تحية طيبة وبعد
رداً علي مداخلتك واحدة فواحدة كما يعطيني الله علي فمنا من لدنه .
ففي قولك وهذا نصه :
يقول بولس في رسالته إلى العبرانيين [ 9 : 22 ] : (( وكل شئ تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة )) ولسنا نعرف من أين أتى بولس بهذا الكلام ؟
جاء بها من العهد القديم من هذه الآية :
( فتعمل محرقاتك اللحم والدم على مذبح الرب الهك.واما ذبائحك فيسفك دمها على مذبح الرب الهك واللحم تاكله. ) ( تث 12 : 27 )
هذه هي فريضة الرب فكل خطية يقوم بها الإنسان يكون عنها ذبيحة من لحم ودم
وهذا هو سر أن يقبل الله ذبيحة هابيل ( أبن آدم ) الذي قد ما يذبح
بين رفض الله تقدمة قايين ( إبن آدم ) لأنه قدم مما لا يذبح
( وقدم هابيل ايضا من ابكار غنمه ومن سمانها.فنظر الرب الى هابيل وقربانه. )
( تك 4 : 4 )
( ثم عادت فولدت اخاه هابيل.وكان هابيل راعيا للغنم وكان قايين عاملا في الارض. ) ( تك 4 : 2 )
( وحدث من بعد ايام ان قايين قدم من اثمار الارض قربانا للرب. ) ( تك 4 : 3 )
ومن هنا عرف الرسول بولس أن التقدمه المقبولة تكون بسفك دم الرجل لم يأتي بشيء
جديد بل هو دارس للناموس وعرف ما لم تعرفه حضرتك وهذا ليس خطأ فيه
بل أنت أأسف الذي لا تعرف لأنك لم تقرأ الناموس .
وفي قولك وهذا نصه :
ألم يذكر الكتاب أن الرب غفر لهارون خطأه ، وأمر بجعله وذريته كهنة على بني اسرائيل [ خروج 40 : 12 ]
ألم يقل الرب في إشعيا [ 55 : 7 ] : (( لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَالأَثِيمُ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَلْيَرْجِعْ إِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.))
ألم يقل الرب في حزقيال [ 33 : 11 ] : (( حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أَبْتَهِجُ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ بَلْ بِأَنْ يَرْتَدِعَ عَنْ غِيِّهِ وَيَحْيَا. ))
ألم يقل الرب في حزقيال [ 18 : 21 ] : (( وَلَكِنْ إِنْ رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ خَطَايَاهُ كُلِّهَا الَّتِي ارْتَكَبَهَا، وَمَارَسَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَصَنَعَ مَا هُوَ عَدْلٌ وَحَقٌّ فَإِنَّهُ حَتْماً يَحْيَا، لاَ يَمُوتُ. 22وَلاَ تُذْكَرُ لَهُ جَمِيعُ آثَامِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا. إِنَّمَا يَحْيَا بِبِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ.))
هذا جيد ومعروف عن الله أن يغفر الخطايا ولكن توجد خطية للموت وخطية ليست للموت . وهذا ليس من عندي إٌقرأ عزيزي :
( ان رأى احد اخاه يخطئ خطية ليست للموت يطلب فيعطيه حياة للذين يخطئون ليس للموت.توجد خطية للموت.ليس لاجل هذه اقول ان يطلب ) ( 1يو 5 : 16 )
هذه هي الآية وأتيت لك بها بالعبارة القائلة ( خطية ليست للموت )
( واما الفتاة فلا تفعل بها شيئا.ليس على الفتاة خطية للموت بل كما يقوم رجل على صاحبه ويقتله قتلا هكذا هذا الامر. ) ( تث 22 : 26 )
وهذه الآية تحتوي علي عبارة ( خطية للموت ) .
إذا توجد خطية للموت أي للإنفصال عن الله . وخطية ليست للموت إي لا توجب الإنفصال عن الله وإليك الشرح
1 - الخطية التي للموت هي تلك التي يقوم بها الإنسان حال وجوده مع الله فتتسبب في إنفصاله عن الله ( تماماً كما حدث مع أدم ) ومع بعض القديسين الذي إنتهت حياتهم بعيداً عن الله
( لان ديماس قد تركني اذ احب العالم الحاضر وذهب الى تسالونيكي وكريسكيس الى غلاطية وتيطس الى دلماطية. ) ( 2تي 4 : 10 )
ديماس هذا ترك بولس الرسول وأحب العالم الحاضر ( الشهوات ) فمات بسبب هذه الخطية وهذه خطية للموت حيث كان مع الله وترك الله بسببها .
2 - خطية للموت والتي يتجرأ الخاطيء بالإعتراف بها ويسترها دائماً عن إعترافه بها فإذا مات تميته وهذه خطية للموت .
3 - خطية للموت وهذه هي الخطية التي تأتي في زمن قبل التوبة قبل الوفاة فلا
ينال عنها غفراناً .
4 - خطية للموت إذ يتجاسر الإنسان مقاوماً إله ومزيغاً لشعبه فهذا لا يقبله الله
لأنه بسبب زيغانه وميلان البعض لتعاليمه الفاسدة تموت أنفس البشر الذين ذهبوا ورائه فهذا يموت بسبب موت هؤلاء الذين أضلهم وماتوا في ضلالهم بسببه .
وهذه علي سبيل المثال لا الحصر
والخطية التي ليست للموت :
1 - الخطية التي يأتيها الإنسان ويعود سريعاً فيستغفر الله عنها وينال عنها غفراناً من الله وهو ما زال في الجسد بعد .
2 - الخطية التي يوجهها في حق نفسه دون أن يضل الأخرين . ولذا يرفض الأباء أن يتكلموا من ذواتهم بل بكل ما هو مكتوب في الكتاب المقدس يتكلمون حتي لا ينشروا دون تنبصر منهم فكر ليس كتابي فيكون للسامعين والواثقين فيهم ضلالاً يموتون بسببه .
3 - الخطية التي يتوجع قلب الإنسان لها ودائماً يضعها أمامه في كل حين فهي لا تميته فحسب ولكنها تقيمه من الموت إذ تكون له شوكة لإماته الكبرياء والسير في التواضع المبارك الذي يحيي . وهذه يسمح بها الله نفسه للمتقدمين في الروحيات لتحفظهم فيما بعد من الكبرياء والمجد الباطل .
وعليه فهذه الخطايا التي ذكرتها إن لم تكون من أنواع الخطايا القاتلة
حيث أن الإنسان الذي فعلها عاد فندم فعلا عنها أمام الله . بمعني أنه نال عنها غفراناً في حياته فهي ليست للموت .
ولكن يبقي لك سؤالاً أعرفه ولكنه غفر لهم ولم يغفر لآدم .
سأقول لك ولكن غفران الخطية لا يمحوها بل فقط ينقلها من علي كتفه إلي الذبيح
هكذا كان الذبيح في العهد القديم .
فيأتي الخاطئ بالذبيح ويكون طاهراً ويضع يده عليه ويقر بخطيته فينقل الله الخطية علي رأس الذبيح فيذبح الذبيح ويصير بسفك دم الذبيح حياة للخاطئ .
( واما لحم الثور وجلده وفرثه فتحرقها بنار خارج المحلّة.هو ذبيحة خطية ) ( خر 29 : 14 )
( ويضع يده على راس التيس ويذبحه في الموضع الذي يذبح فيه المحرقة امام الرب.انه ذبيحة خطية. ) ( لا 4 : 24 )
وعليه فإن الذبيحة هي التي تتحمل الخطية عوضاً عن الخاطئ وهذه أيضاً سبب قول بولس الرسول أنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة .
المهم عندما يغفر الله للإنسان ينقل عنه خطيته ويسامحه ولكنه يبقي في الأرض
ولا يعيده للسماء يتساوي في هذا أبيناء آدم مع سائر المغفور لهم الذين أوردتهم حضرتك في الآيات بعاليه . فكلهم حتي آدم غفر الله له ولكنه حين غفر نقل خطيتهم
إلي الذبيح .
ولكن فلنعمل العقل قليلاً ، إن نقل الخطية عن آدمي إلي تيس أو ثور فيكون بديلاً عن الإنسان هذا لا يفي بعدل الله . فالإنسان الذي أخطأ أعظم بما لا يقارن بآلاف التيوس والثيران . فهل نحن نبخث الله حقه . حاشا لله . وعليه فإن التيوس والثيران وكل الذبائح لم تكن ذبيحة فعلية ولكنها كانت من باب الصك أو المغفرة المشروطة
والتي تشترط نقل الخطية فيما بعد إلي إنسان كاملاً بلا عيب هو ذاك الذي يفي حق الله
لأن الإنسان دمه يخلص بسفك دم إنسان .
( سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه.لان الله على صورته عمل الانسان. ) ( تك 9 : 6 )
وهذا دليل علي أن دم الإنسان المسفوك لا يقبل الله غير دم إنسان يسفك عنه . لا دم تيس
ينبغي أن يكون الذبيح علي قدر المغفور له خطاياه .
فماذا عن القاتل ( سافك دم وجب سفك دمه )
وماذا عن الزاني ( سافك دم إمرأة لزوجها سفك دمه ) والزانية كذلك
وماذا عن المغتصب ( سافك دم العذراء التي لأبيها والمرأة التي لزوجها ) ، والمغتصبة كذلك .
وماذا عن أكل مال اليتيم ( سافك دم لأن اليتيم يموت من جوعه وهو يأكل مأكله )
وماذا عن السارق ( سافك دم لأنه يأكل مأكل المسروق وهو يتضور جوعاً )
وإلي أخره
كل خطية موجهة لبشر هي سفك دمه ويقتضي القضاء الإلهي العادل سفك دم القائم بالخطية عوضا .
وعليه جاء المسيح الذي بلا خطية الكامل ( الله الظاهر في الجسد )
لا ليغفر خطية آدم وحده والتي نقلت عنه عندما غفر له الله في القديم حين أخطأ
مباشرة حيث تركه يحي ولم يميته .
بل كذلك حتي هؤلاء الذين أتيت بهم حضرتك في الآيات بعالية .
لعلك تكون فهمتني .
وفي قولك وهذا نصه :
وبناء عليه لماذا لم يعفو هذا الإله عن آدم وقت ارتكابه للمعصية لينقذ ابنه من الصلب بدلاً من أن يتركه يتضرع بالصلاة والصراخ له كي يبعد عنه كأس الموت [ عبرانيين 5 : 7 ] ؟
ألم يقل المسيح لتلاميذه : (( نفسى حزينة جداً حتى الموت )) [ متى 26 : 37،38] ؟
أليس المسيح هو الذي خر على وجهه ساجداً ومنادياً الله قائلاً (( يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عنِّى هذه الكأس ، ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت )) متى [ 26 : 39 ] ؟
ألم يكن عرقه يتصبب مثل قطرات دم نازلة من شدة خوفه من كأس الموت حتى ان ملاكاً ظهر له من السماء ليقويه [ لوقا22 : 44 ] .
لي تعليقات علي الفقرة بعالية .
1 - في قولك ( وبناء عليه لماذا لم يعفو هذا الإله عن آدم وقت ارتكابه للمعصية )
قلت لحضرتك أن الله غفر لآدم بعد سقوطه بل وتبني أيضاً قصاص العدل الإلهي عنه لأنه يحبه . ولكن الغفران كان نقل للخطية ولكن الذبيحة التي تقدم هي التي تمسح الخطية .
ولذا الله يغفر ولكن ( المسيح ) يمسح الخطية ولذا سمي المسيح
ليس لأنه ممسوح من الخطايا ولكن لأنه ( يمسح الخطايا )
ولذا وجب لتمام الغفران أن يمسح الله الخطايا وليس فقط أن يغفرها ( ينقلها )
ولم أأتي أنا بلفظ ينقلها من عندي بل إقرأ هذه الآية :
( فقال داود لناثان قد اخطأت الى الرب.فقال ناثان لداود.الرب ايضا قد نقل عنك خطيتك.لا تموت. )( 2صمو 12 : 13 )
هل قرأت هذه الكلمة في الأية بعاليه ( نقل ) . إنها ليست من بناة أفكاري
فكل إنسان أخطأ وعاش حتي مات ولم يمت في حينها غفر الله له خطيته فنقلت عنه
إلي الذبيح الحقيقي ( يسوع المسيح )
وهذا أيضاً ليس من عندي .
( بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح ) ( 1 بط 1 : 19 )
2 - أما عن قول المسيح ( الكأس ) والتي فهمت حضرتك منها أنه يتكلم عن ألام الصلب المريرة والشديدة والموت .
هذا ليس صحيح فأنا وأنت نتوجع للألام والموت بالنسبة لنا نهاية .
أما للمسيح فهذا ليس بصحيح فإنه قادر علي الموت ومنتصر عليه وإسمعه يقول
حتي قبل الموت
( ليس احد يأخذها مني بل اضعها انا من
ذاتي.لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان آخذها ايضا.هذه الوصية قبلتها
من ابي. ) ( يو 10 : 18 )
ويتكلم عن نفسه البشرية فله سلطان أن يضعها ( يميت نفسه بنفسه )
ولي سلطان أن آخذها أيضاً ( يحيي نفسه بنفسه )
إذا الموت لا يشكل للمسيح أي قوة أو يهابه أو يخشاه فهو له سلطان عليه .
( اين شوكتك يا موت.اين غلبتك يا هاوية. ) ( 1كو 15 : 55 )
وهذه الآية قيلت بعد قيامة المسيح إذ أمات المسيح بموته الموت وغلب الهاوية فلم تقد عليه ولا علي من مسح لهم خطيتهم .
( الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه. ) ( أع 2 : 24 )
وعليه لم يكن المسيح يتوجع خوفاً من الألام أو الموت فهو سيده وقادر عليه . ألم يقم الذين ماتوا بيديه . فكيف أن يهاب سيداً عبداً له . يأمره أن يترك ميت فيهرب ويحيي الميت حتي لو كان له أربعة أيام . حتي لو تحلل .
يا سيدي أنت تفكر بفكر بشري . ولكنه هو الله . لا يفكر بفكر .
ففكرك أعذرني كفكر طفل أمام أبيه . فهو يتكلم الأب يضحك لبساطة طفله .
ولكن الذي كان يشكوا منه المسيح هو مرارة ( ترك الله الطاهر له - إذ قد ظهر بخطايانا خطية )
( لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه ) ( 2كو 5 : 21 )
ونري ذلك جلياً في قول المسيح علي الصليب
( ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني. ) ( مت 27 : 46 )
وهنا أيضاً لا يتحدث المسيح عن أن الله تركه لآلام الجسد وهي رهيبة ولكن المسيح يتكلم عن ترك الله له إذ وجده حاملاً الخطية والله لا يتيق النظر للخطية .
ونعرف ذلك من أن المسيح كان قادراً أن يميت هؤلاء الذين صلبوه لو كانت القضية هي إنقاذه من آلام الصليب والموت . فإقرأ أخي العزيز
( أتظن اني لا استطيع الآن ان اطلب الى ابي فيقدم لي اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة. ) ( مت 26 : 53 )
وهذه قالها المسيح نفسه عندما قبضوا عليه . وهذا يوضح أن خوفه لم يكن من الآلام كما تظن حضرتك . ولكنه كان خوفاً من تحمل الخطية . فكيف للطهارة أن تحمل النجاسة . هذه هي الكأس التي يقصدها المسيح . وليس للألم أي قيمة عند المسيح
ولا الموت . فهو يحي الموتي ويشفي المرضي ويريح التعابي .
فهل يخاف ألام أو مرض أو تعب أو موت ....... هذا غير معقول
ولكن المعقول أن الطاهر يرفض النجاسة . لعلك تكون فهمتني .
وهذا هو سر تصبب عرقه كقطرات من الدم . تسامي يا أخي فإنه الله وليس إنسان
فلا تفكر فيه كما تفكر في البشر نحن نهاب الآلام وليس هو بل حتي ليس شهدائه وقديسيه . فمار جرجس مات سبعة مرات وقام .
فالمسيح ومن يتبعونه لا يهابوا الموت . ربما أنا وأنت ولكن دون المسيح وأولادهم القديسين والشهداء . أقرأ سيدي هذه الأية .
( من سيفصلنا عن محبة المسيح.أشدّة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. ) ( رو 8 : 35 )
وهذه أيضاً لا تفصل المسيح عن محبتنا فتحمل هذه بسرور ولكن تحمل الخطية هي من يتكلم عنها المسيح . إقرأ فهذا ليس من عندي أيضاً
( اما الرب فسرّ بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح. ) ( إش 53 : 10 )
وفي قولك وهذا نصه :
أين الرحمة وأين العدل في تعذيب إنسان لم يذنب وكانت هذه حاله ؟
سيدي إن العدل هو ألا ترحم بل تعدل وإن الرحمة هي ألا تعدل بل ترحم .
وعليه يكون العدل عكس الرحمة والرحمة عكس العدل .
فلو سرق إنسان إنسان أخر فالسارق .
إما أن نعدله حقه فيسجن
أو ن نرحمه فلا نسجنه .
ولكن هناك حقاً اخر ورحمة أخري .
فبالنسبة للمسروق منه
إما أن نعدله فنعطيه حقه من المال
أو يرحم السارق فيضيع عليه ماله .
وعليه يكون من الصعب جداً أن نمارس العدل والرحمة في آن واحد .
ويكون العدل والرحمة هنا مستحيلة في آن واحد . ولكن يمكن ذلك في حالة أن يكون هناك متطوعاً .
يعطي للمسروق ما سرق منه فيكفيه حقه .
ويسجن عوض السارق فيرحم السارق .
ويكون هو بطواعته هو قد جنبنا رحمة السارق فنظلم المسروق منه بعدم إتياننا بحقه من السارق . وعدم سجنه
ووفر لنا أيضاً رحمة للسارق دون أن نقع تحت طائلة الحق التي تطالب بسجنه .
وهنا وفي حالة قيام المسيح بالوسيط المذكور طواعيتاً منه
فقد وافي العدل الإلهي والذي يطالب بموت الإنسان الذي إختار الموت بلسان أبيه الأول ( آدم )
وقد وفي الرحمة الإلهية بإعطائه الحياة للإنسان بدل الموت الذي كان مقدراً له
وعليه طواعية المسيح بنفسه أن يكون هو الوسيط بين العدل والرحمة وبين الله والإنسان . الله من يطالب بالعدل الإلهي والإنسان الذي يصرخ طالباً عفو الله .
فوفي المسيح بطوعيته العدل والرحمة كليهما بأمر غريب لا يصدق .
( الحق من الارض ينبت والبر من السماء يطلع. ) ( مز 85 : 11 )
وسأتركك هنا لأتكلم عن مبدأ الصلب والفداء في مداخلة خاصة
تمنياتي لك بالصحة والعافية
محب حبيب
المفضلات