الى كل مسيحى : صور جمالية ... تأمل

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الى كل مسيحى : صور جمالية ... تأمل

صفحة 3 من 13 الأولىالأولى ... 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 292

الموضوع: الى كل مسيحى : صور جمالية ... تأمل

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    02:30 PM

    افتراضي

    { وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) } سورة النحل


    كثير منا يحب أن يطيل النظر إلى البحر لفترات طويلة لرقة وبديع منظره .... فترتاح للنظر إليه وتريح نظرك وتهدأ بالًا لروعة الألوان الهادئة بين السماء والأرض وسحر الطبيعة فيما بينهما ...





    ولكن ..

    هل جربت أن تنظر للبحر بنظرة مغايرة ....هل نظرت للبحر ذات مرة وأيقنت أنه سخر لأجلك أنت .. كإنسان ؟
    وهل بذلت أي مجهود في معرفة ذلك وتفكرك فيه ..؟؟
    عندما تقف على شاطي البحر قد ترى السفن وهي تشق الموج مع اتجاه الريح مقبلة ومدبرة دون غوصها في القاع ... قد يتوغل إلى عقلك السبب العلمي لطفو السفينة من وضع مركز ثقلها وقوانين أرشميدس للطفو.... ولكن هل سألت نفسك من الذي صنع الظاهرة التي سُطرت لها هذه القوانين ؟!!

    أنظر إلى البحر مرة أخرى .. هل أدركت ما في أعماقه من كائنات وأحياء بديعة تشكل لك أنت حياة كاملة : لحومًا طرية : أسماك وكائنات بحرية لتأكلها , أو تستخرج منها الزيت كالحيتان .... أو البيض كغذاء (الكافيار) ... وهذه الأنواع مصادر غنية للفيتامينات والأملاح المعدنية الهامة للجسم كالكبريت واليود والكالسيوم والفوسفور والصوديوم ... كذلك قإن بيض السمك عالي جدًا من ناحية قيمته الغذائية ... كما أن الدهون الموجودة في السمك ذات أحماض غير مشبعة مفيدة لمرضى القلب وتصلب الشرايين ... كما أن الدهون الموجودة في الأسماك سهلة الهضم إذا ما قورنت بدهون اللحوم الحمراء ... وسبحان الله العظيم كل هذه الفوائد في لحوم الأسماك ...!! هذا بالإضافة إلى الحلي التي تستخرج من البحار كاللؤلؤ والمرجان ...

    تأمل ... كل هذه الحياة في عالم البحر فقط من قاعه إلى سطحه ... إعجاز ونعم لا تحصى ولا تعد .... فسبحان الذي "سخر" لنا البحر بكل ما فيه .. لنتأمل .. ونقول سبحان الله العظيم .. خالق كل شئ !







    التعديل الأخير تم بواسطة بن الإسلام ; 30-05-2010 الساعة 09:14 PM
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    02:30 PM

    افتراضي

    {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) } سورة يس



    هل الشمس تدور أم تجري؟
    لنتأمل هذه النفحة الإعجازية من كلام الحق تبارك وتعالى، وهي رد على من يشكك في هذا القرآن، لنستخدم لغة الحقائق والصور العلمية لنثبت أن القرآن هو الحق....



    أحبتي في الله! لن أطيل عليكم في هذه المقالة، فقط أحببت أن أبث إليكم هذه النفحة الإعجازية الرائعة، فالمؤمن الذي يحب القرآن يحب دائماً أن يحدث الآخرين عما يحب: عن عجائبه وأسراره والأشياء المذهلة فيه، وإذا ما تحدث عنه أحد بسوء تجده يغار على حبيبه ويدافع عنه وهذا ما يدعوني دائماً للاستمرار في هذه المقالات.
    فالمشككون لم يتركوا كلمة في كتاب الله إلا وانتقدوها بغير حق، لم يتركوا حقيقة علمية إلا وحاولوا أن يثبتوا خطأها، ولكن هيهات أن يفعلوا ذلك، ومن الأشياء التي خرجوا بها علينا أن القرآن قد أخطأ علمياً في استخدام كلمة (يجري) بالنسبة للشمس والقمر، والأدق علمياً كما يقولون أن يستخدم كلمة (يدور) لأن القمر يدور حول الأرض والشمس تدور حول مركز المجرة...


    لنتأمل أولاً كيف عبر القرآن عن حركة الشمس، يقول تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38]. والآن لنذهب إلى علماء الغرب أنفسهم والذين لم يؤمنوا بالقرآن، ماذا يقولون؟ إن ظاهرة حركة الشمس لفتت انتباه أحد العلماء ففكر أن يدرس المسار الحقيقي للشمس فيما لو نظرنا إليه من خارج المجرة، وبالطبع الشمس هي نجم في مجرتنا التي تحوي أكثر من 100000000000 نجم!!


    هذه صورة لمجرة تشبه مجرتنا، وتحوي هذه المجرة أكثر من مئة ألف مليون نجم، وكل نجم يمكن أن يكون أصغر من الشمس أو أكبر منها أو بحجمها، وأريد أن أخبركم أن الكون يحوي أكثر من مئة ألف مليون مجرة كهذه!!! فهل تدركون معي عظمة هذا الكون وعظمة خلق السماوات والأرض؟ إذا اقرأوا قوله تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [غافر: 57]. المصدر NASA .



    إن حركة الشمس كانت لغزاً محيراً لآلاف السنين، فطالما نظر الناس إلى الأرض على أنها ثابتة وأن الشمس تدور حولها، ولكن تبين فيما بعد أن هذا الاعتقاد خاطئ، والسبب في ذلك هو ببساطة أن كتلة الشمس أكبر من كتلة الأرض بأكثر من مليون مرة، وبالتالي لا يمكن للأرض أن تجذب الشمس إليها بل العكس هو الصحيح.
    فالشمس وبسبب كتلتها الكبيرة تجذب جميع الكواكب إليها تماماً كما تجذب الأرض القمر الذي هو أصغر من الأرض بكثير، ولذلك أيقن العلماء أن الشمس ثابتة والأرض تدور حولها! ولكن هل هذه هي الحقيقة كاملة؟

    لقد اكتشفوا بعد ذلك أن هذه الشمس تنجذب باتجاه مركز مجرتنا (درب التبانة)، بل وتدور حوله بشكل دقيق ومحسوب تتراوح سرعة الشمس في دورانها حول مركز المجرة 200-250 كيلو متر في الثانية. فقالوا إن الشمس تدور حول مركز المجرة، وأخيراً وجدوا أن للشمس حركة أخرى صعوداً وهبوطاً، لقد أصبح الأمر أكثر تعقيداً.
    لقد قام العلماء بدراسة حركة الشمس (المجموعة الشمسية) لمعرفة المسار الدقيق الذي ترسمه الشمس أثناء دورانها حول مركز المجرة. وقد وجدوا أن الشمس لا تدور دوراناً بل تجري جرياناً حقيقياً!! وأن جريانها يشبه جريان الخيل في حلبة السباق!

    هذه صورة للشمس بالأشعة السينية، إنها تمتد لأكثر من مليون كيلو متر وتظهر وكأنها فرن نووي ملتهب، إنها تزن أكثر من 99 % من وزن المجموعة الشمسية، لذلك فهي تجذب الكواكب إليها وتجعلها تدور حولها، وتتحرك الشمس وتسبح مع كواكبها ومنها الأرض والقمر. وتبلغ درجة الحرارة على سطحها 6000 درجة مئوية، وهي تبث من الطاقة في ثانية واحدة ما يكفي العالم بأكمله لمدة مئة ألف سنة!! المصدر NASA .



    لقد وجد العلماء أن للشمس حركتين داخل المجرة: الأولى حركة دورانية حول مركز المجرة، والثانية حركة اهتزازية للأعلى وللأسفل، ولذلك فإن الشمس تبدو وكأنها تصعد وتنزل وتتقدم للأمام! وتتم الشمس دورة كاملة حول مركز المجرة خلال 250 مليون سنة! ويستغرق صعود الشمس وهبوطها بحدود 60 مليون سنة، وهكذا تصعد وتهبط وتتقدم مثل إنسان يجري.

    أيها الأحبة لقد قمتُ بدراسة حركة جريان الخيول في السباق بهدف رؤية المسار الحقيقي لجريان هذه الخيول وقد وجدتُ أن المنحني الذي يرسمه الحصان في جريانه يتطابق مع ذلك المنحني الذي ترسمه الشمس في جريانها! هل هذه مصادفة!

    نرى في هذه الصورة على اليمين المسار الذي ترسمه الشمس خلال حركتها في المجرة، فهي تتم دورة كاملة كل 250 مليون سنة، وتتم هزة كاملة للأعلى والأسفل كل 60 مليون سنة تقريباً. على اليسار نرى المسار الذي ترسمه الخيول أثناء جريانها، ونلاحظ أنه يشبه إلى حد بعيد مسار الشمس، ولذلك فإن كلمة (تجري) دقيقة جداً من الناحية العلمية. المصدر (Nature).



    الجريان باتجاه المستقر :
    لقد وجد العلماء بعد دراسات معمقة أن الشمس تجري باتجاه محدد أسموه مستقر الشمس أو solar apex ويعرفه الفلكيون كما يلي:
    A point toward which the solar system is moving; it is about 10° southwest of the star Vega.
    أي هو النقطة التي تتحرك الشمس (مع كواكبها) باتجاهها أي بزاوية تميل 10 درجات جنوب غرب نجم النسر بسرعة تقدر بحدود 19.4 كيلو متر في الثانية. المهم أن القرآن قد أشار إلى وجود مستقر ما للشمس في قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38].
    جريان النجوم
    من عجائب المقالات التي قرأتها مقالة بعنوان Star Streaming أي "جريان النجوم"، فقد وجد العلماء بعد دراسات طويلة أن النجوم بما فيها الشمس جميعها تتدفق بما يشبه النهر أو الجدول، ووجدتهم يستخدمون كلمة (يجري) أو Stream للتعبير عن حركة الشمس والنجوم، وهي الكلمة القرآنية ذاتها!!! ووجدتهم يستخدمون كلمة Rest أي المستقر وهي نفس الكلمة القرآنية أيضاً!!


    نرى في هذا الرسم كيف يعبر علماء الغرب عن حركة الشمس والنجوم، ويرسمونها ضمن مجرى يشبه مجرى النهر، ووجدوا أن حركة الشمس في هذا المجرى تشبه حركة الأمواج صعوداً وهبوطاً ولذلك يعبرون عن هذه الحركة بكلمة Stream أي تجري! وتأملوا معي كيف يعبر العلماء عن حركة هذه النجوم بالتدفق مثل الماء الذي يجري في النهر، وكيف أن القرآ، سبقهم إلى هذا التهبير بشكل أدق، يقول تعالى: (وكل في فلك يسبحون) فسبحان الله! المصدر Star Streaming, www.astrology.com



    المجرات تجري :
    ولذلك فإن علماء الغرب اليوم وفي أحدث الأبحاث العلمية يشبهون حركة المجرات أيضاً بحركة الماء داخل مجرى النهر، بل إنهم عندما رسموا خريطة للكون وجدوا أن الكون عبارة عن "شبكة طرق" تتدفق خلالها المجرات بشكل بديع يشهد على عظمة الخالق عز وجل! ويصف أحد علماء ألمانيا وهو الدكتور ميلر حركة المجرات بأنها أشبه بسائل يتدفق Flow ويجري ضمن قنوات محددة، أليس القرآن يصف هذا المشهد بشكل أدق في قوله تعالى: (وكل في فلك يسبحون) [يس: 40]؟؟


    تأملوا معي هذه الشبكة من المصابيح المضيئة، إن كل نقطة مضيئة هي عبارة عن مجرة تجري وتتدفق بنظام مذهل، ويقول العلماء إن المجرات تتشكل وتتدفق وتجري على طول هذه الخيوط الكونية. وتأملوا معي "العقدة" المضيئة في الوسط (وهي تجمع لآلاف المرجيات) وكأنها تربط بين هذه الخيوط في نسيج محكم لا يعلم مداه إلى الله تعالى! المصدر مختبرات ماكس بلانك – ألمانيا.

    جريان القمر :
    يقول تعالى: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) [الرعد: 2]. هذه الآية تؤكد بأن القمر يجري أيضاً، ولو تأملنا حركة القمر نلاحظ أنه يرسم مساراً متعرجاً يشبه مسار الشمس في دورانها حول مركز المجرة.

    تتحرك الشمس مع الكواكب التابعة لها (مع الشمس والقمر) وتجري جميعها جرياناً حقيقياً حول مركز المجرة، ولذلك فقد عبَّر القرآن عن هذه الحركة بقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [لقمان: 29].



    ونلاحظ من خلال الشكل أن الكواكب تدور حول الشمس وتنجرف أيضاً بحركة ثانية ضمن حركة الشمس الاهتزازية حول مركز المجرة، وبالتالي يمكننا القول إن القمر أيضاً يجري والأرض تجري والكواكب تجري، وكذلك النجوم تجري...

    جريان السفينة
    لقد عبَّر القرآن عن حركة الفُلك في البحر بكلمة (تجري) وهي الكلمة ذاتها التي استعملها القرآن من أجل التعبير عن حركة الشمس، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ) [إبراهيم: 32]. فهذه السفن والبواخر التي نراها في البحر هي من نعمة الله تعالى، وهي مسخرة بأمره، سخر الرياح وسخر الماء وسخر وسائل صناعة هذه السفن للإنسان من أجل السفر والتنقل وحمل المتاع.
    وهنا نلاحظ أيضاً وجهاً إعجازياً يتجلى في كلمة (لِتَجْرِيَ) فلو تأملنا حركة السفن في البحر نلاحظ أنها تأخذ شكل الأمواج صعوداً وهبوطاً، ولكن هذه الحركة قد لا تظهر لنا مباشرة، إنما تظهر خلال المسافات الطويلة التي تقطعها السفينة في البحر. وهنا نجد أن التعبير القرآني دقيق علمياً.

    لو تأملنا حركة السفن في البحر نجد أنها أيضاً تشكل مساراً اهتزازياً صعوداً وهبوطاً، طبعاً قمنا بتكبير المسار المبين في الشكل باللون الأصفر بهدف إيضاح الحركة فقط.



    ولذلك فليس غريباً أن يعبر القرآن عن حركة الشمس بكلمة (تجري) لأن الله تعالى يحدثنا عن الحقائق وهو يراها من أعلى! وليس غريباً كذلك أن نجد بعض الملحدين يحاولون التشكيك في صحة هذا القرآن، فهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنه الحق، وهذا ما صوَّره لنا القرآن عندما أنكر فرعون آيات الله ومعجزاته وهم يعلمون أنها الحق، فكيف كانت عاقبتهم؟ تأملوا معي قول الحق تبارك وتعالى: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) [النمل: 13-14].

    وأقول يا أحبتي إن القرآن فعلاً كتاب رائع، إنك تجد فيه ما تريد، وتجد فيه الرد المناسب للمعترضين عليه، إذا أردت أن تزداد إيماناً فمعجزات القرآن كفيلة بزيادة إيمانك، وإذا أردت أن تكون سعيداً في هذه الدنيا فالقرآن يضمن لك السعادة في الدنيا والآخرة، فما أجمل هذا القرآن وما أعظم كلماته، في كل كلمة تجد معجزة تستحق الوقوف طويلاً، اللهم انفعنا بهذه الحقائق، واجعلها حجة لنا في ظلمات هذا العصر!


    ــــــــــــــــ



    بقلم عبد الدائم الكحيل



    بعض المراجع
    1- Galactic Drift and Mass Extinction, Astrophysical Journa.

    2- Rohde and Muller, “Cycles in fossil diversity,” Nature 434 (10 March 2005), pp. 208-210

    3- The Galactic Environment of the Sun, American Scientist, 1-2, 2000.

    4- The Sun. NASA.

    5- Michael Erlewine, The Astrology of Space, www.astrology.com
    التعديل الأخير تم بواسطة أسد الإسلام ; 31-05-2010 الساعة 12:37 AM
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    02:30 PM

    افتراضي

    {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)} سورة فصلت






    القرآن الكريم المعجزة الخاتمة لا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تشبع منه العلماء ، يتحدى العلماء في عصر التجريب والتدقيق العلمي ، فيأتينا كل يوم بالجديد.

    وفي الصفحات التالية سوف نعيش مع آية من آيات القرآن الكريم أنبأنا الله سبحانه وتعالى فيها أن الماء إذا نزل على الأرض الهامدة والخاشعة اهتزت وربت لنرى أن ترتيب الكلمتين معجز، وإذا عكس وضع الكلمتين اختل المعنى العملي تماماً للآية .


    قال تعالى : (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج)[1].


    وقال تعالى :(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[2].






    قال المفسرون : في معاني الكلمات :
    هامدة : ميتة قاحلة .
    خاشعة : يابسة متطامنة جدبة .
    ربت : ازدادت وانتفخت



    هذه الآيات الكريمات قمة العظمة الإلهية ، وقمة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وحتى نفهم الأساس العلمي لكلمتي اهتزت وربت ونتعرف الإعجاز النباتي في الآيات سنطعي صورة للأرض قبل نزول الماء عليها وهي هامدة وخاشعة وصورة الأرض بعد نزول المطر عليها مباشرة وصورة للأرض بعد نزول المطر عليها بمدة طويلة .






    الأول : صورة الأرض قبل نزول المطر عليها مباشرة :
    في هذه الصورة ترى أن :
    حبيبات التربة وجزيئاتها تأخذ أقل حيزاً لها ، والأرض قاحلة يابسة جدبة وهنا تكون الأرض هامدة خاشعة كما صورها القرآن الكريم في أبلغ صورة وأوجز عبارة حيث قال تعالى : (وترى الأرض هامدة ) وقال سبحانه : ( ومن آياته أنك نرى الأرض خاشعة ) وفيها نرى أن :
    جميع الكائنات الحية الدقيقة (بكتريا ـ فطريات ـ اكتينوميسيتات ـ وغيرها ) في حالة سكون تام، وانعدام حركة ، مع شغلها أقل حيز في حياتها ومعظمها في حالة تجرثم، أو تكون حوافظ جرثومية تعمل كالدرع الواقي للكائن الحي من الظروف الخارجية القاسية وأهمها غياب الماء .
    البيضات والبُييضات الخاصة ببعض الكائنات الحية الأولية الأخرى في حالة كمون وسكون تام مع وجود أغلفة حامية لها من الظروف الخارجية القاسية .
    البصلات والبصيلات والكورمات والريزومات والدرنات ، والبذور والحبوب في أقل صورة من النشاط الحيوي لها حفاظاً على حياتها وبقاءً لأجيالها القادمة .
    الجذور النباتية والمجموعة الخضرية الخاصة بالنباتات في حالة سكون وهدوء عجيب وقد أغلقت منافذها وتكون عليها شمعية وحراشيف شديدة التحمل للجفاف .





    ثانياً : حالة الأرض بعد نزول المطر عليها بمدة قصيرة :
    وقت أن ينزل المطر على الأرض تحدث العمليات الفيزيائية والكيميائية والحيوية التالية:


    1. العمليات الفيزيائية الكيميائية :
    ينزل المطر على الأرض فتتغير طاقة الوضع وطاقة الحركة لكل من المطر والأرض فتهتز الأرض وتتحرك لانتقال الطاقة إليها من الماء .
    يزداد تأين مكونات التربة غير العضوية في وجود الماء ويزداد حجمها .
    تتشرب المكونات العضوية غير القابلة للتأين الماء ، وتنتفخ وتتباعد أجزائها عن بعضها البعض ، ويزداد حجمها نتيجة لعمليات التشرب.
    النتيجة النهائية للعمليات السابقة هو اهتزاز التربة وتحركها مع غياب التشقق عنها.




    2. في نفس الوقت تحدث العمليات الحيوية التالية :
    تخرج الكائنات الحية الدقيقة من سكونها وتهتز وتتحرك
    تنشط البصلات والبصيلات والريزومات والكورمات وتهتز وتتحرك .
    تفقس البيضات والبييضات وتهتز وتتحرك.


    تنشط الديدان والحشرات في التربة وتهتز وتتحرك.
    تنشط الجذور والسيقان ويزداد معدل امتصاص التربة وتهتز جزيئاتها وتتحرك .
    المحصلة النهائية للعمليات السابقة هي أن الأرض تهتز وتتحرك.






    ثالثاً : صورة الأرض بعد نزول المطر عليها بمدة طويلة :
    بعد نزول المطر على الأرض بمدة طويلة، تتوالى العمليات الفيزيائية والكيمائية والحيوية وتصبح صورة الأرض كما يلي :
    تبدأ الكائنات الحية الدقيقة في النمو والتكاثر فتزداد في الحجم والوزن ويزداد المحتوى العضوي للتربة .
    تبدأ الديدان والحشرات في النمو والتكاثر وتعمل أنفاقاً في الأرض فتنتفش التربة.
    تبدأ البصلات والبصيلات والكورمات والريزومات والجذور في النمو مع زيادة في الحجم والوزن.
    تنشط الجذور ويتدرن بعضها ويخزن فيه الغذاء المدخر الناتج عن عملية البناء الضوئي والتغذية.
    المحصلة النهائية للعملية السابقة هي زيادة الحجم والوزن .




    رابعاً : الصور السابقة مجمعة :
    1. الأرض هامدة قاحلة ميتة بسبب غياب الماء وسكون الكائنات الحية بها .
    2. ينزل الماء على الأرض فتهتز ويزداد تأينها وتشربها، وتخرج الكائنات الحية من سكونها ومكامنها، فتهتز الأرض وتتحرك.
    3. بعد مدة يزداد النشاط الحيوي والنمو وتموج الأرض بالحياة وتحيا وتربو.
    وقد أوجز الله سبحانه وتعالى العليم الخبير كل هذه العمليات في كلمتي اهتزت وربت .
    فهل كان أحد في الجزيرة العربية وقت نزول القرآن عالماً بعلم البيئة الزراعية وعلوم التربة والكيمياء والأحياء وباقي فروع العلم المتصلة بالعمليات السابقة حتى يصف العمليات السابقة في كلمتي اهتزت وربت ؟
    ولولا الاهتزاز ولولا الربو ما حيت الأرض ولا أنبتت الزرع ولا أخرجت الحب . فهل بعد ذلك إعجاز ؟
    وماذا يحدث لو قالت الآية ربت واهتزت ، هنا تصبح الآية معاكسة للعلم الحديث والعلم التجريبي لأن الأرض تهتز أولاً ، ثم تنمو كائناتها الحية فتربو وتزداد في الحجم .
    ومن هنا كانت العظمة في ترتيب الكلمتين القرآنيتين اهتزت وربت .
    إن هذه الآية من الآيات القرآنية الكافيات التي تصلح منهج حياة علمية ، ودليل على أن القرآن ليس من عند البشر بل هو من عند رب البشر خالق الأرض وقوانينها والبشر وعقولها فهل من مدَّكر؟



    بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى

    أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس
    ومدير مركز ابن النفيس للخدمات الفنية في البحرين


    http://www.nazme.net
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    02:30 PM

    افتراضي

    {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)} سورة النحل




    عند التمعن فى هاتين الآيتين الكريمتين يتضح تطابق كل كلمة فيهما، بل كل حرف، مع المعلومات التى لم تعرف عن النحل إلا حديثا.


    ( وأوحى ربك إلى النحل ) :
    لم يذكر فى القرآن الكريم وحى الله منسوبا إلى ربك إلا مـرتين فقط :
    (1) إلى الأرض يوم القيامة (بأن ربك أوحى لها)
    (2) إلى النحل فى هذه الآية التى يفهم منها أن فيها مقارنة معنوية دقيقة بين العقل الذى خلقه الله للإنسان وبين الفطرة التى خلق النحل عليها لتأدية الأعمال التى كلفة بها،
    إذ أن النحل هو الكائن الوحيد (بعد الإنسان) الذى يمكنه أن يحيط مجتمعه علما بالأماكن البعيدة مثل مواقع السكن الذى يبحث عنه، أو الغذاء الذى يجمعه بدون أن يصحب آيا من أفراد أسرته ( كما تفعل سائر الحيوانات الأخرى)، وليس عن طريق الكلام كما يفعل الإنسان، ولكن بلغة حركية ذات قدرة فائقة على تحديد المسافات والاتجاهات يؤديها بطريقة تلقائية روتينية فطرية موروثة (أى بناء على وحى الله له) بدقة لا تقارن إلا بتقنيات أحدث الأجهزة التى اخترعها الإنسان، مثل الأجهزة الإلكترونية والحاسبات الآلية والرادار والأجهزة الموجهة للقذائف والأجهزة الفلكية وأجهزة الموجات فوق الصوتية... وربما غيرها مما سيخترع فى المستقبل القريب أو البعيد.



    ( أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ) :
    جاء وحى الله للنحل أن يبنى بيوته فى مواقع لا تصلح لسكنى أى كائن آخر، فهو إما أن يبنى أقراصه الشمعية فى العراء معلقة تحت صخور الجبال أو فروع الأشجار... أو فى جحور واسعة ناتجة عن العوامل الطبيعية ومداخلها صغيرة ضيقة لا يمكن أن يراها بعيونه ولكنه يتمكن من تمييزها بواسطة الموجات فوق الصوتية التى تصدر منها، وهى قدرة لا تتوفر للإنسان إلا باستخدام أجهزة خاصة.
    وجاء عند اختيار المسكن حرف "من" التى تعنى التبعيض أوالتحديد، إذ أن من النحل نوعين يتخذان البيوت داخل الجحور ذات المواصفات المذكورة ونوعين آخرين تكون بيوتها معلقة فى أماكن خاصة مناسبة لحياتها فى العراء.
    وجاء تسلسل الاختيار بدءا بالجبال التى هى الأكبر حجما والأسبق فى الوجود وتليها الأشجار التى ظهرت بعد ذلك ثم ما يعرش الإنسان سواء كان مصنوعا من أحجار وطمى الجبال أو من أخشاب الأشجار.
    وقد جاء الكلام عن النحل مؤنثا فى هذه الجملة وما بعدها لأن ما يقوم بجميع هذه الأعمال فى طائفة النحل هى الشغالات (وهى إناث عقيمة)، فهى التى تختار المسكن عند التطريد، وهى التى تجمع الغذاء وهى التى تخرج من بطونها المواد الشافية للناس، بل هى التى تقوم بجميع الأعمال داخل الخلية وخارجها، وهذه الحقيقة لم تعرف إلا حديثا، أما الذكور والملكات فلا تقوم إلا بالتكاثر.




    ( ثم كلى من كل الثمرات ) :
    إن بدء هذه الجملة بحرف العطف (ثم) يعنى الترتيب مع التراخى، أى الترتيب مع التأجيل وهذا ينطبق تماما مع ما يحدث فعلا وما لم يعرف إلا منذ زمن قصير، إذ أن النحل حين يخرج من مسكنه قاصدا عشا جديدا (فيما يسعى بظاهرة التطريد) يكون مالئا بطنه بكمية كبيرة من العسل، قد تفوق وزن جسمه استعدادا للرحلة المجهولة، وبعد عثوره على المسكن لايمكنه أن يأكل و أن يبحث عن الغذاء إذ يكون متخما بالعسل، ولا يستطيع التخلص من هذا العسل إلا بعد أن يحول جزءا منه إلى شمع يبنى به أقراصه ذات العيون السداسية، فيفرغ فيها ما يبقى فى جوفه من عسل وبعد ذلك يبدأ فى البحث عن الغذاء، ولذلك لم يعبر عنها بأى من حر فى العطف الآخرين "الواو" أو " الفاء"، فسبحان الله القادر العليم.
    وعند التعمق فى جملة "ثم كلى من كل الثمرات، يتضح أنها تتضمن مصدر المادة العلاجية الفعالة فيما يخرج من بطون النحل، إذ أن النحل، لا يأكل من كل الثمرات حلوها ومرها لتتحول فى أجوافه إلى عسل حلو كما كان الاعتقاد سائدا فى التفسيرات المعروفة، فالنحل لا يقترب من الثمار المرة أو الصلدة، بل لا يتمكن من أن يأكل من الثمار الحلوة إذا كانت سليمة صحيحة لأنه لا يستطيع أن يصيبها مهما كانت سليمة صحيحة لأنه لا يستطيع أن يصيبها مهما كانت ضعيفة أو قشورها رقيقة ولكنه قد يتناول عصارة الثمار الحلوة إذا كانت مجروحة بفعل إحدى الحشرات الضارة أو مفتوحة بسبب زيادة نضجها، وفى هذه الحالة ينتج عسلا غير مستساغ الطعم.
    أما الغذاء الطبيعى للنحل فيتكون من رحيق الأزهار وحبوب لقاحها، فالرحيق يتحول إلى عسل وهو مصدر الطاقة لما يحتويه من مواد سكرية، أما حبوب اللقاح فهى مصدر المكونات الحيوية الأخرى من بروتينات وأحماض أمينية وفيتامينات وعناصر معدنية.
    ويبدو أن الرحيق وحده غير مقصود بهذه الجملة لأنه لا يوجد فى كل النباتات، إذ تخلو منه معظم الأزهار التى تلقح بفعل الرياح، وكذ لك بعض الأزهار التى تلقح بواسطة الحشرات أما حبوب اللقاح فيبحث النحل عنها ويجمعها سواء من الازهار التى تلقح بواسطة الحشرات أو بواسطة الرياح، وحيث أن ثمرات جميع أنواع النباتات تتكون نتيجة اندماج حبات اللقاح فى مبايض الازهار، فإن حبوب اللقاح تدخل فى تركيب جميع أنواع الثمرات وعلى ذلك فيبدو أن حبوب اللقاح هى المقصودة فى هذه الآية بالتعبير الوارد فيها ( ثم كلى من كل الثمرات) لأنها من مكونات كل أنواع الثمرات، حيث يأكل النحل منها ولا يسبب أى نقص فيها بل يساعد على إثمارها وزيادة إنتاجها.
    والآية رقم من سورة الرعد تؤكد نفس التفسير بأن حبوب اللقاح هى المقصودة بتعبير " كل الثمرات " بقوله سبحانه وتعالى: (..... ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين…) (الرعد: 3)
    أى أن الثمرات التى تنتجها جميع أنواع النباتات يدخل فى تكوينها خلايا ذكرية وأخرى أنثوية، فالخلية الذكرية هى حبة اللقاح والخلية الأنثوية هى بويضة الزهرة... ومن دقة التعبير القرآنى المحكم فى آية النحل وفى هذه الآية كذلك- حتى لا تدعا مجالا للشك من أنهما من عند الله العليم الخبير- إن سبق (كل الثمرات) فيهما حرف "من " الذى يعنى الاستثناء لأن بعض أصناف الثمار لا تحتوى على خلايا ذكرية مثل الموز والبرتقال بسره والعنب البناتى وغيرها من الثمار عديمة البذور، وهى أصناف ظهرت كطفرات من الأنواع النباتية البذرية، تتكون ثمارها بكريا بنمو مبيض الزهرة وحده، وهذه المعلومات لم تعرف إلا فى العصر الحديث، ومع ذلك فقد وردت فى القرآن الكريم بأسلوب فيه إعجاز وإيجار ..
    وقد تأكد أن حبوب اللقاح التى تبقى بكميات ضئيلة فى العسل بعد تصفيته هى المصدر الرئيسى للمواد الفعالة فيه، علاوة على أن الغذاء الملكى وسم النحل بما لهما من قيمة علاجية عالية لا يستطيع النحل إفرازهما بدون التغذية على حبوب اللقاح، والغدد التى تحول المواد السكرية إلى شمع لا تستطيع أن تفرزه إلا بعد أكل حبوب اللقاح، علاوة على أن الأنزيمات اللازمة لتكوين كل المنتجات الشافية فى النحل نابعة من حبوب اللقاح.


    ( فاسلكى سبل ربك ذللا ) :
    وجود هذه الجملة فاصلة بين تغذية النحل على الثمرات وبين اخراجه للسوائل التى تشفى الناس، جعلت معناها بعيدا عن التفسير الدارج بأن تسلك سبل الله بالطيران فى جو السماء ولكنها أقرب إلى كونها سبلا ممهدة لإخراج السوائل الشافية من بين النحل لاسيما وأنها تضمنت تعبير (سبل ربك) أى سبيل الذى خلق النحل، وذلك فيه تحديد بأن هذا السبل مخصصة للنحل فقط ،لا يوجد مثلها فى كائن سواه وهذا السبل يمكن أن تفسر بأحد معنيين المعنى الأول هو الطرق أى الممرات التى تصل بين معدة النحل وبين الغدد المختلفة التى تقوم بتحويل الغذاء إلى السوائل الشافية المتعددة والمعنى الثانى هو الطرق (جمع طريقة) أى التقنينات التى علمها الله للنحل وذللها له وغرسها في فطرته، وأدخلها فى غريزته لكى يحول غذاءه إلى أى من السوائل المختلفة الشافية للناس.
    ومما يؤكد صحة هذا التفسير أن الجملة التالية جاء ت بدون حرف عطف مما يعنى أن الحدث الذى يتم فيها يكون ناتجا عن الفعل فى الجملة السابقة، أى أن الشراب الخارج من بطون النحل يكون ناتجا عن سلوك سبل ربه.


    ( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ) :
    لم يذكر صراحة أن العسل- هو الذى يخرج من بطون النحل أو أنه هو الذى فيه شفاء للناس ، لأن الله يخرج من بطون النحل سوائل أخرى مختلفة الألوان وفيها شفاء للناس ولكنها لم تكن معروفة حين نزل القرآن علي سيد المرسلين فكأن هذه الجملة الموجزة تتضمن المعنى الذى كان معروفا فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عن القيمة العلاجية للعسل والمعنى الذى لم يعرف إلا فى القرن العشرين عن القيم العلاجية لكل من سم النحل والغذاء الملكى والشمع وحبوب اللقاح والبروبوليس، وازدياد معرفة القيم الطبية للعسل يوما بعد يوم .
    والمادتان الأخيرتان (حبوب اللقاح والبروبوليس) لا تخرجان طبعا من بطون النحل إذ يجمعهما من النباتات ويضيف إليهما بعضا من العسل أو الشمع ممزوجا باللعاب، فتصبحان شافيتين للناس من بعض الأمراض، ولذلك لم يذكر أن ما يخرج من بطون النحل شاف للناس بصفة عامة، إذ- قد لا يكون شافيا من أحد الأمراض إلا بإضافته إلى مواد اخرى، مثل حبوب اللقاح أو الصموغ ( التى تسمى بعد ذلك بروبوليس) فى الحالة المذكورة أو إلى المواد الطبية الأخرى مثل الحبة السوداء. أو زيت الزيتون أو عصير البصل وغيرها فى حالات أخرى متعددة.
    وكلمة شراب التى جاءت فى هذه الآية مفسرة فى الكتب الدينية على أن العسل يشرب، ولكننى أعتقد أن المقصود بها سوائل صالحة للشرب سواء كانت تشرب مباشرة وهى سائلة أو بعد إسالتها أو إذابتها إذا كانت متجمدة كما يتجمد العسل فى فصل الشتاء.. فلا يصلح حينئذ للشرب إلا بعد تعريضه للحرارة أو إذابته فى الماء أو فى أحد المشروبات الأخرى وهذا ينطبق كذلك على منتجات النحل الأخرى كله مثل الغذاء الملكى والشمع والسم.
    وكما أن العسل حين استعماله للتداوى (سواء فى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم أو قبل ذلك أثناء الحضارات البشرية القديمة ) لم يستعمل فى هيئة شراب فقط، فقد اكتحل به ودهنت به الجروح، واستخدم فى عمل العصائر وغيرها، وهذا ينطبق أيضا على منتجات النحل الأخرى .


    ( إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون ) :
    ختمت آية النحل بأن إعجازها لن يظـهر إلا بالتعمق والتروى فى التفكير، إذ أنـها تبـدو سهـلة وبسيطة إذا قرأناها قراءة سطحية، ولكنها تتطابق تماما مـع المعلومات التى عرفت حديثا عن النحل ولم تكن معروفة حين نزول القرآن على سيد المرسلين ، ويتضح من ذلك أن فى هذه. الآية معجزة تدل على أنها من عند الله العليم بالإضافة إلى الإلهام الذى وهبه سبحانه وتعالى للنحل لينتج لنا سوائل متعددة فيها شفاء للناس .



    http://www.islamic-council.com/conf_au/8/29.asp
    التعديل الأخير تم بواسطة بن الإسلام ; 30-05-2010 الساعة 09:06 PM
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    02:30 PM

    افتراضي

    الموضوع مؤيد بصور جميلة

    لماذا لا تظهر الصور فى المشاركات
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,540
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    04-07-2023
    على الساعة
    10:29 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن الإسلام مشاهدة المشاركة
    الموضوع مؤيد بصور جميلة

    لماذا لا تظهر الصور فى المشاركات
    لا يوجد في الموضوع صور أخانا الحبيب

    لابد من أخذ رابط الصورة ووضعه في خانة إدراج الصور ومن ثمَّ تظهر الصور في الموضوع

    وفقك الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    02:30 PM

    افتراضي

    الألماس في الفضاء
    اكتشف العلماء وجود كميات كبيرة من الألماس تزين السماء ولكن حبات الألماس هذه صغيرة جداً وغير مرئية بالنسبة لنا ... لنقرأ ونسبح الخالق عز وجل....



    في مقالة بعنوان Diamonds in Space وجد العلماء أن الألماس موجود في الفضاء بكميات كبيرة جداً، وهو يتشكل على الأرض في درجات الحرارة والضغوط العالية. ولكنه يتشكل في الفضاء تحت ظروف مختلفة، حيث درجات الحرارة منخفضة جداً (240 درجة تحت الصفر) والضغط شبه معدوم! طبعاً الألماس ببساطة هو نفسه عنصر الفحم الذي نعرفه، ولكنه يختلف عن الفحم العادي أن ذراته تتوضع بطريقة خاصة لتمنحه الصلابة والبريق.



    في هذه الصورة التخيلية نرى حبيبات الألماس الصغيرة جداً تسبح بالقرب من أحد النجوم. وسبحان الله حتى السماء لم يتركها الخالق تبارك وتعالى، فزينها بالنجوم وزينها بالألماس!! وهنا أتذكر قوله تعالى مخاطباً المشككين: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) [ق: 6]، ومعظم حبات الألماس توجد بالقرب من النجوم الحارة وكأنها تزينها.
    وفي هذه الآية يتجلى معنى جديد لكلمة (وَزَيَّنَّاهَا) التي تعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة هذه السماء، فكما أن الألماس هو زينة للنساء، كذلك هو زينة للسماء، والله أعلم!
    ــــــــــــ
    بقلم عبد الدائم الكحيل
    www.kaheel7.com
    http://geology.com/nasa/diamonds-in-space.shtml
    التعديل الأخير تم بواسطة أسد الإسلام ; 31-05-2010 الساعة 12:42 AM
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    02:30 PM

    افتراضي

    { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73) } سورة القصص

    يَقُول تَعَالَى مُمْتَنًّا عَلَى عِبَاده بِمَا سَخَّرَ لَهُمْ مِنْ اللَّيْل وَالنَّهَار اللَّذَيْنِ لَا قِوَام لَهُمْ دُونهمَا وَبَيَّنَ أَنَّهُ لَوْ جَعَلَ اللَّيْل دَائِمًا عَلَيْهِمْ سَرْمَدًا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَأَضَرَّ ذَلِكَ بِهِمْ وَلَسَئِمَتْهُ النُّفُوس وَانْحَصَرَتْ مِنْهُ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : " مَنْ إِلَه غَيْر اللَّه يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ " أَيْ تُبْصِرُونَ بِهِ وَتَسْتَأْنِسُونَ بِسَبَبِهِ " أَفَلَا تَسْمَعُونَ " .

    كما أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ لَوْ جَعَلَ النَّهَار سَرْمَدًا أَيْ دَائِمًا مُسْتَمِرًّا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَأَضَرَّ ذَلِكَ بِهِمْ وَلَتَعِبَتْ الْأَبْدَانِ وَكَلَّتْ مِنْ كَثْرَة الْحَرَكَات وَالْأَشْغَال وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى :" مَنْ إِلَه غَيْر اللَّه يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ " أَيْ تَسْتَرِيحُونَ مِنْ حَرَكَاتكُمْ وَأَشْغَالكُمْ " أَفَلَا تُبْصِرُونَ" .

    وَمِنْ رَحْمَته " أَيْ بِكُمْ " جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْل وَالنَّهَار " أَيْ خَلَقَ هَذَا وَهَذَا " لِتَسْكُنُوا فِيهِ " أَيْ فِي اللَّيْل " وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْله " أَيْ فِي النَّهَار بِالْأَسْفَارِ وَالتَّرْحَال وَالْحَرَكَات وَالْأَشْغَال وَهَذَا مِنْ بَاب اللَّفّ وَالنَّشْر . وَقَوْله : " وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " أَيْ تَشْكُرُونَ اللَّه بِأَنْوَاعِ الْعِبَادَات فِي اللَّيْل وَالنَّهَار وَمَنْ فَاتَهُ شَيْء بِاللَّيْلِ اِسْتَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ أَوْ بِالنَّهَارِ اِسْتَدْرَكَهُ بِاللَّيْلِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْل وَالنَّهَار خِلْفَة لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّر أَوْ أَرَادَ شُكُورًا " وَالْآيَات فِي هَذَا كَثِيرَة .


    إنها معجزات قرآنية تشهد على أن القرآن يحوي إعجازاً تصويرياً مبهراً يصور لنا حقائق الأمور قبل أن نراها. فالله تبارك وتعالى حدثنا عن ظاهرة أخرى أيضاً تتعلق بالليل والنهار وهي آيات تشير إلى معجزات علمية يقول تبارك وتعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [القصص: 71-72]. وهنا يعجب الإنسان من دقة هذا الوصف لليل والنهار في زمن نزول القرآن، كيف يمكن لليل أن يكون سرمداً دائماً خالداً إلى يوم القيامة، وكيف يمكن للنهار أن يكون كذلك؟
    والله تبارك وتعالى وضع على الأرض إشارة ليذكرنا بهذه النعمة، ففي منطقة القطب الشمالي حيث يستمر الليل في هذه المنطقة ستة أشهر ثم يستمر فيها النهار ستة أشهر أيضاً، فهذه إشارات إلى أن الله تبارك وتعالى عندما يحدثنا عن أشياء علمية فإنما يحدثنا عن حقائق من الممكن أن تحدث، أي أن القرآن لم يذكر أي حقيقة كونية إلا وهنالك إمكانية لتحقيقها، عندما قال: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) فهذا الأمر ممكن التحقيق ولا يترتب عليه أي خلل في نظام دوران الأرض، وكذلك عندما قال: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) كذلك أيضاً كان من الممكن أن تكون الأرض مثلاً ثابتة في مواجهة الشمس ويبقى النهار دائماً إلى يوم القيامة.
    لماذا يذكر الله تبارك وتعالى هذه الآيات في كتابه ما هي العبرة؟
    إنها معجزات تشهد على صدق القرآن وتزيدنا إيماناً وتعلقاً ولكن هنالك أشياء أخرى أيضاً. هنالك أهداف ينبغي أن نتأملها عندما يقول تبارك وتعالى: (أَفَلَا تَسْمَعُونَ) ويقول أيضاً: (أَفَلَا تُبْصِرُونَ) فالمطلوب منا أن نسمع ونبصر ونذكر نعمة الله تبارك وتعالى علينا، فالله عز وجل عندما خاطب كل واحد منا بقوله: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 18]، عندما خاطبنا بهذه الآية إنما خاطبنا لنذكر هذه النعم ونؤدي شكر الله تبارك وتعالى أنه جعل هذا الليل وهذا النهار نعمة لنسكن في الليل ونبتغي من فضل الله تبارك وتعالى في النهار.
    ودائماً أقول عندما أتدبر هذا القرآن أحاول أن أفهم هذا القرآن، عندما يقول تبارك وتعالى: (سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) أتخيل كيف سيكون حالي وحال الكائنات على وجه الأرض إذا كان هنالك ليل دائم أو نهار دائم، وبالتالي هذه الآيات تدعوني لأن أقول كما علمنا رب العزة تبارك وتعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)








    المصادر :

    تفسير القرآن الكريم لإبن كثير
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    02:30 PM

    افتراضي

    {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)} سورة النور


    {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)} سورة الفرقان



    {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21)} سورة الرحمن


    {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6)} سورة الطور





    قال الله تعالى: ( مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان )(سورة الرحمن). وبداية لابد أن أذكر علماءنا السابقين الذين اجتهدوا في وضع شروح مفصلة لكل آيات القرآن العلمية التي تتحدث عن الكون والأرض والجبال والبحار، وكذلك عن الإنسان والحيوان والنبات، ويجب أن نذكر لهم بوفاء ما قدموه من علم شكّل لبنة قوية في صرح العلم الحديث. ومن أهم من يجب أن نذكرهم علماء التفسير كالطبري والزمخشري وفخر الدين الرازي وابن كثير، ونذكر من غير علماء التفسير محمد موسى الخوارزمي، عبد الملك الأصمعي، ابن إسحاق الكندي، ابن سينا، أبو بكر الرازي، والمسعودي..
    والذين ظلوا منارة للعلم والعلماء في أوربا حتى أوائل القرن العشرين الميلادي.
    ولقد أدى علماؤنا السابقون بآراء، في تفسير آيات الله الكونية كانت مدخلاً جديداً لتفسيرها في العصر الحديث، هذا العصر الذي امتلك أهله أدوات صناعية ساعدتهم على الاكتشاف والاختراع.. ومع كل هذا بقي البحر مسلكاً غامضاً لكل العلماء السابقين والمحدثين إلى فترة قريبة جداً، بعكس اليابسة لأن اكتشاف مجال البر اليابس كان يعتمد على النظر المباشر في بداية العلوم... ثم لما تقدم العلم في العصر استطاع العلماء الدخول في مجاهل البحار بما لديهم من أدوات حديثة متطورة واكتشفوا بعض أسرارها.
    وكان مما اكتشفه العلماء هذا الاكتشاف البحري المدهش الذي ساعدنا في معركة سر هاتين الآيتين الكريمتين من (سورة الرحمن) وهذه بعض مفرداتهما: المرج: ذهاب وإياب واضطراب المياه أي بحرين متجاورين، وقال ابن عباس: " مرج البحرين " : أي ارسلهما. البحران هما : المالحان المتجاوران، مثل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
    يلتقيان: يتقاربان دون اصطدام أو احتكاك. بينهما: ظرفية مكانية، أي المنطقة الفاصلة للالتقاء. برزخ: حاجز من قدرة الله. لا يبغيان: هما البحران المالحان المتجاوران. لا تستطيع مياه أحدهما أن تدخل مياه الآخر، لوجود الحاجز (البرزخ) بأمر من الله (فبأي آلاء ربكما تكذبان ) : فبأي البراهين والحجج تكذبون ربكم وتكفرون به، وهو الذي مرج البحرين ووضع بينهما حاجزاً يمنع اختلاطهما (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) : يخرج من البحرين المالحين معادة وجواهر، مثل اللؤلؤ والمرجان، تستخدمونها حلية وزينة.



    قول الله تعالى: ( مرج البحرين يلتقيان) يمثل إحدى آيات الله المعجزات، وهو يحتوي إشارة مؤكدة، وإن لم يتوسع القرآن في بيانها أو إيضاحها، بل ترك اكتشافها وبيانها للأجيال القادمة. وأول ما يجب قوله في هذه الآية أن البحرين هما بحران مالحان، وليس كما يظن البعض أن الآية تتحدث عن لقاء النهر العذب بالبحر ، فهذا الفهم خاطئ لسببين، أولهما : أن الله قال بعد (مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان ) : (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان)، واللؤلؤ والمرجان لا يخرجان إلا من البحار المالحة، والضمير في قوله تعالى(منهما) عائد على البحرين في الآية الأولى، وأما الثانية: إن الله لما قصد الحديث عن التقاء البحرين المالح والعذب ذكر في آية أخرى قوله (هو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً)[الفرقان]، فهذه آية تتحدث عن التقاء البحرين العذب والمالح بوضوح تام، ومما يذكر أن هذا كان واضحاً لكثير من العلماء السابقين(أي الفرق بين البحرين في سورة الرحمن، والبحرين في سورة الفرقان). إن تفسير هذه الآية لم يشكل صعوبة بالنسبة لعلماء اللغة ومفسري القرآن، لأن الكلام في تحديد هذا الحاجز، والشعور به شعوراً مادياً، وهو الأمر الذي كان مستحيلاً لهم.



    كما أن هذه الآية الكريمة تختلف عن آية البحر في (سورة النور) التي يقول الله تعالى فيها: (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب)[النور]. لم يستطع علماؤنا السابقون ـ رحمهم الله ـ بيان هذه الآية من سورة النور بياناً واضحاً، لغوياً أو علمياً، لأنهم كانوا يعلمون بحسب ما تراه أعينهم بوجود موج واحد على سطح البحر، ولكن الله سبحانه هنا يقول : (موج من فوقه موج)، أي بوجود موجين أحدهما فوق الآخر في بحر واحد.
    تذكر الكتب والمراجع قيام سفينة فضائية بتصوير نقطة التقاء البحرين عند جبل طارق ما بين إسبانيا والمغرب، وما بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وصورت أيضاً نقطة التقاء البحر الأحمر بالمحيط الهادي عند باب المندب بين اليمن وأثيوبيا.
    وأرسلت تلك السفينة الفضائية الصور إلى العلماء على سطح الأرض ليدرسوها، فوجدوا أن هذه الصور تشير إشارة واضحة إلى وجود حاجز يقع ما بين البحرين، ومن قبل كانت الدراسة تشير إلى وجود بعض الاختلافات المائية في المنطقة الفاصلة بين البحرين، وحياة سمكية مختلفة أيضاً، ولم يتوصلوا إلى كل هذا إلا بعد حصولهم على الصور التي التقطها سفن الفضاء.

    صورة صورت بالأقمار الصناعية لمضيق جبل طارق نلاحظ أن المياه الفاصلة بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسطة لونها فاتح وتختلف عن لون المحيط الأزرق الغامق وعن لون البحر المتوسط الأزرق.




    حضرت البعثات العلمية إلى نقطة التقاء البحرين وحددت المنطقة الفاصلة ما بين البحرين، بحسب الصور المرسلة من السفن الفضائية، فوجدوا عرض المنطقة الفاصلة بين البحرين هو خمسة عشر كيلومتراً.. ووجدوها تحتوي نوع ثالث من المياه، لا هي مياه البحر المتوسط ولا هي مياه المحيط الأطلسي. ووجدوا أن درجة حرارة المياه في المنطقة الفاصلة تختلف عن درجة حرارة البحرين المتجاورين، وخصوصاً نسب الأملاح والمعادن.. كما وجد العلماء اختلافاً في بعض الحيوانات المائية التي تعيش في كل من البحرين.. من أين جاء محمد صلى الله عليه وسلم بهذا العلم، فقد عاش في عصر لا علم فيه ولا حضارة ؟ إنه جاء من عند العليم الخبير، لا من عند نفسه، نقله إلينا من عند الله.. وتدل هذه الاكتشافات العلمية وتؤكد صدق الرسول فيما أبلغ عن ربه وتثبت بما لا يدع مجالاً للشكل أن القرآن كتاب الله أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
    (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)[النور].أو : حرف عطف. كظلمات: الكاف للتشبيه، ظلمات: شدة السواد المعتم الحالك، وهنا تشبيه للظلمات التي يعيش الكافرون بظلمات البحر. في بحر: المقصود بالبحر هنا البحر المالح الممتد الأطراف. لجي: عميق، وهذا لا يكون إلا في أواسط البحار. يغشاه : يعلوه. موج : ومعنى موج : الحركة الدائمة لمياه البحار التي منشؤها التيارات الهوائية والمائية بالبحار، وهو الموج الأول في الأعماق، من فوقه: من أعلاه.
    موج : موج آخر، والمقصود بالموج الثاني هو الموج الذي على سطح البحار، والتي تراه العين المجردة، بخلاف الموج الأول الذي يغشى ويعلوا البحر الأول من الداخل، وسيأتي تفصيله. من فوقه السحاب: أي فوقه الموج الثاني الذي هو على السطح، والسحاب هو الغيوم التي تنزل المطر.ظلمات بعضها فوق بعض: وهنا كناية عن شدة الظلمات الحالكة السواد، وكأنك في ليل انكدرت نجومه. إذا أخرج يده لم يكد يراها: أي الذي يقف عند هذه الظلمات في ذلك البحر اللجي وأخرج يده ليراها فإنه لا يراها، وهذا أيضاً كناية في التعبير عن شدة الظلمة الحالكة السواد.



    _(أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج)[النور]:تعاقبت على شرحها وبيانها الأجيال، ومع ذلك لم يصل أحد إلى وضع شرح مفصل واقعي حقيقي لها. وأما جيلنا هذا، جيل القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين، فقد تهيأت له أسباب عظيمة في اكتشاف أمور علمية طال انتظارها لعلمائنا البررة الذين لم يملوا ولم يكلوا سعياً وراء المعرفة والاكتشاف. وأما ما توصل إليه العلم في عصرنا بخصوص هذه الآية القرآنية فإنه يوجد في كل بحر مناطق يكون فيها البحر عميقاً ولجياً[1]، أي تزيد مياهه في ارتفاعها عن القاع 1000م، أي حوالي كيلومتر واحد، وقد يصل إلى 2000م، وهذه هي المنطقة التي وصفها القرآن بهذه الآية، وكل منطقة أخرى من البحر لا علاقة لهذه الآية بها. وأول المكتشفين لهذه المنطقة العميقة من البحر يقولون: إنهم كانوا البحارة الاسكندنافيين، وقد اعتبروها مفخرة لهم فأخذوا يباهون بهذا الاكتشاف. إذا فالبحر اللجي عميق، ويزيد عمقه عن 1000م أو 2000م. يقول العلماء: إنه في هذا البحر العميق، وعلى عمق 200ـ 500م، يوجد موج داخلي، وكأنك على سطح البحر، تماماً.. كان هذا هو الاكتشاف الأول وقد وجد هذا الموج واكتشفه البحارة القدامى الاسكندنافيون، وتتابعت الاكتشافات العلمية والدراسات البرية والبحرية والكونية.



    والمهم في الآية القرآنية هو أن الله يشبه ظلمة البحر الكثيفة هذه بظلمات يعيشها الكفار، فكيف تم هذا التشبيه الإلهي؟ ومن أين أتت أولاً هذه الظلمات الكثيفة لهذا البحر الذي يشبهه الله بالظلمات المتراكمة فوق بعضها بظلمات الكفر؟ فالله سبحانه حينما يقول : (ظلمات بعضها فوق بعض)، جمع وليس مثنى أو مفرداً، إذاً هي :
    1.ظلام البحر اللجي الكامل المطلق.
    2.ظلام البحر السطحي شبه الكامل.
    3.ظلام البحر الواقع بين السحاب وسطح البحر الثاني الذي هو على السطح.
    فأنت أمام ثلاث ظلمات شديدة حالكة تختلف في النسبة والدرجة، ولكنها ثلاث ظلمات بعضها فوق بعض، كما وصف القرآن الكريم بمنتهى الدقة..
    وأنت أيها الإنسان إن كنت في وسط هذه الظلمات وأردت إخراج يدك ورفعها لتقترب من وجهك، فإنك لا تراها أو تكاد تراها، وفي هذا تعبير رائع عن شدة الظلام والحلكة القاتمة السواد، وهذا تشبيه تمثيلي رائع كما أن في التعبير كناية عن شدة الظلمة.


    صور حقيقة ألتقطت بالأقمار الصناعية للأمواج العميقة التي تكون تحت عمق ألف متر تحت سطح المحيط.







    صورة توضح توضع طبقات الأمواج التي تحدث في المحيطات وذلك وفق درجة حرارتها فكما زاد العمق أصبحت الأمواج أبرد.





    والتعبير الإلهي الرائع " إذا أخرج يده لم يكد يراها " يغنيك عن التكرار لكلمة السواد في ظلمة البحر. ونحن بذلك أمام اكتشاف علمي في عالم البحار أصبح معروفاً لدى أهل العلم والكثير من المتعلمين والباحثين، ونوجزه فيما يأتي:
    1.هناك في أواسط البحار مناطق عميقة لجية.
    2.معظم البحار دائماً مغطاة بسحب، وتكثر هذه السحب عند نقطة البحار العميقة.
    3.العلم أقر بوجود موج أول داخل البحار العميقة، وهو نقطة فاصلة ما بين البحار العميقة والسطحية.
    4.الحياة السمكية ودرجة الكثافة والحرارة تختلف في البحر اللجي عنها في البحر العلوي السطحي.
    5.العلم اعترف بوجود موجين، أول وثاني، في البحار العميقة.
    6.أثبت العلم أن منطقة البحر اللجي ظلام في ظلام، وتبدأ من الأعلى، ويزداد الظلام كلما تعمقنا في البحر اللجي. ووصفوا هذا الظلام بأنه ظلام حالك دامس.
    7.أثبت العلم أن البحر اللجي معزول عن البحر العلوي ومختلف عنه في كل شيء، فلا نور فيه، بل ظلام، حيوانات عمياء دون إبصار، وهو مختلف عن العلوي ولا علاقة له به، وكأنك تعيش في بحر آخر.. من دخله وليس بيده ضوء وليس مربوطاً بحبل قوي يشده عن الخطر لإخراجه، فقد الأمل في العودة إلى الحياة، تماماً وكأنك وسط صحراء، في ليل بهيم انكدرت نجومه. وإذا وافق العلم ما جاء به القرآن الكريم، أو إذا أثبت القرآن الكريم صحة ما اكتشفه العلماء، فإننا نؤكد لكافة الناس في العالم ـ بهذا ـ أن ماء به القرآن هو الحق والصدق وأنه من عند الإله الأعظم الله.
    إننا نحن المؤمنون نستبشر بهذه الآيات العلمية العظيمة لأن كثيراً من الجهلة يدّعون أن دين الإسلام متخلف لا أثر فيه لحضارة أو علم، وكيف ذلك وكثير من آيات الله في القرآن الكريم يتحدث فيها الله عن خلقه أشياء ويتحدث فيها عن البحر والأرض والفضاء الكوني وعن نشأة الإنسان وخلق الكون، ويطلب منا أن نتعلم ونعلم، وقد فرق بين المتعلم والجاهل بقول الله تعالى: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)[سورة الزمر].
    (والطور وكتاب مسطور* في رق منشور* والبيت المعمور* والسقف المرفوع * والبحر المسجور)[الطور:1ـ6]،الطور: جبل موسى وهو موجود. وكتاب مسطور: القرآن الكريم، وهو موجود. والبيت المعمور: بيت تحج الملائكة في السماء، وهو موجود. والسقف المرفوع: والسماء وهي موجودة. والبحر المسجور: البحر المشتعل ناراً، وهو موجود ولكن أين ؟ وكأنه سبحانه وتعالى يقول : وأقسم بالبحر المشتعل ناراً، وهو موجود ولكن أين ؟ وكأنه سبحانه وتعالى يقول : وأقسم بالبحر المشتعل ناراً(إن عذاب ربك لواقع). وتفسير هذه الآية المعجزة في زمن البعثة المحمدية أمر مستحيل، فلا العقول وقتها مستعدة لفهم هذه المعجزات، ولا العلم موجود لبيان معاني بعض الآيات القرآنية.
    والبحر المسجور:
    لما أراد الله سبحانه وتعالى أن يتحقق وعده( بأنه سيري الظالمين قدرته وعلمه الذي لا يحيطون بشيء منه إلا بما يريد ويشاء)، وحينما أراد الله أن يضع الحجة أمام المليارات من الناس، أراد أن يهيئ لهم أدوات يحسنون صنعها ليكتشفوا أو يعلموا قدرة الله سبحانه وتعالى، وتكون عليهم الدليل والحجة يقفون أمام الله الخالق البارئ العليم القادر، يوم القيامة. وجاء الوعد الإلهي ووصلت البشرية بفضل الله إلى العلوم التي تؤهلها لكشف تلك الآيات العظيمة.
    وجدوا أن كثيراً من البحار توجد فيها أخاديد وشقوق تخرج من البحار، تم تصويرها تصويراً دقيقاً على شرائط الفيديو، وتمت دراستها دراسة مستفيضة.
    ماذا تستفيد البشرية من هذه الظاهرة العلمية؟ وما علاقة تلك الأخاديد بباطن الأرض وخروج الحمم والبراكين حتى يتم المحافظة على استقرار الأرض الخ..
    للإجابة، هناك عدد من النظريات العلمية الحديثة، ومنها ما قام به العالمان الروسيان (أناتول سجابفتش) عالم الجيولوجيا(يوري بجدانوف) عالم أحياء وجيولوجيا . بالاشتراك مع العالم الأمريكي المعروف (رونا كلنت) فقد غاصوا جميعاً وهم على متن الغواصة الحديثة (ميرا) ووصلوا على نقطة الهدف على بعد(1750)كم من الشاطئ ميامي، وغاصوا على عمق ميلين من سطح البحر فوصلوا إلى الجحيم المائي ولم يكن يفصلهم عنه سوى كوة من الأكريلك، وكانت الحرارة (231مْ)،وذلك في واد على حافة جرف صخري، وكانت تتفجر من تحتهم الينابيع الملتهبة، حيث توجد الشروخ الأرضية في قاع المحيط، وقد لاحظوا أن المياه العلوية السطحية الباردة تندفع نحو الأسفل بعمق ميل واحد فتقترب من الحمم البركانية الملتهبة والمنصهرة فتسخن ثم تندفع محملة بالقاذورات والمعادن الملتهبة، وكان العلماء الثلاثة يعتقدون أن ظاهرة الحمم البركانية الملتهبة والشقوق الأرضية ظاهرة طبيعية في المحيط الهادي والبحر الأحمر، إلا أنهم تأكدوا أخيراً (وبعد غوصهم) أن هذه الظاهرة موجودة في كل البحار والمحيطات، وتكثر في مكان وتقل في مكان ..!!
    والذين اكتشفوا تلك الأخاديد التي تخرج من قاع البحر ورأوها وصوروها لا يعلمون شيئاً عن القرآن الكريم، ولا يعلمون أن الله سبحانه وتعالى أقسم بالبحر المسجور في كتابه الكريم منذ (1415)سنة، أي البحر الذي تخرج من قاعه الحمم، والقسم في هذه الآية تأكيد مطلق من الله سبحانه وتعالى على وجود البحر المسجور، الذي تخرج من قاعه أخاديد النار، وهذا القسم بوجود البحر المسجور الذي يعلم الله أن البشرية ستكتشفه في يوم من الأيام هو حجة قوية وقاطعة على المستكشفين للدلالة على عظمة وقدرة الله سبحانه وتعالى والدلالة على صحة القرآن الكريم كي يؤمنوا به ويصدقوه، وإن لم يفعلوا فقد بين الله لهم أنه الحق، وأن كتابه حق وأن رسوله صلى الله عليه وسلم حق.
    كان مفسروا القرآن (كالزمخشري والفخر الرازي والسيوطي) إذا مروا على مثل هذه الآيات حاولوا تفسيرها قدر استطاعتهم، وعلى حسب ما توفر لديهم من علوم ومعارف، وليس هذا عجز منهم، وإنما هو عجز المعرفة في أزمانهم، كما شاءت الإرادة الإلهية أن يتأخر الكشف عن مخبوءات هذه الآيات إلى حين ينضج الفكر البشري ويرتقي علم الإنسان. وكان المفسرون السابقون يعتمدون في تفسيرهم لهذه الآيات على المعاني اللغوية.. .فقال بعضهم : البحر المسجور: البحر الذي يشتعل ناراً، وقال بعضهم هو البحر الممتلئ بالماء، وقال آخرون بل هو بحر في السماء!! والبحر المسجور الذي اقسم الله به لأهميته موجود فعلاً، لأن الله لا يقسم بشيء غير موجود، ولا يقسم إلا بعظيم. والأخاديد وفتحات النار وتسجير البحر رأيناه رأي العين، وعرض على أجهزة التلفيزيون في كثير من دول العالم.






    بقلم / الأستاذ ماهر أحمد صوفي
    [IMG]http://www.55a.net/firas/arabic/prin...how_det&id=787[/url]




    المراجع العلمية:

    http://zebu.uoregon.edu/ph121/images...rait++internal


    http://ceprofs.tamu.edu/plynett/iw/internal_pg3.htm


    [url]http://earth.esa.int/applications/data_util/SARDOCS/_icons/of_internal_waves_gibraltar_strait.jpg[/IMG]


    البرزخ بين البحرين في مضيق جبل طارق





    http://www.whoi.edu/science/AOPE/peo.../text/tiemann/


    http://www.whoi.edu/science/AOPE/peo.../text/tiemann/


    الموجات الداخلية


    http://ceos.cnes.fr:8100/cdrom-00b2/...at/opocean.htm


    http://www.ifm.uni-hamburg.de/ers-sa...ntwaves/intro/


    الأمواج الداخلية العميقة في المحيطات


    صور متعددة للموجات الداخلية المتعددة


    http://www.damtp.cam.ac.uk/lab/peopl...t_intwave.html


    http://marsais.nersc.no/product_internal_waves.html


    http://www.fluidmech.net/tutorials/ocean/intmath.htm


    http://pulson.seos.uvic.ca/solib.html



    [1]لقد نجح فريق الغواصين المؤلف من ديفيد دوبلتيس، أشرجال، هوارد روزتشين، في الدخول إلى أعماق البحر اللجي غرب المحيط الهندي، وقد كانوا على ظهر السفينة (كنوز) ذات التجهيزات العلمية الراقية. ولقد وجدوا أسراب السمك والحيوانات المائية في صفوف منتظمة تهيم فوق الموج الأول للبحر اللجي، وهي تحاول الدخول في أعماقه ولكنها لا تستطيع، ووجدوا أن حياة البحر اللجي مختلفة عن حياة البحر السطحي. فأسماكها بلا أبصار ووجدوا حمما وأخاديد وشقوق بركانية في قاع هذا البحر المظلم. العدد (229) من مجلة العلم التي تصدرها أكاديمية البحث العلمي بجمهورية مصر العربية.
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    02:30 PM

    افتراضي

    { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)}
    سورة النور




    يقول الأستاذ الدكتور كارم غنيم رئيس جمعية الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة :
    يقول الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)[سورة النور: 34].

    ورد في (غريب القرآن ) أن قول الله تعالى :(يزجي سحاباً) يعني يسوقه بالرياح، (ثم يؤلفه بينه) : يعني يجمع قطع السحاب، فيجعلها سحاباً واحداً متراكماً ساداً للأفق .
    (الودق) يعني : المطر أو القطر، (يخرج من خلاله) يعني: من فتوقه (من جبال فيها من برد) يعني : كما أن الجبال جمع جبل، من جبال في السماء. وقال عامة المفسرين: إن في السماء جبالاً من برد خلقها الله فيها كما خلق في الأرض جبالاً من حجر.
    وقال أهل المعنى: السماء ههنا الغيم(السحاب) المرتفع فوق رؤوس الناس، والمراد بالجبال كثرتها.. وقبل أن ندخل في جولة بين التفاسير المشهورة، وهي عديدة، لنتعرف على السحاب، وكيف يتكون، وما أنواعه ..
    ومحاولات علماء الفيزياء و الأرصاد الجوية لاستزراع السحب.


    ما هو السحاب؟
    يعرف العلماء السحاب ( Cloud) بأنه بخار الماء متكاثف يتألف من جسيمات (Particales) متكون من قطيرات (Droplets) صغيرة الحجم من الماء السائل، أو بلورات ( Crystals) صغيرة من الثلج، قطر الواحد منها لا يتجاوز عشرة أجزاء من الألف من المليمتر، ولو صُف ألف جسيم منها لم يتعد طوله 1.5 سنتمتر. يقوم الهواء بحمل هذه الجسيمات الدقيقة، فتظل متعلقة في الجو، ويمدها غالباً بتيارات صاعدة(مندفعة في الأسفل إلى الأعلى ).
    ويحتوي الهواء مواد عديدة كالبكتيريا، وأملاح البحار، والأتربة والدخان، والهباب، والغبار، وحتى حبوب لقاح الأزهار، وهي ما يطلق عليها العلماء اسم [ نوى التكاثف Condensation nuclei] وهي مواد يتوفر وجودها في طبقات الجو السفلى، وتتكثف عليها قطرات الماء الصغيرة جداً في السحب، فتزداد أحجامها، ويتألف منها المطر بعد أن تصعد الرياح الحارة المشبعة ببخار الماء إلى طبقات الجو العليا وتتكون منها السحب.

    صورة توضح كيفية تكاثف قطرات الماء الصغيرة حول نوى التكاثف


    وأما المصدر الطبيعي للملح في الجو، فإن الرياح حيت تلطم سطح البحر صباح مساء تحمل رذاذه المحمل بجزيئات الملح إلى الجو، وترتفع في طبقاته، وتعمل كنوى تكاثف في السحب، إضافة إلى الشوائب الأخرى التي أشرنا إلى أهمها من قبل. ومما يذكر في هذا المقام أن جميع السحب التي تغطي سطح الأرض في وقت واحد، لا تحتوي سوى واحد بالألف من ماء الكرة الأرضية.. !!


    كيف يتكون السحاب .. وكيف يتساقط منه البرد ؟؟؟
    لقد أفاض القرآن العظيم في وصف العوامل والأسباب التي تتدخل في تكوين السحب، وهطول المطر، وذلك قبل أن يتوصل العلماء حالياً إلى معرفتها. وأوضح القرآن أن الرياح هي التي تثير السحب وتوزع حملها من الأمطار : (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ {48} وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ)[سورة الروم].

    كما فرق القرآن بين أنواع السحب، وأوضح كيف يخرج الودق [أي المطر ] من خلال هذا الركام (الذي يشبه الجبال)، وكيف ينهمر البرد من هذا الركام (الذي يشبه الجبال)، وكيف ينهمر البرد من هذا النوع فقط من السحب :(وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء)[سورة النور:43].
    وكيف يحدث البرق والرعد ؟ وكيف تقوم الرياح بتلقيح السحب؟ : ( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ {22} )[سورة الحجر].
    وأصبح من المعلوم الآن أن السحب تتكون حينما يبرد الهواء، ويصل إلى نقطة الندى( Dew Point)، أو درجة التشبع (Saturation)، فتقل قدرته على حمل بخار الماء (water vapour) فيتحول إلى نقطة ماء، أو إلى بلورات ثلج، حسب درجة حرارة تلك المنطقة من الجو هذا وقد أشرنا إلى أن القطيرات المائية، التي تتصاعد محمولة على متن الريح الصاعدة، صغيرة جداً بحيث لا ترى إلا بالمجهر [ الميكروسكوب]، وخفيفة جداً لدرجة أنها تصعد مع أهدأ تيار هوائي.. وتزداد أحجام هذه القطيرات شيئاً فشيئاً ـ كما أوضحنا من قبل ـ فتكون السحابة في النهاية مشكلة من قطيرات ماء وهواء، ويمثل الهواء النقي أكثر من 99% من مكونات أية سحابة.
    وينزل الماء الطهور العذب بهطول السحابة وهو ما أشار إليه القرآن العظيم في قول الله تعالى : ( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا) [سورة الفرقان: 48].

    (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا)[سورة المرسلات:27].
    نعم وذلك لأن أشعة الشمس بما فيها من أشعة فوق بنفسجية (Ultraviolet) وأشعة تحت حمراء ( infrared) وغاز الأوزون ( Ozon) ولأن البرق، ولأن المركبات الكيميائية المختلفة الموجودة في طبقات الجو العليا، تقوم هذه وتلك بقتل الميكروبات، وإعدام الأحياء الدقيقة الضارة التي تحملها الرياح عادة وتدخل بها في السحب، وبالتالي ينزل المطر بماء طاهر نظيف خال من الجراثيم والميكروبات، وهي الكائنات التي لم يعرفها الإنسان إلا بعد أن أكتشفها العالم الفرنسي " باستير" في القرن التاسع عشر الميلادي ( أي بعد نزول القرآن بنحو أثني عشر قرناً ميلادياً) .
    وماء المطر عذب " فرات"، فبالرغم من أن ما صعدت به الرياح وكونت به السحب، إنما هو ماء مالح من البحار والمحيطات ، فإن الله سبحانه هيأ الأسباب لإزالة ملوحته أثناء عملية البخر الطبيعي !!! أليس هذا إعجاز للكتاب في وصف السحاب ؟ ! بل إنه كذلك، وسوف نزيد ذوي الألباب من الكثير في هذا الباب .
    لدينا أربعة نصوص قرآنية تشرح ـ بالتفصيل ـ جوانب مهمة في السحب والمطر هي :

    (1)(ألَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)[سورة النور:43].

    (2)(اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ {48} وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ)[سورة الروم].
    (3) ( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ {68} أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ {69} لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ{70} أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ )[سورة الواقعة:68_70].
    (4)(إنَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِوالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ ِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَامن كل ِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[سورة البقرة:164].


    هذه نصوص قرآنية سنرجع إليها كثيراً، لذلك أثبتناها هنا، وفيما يلي نعرض ما نريد أن نوضح به جوانب فيها كل الناس (حتى القرن السابع عشر الميلادي) يعتقدون بأن السحب عبارة عن هواء بارد سميك، إلى أن ظهر " ديكارت" وقال بأن الهواء وبخار الماء شيئان مختلفان، ولكن القرآن العظيم حين نزل (في القرن السابع الميلادي) فرق بين الرياح والسحب، وبين الدور الذي تقوم به الرياح في تكوين السحب وإنزال المطر والبرد منها.
    وكلما اكتشف العلماء حقيقة علمية أو توصلوا إلى معرفة أسرار حدث كوني أو أمر طبيعي، ثم طالعنا آيات القرآن العظيم، وجدناها قد أشارت إليه، أو ذكرته، أو شرحته، مباشرة أو بطريقة غير مباشرة. وهكذا يظهر القرآن على غيره مما يحاول الحاقدون أن يتشبثوا به ... وهكذا يظل هذا الكتاب المجيد متجدداً ومستمر العطاء ودائم الإبهار لجميع الدراسين له..
    ومنذ مدة لا تزيد على 200سنة فقط، قام " لوك هوارد " بوضع تقسيم السحب، ولا يزال يعمل به المتخصصون إلى الآن، وذلك حسب الشكل والسمك والارتفاع، ويتضمن ثلاثة أنواع:
    [1] السحب العالية:يتراوح ارتفاعها بين 8 ـ 14 كيلومتر، حيث الجو شديد البرودة، ويسمى السحاب الموجود على هذه الارتفاعات (سمحاق) وتقابله اللفظة الأجنبية " سيرس Cirrus" أي : ريشية الشكل، كذيول الخيل.

    ويظهر السحاب في السماء كالشعر الأبيض في مساحات واسعة، ويظهر مع الشمس في شكل هالة، ويتألف من بلورات ثلج صغيرة منفصلة عن بعضها البعض، ولونه أبيض نهاراً وردي صباحاً وعند الغسق (Dusk)، ويعقبه حدوث تقلبات جوية وأعاصير، ومنه سمحاق طبقي، وسمحاق ركامي.
    [2] السحب المتوسطة :يترواح ارتفاعها بين 2_5 كيلومترات، وتسمى (السحب الركامية)، وهي تقابل اللفظة الأجنبية " كيوميولس Cumulus "ويبدأ تكون هذه السحب في فترة الضحى أو قبيل العصر، ويزداد نموها رأسياً مع اقتراب المساء، وترتفع حتى يصل سمكها إلى 5 كيلومترات .

    ويصحب هذه السحب حدوث عواصف واضطرابات جوية، كالرعد والبرق، وخصوصاً مع بداية هطول المطر منها، وقد يصحب هذا المطر سقوط (برد) ..
    تتنوع السحب الركامية إلى: سحب بيضاء وسحب ممطرة، وغيرها.
    ويتألف السحاب الركامي من ثلاث طبقات، بعضها فوق بعض هي :
    أ ـ منطقة عليا :وتحتوي بلورات ثلجية ناصعة البياض.
    ب ـ منطقة وسطى:وتحتوي خليطاً من نقطة الماء الزائدة البرودة (over cold)، وبلورات الثلج المتساقطة من أعلى (بفعل الجاذبية الأرضية (Gravity).
    ج ـ منطقة سفلى:وتحتوي على نقطاً من الماء أو بلورات من الثلج على أهبة الاستعداد للسقوط إلى الأرض، ولونها معتم غير منفذ للضوء .
    [3] السحب المنخفضة:لا يزيد ارتفاعها على 600متر فوق سطح الأرض، وتسمى (السحب الطبقية) أو (السحب البساطية )، وتقابل بالأجنبية (Stratiform Clouds)تتكون هذه السحب في الجو المستقرن ولا يصاحبها حدوث عواصف رعدية، أو سقوط برد، ولذلك يرحب بها الناس عادة.
    والسحب الممطرة (المزن) في جو الأرض قليلة إذا قوبلت بالسحب غير الممطرة، وهي كثيفة قاتمة، وليس لها شكل معين، وحوافها مهلهلة، وينهمر منها المطر أو الثلج بصفة مستمرة.

    والسحاب الثقال ذكره القرآن بقول الله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ)[سورة الرعد:12].
    وبقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ لرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ لثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[الأعراف:75].
    وهذا السحاب الثقال نمط من السحب، يرتفع غلى 20 كيلومتراً عن سطح الأرض، ويصل قطره إلى 400كيلومتراً، وحمولته 500طن من الماء، ومحتواه الحراري يكفي لسد حاجيات دولة كبرى كالولايات المتحدة من الكهرباء، لثلث ساعة تقريباً .
    ويسقط المطر على سطح الأرض وسطح البحار والمحيطات، فيعيد ما سبق أن أخذته الرياح منها، من ماء وطاقة حرارية، ثم امتصاصها بالتبخير إلى طبقات الجو العليا، ثم يمتص الماء والطاقة الحرارية مرة أخرى، ثم يعيدها المطر مرة أخرى، وهكذا في دورة مستمرة، عبر عنها القرآن المجيد بقول الله تعالى : (والسماء ذات الرجع) .
    نعود إلى النصوص المذكورة صدر هذه المقالة، ففي النص القرآني الأول يوضح المولى جل جلاله أنه يزجي، أي :"يسوق" قطع السحاب برفق نحو بعضها البعض، ثم " يؤلف بينه" أي : يتم التجاذب فيما بينها نظراً لاختلاف شحناتها الكهربائية .
    وهكذا فإن الفعل : يؤلف يشير غلى التجاذب الكهربائي بين السحب الركامية. وأما كيف تتراكم الشحنات المتشابهة مع بعضها البعض في مكان واحد، فغير معلوم على وجه الدقة حتى الآن، فقد تكون السحابة الركامية مثلاً موجبة الشحنة عند القمة، ثم سالبة الشحنة في وسطها، ثم موجبة الشحنة عند قاعدتها، ثم تولد هذه الشحنة شحنة أخرى سالبة تحتها ... وبذلك فإن الفعل " يؤلف " المذكور في الآية يفيد التأليف بين السحاب ـ ضمن إفاداته الأخرى ـ من حيث الشحنات الكهربائية، أي : تجميع الشحنات المتشابهة والمختلفة داخل السحابة الركامية الواحدة والجملة القرآنية ( ثم يجعله ركاماً ) تعني أن الله يهيء الظروف لتراكم قطع السحب فوق بعضها البعض فتصبح " ركاماً " ويشبه الجبال، ولذلك جاء في نفس الآية القرآنية قول الله سبحانه : (وينزل من السماء من جبال فيها من برد )
    فالسحب الركامية ضخمة وعالية ومتراكبة، أي أنها متراكمة في أحجام الجبال، كما عبرت الآيات القرآنية المعجزة .
    نصل كلامنا بالفقرات السابقة، ونواصل تناول تعبيرات وجمل وكلمات الآيات الواردة في النصوص القرآنية التي صدرنا بها الحلقة المذكورة، لنرى قول الله تعالى: (فترى الودق يخرج من خلاله ) يعني المطر ذي القطرات الكبيرة تهبط من الفتوق التي تحدث بالتراكم من هذه الجبال، أي : الجبال السحبية. وأما " البرد " الذي جاء ذكره في قول الله تعالى : ( وينزل من السماء من جبال فيها من برد ) فقد تكلمنا عن نشأته آنفاً، وعلينا الآن أن نعرف آثاره المدمرة، إذ يسقط في شكل حبيبات ثلجية كروية، تتكون من طبقات شفافة ومعتمة، تشبه البصلة، ويصل وزن الواحدة رطلاً وثلث الرطل.
    وقد حدث أن سقط البرد في نبراسكا في يوليو 1928م وسقط في كانساس في سبتمبر 1970م، وكانت حبات البرد حين تسقط تسبب خسائر اقتصادية خطيرة أحياناً، فلقد خسرت الولايات المتحدة في إحدى الفترات ما قيمته 300مليون دولار بسبب سقوط البرد على البلاد.
    وهكذا يتبين من هذه الجزئية :(وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءوَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)كيف أن القرآن العظيم سبق العلم الحديث بإشارته إلى أن السحاب الركامي هو النوع الوحيد من السحب الذي ينزل منه (البرد) .
    أما الجزئية التي أعقبت تلك الجزئية في نفس النص القرآني : ( فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء ) تفيد بأن الله يصيب بالبرد أناساً، ويقي آخرين منه، أي أن تأثيره محلياً وليس عالمياً، بل وقد يكون في البلد الواحد حقل يسقط عليه البرد وحقل آخر لا يسقط عليه. ومن نافلة القول إن التنبؤ بموعد سقوط البرد أمر غير متاح بدقة حتى الآن ...!!
    وأما الجزئية الأخيرة في هذا النص الكريم، فتتحدث عن " البرق " وهو حدث فيزيائي ينشأ كشرارة في الجو نتيجة مختلفتين، فإذا تم هذا التفريغ بين سحابة وبين جسم موجود على سطح الأرض (كجبل أو شجرة مثلا) سمى الناتج عن هذا التماس [صاعقة] .. وعند حدوث
    التفريغ الكهربائي يرتفع فوق الجهد لدرجة تجعل الهواء موصلاً للكهرباء لأن ذراته قد تأينت فتمر الشرارة ويحدث البرق في زمن قليل قد لا يتعدى جزء من الثانية ...
    والرعد يصاحب " البرق " وذلك لأن درجة حرارة شرارة البرق تصل إلى أكثر من 1000درجة مئوية، فيسخن الهواء ويتمدد وتحدث الفرقعة المدوية. وإذا نظر الإنسان في وجه البرق الشديد الضياء فإنه لا بد وأن يصاب بالعمى المؤقت، لذلك قال الله في نفس الآية القرآنية : (يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار)، ويشير النص القرآنية: (يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار)، ويشير النص القرآني الذي أثبتناه في الفقرة السابقة [الآية 48 من سورة الروم] إلى تكوين السحب البساطية، وكيف أنها تكون (كسفا) أي : طبقة رقيقة فوق طبقة رقيقة، أي كتلة أفقية تنمو دائماً أفقياً وليست رأسياً (كما هو الحال في السحب الركامية) .

    وأما النص الثالث[ الآيات 68ـ 70من سورة الواقعة ]، فيشير إلى السحب الممطرة باللفظ "المزن "، وكيف أن الله أنزل الماء الصالح للشرب للمخلوقات الحية من هذه السحب الممطرة، وأنه قادر على جعله ملحاً أجاجاً بدل أن يجعله عذاباً فراتاً .
    ونصل سريعاً إلى النص القرآني الأخير [ الآية 164من سورة البقرة]، وهي نص جامع شامل للعديد من الأمور الكونية والأحداث الطبيعية، ثم يختم المولى جل جلاله هذا النص بإظهار الحكمة من إيراده، وهي أن الله خلق وصنع وقدر وأحكم كل الظواهر والأشياء لكي يتفكر الإنسان فيها ويتدبر عظمة الخالق جل جلاله .. ونمر سريعاً مع هذا النص الكريم لنفهم بعضاً مما ورد فيه:

    [1] (إن في خلق السماوات والأرض]،
    أي في إبداعها وإبداع الدقة والإحكام فيهما، والسموات والأرض هما الكون كله ـ عموماً ـ بما فيه من أجرام فلكية، وليس المدلول اللفظي للكلمات فقط، وذكر هما يدل أيضاً على ما بينهما من مخلوقات.

    [2] (واختلاف الليل والنهار)
    أي : حدوثهما وتعاقبهما وعدم تساوي مدتيهما يومياً . ويدل هذا ضمناً على دوران الأرض حول محورها أمام الشمس . ولا شك أن طول كل منهما يختلف في المكان الواحد من فصل إلى آخر، كما يختلف طول كل منهما في الفصل الواحد حسب خط عرض المكان.


    [3] (والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس).
    وفي هذا إنعام من الله على الإنسان، أن خلق لخدمته ظاهرة الطفو على سطح الماء، ليركب الإنسان السفن، ويتنقل هنا وهناك ويدير حركة التجارة البحرية وغير ذلك من شئون الحياة.

    [4] (وما أنزل الله من السماء من ماء)،
    هو المطر، والمطر هو المصدر الأساسي لماء الأرض، وهو ـ في الأحوال الطبيعية العادية ـ عذب فرات صالح للشرب.
    إذاً (فأحيا به الأرض بعد موتها ) وإحياء التربة هو إنباتها للنبات، فيظهر لها رونق وجمال ونضرة، وتدب الحياة فيها وعليها.

    [6] (وبث فيها من كل دابة)،
    لفظة " بث " تعني فرق ونشر ووزع، والدابة هي كل ما يدب على الأرض وأغلب استعمالها في اللغة لحيوانات الركوب والأحمال.

    [7] (تصريف الرياح)
    يعني توجيهها وتيسيرها وتوزيعها بقدرة الله، وقد شرحنا هذا في حلقة سابقة.

    [8] (والسحاب المسخر بين السماء والأرض)
    أي : السحب التي تسير وفق إرادة الله فهي مسخرة في نشأتها وفي حركتها وفي وجهتها، تبعاً لإرادة الله، إذ لو بقي السحاب معلقاُ في الهواء لكثر وتعاظم وزادت أحجامه واتسعت مساحاته وحجب ضوء الشمس عن المخلوقات، وفي هذا ضرر شديد، وإذا تكاثر السحاب ودام لاستمر هطول الأمطار وغرقت الأرض، وفي هذا أيضاً ضرر شديد .
    لكن الله يسوق الرياح فتحرك السحاب وتقوده إلى حيث يشاء الله، وينزل منه المطر في الوقت والمكان اللذين تحددهما المشيئة الإلهية، التي شاءت أيضاً أن ينزل هذا القرآن هداية للناس ومنهاجاً لصلاح دنياهم وآخرتهم .




    يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني :


    قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) (النور:43) يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني : درسنا السحاب لمدة سنتين تقريباً في جامعة الملك عبد العزيز




    صورة للسحاب على شكل قزع


    مع قسم الأرصاد في جدة فعند الدراسة ظهرت لنا أن هناك أنواع متعددة من السحب، لكن الأنواع الممطرة ثلاثة أنواع فقط، فلما راجعت القرآن وجدت أن القرآن ذكر الأنواع الثلاثة بالضبط، ووصف كل نوع منها وصفاً دقيقاً هذا الوصف.. هذا الوصف لكل سحاب يختلف تماماً عن وصف السحاب الآخر، فالسحب الممطرة ثلاث أنواع

    منها النوع الركامي، يقول الله –جل وعلا- في السحاب الركامي: (ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه) يعني الآن يصنف لنا القرآن طريقة تكوين السحاب الركامي، ووجد أن السحاب الركامي يتكون هكذا، يزجي أي يسوق برفق يتكون (قزع)

    ثم يساق هذا (القزع) إلى خط تجمع السحاب فيساق برفق إلى خط هذا التجمع (ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه -في هذا الخط- ثم يجعله ركاماً) يقوم فوقه فوق بعض (ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله) يعني قطرات المطر تخرج متى؟ إذا حدث الركام (فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار) وصف كامل بالضبط لطريقة تكوين السحاب، للظواهر المصاحبة لتكوينه، للنتائج المترتبة عليه، قلنا يبدأ بالسوق، ثم بتأليف، ثم بالتراكم، فينزل المطر، تغير حرف العطف انظر الدقة على مستوى الحرف,



    هذه الصورة التقطت عن طريق الأقمار الصناعية تبين سوق الرياح للسحاب كأن يداً خفية تقوم بتوجيه حركة السحاب .



    لأن الفترة من فترة السوق إلى التأليف تأخذ زمن، ومن التأليف إلى نهاية الركم تأخذ زمن، لكن بعد أن ينتهي الركم إلى نزول المطر بدون وجود زمن، ولذلك كان الفارق في هذا الحرف (فاء) عبر بالفاء الذي يدل على التعقيب والترتيب، بسرعة، ولذلك قال (ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً –فـ- فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال) يعني يقول لك أنظر إلى السماء (وينزل من السماء.. من جبال) ما الجبال (فيها من برد) إذن هي سحاب (وينزل من جبال فيها من برد) لا يتكون البرد إلا في السحاب الركامي، الذي تختلف درجة حرارة قاعدته عن قمته، وبسبب هذا الشكل الجبلي للسحاب يتكون البرد، الشكل الطبقي لا يتكون فيه برد ولذلك قال: (وينزل من السماء من جبال) يجب أن يكون السحاب على شكل جبل.



    صورة للسحاب التي لها شكل الجبال التي يتكون منها البرد


    (وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء) الله الضمير يرجع إلى البرد (وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به –أي بالبرد- فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء).

    يقول علماء الأرصاد يتكون البرد وينزل إلى قاعدة السحاب وفجأة يأتي تيار هوائي يصرفه ويعيده إلى وسط السحاب.

    أما كيف نفهم قوله تعالى : (فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء)



    هذه صورة توضيحية لحركة البرد داخل السحابة الركامية


    يعني كان متجهاً إلى قوم... فقال له ارجع اطلع فوق، وتتبع علماء الأرصاد ذلك... فوجدها دورة يدورها.. تدورها البردة تكون غلاف فلما تنزل البردة إلى الأرض نحسب كم غلاف نعرف كم دورة دارت هذه البردة في جسم السحابة (فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار) سنا برقه يعني لمعان برقه، و الكلام كله عن البرد (فيصيب به- أي بالبرد-من يشاء ويصرفه- أي يصرف البرد-ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه) لمعان برقه، أي برق البرد، في عام 1985م قُدِّم ولأول مرة في مؤتمر دولي أن البرد هو السبب الحقيقي لتكوين البرق ..
    فعندما يتحول البرد من سائل إلى جسم صلب تتكون الشحنات الكهربائي الموجبة والسالبة، عندما تدور حبة البرد توزع الشحنات الموجبة والشحنات السالبة، عندما يستمر الدوران تقوم بعملية التوصيل فالبرد.. فالبرق من البرد.



    صورة لكيفية تكون البرق والرعد

    المصادر :http://www.55a.net/firas/farisi/prin...show_det&id=80

    http://www.55a.net/firas/farisi/prin...how_det&id=511
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

صفحة 3 من 13 الأولىالأولى ... 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة

الى كل مسيحى : صور جمالية ... تأمل

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تأمل في سفر عاموس 3
    بواسطة مروان ديدات في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-10-2012, 06:53 PM
  2. الى كل مسيحى: مناظرة( عم مصيلحى )vs (ام هند) :مدير منتدى مسيحى مبيعرفش يكتب( بالصور)
    بواسطة نيو في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-09-2010, 12:44 PM
  3. جمالية المعنى
    بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-04-2010, 02:44 PM
  4. تأمل معي هذه العبارات
    بواسطة weiaam في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-02-2009, 07:17 PM
  5. لحظة تأمل من B – G
    بواسطة b-g في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 05-12-2006, 06:31 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الى كل مسيحى : صور جمالية ... تأمل

الى كل مسيحى : صور جمالية ... تأمل