ:
    كتمان العلم على نوعين :
    كتمان تام : يعني كتمان مطلق بأن يكتم العلم و لا يبلغه لأحد ، لغير مصلحة ، و هذا هو المنهي عنه ، وهو الذي يأثم فاعله.
    كتمان لمصلحة و مقصد : فهنا قال : (لا تبشرهم فيتكلوا) ، فلا يبلغ الناس لئلا يُحدث هذا عندهم إتكالاً على هذا التوحيد و ربما فهماً ناقصاً له فيتركوا من ذلك العبادة.
    الفائدةُ السادسةُ:
    *س من لم يكن نشأ في بادية بعيدة , وكان بين المسلمين فهل يعذر؟
    ج: الذي عليه أئمة الدعوة السلفية في نجد من عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب و تلامذته، و هو الذي يفتي به سماحته شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى ، وعليه فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء: أن الإنسان لا يعذر بالجهل ، ما دام قد بلغه القرآن، و يستدلون لذلك بقول النبي صلى الله عليه و سلم كما في صحيحه ، في صحيح مسلم (و الذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودياً و لا نصرانياً ثم لا يؤمنوا بالذي أرسلت به إلا دخل النار) ، وكذلك بقوله تعالى : ( و أوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) فإن من بلغه القرآن فقد أنذر، و من أنذر فقد وجب عليه أن يعمل و إلا عوقب على ترك العمل، و هذا هو القول الأقرب للصواب بل الظاهر من حال السلف أن القول الثاني هو الأصح والأرجح .



    الفائدةُ السابعةُ:
    * الظلم على ثلاثة أنواع :
    النوع الأول الشرك : هو أعظم الظلم ، الشرك بالله تعالى ، فإن الله تعالى مستحق للعبادة فصرف العبادة لغير الله تعالى أعظم الظلم.
    النوع الثاني ظلم النفس : هو ظلم الإنسان لنفسه بفعله للمعاصي و ارتكابه لها .
    النوع الثالث ظلم الغير : فهو ظلم الإنسان لغيره باعتدائه عليه أو سلب حقه.
    الفائدةُ الثامنةُ:
    * معنى لا إله إلا الله : لا : نافية للجنس. إله : إسم مبني على الفتح في محل نصب إسم لا . و معنى إله يعني مألوه ، و المألوه هو المعبود فإن تأله هو التعبد.
    و "إله" هذا أسم لا يعني لا معبود. لا تحتاج إلى إسم و خبر فاسمها إله و الخبر: الحبر محذوف وفي تقدير هذا الخبر المحذوف خلاف بين الناس، فأما أهل السنة الذين اتبعوا منهج سلف هذه الأمة و عرفوا الحق بدليله: فإنهم لا يشكون أن الخبر المحذوف تقديره (حق) يعني لا إله حق إلا الله . و يقولون: إن معنى ذلك أنه توجد معبودات أخرى غير الله تعالى ، لكنها غير حق. كمال قال تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق و أن ما يدعون من دونه الباطل) .
    * أما غيرهم فقالوا "لا إله موجود" وقدَّروا الخبر محذوف تقديره (موجود) يعني أنه لا معبود موجود إلا الله، و هذا خطأ بلا ريب، فإنه لا شك أنه توجد معبودات كثيرة غير الله، وأكبر دليل لذلك، حال المشركين الذين بعث الله تعالى إليهم نبينا محمد صلى الله عليه و سلم وكانوا في زمنه، فإنهم كانوا يعبدون مع الله غيره، و يصرفون العبادة لغير الله تعالى، و هذا كافٍ في إبطال ما فهموه، و هذه المسألة التي قد نظن أنها من أوضح ما تكون، و قد وقع في الخطأ فيها علماء كبار.
    الفائدةُ التاسعةُ:
    * نظم شروط لا إله إلا الله الشيخ حافظ حكمي بقوله في سلم الأصول هذه الشروط لا بد من حفظها يقول :
    العلـم و اليقــين والقبول و الإنقياد فادري ما أقول
    و الصدق و الإخلاص و المحبة وفقك الله لمــا أحبه
    و قد نظمها قبله بعضهم فقال :
    علم يقين و إخلاص و صدقك مع محبة وانقياد و القبول لها

    الفائدةُ العاشرةُ:
    * مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله خمسة أمور :
    الأول: طاعة النبي صلى الله عليه و سلم .
    الثاني: تصديقه فيما أخبر به.
    الثالث: إجتناب ما نهى عنه.
    الرابع : ألا تتعبد الله إلا بما شرعه لك صلى الله عليه و سلم .
    الخامس: ألا تصرف له شيئاً من العبادة.
    الفائدةُ الحاديةَ عشرة:
    * (و روح منه) يعني روح ابتدأت من الله تعالى ، خلقها الله تعالى و ما أُضيف إلى الله تعالى، يذكر أهل العلم له قاعدة ، فيقولون :
    ما أُضيف إلى الله تعالى من عين قائمة بنفسها: مثل ( أن عيسى روح من الله) كما قال تعالى: ( ناقة الله وسقياها) يقول أهل العلم: إن كان هذا الشيء المضاف إلى الله عين قائمة بنفسها مستقلة فتكون من باب إضافة المخلوق إلى الخالق، فمعنى روح منه: روح مخلوقة من الله، و معنى (ناقة الله): يعني الناقة التي خلقها الله . و معنى (أن عيسى روح من الله ): أي أنه مخلوق لله تعالى .
    أما إذا كان المضاف إلى الله تعالى معنىً يقوم بغيره متصلاً به: فهذا أيضاً من باب إضافة المخلوق إلى الخالق ، مثل ما أضفنا إلى الله تعلى روح أو علم، نبي من أنبياء الله ، كما في هذا الحديث، و روح منه، فهذه الروح لا تقوم بنفسها إنما تقوم بمن ؟ بعيسى فتكون من باب أيضاً إضافة المخلوق إلى الخالق.
    الثالثة أن نضيف إلى الله تعالى صفةً لا تقوم بنفسها : مثل: كلام الله، و وجه الله، وقدرة الله ، و عزة الله ، فهذه من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، فتكون من صفات الله تعالى .
    الفائدةُ الثانيةَ عشرةَ:
    * معنى قوله صلى الله عليه و سلم ( أدخله الجنة على ما كان من العمل) اختلف فيه أهل العلم على قولين:
    القول الأول: يعني على ما كان من عمله سواءً عمل صالحاً أو طيباً ما دام أتى بهذه الأمور فهو يدخل الجنة، فمهما فعل من المعاصي والذنوب فإنه يدخل الجنة ، هذا هو المعنى الأول، على ما كان من العمل يعني مهما عمل من السيئات، فإنه يستحق دخول الجنة لتوحيده و شهادته و إيمانه بما سبق .
    القول الثاني: أن قوله صلى الله عليه و سلم (على ما كان من العمل ) يعنى: حسب عمله أي أن دخوله للجنة حاصل إلا أنه إن كان عمله الصالح كثيراً دخل أعلى الجنة، و إن كان قليلاً فكان دون ذلك. ، فالعمل الصالح يستحق عليه أعلى الجنان، و العمل الأقل يستحق عليه دون ذلك.

    الفائدةُ الثالثةَ عشرةَ:
    * عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (أن موسى قال: يا رب علمني شيئاً أذكرك و أدعوك به ، قال : يا موسى قل لا إله إلا الله قال : يا رب كل عبادك يقولون هذا ، قال : يا موسى لو أن السموات السبع و عامرهن يعني من يقيم فيها و يسكنها ، غيري فإن الله تعالى هو الذي تعبدنا بهذه الكلمة و ألأرضين السع في كفة و لا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله) .
    قال الشيخ هاني: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، و لكن يدل على معناه عدة أحاديث منها الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده :
    عن أبي ذر أن نوحاً عليه السلام لما حضرته الوفاة جمع بنيه و أوصاهم أن يقولوا لا إله إلا الله، قال: فإنها لو وزنت بالسماوات و الأرض لرجحت بهن، إلا أن فيه الصقعب، وهو أيضاً ضعيف، و لكن معنى رجحان حسنة لا إله إلا الله معنى صحيح. فقد روى الترمذي و الحاكم و صححه ، و وافقه الذهبي أن رجلاً يأتي يوم القيامة ينشر له تسعة و تسعون سجلاً كلها سيئات، فينظر إليها كل سجل مد البصر، فيقول له الله : أظلمك كتبتي؟ فيقول : لا . فيقول: ألك حسنة ؟ قال فيهاب و يقول: لا. فيقال : بلى إنك لا تظلم، فيؤتى ببطاقة قد كتبت عليه لا إله إلا الله فيقول: و ما تفعل هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم ، فتوضع في كفة الميزان الأخرى فترجح بهن و هذا الحديث يسمى "حديث البطاقة" و هو حديث صحيح.


    الفائدةُ الرابعةَ عشرةَ:
    تحقيق التوحيد على قسمين :
    تحقيق واجب .
    تحقيق مستحب.
    التحقيق الواجب: هو أن يترك الإنسان الشرك بقسميه الأكبر و الأصغر و يترك البدع و يترك المعاصي و الكبائر.
    أما التحقيق المستحب: فهو أن يصفي الإنسان قلبه و يرتفع به عن التعل بالمخلوقين أو المذلة لهم ، أو طلب شئ منهم و هذا معنى أعظم
    الفائدةُ الرابعةَ عشرةَ:
    الشرك عند أهل العلم: هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله. و بعضهم يقول: الشرك أن تجعل لله نداً في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه و صفاته. و المعنى قريب لكن المعنى الأول أوضح، مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله. و الشرك يكون في الربوبية و يكون في الألوهية و يكون في الأسماء و لصفات.

    الفائدةُ الخامسةَ عشرةَ:
    * الشرك ينقسم إلى أقسام:
    القسم الأول هو الشرك الأكبر : و الشرك الأكبر يسميه بعض العلماء الشرك الظاهر ، بعضهم يسميه الشرك الجلي ، و المعنى واحد لكن المهم للطالب أن يعرف تنوع الأسماء للمسمى الواحد، فإذا قرأ في كتب أهل العلم لا يستغرب، فالشرك الأكبر سماه ابن القيم الشرك الظاهر، ويسميه بعضهم الشرك الجلي. تعريف الشرك الأكبر: أنه ما جاء في النصوص تسميته شركاً و كان متضمناً لخروج الإنسان عن دينه . وكل ما جاء في النصوص أنه شرك و تضمن خروج الإنسان عن دينه فهو الشرك الأكبر.
    ومثال ذلك: صرف العبادات لغير الله فمن نذر لغير الله أو سجد لغير الله أو طاف على شئ بقصد العبادة فهو واقع في الشرك الأكبر، و ربما لن يستطيع الطالب أن يحيط بمعناه و يدركه إدراكاً تاماً إلا بدراسة هذا الكتاب، فإذا درس الكتاب كله وجد عنده تمييز للفرق بين النوعين.
    القسم الثاني هو الشرك الأصغر: قال بعض أهل العلم في تفسيره: هو ما جاء في النصوص تسميته شركاً و لم يبلغ حد العبادة، لم يبلغ أن يصل أن يصل إلى حد العبادة.
    مثل قول النبي عليه الصلاة و السلام : (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) فإن في هذا الحديث تسمية من حلف بغير الله بأنه مشرك، و الحلف بغير الله مجرد الحلف ليس عبادة، فهذا يكون من باب الشرك الأصغر. قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تفسيره للشرك الأصغر: هو كل عمل قولي أو فعلي وسيلة إلى الشرك الأكبر . كالرياء فإنه من وسائل الشرك الأكبر ،وتعظيم المقبورين و الغلو في الصالحين، فإن الغلو فيهم و تعظيمهم وسيلة إلى الشرك الأكبر.
    قالت اللجنة الدائمة في تعريفه : هو كل فعل نهى الله تعالى عنه و كان وسيلة إلى الشرك الأكبر و جاء في النصوص تسميته شركاً.
    فجمعوا بين أنه سمي في النصوص بالشرك و بين أنه وسيلة و ذريعة إلى الشرك الأكبر.
    القسم الثالث و هو الشرك الخفي : يذكره بعض أهل العلم و هو الشرك الخفي فيجعلونه قسماً ثالثاً و يجعلون الشرك ثلاثة أقسام (1) شرك أكبر (2) شرك أصغر (3) شرك خفي. مع أن ابن القيم رحمه الله تعالى جعل الشرك الأصغر يسمى بالشرك الخفي ، فجعل الشرك الأصغر هو الخفي.


    والحقيقة: أن هذا القول تؤيده الأدلة لأن النبي صلى الله عليه و سلم كما في الحديث الذي بين أيدينا قال : (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي، فسئل عنه ؟ قال : الرياء) فيدل على أن الرياء شرك أصغر و شرك خفي و أن المعنى واحد ، لكن الشرك سمي خفياً باعتبار أن الشرك الأكبر أظهر منه ، و سمي أصغراً باعتبار أن الشرك الذي هو صرف العبادة لغير الله أكبر منه. أم الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، فيرى أن الشرك الخفي يحصل في الشرك الأكبر و الأصغر. وكلامه رائع جميل : فإن الشرك الأكبر منه ما هو خفي و منه ما هو ظاهر، الشرك الأكبر قد يكون ظاهراً مثل صرف العبادة لغير الله مثل صرف الطواف و السجود لغير الله هذا ظاهر، و قد يكون الشرك الأكبر خفي مثل شرك المنافقين، فالمنافقون مشركون: لكن شركهم خفي. وقد يكون الشرك الأصغر طارئاً مثل: الحلف بغير الله, فالحلف بغير الله شرك أصغر ظاهر، و قد يكون الشرك الأصغر خفي مثل الرياء. هذا الكلام مجمل و إلا أن تفصيله يحتاج إلى تدقيق و وقفات، فالرياء قد يكون شرك أكبر و حلف بغير الله قد يكون شرك أكبر و كل هذا من حيث الجملة.

    الفائدةُ الخامسةَ عشرةَ:
    الشرك الأكبر له أنواع :
    النوع الأول شرك الدعاء: أي: صرف الدعاء لغير الله مثل من ندعو غير الله .
    النوع الثاني شرك القصد و الإرادة و النية: و ذلك بأن يقصد غير الله تعالى وقلنا أن الرياء يكون شرك أصغر و قد يكون شرك أكبر، فيكون شركاً أكبرَ إذا كان الرياء في أصل الإيمان، كإنسان ما أسلم و ما دخل في الإسلام إلا رياءًا، و قد يكون أيضاً شركاً أكبر إذا كان في جميع الأعمال الصالحة التي يفعلها الإنسان يفعلها وهو مرائي. و قد يكون أصغر إذا وقع في العمل المعين أو في بعض الأعمال فإذا وقع فيها الرياء كان هذا الرياء شرك أصغر .
    النوع الثالث شرك الطاعة: وعقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب باباً في هذا الكتاب ، فقال : باب من أطاع الأمراء و العلماء في معصية الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله.
    النوع الرابع شرك المحبة: كما قال تعالى : (و من الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله و الذين آمنوا أشد حباً لله.. الآية). هذه الأنواع جمعها الناظم في بيتين من الشعر يقول الناظم و منه – يعني الشرك الأكبر-:
    و منه شرك دعوةٍ و قصدِ كذاك طاعةٌ لظلمِ الْعبد
    و مثله الإفراط في المحبـة فأربعٌ ترديـك للمذمة
    الفائدةُ السَّادسةَ عشرةَ:
    قوله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ). اختار شيخ الإسلام ابن تيميه أن هذا الشرك يدخل فيه الشرك الأكبر و الأصغر , أما ابن القيم فكما قدمنا في النونية يقول: هذه الآية خاصة بالشرك الأكبر، الذي هو صرف العبادة لغير الله، أما الشرك الأصغر فعنده أنه من جملة الذنوب التي يغفرها الله تعالى أن شاء لعبده.
    الفائدةُ السَّابعة عشرةَ:
    قوله تعالى: (و اجنبني و بنيَّ أن نعبد الأصنام) الأصنام : كل ما عبد من دون الله مما كان له صورة ، فإذا صور شخص إنساناً أو طيراً -جعله على صورة – و عبده من دون الله فهذا صنم. أما الوثن: فهذا ما عبد من دون الله و ليس على صور. و لذا قال النبي صلى الله عليه و سلم لعدي بن حاتم الطائي لما رآه معلقاً صليباً – كان يعلق صليباً لأنه كان نصراني- قال : (ألق عنك هذا الوثن) فسمى الصليب وثناً لأنه يعظم و يعبد من دون الله و ليس على صورة.
    الفائدةُ الثامنة عشرة:
    * حديث لما سئل عن الشرك الأصغر ؟ قال: الرياء (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) ، هذا الحديث حديث حسن ، حسنه الحافظ بن حجر و قال الهيثمي عنه رجاله رجال الصحيح و صححه الألباني رحمه الله.
    والرياء هو : أن يفعل العبد عملاً يقصد منه أن يراه الناس و هذا هو الرياء. أما التسميع : فهو أن يعمل عملاً يقصد أن يسمع به الناس، فيسمى الأول رياءً و يسمى الثاني سمعة .

    [COLOR="Silver"]الفائدةُ التاسعة عشرة:
    الفرق بين الشرك الأكبر و الأصغر:
    الشرك الأكبر يوجب الخلود في النار ، بخلاف الأصغر فإنه يوجب التعذيب.
    الشرك الأكبر يخرج الإنسان من الإسلام. بخلاف الأصغر.
    أن الشرك الأكبر فيه صرف عبادة لغير الله, أما الشرك الأصغر فليس فيه صرف عبادة لغيرالله.
    أن الشرك الأصغر أقل من الشرك الأكبر ، فالشرك الأكبر أعظم من الأصغر.
    الفائدة العشرون:
    * الحالة واحدة تكون فيه الدعوة إلى التوحيد مندوبه غير واجبة يذكرها أهل العلم و هذه الحالة هي: إذا ما غزا المسلمون الكفار وقد كان الكفار بلغتهم الدعوة، فلو حصل قتال بين المسلمين و الكفار وكان الكفار قد بلغتهم الدعوة إلى الإسلام، و عرفوا أن المسلون يريدون منهم الإسلام فهل يجب عليهم قبل القتال أن يدعوهم إلى التوحيد؟ لا يجب عليهم لكنه يستحب. ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم أغار على بين المصطلق وهم غارون (يعني وهم غافلون ).


    يتبع

    فضلا تنزيل الموضوع فور تمحيصه وفلترته
    للتمكين من تكملته الان بأذن الله ومشيئته
    لان تأجيله لأربع وعشرين ساعه يرهق وغير العوائق التى لا نحتسبها من انقطاع الارسال وغيره عزرا بارك الله فيكم
    رجاء[/COLOR]
    شكرا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    180
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-11-2012
    على الساعة
    02:01 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الفائدة الواحد والعشرون:
    قول الله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني ) في هذه الكلمة قولان للمفسرين:
    القول الأول: أنا أدعو إلى الله و أتباعي و من تبعني يدعو إلى الله، و هذا يدل على أن الدعوة هي طريقة الأنبياء وطريقة من تبعهم.
    القول الآخر: أن المعنى أنا ومن اتبعني على بصيرة فيكون المراد فيها البصيرة المذكورة.
    الفائدة الثانية والعشرون:
    (أهمية استعداد الداعية قبل الدعوة إلى الله) إن النبي عليه الصلاة و السلام لما أرسله قال له (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب) يعني ستأتي إلى قوم ليسوا من المشركين إنما من أهل الكتاب، و أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، فإذا أتيت لهم فاستعد للمناظرة والدعوة، فإن عندهم كتاب يرون أنهم على أثارة من علم، و ليسوا مثل المشركين الذين لم يكن عندهم كتاب وحجة، وهذا يبين أهمية استعداد الداعية قبل الدعوة إلى الله .

    الفائدة الثالثة والعشرون:
    في هذا الحديث يقول: ( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله و في رواية : أن يوحدوا الله) لم يذكر في هذا الحديث "صيام رمضان و لا الحج" ، مع أن النبي صلى الله عليه و سلم أرسل معاذاً في آخر حياته بعد أن فرض الصيام و الحج! فلماذا لم تذكر في هذا الحديث؟ يقول بعض أهل العلم: أنها لم تذكر في الحديث لأنها اختصرها الراوي، أو كما قيل: إن من إلتزم بهذه فهو مستعد أن يلتزم بغيرها، أو لأنه لما أرسله قبل أن يحج النبي عليه الصلاة و السلام ولم يكن الوقت الذي جاء فيه وقت صيام و لا وقت حج، و لا يلزمهم أن يعرفوا حكم الصيام الحج حتى يأتي وقته.
    الفائدة الرابعة والعشرون:
    الكفر بما يعبد من دون الله بثلاثة أشياء :
    الكفر بالقلب: يعني يبغض ما يعبد من دون الله، بغض الكفر و أهل الكفر، و هذا واجب على كل مكلف لا يسقط عن أحد.
    الكفر باللسان: بأن يصرح بالعداوة لأهل الكفر و يصرح بتكفيرهم و يصرح ببغضه لهم، يصرح بأنه لا يعبد هذه الآلهة و أنه يكفر من يعبدها، و هذا واجب على كل مكلف لكنه يسقط بالإكراه.
    البغض بالأفعال: فأنت تكفر بما يعبدون من دون الله بالأفعال و ذلك بأن تجاهد أهل الكفر وتحاربهم وهذا يتبع فيه المصلحة كما يذكره أهل العلم في كتاب الجهاد.
    الفائدة الخامسة والعشرون:
    * ذكر المؤلف حديث عمران بن حصين يقول: ( أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى رجلاً في يده خلقة من صفر ) و هذا الحديث فيه ضعف لأنه من رواية عزرة المعافري عن الحسن عن عمران بن الحصين و عزرة روايته عن الحسن مرسلة ثمِّ إن الحسن اختلف أهل العلم هل لقي عمران بن حصين أو لا ؟ و الذي اختاره جمع من المحققين: أنه لم يلق عمران وقد روي من حديث سعيد عن الحسن عن عمران ، و سعيد عن الحسن هذا متصل إن شاء الله ، لكنه يبقى فيه الإشكال في لقي الحسن لعمران فإن في لقائه إشكال.
    ومعنى حلقة: يعني حديدة محنية دائرية هذه هي الحلقة . ومعنى الصفر: هو النحاس يعني حلقة أسورة مثلاً من النحاس و ضعها في يده.

    الفائدة السادسة والعشرون:
    * (من تعلق ودعة فلا ودع الله له ) الودع: مثل الصدف يخرج من البحر و يعلقه بعض الناس من أجل دفع البلاء عن النفس هذا الودع الذي يشبه الصدف و يخرج من البحر. يقول النبي صلى الله عليه و سلم (و من تعلق ودعة فلا ودع الله له ) يعني: لا تركه في دعة و راحة .بل دعاء من النبي عليه الصلاة والسلام أن يكون تعليقه للودع سببا لعدم الراحة عنده، و سبباً لحصول كثير من البلاء له .
    الفائدة السابعة والعشرون:
    قوله تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون ) معنى هذه الآية: أن كثيراً من الناس لا يؤمن بالله إلا و هو مشرك ، فهو مؤمن بالله توحيد الربوبية و مع ذلك يشرك مع الله في الألوهية ، فهو في الربوبية يعتقد أن الله تعالى هو الخالق الرازق ، أما إذا جئنا في الألوهية فهو يصرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى.
    الفائدة الثامنة والعشرون:
    * نقول : من تعلق شيئاً من الخيوطِ أو الحلقاتِ فإنه لا يخلو :
    إما أن يعتقد أن هذا الأمر الذي علقه ينفع و يضر بنفسه، يعتقد أن الناب أو العين أو الودع أو الخيط يضر بنفسه، فهذا مشرك شرك أكبر في الربوبية، ولا يخلو من شرك أكبر في الألوهية لأنه إذا اعتقد هذا الاعتقاد فإنه سيعلق قلبه و رجاءه و توكله بهذا الشيء ، فيكون صارفاً للتوكل و الرجاء – توكل العبادة و رجاء العبادة – لغير الله فيكون قد أشرك في الربوبية و الألوهية .
    (2) أما لو اعتقد أن هذا الذي علقه لا ينفع و لا يضر بنفسه ـ وهو أظنه حال أكثر الناس ـ يقول إني أعرف أن هذا الناب و الودع و الخرز و غيره لا ينفع و لا يضر بنفسه بل الله تعالى هو النافع الضار ، و لكه هذه سبب للشفاء ، و سبب لرفع البلاء ، فهذا مشرك شركاً أصغر، لا يخرج من الإسلام ، و لكنه وقع في أمر هو أعظم من الكبائر ـ كبائر الذنوب_.
    الفائدة التاسعة والعشرون:
    * -تكميلٌ- لأنَّه يجب أن تفهم قاعدة الأسباب التي يذكرها أهل العلم :

    أن كل من أتخذ سبباً و هو ليس بسبب في الشرع و لا في القدر فقد أشرك شركاً أصغر.
    من اعتقد أن غير الله ينفع و يضر فهذا مشرك شرك أكبر.
    من اعتقد أن شيئاً من الأشياء أن شفاءه سببا شرعياً, كإنسان يعتقد أن العسل فيه شفاء، هل العسل سبب للشفاء؟ نعم بدليل الشرع لأن الله تعالى قال فيه شفاء، فهذا ليس بشرك لأن هذا سبب
    من اعتقد أن شيئاً من الأشياء أن شفاءه سببا قدراً, يعني جرى القدر على أن هذا الأمر سبب للشفاء، مثل ما لو إنسان أصابه صداع فاستعمل الدواء المسكن ـ حبوب الأدوية المسكنة ـ ، أو كان في بطنه شيء فاستعمل دواء يسهل البطن هذه الأدوية تعرف في القدر، فهذه من اعتقد أنها سبب لا يكون واقعاً في الشرك.

    (تنبيهٌ مهمٌ) بالنسبة للسبب القدري لا بد فيه من شرط : هو أن يكون أثره و علاقته ظاهرة. لأن بعض الناس يقول: أنا إذا وضعت خيط أو صليب وعلقتها على صدري ألاحظ في نفسي اطمئنان وراحة و سكون؟ نقول: أن هذا الأمر ليس بأمر ظاهر ، بخلاف الدواء الذي نعرف كيف يعمل، و إنه يقاتل الجراثيم، أو أنه يسكن موضع الإحساس بالألم، فتأثير هذا السبب لا بد أن يكون طاهراَ.
    لا بد لأجل أن نعتبر هذا سبباً أن يكون أمراً ظاهراً يمكن إدراكه ، على كل نعرف من هذا أنه إذا اعتقد الإنسان أن شيئاً من الأشياء سبباً لحصول المقصود و لم يثبت أنه السبب لا في الشرع و لا في القدر ، فقد وقع في شرك أصغر ، أما إذا اعتقد أن هذا الشيء ينفع و يضر بنفسه فهو شرك أكبر في الربوبية ، هذا هو مجمل هذا الباب ، و إذا فهمت هذا ستفهم الباب الذي يليه بإذن الله.

    الفائدة الثلاثون:
    * (التمائم ): شيء يعلق على الأولاد يتقون به لأجل اتقاء العين أو رفع بلاء.
    (والرقى): هي التي تسمى العزائم ، و خص منها الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم من العين والحمة .
    (التولة) : هي شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها و الرجل إلى امرأته .
    وفي الحديث "من تقلد وتراً" الوتر: مفرد أوتار، وهي/ التي تربط في القوس ليرمى بها السهم، كان الوتر إذا صار بالياً و لم يعد ينفع في رمي السهام بالقوس يأخذونه و يعلقونه على البعير، أو على الدواب لأجل ألا تصيبها العين ، فإنها – يقولون – إذا نظر الإنسان إلى هذا الوتر البالي ذهبت عينه فيه.

    الفائدة الواحد والثلاثون:
    * (أنواع التمائم) أن التمائم لا تخلو إما أن تكون من القرآن ، أو من غير القرآن:
    - فإن كانت من غير القرآن يعني إنسان يكتب أباطيل أو حروف يجمعه أو يكتب مثلثات أو مربعات،- و يجعل فيها أرقام و حروف،- أو نحو ذلك ،- هذه الأشياء التي يكتبها إذا لم تكن من القرآن،- فإن اعتقد فيها النفع و الضر فهي شرك أكبر،- و إن اعتقد أنها سبب فهو شرك أصغر.
    - أما إذا كانت هذه التمائم مكتوب فيها آيات من القرآن،- إذا كتب فيها آيات من القرآن،- فهذه فيها خلاف بين السلف،- فذهب عبد الله بن عمرو بن العاص إلى أنها مباحة،- فإنه كان يعلق على أولاده إذا ناموا (قول النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ بعزة الله و قدرته) لأجل أن يدفع عنهم السوء حال نومهم.
    أما ابن مسعود رضي الله تعالى عنه فكان يحرم تعليق التمائم سواءً من القرآن أو من غير القرآن.
    وجمهور الفقهاء: ذهبوا مذهب عبد الله بن عمرو بن العاص، و يرون أن المعلق إذا كان من القرآن فهو مباح.

    الفائدة الواحد والثلاثون:
    * (رأي أئمة الدعوة في المسألة والسببُ) أما أئمة الدعوة الذين منهم السيخ محمد بن عبد الوهاب وتلامذته بعده _ وهو الذي عليه الفتوى الآن – يأخذون بقول إبن مسعود رضي الله تعالى عنه. و ذلك لثلاثة أمور:
    الأمر الأول: أن حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عه عام، إن التمائم شرك، فكل التمائم شرك، فتخصيص التمائم من القرآن من بينها يحتاج إلى دليل، و إذا لم يوجد دليل فيبقى على عمومه .
    الأمر الثاني: أن المنع من جميع التمائم يسد الباب على كل من أراد أن يلبس على الناس، فيدخل عليهم التمائم التي فيها الشعوذة و الشرك في هذه التمائم بدعوى أنها من القرآن، فيقولون نمنعها سداً لذريعة الشرك.
    الأمر الثالث: أن تعليق القرآن يفضي إلى امتهان كتاب الله، فإنه لا يؤمن أن تعلق على صبي و تصيبه النجاسة أو يدخل بها إلى الخلاء، أو يستعملها في غير شيء طاهر و هذا امتهان لكتاب الله ، فحفظاً له يمنع من تعليق هذه التمائم. هذا هو حكم التمائم .

    الفائدة الثانية والثلاثون:
    * (شروطُ الرقيةِ) الرقية إذا وجد فيها ثلاثة شروط فهي مباحة :
    الشرطُ الأول: أن لا يكون فيها شرك أو مخالفة شرعية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً) ، فإذا كان في الرقية شرك أو مخالفة شرعية فإنها لا تجوز
    الشرطُ الثاني: أن لا يعتقد الإنسان أنها تنفع و تضر بنفسها، بل يعتقد أن النافع والضار هو الله تعالى، و إنما هي سبب محض قد يحصل الشفاء و قد لا يحصل.
    الشرطُ الثالث: أن تكون بلسان عربي، وبألفاظ معلومة سواءً كانت الرقية بما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أو بما جاء في كتاب الله بأن يقرأ الإنسان آيات أو يقول الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو : (رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي) و نحوها, أو كانت بشيء لم يرد عن النبي صلى الله عليه و سلم ، مثل إذا قال الشخص: بسم الله الشافي ، بسم الله المعافي الله يشفيك ، الله يعافيك ، وقرأها على المريض، هذه الألفاظ لم ترد عن النبي عليه الصلاة والسلام، لكن ما دامت معروفة المعنى و ليس فيها شرك فلا بأس بها.

    الفائدة الثالثة والثلاثون:
    * التولة: هي التي يسميها بعض الناس الصرف أو يسموها العطف أو يسمونها السخرة. وهيَ: شيء تصنعه المرأة عند ساحر لأجل أن يحبها زوجها أكثر، أو يصنعه الرجل ليحبب المرأة إليه، و هذا ما دام عمل السحرة فإنه كفر كما قال تعالى: (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ) و السحر كله كفر .
    الفائدة الرابعة والثلاثون:
    * حديث الإمام أحمد عن رويفع: ( قال يا رويفع لعل الحياة تطول بك فأخبر الناس أن من عقد لحيته ) معنى عقد اللحية فيها أقوال عند أهل العلم :
    قيل: عقد اللحية معناه "عقدها" بمعنى أن تنتفش بعد عقدها فيفعل ذلك تكبراً على الناس.
    وقيل: لأجل أن يجعدها بهذا العقد فيكون من فعل أهل التأنُّث.
    و الأقرب أن المراد بعقد اللحية: أن بعض الناس كانوا في الجاهلية إذا كانت لحيته جميلة يعقدا لأجل إذا رآها الناس لا يحسدونه على حسن لحيته، و هذا يقع عند بعض الناس، أن يقبح ثيابه و يجعل ملابسه سيئة لأجل لا يصيبها العين، فيعض الناس إذا كان عنده ولد جميل و خشي عليه من العين يلبسه ملابس سيئة أو يجعله غير مرتب الهيئة لأجل لا تصيبه العين.

    الفائدة الخامسة والثلاثون:
    * الأسباب لا بد فيها من ثلاثة أمور :
    الأمر الأول: أن يثبت كونها سبباً في الشرع أو في القدر، و قدمنا الكلام عليه وهذه أهم مسألة، و من فهمها فهم كثيراً من مسائل الاعتقاد.
    الأمر الثاني: لا بد أن يعتقد أن السبب لا ينفع ولا يضر بنفسه إنما ينفع و يضر بإذن الله تعالى ، فالله تعالى هو النافع و حده و هذه أسباب محضة لوصول الإنسان إلى مقصوده.
    الأمر الثالث: ألا يستعملها وهو متوكل عليها بل يعتمد على الله تعالى، بعض الناس يفعل الأسباب و هو يتوكل و يعتمد عليها اعتماد افتقار إليها، فيرى أنه لو لم يستخدم هذا السبب فإنه ينقطع عن الوصول إلى مقصوده، كأن يعتقد أن الوظيفة التي هو يعمل فيها هذه هي سبب رزقه!!، و لا شك أنها سبب للرزق لكن لو كان يعتمد عليها اعتماد افتقار، ويرى أنه لو فصل منها فإنه لن يجد رزقاً!!! فهذا محذور في باب الأسباب....
    * بل الواجب عليه أن يعتقد أنها طريقٌ موصلٌ، و أن الله تعالى قيَّضها له ، فإذا منعت منه فإن الله تعالى سيقيض له رزقاً من باب آخر ، فكما كتب الله له هذا الباب يكتب له باباً آخر.

    الفائدة السادسة والثلاثون:
    التبرك : طلب البركة .
    و البركة : في اللغة : هي كثرة الخير و ثبوته، و من ذلك بركة الماء، فإن بركة الماء تخالف الماء الجاري في أمرين : (1) كثرة الماء فيها . (2) ثبوته فيها.
    الفائدة السابعة والثلاثون:
    ذكر المؤلف قوله تعالى: (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) سورة النجم .
    (اللاَّت): رجل كان يلت لهم السويق يعجن السويق للحاج، فلما مات صوروا صورة على قبره ليذكروه بها فلما مر الزمن عبدوا هذه الصورة ، و هي حجر نحت على شكله.
    (العزى): كذلك صنم كان بين مكة والطائف.
    (مناة): مأخوذ من منى, لكثرة ما يمنى ليّه من الدماء, لأنهم كانوا يذهبون إلى هذه الأصنام فيريقون عندها الدماء، يذبحون عندها الذبائح.
    - فهذه أسماء أصنام وأوثان كان المشركون يعبدونها, ويصرفون العبادة لها وذلك لتعطيهم البركة، يطلبون البركة بصرف العبادة لها.

    الفائدة الثامنة والثلاثون:
    * (قواعد التبرك) :
    القاعد الأولى: أن لا تثبت البركة في شيء إلا بدليل: لا يثبتها أحد في شيء إلا بدليل ، فإذا لم يدل دليل على ثبوت البركة في شيء فإننا لا نعتقد فيه البركة . فإذا اعتقد الإنسان في شيء أن فيه بركة و ليس عليه دليل فقد خالف هذه القاعدة .
    القاعدة الثانية: إن التماس البركة فيما ثبتت فيه البركة يكون بالطرق المشروع : التماس البركة فيما ثبتت فيه هذه البركة شرعاً لا بد أن يكون بالطرق المشروعة .
    الفائدة التاسعة والثلاثون:
    * (أقسام التبرك) اعلم أن التبرك طلب البركة ينقسم إلى :
    (1) تبرك شركي (2) تبرك بدعي (3) تبرك شرعي .
    التبرك الشركي: هو صرف العبادة لغير الله طلباً للبركة، كما يفعل المشركين في اللات والعزى ومناة فإنهم يصرفون لها العبادة طلباً للبركة. لو شخص ذبح، ذهب إلى قبر رجل صالح و ذبح لهذا القبر لتأتيه البركة ، فهو صرف عبادة الذبح لغير الله طلباً لحصول البركة له، هذا هو التبرك الشركي.
    التبرك البدعي: اعتقاد البركة فيما لم تثبت فيه بدليل أو أن نلتمس البركة بغير الطرق الشرعية, و هو تبرك مبتدع في الدين، لكنه لا يخرج فاعله عن الإسلام ، مثل: من يستلم جدران الحرم ، أو يتمسح بمقام إبراهيم عليه السلام ، فهذا الذي يتمسح بها طلباً للبركة يمسحها و يضعها على بدنه لتعمه البركة.
    التبرك الشرعي : وهو الذي تحققت فيه القاعدتان السالفتان : أن يثبت أن الشيء فيه بركة ، و أن نتلمسها بالطرق الشرعية.


    الفائدة الأربعون:
    * ( أنواع التبرك الشرعي الجائز المشروع) :
    الأول التبرك بالذات: و هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإن من خصائص نبينا صلى الله عليه و سلم أن ذاته مباركة، و أنه يجوز لنا تلمس البركة بأبعاضه عليه الصلاة و السلام، يعني نأخذ من ريق النبي صلى الله عليه و سلم، و من شعره، ومن دمه، وهذا الأمر انتهى الآن لأن النبي صلى الله عليه و سلم قد مات ، و آثاره انقطعت وفنيت، و إلا لو وجدت لكنا نتبرك بها، لكنها الآن قد انقطعت غير موجودة، وكل ما يدعى من آثار النبي صلى الله عليه وسلم فهو ضرب أوهام.
    الثاني التبرك ببعض الأمكنة: مثل المسجد الحرام، فإن الصلاة فيه تضاعف مائة ألف صلاة، و المسجد النبوي ، فإن الصلاة فيه تضاعف بألف صلاة، و المسجد الأقصى، فإن الصلاة فيه مضاعفة، و يشرع فيه شد الرحل، وكل مسجد كذلك فإن الصلاة فيه مضاعفة عن الصلاة في البيت بخمس و عشرين ضعف. هذا الأمكنة مباركة بالشرع.
    الثالث التبرك ببعض الأزمنة: فإن الشرع جاء ببركة بعض الأزمنة ، فرمضان مثلاً تضاعف فيه العمرة، فالعمرة فيه تعدل حجة، و شرع فيه نية الصيام والقيام و تكفير الذنوب، ومن ذلك عشرة من ذي الحجة ، فإنها أيام مباركة العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى منها فيما سواه من الأيام.
    الرابع التبرك ببعض الأطعمة : النبي -صلى الله عليه و سلم- أخبرنا عن ماء زمزم، وأنها مباركة و أنها طعام طعم و شفاء سقم، و العسل كذلك فيه شفاء, وهذا من بركة العسل، و كذلك زيت الزيتون ، فإن النبي -صلى الله عليه و سلم- قال : ( كلوا من الزيتون و ادهنوا به فإنه من شجرة مباركة). و مثل اللبن فإن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا شرب اللبن ، قال : ( في بيتنا بركة ).
    الخامس التبرك ببعض الأفعال: مثل طلب العلم، طلب العلم فيه بركة لآن الإنسان يحصل به أجراً عظيماً بطلبه للعلم ، فطلب العلم أفضل من نوافل العبادات، و مثل الجهاد فإن في الجهاد فضلاً عظيماً و بركة كبيرة.
    السادس التبرك ببعض الهيئات: مثل الاجتماع على الطعام فأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( اجتمعوا على طعامكم، و اذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه ) ، و كذلك الأكل من جوانب الصحفة، فالنبي صلى الله عليه و سلم يقول : ( كلوا من جانب الصحفة فإن البركة تنزل في أعلاها ) .

    إضافــةٌ: "وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه رضي الله عنه كما ذكر ابن سعد في الطبقات ،: كان بعض الناس يذهب إلى الشجرة التي بايع عندها النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه بيعة الرضوان ، فكان يلتمس الصلاة عندها ، فقام عمر رضي الله عنه فتوعد الناس و قطعها ، قطع هذه الشجرة و هذا لمنع التعلق بهذه الشجرة و طلب البركة منها ، و هذا لأنه لم يشرع عن النبي صلى الله عليه و سلم ، لم يرد عن المصطفى عليه الصلاة و السلام أنه التمس البركة بالصلاة عندها" .



    الفائدة الواحد والأربعون:
    * أخرجَ مسلمٌ عن على رضي الله تعالى عنه الذي « لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَرْضِ ».
    هذه الكلمات الأربع التي حدثه بها النبي صلى الله عليه و سلم :
    الأولى: (لعن الله من ذبح لغير الله ) لأن الذبح لغير الله شرك أكبر ينافي التوحيد .
    الثانية: ( لعن الله من لعن والديه ) سواءً لعنهما مباشرةً، أو لعن والدي شخصاً آخر فهذا الشخص الآخر لعن والديه.
    الثالثة: (لعن الله من آوى محدثاً ) يعني: تستَّر عليه و أخفاه عنده ، و أيده و نصره.
    الرابعة: ( لعن الله من غير منار الأرض ) منار الأرض: هي العلامان, وتكون في موضعين:
    الأولى: تكون علامة لحفظ أو لتبيين حد أرض رجل لرجل آخر، تكون لرجلين أرض و بينهما يحددان علامات حتى لا يدخل أحدهما إلى الآخر ، و لا يعتدي أحدهما على أملاك الآخر .
    الثاني: و تستعمل العلامات هذه أيضاً المنار لإيضاح الطرق للمسافرين، و بيان مواضع المياه و مواضع الراحة و نحو ذلك.



    الفائدة الثاني والأربعون:
    * ينقسم اللعن إلى قسمين: لعن تام و لعن ناقص .
    اللعن تام: هو خاص بأهل الشرك, ومعناه: إبعادهم عن رحمة الله مطلقاً فهم خالدون في النار، و هذه بالنسبة لهذا الحديث خاص بالجملة الأولى ، و هي لعن الله من ذبح لغير الله .
    اللعن الناقص: بمعنى الطرد و الإبعاد عن رحمة الله حتى يعذب و يعاقب، ثم تشمله الرحمة بعد ذلك، و هذا يكون في كبائر الذنوب التي دون الشرك.
    الفائدة الثالث والأربعون:
    * ذكر المصنِّف حديث طارق بن شهاب في "قصة الذبابة" عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا وهمٌ من المؤلف أو أنه نقل هذا الحديث على بعض أهل العلم خطأً ، فإن هذا الحديث أخرجه أحمد في كتاب ا لزهد من حديث طارق بن شهاب ، عن سلمان رضي الله تعالى عنه، و لم يخرجه من حديث طارق مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه و سلم . فليس هذا الحديث من قول النبي صلى الله عليه و سلم ، إنما هو من قول سلمان الصحابي موقوف عليه فهو من مسند سلمان لا طارق .

    الفائدة الرابع والأربعون:
    ( الذبح لغير الله) :
    * المسألة الأولى : أن الذبح عموماً ينقسم إلى قسمين :
    (1) ذبح عادة. (2) ذبح عبادة .
    ذبح العادة: هو ذبح البهائم بقصد الانتفاع بلحمها، أكلاً أو بيعاً أو نحو ذلك، كما لو جاء أنساناً صيف أو أراد أن يأكل هو و أولاده أو نحو ذلك .
    (2) ذبح العبادة: يقصد به التقرب إلى الله تعالى بالذبح في الأضاحي و الهدي و نحو ذلك.
    الفائدة الخامسة والأربعون:
    * المسألة الثانية: الذبح قد يكون مستحباً عندَ إكرامِ الضيفِ, قد يكون مكروهاً عندَ الإسراف، وقد يكون مباحاً، وقد يكونُ محرماً كفراً, كأنْ يقع الذبح لا يقصد به الانتفاع من اللحم إنما التقرب والتعظيم للمذبوح له بنفس الذبح و هذا هو العبادة التي لا تصرف إلا لله تعالى!!

    - فإن الله تعالى تتقرب إليه بنفس الذبح و هي عبادة لا تصرف إلا لله و من صرفها لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر، و الذبح لا يكون فيه شرك أصغر أبداً لأنه عبادة, فإما أن تذبح لله أو أن تذبح لغير الله، وصرف العبادةِ لغير الله شرك أكبر.

    - من أمثلة الذبح لغير الله : ما يقع من بعض الناس يذبح إذا بنى بيتاً جديداً أو سكن في بيت جديد ، يذبح ذبيحة بقصد أن يتخلق من الجن.. يقول : إذا ذبحت ذبيحة للجنِّ امتنعوا عن إيذائي وإضراري فهذا ذبح وقصده تعظيم الجن.
    - ومثل من يذبح و يقدم الذبح قرباناً لبعض القبور.
    - و مثلاً الذبح عند طلعة الولي، أو الحاكم، أو السلطان، يقصدون بهذا أن يكرموه و يعظموه بنفس الذبح لأنه لن يأكلَ عندهم!! و هذا من الشرك الأكبر كما قرره الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.


    الفائدة السابعة والأربعون:
    * ( المسألة ثالثة): العذر بالإكراه من خصائص ديننا، أما الأمم السابقة، فكان عندهم المكره لا يعذر، يدل لذلك حديث طارق بن شهاب في "قصة الذبابة". ويدل لذلكَ حادثة أصحاب الكهف، فإن أصحاب الكهف قالوا: ( إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم و لن تفلحوا إذاً أبدا) فأصحاب الكهف ما ذهبوا إلى قومهم و قالوا نحن معكم بألسنتهم وأخفوا الأيمان في قلوبهم!!
    - ويشهد لهذا "دليل الخطاب" في قول النبي صلى الله عليه و سلم (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه)

    الفائدة الثامنة والأربعون:
    العيد : اسم لما يتكرر من الاجتماع المعتاد فعيد الفطر لأنه يتكرر كل سنة على وجه العادة والأضحى عيد كذلك ، فهذه الأعياد تنقسم إلى قسمين :-
    أعياد زمانية :
    وأعياد مكانية :
    * أعياد زمانية تنقسم أيضاً إلى قسمين :
    أعياد زمانية شرعية .
    أعياد زمانية بدعية.
    * الأعياد الزمانية الشرعية هي :
    عيد الفطر.
    عيد الأضحى.
    الجمعة.
    الأعياد الزمانية البدعية :
    نحو الاجتماع, لإقامة مولد للنبي صلى الله عليه و سلم ، فإنه لم يشرع ، و لم يكن من أعمال المصطفى عليه الصلاة و السلام.
    ومثل إقامة احتفال متكرر لشيء معين كولادة ولي أو رجل صالح أو أسبوع لذكرى أحد العباد الصالحين أو نحو ذلك .


    الفائدة التاسعة والأربعون:
    * أما الأعياد المكانية: فهي المكان الذي يعتاد الاجتماع فيه وهو ينقسم أيضاً إلى :-
    أعياد مكانية شرعية .
    أعياد مكانية بدعية .
    الأعياد المكانية الشرعية: هي عرفات ومزدلفة ومنى فإنها مكان يحصل فيه الاجتماع المتكرر المعتاد ، و قد جاء الشرع بها فلذلك صارت اجتماعات مكانية و أعياد مكانية شرعية .
    أما الأعياد المكانية البدعية : مثل اعتياد زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم كل أسبوع، لو الإنسان جعل من عادته أن يزور القبر النبوي كل أسبوع، هذا عيد مكاني بدعي لم يكن من هي الصحابة أنهم يزورون قبر النبي صلى لله عليه و سلم كل أسبوع.
    الفائدة الخمسون:
    و النذر: في اللغة: الإلزام. وشرعاً: إلزام المكلف نفسه طاعة غير واجبة تعظيماً للمنذور له ، فيلتزم المكلف بطاعة معينة تعظيماً للمنذور له .
    والنذر لله –عبادة-، و يدل لذلك قوله تعالى: ( يوفون بالنذر) وهذه الآية جاءت في سياق مدح والثناء على من يوف بالنذر, وإذا أثنى الله تعالى على من يوف بالنذر دل ذلك على أنه محبوب له، وكل شيء محبوب لله فهو عبادة. وكذلك قوله تعالى (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه و ما للظالمين من أنصار) فإن قوله ( فإن الله يعلمه ) يعني فيجازيكم به، فإذا كان الله تعالى قرن النذر الإنفاق، وبين أن الله تعالى يجازي العبد على نذره دل على أن النذر عبادة، و إذا كان عبادة فإنها لا تصرف إلا لله تعالى.
    - وفي هذا الزمن يوجد النذر لغير الله في كثير من المجتمعات المشركة، فيوجد من ينذر لأصحاب القبور كالبدوي في مصر مثلاً، وابن عربي في سوريا في بلاد الشام، أو علي بن أبي طالب رضي الله عنه في العراق، أو غيرها من القبور التي تعظم عند أهل الجهل والشرك ، ويصرف النذر لها ، وصرف النذر لها شرك أكر مخرجاً من الإسلام .
    الفائدة الواحد والخمسون:
    * الاستعاذة : معناه طلب الإعاذة، ومعنى الإستعاذة : طلب الحماية من المكروه ، فإذا استعذت بشيء ، طلبت من شيء أن يحميك من مكروه، قد استعذت به، قال تعالى ( و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً ) –تفسيرها- : يعني يطلبون من الجن أن يحموهم من المكروه، وقد كان من عادة الناس في الجاهلية إذا نزلوا الأودية وخافوا من تسلط الجن عليهم قالوا: نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه . فهم يخاطبون الجن مع كون الجن لم يخاطبوهم أصلاً، و يطلبون منهم أن يحموهم من المكروه.
    - قال تعالى (فزادوهم رهقا) قيل: معناها: زاد الإنس الجن رهقا، لما استعاذ الإنس بالجن تكبر الجن و استعظموا لأنهم رأوا الإنس يعوذون بهم. (هذا عند أكثر المفسرين).
    - وقال بعض السلف: بل المعنى زاد الجن الإنس رهقاً..والمعنى: أن الجن لما رأوا الإنس يخافون منهم ويعوذون بهم زادوا في إيذائهم والتسلط عليهم.

    الفائدة الثانية الخمسون:
    * (أعوذ) : يعني التجئ و أحتمي و اعتصم .( بكلمات الله التامات) : يعني الكاملات ( من شر ما خلق ) إذا قالها الإنسان لم يضره شيء حتى يرحل من ذلك المنزل، و سواء كان نزوله نزولا دائما، أو كان النزول مؤقتا طارئاً، وقد ذكر القرطبي -رحمه الله تعالى-: أن هذا الحديث مع كونه صحيحاً فإنه مجرب قال: فإني منذ سمعته ما تركت هذا الذكر في كل منزل أنزله، حتى لدغتني في ليلة من الليالي عقرب ، فتفكرت في حالي فإذا أنا قد نسيت هذا الدعاء، و هذا من بركات هذا الدعاء النبوي الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.
    الفائدة الثالثة الخمسون:
    * (أقسامُ الاستعاذةِ) :
    القسم الأول الاستعاذة بالله تعالى: و هي عبادة من العبادات التي يؤجر فاعلها و يثاب عليها ، و قد أمر الله تعالى نبيه بها، قال تعالى: (قل أعوذ برب الفلق) . وقال :( قل أعوذ برب الناس )، فقد أمره أن يستعيذ بالله تعالى والذي هو رب الناس ورب الفلق .
    النوع الثاني الاستعاذة بصفة من صفات الله تعالى: أن يطلب الإنسان من صفة من صفات الله تعالى أن تحميه يقول: ( أعوذ بكلمات الله التامات ) فلا يدعو الصفة لأن دعاء الصفة شرك إنما يستعيذ بهذه الصفة، يقول: ( أعوذ بكلمات الله التامات ) كما جاء في هذا الحديث و نحو: (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد و أحاذر ) و مثل ( أعوذ بنور وجهك ) هذه كلها نصوص جاءت في الاستعاذة بصفة من صفات الله تعالى، فالإستعاذة بالصفة لا مانع منها، و من صفات الله تعالى: الكلام. والكلام صفة من صفات الله فيجوز للمسلم أن يستعيذ بها.
    القسم الثالث الإستعاذة بالحي الحاضر القادر : هذه ثلاثة شروط, فإذا اجتمعت: فإنه يجوز للمسلم أن يستعيذ بالحي، الحي: أن لا يكون ميتاً.. الحاضر: أن لا يكون غائباً.. إذا كان الإنسان غير موجود ، و ذهبت تناديه تقول : أعذني يا فلان ، و فلان هذا في مكة و أنت في جدة، ليس حاضراً عندك، و لا يسمع صوتك، هذا ما دام ليس بحاضر عندك فلا تستعيذ به، القادر: أن لايكون عاجزاً.. لا بد أن يكون قادراً مثل إنسان يستعيذ بطفل من أسد هجم عليه، أو سبع فيستعيذ بطفل عنده، الطفل هذا لا يقدر أن يحمي نفسه حتى يعيذ غيره.
    - و قد يستعيذ الإنسان بمكان يعيذه، و لا مانع منه أيضاً ، مثل من خشي السيل من المطر فذهب إلى مكان مرتفع، و قد جاء في الحديث (يعوذ عائذ بالحرم)، يعني يحتمي رجل الحرم، و جاء في حديث الفتن في آخر الزمن (من استشرف لها استشرفت له ، و من وجد معاذاً فليعذ به) يعني من وجد حماية عن الفتن فليحتمي عنها، و جاء في حديث المخزومية التي سرقت و ذهبت إلى أم سلمة فاستعاذت بها، ذهبت ألى أم سلمة و قالت أعوذ بك من قطع يدي.
    القسم الرابع الاستعاذة الأموات: أو بالأحياء غير القادرين أو غير الحاضرين، و هذه شرك أكبر مخرج من الإسلام، لأنها صرف للعبادة لغير الله تعالى ، فإذا استعاذ إنسان بميت، صاحب قبر، قال : أعوذ بك من فلان الظالم. بهذه الكلمة يخرج من الإسلام ، لأنه صرف العبادة لغير الله، أو استعاذ بحي غير حاضر و غير قادر، مثل إنسان يقيم في هذه البلاد فقال: أعوذ بالولي الفلاني الساكن في الرياض أو في مكة أو في المدينة ، هذا الشخص لا يسمعه ، و ليس حاضراً عنده ، هذا أيضاً من الشرك الأكبر المخرج من الإسلام ، لأن الإستعاذة عبادة أمر الله تعالى بها، والعبادة لا تصرف إلا لله.

    الفائدة الرابعة والخمسون:
    * ابن لهيعة ضعيف في حفظه فقد اختلف فيه المحدثون على ثلاثة أقوال :
    القول الأول : روايته ضعيفة مطلقاً .
    القول الثاني : روايته ضعيفة إلا إن رواها العبادلة الثلاثة و هم :-
    عبد الله بن المبارك.
    و عبد الله بن يزيد المقرئ .
    و عبد الله بن وهب.
    القول الثالث: أن روايته من قبيل الحديث الحسن .
    و الصحيح من هذه، أن أبن لهيعة لا تقبل روايته إلا إن كانت من رواية العبادلة الثلاثة عنه، أما غير هذه الرواية فإنها ضعيفة، لأن هؤلاء رووا عنه قبل الاختلاط ، فإن بن لهيعة تولى القضاء، و ضاعت كتبه فاختلط، فصارت روايته ضعيفة .
    الفائدة الخامسة الخمسون:
    * (حكم الإستغاثة بأنواعها) نقول :
    النوع الأول أن يستغث بالله تعالى: أن يطلب الإنسان من الله تعالى أن ينقذه من الشدة و الهلاك و هذا دأب الصالحين وسيمة المؤمنين، و عليه عمل الأنبياء و المرسلين -صلوات ربي وسلامه عليهم- فإنهم كانوا يستغيثون بالله تعالى عند الكربات. قال تعالى ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ).
    النوع الثاني أن يستغيث بالإنسان الحي الحاضر القادر: يستغيث، يطلب من إنسان حي قادر حاضر أن يغيثه و ينقذه من الهلاك، يغيثه من أسد يغيثه من ظالم، يغيثه من الغرق يغيثه من أي شدة .
    -مثلاً: إنسان لا يعرف السباحة ، فينادي شخص آخر فيقول : أغثني ، فيقوم هذا فينقذه من الغرق، كما قال تعالى : (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه) فهنا أثبت الله تعالى أن هذا استغاث بموسى و كانت هذه الإستغاثة ليست بشرك ، لأنه استغاث بحي حاضر قادر على إغاثته ، فإنه كان قويا عليه الصلاة و السلام ، و كان حاضراً ، فلم تكن في استغاثته مانع.
    النوع الثالث أن يستغيث بالأموات أو الأحياء غير الحاضرين غير القادرين: و هذا من الشرك، و هو الذي كان يفعله المشركون يستغيثون بغير الله تعالى يستغيثون بالأموات، أو بالحي غير الحاضر.
    - مثلاً: إنسان يغرق فيقول: يا بدوي أنقذني, أو يقول : يا ابن عربي أنجدني ، أو يا مولانا فلان ساعدني، هذه الاستغاثة شرك أكبر مخرج من الإسلام لأنها صرف عبادة لغير الله و العبادة لا تصرف إلا لله .
    و معنى لا إله إلا الله: يعني لا نصرف العبادة إلا لله فمن خالف هذا المعنى لم يكن مؤمناً بهذه الكلمة. فإذا استغاث إنسان بغير الله ، استغاث بميت ، أو بشخص غير حاضر أو غير قادر ، فقد وقع في الشرك الأكبر.

    , وأصلى و أسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ،
    وتمَّ في شهرِ ذي القعدةِ الموافق (22/11/1431هـ) .


(إِتْحَافُ طَلَبَـةِ التَّوحِيدِ بـِفَوائدِ الشَّيْخِ هَانِي الجُبَـيْرِ)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

(إِتْحَافُ طَلَبَـةِ التَّوحِيدِ بـِفَوائدِ الشَّيْخِ هَانِي الجُبَـيْرِ)

(إِتْحَافُ طَلَبَـةِ التَّوحِيدِ بـِفَوائدِ الشَّيْخِ هَانِي الجُبَـيْرِ)