بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
جميل أن يكون عندنا ثوابت حكمية على بعض الأفعال فالكذب مثلا جميع البشر العقلاء ثابت عندهم أنه خلق سيء بلا شك فهو شيء مطلق ثابت مجمع عليه و الآن أنا لا أتحدث عن دين معين و إنما أتتكلم عن نظر البشر إلى الأفعال بين مطلق و نسبي فبعض الأفعال تجد البشر يجمع عليها بالحسن و السوء فتكون بالنسبة لهم مطلقة الحكم ثابتة و هناك أفعال تجد الاختلاف عليها بين عقلاء و مفكرين البشر و لكل واحد له وجهة نظر تستحق الاحترام فتسمي نسبية أي متغيرة بالنسبة للحكم عليها فلا يستطيع إنسان عاقل يحترم الآخر أن يحولها لمطلق و يحكم على فعلها بالخلل الأخلاقي ففي هذه الحالة يكون إنسان نرجسي لا يري غير نفسه و قوله .
و الآن سوف نبحث عن الرق هل هو مطلق أو نسبي ؟
1- يقول أرسطو فهو يرى أن بعض الناس خُلِقُوا فقط ليكونوا عبيدًا لآخرين!!! ليوجهوهم كما يريدون، وبعضهم خُلِقُوا ليكونوا سادة، وهم الأحرار ذوو الفكرة والإرادة والسلطان. فالعبيد خلقوا ليعملوا كأنهم آلات، والأحرار خُلِقُوا ليفكروا ويلقوا الأوامر لينفذها العبيد !! ويجب في رأى أرسطو أن يستمر هذا الاستعباد حتى يتوصل الإنسان إلى صنع آلات معدنية تحل محل الرقيق !!
2- ويرى أفلاطون أن العبيد لايصلحون لأن يكونوا مواطنين !! وعليهم فقط لزوم الطاعة العمياء لسادتهم أحرار أثينا !!.
3- الرق كان عنصرا أساسيا في تنمية بلاد الاغريق القديمة طوال تاريخها. لم يعتبر أغلب الكتاب القدماء الرق ليس ضروريا فحسب بل طبيعيا؛ ولم يشكك الرواقيون ولا المسيحيون الاوائل بالعبودية.

و كيف لعاقل مهما بلغت إمكانياته العقلية أن يهاجم الدين بحكم نسبي متغير قد يقبله عقله أو عقل غيره لو عاش في مثل هذه العصور .

و لنبين ما هو الجديد الذي تكلم به الإسلام في موضوع الرق .
(منع النبي محمد صلي الله عليه وسلم إهانة العبيد و أمر أن يأكل العبد و يلبس من نفس ما يأكل و يلبس السيد
وتأثراً بالدين ظهر نوع من الاحترام للرقيق وصار ابن الحر من الجارية حراً وصار ممنوعاً بيع الجارية التي تنجب طفلا لزوجها وتسمي أم ولد وكان من الموالي و أولادهم العلماء والفقهاء بالدين وكان لايعيب الخليفة العباسي أن أمه من الأماء وصل بعض العبيد الي أعلي المناصب والولايات السياسية وقادوا الجيوش العسكرية بمن فيها من أحرار وعبيد وعلي سبيل المثال وصل المماليك في مصر والشام والعراق واليمن الي السلطنة والي قيادة الجيوش والانكشارية في تركيا و قطز قاهر التتار فهو من العبيد وانتشر العتق الذي حث عليه القرآن ككفارة للذنوب)
و في النهاية أضع رابطان لمنشورين سابقين حول هذا الموضوع والله أسأل أن نحاول أن نفهم الإسلام أو حتي على الأقل محاولة فهم الآخر . والحمد لله رب العالمين