دفاع عن السنة (دروس في الحديث النبوي الشريف) ..

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

دفاع عن السنة (دروس في الحديث النبوي الشريف) ..

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 58

الموضوع: دفاع عن السنة (دروس في الحديث النبوي الشريف) ..

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    [SIZE="5"]
    تدوين السنة في عصر التابعين
    القرن الأول الهجري
    أ ـ كان للتابعين دور بارز في تدوين السنة لا يقل أهمية عن دور الصحابة فقد تلقى التابعون
    الرواية على أيدي الصحابة الأجلاء وحملوا عنهم الكثير من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفهموا عنهم
    متى تُكره كتابة الحديث ومتى تُباح فقد تأسوا بالصحابة فمن الطبيعي أن تتفق آراء التابعين وآراء الصحابة حول تدوين وكتابة الحديث ولذلك فقد ظهرت بعض تلك الأحاديث المدونة والصحف الجامعة للحديث الشريف التي اعتنى بكتابتها أكابر التابعين ،ومن أشهر ما كتب في القرن الأول الصحيفة الصحيحة لهمام بن مُنَبِّه الصنعاني (ت 131 ه‍ ) التي رواها عن أبى هريرة وقد وصلتنا هذه الصحيفة كاملة كما رواها ودونها وقد طبعت عدة طبعات منها طبعة بتحقيق الدكتور رفعت فوزي طبعة مكتبة الخانجي سنة 1406 ه‍ .
    ويزيد من توثيق هذه الصحيفة أن الإمام أحمد قد نقلها بتمامها في مسنده كما نقل الإمام البخاري عددا كثيرا من أحاديثها في صحيحه وتضم صحيفة همام مائة وثمانية وثلاثين حديثا.
    ولهذه الصحيفة أهمية تاريخية لأنها حجة قاطعة على أن الحديث النبوي قد دون في عصر مبكر وتصحح القول بأن الحديث لم يدون إلا في أوائل القرن الهجري الثاني وذلك أن هماما لقي أبا هريرة قبل وفاته وقد توفى أبو هريرة سنة59 ه‍ فمعنى ذلك أن الوثيقة دونت في منتصف القرن الهجري الأول.

    ب ـ وهذا سعيد بن جبير الأسدي (ت 95 ه‍ ) كان يكتب عن ابن عباس حتى تمتلئ صحفه وكان للحسن بن أبى الحسن البصري(ت110 ه‍ ) كُتُبٌ يتعاهدها.

    ج ـ وممن كتب في هذه الفترة التابعـي الجليـل عـامر بن شراحـيل الشعـبي(ت 103 ه‍ ) فقد روى عنه أنه قال هذا باب من الطلاق جسيم إذا اعتدت المرأة وورثت ثم ساق فيه أحاديث .

    د ـ ويبرز من جيل التابعين عدد آخر من العلماء الذين اهتموا بالحديث واحتفظوا بأجزاء وصحف كانوا يروونها منهم محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي(ت 126 ه‍ ) والذي كتب بعض أحاديث الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري وقد وصلت إلينا من آثاره أحاديث أبى الزبير عن غير جابر جمعها أبو الشيخ عبد الله بن جعفر بن حيان الأصبهاني (ت 369 ه‍ ) وقد طبع بتحقيق بدر بن عبد الله البدر طبعة مكتبة الرشد بالرياض 1417 ه‍ ، وأيوب بن أبى تميمة السختياني(ت131 ه‍ ) وقد وصل إلينا بعض حديثه جمعه إسماعيل بن إسحاق القاضي البصري(ت 282 ه‍ ) وهو مخطوط في المكتبة الظاهرية مجموع 4/2 ويقع في خمس عشرة ورقة وغير هؤلاء كثير .
    ه‍ ـ وهكذا شاعت الكتابة بين مختلف الطبقات في ذلك العصر حتى إن الأمراء قد ظهرت عنايتهم بالكتابة فهذا الخليفة الخامس الراشد عمر بن عبد العزيز(ت101 ه‍ ) يروى عنه أبو قلابة قال خرج علينا عمر بن عبد العزيز لصلاة الظهر ومعه قِرْطَـاس ثم خرج علينا لصلاة العصر وهو معه فقلت يا أمير المؤمنين ما هذا الكتاب قال حديث حدثني به عَوْن بن عبد الله فأعجبني فكتبته ولم يعد أحد ينكر كتابة الحديث في أواخر القرن الأول الهجري وأوائل القرن الثاني .

    وـ وعليه فقد نشطت الحركة العلمية وازداد التدوين والقراءة على العلماء ولكن ذلك كان بشكل فردى، ومع كثرة الكتابة في ذلك العصر إلا أنه قد ظهرت أمور أقلقت العلماء واستنفرت همتهم للحفاظ على الحديث الشريف فمن تلك الأمور المستجدة:

    أولاًـ ظهور الوضع بسبب الخلافات السياسية أو المذهبية حتى إنه ظهرت أحاديث وروايات أنكرها كثير من المتخصصين في الحديث أمثال الزهري(124 ه‍ ) حيث يقول لولا أحاديث تأتينا من قبل المشرق ننكرها لا نعرفها ما كتبت حديثا ولا أذنت في كتابته , وعلى أثر ذلك اتجه العلماء إلى وضع علم يحفظ الرواية من التحريف أو الكذب فاهتموا بتمييز الرجال والحكم عليهم فكانت تلك بذور علم يسمى علم الجرح والتعديل.

    ثانياًـ خشية ذهاب العلم بموت العلماء الحاملين لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبذلك يضيع ميراث النبوة وتلك الأمور دفعت العلماء إلى خدمة السنة وكتابتها حتى إن أولياء الأمر اتجهوا إلى تدوين السنة فحمل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز الأموي لواء ذلك الاتجاه فكتب إلـى عامـله على المدينة أبـى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (ت 117 ه‍ ) قال اكتب إلىَّ بمـا ثبت عندك من الحديث عن رسـول الله صلى الله عليه وسلم فـإني خشيت دروس العلم وذهابه, وأمره في موطن آخر بجَمْع رواية عَمْرَة بنت عبد الرحمن الأنصارية (ت 98 ه‍ ) وكانت خالة أبى بكر بن حزم وقد نشأت في حجر أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها.
    وجَمْع أحاديث القاسم بن محمد بن أبى بكر (ت 107 ه‍ ) وقد تلقى العلم عن عمته عائشة رضى الله عنها ثم وَسَّعَ الخليفة عمر بن عبد العزيز دائرة أمر كتابة الحديث حتى شملت كل البلدان فكتب إلى ولاته انظروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجمعوه وقد شارك العلماء في تلك الخدمة مشاركة فعالة فقام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ت 124 ه‍ ) بجمع السنن بأمر من عمر بن عبد العزيز وقد وصلت تلك الصحف التي جمعها ابن شهاب لعمر بن عبد العزيز قال ابن شهاب أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن فكتبناها دفتراً دفتراً فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترا ولكن لم يكتب لعمر بن عبد العزيز رؤية ثمار دعوته تلك كاملة فقد توفى قبل إتمام ذلك الأمر.
    وقد عد علماء الحديث أمر عمر بن عبد العزيز بتدوين السنة أول تدوين للحديث ورددوا في كتبهم عبارة:
    وأما ابتداء تدوين الحديث فإنه وقع على رأس المائة في خلافة عمر بن عبد العزيز
    .

    ويفهم من هذا أن التدوين المعتمد من أولياء الأمور كان في عهد عمر بن عبد العزيز أما تقييده وحفظه في الصحف والأجزاء فقد مارسه الصحابة ومَنْ بعدهم من كبار التابعين وقد مَهَّدَتْ محاولة ابن شهاب الزهري لجمع الحديث الطريق لمن بعده من العلماء فظهرت مصنفات منها :

    1 ـ كتاب عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ت 150 ه‍ ) فقد جمعه بمكة في الآثار وشئ من التفسير عن عطاء بن أبى رباح (ت 114 ه‍ ) وغيره من أصحاب ابن عباس ومع أن كتاب ابن جريج لم يصل إلينا إلا أن تلميذه عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 ه‍ ) قد جمع كثيرًا من مروياته في كتابه المصنف حيث أكثر من إيراد رواياته عن ابن جريج باعتباره شيخا له كما ذكر عنه كثيرا من المسائل الفقهية التي وقعت بين ابن جريج وشيخه عطاء.

    2ـ وهناك جامع مَعْمَر بن راشد اليماني(ت 151 ه‍ ) ويقع في عشرة أجزاء وصل إلينا منها الخمسة الأجزاء الأخيرة وهى مخطوطة في تركيا .

    3ـ وموطأ محمد بن عبد الرحمن بن أبى ذئب (ت 158 ه‍ ) بالمدينة وكان أكبر من موطأ الإمام مالك بن أنس.

    4ـ وجامع سفيان بن عيينة الهلالي (ت 198 ه‍ ) في السنن والآثار وشئ من التفسير وقد بقى منه أوراق قليلة نحو ست ورقات .

    5ـ ومسند الإمام أبى حنيفة النعمان بن ثابت (ت150 ه‍ ) وله خمسة عشر مسندا وقد أوصلها الإمام أبو الصبر أيوب الخلوتي إلى سبعة عشر مسندا كلها تنسب إليه لكونها من حديثه وإن لم تكن من تأليفه وقد جمع الخوارزمي أبو المؤيد محمد بن محمود (ت 655 ه‍ ) بين خمسة عشر منها في كتاب سماه جامع المسانيد رتبه على ترتيب الأبواب الفقهية بحذف المعاد وترك تكرير الإسناد وهو مطبوع في مجلدتين بمطبعة مجلس دائرة المعارف بالهند 1332 ه‍.

    6ـ وكتاب الآثار لمحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبى حنيفة (ت 199 ه‍ ) وهو مرتب على الأبواب الفقهية وهو مطبوع بالهند 1406 ه‍ في مجلدة وأخرى بتحقيق الشيخ أبو الوفا الأفغاني في مجلدتين .

    7ـ ومسند الإمام محمد بن إدريس الشافعي (ت 204 ه‍ ) وليس هو من تصنيفه وإنما هو عبارة عن الأحاديث التي أسندها الإمام الشافعي مرفوعها وموقوفها وقد جمعها بعض أصحابه النيسابوريين من كتابه الأم وغيره من مسموعات أبى العباس الأصم التي كان انفرد بها عن الربيع وله طبعات كثيرة ومن أفضلها طبعة في مجلدتين بتقديم مقبل بن هادى طبعة مكتبة ابن تيمية 1416 ه‍ .

    8 ـ ثم موطأ الإمام مالك بن أنس بن مالك الأصبحي المتوفى في سنة 179 للهجرة بالمدينة وطريقة الإمام مالك فيه أنه جمع الآثار المرفوعة والمرسلات وفقه الصحابة وكبار التابعين وعمل أهل المدينة .
    وقد رُوى الموطأ بروايات مختلفة ويختلف عددها لتباين روايات الموطأ عن الإمام مالك وكان دائم التهذيب والتنقيح لموطئه وأشهر رواياته رواية يحيى بن يحيى الأندلسي( ت234 ه‍ ) وعدد أحاديثها ألف وثمانمائة وخمسة وخمسين حديثًا وإذا أُطلق موطأ مالك فالمقصود به رواية يحيى ومنها رواية عبد الله بن مسلمة القعنبي (ت 221 ه‍ )وهى من أكبرها .
    ومن أكثر الروايات زيادات رواية أبى مصعب أحمد بن أبى بكر القرشي الزهري (ت 242 ه‍ ) وهى مطبوعة بتحقيق الدكتور بشار عواد معروف طبعة مؤسسة الرسالة في مجلدتين 1412 ه‍ ومن جملتها رواية محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبى حنيفة وفيها أحاديث يسيرة يرويها عن غير مالك وأخرى زائدة على الروايات المشهورة وهى أيضا خالية من عدة أحاديث ثابتة في سائر الروايات .

    ثم جاءت طائفة أخرى من العلماء ألفوا وصنفوا من أشهرهم :

    1ـ وكيع بن الجراح الرؤاسي (ت 197 ه‍ ) وله كتاب الزهد وهو مطبوع بتحقيق عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي في مجلدتين طبعة دار الصميعي1415 ه‍ .

    2ـ سعيد بن منصور المروزي (ت 227 ه‍ ) صاحب السنن وسننه من مظان المعضل والمنقطع والمرسل وقد طبعت منه قطعة في مجلدتين بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي طبعة منشورات المجلس العلمي 1388 ه‍ وطبع بقيته في خمس مجلدات بتحقيق الدكتور سعد بن عبد الله آل حميد طبعة دار الصميعي 1414 ه‍ .

    3ـ عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 ه‍ ) وله الجامع وكتاب المصنف وهذا المصنف مرتب على الكتب والأبواب الفقهية وهو مطبوع في إحدى عشرة مجلدة بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي طبعة المكتب الإسلامي 1403للهجرة وأما الجامع فلم يصلنا منه شيء.

    4ـ مصنف أبى بكر بن عبد الله بن أبى شيبة العبسي (ت 235 ه‍ ) وقد جمع فيه الروايات على طريقة المحدثين بالأسانيد وفتاوى التابعين وأقوال الصحابة مرتبا على الكتب والأبواب على ترتيب الفقه وهو مطبوع في أربع عشرة مجلدة بتحقيق عامر العمري الأعظمي اهتم بطباعته ونشره مختار أحمد الندوي السلفي بومباي الدار السلفية 1403 ه‍.

    إذن تم تدوين الحديث في نهاية القرن الأول الهجري اعتماداً على الوثائق سواء أكانت كتابية أو المروية شفاهة ،فقد كان يتم تناقل الحديث شفاهة من الصحابة رضوان الله تعالى عنهم الذين سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التابعين إلى تابعيهم حتى تم تدوينه كما سبق بيانه .

    وهذا هو الحسن بن علي رضى الله عنهما يقول لبنيه وبني أخيه :
    [ تعلموا تعلموا فإنكم صغار قوم اليوم ، تكونون كبارهم غداً فمن لم يحفظ منكم فليكتب ] .

    وأبو هريرة رضي الله تعالى عنه كان يسمح للبعض بالكتابة عنه وابن عباس كان يقول :

    [ قيدوا العلم بالكتابة ] ، وتلقى التابعون علومهم على يد الصحابة رضوان الله تعالى عنهم فكان سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه يكتب عن ابن عباس وابن عمر رضى الله عنهما ، وانتشرت الكتابة حتى قال الحسن البصري رضي الله تعالى عنه:

    [ إن لنا كتباً كنا نتعهدها] وكان عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه يكتب الحديث ويشجع عليه ودعـا إلى جمعه خشية ضياعه وكان مما حمل على تنقيح السنة وحفظها ظهور الوضـع بسـبب الخـلافات السيـاسية والمذهبية فـكتب إلـى الآفـاق : [ انظروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجمعوه ].

    من هذا العرض المفصل نجد أن الكتابة قد شاعت بين مختلف الطبقات من المصدر الأساسي حتى جمعت في الكتب ولم يعد أحد ينكرها في نهاية القرن الأول الهجري .[/SIZE]
    التعديل الأخير تم بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد ; 20-07-2007 الساعة 04:23 PM

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    تدوين الحديث في القرن الثاني الهجري


    في مطلع القرن الثاني للهجرة كانت الوثائق قد أصبحت منتشرة ومتوفرة للباحثين وهنا تبدأ المرحلة الثانية من المنهج التاريخي وهي مرحلة نقد الوثائق ودراستها دراسة علمية موضوعية وكان على النقد أن يتم بمستويين:

    نقد خارجي يتناول السند الموصل من المرحلة الراهنة إلى الأصل والذي هو في هذه الحالة النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله أو المأثور عنه ويتناول هذا النقد دراسة المراحل التي مرت بها الوثائق ومعرفة أي تزييف أو تحريف وقع في هذه الوثائق لاستبعاده ، فوضعت هنا شروط قاسية للتحقيق من هذه الوثائق وخضعت لأسئلة متعددة فعلى سبيل المثال :
    هل هذه الوثيقة صحيحة كما كانت في الأصل أم لا ؟ هل جرى عليها تحريف أو تزوير ؟ ومن الذي قام بعملية نقل الوثيقة ؟ وكيف تم التحقق من أمانته العلمية في النقل ؟ إلى آخر الأسئلة وهذا مبحث آخر في علوم الحديث برز تحت أسماء مختلفة كعلم الرجال وعلم الجرح والتعديل وعلم تاريخ الرواة وتحمل الحديث وأداؤه.

    أما عن المستوى الثاني فهو يتناول النقد الباطن للحديث والمتمثل في المتن وذلك بإخضاعه لشروط دقيقة للتحقق من أن هذا النص هو عين ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهنا يتوجب علينا معرفة معنى النص ودقة نسبته وهذا ما عرُف باسم علم مصطلح الحديث .
    بعد هذين المستويين من النقد نستطيع أن نصل أولا لتحديد دقيق لصحة الوثيقة التاريخية ومن ثم إلى فهم معنى الوثيقة.

    ويمكن القول بأن منهج التدوين في عصر التابعين كان يقوم على جمع الأحاديث النبوية التي تدور حول موضوع واحد فكان لكل باب من أبواب السنة مؤلف خاص به وقد بدأ ذلك على يد ابن شهاب الزهري (ت 24 ه‍ ).

    ثم تطور التدوين في القرن الثاني إلى مرحلة أخرى وهى جمع أحاديث الأبواب وضم بعضها إلى بعض ومزج الأحاديث بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين واشتهر من بين هذه المؤلفات الموطأ ومصنفا ابن أبى شيبة وعبد الرزاق وقد حملت المصنفات عناوين مثل مصنف وسنن وموطأ وجامع ، وجمعت مادتها الأولى عن الأجزاء والصحف التي دونت قبل مرحلة التصنيف وكان الغرض من جمع السنة بهذه الطريقة في القرن الثاني هو خدمة التشريع وتسهيل استنباط الأحكام .

    تدوين الحديث في القرن الثالث الهجري


    وفى القرن الثالث الهجري استمر نشاط العلماء في التدوين وبدءوا ينهجون في مصنفاتهم مناهج جديدة وطرقا مختلفة ومن أشهر طرق التصنيف في هذا العصر:

    أولاًـ المسانيد


    وهى عبارة عن جمع أحاديث كل صحابي على حدة وإن اختلفت الموضوعات التي تتناولها تلك الأحاديث سواء كان الحديث صحيحا أو حسنا أو ضعيفا مرتبين ذلك على حروف الهجاء في أسماء الصحابة وهو أسهل أنواع الترتيب تناولا أو على القبائل أو على السابقة في الإسلام وقد يقتصر في بعضها على أحاديث صحابي واحد كمسند أبى بكر أو أحاديث جماعة منهم كمسند الأربعة أو العشرة المبشرين بالجنة إلى غير ذلك ومن أشهر تلك المسانيد:

    1ـ مسند أبى داود سليمان بن داود الطيالسي (ت 204ه‍ ) وهو أول مسند صُنِّف وقد جمعه عنه بعض حفاظ خراسان وهو مطبوع في مجلدة كبيرة طبعة دار المعرفة وقد رتبه الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي على الكتب والأبواب الفقهية وسماه منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبى داود جزءان في مجلدة طبع على نفقة المؤلف وتصحيحه 1372 ه‍ الناشر المكتبة الإسلامية بيروت .

    2ـ مسند أبى بكر أحمد بن عمرو البزار (ت 299ه‍ ) وله مسندان المسند الصغير والمسند الكبير المعلل وهو المسمى البحر الزخار يبين فيه الصحيح من غيره ويتكلم في تفرد بعض رواة الحديث ومتابعة غيره عليه وقد طبع منه عدة مجلدات بتحقيق الدكتور محفوظ الرحمن زين الله طبعة مؤسسة علوم القرآن ببيروت مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة 1409ه‍ وقد اعتنى بالمسند الكبير الإمام نور الدين على بن أبى بكر الهيثمي (ت 807 ه‍ ) فصنف في زوائده كتابا سماه كشف الأستار عن زوائد البزار وهو مطبوع في أربع مجلدات طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي 1404 ه‍.
    3ـ مسند أبى عبد الرحمن بَقِى بن مَخْلَد الأندلسي (ت 276ه‍ ) وقد روى فيه عن 1300 صحابي ورتبه على أبواب الفقه ويُعد من أوسع المسانيد فهو أكبر من مصنف ابن أبى شيبة ومصنف عبد الرزاق ولم يطبع إلا مقدمته ولم يُعثر على مخطوطاته.

    4ـ مسند أبى سعيد عثمان بن سعيد الدارمي(ت 280ه‍ ) وهو مسند كبير يقع في جزأين وقد طبع أكثر من مرة منها طبعة بتحقيق السيد عبد الله هـاشم يمـاني في مجلدتين 1386 ه‍. ومنها طبعة دار القلم بتحقيق الدكـتور مصطفى دبيب البغا 1417 ه‍ .
    ويطلق بعض العلماء على مسند الدارمي اسم السنن .

    5ـ مسند أبى محمد عبد بن حميد بن نصر الكِشِّي (ت 249 ه‍ ) وله مسندان كبير وصغير ومسنده خال عن مسانيد كثير من مشاهير الصحابة وقد طبع المنتخب من مسند عبد بن حميد في مجلدتين .

    6ـ مسند أبى محمد الحارث بن محمد بن أبى أسامة التميمي (ت 282 ه‍ ) وتوجد منه مختارات بعنوان المنتقى مخطوط بدار الكتب المصرية حديث 1259 مجاميع كما يوجد العوالي المستخرجة من مسند الحارث في المكتبة الظاهرية مجموع 101/16 ، وقد خرج الحافظ ابن حجر العسقلاني زوائده وزوائد مسانيد الأئمة أبى داود الطيالسي والحميدي وابن أبى عمر العدني ومُسَدَّد وأحمد بن منيع وأبى بكر بن أبى شيبة وعبد بن حميد على الصحاح الستة ومسند أحمد في كتاب سماه المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية وطبعت النسخة المسندة من الكتاب في تسع عشرة مجلدة طبعة دار العاصمة الرياض 1419 ه‍ .

    7ـ ومن أشهر تلك المسانيد مسند أبى عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني المتوفى في 240 ه‍ وأوله مسند العشرة المبشرين بالجنة وفيه زيادات ولده عبد الله ويسير من زيادات أبى بكر القَطِيعي الراوي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ويشتمل على ثمانية وعشرين ألفا وأربعمائة وأربعة وستين حديثا وأشهر طبعات المسند الطبعة الميمنية في ست مجلدات ولم يشترط الإمام أحمد في مسنده جمع الحديث الصحيح ففيه الصحيح وغيره وقـد ألف الحافظ ابن حجر العسقلاني كتابه المسمى القول المُسَدَّد في الذب عن المسند رد فيه على من زعم وجود أحاديث موضوعة في المسند وهو مطبوع في جزء صغير عدة طبعات منها طبعة بتحقيق عبد الله محمد الدرويش بدار اليمامة دمشق 1405 ه‍ وقد اعتنى العلماء بمسند الإمام أحمد فقد رتبه بعض الحفاظ الأصبهانيين على الأبواب الفقهية منهم الحافظ ناصر الدين بن رزيق ورتبه الحافظ محمد بن أبى محمد بن عبد الله المقدسي الحنبلي على حروف المعجم وممن رتبه أيضا على الموضوعات الفقهية الشيخ أحمد بن عبد الرحمن ألبنا في كتاب سماه الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيبانى وعلى هامشه كتاب بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني وهو مطبوع في إحدى عشرة مجلدة طبعة دار إحياء التراث العربي .
    وعلى أية حال فإن المسانيد لم تقتصر على جمع الحديث الصحيح بل احتوت على الأحاديث الضعيفة أيضا مما يجعل من الصعوبة الإفادة منها إلا من قبل المتخصصين في الحديث وعلومه وكذلك فإن طريقة الترتيب في المسانيد تجعل من الصعوبة أيضا الوقوف على أحاديث حكم معين لأنها لم ترتب على أبواب الفقه .

    ثانيا:كتب الصحاح

    ثم ظهر اتجاه آخر للعلماء اعتنى بالحديث الصحيح فقط وبتبويبه على الموضوعات الفقهية تسهيلا للعلماء والفقهاء عند الرجوع إلى حكم فقهي معين ومن أشهر تلك المصنفات التي اعتنت بالحديث الصحيح خاصة:

    1ـ كتاب الإمام الجليل أبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى في سنة 256 ه‍ المسمى بالجامع الصحيح وهو مشهور باسم صحيح البخاري وقد اقتصر في كتابه على الصحيح وإن كان لم يستوعب كل الصحيح ولم يشترط ذلك في كتابه فقد انتقى أحاديثه من جملة أحاديث حفظها بلغت ستمائة ألف حديث وجملة أحاديث صحيح البخاري سبعة آلاف وستمائة وثمانية وخمسين حديثا بالمكرر فطريقته أن يقطع الحديث الواحد ويفرقه في مواطن مختلفة تخدم الباب الفقهي الذي يضع تحته الحديث وطبع صحيح البخاري طبعات كثيرة وأشهر طبعاته وأصحها الطبعة السلطانية 1311 ه‍ في ثلاث مجلدات وقد اعتنى العلماء بصحيح البخاري عناية فائقة وذلك لاعتباره أصح كتاب بعد القرآن الكريم فشرحه كثير من العلماء .

    ومن أشهر شروحه :

    أـ فتح الباري شرح صحيح البخاري للإمام الحافظ شيخ الإسلام أبى الفضل شهاب الدين أحمد بن على بن حجر العسقلاني (ت 852 ه‍ ) واعتنى فيه ابن حجر بتراجم الرجال والمشاكل الحديثية ثم تعرض للمسائل الفقهية وبعض الإعراب والترجيح بين أقوال العلماء وهو مطبوع في ثلاث عشرة مجلدة سوى المقدمة بالمطبعة السلفية بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي وقد طبع أكثر من مرة .

    ب ـ عمدة القاري شرح صحـيح البـخاري للإمام بدر الدين محمد بن أحمد العيني المتوفى في 855 ه‍ وقد اعتنى فيه بذكر المسائل الفقهية بجانب ترجمة الرجال وهو مطبوع في أحد عشر جزءًا بدار الطباعة العامرة بالأستانة بدون تاريخ وطبع في إسطنبول من سنة 1308 ه‍ إلى سنة 1311 ه‍ في ثلاث عشرة مجلدة.

    2ـ ويأتي صحيح الإمام مسلم بن الحجاج القشيري (ت 261 ه‍ ) في المرتبة التالية لصحيح البخاري وقد أخذ الحديث عن شيخه أبى عبد الله البخاري وهو على طريقة شيخه اعتنى بالحديث الصحيح فقط في كتابه ولكنه اختلف عن شيخه بأنه لم يُقَطِّع الحديث في الأبواب بل ضـم الأحـاديث وطـرقها في موطن واحد بأسانيدها المتعددة وألفاظها المختلفة فسهل تداوله وأشهر طبعاته طبـعة دار إحـياء الكتب العربية 1375 ه‍ وعدد أحاديثها سبعة آلاف وسبعمائة وسبعة وأربعون حديثا بالمكرر في أربع مجلدات مع مجلدة خاصة بالفهارس بتحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي وقد اعتنى العلماء بشرح صحيح مسلم.

    ومن أشهر شروحه :

    أـ إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض بن موسى اليحصبي (ت 544 ه‍ ) ويوجد منه نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية وقد أكمل به كتاب المعلم بفوائد كتاب مسلم للعلامة محمد بن على المازري (ت 536 ه‍ ) وطبع بتحقيق محمد الشاذلي النيفر بدار الغرب الإسلامي 1408 ه‍ في ثلاث مجلدات .

    ب ـ المنهاج في شرح مسلم بن الحجاج للإمام أبى زكريا يحيى بن شرف النووي (ت 676 ه‍ ) وهو شرح مفيد ولم يتوسع فيه الإمام النووي وهو مطبوع أكثر من مرة وأشهر طبعاته بالمطبعة المصرية ومكتبتها 1277 ه‍ .

    3ـ وقد عد العلماء صحيحي البخاري ومسلم أصح كتب الحديث وقد اعتمد كل منهما في تصنيفه على كتب المسانيد وصحائف الحديث الأخرى التي ثبت سماعها من شيوخهما إضافة إلى الروايات الشفهية التي أضافها كل من البخاري ومسلم إلى صحيحيهما وبذلك حفظا مادة كثير من الكتب والمسانيد المفقودة .

    ثالثا: السنن

    ثم اتجه العلماء إلى طريقة أخرى في التصنيف حيث جمعوا الأحاديث مرتبة على الأبواب الفقهية واعتنوا في هذه التصانيف بإبراز الجانب الفقهي ولم يشترطوا في كتبهم تلك إفراد الحديث الصحيح بل ضَمَّنُوا كتبهم الصحيح والحسن والضعيف وتلك المصنفات اشتهرت باسم السنن ومن أبرزها:

    أولاً: سنن أبى داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275 ه‍ ) وقد ركز أبو داود في كتابه على أحاديث الأحكام وإذا كان في كتابه حديث ضعيف نبه عليه ولم يخرج حديثا في إسناده راو متفق على تركه ويبلغ عدد أحاديث سنن أبى داود خمسة آلاف ومائتين وستة وسبعين حديثا ويختلف هذا الرقم باختلاف ترقيم الطبعات أو اختلاف الروايات وقد أجاد في ترتيب أحاديثه فأثنى عليه العلماء ونصحوا المشتغلين بالفقه بالرجوع إليه ويقف كتاب أبى داود في مقدمة السنن الأربعة وقد طبع عدة طبعات في القاهرة والهند وأشهر طبعاته طبعة الأستاذ محيى الدين عبد الحميد في أربع مجلدات ومن أشهر شروحه:

    أـ معالم السنن للإمام أبى سليمان الخطابي (ت 388 ه‍ ) وهو مطبوع في حلب في أربع مجلدات بتحقيق الشيخ محمد راغب الطباخ 1351 ه‍.

    ب ـ عون المعبود شرح سنن أبى داود لشمس الحق محمد أشرف الصديقي المشهور بشمس الحق العظيم آبادي وهو مطبوع بدلهي 1323 ه‍ ثم طبع بدار الكتب العلمية في سبع مجلدات 1410 ه وبهامشه شرح ابن القيم.

    ثانياًـ وسنن الترمذي أبى عيسى محمد بن عيسى السلمي (ت279 ه‍ ) ويسمى جامع الترمذي وضمن فيه الترمذي الحديث الصحيح والحسن والضعيف وقد أبان في كتابه عن علل الحديث والتزم في كتابه ذكر الأحاديث التي عمل بها الفقهاء أو احتجوا بها وبين فيه مذاهب الصحابة والفقهاء واختصر فيه طرق الأحاديث فيذكر حديثا واحدا في الباب أو أكثر ثم يشير إلى ما عداه إذا اتفق في معناه وقد أضاف الإمام الترمذي في آخر كتابه كتابا سماه العلل وقد بلغت جملة أحاديث الجامع أربعة آلاف وأربعمائة وخمسة عشر حديثا وقد طبع جامع الترمذي عدة طبعات في الهند ومصر ومن أشهرها طبعة الحلبي بتحقيق الأستاذ أحمد محمد شاكر وقد حقق الجزء الأول والثاني منها وحقق الثالث الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي وحقق بقيته الأستاذ إبراهيم عطوة وتقع في خمس مجلدات .

    ومن أشهر شروحه:

    أـ عارضة الأحوذي على الترمذي للحافظ أبى بكر محمد بن عبد الله الإشبيلي المعروف بابن العربي المالكي المتوفى في سنة 543 ه‍ وهو مطبوع فى ثلاث عشرة مجلدة بالمطبعة المصرية بالأزهر ومكتبة الصاوي 1350 ه‍ .

    ب ـ تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي للعلامة محمد بن عبد الرحمن المباركفوري وهو مطبوع في عشر مجلدات سوى المقدمة وقد شرح الحافظ عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي(ت 795 ه‍ ) القسم الخاص بالعلل وقد طبع في مجلدتين بتحقيق الدكتور نور الدين عتر طبعة دار الملاح 1398 ه‍ .

    ثالثاً :وسنن الإمـام النسـائي أبى عبد الرحمـن أحـمد بن شعـيب (ت 303 ه‍ ) وله السنن الكبرى والسنن الصغرى وهى المعروفة باسم المجتبى وقد اشتمل المجتبى على الحديث الصحيح والحسن والضعيف بقلة بالنسبة إلى بقية كتب السنن وبلغت أحاديث السنن الصغرى خمسة آلاف وسبعمائة وستة وسبعين حديثا وأما السنن الكبرى فكان من طريقة النسائي فيها أن يخرج عن كل من لم يجمع العلماء على تركه وبلغت أحاديث السنن الكبرى أحد عشر ألفا وسبعمائة وسبعين حديثا ويلاحظ أن المجتبى اقتصر على أحاديث الأحكام فضم أربعة وثلاثين كتابا فقط أما السنن الكبرى فضمت ثلاثة وستين كتابا وقد طبع المجتبى فى أربع مجلدات بترقيم وعناية الشيخ عبد الفتاح أبو غدة طبعة دار البشائر الإسلامية وطبعت السنن الكبرى في ست مجلدات بتحقيق عبد الغفار سليمان البنداري وسيد كسروري حسن طبعة دار الكتب العلمية .

    ومن شروح المجتبى .

    أ ـ كتاب زهر الربا على المجتبى للحافظ جلال الدين السيوطي (ت911 ه‍ ).

    ب ـ وكذا شرح الإمام نور الدين بن عبد الهادي المعروف بالسندي(ت 1138 ه‍ ) وقد طبع الشرحان معا بهامش طبعة المجتبى .

    رابعاً: وسـنن ابن ماجة وهو أبو عبد الله محمد بن يزيد ابن ماجة القزويني(273 ه‍ ) وقد عد العلماء كتاب سنن ابن ماجة من تتمة الكتب الستة التي تدور عليها أحاديث الأحكام وقدمها بعض العلماء على موطأ الإمام مالك وذلك لأن زيادات ابن ماجة على الكتب الخمسة وهى صحيح البخاري ومسلم وسنن أبى داود والترمذي والنسائي أضعاف زيادات الموطأ على الكتب الخمسة فأرادوا بضم كتاب ابن ماجه إلى الكتب الخمسة تكثير الأحاديث المرفوعة وقد خرج ابن ماجه في سننه الحديث الصحيح والحسن والضعيف بل في كتابه ما يقرب من ثلاثين حديثًا موضوعًا ويقال إن ابن ماجه انتقى مادته من عدد قليل من المصادر ويبلغ عدد أحاديث سنن ابن ماجه أربعة آلاف وأربعمائة وخمسة وثمانين حديثا شاملة الزوائد ومن شروح ابن ماجه:
    أ ـ مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه للإمام السيوطي(911 ه‍ ) وقد طبع على هامش طبعة دلهي 1282 ه‍.

    ب ـ كفاية الحاجة في شرح سنن ابن ماجة لأبى الحسن بن عبد الهادي المعروف بالسندي وهو مطبوع بالمطبعة العالمية بالقاهرة 1313 ه‍.

    هذا وقد عَدَّ العلماء القرن الثالث الهجري أزهى عصور السنة وأزهاها ففيه دُوِّنَت الكتب الستة التي اعتمدتها الأمة ولا يكاد يخرج عنها حديث من أحاديث الأحكام التي يُستعان بها في الحكم على المسائل الفقهية ونشطت في ذلك القرن أيضا رحلة العلماء وكان اعتمادهم على الحفظ والتدوين معا فكان النشاط العلمي قويا خلال ذلك القرن فبرز العلماء والنقاد وتجلت ثمار هذا النشاط في تدوين الصحاح .

    وقد اقتصر دور العلماء في القرون التالية على الجمع بين كتب السابقين أو اختصارها أو تهذيبها أو إعادة ترتيبها وهكذا انصبَّ اهتمامهم على الكتب المدونة وقَلَّتْ بينهم الرواية الشفهية لذلك عَدَّ أهل العلم رأس سنة ثلاثمائة للهجرة الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين من أهل الحديث كما قال ذلك الإمام الذهبي في مقدمة ميزان الاعتدال .

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    تدوين الحديث في القرن الرابع الهجري

    يُعَد القرن الرابع الهجري بداية عصر ترتيب الحديث وتهذيب مصنفاته واستمر العلماء يساهمون بإنتاجهم العلمي في خدمة السنة النبوية ويبرزون قدراتهم في التصنيف واتجهوا في مجال التأليف إلى اتجاهين :

    الاتجاه الأول : هو التصنيف على نفس طريقة السابقين من علماء القرن الثالث فمنهم من صنف في الصحيح ومنهم من جمع السنن ومنهم من اهتم بالمسانيد .

    الاتجاه الثاني : هو القيام بتأليف مصنفات جديدة تعددت مناهجها وأغراضها فمنها ما يهدف إلى جمع الحديث وترتيبه أو شرحه ومنها ما يهدف إلى خدمة علوم الحديث كعلم الرجال وعلم مصطلح الحديث وغيرها غير أن أصحابها لم ينهجوا منهجا واحدا في تصنيفها ولذا تنوعت مؤلفاتهم وكانت لهم في ذلك مذاهب شتى .

    مصنفات الاتجاه الأول


    أولاً:الصحاح

    1 ـ صحيح ابن خزيمة لأبى عبد الله محمد بن إسحـاق بن خـزيمة النيسـابوري المتوفى في 311 ه‍ ويعرف عند المحدثين بإمام الأئمة والجزء الموجود من الكتاب مطبوع في أربع مجلدات بتحقيق الدكتور محمد مصطفى الأعظمي طبعة المكتب الإسلامي وأما باقي الكتاب فهو مفقود .

    2 ـ صحيح ابن حبـان وهـو أبو حـاتم محمـد بن أحمـد بن حبـان الـبستي (ت 354 ه‍ ) واسم كتابه التقاسيم والأنواع وقد طبعت منه قطعة في ثلاث مجلدات وترتيبه مخترع عجيب فلم يرتبه على الأبواب ولا على المسانيد وسبب ذلك التصنيف العجيب أنه كان عارفا بالكلام والنحو وغير ذلك والتخريج من كتابه عسير جدًّا وقد رتبه أحد العلماء على الأبواب الفقهية ترتيبًا حسنًا وهو الأمير علاء الدين أبو الحسن على بن بَلْبَان الفارسي (ت 739 ه‍ ) وسمى كتابه الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان وهو مطبوع في ست عشرة مجلدة بتحقيق شعيب الأرنؤوط طبعة مؤسسة الرسالة ويرى بعض العلماء أن أصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين هما ابن خزيمة فابن حبان وإن كان صحيح ابن خزيمة أعلى رتبة من صحيح ابن حبان .

    3 ـ صحيح ابن السكن المسمى بالصحيح المنتقى والسنن الصحاح المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى على سعيد بن عثمان بن السكن البغدادي نزيل مصر(ت 353 ه‍ ) وقد حذف منه الأسانيد وجعله أبوابًا في جميع ما يُحتاج إليه وضَمَّنَه ما صح عنده من السنن المأثورة وله فيه منهج فى الحكم على الحديث وبيان علته .

    [CENTER]ثانياً: السنن[/

    CENTER]
    1 ـ سنن أبى بكر محمد بن يحيى الهمداني الشافعي(ت 347 ه‍ ) وقيل عن سننه كأن سننه لم يسبق إلى مثلها .

    2 ـ سنن أبى بكر أحمد بن على بن أحمد المشهور بابن لاَلٍ ومعناه بالفارسية الأخرس المتوفى في 398 ه‍ .

    3 ـ سنن أبى بكر النجاد واسمه أحمد بن سليمان بن الحسن الحنبلي (ت 348 ه‍ ) وهو كتاب كبير .

    4 ـ سنن الدارقطني وهو الإمام أبو الحسن على بن عمر الحافظ البغدادي المتوفى في 385 ه‍ وقد جمع في كتابه ذلك غرائب السنن وأكثر فيه من رواية الأحاديث الضعيفة وبيان عللها وهو مطبوع في أربعة أجزاء في مجلدتين طبعة عالم الكتب بيروت وعليه شرح لأبى الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي واسمه التعليق المغنى على الدارقطني .

    ثالثاً: المسانيد


    1ـ مسند الحسن بن سفيان أبى العباس الشيبانى النسائي محدث خراسان وإمام عصره المتوفى في 303 ه‍.

    2ـ مسند الرُّويَاني أبى بكر محمد بن هارون(ت 307 ه‍ ) وهو مطبوع في ثلاث مجلدات طبعة مؤسسة قرطبة 1417 ه‍ قال بعض أهل العلم إنه ليس دون السنن في الرتبة .

    3ـ مسند دَعْلَج وهو أبو محمد دَعْلَج بـن أحمد البـغدادي (ت 351 ه‍ ).

    4 ـ مسند أبى محمد عبد الرحمن بن أبى حاتم التميمي (ت 327 ه‍ ).

    5ـ مسند أبى يعلى الموصلي أحمد بن على بن المثنى التميمي (ت 307 ه‍ ) وقد زاد على المائة وعَمَّر ورحل الناس إليه وقيل عن مسنده إن مسند أبى يعلى كالبحر وهو مطبوع في ثلاث عشرة مجلدة بتحقيق حسين أسد طبعة دار المأمون للتراث 1393 ه‍.

    مصنفات الاتجاه الثاني


    وأما المصنفات في الاتجاه الثاني فهي تمثل الإنتاج العلمي المتميز لعلماء القرن الرابع حيث قاموا بالاستدراك والتتبع لما صنفه أئمة القرن الثالث مع إضافة مصنفات جديدة في جمع الحديث وترتيبه وشروحه وعلوم الحديث الأخرى.

    ومن أبرز طرق ومناهج التصنيف التي ظهرت في القرن الرابع:

    أـ المستدركات : ومن ذلك كتـاب الالـتزامات لأبى الحسن على بن عمر الدارقطني المتوفى في 385 ه‍ وكتاب التتبع له أيضًا وجمع في الكتابين ما وجده على شرط البخاري ومسلم وليس بمذكور في الصحيحين وذكر فيهما بعض الأحاديث المنتقدة عليهما وقد طبع الكتابان معًا الالتزامات والتتبع بتحقيق مقبل بن هادى الوادعي طبعة المكتبة السلفية المدينة المنورة .

    ب ـ المستخرجات: ومعنى المستخرج أن يأتي المؤلف إلى كتاب كصحيح البخاري مثلا فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه عن طريق شيوخه هو من غير طريق صاحب الكتاب فيجتمع مع صاحب الكتاب وهو البخاري مثلا في شيخه أو مَنْ فوقه.

    ومن أبرز تلك المستخرجات:

    1 ـ مستخرج الإسماعيلي وهو الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الجرجاني المتوفى في 371 ه‍ وهو كتاب مخرج على صحيح البخاري .

    2 ـ مستخرج الحافظ أبى عبد الله محمد بن العباس الضبي الهروي المعروف بابن أبى ذُهْل المتوفى في 378 ه‍ وهو أيضا مخرج على صحيح الإمام البخاري .

    3 ـ مستخرج الحافظ أبى عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائيني المتوفى في 316 ه‍ وهو مخرج على صحيح مسلم وقد طبع في حيدرآباد 1363 ه‍ وتوالت طباعته حتى طبع منه خمس مجلدات .

    4 ـ مستخرج الحافظ أبى محمد القاسم بن أصبغ البياني القرطبي المتوفى في 340 ه‍ وهو مخرج على صحيح مسلم وكان قد فاته سماعه فخرج صحيحا على هيئته.
    ولم يقتصر العلماء في مستخرجاتهم على الصحيحين فقط بل تخطوا ذلك إلى غير الصحيحين

    وذلك على التفصيل التالي:

    1 ـ فألف الإمام أبو محمد عبد الله بن على النيسابوري المعروف بابن الجارود المتوفى في 307 ه‍ كتابه المنتقى وهو المنتقى المختار من السنن المسندة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحكام وهو كالمستخرج على صحيح ابن خزيمة وأحاديثه تبلغ ألفا ومائة وأربعة عشر حديثا ولم ينفرد عن الشيخين منها إلا باليسير وهو مطبوع بتحقيق السيد عبد الله هاشم اليماني المدني بالمدينة المنورة 1382 ه‍ وطبعة أخرى بتحقيق عبد الله عمر البارودي طبعة مؤسسة الكتب الثقافية 1408 ه‍ وله شرح يسمى بالمرتقى لأبى عمرو الأندلسي .

    2 ـ ومستخرج قاسم بن أصبغ القرطبي( ت 340 ه‍ ) فاته السماع من أبى داود فصنف سننا على وضع سنن أبى داود.

    3 ـ ومستخرج أبى على الحسن بن على بن نصر الخرساني الطوسي المتوفى في 312 ه‍ على سنن الترمذي وهو مطبوع في خمس مجلدات بتحقيق أنيس بن أحمد بن طاهر الإندونيسي طبعة مكتبة الغرباء الأثرية 1415 ه‍.

    ج ـ المعاجم: ومن طرق التصنيف في القرن الرابع طريقة التأليف على المعاجم والمعجم هو ذكر الأحاديث في مصنف على ترتيب الصحابة أو الشيوخ أو البلدان أو غير ذلك وغالبا ما يكون الترتيب على حروف الهجاء ومن أمثلة المعاجم:

    1ـ معاجم الطبراني الثلاثة وهو سليمان بن أحمد الشافعي(ت 360 ه‍ ) وهى :
    أ ـ المعجم الكبير وهو مؤلف في أسماء الصحابة على حروف المعجم عدا مسند أبى هريرة فقد أفرده في مصنف وهو مطبوع في خمس وعشرين مجلدة بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي طبعة وزارة الأوقاف العراقية .

    ب ـ المعجم الأوسط ألفه في أسماء شيوخه وهم قريب من ألفى رجل وكان يقول عنه هذا الكتاب روحي لأنه تعب فيه وقد جمع فيه الصحيح وغيره وهو مطبوع في عشر مجلدات طبعة دار الحرمين بالقاهرة 1416 ه‍ بتحقيق طارق عوض الله وعبد المحسن إبراهيم.

    ج ـ المعجم الصغير خرج فيه عن ألف شيخ ويشتمل على ألف وخمسمائة حديث بأسانيدها خرج فيه عن كل شيخ حديثا أو حديثين وهو مطبوع في مجلدتين بتحقيق محمد شكور وسماه الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني طبعة المكتب الإسلامي بيروت 1405 ه‍.

    2 ـ وهناك معجم الشيوخ لأبى سعيد أحمد بن محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي المتوفى في340 ه‍ وهو مطبوع في ثلاث مجلدات بتحقيق عبد المحسن إبراهيم طبعة دار ابن الجوزي 1418 ه‍.

    د ـ الشروح: وقد شاهد القرن الرابع الهجري بداية شروح كتب الحديث وإن كانت الشروح مختصرة فتلك بداية أي فن ومن تلك الشروح:

    1 ـ تهذيب الآثار لأبى جعفر محمد بن جرير الطبري(ت 310 ه‍ ) وهو من عجائب كتبه ابتدأ فيه بما رواه أبو بكر الصديق مما صح عنه بسنده وتكلم عن كل حديث بعلله وطرقه وما فيه من الفقه والسنن واختلاف العلماء وحججهم وما فيه من المعاني والآثار والغريب فتم منه مسند العشرة المبشرين بالجنة وأهل البيت والموالى ومسند ابن عباس قطعة كبيرة ومات قبل تمامه وقد طبع منه خمس مجلدات بتحقيق محمود شاكر طبعة مكتبة الخانجي ثم طبع جزء بتحقيق على رضا بن عبد الله بن على رضا طبعة دار المأمون للتراث 1416 ه‍.

    2 ـ شرح معاني الآثار لأبى جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي المشهور بالطحاوي المتوفى في 321 ه‍ وهو كتاب جليل مرتب على الكتب والأبواب الفقهية ذكر فيه الآثار المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحكام التي يتوهم أن بعضها ينقض بعضا وبَيَّن ناسخها من منسوخها ومقيَّدها من مطلقها وما يجب العمل به وما لا يجب وهو مطبوع في أربع مجلدات بتحقيق محمد الزهري النجار طبعة دار الكتب العلمية.

    ه‍ ـ التفسير بالمأثور: ومن طرق التصنيف في القرن الرابع الهجري أيضا التفسير بالمأثور وهو تفسير آيات القرآن الكريم بما ورد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُعَدُّ هذا الشكل من التصنيف حفظا للسنة النبوية وجمعا لها مع القرآن الكريم في كتاب واحد والآثار الواردة عن وجود هذا الشكل من التصنيف في القرون الثلاثة الأولى تكاد تكون قليلة .

    ومن أشهر هذه المصنفات في القرن الرابع:

    1ـ جامع البيان عـن تـأويل آي القرآن للإمام محمد بن جرير بن يزيد الطبري (ت310 ه‍ ) ذكر فيه من الأحاديث ما لا يُحْصَى تفسيرا لآيات القرآن الكريم ومن أشهر طبعاته طبعة دار المعارف بتحقيق أحمد شاكر ومحمود شاكر في خمس عشر مجلدة.

    2ـ التفسير بالمأثور لأبى بكر محمد بن إبراهيم النيسابوري المعروف بابن المنذر صاحب التصانيف وكان مجتهدا لا يقلد أحدا.

    3ـ معالم التنزيل لأبى القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي الحافظ الكبير المتوفى في 317 ه‍ ويعرف بالبغوي الكبير وقد يوجد فيه من المعاني والحكايات ما يُحْكَم بضعفه أو وضعه وهو مطبوع مع تفسير ابن كثير في نسخة واحدة كما طبع مع تفسير الخازن .

    و ـ المصاحف والقراءات: ومن مناهج التصنيف في القرن الرابع أيضا ما دون عن المصاحف والقراءات المتضمنة للأحاديث والآثار المسندة ومن ذلك:
    1ـ كتاب المصاحف لأبى بكر محمد بن القاسم الأنباري(ت 328 ه‍ ) وهو معدود في حفاظ بغداد .

    2ـ كتاب الوقف والابتداء لأبى جعفر أحمد بن محمد المرادي المعروف بابن النحاس المتوفى في 308 ه‍ وقد توفى غريقا في النيل وله في ذلك كتابان كبير وصغير .

    ز ـ السنة: ومن المصنفات في القرن الرابع الهجري ما يُعرف بكتب السنة وهى الكتب الحاضة على اتباع السنة النبوية والعمل بها وترك البدع والأهواء ومن تلك الكتب :

    1ـ كتاب السنة لأبى بكر أحمد بن محمد الحنبلي المعروف بالخلال وهو مطبوع بتحقيق الدكتور عطية بن عتيق الزهراني طبعة دار الراية 1415 ه‍.

    2ـ كتاب السنة لأبى حفص عمر بن أحمد البغدادي المعروف بابن شاهين الحافظ الكبير صاحب التصانيف 385 ه‍ .

    ح ـ المسلسلات:
    ومن مناهج التدوين المتنوعة في القرن الرابع ما يسمى بالمسلسلات ومعناه إيراد كل حديث تتابع رجال إسناده على صفة واحدة إما صفة قوليه أو صفة فعلية ومن فوائد هذه المسلسلات اشتمالها على زيادة ضبط مِنَ الرواة والمصنفات في المسلسلات كثيرة من أشهرها كتاب المسلسلات لأبى بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن شاذان محدث بغداد(ت 383 ه‍ ) .
    ط ـ الأجزاء الحديثية: وهناك ما يسمى بالأجزاء الحديثية والجزء معناه تأليف أحاديث وجمعها عن راو واحد سواء كان الرجل صحابيا أو غير ذلك وقد يأتي الجزء في موضوع واحد بعينه ومن هذه الأجزاء الحديثية:

    1ـ جزء ابن الغطـريف وهـو أحمد بن محمد بن أحمد بن الغطـريف الجرجاني المتوفى في 377 ه‍ وهو مطبوع بتحقيق الدكتور عامر حسن صبري طبعة دار البشائر الإسلامية 1417 ه‍.

    2ـ الأجزاء القطيعيات وهى خمسة أجزاء وتسمى الفوائد المنتقاة والأفراد الغرائب الحسان لأبى بكر أحمد بن جعفر القَطِيعي (ت368 ه‍ ) وقد طبع الجزء الأول من هذه الأجزاء وهو جزء الألف دينار تحقيق بدر بن عبد الله البدر طبعة دار النفائس الكويت 1414 ه‍.

    3ـ القَدَر لأبى بكر جعفر بن محمد الفريابي (ت 301 ه‍ ) وهو مطبوع بتحقيق عبد الله بن حمد المنصور طبعة مكتبة أضواء السلف 1418 ه‍.

    4ـ الدعاء للقاضي أبى عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي المتوفى في 330 ه‍ وهو مطبوع بتحقيق سعيد بن عبد الرحمن بن موسى القزقي طبعة دار الغرب الإسلامي 1413 ه‍.

    5ـ القناعة لأبى بكر أحمد بن محمد بن إسحـاق الدينوري المـعروف بـابن السني المتوفى في 364 ه‍ وهو مطبوع بتحقيق عبد الله بن يوسف الجديع طبعة مكتبة الرشد الرياض 1409 ه‍.

    6ـ الغيلانيات وهى فوائد أبى بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي البزاز(ت 354 ه‍ ) وهى مطبوعة بتحقيق الدكتور فاروق بن عبد العليم طبعة مكتبة أضواء السلف 1416 ه‍.

    7ـ جزء أبى عبد الله محمد بن مخلد بن حفص الدوري(ت 331 ه‍ ) وهو جزء لطيف مشتمل على نحو تسعين حديثا.

    ي ـ الأمالي: ومنها ما يسمى بالأمالي جمع إملاء وهو أن يجلس العالم ويتكلم بما فتح الله عليه من العلم فيدونه تلاميذه وكانت هذه الطريقة مشهورة بين أهل العلم من السلف ثم مات الحفاظ وقَلَّ الإملاء وقد شرع الحافظ السيوطي في الإملاء بمصر سنة 872 ه‍ وجدد مجالس الإملاء بعد انقطاعها ومن تلك الأمالي .

    1ـ أمالي أبى عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي(ت 330 ه‍ ) شيخ بغداد ومحدثها وهى في ستة عشر جزءا من رواية البغداديين والأصبهانيين .
    2ـ أمالي أبى القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي(ت 339 ه‍ ) وله أمالي كثيرة في مجلدة ضخمة فيها أحاديث بأسانيده.

    ك ـ الأربعينات: ومنها أيضا ما يسمى بالأربعينات وطريقتهم أن يجمع المصنف أربعين حديثا في كتاب تحت موضوعات متعددة إما بإسناد صحيح أو غير ذلك ومن أشهرها.

    1ـ الأربعين لأبى بكر الآجري(ت 360 ه‍ ) وهو مطبوع بتحقيق بدر بن عبد الله البدر طبعة مكتبة المعلا الكويت 1408 ه‍ .

    2ـ الأربعين لأبى بكر الكلاباذي محمد بن إبراهيم الحنفي(ت 380 ه‍ ).

    3ـ الأربعين لأبى العباس الحسين بن سفيان النسوي (ت 303 ه‍ ) وهو مطبوع بتحقيق محمد بن ناصر العجمي طبعة دار البشائر الإسلامية 1414 ه‍.
    هذا وقد صاحب تدوين الحديث النبوي علوم خادمة له لم يتم لها الاكتمال إلا في القرن الرابع ومن هذه العلوم علم مصطلح الحديث.

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    تدوين الحديث في القرن الخامس الهجري

    وقد صنف أهل القرن الخامس الهجري كتبًا في المستخرجات ومن أشهرها:

    1ـ مستخرج الحافظ أبى بكر أحمد بن موسى الأصبهاني المعروف بابن مردويه المتوفى في 416 ه‍ صاحب التفسير والتاريخ وقد استخرجه على صحيح البخاري .

    2ـ مستخرج الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد المعروف بأبي نعيم الأصفهاني(ت 430 ه‍ ) وهو على صحيحي البخاري ومسلم.

    3ـ مستخرج أبى محمد الحسن بن أبى طالب البغدادي المعروف بالخلال(ت 439 ه‍ ) وهو مستخرج على الصحيحين أيضا .

    هذا وقد طور بعض علماء القرن الخامس طريقة التأليف على المستخرج حيث أطلقوه على الكتاب الذي استخرجه مؤلفه وجمعه من كتب مخصوصة ولم يقتصر في ذلك على الصحيحين فقط ومثال ذلك مستخرج الحافظ أبى القاسم عبد الرحمن بن محمد الأصفهاني المعروف بابن مَنْدَه المتوفي في470 ه‍ وقد جمعه من كتب كثيرة واستخرجه للتذكرة وسماه المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الناس للمعرفة جمع فيه فأوعى .
    وكثيرا ما ينقل الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتبه عن مستخرج ابن مَنْدَه هذا فيقول ذكر ابن منده في مستخرجه وتارة يقول في تذكرته .

    ه‍ ـ السنن : من العلماء من دون على طريقة السنن ومثال ذلك :

    1ـ سنن أبى القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري المعروف باللالكائي الحافظ المتوفى في 418 ه‍ وهو مطبوع في مجلدتين .

    2ـ ومن أشهر المصنفات في السنن في ذلك القرن سنن الحافظ الكبير أبى بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه‍ ) وهى السنن الكبرى وهى مطبوعة في عشر مجلدات كبار طبعة حيدرآباد الهند وهى على ترتيب مختصر المزني وهى مستوعبة لأكثر أحاديث الأحكام وله السنن الصغرى وهى مطبوعة في أربع مجلدات بتحقيق بهجت يوسف حمد طبعة دار الجيل 1415 ه‍ وعلى السنن الكبرى حاشية مطبوعة للشيخ علاء الدين المارديني الحنفي المعروف بابن التركماني المتوفى في 750 ه‍ سماها الجوهر النقي في الرد على البيهقي أكثرها اعتراضات على الإمام البيهقى ومناقشات له ومباحثات معه.

    وقد صنف البيهقى كتبا أخرى كثيرة منها:
    1ـ شعب الإيمان وهو مطبوع في تسع مجلدات بالفهارس بتحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول طبعة دار الكتب العلمية 1410 ه‍.

    2ـ معرفة السنن والآثار وهو مطبوع في خمس عشرة مجلدة بتحقيق عبد المعطى قلعجي طبعة جامعة الدراسات الإسلامية كراتشي باكستان 1412 ه‍.

    3ـ دلائل النبوة وهو مطبوع في سبع مجلدات بتحقيق عبد المعطى قلعجي طبعة دار الكتب العلمية 1408 ه‍.

    4ـ الخلافيات وطبع منه ثلاث مجلدات بتحقيق مشهور بن حسن آل سلمان طبعة دار الصميعي للنشر والتوزيع 1414 ه‍.

    و ـ المسانيد : من العلماء من صنف على طريقة المسند مثل :
    1ـ مسند أبى الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني المتوفـى في 402 ه‍.

    2ـ مسند كتاب الشهاب في المواعظ والآداب ويعد شكلا جديدا في الجمع على طريقة المسانيد وهو عشرة أجزاء في مجلدة واحدة لشهاب الدين أبى عبد الله محمد بن سلامة القضاعي قاضى مصر(ت 454 ه‍ ) جمع فيه أحاديث قصيرة وهى ألف ومائتي حديث في الحكم والوصايا محذوفة الأسانيد مرتبة على الكلمات من غير تقيد بحرف وهو مطبوع في مجلدتين بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي طبعة مؤسسة الرسالة 1405 ه‍.

    زـ الأبواب الخاصة : ومن أشكال التدوين في القرن الخامس تلك الكتب المفردة في أبواب خاصة كالإيمان والإخلاص والطهور وغير ذلك ومنها كتاب الدعوات لأبى العباس جعفر بن محمد بن المستغفر المعروف بالمستغفري النسفي المتوفـى في 432 ه‍ ومن تصانيفه فضائل القرآن والشمائل وغير ذلك إلا أنه كان يروى الموضوعات من غير تبيين .
    ح ـ الفوائد: ومن المصنفات في القرن الخامس أيضا ما يسمى بالفوائد وتكون في الرجال وضبط كلمات الحديث ونحو ذلك ومنها.

    1ـ فوائد أبى عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مَنْدَه الأصبهاني الحافظ الفاضل المتوفى في 475 ه‍.

    2ـ فوائد أبى الحسين محمد بن على بن المهتدى بالله ويعرف بابن الغريق(ت 465 ه‍ ) وهو آخر من حدث عنه الدارقطني.

    ط ـ التفسير بالمأثور : هذا وقد تتابع التأليف في مجال التفسير الذي يضم أحاديث وآثار بجانب تفسير آيات القرآن ومن تلك التفاسير .
    1ـ تفسير أبى إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي ويقال الثعالبي النيسابوري المتوفى في 427 ه‍ وكان أوحد زمانه في علم التفسير وهو مطبوع في أربع مجلدات منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت لبنان .
    2ـ الوسيط في تفسير القرآن المجيد لأبى الحسن على بن أحمد الواحدي النيسابوري المتوفى في 468 ه‍ وهو من تلامذة أبى إسحاق الثعلبي وله كتاب في أسباب النزول وهو مطبوع في مجلدة ولم يكن له ولا لشيخه الثعلبي كبير بضاعة في الحديث بل في تفسيريهما وخصوصا الثعلبي له أحاديث موضوعة وقصص باطلة وهو مطبوع في أربع مجلدات طبعة دار الكتب العلمية 1415 ه‍.

    ى ـ كتب الرجال: ومن أنماط التأليف التي استمرت من القرن الرابع حتى القرن الخامس تلك المصنفات المعنية بالإسناد والرجال ومنها.

    1ـ ما كتبه أبو محمد عبد الغنى بن سعيد الأزدي (ت 498 ه‍ ) في المختلف والمؤتلف في الأسماء فله كتابان أحدهما في مشتبه الأسماء والآخر في مشتبه الأنساب.

    2ـ ثم جاء العلامة الخطيب البغدادي (ت 463 ه‍ ) فجمع بين كتاب الدارقطني وكتاب عبد الغنى الأزدي السابق ذكره وسمى الخطيب كتابه ذلك باسم المؤتلف تكملة المختلف واسم كتاب الدارقطني المؤتلف والمختلف وهو مطبوع في خمس مجلدات بتحقيق موفق بن عبد الله بن عبد القادر طبعة دار الغرب الإسلامي 1406 ه‍.

    3ـ ثم جاء الأمير أبو نصر على بن الوزير أبو القاسم هبة الله بن على المعروف بابن ماكولا وهو اسم أعجمي(ت 475 ه‍ ) فزاد على هذه التكملة وضم إليها الأسماء التي وقعت له وجعله أيضا كتابا مستقلا وسماه الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والأنساب وهو مطبوع في سبع مجلدات طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية حيدرآباد الهند وعليه اعتماد المحدثين .

    ك ـ تواريخ البلدان: ومن طرق التدوين في القرن الخامس واستكمالا لمسيرة السابقين التصنيف المعنى بتواريخ البلدان ومن ذلك:

    1ـ تاريخ بغداد للحافظ أبى بكر الخطيب البغدادي (ت 463 ه‍ ) وهو من أجل الكتب وأكثرها نفعا ذكر فيه رجال بغداد ومن ورد إليها وضم إليه فوائد جمة وقد رتبه على حروف المعجم وذكر فيه الثقات والضعفاء والمتروكين وأسند كل خبر رواه في تاريخه وعلى تاريخه ذيول منها ذيل الحافظ أبى عبد الله محمد بن سعيد المعروف بابن الدُّبَيْثِي(ت 637 ه‍ ) ومنها ذيل محب الدين محمد بن محمد البغدادي المعروف بابن النجار(ت 643 ه‍ ) والكتاب وذيوله مطبوع في تسع عشرة مجلدة طبع مطبعة السعادة .

    2ـ تاريخ أصبهان للحافظ أبى نعيم الأصبهاني(ت 430 ه‍ ) صاحب التصانيف الكثيرة ويسمى كتابه أيضا أخبار أصبهان وهو مطبوع في مجلدتين بتحقيق سيد كسروي طبعة دار الكتب العلمية 1410 ه‍.
    ومن الجدير بالذكر أن الرواية الشفهية والإسناد المتتابع عند العلماء استمر قائما ومعتبرا جنبا إلى جنب مع التدوين إلى القرن الخامس الهجري حيث عصر الإمام البيهقي وأبى نعيم الأصفهاني والخطيب البغدادي إلى الحافظ ابن عساكر وقد وجدت لديهم روايات بأسانيدها لم تذكر في أي من كتب السنة المتقدمة قد أودعوها كتبهم واستقلوا بذكرها ولم يبق بعد ذلك القرن من الأسانيد إلا مجرد التبرك بذكرها ومعنى التبرك بذكر الأسانيد بعد القرن الخامس أنه لا يحكم على رجالها الذين ذكروا في سلسلة الإسناد بالجرح أو التعديل وأنه لا دخل للحكم بالصحة أو الضعف على الرواية بالنظر إلى الرواة فيما بعد القرن الخامس الهجري .

    فمن أشهر علماء القرن السادس
    :

    1ـ الحافظ محيى السنة الحسين بن مسعود أبو محمد الفراء البغوي المتوفى في 516 ه‍ ومن مصنفاته :

    أـ مصابيح السنة جمع فيه طائفة من الأحاديث مما أورده الأئمة في كتبهم محذوفة الأسانيد وقسمها إلى صحاح وحسان وعنى بالصحاح ما أخرجه الشيخان وبالحسان ما أخرجه أصحاب السنن وهو اصطلاح له وقد جاء فيما بعد الخطيب التبريزي وزاد عليه وهذبه في كتابه مشكاة المصابيح وقد طبع في ثلاث مجلدات بتحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني طبعة المكتب الإسلامي .

    ب ـ شرح السنة وهو كتاب عظيم في بابه رتبه على الكتب والأبواب الفقهية وتكلم فيه على علل الحديث ويذكر فيه مذاهب الصحابة والتابعين وأئمة الأمصار المجتهدين وهو مطبوع في ست عشرة مجلدة بتحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط طبعة المكتب الإسلامي 1390 ه‍ .

    2 ـ الإمام أبو الحسن رزين بن معاوية الأندلسي المالكي 535 جمع بين الصحيحين والسنن لأبى داود والترمذي والنسائي وأضاف إليهم الموطأ وسماه التجريد للصحاح والسنن وهو أصل كتاب جامع الأصول لابن الأثير.

    3ـ القاضي عياض بن موسى اليحصبي(ت 544 ه‍ ) ومن مصنفاته:

    أ ـ مشارق الأنوار على صحاح الآثار اعتنى فيه بألفاظ الصحيحين والموطأ فجمع بين ضبط الألفاظ واختلاف الروايات وشرح الغريب وبيان معانيها وقد طبع في مجلدة طبعة المكتبة العتيقة بتونس ومكتبة التراث بالقاهرة 1333 ه‍.

    ب ـ الإكمال في شرح صحيح مسلم أكمل به كتاب المُعْلِم بفوائد مسلم لأبى عبد الله محمد بن على بن عمر المازَري (ت 536 ه‍ ) وقد طبع المُعْلِم في ثلاث مجلدات بتحقيق محمد الشاذلي النيفر بدار الغرب الإسلامي 1408 ه‍ وطبع الإكمال في تسع مجلدات بتحقيق الدكتور يحيى إسماعيل طبعة دار الوفاء 1419 ه‍.

    ج ـ الإلماع على معرفة أصول الروايات وتقييد السماع وهو مصنف في علم مصطلح الحديث وهو مطبوع في مجلدة بتحقيق الأستاذ السيد أحمد صقر طبعة المكتبة العتيقة بتونس ومكتبة التراث بالقاهرة 1389 ه‍.

    4 ـ الحافظ عبد الكريم بن محمد أبو سعد السمعاني(ت 562 ه‍ ) ومن مصنفاته.

    أ ـ الأنساب وهو مطبوع في خمس مجلدات بتحقيق عبد الله عمر البارودي طبعة دار الجنان بيروت .

    ب ـ أدب الإملاء والاستملاء وهو مصنف في علم مصطلح الحديث وهو مطبوع في مجلدة طبعة دار الكتب العلمية 1400 ه‍.
    5ـ الحافظ الكبير على بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي الشافعي(ت 571 ه‍ ) صاحب التصانيف الكثيرة ومن أهم مصنفاته .

    أـ تاريخ دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلَّها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من ترديها وأهلها وهو من أوعب ما أُلِّف في تاريخ المدن وقد ساق فيه الأحاديث مسندة وقد طبع منه أجزاء بمجمع اللغة العربية بدمشق ثم طبع كاملا في سبعين مجلدة بتحقيق عمر العمراوي طبعة دار الفكر بيروت 1419 ه‍.

    ب ـ الإشراف على معرفة الأطراف جمع فيه أطراف السنن الأربعة وترك أطراف الصحيحين لتمام ما صنف فيها وهو مخطوط.

    6ـ الحافظ عبد الرحمن بن على أبو الفرج ابن الجوزي (ت 597 ه‍ ) وله مصنفات تزيد على أربعمائة كتاب ومن أهم مصنفاته:

    أـ الموضوعات الكبرى أورد فيه أحاديث حكم عليها بالوضع وقد اعْتُرِض عليه في إيراده لبعضها وهو مطبوع في ثلاث مجلدات مطبعة المجد من سنة 1386 ه‍ إلى سنة 1388 ه‍ ثم طبع مؤخرًا طبعة محققة في أربع مجلدات بتحقيق الدكتور نور الدين بن شكري طبعة مكتبة أضواء السلف والمكتبة التدمرية 1418 ه‍.

    ب ـ العلل المتناهية في الأحاديث الواهية وهو مطبوع في مجلدتين طبعة المكتبة الإمدادية مكة المكرمة الناشر إدارة ترجمان السنة شادمان لاهور.

    ج ـ جامع المسانيد بألخص الأسانيد جمع فيه بين الصحيحين والترمذي ومسند أحمد ورتبه على المسانيد.
    وفى آخر هذا القرن توفى الإمام تقي الدين عبد الغنى بن عبد الواحد المقدسي في 600 ه‍ ومن أهم مصنفاته كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام جمع فيه أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الشيخان فقط فجاء في مجلدة أحاديثها أربعمائة وثلاثون حديثًا وهو مطبوع بتحقيق العلامة أحمد شاكر بمصر 1373 ه‍ ومطبوع أيضا بتحقيق محمود الأرناؤوط طبعة دار المأمون للتراث .

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    تدوين الحديث في القرن السابع الهجري

    ومن أشهر علماء القرن السابع :
    1ـ الإمام المبارك بن محمد أبو السعادات مجد الدين المعروف بابن الأثير الجزري المتوفـى في 606 ه‍ ومن مصنفاته :
    أـ جامع الأصول في أحاديث الرسول جمع فيه بين البخاري ومسلم والموطأ وسنن أبى داود والترمذي والنسائي ورتبه على الكتب والأبواب الفقهية ورتب الكتب على حروف المعجم وشرح غريب الأحاديث ومعانيها وأحكامها ووصف رجالها ونبه على ما يُحتاج إليه منها وقد طبع في اثنى عشر جزءًا بعناية الشيخين عبد المجيد سليم وحامد الفقي في القاهرة 1368 ه‍ وطبع بتحقيق عبد القادر الأرناؤوط في ثلاث عشرة مجلدة بالفهارس نشر وتوزيع مكتبة الحلواني ومكتبة الملاح ومكتبة دار البيان 1393 ه‍.

    ب ـ النهاية في غريب الحديث والأثر رتبه على الجذور وهو شامل لخلاصة شرح الحديث النبوي وهو أحسن كتاب في شرح الغريب وأجمعها وأشهرها وأكثرها تداولاً وهو مطبوع في خمس مجلدات بتحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي .

    ج ـ منال الطالب في شرح طوال الغرائب وهو مطبوع في مجلدتين بتحقيق الدكتور الطناحي طبعة مكتبة الخانجي بالقاهرة .

    2ـ الحافظ محمد بن عبد الواحد أبو عبد الله ضياء الدين المقدسي(ت 643 ه‍ ) ومن مصنفاته كتاب الأحاديث الجياد المختارة مما ليس في الصحيحين أو أحدهما ورتبه على المسانيد على حروف المعجم لا على الأبواب في ستة وثمانين جزءًا لم يكمل والتزم فيه الصحة وذكر فيه أحاديث لم يُسبق إلى تصحيحها ويرى بعض العلماء أن تصحيح الضياء المقدسي في المختارة أعلى مزية من تصحيح الحاكم في المستدرك وقد طبع في عشر مجلدات بتحقيق الدكتور عبد الملك بن دهيش طبعة مكتبة النهضة الحديثة مكة المكرمة.

    3ـ الحافظ عثمان بن عبد الرحمن أبو عمرو ابن الصلاح الشهرزوري المتوفـى في 643 ه‍ ومن مصنفاته:

    أـ علوم الحديث المشهور بمقدمة ابن الصلاح جمع فيه ما تفرق في غيره مع تهذيبه وجودة ترتيبه فعكف النـاس على الكـتاب حتى صـار هو المعول عليه في سائر الأزمان والأمصار, وتناوله مَنْ بـعده من العلمـاء بين نـاظم لـه ومختصر ومستدرك ومقتصد ومعارض ومنتصر ومن أفضل طبعـاته طبعة دار الفكر بتحقيق الدكتور نور الدين عتر .
    ب ـ صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط وهو مطبوع في مجلدة بتحقيق موفق بن عبد الله بن عبد القادر طبعة دار الغرب الإسلامي 1404 ه‍.

    4ـ الإمام أبو الفضل الحسن بن محمد العمري الصاغاني (ت 650 ه‍ ) جمع بين الصحيحين في مؤلف سماه مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفوية وهو مطبوع في مجلدة بتحقيق أشرف عبد المقصود طبعة مؤسسة الكتب الثقافية 1409 ه‍.

    5ـ الحافظ عبد العظيم بن عبد القوى زكى الدين أبو محمد المنذري المتوفـى في 656 ه‍ ومن مصنفاته .

    أـ مختصر صحيح مسلم وهو مطبوع بتحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني طبعة المكتب الإسلامي.

    ب ـ الترغيب والترهيب جمع فيه جملة كثيرة من الأحاديث محذوفة الإسناد مع الكلام عليها صحة وضعفًا وهو مطبوع في خمس مجلدات بتحقيق مصطفى محمد عمارة طبعة مصطفى البابي الحلبي 1352 ه‍ .

    6ـ الإمام الرباني الحافظ محيى الدين يحيى بن شرف الدين محيى الدين أبو زكريا النووي المتوفـى في 676 ه‍ ومن مصنفاته .

    أـ المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج وأشهر طبعاته بالمطبعة المصرية ومكتبتها 1277 ه‍ في ست مجلدات كل مجلدة تشتمل على ثلاثة أجزاء.

    ب ـ رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين جمع فيه جملة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الآداب والرقائق وقد عم النفع به في سائر بلاد الإسلام حتى إنه يكاد لا يخلو منه مسجد أو بيت مسلم وطبعاته كثيرة جدًا حتى قيل إنه أكثر الكتب طباعة بعد كتاب الله عز وجل ومن أفضل طبعاته طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط.

    ج ـ الأذكار من كلام سيد الأبرار جمع فيه الأذكار والأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مطبوع في مجلدة بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط وطبعة أخرى بتحقيق خليل الميس طبعة دار الكتاب العربي 1399 ه‍.

    د ـ إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق اختصر فيه مقدمة ابن الصلاح وهو مطبوع بتحقيق الدكتور نور الدين عتر طبعة دار البشائر الإسلامية 1411 ه‍ ثم اختصره وسماه تقريب الإرشاد وهو مطبوع مع شرحه تدريب الراوي للسيوطي .

    تدوين الحديث في القرن الثامن الهجري

    وفى أول القرن الثامن توفى الإمام العلامة تقي الدين محمد بن على المعروف بابن دقيق العيد 702 ه‍ ومن أهم مصنفاته:
    أـ إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام شرح فيه كتاب عمدة الأحكام لعبد الغنى المقدسي وهو مطبوع في مجلدتين بتحقيق محمد حامد الفقي ومراجعة أحمد شاكر 1372 ه‍ .

    ب ـ الإلمام بأحاديث الأحكام جمع فيه ألفا وأربعمائة وواحدا وسبعين حديثًا من أحاديث الأحكام واشترط فيه الصحة وهو مطبوع في مجلدة بتحقيق الأستاذ محمد سعيد مولوي 1383 ه‍ ثم شرحه في كتاب الإمام شرح الإلمام ولم يكتمل .

    ج ـ الاقتراح في بيان الاصطلاح وهو مطبوع بتحقيق قحطان الدوري طبعة بغداد .

    ومن أشهر علماء القرن الثامن:
    1ـ الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي المتوفى في 742 ه‍ بدار الحديث الإشرافية بدمشق ودفن في مقابر الصوفية ومن أهم مصنفاته .

    أـ تهذيب الكمال في أسماء الرجال هذب فيه كتاب الكمال في أسماء الرجال للحافظ عبد الغنى بن عبد الواحد المقدسي والذي جمع فيه رجال الكتب الستة وقد طبع في خمس وثلاثين مجلدة بتحقيق الدكتور بشار عواد معروف طبعة مؤسسة الرسالة 1405 ه‍ قال السبكي هو المجمع على أنه لم يصنف مثله ..
    ب ـ تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف جمع فيه أطراف الكتب الستة وبعض لواحقها كالشمائل للترمذي والمراسيل لأبى داود وهو مفيد في معرفة من أخرج الحديث من أصحاب الكتب الستة وموضع تخريجه وهو مطبوع في أربع عشرة مجلدة بالفهارس بتحقيق الأستاذ عبد الصمد شرف الدين طبعة الدار القيمة بالهند ثم قام بتصويره المكتب الإسلامي ببيروت.

    2ـ الحافظ إسماعيل بن عمر عماد الدين أبو الفداء المعروف بابن كثير المتوفى في 774 ه‍ وهو من تلاميذ الحافظ المزي ومن أهم مصنفاته :

    أـ جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن ,جمع فيه بين الأصول الستة ومسانيد أحمد والبزار وأبى يعلى والمعجم الكبير للطبراني وربما زاد عليها من غيرها ورتبه على حروف المعجم ويذكر كل صحابي له رواية ثم يورد في ترجمته جميع ما وقع له في هذه الكتب وما تيسر من غيرها وأما مسانيد المكثرين من الصحابة فأفردها بالتصنيف وقد طبع في اثنتي عشرة مجلدة بتحقيق الدكتور عبد الملك بن دهيش طبعة مكتبة النهضة الحديثة مكة المكرمة 1419 ه‍.

    ب ـ تفسير القرآن الكريم, وهو مشحون بالأحاديث والآثار بأسانيد مخرجيها مع الكلام عليها صحة وضعفًا وهو مطبوع طبعات كثيرة في أربع مجلدات.

    ج ـ التكميل في أسماء الثقات والضعفاء والمجاهيل جمع فيه بين تهذيب الكمال للمزي وميزان الاعتدال للذهبي.

    د ـ اختصار علوم الحديث, وهو اختصار حسن لمقدمة ابن الصلاح وهو مطبوع بشرح وتحقيق العلامة أحمد شاكر في مجلدة واحدة وسماه الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث طبعة دار الكتب العلمية.

    3ـ الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى في 748 ه‍
    وهو من تلاميذ الحافظ المزي وقد بلغ عدد مصنفاته مائتين وخمسة عشر مصنفًا في شتى العلوم ومن أهم مصنفاته:

    أـ تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام جمعه من عدة تصانيف يعرف به الإنسان ما مضى من التاريخ من أول تاريخ الإسلام إلى عصر الذهبي وقد طبع من الكتاب واحدة وخمسون مجلدة بدار الكتاب العربي 1407 ه‍ بتحقيق عمر عبد السلام تَدْمُري.
    ب ـ سير أعلام النبلاء ألفه بعد تاريخ الإسلام وضم إليه بعض كتبه الخاصة بتراجم الأعيان واهتم فيه بذكر الأعلام دون غيرهم وأضاف إلى تراجمه إضافات ليست بالتاريخ وهو مطبوع في خمس وعشرين مجلدة مع الفهارس بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط طبعة مؤسسة الرسالة 1401 ه‍.

    ج ـ ميزان الاعتدال في نقد الرجال وهو من أجمع ما صُنِّف في أسماء المجروحين وهو مطبوع في أربع مجلدات كبار بتحقيق محمد على البجاوي طبعة دار المعرفة.

    د ـ المستدرك على مستدرك الحاكم لخص فيه المستدرك وحكم على كل حديث بما يليق به وهو مطبوع على هامش المستدرك طبعة دار الكتاب العربي ببيروت. هـ تذكرة الحفاظ وهو مطبوع في ثلاث مجلدات مع ذيوله حيدرآباد من سنة 1475 ه‍ إلى سنة 1478 ه‍.

    وـ العبر في خبر من غبر وهو مطبوع في أربع مجلدات طبعة دار الكتب العلمية بتحقيق محمد السعيد بن بسيوني.
    زـ الموقظة في علم مصطلح الحديث طبعت في مجلدة صغيرة بتحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة نشر مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب.

    تدوين الحديث في القرن التاسع الهجري

    ومن أشهر علماء القرن التاسع:
    1ـ الحافظ عبد الرحيم بن الحسين أبو الفضل زين الدين العراقي( ت 806 ه‍ ) ومن مصنفاته :

    أـ المغنى عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار وهو تخريج لأحاديث إحياء علوم الدين للغزالي وهو مطبوع على هامش جميع طبعات الإحياء .

    ب ـ تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد جمع فيه أحاديث الأحكام لابنه أبى زرعة وقد شرع في شرحه ولم يتمه فأكمله ابنه أبو زرعة بالشرح واسمه طرح التثريب في شرح التقريب وقد طبع الكتاب مع شرحه في ثمان مجلدات بمصر 1353 ه‍ .

    ج ـ التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من كتاب ابن الصلاح وهو مطبوع في مجلدة طبعة دار الحديث بيروت 1405 ه‍.
    د ـ الألفية في مصطلح الحديث والتي شرحها السخاوي في كتابه فتح المغيث بشرح ألفية الحديث وهى من أنفع المتون في علم مصطلح الحديث.

    ه‍ ـ وللسخاوي شرح على سنن الترمذي أكمل به شرح ابن سيد الناس ويوجد منه نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية تحت رقم 2504 حديث.

    2ـ شيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن على بن حجر العسقلاني المتوفى في 852 ه‍ وهو من تلاميذ الحافظ العراقي ومن أهم مصنفاته :

    أـ فتح الباري شرح صحيح البخاري وهو أفضل شروح البخاري على الإطلاق وكتب له مقدمة سماها هدى الساري لمقدمة فتح الباري وهو مطبوع في أربع عشرة مجلدة بمطبعة بولاق في سنتي 1300 ه‍ و 1301 ه‍ ثم طبع بالمطبعة السلفية بترقيم محمد فؤاد عبد الباقي في ثلاث عشرة مجلدة سوى المقدمة.

    ب ـ تغليق التعليق جمع فيه معلقات البخاري ووصلها من طرق أخرى مع الكلام على أسانيدها وهو مطبوع في خمس مجلدات بتحقيق سعيد عبد الرحمن موسى القزقي طبعة المكتب الإسلامي بالاشتراك مع دار عمار 1405 ه‍.

    ج ـ تهذيب التهذيب اختصر فيه كتاب تهذيب الكمال للحافظ المزي واقتصر فيه على ما يفيد الجرح والتعديل خاصة وحذف ما طال به الكتاب من الأحاديث التي يخرجها المزي من مروياته العالية واقتصر في ذكر شيوخ وتلاميذ الراوي ,وهو مطبوع في إحدى عشرة مجلدة طبعة مجلس دائرة المعارف النظامية حيدرآباد الهند 1325 ه‍.

    د ـ إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة جمع فيه أطراف عشرة كتب وهى موطأ مالك ومسند الشافعي ومسند أحمد وسنن الدارمي والمنتقى لابن الجارود وصحيح ابن خزيمة ومستخرج أبى عوانة وشرح معاني الآثار وصحيح ابن حبان وسنن الدراقطني ومستدرك الحاكم ولم يقتصر على المصادر التي ذكرت فكثيرًا ما ينقل عن غيرها مثل الأدب المفرد للبخاري والمعاجم الثلاثة للطبراني وتهذيب الآثار للطبري ومسند البزار ومسند أبى يعلى وشعب الإيمان للبيهقي ومصنف ابن أبى شيبة وغيرها من المصادر الحديثية وهو مطبوع في سبع عشرة مجلدة بإشراف الدكتور زهير بن ناصر الناصر بمركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1415 ه‍.
    ه‍ ـ إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي أفرد فيه أطراف مسند الإمام أحمد وهو مأخوذ من إتحاف المهرة وهو مطبوع في عشر مجلدات بتحقيق الدكتور زهير بن ناصر الناصر طبعة دار ابن كثير ودار الكلم الطيب 1414 ه‍.

    و ـ المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية جمع فيه زوائد عدة مسانيد على الكتب الستة ومسند أحمد وهذه المسانيد هي مسند أبى داود الطيالسي ومسند الحميدي ومسند ابن أبى عمر العدني ومسند مسدد ومسند أحمد بن منيع ومسند أبى بكر بن أبى شيبة ومسند عبد بن حميد ومسند الحارث بن أبى أسامة ومسند إسحاق بن راهويه ومسند أبى يعلى الموصلي وهو مطبوع في تسع عشرة مجلدة طبعة دار العاصمة الرياض 1419 ه‍.

    ز ـ لسان الميزان استدرك فيه على الحافظ الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال وحذف منه ما هو مترجم في التهذيب وهو مطبوع في سبع مجلدات طبعة الهند 1329 ه‍.

    ح ـ تقريب التهذيب اختصر فيه كتابه تهذيب التهذيب اقتصر فيه على ذكر اسم الراوي وكنيته ونسبه وطبقته وسنة وفاته ومرتبته من حيث الجرح والتعديل ومن أخرج له من أصحاب الكتب الستة وملحقاتها مع ضبط الأسماء والألقاب وغيرها وهو من أفضل الكتب المختصرة في الرجال وهو مطبوع عدة طبعات وأفضلها طبعة دار البشائر الإسلامية بتحقيق الشيخ محمد عوامة.

    ط ـ تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة جمع فيه زوائد رجال مسند أبى حنيفة وموطأ مالك ومسند أحمد ومسند الشافعي على ما في تهذيب الكمال ومن أفضل طبعاته طبعة دار البشائر الإسلامية في مجلدتين بتحقيق الدكتور إكرام الله إمداد الحق 1416 ه‍.

    ى ـ بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام وهو مطبوع في مجلدة بتحقيق محمد حامد الفقي طبعة دار البـاز مكـة المكرمة وشرحه الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني (ت1182 ه‍ ) في كتابه سبل السلام شرح بلوغ المرام وهو مطبوع في أربع مجلدات بتحقيق محمد بن عبد العزيز الخولي طبعة مكتبة عاطف بالقاهرة
    3 ـ الحافظ نور الدين أبو الحسن على بن أبى بكر الهيثمي الشـافعي الحـافظ (ت807 ه‍ ) وهو من تلاميذ الحافظ العراقي ومن مصنفاته .
    أ ـ غاية المقصد في زوائد المسند أي زوائد مسند أحمد على الكتب الستة .
    ب ـ كشف الأستار عن زوائد مسند البزار وهو مطبوع في أربع مجلدات بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي طبعة مؤسسة الرسالة 1404 ه‍.

    ج ـ المقصد العلي في زوائد مسند أبى يعلى الموصلي وطبعت منه قطعة بتحقيق الدكتور نايف بن هاشم الدعيس بالرياض 1402 ه‍.

    د ـ البدر المنير في زوائد المعجم الكبير للإمام الطبراني.

    ه‍ ـ مجمع البحرين في زوائد المعجمين الأوسط والصغير للطبراني وهو مطبوع بتحقيق عبد الـقدوس محمد نذير في تسع مجلدات طبعة مكتبة الرشد بالرياض 1415 ه‍.

    و ـ ثم جمع هذه الكتب في كتاب واحد محذوف الأسانيد ورتبه على الكتب والأبواب الفقهية مع الكلام على الأحاديث من حيث الصحة والحسن والضعف والكلام على بعض رواتها من حيث الجرح والتعديل وسماه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد وهو من أنفع كتب الحديث وهو مطبوع في عشر مجلدات طبعة دار الكتب العلمية بيروت.

    ز ـ موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان على الصحيحين وهو مطبوع في مجلدة كبيرة حققه ونشره محمد عبد الرزاق حمزة طبعة دار الكتب العلمية.

    ح ـ كتاب جمع فيه أحاديث الغيلانيات والخلعيات وفوائد تمام وأفراد الدارقطني مع ترتيبها على الأبواب وقف عليه الكتاني صاحب الرسالة المستطرفة بخط الحافظ السخاوي والذي نقله من خط جامعه وذكر جامعه في آخره أنه كتبه سريعًا جدًا في ثلاثة عشر يوما.

    4 ـ الحافظ أحمد بن أبى بكر أبو العباس البوصيري الشافعي(ت 840 ه‍ ) وهو من تلاميذ الحافظ العراقي ومن مصنفاته:

    أ ـ مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة جمع فيه زوائد سنن ابن ماجة على الكتب الخمسة مع الكلام على الأحاديث الزائدة والحكم عليها وهو مطبوع في أربع مجلدات بتحقيق محمد المنتقى الكشناوي طبعة الدار العربية بيروت 1403 ه‍.

    ب ـ إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة وهذه المسانيد هي مسند أبى داود الطيالسي ومسند الحميدي ومسند مسدد ومسند ابن أبى عمر العدني ومسند ابن راهوية ومسند ابن أبى شيبة ومسند أحمد بن منيع ومسند عبد بن حميد ومسند الحارث بن أبى أسامة ومسند أبى يعلى الموصلي وقد طبع في تسع مجلدات طبعة دار الوطن 1420 ه‍ .

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    114
    آخر نشاط
    15-12-2008
    على الساعة
    03:48 AM

    افتراضي

    أخى الكريم

    جزاك الله خيراً

    وننتظر جديدك وقلمك المبدع

    بارك الله فيك وعليك

    وجعل ما قدمت فى موازين حسناتك

    أخوكم
    ــــــــــــ
    يارب
    أغفر لى ولأمة حبيبك محمد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أشهد أن لا إله إلا الله
    وأشهد أن محمداً رسول الله

    سبحان الله وبحمده
    سبحان الله العظيم


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة M_B_M_G مشاهدة المشاركة
    أخى الكريم

    جزاك الله خيراً

    وننتظر جديدك وقلمك المبدع

    بارك الله فيك وعليك

    وجعل ما قدمت فى موازين حسناتك

    أخوكم
    ــــــــــــ
    بارك الله فيك أخي الكريم وتقبل الله منا ومنكم صالح العمل

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    تدوين الحديث في القرن العاشر الهجري


    ومن أشهر علماء القرن العاشر :
    1ـ الحافظ محمد بن عبد الرحمن أبو الخير شمس الدين السخاوي المتوفى في 902 ه‍ ومن مصنفاته .
    أ ـ فتح المغيث في شرح ألفية الحديث وهو أفضل شرح لألفيـة العراقي في مصطلح الحديث وليس له نظير في الإتقان والجمع مع التلخيص والتحقيق وهو مطبوع في خمس مجلدات بالفهارس بتحقيق الشيخ على حسين على طبعة مكتبة السنة 1415 ه‍.

    ب ـ المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة وقد اعتنى فيه بذكر الأحاديث المشهورة الدائرة بين الناس وحكم عليها وهو مطبوع بتحقيق السيد عبد الله الصديق الغماري في مجلدة واحدة طبعة مكتبة الخانجي وقد اختصره تلميذه أبو الضياء عبد الرحمن بن الديبع الشيباني(ت 950 ه‍ ) في مؤلف سماه تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على الألسنة من الحديث وهو مطبوع في مجلدة .

    ج ـ الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوى عنه من الأحاديث النبوية ذكر فيه بعض الأحاديث التي سئل عنها وبين حكمها من حيث الصحة والضعف وهو مطبوع في ثلاث مجلدات بتحقيق الدكتور محمد إسحاق محمد إبراهيم طبعة دار الراية 1418 ه‍.

    2 ـ الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطي( ت 911 ه‍ ) ومن مصنفاته .

    أ ـ تدريب الراوي في شرح تقريب النووي جمع فيه خلاصة كتب المصطلح المصنفة قبله مع حسن الترتيب والتنسيق وهو مطبوع في مجلدتين بتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف.

    ب ـ الجامع الكبير أو جمع الجوامع أراد الحافظ السيوطي أن يجمع الأحاديث النبوية في كتابه وجعله في قسمين الأول يشمل الأحاديث القولية ورتبه على حسب حروف المعجم الثاني يشمل الأحاديث الفعلية ورتبه على حسب مسانيد الصحابة فبدأ بمسانيد العشرة المبشرين بالجنة ثم رتب بقية المسانيد على حروف المعجم وقد جمع فيه أحاديث ما يربو على ثمانين كتابًا من كتب السنة وعدد أحاديثه ستة وأربعون ألفا وستمائة وأربعة وعشرون حديثا وقد قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب بتصوير الكتـاب على مخطوطة دار الكتب المصرية رقم 95 حديث قوله في مجلدتين ضخمتين .
    ج ـ الجامع الصغير بعد أن ألف السيوطي كتاب الجامع الكبير انتقى من قسم الأحاديث القولية جملة أحاديث من أصحها وأخصرها وأشملها وزاد عليها بعض الزيادات وسماها الجامع الصغير وهو مطبوع مع شرحه فتح القدير شرح الجامع الصغير للمناوي في ست مجلدات طبعة دار المعرفة ثم زاد على الجامع الصغير وسماها زيادة الجامع.
    ج

    وقد مزج الكتابين فيما بعد الشيخ يوسف النبهاني في مؤلف واحد في مصنف سماه الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير وقد رتب الجوامع الثلاثة على الأبواب الفقهية الشيخ علاء الدين بن حسام الدين الهندي المعروف بالمتقى الهندي(ت 975 ه‍ ) في مؤلف وسماه كنز العمال وهو مطبوع في أربع عشرة مجلدة طبع الهند 1364 ه‍.

    د ـ اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة اختصره من موضوعات ابن الجوزي وقد ذكر فيه تعقبات كثيرة على أحاديث حكم عليها ابن الجوزي بالوضع وهو مطبوع في مجلدتين.

    ه‍ ـ الدر المنثور في تفسير الكتاب العزيز بالمأثور يذكر بعد كل آية الأحاديث والآثار المسندة المفسرة لتلك الآية ويعزوها لمن خرجها من الأئمة وهو مطبوع في ست مجلدات.

    3 ـ الحافظ أبو الحسن على بن محمد المعروف بابن عراق الكناني المتوفى في 963 ه‍ ومن مصنفاته تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة جمع فيه بين موضوعات ابن الجوزي وكتاب السيوطي ورتبه على ترتيبهما وهو مطبوع في مجلدتين بتحقيق الدكتور عبد الوهاب عبد اللطيف طبعة مصر 1378 ه‍ ثم قامت بتصويره دار الكتب العلمية 1401 ه‍.

    تدوين الحديث في القرن الحادي عشر الهجري

    ومن أشهر علماء القرن الحادي عشر:
    1 ـ العلامة على بن محمد أبو الحسن الهروي القاري(ت 1014 ه‍ ) ومن مصنفاته المصنوع في معرفة الحديث الموضوع وهو مطبوع بتحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة نشر مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب وله تذكرة الموضوعات و مصطلحات أهل الأثر على شرح نخبة الفكر .
    2 ـ العلامة محمد بن عبد الرءوف بن على بن زين العابدين القاهري المعروف بالمُناوي المتوفى في 1031 ه‍ ومن مصنفاته كتاب الجامع الأزهر من حديث النبي الأنور وهو مطبوع في ثلاث مجلدات مصورا عن نسخة خطية بدار الكتب المصرية تصوير المركز العربي للبحث والنشر بالقاهرة 1401 ه‍ وله شرح على الجامع الصغير للسيوطي مطبوع في ست مجلدات طبعة دار المعرفة.

    3 ـ العلامة أبو عبد الله محمد بن سليمان الروداني(ت 1094 ه‍ ) ومن مصنفاته كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد اشتمل على الصحيحين والموطأ والسنن الأربعة ومسند الدارمي ومسند أحمد ومسند أبى يعلى والبزار ومعاجم الطبراني الثلاثة وعدد أحاديثه عشرة آلاف ومائة وواحد وثلاثون حديثًا وهو مطبوع في مجلدتين كبيرتين بإشراف السيد عبد الله هاشم يماني المدني 1381 ه‍.

    تدوين الحديث في القرن الثاني عشر الهجري

    ومن أشهر علماء القرن الثاني عشر:
    1 ـ العلامة أبو الحسن بن عبد الهادي السندي(ت 1138 ه‍ ) وله حاشية على كل كتاب من الكتب الستة وكلها مطبوعة بهامش طبعات الكتب الستة.

    2 ـ العلامة محمد بن أحمد بن سالم النابلسي السفاريني(ت 1188 ه‍ ) ومن مصنفاته كتاب نفثات الصدر المكمد بشرح ثلاثيات المسند أي مسند أحمد وهو مجلدة ضخمة والدرر المصنوعات في الأحاديث الموضوعات اختصر فيه موضوعات ابن الجوزي.
    3 ـ العلامة أبو العلاء إدريس بن محمد العراقـي الحسينـي الفـاسي المتوفـى في 1183 ه‍ ومن مصنفاته كتاب فتح البصير في التعريف بالرجال المخرج لهم في الجامع الكبير.

    تدوين الحديث في القرن الثالث عشر الهجري

    ومن أشهر علماء القرن الثالث عشر
    :

    1 ـ القاضي أبو عبد الله محمد بن على بن محمد الشوكاني الصنعاني المتوفى في 1255 ه‍ ومن مصنفاته:
    أ ـ نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار شرح فيه كتاب منتقى الأخبار لمجد الدين ابن تيمية وهو مطبوع في أربع مجلدات كبار تشتمل على تسعة أجزاء طبعة دار الجيل بيروت 1393 ه‍.
    ب ـ الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة وقد ذكر فيه كثيرا من الأحاديث التي لم تبلغ درجة الوضع وهو مطبوع في مجلدة طبعة مطبعة السنة المحمدية القاهرة 1380 ه‍.

    2 ـ العلامة محمد بن محمد بن عبد الرزاق أبو الفيض المصري المشهور بمرتضى الزبيدي المتوفى في 1205 ه‍ ومن مصنفاته التعليقات الجليلة على مسلسلات ابن عقيلة والإسعاف بالحديث المسلسل بالأشراف يعنى حديث لا إله إلا الله حصني والمرقاة العلية فى شرح الحديث المسلسل بالأولية .

    تدوين الحديث في القرن الرابع عشر الهجري

    ومن أشهر علماء القرن الرابع عشر :

    1 ـ العلامة أبو الحسنات عبد الحي بن محمد اللكنوي(ت 1304 ه‍ ) ومن مصنفاته الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة وظفر الأماني في شرح مختصر الجرجاني والرفع والتكميل في الجرح والتعديل والأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة وكلها مطبوعة بتحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة نشر مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب.

    2 ـ العلامة السيد محمد بن جعفر الكتاني( ت 1345 ه‍ ) ومن مصنفاته كتاب الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة وهو مطبوع في مجلدة بالفهارس طبعة دار البشائر الإسلامية .

    3 ـ العلامة أحمد محمد شاكر(ت 1379 ه‍ ) قام بتحقيق عديد من كتب السنة تحقيقًا علميًا متميزًا مع الكلام على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا منها مسند الإمام أحمد وقد خرج منه بتحقيقه ستة عشر جزءًا طبعة دار المعارف وهى تعدل ثلث المسند ولم يتمه وقام أيضًا بتحقيق سنن الترمذي وصدر منها بتحقيقه مجلدتان تشملان ستمائة حديث طبعة مصطفى البابي الحلبي وقام أيضا بتحقيق أجزاء من تفسير جامع البيان لابن جرير الطبري بالاشتراك مع أخيه محمود محمد شاكر وله شرح على مختصر الحافظ ابن كثير لمقدمة ابن الصلاح سماه الباعث الحثيث بشرح مختصر الحديث وهو مطبوع في مجلدة واحدة .

    تدوين الحديث في القرن الخامس عشر الهجري

    ومن أشهر علماء القرن الخامس عشر :

    1 ـ السيد عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري(ت 1413 ه‍ ) وله كثير من الأجزاء الحديثية التي يتكلم فيها على الأسانيد وتصحيح وتضعيف الأحاديث وبخاصة الأحاديث التي يدور حولها الخلاف .

    2 ـ وكان من آخر المحدثين العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة صاحب التحقيقات المفيدة لـكتب الأئمة المحدثين بأسلوب علمي متميز وتوفى رحمه الله تعالى في 1418 ه‍.
    وأمد الله في أعمار المحدثين الخادمين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصرنا هذا ونفع بهم..
    وبهذا التواصل على مر العصور وقيام أهل كل عصر بواجبهم تجاه خدمة السنة المشرفة وصلت إلينا السنة المشرفة كما سمعها الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وبذلك تحقق وعد الله تعالى بحفظ القرآن الكريم والسنة المشرفة بالتبعية كما قال تعالى في سورة الحجر آية 9 :
    [ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ]





  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    علم مصطلح الحديث


    وهو علم يُعرف منه حقيقة الرواية وشروط الراوي وأنواع المرويات وما يتعلق بها وهذا العلم بدأ مع القرن الأول حيث اعتناء الصحابة بقبول الرواية والنظر في حال الراوي وإن كان العلماء في القرون الأولى قد كتبوا في ذلك إلا أنها كانت فوائد مفرقة في ثنايا كلامهم ممزوجة بالحديث.

    ولم يتميز هذا العلم في مصنف مستقل بقوانين وقواعد خاصة إلا على يد علماء القرن الرابع ومن أشهرها:

    1 ـ المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للقاضي أبى محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرَّامَهُرْمُزِي (ت36 ه‍ ) تقريبا وهو أول من ألف وجمع في علوم مصطلح الحديث وهو مطبوع في مجلدة بتحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب طبعة دار الفكر بيروت 1391 ه‍.

    2ـ معرفة علوم الحديث لأبى عبد الله الحاكم النيسابوري(ت 405 ه‍ ) وهو مطبوع في مجلدة لطيفة بعناية الدكتور السيد معظم حسين طبع جمعية دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد الدكن .

    علم الرجال


    ومن العلوم التي صاحبت التدوين بشيء من الاستقلال والتميز ما عرف باسم علم الرجال وهو علم يُعْنَى بمعرفة رجال الحديث وضبط أسمائهم وألقابهم وطبقاتهم والحكم عليهم ومن أشهر تلك المصنفات.

    1ـ الأسماء والكنى لأبى بشر محمد بن أحمد الدولابي(ت 320 ه‍ ) وقد رتبه على حروف المعجم وفصل الصحابة عن التابعين وهو مطبوع في مجلدتين طبعة دائرة المعارف العثمانية حيدرآباد الدكن.

    2ـ أسماء المحدثين وكُنَاهم لأبى عبد الله محمد بن أحمد المقدمي(ت 301 ه‍ ) وهو مخطوط في المتحف البريطاني.

    3ـ تسمية من وافق اسمه اسم أبيه من الصحابة والتابعين ومَنْ بعدهم من المحدثين لأبى الفتح محمد بن الحسين الأزدي(ت 367 ه‍ ) وهو مخطوط في لندن تحت رقم 1087 ويقع في ثمان صفحات.

    4ـ الكُنَى لأبى أحمد الحاكم الكبير النيسابوري(ت 378 ه‍ ) وهو من أحسن الكتب ترتيبا وقد طبع منه أربع مجلدات طبعة مكتبة الغرباء المدينة المنورة .

    5ـ فتح الباب في الكنى والألقاب لأبى عبد الله محمد بن إسحاق المعروف بابن مَنْدَه الأصبهاني(ت 396 ه‍ ) وهو مخطوط في برلين تحت رقم 9917 ويقع في مائتين وتسع وتسعين ورقة.
    وقد اتجه بعض علماء القرن الرابع إلى تصنيف مؤلفات تختص بذكر الصحابة فقط وتميز طبقاتهم وقبائلهم ومن أشهر تلك المؤلفات:

    1ـ أسماء الصحابة لأبى حاتم بن حبان ألبستي(ت 354 ه‍ ) وهو مخطوط في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة مجموعة 239 ويقع في اثنتين وسبعين ورقة .

    2ـ أسماء الصحابة لأبى أحمد عبد الله بن عدى الجرجاني(ت 365 ه‍ ) وهو مخطوط أيضا بالمدينة المنورة تحت رقم 270 .

    3ـ معرفة الصحابة للحافظ أبى عبد الله محمد بن إسحاق بن مَنْدَه الأصبهاني المتوفى في 395 ه‍ طبع منه ثلاث مجلدات بتحقيق الدكتور محمد راضى بن حاج عثمان طبعة مكتبة الدار بالمدينة المنورة ومكتبة الحرمين بالرياض 1408 ه‍.


    علم مختلف الحديث أو تأويل مختلف الحديث


    ومن العلوم المصنفة التي صاحبت التدوين في القرن الرابع علم مختلف الحديث وهو علم يهتم بالجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض ومن تلك المصنفات:

    1ـ شرح مشكل الآثار للإمام أبى جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي المتوفى في 321 ه‍ وقد طبع بتحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط طبعة مؤسسة الرسالة في ستة عشر جزءًا .

    2ـ كما ظهرت تصانيف أخرى مثل الناسخ والمنسوخ من الأحاديث وكتب الطبقات وتواريخ البلدان والكتب المعنية بوفيات الأئمة والرواة إلى غير ذلك .
    وهكذا توالى التصنيف في القرن الرابع وتعددت أنواعه ومناهجه وكان نصب أعين العلماء في ذلك القرن خدمة السنة النبوية وحفظ الأحاديث وراعوا في ذلك الدقة البالغة والتحري الدقيق وقلما نجد في القرون التالية من أضاف إلى الفنون السابقة شيئا جديدا مستقلا .
    وبعد بلوغ النتاج العلمي ذروته في القرن الرابع وجد علماء القرن الخامس أمامهم تراثا كبيرا ومصنفات بالغة الدقة استدعت همتهم وجعلتهم يتابعون مسيرة سابقيهم في التأليف فاحتذوا حذوهم في طريقة التصنيف فنجد منهم من اعتنى بالصحيحين إما بالجمع بينهما أو بذكر أطرافهما أو الاستدراك عليهما أو الاستخراج عليهما وغير ذلك.

    ومن أبرز طرق التصنيف في ذلك القرن:


    أـ الجمع : فذهب إلى الجمع بين الصحيحين الإمام أبو عبد الله محمد بن أبى نصر المعروف بالحميدي الأندلسي(ت 488 ه‍ ) وهو من كبار تلامذة الإمام ابن حزم الظاهري.

    ب ـ الأطراف : وذهب آخرون إلى الاعتناء بأطراف الصحيحين وكتب الأطراف هي الـتي تقتصر على ذكر طرف الحديث الدال على بقيته مع الجمع لأسانيده وترتيبها على المسانيد ومنها :

    1ـ أطراف الصحيحين لأبى مسعود إبراهيم بن مسعود الدمشقي(ت 401 ه‍ ).

    2ـ أطراف الصحيحين لأبى محمد خلف بن محمد الواسطي(ت 401 ه‍ ) وهو أحسن ترتيبا ورسما وأقل خطأ ووهما ويقع في أربع مجلدات وقد اعتمد عليهما الحافظ المزي اعتمادا كثيرا في كتابه تحفة الأشراف.

    3ـ ولأبي علي الحسين بن محمد الغساني المعروف بالجياني الأندلسي(ت 498 ه‍ ) كتاب ما ائتلف خطه واختلف لفظه من أسماء رجال الصحيحين ويسمى أيضا بكتاب تقييد المهمل وتمييز المشكل ضبط فيه كل لفظ يقع فيه اللبس من أسماء رجال الصحيحين طبع منه قطعة في مجلدة خاصة باختلاف الروايات والألفاظ في البخاري ومسلم وأخرى خاصة بشيوخ البخاري الذين أهمل أنسابهم في مجلدة أيضا طبعة دار الكتب العلمية 1418 ه‍.

    ج ـ المستدركات: وهناك من اعتنى بالمستدركات ومن أمثلتها:

    1ـ المستدرك على الصحيحين لأبى عبد الله الحاكـم محمد بـن عبد الله النيسابوري المتوفى في 405 ه‍ وهو مشهور بابن البَيِّع وكتابه هذا قد ذكر فيه ما ليس في واحد من الصحيحين مما رآه على شرطهما أو شرط أحدهما أو أدى اجتهاده إلى صحته ويـرى بعض أهـل العلم أنه متساهل في التصحيح وأن تلميذه البيهقي أشد منه تحريا وهو كتاب عظيم الفائدة وهو مطبوع في أربع مجلدات كبار وبذيله تلخيص الحافظ الذهبي طبعة دار الكتاب العربي بيروت.

    2ـ المستدرك على الصحيحين للحافظ أبى ذرعبد بن أحمد الأنصاري الهروي (ت 434 ه‍ ) نزيل مكة وهو يقع في مجلدة لطيفة.

    د ـ المستخرجات: وقد تم تدوينها في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الهجري.

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    النقد الباطن أو ما يعرف بنقد المتن

    من الممكن أن يعمد بعض الكذابين إلى سرقة الأسانيد بأن يركبوا الإسناد الجيد على القول الموضوع , وهنا لجأ علماء الحديث إلى نقد المتن للتدقيق في صحة المتن كما دققوا في صحة الإسناد .

    ونقد المتن علم قديم نجده في المناقشات الطويلة التي كانت تقوم بين الصحابة. ونشأة المذاهب الفقهية والاختلافات بين هذه المذاهب مبنية في معظمها على نقد المتن, فكثير من الاختلافات كانت تقوم على فهم النص لا في ثبوت النص.

    ونقد المتن يقوم على العلوم التالية والتي هي منبثقة مما يعرف بعلم الحديث:

    تعريف علم الحديث وهو ينقسم إلى قسمين :

    القسم الأول: علم الحديث رواية

    تعريفه: هو علم يشتمل على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وصفاته وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها.

    ويُبْحَث في هذا العلم عن رواية الأحاديث وضبطها ودراسة أسانيدها ومعرفة حال كل حديث من حيث القبول والرد ومعرفة شرحه ومعناه وما يُستنبط منه من فوائد.

    القسم الثاني: علم الحديث دراية

    ويُطلق عليه مصطلح الحديث أو أصول الحديث أو علوم الحديث.

    تعريفه: هو العلم بقواعد يُعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول أو الرد أو هو القواعد المُعَرِّفة بحال الراوي والمروى.
    وعلم الحديث دراية يُوَصِّل إلى معرفة المقبول من المردود بشكل عام أي بوضع قواعد عامة فأما علم رواية الحديث فإنه يَبْحث في هذا الحديث المُعَيَّن الذي تريده فَيُبَيِّن بتطبيق تلك القواعد أنه مقبول أو مردود ويضبط روايته وشرحه فهو إذًا يبحث بحثا جزئيا تطبيقيا فالفرق بينهما كالفرق بين النحو والإعراب وكالفرق بين أصول الفقه وبين الفقه .

    تعريف الحديث: ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة ويشمل أيضًا ما أُضيف إلى الصحابة والتابعين.

    تعريف الخبر:قيل هو مرادف للحديث وقيل مغاير له فالحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والخبر ما جاء عن غيره أي أن الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والخبر ما جاء عنه أو عن غيره .

    تعريف الأثر: قيل هو مرادف للحديث وقيل هو مغاير له وهو ما أُضيف إلى الصحابة والتابعين من أقوال أو أفعال.

    تعريف السند: هو سلسلة الرجال المُوَصِّلَة للمتن.

    تعريف المتن: هو ما ينتهي إليه السند من الكلام.

    تعريف الْمُسْنِد: هو من يروى الحديث بسنده سواء أكان عنده علم به أم ليس له إلا مجرد الرواية.

    تعريف المُحَدِّث: هو من حصَّل جملة من متون الأحاديث وسمع كتبا متعددة من كتب الحديث وعرف الأسانيد والعلل وأسماء الرجال واشتغل بذلك .

    تعريف الحافظ: هو من توسَّع حتى حفظ جملة مستكثرة من الحديث وحفظ الرجال طبقة طبقة بحيث يَعْرف من أحوالهم وتراجمهم وبلدانهم أكثر مما لا يَعْرف.

    تعريف الحجة: هي لفظة تطلق على الحافظ من حيث الإتقان فإذا كان الحافظ عظيم الإتقان والتدقيق فيما يحفظ من الأسانيد والمتون لُقِّب بالحجة.

    تعريف الحاكم: هو من أحاط بأكثر الأحاديث المروية متنا وإسنادا جرحا وتعديلا.

    تعريف أمير المؤمنين: هو أرفع المراتب وأعلاها وهو من فاق حفظًا وإتقانًا وتعمقًا في علم الأحاديث وعللها كل من سبقه من المراتب بحيث يكون لإتقانه مرجعًا للحكام والحفاظ وغيرهم.

    أنواع الحديث

    النوع الأول: الصحيح... النوع الثاني: الحسن
    النوع الثالث: الضعيف... النوع الرابع: المسند
    النوع الخامس: المُتَّصل... النوع السادس: المرفوع
    النوع السابع: الموقوف... النوع الثامن: المقطوع
    النوع التاسع: المرسل... النوع العاشر: المنقطع
    النوع الحادي عشر: المُعْضَل.... النوع الثاني عشر: المُعَلَّق
    النوع الثالث عشر: المُدَلَّس... النوع الرابع عشر: المرسل الخَفَيُّ...
    النوع الخامس عشر: الشَّاذُ والمحفوظ ... النوع السادس عشر: المُنْكر والمعروف ...
    النوع السابع عشر: المتروك... النوع الثامن عشر: المتابعات والشواهد...
    النوع التاسع عشر : زيادة الثقات ... النوع العشرون: الفَرْد والغريب ...
    النوع الحادي والعشرون المُعَلُّ... النوع الثاني والعشرون: المضطرب...
    النوع الثالث والعشرون: المُدْرَج... النوع الرابع والعشرون: الموضوع...
    النوع الخامس والعشرون: المقْلوب... النوع السادس والعشرون: معرفة من تقبل روايته ومن ترد روايته وما يتعلق به من جرح وتعديل...
    النوع السابع والعشرون: كيفية سماع الحديث وتحمله وصفة ضبطه ...


    النوع الأول: الصحيح


    تعريفه: هو ما اتَّصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله ولم يكن شاذًّا ولا مُعَلاًّ .
    وقد اشتمل هذا التعريف على شروط الحديث الصحيح وهى خمسة نوضحها فيما يلي:

    1 ـ اتصال السند وهو أن يكون كل واحد من رواة الحديث قد سمعه ممن فوقه.

    2 ـ عدالة رواته والعدالة مَلَكَةٌ تَحْمِل صاحبها على التقوى وتَحْجُزه عن المعاصي والكذب وعن ما يُخِلُّ بالمروءة والمراد بالمروءة عدم مخالفة العُرْف الصحيح.

    3 ـ الضبط وهو أن يحفظ كل واحد من الرواة الحديث إما في صدره وإما في كتابه ثم يستحضره عند الأداء.

    4 ـ أن لا يكون الحديث شاذًّا والشاذُّ هو ما رواه المقبول مخالفا لمن هو أولى منه .

    5ـ أن لا يكون الحديث مُعَلاًّ والمعلُّ هو الحديث الذي اطُّلِعَ فيه على عِلَّة خفية تقدح في صحته والظاهر السلامة منها .

    وإذا قيل في حديث إنه صحيح فمعناه تحقق هذه الشروط فيه ولا يَلْزَم أن يكون مقطوعا به في نفس الأمر لجواز الخطأ والنسيان على الثقة وكذلك إذا قيل إنه غير صحيح فمعناه لم يصح إسناده على هذا الوجه المعتبر لا أنه كذب في نفس الأمر لجواز صدق الكاذب وإصابة من هو كثير الخطأ وتتفاوت درجات الصحيح بحسب قوة شروطه مثاله ما رواه الإمام البخاري في أول صحيحه قال:
    [ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ ‏ ‏أَنَّهُ سَمِعَ ‏ ‏عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ ‏ ‏يَقُولُ سَمِعْتُ ‏ ‏عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏عَلَى الْمِنْبَرِ ‏‏قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏إِنَّمَا الْأَعْمَالُ ‏ ‏بِالنِّيَّاتِ ‏ ‏وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا ‏ ‏يُصِيبُهَا ‏ ‏أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ].

    وقد توافرت شروط الصحة في هذا الحديث فسنده متصل ورواته عدول ضابطون وغير شاذ وليس به علة .

    مسائل


    المسألة الأولى: المختار أنه لا يُجْزَم في إسناد بأنه أصح الأسانيد على الإطلاق لِعُسْرِ ذلك وإنما رَجَّحَ كل منهم بحسب ما قَوِىَ عنده .

    المسألة الثانية: أول من صنف الصحيح المجرد هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ثم أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري وكتاباهما أصح الكتب بعد القرآن العزيز باتفاق العلماء.

    ثم إن كتاب البخاري أصح الكتابين صحيحا وأكثرهما فوائد وقال أبو على الحافظ النيسابوري وبعض شيوخ المغرب مسلم أصح والصواب الأول .

    وعلى الجملة فقد قُدِّمَ صحيح البخاري على مسلم من جهتين:

    الأولى: أن البُخَاري يشترط أن يكون كل راو في سلسلة السند قد ثبت لقاؤه بمن روى عنه ولو مرة بينما يكتفي مسلم بالمعاصرة وإن لم يثبت عنده لقاؤهما.

    الثانية: ما ضَمَّنَهُ البُخَارِي أبوابه من التراجم التي عمل فيها على استنباط المسائل الكثيرة من الحديث الواحد وبسبب تقطيعه لهذا الحديث في عدة أبواب ولذا اشتهر قول جمع من الفضلاء فقه البُخَارِيِّ في تراجمه.
    ويَتَرَجَّحُ صحيح مسلم بكونه أسهل متناولا حيث إنه جمع طرق الحديث في مكان واحد بأسانيده المتعددة وألفاظه المختلفة فَسَهُلَ تداوله بخلاف البُخَاري فإنه قَطَّعَهَا في الأبواب بسبب استنباطه الأحكام منها ولذلك يَصْعُبُ على الناظر جَمْعُ شَمْلِهَا ومَعْرِفَةُ الفائدة من اختلافها.

    المسألة الثالثة : السنن الأربعة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة تشتمل على الصحيح وغيره والكتب الستة في مجموعها تشتمل على أغلب الأحاديث الصحيحة والزيادة في الصحيح على ما فيها يُعْرَف من الكتب المعتمدة كصحيح ابن خزيمة وابن السكن وموطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد ومسند البزار ومسند أبى يعلى وغيرها من الكتب منصوصا على صحته فيها ولا يَكْفِى في صحته كونه موجودا في شيء منها إلا في كتاب مَنْ شَرَطَ أنه لا يأتي إلا بالصحيح ككتاب ابن خزيمة وابن السكن والكتب المُسْتَخْرَجَة على الصحيحين ككتاب أبى بكر الإسماعيلي وكتاب أبى بكر البُرْقَانِي وكتاب أبى عوانة الإسفرائيني وغيرهم .

    المسألة الرابعة: طريقة المُسْتَخْرَج أن يَعْمَدَ المُحَدِّثُ إلى حديث في البخاري مثلا فيرويه بإسناده حتى يلتقي مع البخاري في أحد رواته ولا يَلْزَم من ذلك الاتفاق في اللفظ والمعنى لأن المُسْتَخْرِج يذكر الحديث في كتاب المُسْتَخْرَج حسبما وصل إليه من الرواة وهو في أغلب الأحيان اختلاف يسير لا يُغَيِّر المعنى وللكتب المخرجة على الصحيحين فوائد منها:

    1 ـ عُلُو الإسناد.
    2 ـ الزيادة في قدر الصحيح فإن تلك الزيادات صحيحة لإخراجها بإسناد الصحيح.
    3 ـ زيادة قوة الحديث بكثرة الطرق.
    4 ـ أغلب أحاديث الصحيحين المنتقدة جاءت روايتها في المستخرجات سالمة من ذلك النقد.

    المسألة الخامسة: اعتنى الحاكم أبو عبد الله الحافظ بضبط الزائد من الصحيح على ما في الصحيحين فجمعه في كتابه المستدرك فذكر ما ليس في واحد من الصحيحين مما رآه على شرطهما أو شرط أحدهما أو أدى اجتهاده إلى صحته ومعنى كونه على شرطهما أنهما أخرجا لرواته في صحيحيهما والحاكم رحمه الله متساهل في التصحيح معروف عند أهل العلم بذلك والمشاهدة تدل عليه وإنما وقع له التساهل لأنه سوَّد الكتاب لينقحه فتعجلته المنية وقد لخص الحافظ الذهبي المستدرك وحكم على كل حديث بما يليق به فحكم على نحو ربع الكتاب بالضعف والنكارة منها نحو مائة حديث موضوع ووافقه في تصحيح ما عدا ذلك مثاله: ما رواه الحاكم من طريق الحسين بن عُلْوان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعوا لي سيِّد العرب فقلت يا رسول الله ألست سيد العرب قال أنا سيِّد ولد آدم وعَلِىٌّ سيد العرب قال الذهبي وضعه ابن علوان والحسين بن علوان الكلبي كذَّبه يحيى بن معين وابن حبان والنسائي وصحة الحديث كما رواه ابن ماجة في سننه :

    [ حَدَّثَنَا ‏ ‏مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ‏ ‏وَأَبُو إِسْحَقَ الْهَرَوِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ ‏ ‏قَالَا حَدَّثَنَا ‏ ‏هُشَيْمٌ ‏ ‏أَنْبَأَنَا ‏‏عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي نَضْرَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ ‏ ‏آدَمَ ‏ ‏وَلَا فَخْرَ وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ وَلَا فَخْرَ وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ] ابن ماجة في سننه حديث رقم 4298..

    المسألة السادسة: إذا قالوا في حديث هذا صحيح متفق عليه أو على صحته فمرادهم اتفق البخاري ومسلم على روايته لا يعنون اتفاق الأمة لَكِنِ اتفاق الأمة حاصل من ذلك لأنها اتفقت على تلقى ما روياه أو أحدهما بالقبول سوى أحرف يسيرة تكلم عليها بعض الحفاظ كالدارقطني وغيره وهى معروفة وقد أجاب عن تلك الأحرف آخرون .
    وأحاديث الآحاد تفيد الظن إلا أن أحاديث الصحيحين احْتَفَّتْ بها قرائن قَرُبَتْ بها إلى العلم لجلالتهما في هذا الشأن وتقدمهما في تمييز الصحيح على غيرهما وتلقى العلماء لكتابيهما بالقبول .

    المسألة السابعة: جاز لمن تمكَّن وقويت معرفته أن يحكم على إسناد بالصحة أو بالضعف تبعا لما يليق به بعد البحث والتحري والأحوط أن يقول صحيح الإسناد أو ضعيف الإسناد لاحتمال علة في الحديث خَفِيَتْ عليه أو طريق صحيح لم يقف عليه .

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة

دفاع عن السنة (دروس في الحديث النبوي الشريف) ..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مقتطفات من الحديث النبوي الشريف
    بواسطة المهتدي بالله في المنتدى فى ظل أية وحديث
    مشاركات: 45
    آخر مشاركة: 16-12-2010, 05:43 AM
  2. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-08-2008, 08:10 PM
  3. ويعلم ما في الأرحام ...من الإعجاز النبوي الشريف
    بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-11-2006, 10:26 PM
  4. مقتطفات من الحديث النبوي الشريف
    بواسطة المهتدي بالله في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

دفاع عن السنة (دروس في الحديث النبوي الشريف) ..

دفاع عن السنة (دروس في الحديث النبوي الشريف) ..