دستور على لسان يسوع
ما سطرت تحته وجدته مهما أو غريبا ينافي عقائد المسيحيين اليوم
الكتاب الثاني لاقليمندس


الوصايا والقوانين والدستور التي وضعها ربنا يسوع المسيح
في رتبة الذين يعتمدون

في العلمانيين

* زمن التعليم

* تقديم المرشحين للسماع
1- إن الذين يتقدّمون لسماع الكلمة، فليتقدّموا أولا إلى المعلّمين في البيت، قبل أن يدخلوا أمام الشعب كلّه، وليُفحصوا بكل تدقيق عن كل سبب، حتى يعرف معلّموهم لماذا أو بأية إرادة تقدّموا. فإذا كانوا عن إرادة صالحة ومَحَبة، فليُعلَّموا باجتهاد. أما الذين يُقدّمونهم، فيجب أن يكونوا طاعنين في السنّ، مؤمنين معروفين في البيعة، وليَشهدوا عليهم إذا كانوا أهلا للسماع.

* البحث عن أحوال المرشحين، شروط القبول
ليُسأل أيضا عن سيرتهم وتصرفّهم، هل هم غير مخاصمين، ودعاء، متواضعين، غير ناطقين بالأباطيل ولا مُستخفيّن، ولا مُتكلّمين بالمخُجِلات ولا مُحدّثين بالخرافات ولا مُضلّين ولا ساخرين.
(فليُسأل) أيضا عمّا إذا كان لأحدهم امرأة أم لا. فإن كان طوعا بغير امرأة، فليُوعظ مثل هذا دائماً وباجتهاد، ويُحرَّض بك عذوبة على أن يُصلح نقائصه. فليعتنِ به اسقفه في الرب بالعظات النبوية التي تقوده إلى الطهارة. فإن أحرز تقدّما، (فليعتنِ به) أيضاً بالتعاليم الرسولية ثم بالإنجيلية، وبكلمة التعليم الكاملة. فإن كان أهلا، فليُعمَّد. وإن كان أهلا لسماع التعليم السرّي، فليَسمع على حدة، وليُحرِز فيه تقدّما.
أما مَن رام الزواج، فلا مانع، لئلا يصطاده الشرير بالزنا (1 كور 7 / 9). ولكن، فليتزوّج مسيحية مؤمنة من الشعب المسيحي، جديرة بأن تحفظ رجلها في الإيمان، وذلك بإذن الأسقف وعنايته.
وليُسأل أيضاً مَن يتقدّم عمّا إذا كان عبدا أو حرّاً. فإن كان عبدا لمؤمن يَسْمَحُ له سيّدهُ، فليَسمع. أما إذا كان سيّده غير مؤمن، ولا يَسمح له، فليتوسّل إليه ليَسمح له. وإن قيل عنه أنه يطلب حقاً أن يكون مسيحيا لأنه يُبغض أسياده، فليُطرد خارجاً. أما إذا رام أن يصير مسيحياً ولم تَثبت عليه أيّةُ علّةِ بغضٍ لحالته، فليَسمع. ولكن إذا كان سيّده مؤمنا ولم يشهد له، فليُطرد خارجا.
كذلك إن كانت لرجل ارمرأة، فلتتعلّم تلك المرأة أن تحسن بتقوى الله لرجلها. أما إذا أراد كلاهما أن يُمارسا العفّة بحسن التقوى، فيكون لهما أجر (1 كور 7 / 5).
مَن كان بغير زواج، فلا يزن، بل فليتزوج حسب الناموس (1 كور 7 / 5). أما إن أراد أن يظلّ هكذا، فليستمرّ في الرب (1 كور 7 / 8).
إن كان أحد يعذّبه شيطان، فلا يسمعنّ الكلمة من المعلّم حتى يتطهّر. لأن العقل، عندما يلتهب بروح هيولية، لا يقبل الكلمة غير الهيولية والمقدسة. فإذا تطهّر، فليتعلّم بالكلمة.
2- إن كان أحد زانيا أو راضيا عن الزنا أو سكّيرا أو صانع أصنام أو رسّاما أو ممثّلا أو سائقاً أو مُصارعا أو ذاهبا إلى الحرب أو محاربا أو معلّماً المصارعة أو صيّادا علنيا أو كاهن الأصنام أو حارسها، فلا يُقبل.
إن شاء أحد من هؤلاء أن يصير مؤمنا، فليبتعد عن هذه الأمور. فإن آمن فعلا واعتمد، فليُقبل ويَدخل في الشركة. وإن لم يَبتعد، فليُرفض.
إن كان أحد معلّماً للأولاد بالحكمة الدنيوية، يحسن به أن يترك. أما إذا لم يكن له أي عمل آخر يعيش منه، فليُسمح له. إن كان أحد جنديا أو ذا سلطة، فليتعلّم ألاّ يظلم وألاّ يقتل وألاّ يسرق وألاّ يغضب وألاّ يحتدّ، فيضايق أحدا، بل فلتكفه المؤونة التي تقدّم له (لو 3 / 14). فإن أرادوا أن يعتمدوا في الرب، فليتركوا الجندية أو السلطة، وإلاّ فلا يُقبلون.
إن شاء موعوظ و مؤمن من الشعب أن ينخرط في الجندية، فليرجع عن هذا القصد، وإلاّ فليُرفَض، لأنه قد احتقر الله بفكره، وترك ما هو للروح وطلب كمال الجسد واستخفّ بالإيمان.
إذا تابت زانية أو طمّاع أو سكّير، فأرادوا أن يؤمنوا، فبإمكانهم أن يوعظوا. وإن احرزوا تقدّما، فليَعتمدوا، وإلاّ، فليُرفَضوا.
إن كان لأحد جارية سريّة وأرادت أن تؤمن، فإن ربّت أولادها وابتعدت عن سيّدها أو تزّوجته وحده، فلتَسمع ثم تُعمَّد وتشترك في القربان، وإلاّ فلتُرفض.
إنّ صانع الغرائب أو الساحر أو المجوس أو المتكلّم مع الأموات، هم نجسون لا يأتون إلى القضاء. العرّاف أو المنجمّ أو مفسّر الأحلام أو الراقي أو داهش الشعب أو راصد النجوم أو العزّام بالأصنام، فَليكفَّ. وإذا كفَّ، يُقسَّم عليه ويَعتمد وإلاّ فليُرفض.
إن كان لأحد سريّة، فليتركها وليتزوج بحسب الناموس وليَسمع كلمة الوعظ.

* مدة التعليم
3- إنّ من يُوعَظ بكل اعتناء وبكمال الإنجيل، فليُوعظ لا أقل من ثلاث سنوات. وإن أحبّ وطلب أن يَعتمد، فليعتمد. من كان وديعاًَ ومتواضعاً ومجتهداً ومثابراً وملازماً مَن يعلّمه باجتهاد وسهر وشكر وخضوع وصلاة، وأراد أن يَعتمد، فليَعتمد؛ لأن لا حساب للزمن، بل للإرادة المؤمنة.

* ترتيب فئات الجماعة الليتورجية
4- ليصلّ إذن الموعوظون منفصلين عن المؤمنين، بعد أن يصمت المعلّم، ثم ينصرفوا كي يتعلّم المؤمنون حين يقرأ الكاهن أو الشماس العهد الجديد أو الإنجيل.
في البيعة، لتقف النساء المؤمنات في ناحية، والموعوظات في ناحية أخرى، منفصلات عن المؤمنات وعن الرجال. ولتجلس البنات أيضاً على حدة، كل واحدة بحسب رتبتها.
الرجال عن اليمين والنساء عن الشمال؛ البتولات المؤمنات إلى الأمام، وخلفهنّ الموعوظات البتولات.
بعد الصلاة، تُعطي الموعوظات السلام بعضهنَّ بعضاً. كذلك الرجال للرجال والنساء للنساء. فلتُغطِّ كل امرأة رأسَها وشعرها (1 كور 11 / 6). لتتعفّف النساء بزينتهنّ، بهيّات جميلات، ولا يتزيّنّ بالضفائر ولا بالحجارة الكريمة (1 بطرس 3 / 3) – لئلاّ يصاب بهنّ الشباب في البيعة – بل بالعفّة والمعرفة إلاّ فلتعظهنَّ الأرامل الجالسات أمامهنّ. أما إذا استمررن يتواقحن، فعلى الأسقف أن يُوبخهنّ.
5- بعد أن يُصلي الموعوظون، يضع الأسقف أو الكاهن اليد عليه، قائلا صلاة وضع اليد على الموعوظين:

الصلاة على الموعوظين
اللهمّ، يا مَن يُرسل الرعد ويهيئ البرق. يا مَن أسَّس السماء وبَسط الأرض. يا من يُنير المؤمنين ويُعيد الضالّين. يا مَن أحيا المائتين ووهب الرجاء مَن لا رجاء لهم وحرّر المسكونة من الضلال بانحدار الوحيد ابنه يسوع المسيح.
استجبنا يا رب وهب هذه النفوس فهما وكمالا وإيمانا غير منقسم ومعرفة الحقّ، فتكون في درجة أرفع من هذه، باسمك القدّوس (واسم) ابنك الحبيب يسوع ربّنا، الذي بواسطته لك المجد والسلطان مع الروح القدس، الآن وكل آن وكل دهر الدهور.
بعد ذلك، ينصرفون.

* معمودية الدم
إن أُلقي القبض على أحد لأجل اسمي، فقُضي عليه بالعذابات وهو موعوظ، يَستحثّ في طلب قبول الغسل (العماد)، فلا يرتابنّ الراعي، بل فليُعطه (العماد). فإذا قُتِلَ وهو في القيود، ولم يَقبل الغسل، فلا يضطرب، لأنه قد اعتمد بدمه فتبرّر.

* الامتحان الأخير
6- عندما يُنتخَب مَن يقبلون الغسل واحدا واحدا، فليُفحَصوا وليُمتحَنوا أولا كيف سلكوا عندما كانوا موعوظين: إن كانوا أكرموا الأرامل وافتقدوا المرضى وسلكوا بكل تواضع وحب، وإن كانوا مجتهدين بالأعمال الصالحة. وليشهد لهم أيضاً مَن يقدّمونهم.
وبعد أن يسمعوا الإنجيل كل يوم، توضع عليهم اليد.

* زمن العماد. التقسيم. موانع للعماد. الصوم
ولكن يُقسَّم عليهم من يوم يُنتخَبون. ويعتمدون في أيام الفصح. ففي حلول هذه الأيام، يُقسَّمُ الأسقف على كل واحد منهم بمفرده، ليتأكد من نقاوته. أما إذا كان أحد غير طاهر أو مَن كان فيه روح نجس، فليُبكَّت بسبب ذاك الروح النجس.
إن وجد أحد مأخوذا بمانع كهذا، فليُبعَد من الوسط ويُوبّخ ويُلام، لأنه لم يسمع بإيمان كلمة الوصايا والوعظ، وقد ثبت فيه الروح الشرير الماكر.
ليتعلّم المرشحون إلى قبول الغسل أن يغتسلوا ويمسحوا رؤوسهم نهار الخميس من الأسبوع الأخير فقط. أما إذا كانت امرأة يومذاك في زمن الحيض، فلتَزِد وتأخذ يوما آخر لتسبق فتغتسل وتمسح (رأسها). وليصوموا نهار الجمعة والسبت.
7- ونهار السبت، يجمع الأسقف الذين سيَقبلون الغسل، ويأمر أن يحنوا الركب، بينما يعلن الشماس. وبعد أن ينتهي، يضع (الأسقف) اليد عليهم ويُقسّم قائلا:

التقسيم قبل الغسل
يا إله السماء إله الأنوار، يا إله رؤساء الملائكة الذين تحت قدرتك، يا إله الملائكة الذين تحت سلطانك، يا ملك الأمجاد والسادة، إله القديسين، أب ربنا يسوع المسيح، يا مَن حلّ النفوس المكبّلة بالموت. يا مَن، بمسمار ألم وحيده، أنار مَن كان أسيراً مُسمّراً في الظلام. يا مَن حلّ قيودنا وحلّ عنا كل وقر. يا مَن سَحق منا كل حرب الشرير.
يا ابن الله وكلمته، يا مَن، بموته، جعلنا غير مائتين. يا مَن مَجّدنا بمجده. يا مَن بآلامه فكّ كل قيود خطايانا. يا مَن، بصليبه، حَمَل لعنة خطايانا (غلا 3 / 13)، وعلّم، بقيامته، أن الناس يتحولّون من بشر إلى آلهة. يا من حمل كسرنا. يا مَن نهج لنا طريق السماء. يا مَن بدّلنا من الفساد إلى عدم الفساد.
أصغِ إليّ، يا رب، أنا الصارخ إليك بوجع وخوف، أيّها الرب الإله، وأبو ربنا يسوع المسيح (2 كور 1 / 3). يا مَن تقوم أمامه القوّات القدّيسة من رؤساء ملائكة وكاروبين وجنود لا عدد لها ورؤساء وسارافين. يا مَن حجابه النور وأمام وجهه النار. يا مَن كرسيّ مجده لا وصف له. يا مَن لا تُوصف مَساكن أطيابه التي أعدّها لقدّيسيه، أولئك الذين ألبِسَتُهم وكنوزُهم مكشوفة له وحده ولملائكته القدّيسين. يا مَن يرتعد منه الجميع ويسبّحونه. يا مَن نظره يلفّ الجبال، واسمه، حين يُذكر، يمزّق اللجّج. يا مَن تحجبه السَماوات ويده تحتبسها. يا مَن ترتعد منه الأرض واللجج معا. يا مَن يهابه البحر (مر 4 / 39) والتنانين التي فيه. يا مَن يخشاه مرتعداً ضاري الوحوش. يا من تذوب في يديه الجبال وآفاق الأرض خوفا. يا مَن ترتجف من قدرته زوبعة الشتاء وترتعد، وتحفظ العاصفة الهوجاء حدّها. يا مَن، لأجله، لا تتعدّى نار النقمة ما أُمِرَت به، بل تَبقى رهن أمره. يا مَن لأجله تتمخّض الخليقة كلها بالحسرات وتئنّ، بانتظار الزمن الذي رُسِم لها (رومه 8 / 22). يا مَن تهرب منه كل طبيعة وخليقة مُعادية. يا مَن يخضع له كل معسكر العدو، والثلاّب ينهار، والحيّة تُداس، والتنين يُقتل. يا مَن به ظَهرت الحياة وتوطّد الرجاء وتقوّى الإيمان وكُرزت البشارة. يا مَن به بطل الفساد وتقوّى عدم الفساد. يا مَن بيديه جُبل من التراب، وبعد أن آمن به، لم يعد ترابا.
أيها الرب الإله الضابط الكل، أُقسِّم على هؤلاء باسمك و(اسم) ابنك الحبيب يسوع المسيح: أُطرد من نفوس عبيدك هؤلاء كل سقم ومرض وكل عثار وكل كفر، كلّ شكّ وكل تهاون وكل روح نجس فتّاك، ساحر، قتّال، تحت الأرض، ناريّ، مُظلِم، مُنتِن، أخرس، شهواني، محبّ للذهب، متكبّر، محب للمال، غضوب.
أجل، أيها الرب الإله، لاشِ من عبيدك هؤلاء الذين دُعوا باسمك سلاحَ الثلاب، كل سحر وعرافة، عبادة الأوثان، الرقوة، التنجيم، مخاطبة الأموات، رصد الكواكب، شرائع الكواكب، لذّة الشهوة، حب القبائح، الحزن، حب المال، السكر، الزنا، الفسق، العهر، الوقاحة، الخصام، الغضب، الفوضى، الشرّ والظنّ السيء.
أجل، أيّها الرب الإله، إستجبني وانفخ في عبيدك هؤلاء روح السلام، فإذا حَفظتَهُم يُثمرون بك ثمار الإيمان والفضيلة والحكمة، والطهارة والنسك والصبر والرجاء، ووحدة الرأي والعفّة والمجد، لأنهم دُعوا عبيدا لك، باسم يسوع المسيح، وقد تعمّدوا بالثالوث، باسم الآب والابن والروح القدس، بشهادة الملائكة والأمجاد و السادة وكل الجند السماوي.
يا ربّ، يا صورة حياتنا وحياتهم، إحفظ قلوبهم يا الله، لأنّك قويّ ومُسبّح إلى دهر الدهور.
يقول الشعب والكهنة: أمين. فليكن! فليكن! فليكن! وإن قام أحد فجأة كمَن يُعاني ضيقا، بينما يتكلّم الأسقف، فأخذ يبكي أو يصيح أو يصرف أسنانه أو ينظر شذرا أو يشرئبّ بأفراط أو يحاول الهرب، مُتسلّلا بسرعة – مَن كان على هذه الحال – فليُحفظ الشمامسة لئلاّ يُحدثَ بلبالا وقت كلام الأسقف. فمَن كان هكذا، يُقسِّم عليه الكهنة حتى يتطهّر ثم يعتمد.

* النفخ. الختم
بعد أن يقسّم الكاهن على الذين تقدّموا أو على مَن وُجد غير طاهر، ينفخ فيهم ويختمهم بين أعينهم، على الأنف، على القلب، على الأذنين، ثم يُنهضهم.
* حفلة العماد
* مقدمة
8- وفي الأيام الأربعين للفصح، يمكث الشعب في الهيكل، ساهرا، مُصليّاً، يسمع الكتب والتسابيح ومواعظ التعليم. في السبت الأخير، يبتكر الموعوظون ليلا، فيُقسّم عليهم حتى منتصف ليل السبت. لا يجلب المُعَدّون للعماد معهم شيئاً سوى خبزة واحدة للإفخارستيا.
ويعتمدون هكذا: يأتون إلى المياه، ولتكن تلك المياه نقيّة، جارية. الأطفال أولا ثم الرجال، ثم النساء. أما إذا شاء أحد أن يتقدّم إلى البتولية، فيعتمد هذا أولا على يد الأسقف.
عندما تعتمد النساء، يُطلقن شعورهنّ.
جميع الأطفال القادرين على ردّ الجواب أثناء العماد، يَردّون الجواب بعد الكاهن. أما إن كانوا غير قادرين، فأباؤهم أو أحد أقاربهم يُجيب عنهم.
بعد الجواب، حين ينحدر المعتمدون لِيَرَ الأسقف إذا (كان بينهم رجل عليه خاتم من ذهب أو امرأة عليها حلية ذهب. لأنه لا يحقّ أن يحمل أحد شيئاً معه عندما يكون في المياه، بل ليسلّمه إلى أقربائه.إلى الماء)

* تبريك الزيوت
وعندما يتهيأون لقبول زيت المسحة، يصلّي عليه الأسقف ويشكر. أما على (الزيت) الآخر، فيُقسّم التقسيم الخاص بالموعوظين. ويحمل الشماس (الزيت) المُقسّم عليه، فيقف بإزائه كاهن. فمَن يقف بإزاء الزيت الذي يُتلى عليه الشكران، يكون عن اليمين. أما مَن يقف بإزاء (الزيت) المُقسّم عليه، فعَن الشمال.

* الكفر بالشيطان والمسحة الأولى
ويُمسك (الأسقف) كل واحد ويسأله، بينما يتّجه المعمَّد إلى الغرب، ويقول له: أكفر بك، أيّها الشيطان، وبجميع جنودك وتصوّراتك، وبشهواتك، وبجميع أعمالك. وبعد أن يقول هذا ويعترف، يُمسَح بالزيت المقسّم عليه، ويقول مَن يمسحه هكذا: أمسحك بهذا الزيت المقسّم عليه للنجاة من كل روح شرير ونجس، وللنجاة من كل شر.

* الإيمان بالثالوث
ثم يوجّهه إلى الشرق ويقول: (قل): أُسلِّم بكَ (أومن) أيّها الآب والابن والروح القدس، يا مَن ترتعد منه كل طبيعة وتخاف. هبني أن أعمل بمشيئاتك بغير لوم.
بعد ذلك، يُسلمه (الأسقف) إلى الكاهن المُعمّد. ويقفون عراةً داخل المياه. وكذلك ينزل الشماس معه (الكاهن). وعندما ينحدر المعمّد إلى قلب المياه، يقول المعمَّد، وهو واضع يدع عليه، هكذا:

* الإيمان بالآب. تغطيس أول
هل تؤمن بالله الآب الضابط الكل؟
ويجيب المعمَّد: أؤمن.
يعمّده حالا للمرّة الأولى.
* الإيمان بالابن. تغطيس ثانٍ
ثم يقول الكاهن: هل تؤمن أيضاً بالمسيح يسوع، ابن الله، الذي أتى من الآب، الذي هو مع الآب من البدء، الذي وُلد من مريم البتول بواسطة الروح القدس، الذي صُلب في أيام بيلاطس البنطي ومات وقام في اليوم الثالث حيّاً من بين الأموات، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب وسوف يأتي ليدين الأحياء والأموات؟ وعندما يجيب: أؤمن، يُعمّده للمرة الثانية.

* الإيمان بالروح القدس وبالكنيسة. تغطيس ثالث
ثم يقول: هل تؤمن بالروح القدس؟ بالكنيسة المقدسة.
ويقول المعمَّد: أؤمن.
وهكذا يعمّده للمرة الثالثة.

* الصعود من المياه و المسحة الثانية
بعد ذلك، عندما يصعد (من المياه)، يمسحه الكاهن بالزيت الذي تُلِي عليه الشكران، قائلا عليه: أمسحك بالزيت، باسم يسوع المسيح.
أما النساء، فتَمسحهنّ الأراملُ اللواتي لهنّ حق الصدارة، بينما يتلو الكاهن عليهنّ (الصلاة). وتكون تلك الأرامل، في المعمودية أيضاً، وهنّ تحت الوشاح، يقبلن النساءَ في الوشاح، بينما يتلو الأسقف (سؤالات) الاعتراف (بالله) (وسؤالات) الكفران (بالشيطان)
* الاجتماع في البيعة ووضع اليد
9- حينئذ يجتمعون معاً في البيعة، ويضع الأسقف اليد عليهم، بعد المعمودية، قائلا داعيا عليهم هكذا:

دعاء الروح القدس
أيّها الرب الإله، يا مَن ملأ رسله القدّيسين من الروح القدس، بواسطة ابنه الحبيب يسوع المسيح، وأمر أنبياءَه المغبوطين أن ينطقوا بواسطة الروح؛ يا مَن، بواسطة مسيحه، أهّل عبيده هؤلاء لغفران الخطايا بغسل الميلاد الثاني، ونقّاهم من كل ضباب وظلمة الكفر.
أهِّلهم، بحبّك للبشر، أن يمتلوا من روحك القدوس، فتمنَحهم نعمتك ليخدموك حقاً حسب مشيئتك، يا الله، ويعملوا بوصاياك بنقاوة. فإذا عملوا دائماً ما يُطابق مشيئتك، يدخلون مساكنك الأبدية، بواسطتك، وواسطة ابنك الحبيب يسوع المسيح، الذي به لك المجد والسلطان مع الروح القدس إلى أبد الآبدين.

* صلاة المسحة
كذلك عندما يسكب (الأسقف) الزيت وهو واضع اليد على رأسه (المعمَّد)، يقول: أمسحك مسحا في الله الضابط الكل وفي المسيح يسوع وفي الروح القدس، لتكون له جنديّا ذا إيمان كامل، أناء يحسن له.

* الختم وقبلة السلام
وعندما يختمه بين عينيه، يُعطيه السلام قائلا: الرب إله المتواضعين يكون معك.
والمختوم يجيب قائلا: ومع روحك. وهكذا يفعل كل بمفرده.

* الإفخارستيا
10- عندئذ، يصلّي (المُعمَّدون) مع الشعب كلّه. يُقرِّب الشماس القربان، ثم يشكر الراعي. أما الخبز، فيُقرَّب رمزاً لجسدي، والكأس تمزج بالخمر، مزيج خمر وماء، دلالة على الدم والغسل، ليؤهّل الإنسان الباطني الذي هو الروحاني إلى ما يشبهه؛ كذلك أيضاً الجسد. ويجيب الشعب كلّه، كما سبق وقلنا: أمين.

* المناولة
يتناولون من الإفخارستيا التي تُقرَّب، والشمامسة يرفرفون، كما سبق فقلنا. والذي يُوزّع المناولة يقول: جسد يسوع المسيح، الروح القدس، لشفاء النفس والجسد. والذي يتناول يقول: أمين.
مَن سكب من الكأس، يجمع دينونة لنفسه. كذلك مَن يرى ويصمت ولا يوبّخ مَن فعل. فليَحثّ الكهنةُ مَن يتناولون القربانَ على أن يهتمّوا بالأعمال الصالحة ويُحبّوا الغرباء وأن يجاهدوا في الصوم ويؤهّلوا أنفسهم لكل عمل صالح، ويتعلّموا أيضاً ما يتعلّق بقيامة الأجساد. قبل أن يقبل أحد المعمودية، ليس لأحد أن يُعلمه ما يخصّ القيامة، لأن هذا أمر جديد، ذو اسم جديد، لا يعرفه إلاّ مَن يتناول (القربان).
لا يعطي الشماسُ الكاهن القربان، بل يَفتح الصمدةَ أو الصينية والكاهن يتناول. الشماس يناول بيدِه الشعب.

* ملحق
الشماسُ يعمّد عند الضرورة، إن كان الكاهن غائباً.
11- إذا قبل أحد خدمةً ما ليوصلها إلى أرملة أو مسكينة أو إنسان منشغل باستمرار في العمل البيعي، فليُوصلها في اليوم ذاته. وإن لم يكن في اليوم التالي، فليَزد عليها شيئاً مما له ثم يُعطيها، لأن قد تأخّر عنده خبزُ الفقير.
* معطيات ليتورجية مختلفة
* رتبة السراج
يُقرّب الشمّاس السراجَ في الهيكل، قائلا: نعمة ربّنا مع جميعكم.
ويجيب الشعب كله: ومع روحك.
يُنشد الأولاد المزاميرَ الروحية التسابيح، عند إضاءة السراج. فيجيب الشعب كلّه، بصوت واحد معا، بترنيم متّفق: هللويا. ولا يحني أحد الرُكب حتى يصمت القائل. كذلك عندما تتلى قراءة أو تقال كلمة التعليم. إن ذُكرَ اسم الرب وما إليه، كما أعلنّا سابقاً، فلا ينحنِ أحد عند دخوله (؟).

* الفصح. العنصرة. الأحد
12- نهاية الفصح تكون بعد منتصف ليل السبت. لا يصم أحد أو يركع في العنصرة، لأنها أيام راحة وفرح. لذا، فالذين يحملون أثقال التعب، فليريحوا أنفسَهم قليلا من أيام العنصرة وكل يوم أحد.

* قبلة السلام بين المعمّدين الجدد
قبل تقديم القربان، يقول الأسقف ما يليق بالقربان، بينما اللابسون الحلل البيضاء يُقبّلون بعضهم بعضا، قائلين: هللويا.

* وليمة المؤمنين
13- في العشاء أو في الوليمة، يشترك الذين هم أقرباء الراعي، للبركة. أما الموعوظ، فلا يشترك. إن كان أحدّ مُقرَّباً أو نسيباً لمعلّم الأمور الدنيوية، فلا يَدَعْهُ يُسبّح معه، أو يأكل معه لأجل القرابة أو لأجل اللياقة، لئلاّ يلقي إلى الذئب بالأمور التي لا توصف، فيستحق الدينونة.
الذين يُدعون مع الأسقف إلى بيت مؤمن، فليأكلوا بحشمة وفطنة، لا بالسكر أو بالشراهة، ولا بطريقةٍ تُضحك مَن (يجلس) قربهم أو تحزن بيت مَن دعاهم؛ ولكن ليدخلوا بنوع أن مَن دعاهم يُصلّي ليدخل القدّيسون. فلقد سمعتم أنكم أنتم ملح الأرض (متى 5 / 13).
وإذا ما أكلوا وزادوا، فليأكلوا بنوع أن يفضل عنكم وعن الذين يريد مَن دعاكم أن يرسل إليهم، فيحسبه طعاما فاضلا عن القدّيسين ويَفرح بالفضلات.
وإذا ما دُعوا فأتوا إلى وليمة، فلا يمدّوا اليد قبل الشيوخ، بل ليبدأوا بالأكل آخر الجميع ويتوقفوا قبل الجميع. يجب على الآكلين ألاّ يتجادلوا بالكلام، بل أن يأكلوا بصمت، إلاّ إذا طلب أحد، أو سأل الأسقف أو الكاهن، فليردّ الجواب.
إذا أخذ الأسقف بالكلام، فليلزم كل واحد الصمت، مُسبّحاً بوداعة، إلى أن يُسأل.
14- من كانت له البواكير من الأثمار أو من أولى الغلاّت، فليُقدّمها إلى الأسقف.

* توصيات بشأن الفقراء
15- إن خرج من العالم مؤمن أو مؤمنة لهم بنون، فليهبوا مقتناهم البيعة، لكي تعتني بأبنائهم، ويُفرَّج عن المساكين بمالهم، فيهب الله أبناءهم المراحم والراحة لمن تركوهم.
مَن كان لا بنين له، فلا يكن كثير المقتنى، بل ليُعطِ الفقراء والأسرى الكثير من مقتناه، وليملك ما هو ضروري وكافٍ لا غير. إن كان لأحد بنون وشاء التنسّك في البتولية، فليهب الفقراء كل مقتناه، ثم يتنسّك. ولينضمّ إلى البيعة، مُثابراً على الصلوات والاعتراف.

* بركة الثمار
16- يبارك الأسقف الثمار المقدَّمة هكذا:
اللهمّ، نشكرك كل آن وفي هذا اليوم الذي نُقدّم لك فيه بواكير الأثمار التي وهبتنا لنأكلها، وقد تمّمتها بقدرتك وكلمتك، وأمرت، منذ بدء خلق العوالم، أن تخرج الأرض مختلف الثمار لبهجة ولذّة بني البشر وجميع البهائم. لذلك، نُسبّحك يا رب لأجل كل ما صنعت حسنا (تك 1 / 31) لنا، فقد زيّنت لنا الأرض كلّها بالثمار المختلفة.
بارك إذن عبدك هذا فلان واقبل اجتهادَه وحبّه، بواسطة ابنك الوحيد يسوع المسيح، الذي به لك المجدُ والوقار والسلطان مع الروح القدس إلى كل دهر الدهور. أمين.
أما البقول، فلا تُبارَك، بل ثمار الأشجار والزهور والورود والسوسن.

* إرشادات متنوعة
17- ليشكر المؤمنون ويحمدوا على كل ما يتناولون ويأكلون، ولا يأكلوا بعثرة وشكّ. لا يذق أحد مخنوقاً أو ذبيحة أوثان.
18- أيام الفصح، وخاصة في الأيام الأخيرة، نهار الجمعة والسبت، في الليل والنهار، فلتكن الصلوات بعدد التسابيح. ولتُترجَم الكلمة الصعبة والقراءات المتنوّعة والمتواترة.
أما الأسهار والقومات في الليالي، فلتتمّ على أحسن ما يرام.
19- فيما يختصّ بالشمامسة الذين يذهبون ويمرّون بين السناء، لئلاّ يكون ثمة أطفال غير مُنتظمين، فليُساعدهم القارئون، وهكذا الشدايقة أيضاً. فلا يدعوهم ينامون. لأن ذاك الليل هو صورة الملكوت وخاصة ليل ذاك السبت.
الذين يعملون ويتعبون، فليتعبوا حتى نصف الليل. ليُصرَف الموعوظون أولا بعد أن يأخذوا بركات من الخبز الذي يكسره (الأسقف). عندما ينصرف المؤمنون بنظام وفطنة، فليذهبوا إلى بيوتهم، ولا يغفلوا عن الصلوات في مآدبهم.
لا يقطع الكهنة خدماتهم (صلواتهم). لتنصرف النساء، تابعات كل واحدة رَجُلها. لتظلّ الأراملُ في الهيكل إلى الصباح، وثمة يؤتى إليهنّ بالطعام.
لتستمرّ البتولات في الهيكل معاً، وليعضدهنّ الأسقف ويهتمّ بهنّ، وليخدمهنّ الشمامسة. لتظلّ القسيسات عند الأسقف إلى الصباح، بين صلاة وراحة. كذلك المعمّدون الجدد.
وهكذا فلتنصرف العذارى المهيآت للزواج، تابعات أمهاتهنّ، كما هو لائق.
20- فليأمر الأسقف ألاّ يذوق أحدٌ شيئاً قبل أن يكتمل القربان، ويَقبل كل جسد البيعة القوتَ الجديد. حينئذ يُعمَّد في المساء المُرشّحون للعماد، بعد قراءة واحدة.
إن أكل أحد شيئاً، قبل أن يتقرّب ويتناول من الإفخارستيا، يخطأ ولا يُحسب له صومه. عندما يُصرف الموعوظون، توضع عليهم اليد.
إن تغيّب مؤمن لأجل مرض، فليحمل له الشماس القربان.
إن كان ثمة كاهن لا يستطيع المجيء، فليحمل له كاهن (القربان). كذلك إن كانت امرأة حاملٌُ مريضة، وهي لا تستطيع أن تصوم يومين، فلتصم يوما واحداً، تتناول فيه خبزا وماء. وإن لم تستطع المجيء، فلتحمل لها شماسة (القربان).
21- فيما يتعلّق بالمرضى، فليُعلموا الأسقف حتى يزورهم، إن حسن لديه ذلك. فالمريض يتعزّى كثيرا، خاصة إن كان مؤمنا، عندما يذكره رئيس الكهنة.
22- بإزاء مَن يُرتّل المزامير في البيعة، تجيب العذارى والأطفال، ويرتّلون. وإن رتّلوا في بيت خاص، إذا كانوا اثنين أو ثلاثة، فليجيبوا الواحد الآخر ويُرتلّوا. كذلك الرجال.

* الاهتمام بالميت
23- إن مات فقير، فالذينَ يعتنون بكل أحد يهتمّون بلباسه. إن مات غريب، وليس له مكان يدفن فيه، فليمنحه مكاناً الذين لهم مدفن. فإن كان للبيعة (مكان) فلتُعطه، وإن لم تكن له ثياب، فلتُعطه البيعة أيضاً. وإن لم يكن له ما يلزم للدفن، فليُعمل له دفن.
أما إذا كان ذا مقتنى ولم يتركه للبيعة، فليُحفَظ (مقتناه) إلى حين. وبعد سنة، لا تأخذه البيعة إليها، بل فلتهَبه للمساكين عن نفسه.
إن التمس أحد أن يُحنَّط، فليعتنِ الشمامسة بهذا الأمر، بحضور الكاهن. إن كان للبيعة مدفن، وكان ثمة شخص يُلازمه ويَحرسه، فليهتمّ به الأسقف من مال البيعة، لئلاّ يكون عبءاً على الذين يأتون إليه.

* ساعات الصلاة
24- يهتمّ الشعب دائماً بصلاة الغلس. فبعد أن ينهضوا ويغسلوا أيديهم، يُبادرون حالاً إلى الصلاة، ثم يذهب كل إلى العمل الذي يُريد. فليهتمّوا كلّهم كي يُصلّوا في الساعة الثالثة بحزنٍ وجهد، إما في البيعة وإما في البيت إذا لم يستطيعوا الذهاب (إلى البيعة). فإنّ هذه الساعة هي التي سُمّر فيها الوحيد على الصليب.
كذلك في الساعة السادسة، فلتكن الصلاة بحزن، لأنه آنذاك، فُصِلَ النهار عن الظلمة. فلتكن صلاة (الساعة السادسة) صوتا يُشبه الأنبياء والخليقة المحزونة.
أما في الساعة التاسعة، فلتمتدّ الصلاة بمثابة تسبحة أشبه بنفوس الذين، بغير رياء، يُسبّحون الله الذي ذَكرّ قدّيسيه، وأرسل كلمته وحكمته ليُنيرهم. ففي تلك الساعة، فُتحت الحياة للمؤمنين، وجرى من جنب ربنا الدم والماء.
في المساء الذي هو بدءُ اليوم التالي وهو يُظهرُ صورة القيامة، إجعلنا أن نُسبّحك.
في نصف الليل، فليَقوموا مُسبّحين ممَجّدين، لأجل القيامة.
عند الفجر، فليُسبّحوا بالمزامير، لأنه، بعد أن قام، سبّح الآب بينما كان (الرسل) يُرتّلون المزامير.
إن كان لأحد شركة في الزواج، وكانت المرأة مؤمنة، وجب على الرجل المؤمن أن يذهب ويصلّي في تلك الأوقات.
وعلى الذين هم أطهار ألاّ يُهملوا (تلك الصلوات). فإنّ حُلْيَ السماء أيضا تُسبّح: النيّرات، الشمس، القمر، الكواكب، البروق، الرعود السحب، الملائكة، الأمجاد، السادة، كل الجند، اللجج، البحر، الأنهار، الينابيع، النار، الندى، وكل طبيعة تولّد مطرا.
إن جميع القدّيسين وجميعَ نقوس الصدّيقين ليَسبّحون. فالذين يُصلّون، يَستمرّون معا في ذِكر الله.

* توصيات أخيرة
25- أيّها المؤمنون! إذا ما كمّلتم ذلك، عَلِّموا وَعِظوا بعضكم بعضا، حاثّين الموعوظين على السعي قدما، ومحبّين كل إنسان، فلا تهلكون بل تكونون فيّ وأنا أكون بينكم (يو 15 / 4).
فليتهمَّ المؤمن دائما أن يشترك في الإفخارستيا، قبل أن يأكل، ليكون بغير ضرر. فإذا علّمتم بذلك وحفظتموه، تخلصون ولا تقوى عليكم هرطقة شرّيرة.
ها قد علّمتكم الآن كل ما ترغبون، وإنكم لتَعرفون ما كلّمتكم به، وعلّمتكم وأمرتكم به منذ البدء قبل آلامي.
26- وأنتم بالأخصّ، يا يوحنا واندراوس وبطرس: تعرفون الآن كل ما كلّمتُكما به وأنا معكم، كما في هذا العهد. فإذا سَلّمتم (هذا العهد) إلى الشعوب، تكمل دائماً مشيئةُ أبي وتَثبتُ وتتوطّد، حتى تكون الثمار الصالحة في الذين يسمعون.
وإنكم لتَعرفوا ما كلّمتكم به: أنْ لا تستطيع شجرةٌ صالحة أن تُثمر ثمارا رديئة (متى 7 / 17). وكل ما أمرتكم به في السرّ و العلانية، فبه اعملوا، وإلهُ الأمان يكون معكم.
* صعود الرب
إذّاك، سقطنا ساجدين، قائلين: المجدُ لك يا يسوع، يا اسمَ النور، يا مَن وُهبَنا تعليم وصاياه، لكي نكون نظيره نحن وجميع الذين يسمعونه.
وبعد أن كلّمنا وعَلّمنا وأمرنا وأظهر لنا الشفاءات والقوَّات الكثيرة، صَعِدَ عنّا وأعطانا الأمان.

كتب هذا العهد يوحنا وبطرس ومتى، وأرسلوا نسخا (عنه) من أورشليم، على يد دوسيتا وسيلاّ ومغنوس وأكولاس، الذين اختاروهم ليرسلوهم إلى جميع أماكن الشتات. أمين.
تمّ الكتاب الثاني لاقليمندوس، المترجم من اللغة اليونانية إلى السريانية، على يد يعقوب المسكين، سنة 998 يونانية (687 مسيحية)