اقتباس
الشيطان يأكل و يشرب ؟؟ و بشماله ؟؟

‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏ومحمد بن عبد الله بن نمير ‏ ‏وزهير بن حرب ‏ ‏وابن أبي عمر ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لابن نمير ‏ ‏قالوا حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر ‏ ‏عن ‏ ‏جده ‏ ‏ابن عمر ‏‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله

صحيح مسلم .. كتاب الأشربة .. باب آداب الطعام و الشراب و أحكامهما
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3764&doc=1
الــــــــــرد :



.

هذه المسائل من الغيبيات التي أخبرنا بها رسول الله ، وأين الغرابة في كون الشيطان يأكل ويشرب؟

وعلى كل حال، هناك من العلماء من حمل الضمير في (شماله) على الشارب والطاعم أو على سبيل المجاز... وبصفة عامة وأياً كان القول فنحن نصدق قول رسولنا الكريم في كل ما يقول؛ لأنه يتكلم بوحي من الله تعالى.

.

جاء في صحيح مسلم وسنن ابن ماجه ومسند أحمد - واللفظ له - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سقطت اللقمة من يد أحدكم فليمط ما كان عليها من الأذى، ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل، وليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة.

«قال الإمام النووي: ‌وَمِنْهَا ‌إِثْبَاتُ ‌الشَّيَاطِينِ ‌وَأَنَّهُمْ ‌يَأْكُلُونَ».

«وقال في شرحه على صحيح مسلم: الصَّوَابُ الَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَالْمُتَكَلِّمِينَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ وَشِبْهَهُ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي أَكْلِ الشَّيْطَانِ مَحْمُولَةٌ عَلَى ظَوَاهِرِهَا وَأَنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ حَقِيقَةً إذ العقل لا يحيله وَالشَّرْعُ لَمْ يُنْكِرْهُ بَلْ أَثْبَتَهُ فَوَجَبَ قَبُولُهُ وَاعْتِقَادُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ».

«وقال ابن حجر في فتح الباري: ‌وَالْأَوْلَى ‌حَمْلُ ‌الْخَبَرِ ‌عَلَى ‌ظَاهِرِهِ ‌وَأَنَّ ‌الشَّيْطَانَ ‌يَأْكُلُ ‌حَقِيقَةً لِأَنَّ الْعَقْلَ لَا يُحِيلُ ذَلِكَ وَقَدْ ثَبَتَ الْخَبَرُ بِهِ فَلَا يُحْتَاجُ إِلَى تَأْوِيلِهِ».

«وقال ابن عبد البر في التمهيد: ‌وفي ‌هذا ‌الحديثِ ‌دليلٌ ‌على ‌أنَّ ‌الشَّياطينَ ‌يأكُلُونَ ‌ويشربُونَ».
.

وجاء في «فيض القدير» (1/ 298):

«(‌فإن ‌الشيطان ‌يأكل ‌بشماله ‌ويشرب ‌بشماله) حقيقة إذ العقل لا يحيله والشرع لا ينكره أو المراد يحمل أولياءه من الإنس على ذلك ليصاد به الصلحاء وأخذ جمع حنابلة ومالكية منهم ابن العربي من التعليل به حرمة أكله أو شربه بها لأن فاعله إما شيطان أو يشبهه».
.

وجاء في «إكمال المعلم بفوائد مسلم» (6/ 486):

«وأمره - عليه السلام - بالأكل والشرب باليمين ونهيه عن ذلك بالشمال، وزاد فى حديث نافع: " ولا يعطى بها، ولا يأخذ بها " على ما تظاهرت به سنته - عليه السلام - من أمره بذلك فى غير شىء، وحبه التيامن فى أمره كله، ولما فى اللفظة من اليُمن، ولثناء الله على أصحاب اليمين، واختصاصه أصحاب اليمين باليمين؛ لأخذهم كتبهم بذلك، ولكونهم عن يمين العرش وتشريفهم بذلك، وتفضيل اليمين فى قوتها وبطشها، وإضافة العرب كل خير لها، وضد ذلك لضدها، وتسميتهم إياها شؤماً، وقد قال الله فى أصحاب الشمال: {أَصْحَابُ الْمَشْأَمَة} (الواقعة: 9)، وقال الشاعر:
أبينى أفى يمينى يديك جعلتنى ... فافرح أو صيرتنى فى شمالِك
وليتناول إزالة الأقذار من الجسم وغيره بالشمال.
وقوله: " فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ". كمثل أكله هو على الحقيقة، أو أنه على ما تقدم على المجاز. فإن قيل: إنه حقيقة فنهى عن التشبه فى مخالفته ومضادته الاستقامة فى أموره، وقد تكون الهاء هنا فى " شماله " عائدة على الشارب والطاعم، أى يأكل بها الشيطان معه. أو يكون على المجاز، أى ذلك من محبة الشيطان ونزغه حتى خالف سنة نبيه».
.

وجاء في «المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» (5/ 296):

«وعلى الجملة: فاليمين وما نسب إليها، وما اشتق عنها محمود لسانًا، وشرعًا، ودنيا، وآخرة. والشمال على النقيض من ذلك حتى قد قال شاعر من العرب:
أبيني أفي يمنى يديك جعلتني ... فأفرح أم صيرتني في شمالكا (1)
وإذا كان هذا، فمن الآداب المناسبة لمكارم الأخلاق، والسيرة الحسنة عند الفضلاء اختصاص اليمين بالأعمال الشريفة، والأحوال النظيفة، وإن احتيج في شيء منها إلى الاستعانة بالشمال فبحكم التبعية. وأما إزالة الأقذار، والأمور الخسيسة فبالشمال لما يناسبها من الحقارة، والاسترذال.
و(قوله: فإنَّ الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله) ظاهره أن من أكل بشماله تشبَّه بالشيطان في ذلك الفعل؛ إذ الشيطان بشماله يأكل وبها يشرب. ولقد أبعد وتعسَّف من أعاد الضمير في (شماله) على الآكل».
.

الله (وحاشاه سبحانه وتعالى) والملائكة يأكلون

تك18
1 وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار. 2 فرفع عينيه ونظر واذا ثلاثة رجال واقفون لديه.فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد الى الارض....6 فاسرع ابراهيم الى الخيمة الى سارة وقال اسرعي بثلاث كيلات دقيقا سميذا.اعجني واصنعي خبز ملّة..8 ثم اخذ زبدا ولبنا والعجل الذي عمله ووضعها قدامهم.واذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة اكلوا.

ملحوظة: التفاسير المسيحية تصرح بأن (الثلاثة رجال) في النص تعني (الله) و(ملكين)، وأنهم أكلوا حقيقة... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
.

يتبع :-