ضوابط التعامل مع مسائل الصفات

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

ضوابط التعامل مع مسائل الصفات

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 34

الموضوع: ضوابط التعامل مع مسائل الصفات

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    أركان علم البيان

    ثم انه لّما اشتمل التعريف على ذكر الدلالة ولم تكن الدلالات الثلاث: المطابقيّة والتضمنّية والإلتزاميّة كلها قابلة للوضوح والخفاء،
    لزم التنبيه على ما هو المقصود،
    فإنّ المقصود منها هاهنا: هي الدلالة العقليّة للألفاظ، يعني: التضمنّية والإلتزاميّة، لجواز اختلاف مراتب الوضوح والخفاء فيهما،
    دون الدلالة الوضعيّة للألفاظ يعني: المطابقيّة، لعدم جواز اختلاف مراتب الوضوح في بعضها دون بعض مع علم السامع بوضوح تلك اللفاظ، وإلاّ لم يكن عالماً بوضعها، فتأمل.
    ثم انّ اللّفظ إذا لم يرد منه ما وضع له من دلالته المطابقيّة،
    وانّما اُريد به دلالته العقلية من تضمّن أو التزام،
    فإن قامت قرينة على عدم إرادة ما وضع له فمجاز، وإن لم تقم قرينة على عدم إرادة ما وضع له فكناية،
    ومن المجاز ما يبتني على التشبيه، فيلزم التعرّض للتشبيه قبل التعرّض للمجاز والكناية،
    إذن: فعلم البيان يعتمد على أركان ثلاثة: التشبيه والمجاز والكناية.
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي كيف تعبر العرب عن المسميات

    كيف تعبر العرب عن المسميات:


    اللفظ في العربية إما أن يكون على الحقيقة أو على المجاز. وأغلب الاستعمالات في العربية على المجاز.
    استعمل العرب للتعبير عن المسميات المصادر التالية:
    1- الحقيقة بأقسامها الثلاثة اللغوية والعرفية والشرعية
    2- المجاز للتعبير عن المتخيلات والتشبيهات
    3- التعريب للتعبير عن أسماء الأشياء وأسماء الأعلام
    4- الاشتقاق للتعبير عن المعاني.


    الحقيقة:

    هي الألفاظ التي وضعت للدلالة على ما في الذهن من معنى،
    فإن كان اللفظ الموضوع استعمل للمعنى الموضوع له من أهل اللغة وهم العرب الأقحاح سميت هذه الحقيقة بالحقيقة اللغوية مثل: النزر : القليل،، الدهمة : السواد.

    وإن كانت الألفاظ الموضوعة استعملت لمعنى غير ما وضعت له أي نقلت من معناها اللغوي الموضوع إلى معنى آخر ينظر فإن كان النقل بسبب العرف أو الاصطلاح سميت حقيقة عرفية مثل دابة: فقد وضعت في أصل اللغة لكل ما دب على الأرض، فتشمل الانسان والحيوان ولكن المعنى العرفي لأهل اللغة خصصها بذوات الأربع وهجر المعنى الأول.
    وكذلك الغائط فهو بالأصل اللغوي للموضع المنخفض من الأرض ثم اشتهر بالعرف للخارج المستقذر. فالأول أي الدابة وضع لمعنى عام ثم خصص بعرف استعمال أهل اللغة ببعض مسمياته والثاني ( الغائط) اسم وضع لمعنى واشتهر لمعنى آخر.
    والحقيقة العرفية نوعان:
    أ‌- الحقيقة العرفية اللغوية وهي ما تعارف العرب الأقحاح عليها
    ب‌- الحقيقة العرفية الخاصة التي يتعارف عليها أهل كل علم كاصطلاحات خاصة بهم مثل اصطلاح النحاة على الرفع والجر والنصب، أو كقولنا الايمان التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل، وهذه ليست بخاصة بالعرب الأقحاح.

    أما إن كان سبب النقل الشرع سميت الحقيقة بالشرعية مثل الصلاة وهي في أصل اللغة الدعاء.

    قلنا قبل قليل:
    من هنا قلنا أن الفكر هو الحكم على الواقع بخلاف اللفظ فإنه لم يوضع للدلالة على حقيقة الواقع ولا على الحكم بل وضع للتعبير عما في الذهن سواء طابق الواقع أم خالفه .

    فما هي علاقة اللفظ بالواقع؟
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    التصور والتصديق:



    البحث في علاقة اللفظ بالواقع، يُتناول من زاويتين،

    الأولى لإصدار الأحكام عليه،

    والثانية: لتقرير ما هي الصور الذهنية المطابقة لهذا الواقع إن كان ذاتا أو معنى مفردا، أو لم يكن نسبة خبرية،
    في حال كانت الدلالة هي المطابقة، والصور الذهنية لما يمثله المعنى المجازي إن كانت الدلالة عقلية:

    الزاوية الأولى: الفكر والعقل والإدراك،
    والزاوية الثانية: اللغة.

    لدينا إذن الواقع الخارجي: أي أنه لو جاءنا خبر أن رجلا ركب حصانا، فالواقع الخارجي الذي نريد أن نصدر الحكم عليه يتمثل بالحصان وبالرجل وبالهيئة المتمثلة بفعل ركوب الرجل على الحصان،

    ونريد أن نقيم علاقة تتمثل بإصدار حكم ننسب فيه إلى الخبر الصحة وإلى مضمونه بالصدق.

    فإن طابق الخبر الواقع بأن كانت نسبته الذهنية أي المعاني التي تلج الفكر لمفرداته متمثلة بالرجل والحصان وهيئة الركوب، مطابقة للخارج الكائن اي للواقع، في الكيف، حكمنا بصدق الخبر، وصدقنا مضمونه.

    لأن العلم قد يتعلق بالنسبة الخارجية وقد يتعلق بالخبر عنها فالثاني تصديق للخبر والأول تصديق لمضمونه.


    فمثلا لو سلطنا البحث على مسألة:
    ﴿ يد الله فوق أيديهم


    لوجدنا أن لدينا خبرا نحكم عليه بالصدق، فنثبت صحة الخبر، وعندما نريد أن نبحث عن مضمونه لنفهمه، لا بد من أن نقوم بعملية تصور، ومن ثم تصديق،

    في عملية التصور نبحث عن صور ذهنية تنطبق عليها معاني المفردات أو عن صور يجسدها ما في الآية من كناية أو مجاز، بحسب تصورنا عن التعامل مع الآية، ولن أتعجل إصدار الحكم الآن، فأنا أمثل فقط على مرادي من بحث الموضوع،
    أقول: في هذه الحالة، إذا كان البحث ليتسلط على ذات، أو على معنى مفرد، أو على ما ليس بنسبة خبرية فالبحث ينحصر في التصور لإصدار الحكم،

    أي ينحصر البحث في إيجاد الصور الذهنية التي تمثل المعنى الذي وضعته العرب لهذه الألفاظ لننزلها عليها للفهم، إن لم يستحل هذا الانزال، فإن استحال الانزال لوجود مانع، كانت دلالة اللفظ غير مطابقة، بل يبحث في الدلالات العقلية أي يلجأ فورا إلى المجاز لاستحالة الحقيقة.
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    إذن:

    فالخبر إن تعلق بواقع يتمثل في ذات، أو حقيقة لها صورة ذهنية تتمثل بما أطلقته العرب على هذه الحقيقة،

    فإن المطلوب من السامع أن يستحضر هذه الصورة الذهنية ليطابقها مع الواقع ليحصل التصديق،
    ولكن في حالتنا هذه، الصورة الذهنية لليد هي الكف، وهذا هو معناها اللغوي، وواقع اليد أنها جارحة، هذا هو واقع حقيقتها اللغوية المتأتاة من إنزال الحقيقة عليها،
    فيكون تعذر الحقيقة متحققا، لتنزه الباري جل وعلا عن الجوارح، وعن مشابهة المخلوقات،
    فيكون الموقف المطلوب من الآية: التصديق بالخبر، أي التصديق بأن "يد الله فوق أيديهم"

    وأما مضمونه،

    فقد :

    1) يتركز البحث على الآية كلها ككل، يفضي ترتيب كلماتها بعضها بعد بعض، وحالتها الإعرابية، وما استعملته العرب من مفردات تأتي في موضع معين وتراكيب للتعبير عن معان معينة،

    يفضي هذا كله إلى فهم الآية ككل على معنى معين كأن تقول: أن الله تعالى يبارك هذا الاتفاق،

    أو أن تسلط البحث على المفردات منبتة عن سياق الآية،

    لتسأل نفسك: هل يجب أن نفهم من قول الحق سبحانه: يد الله، أن الله يخبرنا أن له يدا؟

    فأمامك في هذه الحالة معنى اليد الحقيقية في اللغة، أي دلالة المطابقة، وأمامك المعاني المجازية لليد في اللغة، فأيها تختار؟


    لنتساءل: هل سيفضي إعمال الحقيقة على مفرداته إلى إثبات الجوارح، وبهذا تتعذر الحقيقة ويصار إلى المجاز.


    هذا مذهب المجسمة، الذين جعلو لله تعالى جوارح وأعضاء، وأجرو الألفاظ على معانيها الحقيقية، وشبهو المولى عز وجل بمخلوقاته،

    وقولهم يختلف عن قول العلامة ابن تيمية بعض الاختلاف،

    لقد وجد العلامة ابن تيمية رحمه الله وأتباعه مخرجان سنسلط البحث عليهما لاحقا ان شاء الله،

    إذ أنهم يتفقون إجمالا على نفي التجسيم عن الباري عز وجل معنا، وينزهونه عن مشابهة المخلوقات،

    فيقولون: نثبت يدا لا كالايدي، أي نثبتها من غير تشبيه ولا تكييف، ولا تعطيل ولا تمثيل.

    وسنتساءل عن هذا هل هو خروج على قواعد فهم اللغة؟
    فها أنت ترى أنني أطنبت واطنبت في شرح كيف تطلق العرب الالفاظ على المسميات، وعن الصورة الذهنية المتمثلة للمعنى الذي أرادو التعبير عنه، فاستدعاء مثل هذه المعاني والتي تمثل الحقيقة اللغوية، هل سيفضي إلى التجسيم؟ فهل يمثل قولهم: يد لا كالأيدي مخرجا سليما؟

    والثاني: أنهم رأوا أن الباري سبحانه أثبت لنفسه صفات السمع والبصر والعلم والرحمة، وما شابهها، والبشر لديهم صفات سمع وبصر وعلم ورحمة، فيقولون أن فهم اليد والعين والرجل، يجري على ما جرى عليه فهم الرحمة والعلم والسمع والبصر،

    وسنرجؤ الكلام عن هذا كله، وسنفصل لاحقا ان شاء الله أكثر في هذا فاصبر يرحمك الله.
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    قال ابن أمير الحجاج في التقرير والتحبير:

    (ثُمَّ يَنْحَصِرُ) الْخَبَرُ (فِي صِدْقٍ إنْ طَابَق) حُكْمُهُ (الْوَاقِعَ) أَيْ الْخَارِجَ الْكَائِنَ لِنِسْبَةِ الْكَلَامِ الْخَبَرِيِّ بِأَنْ كَانَتْ نِسْبَتُهُ الذِّهْنِيَّةُ مُوَافِقَةً لِنِسْبَتِهِ الْخَارِجِيَّةِ فِي الْكَيْفِ بِأَنْ كَانَتَا ثُبُوتِيَّتَيْنِ أَوْ سَلْبِيَّتَيْنِ (وَكَذِبٍ إنْ لَا) تُطَابِقَ نِسْبَتُهُ الذِّهْنِيَّةُ النِّسْبَةَ الْخَارِجِيَّةَ فِي الْكَيْفِ بِأَنْ كَانَتْ إحْدَاهُمَا ثُبُوتِيَّةً وَالْأُخْرَى سَلْبِيَّةً سَوَاءٌ اعْتَقَدَ الْمُطَابَقَةَ أَوْ عَدَمَهَا فَلَا وَاسِطَةَ بَيْنَهُمَا. إ.هـ.

    إذن: فثمة كلام خبري، يتم التحقق من موافقة نسبته الذهنية: أي الحكم عليه، بثبوت التطابق في الكيف بين حكم العقل عليه وبين واقعه، فإن ثبتت النسبة في كليهما، كان صدقا، فالإدراك مع الحكم تصديق.

    قال الزركشي في البحر المحيط: ضَابِطٌ: [الْإِدْرَاكُ] الْإِدْرَاكُ بِلَا حُكْمٍ تَصَوُّرٌ، وَمَعَ الْحُكْمِ تَصْدِيقٌ.
    جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: التَّصَوُّرُ هُوَ حُصُولُ صُورَةِ الشَّيْءِ فِي الْعَقْلِ، وَإِدْرَاكُ الْمَاهِيَّةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهَا بِنَفْيٍ أَوْ إثْبَاتٍ.
    قال الجرجاني في التعريفات: التصور حصول صورة الشيء في العقل وقال: التصديق وهو أن تنسب باختيارك الصدق إلى المخبر

    وقال الأسنوي في الإبهاج: العلم جنس يشمل التصور والتصديق القطعي وإنما قلنا ذلك لأن العلم صفة توجب تمييزا لا يحتمل النقيض ويلزمها التعلق بمعلوم
    فإن كان المعلوم ذاتًا أو معنى مفردًا أو نسبة غير خبرية فهو التصور وإن كان نسبة خبرية فهو التصديق القطعي.


    مثاله العالم حادث وههنا أربعة: ذات العالم ومعنى الحدوث في نفسه والارتباط بينهما من غير حكم بثبوته أو بانتفائه والعلم بهذه الثلاثة تصور والرابع هو ثبوت ذلك الارتباط أو انتفاؤه وهو النسبة الخبرية وهو التصديق.

    ... والمعروف أن الحكم إيقاع النسبة وكشف اللبس في ذلك أن الحكم هو نسبة أمر إلى أمر بالإثبات أو النفي وهو قسم من أقسام الكلام قد يكون بالنفس وقد يكون باللسان فإذا قلنا حكم الذهن فإنما نريد الإخبار النفساني، ثم إن هذا الإخبار محتمل للتصديق والتكذيب، والتصديق والتكذيب إما بالإخبار بأن يقال لقائله صدقت أو كذبت، وإما بالعلم والاعتقاد فإن من علم صدق المخبر يقال له مصدق له ومن علم كذبه يقال أنه مكذب له، فسمى العلم المتعلق بذلك الخبر أو بمضمون الخبر تصديقا لما قلناه لأنه مصدق له فالعلم يتعلق بالحكم أو بمضمونه لا ينقسم إليه، وقولنا بمضمونه لأن العلم قد يتعلق بالنسبة الخارجية وقد يتعلق بالخبر عنها فالثاني تصديق للخبر والأول تصديق لمضمونه ... ومن هنا يتبين أن أحق القضايا باسم التصديق ما كان مقطوعا به لأنه الذي يصدقه العلم أما المظنونة والمشكوك فيها والموهومة فلا يوثق بأيها إذا عرضت على العلم بصدقها أو بكذبها فإن أطلق عليها اسم التصديق فإنما هو بطريق احتمالها له،
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    لنلخص قليلا حتى نفهم مرادنا من البحث:

    اللغة وضعت صورا ذهنية لمفردات معينة، أطلقت عليها الفاظا، إذا ذكر هذا اللفظ استحضر الذهن الصورة التي تمثل هذا الواقع وفهم مراد المتكلم.


    والعقل، يصدر أحكاما بثبوت صدق خبر ما، ويصدر أحكاما بالتصديق بمضمون هذا الخبر، وإصدار الحكم بصدق الخبر له فن معلوم برع فيه أهل علم الحديث، وأما إصدار الحكم على مضمونه بالصحة، فلا بد من مطابقة الخبر للواقع الخارجي، ويتم ذلك بفهم معاني الالفاظ واستحضار الصور الذهنية التي تمثلها هذه الالفاظ، وباستحضار قواعد فهم اللغة من حقيقة ومجاز، لتجري العملية العقلية، ويصدر العقل الحكم بثبوت النسبة الخبرية أو انتفائها.
    لذلك نقول: في مجال التعامل مع آيات الصفات:

    بحث الخبر يختلف عن بحث دلالته
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    دقة العرب في استعمال اللفظ الملائم للمعنى تماما:
    قد مثلنا لك بمثال أسماء الأسد على أن العرب لا تكتفي بإطلاق الألفاظ على المسميات التي تريد التعبير عنها، ولكنها إضافة إلى ذلك تتوخى اختيار التعبير الأنسب الأدق الذي يثير الاخيلة، ويستفز الصور الذهنية، المبرز للهيئات لهذا الواقع ليعرفه السامع حتى وإن لم يسبق له أن سمع بهذا اللفظ،فمن عرف الجذر: شَجَرَ، وسمع كلمة شِجار ولم يكن يعرفها، فإنه سيتخيل أن معناها يدور حول التفرع والتشعب للأغصان والتشابك، وانظر إلى هذا في فقه اللغة وسر العربية وسأنقل لك قليلا مما يضعك في صورة هذه الدقة العجيبة في ملاءمة اختيار اللفظ للمعنى المراد:


    معرفة خصائص اللغة
    شيء من فقه اللغة وسر العربية:



    من ذلك‏:‏ أنها أفضلُ اللغات وأوسعُها قال ابنُ فارس في فقه اللغة‏ (بتصرف يسير):‏

    لغةُ العرب أفضلُ اللغات (أقدرها على التعبير والتوسع والانتشار) وأوسعُها قال تعالى‏:‏ "‏وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195)
    فوصفه - سبحانه - بأبلغ ما يُوصَف به الكلامُ وهو البيان وقال تعالى:" خلق الانسان علمه البيان" فقدَّم - سبحانه - ذِكْرَ البيان على جميع ما توحَّد بخَلْقه وتفرَّد بإنشائه من شمسٍ وقمر ونجْم وشجر وغير ذلك من الخلائق المُحْكَمَة والنشايا المتقنة فلما خصَّ - سبحانه - اللسانَ العربي بالبيان عُلم أن سائرَ اللغات قاصرةٌ عنه وواقعة دونه‏.‏

    فإن قيل‏:‏ فقد يقع البيانُ بغير اللسان العربي لأن كلَّ من أفهمَ بكلامه على شرط لُغته فقد بيَّن‏.‏ قيل له‏:‏ إن كنتَ تريد أنّ المتكلم بغير اللغة العربية قد يُعْرِب عن نفسه حتى يفهَم السامعُ مُراده فهذا أخسُّ مراتب البيان لأن الأبْكم قد يدلُّ بإشارات وحركات له على أكثر مراده ثم لا يُسمى متكلماً فضلاً عن أن يُسمى بَيِّناً أو بليغاً

    وإن أردت أنَّ سائرَ اللغات تُبِين إبانَةَ اللغة العربية فهذا غلط لأنا لو احتجنا إلى أن نُعَبِّر عن السيف وأوصافه باللغة الفارسية لما أمكننا ذلك إلا باسم واحد ونحن نذكر للسيف بالعربية صفاتٍ كثيرة وكذلك الأسد والفرس وغيرهما من الأشياء والمُسَمَّياتِ بالأسماء المترادفة‏.


    ومما لا يمكنُ نقلهُ البتَّة أوصافُ السيف والأسد والرُّمح وغير ذلك من الأسماء المُترادفة ومعلوم أن العجمَ لا تعرفُ للأسد أسماء غيرَ واحد فأما نحن فنخرج له خمسين ومائة اسم‏.‏

    قال أبو عبد اللّه بن خالَويْه الهمذاني‏:‏ جمعت للأسد خمسمائة اسم وللحيَّة مائتين‏ ، ونظيرُ ذلك ما في فقه اللغة للثعالبي‏:‏ (في الدَّوَاهِي)

    قَدْ جَمَعَ حَمْزَةُ مِنْ أسْمَائِهَا ما يَزِيدُ علَى أرْبَعمَائةٍ، و ذَكَرَ أنَ تَكاثرَ أسْماءِ الدَّواهِي مِن إحْدَى الدَّواهِي ، ومِنَ العَجَائِبِ أنَّ أَمَّةً وَسَمَتْ معنىً واحداً بمئينَ مِنَ الألْفَاظِ . وليستْ سِيَاقَتُها كلُّها مِنْ شُروطِ هذا الكِتَابِ ، وقَدْ رَتَبْتُ مِنْهَا ما انْتَهتْ إليهِ مَعْرِفَتِي.
    [فَمِنها مَا جَاءَ عَلَى فَاعِلَةٍ] يُقال: نَزَلَتْ بِهِمْ نازِلَةٌ ، و نائبَة ، وحادِثَةٌ،،،، ثُمَّ آبِدَة ، وَداهِيَةٌ ، و باقِعَةٌ،،،، ثُمَّ بائِقَة ، وحَاطِمَةٌ ، و فَاقِرَة،،، ثُمَّ غاشِية ، وواقِعَة ، وقارِعَة ،،،،ثُمَّ حَاقَّة ، وطَامَّة ، وصَاخَة.
    [ومِنها مَا جَاءَ عَلَى التّصْغِيرِ] جاءَ: الرُّ بَيْقُ والأرَيْقُ ،،، ثُمَّ الدُّويهيَّة ، والجُوَيْحِيَّةُ.
    [ومِنْهَا مَا جَاءَ مُردَفاً بالنُّونِ] جاءَ: بالأمَرِّينَ والأقْوَرِينَ ثُمَّ الدُّرَخْمِينَ والحَبْوكَرِينَ
    ومِنْهَا: جَاءَ بالعَنْقَفِير، والخَنْفَقِيقِ ، ثُمَّ بالدَّرْدَبِيسِ ، والقَمْطَرِيرِ ،
    ومِنْهَا: وَقَعُوا في وَرْطَةٍ ،،، ثُمَّ رَقَم،، ثُمَّ دَوْكَةٍ ونَوْطَةٍ،، ومِنها: وَقَعُوا في سلَى جَمل
    وفي أذُنَي عَنَاقٍ،، ثُمَّ في قَرْنَيْ حِمَارٍ،،، ثُمَّ في إسْتِ كلْبٍ،، ثُمَّ في صَمَّاءِ الغَبَرِ
    ثُمَّ في إحْدَى بَنَاتِ طَبَقٍ ،،، ثُمَّ في ثَالِثَةِ الأثَافي،،، ثُمَّ في وَادِي تُضلِّلَ ، ووَادِي تُهلِّك.‏
    لاحظ الدقة في التعبير عن المعنى وتناسب المعنى مع موسيقى اللفظ وجرسه.سأل الرشيد يوما الأصمعي عن بيت شعر لابن حزام العُكْلي ففسَّره فقال‏:‏ يا أصمعي إن الغريب عندك لغيرُ غريب‏.‏
    قال‏:‏ يا أمير المؤمنين ألا أكون كذلك وقد حفِظت للحَجَر سبعين اسماً


    خلاصة هذه الفقرة:
    ١) تعبر العرب عن المعاني بأدق الألفاظ وهنالك علاقة وثيقة بين الصور الذهنية المتعلقة بالواقع وبين اللفظ
    ٢) العربية أفضل اللغات على الإطلاق وأوسعها وأكثرها تأثيرا في السامع بغناها ودقتها
    ٣) قدم الله تعالى البيان على مخلوقات عظيمة كالشمس والقمر ونظام الكون
    ٤) ليس البيان مجرد إيصال المعنى للسامع ، فهذا يستطيعه الأبكم بالإشارات
    ٥) في العربية غنى كبير، يتمثل في ألفاظ كثيرة تعبر عن واقع خارجي واحد،
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    قال ابن فارس‏ (بتصرف كبير):‏
    فأين لسائر الأُمم ما للعرب ومن ذا يُمكنُه أن يُعبّر عن قولهم‏:‏ ذَات الزُّمَين ،جاء في القاموس المحيط: ولَقِيتُه ذات الزُّمَينٍ، كزُبَيْرٍ‏:‏ تُريدُ بذلك تَراخِيَ الوَقْتِ‏ ،

    وكثرة ذات اليد، ويد الدّهر،

    وتخَاوَصَت النجوم (إذا صغت للغروب) ومجَّت الشمسُ ريقَها ، ودَرَأ الفيء، ومَفاصل القول،
    وأتى بالأمر من فصّه، (فَصُّ الأَمرِ : أَصلُه وحقيقتُه . وفَصُّ الشيءِ : حقيقتُه وكُنْهُه , والكُنْهُ : جوهرُ الشيء ) وهو رَحْب العَطَن، (ورَحْبُ العَطَنِ محركةً كثيرُ المالِ واسِعُ الرَّحْلِ رَحْبُ الذِّراع) وغَمْرُ الرِّداء، (ورجل غَمْرُ الرِّداء وغَمْرُ الخُلُقِ أَي واسع الخلُق كثير المعروف سخيّ ، وإِن كان رداؤه صغيراً ) ويَخْلق ويَفْرِي، وهو ضيّق المَجَم، (يقال للبئر التي اجتمع ماؤها جموم) قَلِق الوضِين (الوضين بِطانٌ عريضٌ مَنْسُوجٌ من سُيورٍ أو شَعَرٍ، أو لا يكونُ إلاَّ من جِلْدٍ) رابط الجأش، وهو ألْوى بعيد المُسْتَمَرّ، وهو شَرَّاب بأنقُع، وهو جُذَيلُها المُحَكّك وعُذَيقُها المرَجَّب (تَرْجِيبُها‏:‏ ضَمُّ أعْذاقِها إلى سَعَفَاتِها، وشَدُّها بالخُوصِ لِئَلاَّ تَنْفُضَها الرِّيحُ، أو وَضْعُ الشَّوْكِ حَوْلَها لِئَلاَّ يَصِلَ إليها آكِلٌ،) وما أشبه هذا من بارع كلامهم ومن الإيماء اللطيف وما في كتاب اللّه تعالى من الخطاب العالي أكثر وأكثر كقوله تعالى: "ولكم في القصاص حياة"‏‏.‏ و" يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ " المنافقون‏‏.‏
    و "وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا ‏" وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً " "‏ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه"ِ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ"‏.

    وهذا أمر قاتِم الأعماق أسودُ النَّواحي‏، وله قدمُ صِدق‏، وقطَّع الفرس الخيلَ تقطيعاً‏:‏ إذا خلّفها‏.‏

    على أن ما يهمنا في البحث أيضا أمران: أولهما الألفاظ نفسها والطاقة الكامنة فيها التي تؤدي المعنى على أكمل وجه، وهذا يختص بما سميناه التأثير، وثانيهما: الترادف في الكلمات لا يعني أن كل معنى منها يؤدي ما يؤديه الآخر بل إن اتساع اللغة العربية له من العجائب ما سنحاول الوقوف بكل هيبة بين يديه.

    أما الطاقة التعبيرية الكامنة في الألفاظ، والتي تؤدي المعنى خير أداء فيلاحظ في اللفظة أمور يظهر منها أن كل لفظة في العربية لها سحرها وبيانها وعالمها الذي به تمتاز عن غيرها، فإلى جانب معناها الظاهري المعجمي للكلمة أبعـاد داخليـة، للكلمة جِرْس وظلال وموسيقى وتأثير، وتناسق وأداء ولـون، لها قوة في التعبير عن المعنى تمتاز بهذا أو ببعضه عن غيرها بحيث تمنح النص أبعـاداً وقوة ومزايا وإيحاءات وبيانًا وروعة.
    تأمل مثلا كلمة انفجار كيف تؤدي المعنى بموسيقى عجيبة توحي بالحدث الذي تصفه، وكلمة حسيس في قوله تعالى : "لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا" أي النار، فكبكبوا، "فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ" الكب: كبه يعني قلبه وصرعه، وكب: ثقُل، والكَبَّةُ، ويُضَمُّ‏:‏ الدَّفْعَةُ في القِتالِ والجَرْيِ، والحَمْلَةُ في الحَرْبِ، والزِّحامُ، وإفْلاتُ الخَيْلِ، والصَدْمَةُ بينَ الجَبَلْيْنِ، ومن الشِّتاءِ‏:‏ شِدَّتُه ودَفْعَتُهُ، و الغَزْلَ‏:‏ جَعَلَه كُبباً‏ ، هذه المعاني المجتمعه في أصل الكب يحدث لفظ الكبكبة وما فيه من القلقلة، في نفس السامع رنينا مرعبا، يخيل إليه فيه منظر باب في أعلى جهنم يفتح على حين غرة فيتدافع منه خلق كثيرون بعضهم فوق بعض يتدحرجون مقلبين مصروعين تتخيل أرجل هذا ضربت في وجه ذلك، وهذا يهوي فيأتيه الآخر من خلفه كما انفلات الخيل من معاقلها فيصدمه كما الجبلين بدفع شديد، وتسمع للاصطدام جلبته، وتتكور الخلائق بعضها فوق بعض كما تكور الكبة من الغزل، هذه المعاني توحيها لفظة واحدة: كبكبه، والقلقلة المصاحبة لجرس اللفظة توحي بموجات من البشر تحدث هذا الصخب وهذه الارتطامات كما لو قلت كب كب كب كب وهو مشهد مريع – عافانا الله-.


    خلاصة هذه الفقرة:
    ١) أغلب استعمالات العرب للألفاظ على المجاز فقد توسعت فيه العرب أيما توسع
    ٢) في الألفظ طاقة كامنة تؤدي المعنى على اكمل وجه
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    الإخوة الكرام، الأخوات الكريمات

    ليكن معلوما أنني قسمت البحث إلى قسمين رئيسين:

    القسم الأول يتناول موضوع التأصيل لمفاهيم يجب أن تكون واضحة جلية في ذهن المرء وهو يتناول مسائل الصفات، مثل معنى الحقيقة، ومعنى المجاز، ومعنى البيان، ومعنى الدلالات، والصور الذهنية، والتفكير، والعلاقة بين اللفظ والمعنى، وهذا كله سنتخذه أساسا لمحاكمة قواعد سنتطرق إليها في القسم الثاني، مثل قاعدة إعمال الحقيقة هو الأصل ما لم تتعذر، فيصار إلى المجاز، فهنا السؤال هو ما هي الضوابط التي على أساسها نقول أن الحقيقة متعذرة؟
    ومثلا عندما يرد السؤال حول قول القائل: من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تجسيم، ثم يقول لك: أنا أطلق الحقيقة ولكني مع ذلك لا أشبه، فستقول له: لعلك لم تدرك ما معنى إطلاق الحقيقة، فإن إطلاقها من حيث اللغة وأصول التعامل مع فهمها يلزمك قطعا بأن تكون مشبها أو مجسما، أو قد يكون العكس هو الصحيح، سنرى ذلك لاحقا ان شاء الله تعالى.
    أما القسم الثاني من البحث، فسأتناول فيه ان شاء الله تعالى بحث مسألة الصفات مباشرة، بعد أن نكون قد فرغنا من التأصيل لهذا الموضوع تأصيلا يقطع كل حجة.

    وبقي من مسألة التاصيل بحثان مهمان، ومسألتان ضروريتان هما: تعارض ما يخل بالفهم.
    وهذا البحث تأتي أهميته في أن مراد القائل من الكلام يمكن أن يفهم على نحو ظني، أو على نحو قطعي، وحتى يفيد القطع لا بد من سلامته من كل ما يمنع العقل من الجزم بأن مراده هو هذا لا غيره.

    وقد اختلفت تأويلات أهل العلم في هذا الصدد وسألخص لك أهمها لتعلم بعدها كيف تحاكم نصا فتقول: أن مراد قائله هو هذا على نحو قطعي وبالتالي يجب اعتقاده، أو أن تقول: بل مراده ظني وبالتالي يحرم أن نوصل المعنى هذا إلى القطع ويبقى في دائرة الظنية

    والمسألة الأخيرة هي:

    هل يستطيع العقل التفكير في ذات الله أو في صفاته؟ ما هي حدود التفكير، وأين يجب أن يتوقف العقل؟

    فإلى هذا البحث يرحمكم الله
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    194
    آخر نشاط
    22-02-2011
    على الساعة
    09:09 PM

    افتراضي

    الحمد لله وبعد :
    الشيخ محمد بن صالح العثيمين في كتابه :"المناهي اللّفظية"


    http://www.binothaimeen.com/eBook-a.shtml
    . سئل فضيلة الشيخ: عن مصطلح (فكر إسلامي ) و ( مفكر إسلامي ) ؟ .

    فأجاب قائلا : كلمة (فكر إسلامي ) من الألفاظ التي يحذر عنها ، إذ مقتضاها أننا جعلنا الإسلام عبارة عن أفكار قابلة للأخذ والرد ، وهذا خطر عظيم أدخله علينا أعداء الإسلام من حيث لا نشعر .

    أما (مفكر إسلامي ) فلا أعلم فيه بأسا لأنه وصف للرجل المسلم والرجل المسلم يكون مفكراً .

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط التعامل مع مسائل الصفات

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ضوابط في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي
    بواسطة فداء الرسول في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-05-2013, 07:21 PM
  2. الصفات والخطيئة .... خواطر
    بواسطة ابن النعمان في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-02-2011, 12:35 PM
  3. كيف يعبدون من له هذه الصفات؟؟؟؟؟؟؟؟
    بواسطة مسلم وأفتخر في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-06-2010, 01:41 PM
  4. ضوابط التعامل بعد الطلاق - عربي
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-03-2010, 02:00 AM
  5. امن له هذه الصفات احق ان يعبد ؟ شىء من العقل !!
    بواسطة المسلم العربي في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-07-2007, 11:29 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

ضوابط التعامل مع مسائل الصفات

ضوابط التعامل مع مسائل الصفات