الجزية بين الإسلام و الكتاب المقدس

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الجزية بين الإسلام و الكتاب المقدس

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الجزية بين الإسلام و الكتاب المقدس

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,315
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي الجزية بين الإسلام و الكتاب المقدس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين

    فى هذا الموضوع بإذن الله سنناقش موضوع الجزية فى الإسلام و فى كل من العهد القديم و الجديد
    لكن بما أن دائما غير المسلمين يرون فى الجزية ظلما لهم و تعصبا ضدهم فأنصح قبل قراءة هذا الموضوع بقراءة الموضوع التالى عن إحسان الإسلام لأهل الذمة:
    https://www.ebnmaryam.com/vb/t200801.html#post603297
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,315
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي عناصر الموضوع

    أولا : الجزية فى الإسلام :

    - لماذا تفرض الجزية ؟
    - على من تفرض الجزية ؟
    - هل كانت الجزية مبالغ باهظة ؟
    - هل كانت هناك نقود تحصل من المسلمين كما تحصل الجزية من أهل الكتاب ؟ و ما جزاء المسلمين إن لم يسددوا ما عليهم من أموال للدولة ؟
    - متى تسقط الجزية عن أهل الكتاب ؟
    - إذا كان مصطلح الجزية يثير نوع من الحساسية ... فهل يمكن تغيير هذا الاسم باسم آخر كالضريبة مثلا ؟
    - المقصود ب ( عن يد و هم صاغرون )
    - لماذا الصغار ؟

    ثانيا : الجزية فى العهد القديم :

    -الجزية فى نصوص العهد القديم و نظرة على ردود النصارى
    -الجزية فى تفاسير النصارى للعهد القديم


    ثالثا : الجزية فى العهد الجديد :

    -هل كانت الجزية فى العهد الجديدد صغارا و ذلا لليهود من قبل الرومان؟
    -موقف المسيح من الجزية
    -موقف بولس من الجزية
    -تفاسير النصارى للعهد الجديد و موقفها من الجزية
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,315
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي الجزية فى الإسلام

    - لماذا تفرض الجزية ؟

    من المعروف فى كل دول العالم أن الحكومات تفرض ضرائب على رعاياها نظير توفير خدمات لهم مثل الأمن و الدفاع عنهم و الجزية هى إحدى هذه الضرائب

    هذا من ناحية و من ناحية أخرى فإنه فى العالم قديما كانت البلاد القوية تحكم البلاد الضعيفة و تفرض على أهلها الجزية كدلالة على أنهم أصبحوا تحت حكمها

    و هذا هو الحال فى الإسلام

    الجزية التى يدفعها أهل الكتاب هى دليل على أنهم يعيشون تحت حكم الدولة
    الإسلامية
    و هم يدفعونها نظير الخدمات التى تقدمها لهم الدولة
    الإسلامية
    كتوفير الأمن لهم و الدفاع عنهم

    تقول الموسوعة الفقهية :

    http://www.al-islam.com/Page.aspx?pa...SubjectID=8940
    الموسوعة الفقهية » حرف الجيم » جزية » مسقطات الجزية » الثامن عدم حماية أهل الذمة

    78 - على المسلمين في مقابل الجزية توفير الحماية لأهل الذمة ، والذب عنهم ، ومنع من يقصدهم بالاعتداء من المسلمين والكفار ، واستنقاذ من أسر منهم ، واسترجاع ما أخذ من أموالهم سواء أكانوا يعيشون مع المسلمين أم كانوا منفردين في بلد لهم .


    و بصراحة مهما قلت عن سبب فرض الجزية فلن أجد أفضل مما قاله القمص تادرس مالطس و القس يوحنا ذهبي الفم

    نقرأ من تفسير القس تادرس مالطى لرسالة رومية إصحاح 13 :


    2.
    يرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن الرسول قد حوّل ما يراه الكثيرون ثقلاً إلى راحة، فإن كان الشخص ملتزم بدفع الجزية إنما هذا لصالحه، لأن الحكام "هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه"، يسهرون مجاهدين من أجل سلام البلد من الأعداء ومن أجل مقاومة الأشرار كاللصوص والقتلة. فحياتهم مملوءة أتعابًا وسهر. بينما تدفع أنت الجزية لتعيش في سلام يُحرم منه الحكام أنفسهم. هذا ما دفع الرسول بولس أن يوصينا لا بالخضوع للحكام فحسب وإنما بالصلاة من أجلهم لكي نقضي حياة هادئة مطمئنة (1 تي 2: 1-2).
    هذا وإن كلمة "أعطوا" هنا في الأصل اليوناني تعني "ردّوا"، فما نقدمه من جزية أو تكريم للحكام ليس هبة منّا، وإنما هو إيفاء لدين علينا، هم يسهرون ويجاهدون ليستريح الكل في طمأنينة.
    سبق لنا الحديث بإفاضة عن الوصيّة الإلهية: "أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله" في تفسيرنا (مت 22: 21؛ 1 بط 2: 13، 17).
    هذا والجزية هنا يقصد بها ما يأخذه الحاكم على النفوس والعقارات، أمّا الجباية فيأخذها على التجارة.


    و هذا هو ما نريد أن نقوله ...

    أن أهل الكتاب يدفعون الجزية مقابل ما تقدمه لهم الدولة
    الإسلامية
    من حماية و أمن ....

    و الجزية هى ضريبة كالضرائب التى يدفعها الأفراد للحكومات مقابل الخدمات التى تقدمها لهم ...


    - على من تفرض الجزية ؟

    فقط تؤخذ من الرجال الأحرار البالغين الذين يستطيعون القتال و لا تؤخذ من النساء و لا الأطفال و لا العبيد و لا الشيوخ و لا الرهبان

    جاء فى تفسير القرطبي لآية الجزية ( سورة التوبة آية 29)

    الخامسة : قال علماؤنا رحمة الله عليهم : والذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذ من الرجال المقاتلين ؛ لأنه تعالى قال : قاتلوا الذين إلى قوله : حتى يعطوا الجزية فيقتضي ذلك وجوبها على من يقاتل . ويدل على أنه ليس على العبد وإن كان مقاتلا ؛ لأنه لا مال له ، ولأنه تعالى قال : حتى يعطوا . ولا يقال لمن لا يملك حتى يعطي . وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على جماجم الرجال الأحرار البالغين ، وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني . واختلف في الرهبان ، فروى ابن وهب عن مالك أنها لا تؤخذ منهم . قال مطرف وابن الماجشون : هذا إذا لم يترهب بعد فرضها فإن فرضت ثم ترهب لم يسقطها ترهبه .


    - هل كانت الجزية مبالغ باهظة ؟

    لم تكن الجزية تفرض كمبالغ باهظة

    لنقرأ الحديث التالى

    - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ لمَّا وجَّهَهُ إلى اليمنِ أمرَهُ أن يأخذَ من كلِّ حالِمٍ يعني محتلمًا دينارًا، أو عدلَهُ منَ المعافريِّ ثيابٌ تَكونُ باليمنِ

    الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3038

    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    نقرأ من كتاب ( أحوال مصر إبان الفتح الإسلامى ) من موقع سانت تكلا :

    http://st-takla.org/Coptic-History/C...y-a-Gezia.html

    بعد فتح العرب لمصر -وأعني هنا بعد معاهدة بابليون الأولى- فرض العرب على أهل مصر الجزية، وهاك نص ما ذكره المؤرخون " فاجتمعوا على عهد بينهم واصطلحوا على أن يفرض على جميع من بمصر أعلاها وأسفلها من القبط دينارين عن كل نفس شريفهم ووضيعهم ومن بلغ الحلم منهم، ليس على الشيخ الفاني ولا على الصغير الذي لم يبلغ الحلم ولا على النساء شيء.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وأحصوا عدد القبط يومئذ خاصة من بلغ منهم الجزية وفرض عليهم الديناران رفع ذلك عرفاؤهم بالإيمان المؤكدة، فكان جميع من أحصى يومئذ بصر أعلاها وأسفلها من جميع القبط فيما أحصوا وكتبوا ورفعوا أكثر من ستة آلاف نفس وكانت فريضتهم يومئذ اثني عشر آلف دينار في السنة ".


    أى أن الجزية كانت عند فتح مصر 2 دينار على الشخص فى السنة

    طيب هل هذا المبلغ كان فى زمن الفتح الإسلامى لمصر قليل أو كثير ؟

    كان قليل

    و الدليل على ذلك قول الله تعالى :

    (
    ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون)
    ( آل عمران 75 )

    فكما هو واضح الدينار يضرب به المثل فى القلة

    فالدينار فى هذا الزمن كان مبلغ قليل و كذلك الدينارين بالتأكيد

    و بالتالى فالجزية لم تكن مبالغ باهظة أبدا بل كانت مبالغ زهيدة


    - هل كانت هناك نقود تحصل من المسلمين كما تحصل الجزية من أهل الكتاب ؟ و ما جزاء المسلمين إن لم يسددوا ما عليهم من أموال للدولة ؟

    يزعم البعض أن الجزية هى دليل على العنصرية لأنها تفرض على أساس دينى

    و هذا الزعم باطل لأن الجزية تؤخذ من غير المسلمين بينما الزكاة تؤخذ من المسلمين

    و أهل الكتاب إن لم يعطوا الجزية قوتلوا لو كانوا جماعة لهم قوة و سلاح و إن كانوا أفرادا عوقبوا

    و نفس الشئ بالنسبة للمسلمين

    إن امتنعت جماعة من المسلمين لهم قوة و سلاح عن أداء الزكاة قوتلوا كما قاتل أبو بكر الصديق رضى الله عنه مانعى الزكاة و إن امتنع أفراد عن أدائها فلولى الأمر أن يعاقبهم


    - متى تسقط الجزية عن أهل الكتاب ؟

    - تسقط الجزية عن الفقراء الذين يعجزون عن أدائها

    يقول الإمام القرطبي فى تفسيره لآية الجزية :

    قال علماؤنا : أما عقوبتهم إذا امتنعوا من أدائها مع التمكين فجائز ، فأما مع تبين عجزهم فلا تحل عقوبتهم ؛ لأن من عجز عن الجزية سقطت عنه . ولا يكلف الأغنياء أداءها عن الفقراء . وروى أبو داود عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آبائهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ شيئا منه بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة .


    - كما تسقط الجزية عن غير المسلمين إذا لم تستطع الدولة
    الإسلامية
    توفير الحماية لهم و يدل على ذلك عمل الصحابة

    نقرأ فى الموسوعة الفقهية :

    فإن لم تتمكن الدولة
    الإسلامية
    من حمايتهم والدفع عنهم حتى مضى الحول ، فهل يطالبون بالجزية أم تسقط عنهم ؟

    http://www.al-islam.com/Page.aspx?pa...SubjectID=8940
    صرح الشافعية بأن الجزية تسقط عن أهل الذمة إذا لم تتمكن الدولة من حماية الذميين لأنهم بذلوا الجزية ، لحفظهم وحفظ أموالهم ، فإن لم تدفع الدولة عنهم ، لم تجب الجزية عليهم ؛ لأن الجزية للحفظ وذلك لم يوجد ، فلم يجب ما في مقابلته ، كما لا تجب الأجرة إذا لم يوجد التمكين من المنفعة .
    ولم نجد لغير الشافعية تصريحا بالسقوط إذا لم تحصل الحماية مع قولهم بوجوب الحماية .
    وقد ذكر أبو يوسف عن أبي عبيدة بن الجراح أنه عندما أعلمه نوابه على مدن الشام بتجمع الروم لمقاتلة المسلمين كتب إليهم أن ردوا الجزية على من أخذتموها منه ، وأمرهم أن يقولوا لهم : إنما رددنا عليكم أموالكم ، لأنه قد بلغنا ما جمع لنا من الجموع ، وأنكم اشترطتم علينا أن نمنعكم ، وإنا لا نقدر على ذلك ، وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم ، ونحن لكم على الشروط ما كتبنا بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم . - ص 206 - وقال البلاذري : حدثني أبو حفص الدمشقي قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال : " بلغني أنه لما جمع هرقل للمسلمين الجموع ، وبلغ المسلمين إقبالهم إليهم لوقعة اليرموك ردوا على أهل حمص ما كانوا أخذوا منهم من الخراج . وقالوا : قد شغلنا عن نصرتكم والدفع عنكم ، فأنتم على أمركم ، فقال أهل حمص : لولايتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه من الظلم والغشم . ولندفعن جند هرقل عن المدينة مع عاملكم ، ونهض اليهود فقالوا : والتوراة لا يدخل عامل هرقل مدينة حمص إلا أن نغلب ونجهد فأغلقوا الأبواب وحرسوها " . وكذلك فعل أهل المدن التي صولحت من النصارى واليهود . وقالوا : إن ظهر الروم وأتباعهم على المسلمين صرنا إلى ما كنا عليه ، وإلا فإنا على أمرنا ما بقي للمسلمين عدد ، فلما هزم الله الكفرة وأظهر المسلمين فتحوا مدنهم وأخرجوا المقلسين ، فلعبوا وأدوا الخراج .
    وجاء في كتاب صلح حبيب بن مسلمة مع أهل تفليس :
    " . . . وإن عرض للمسلمين شغل عنكم فقهركم عدوكم فغير مأخوذين بذلك .
    هذه السوابق التاريخية حدثت في عصر الصحابة رضوان الله عليهم ، وعلموا بها وسكتوا عنها ، فيعتبر إجماعا سكوتيا .
    وقد نقل الإجماع على ذلك ابن حزم حيث قال في مراتب الإجماع : " إن من كان في الذمة ، وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح ، ونموت دون ذلك ، صونا لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن تسليمه دون ذلك إهمال لعقد الذمة " وحكي في ذلك إجماع الأمة .


    - كما تسقط الجزية عنهم إذا قاتلوا مع المسلمين

    يقول الدكتور يوسف القرضاوى

    http://www.qaradawi.net/library/52/2487.html
    وقد فُرِضت الجزية ـ كما ذكرنا ـ على القادرين من الذكور مقابل الخدمة العسكرية التي كانوا يطالبون بها لو كانوا مسلمين، ومن الواضح أن أي جماعة مسيحية كانت تعفى من أداء هذه الضريبة إذا ما دخلت في خدمة الجيش الإسلامي وكانت الحال على هذا النحو مع قبيلة (الجراجمة) وهي مسيحية كانت تقيم بجوار أنطاكية، سالمت المسلمين وتعهدت أن تكون عونًا لهم، وأن تقاتل معهم في مغازيهم، على شريطة ألا تؤخذ بالجزية، وأن تعطى نصيبها من الغنائم. (البلاذري ص159 -ص217و . 22ط، بيروت).
    ولما اندفعت الفتوح الإسلامية إلى شمال فارس سنة 22هـ، أبرم مثل هذا الحلف مع إحدى القبائل التي تقيم على حدود تلك البلاد، وأُعفيت من أداء الجزية مقابل الخدمة العسكرية. (الطبري جـ1 ص2665).
    ونجد أمثلة شبيهة بهذه للإعفاء من الجزية في حالة المسيحيين الذين عملوا في الجيش أو الأسطول في ظل الحكم التركي. مثال ذلك ما عومل به أهل ميغاريا (Migaria ) وهم جماعة من مسيحي ألبانيا الذين أعفوا من أداء هذه الضريبة على شريطة أن يقدموا جماعة من الرجال المسلحين لحراسة الدروب على جبال (Cithaeron) و (Geraned) التي كانت تؤدى إلى خليج كورنته، وكان المسيحيون الذين استخدموا طلائع لمقدمة الجيش التركي، لإصلاح الطرق وإقامة الجسور، قد أعفوا من أداء الخراج، ومُنِحوا هبات من الأرض معفاة من جميع الضرائب. (وهو يسميهم: Mncellim،Marsigli vol.i.,p 86).
    وكذلك لم يدفع أهالي (Hydra) المسيحيون ضرائب مباشرة للسلطان، وإنما قدموا مقابلها فرقة من مائتين وخمسين من أشداء رجال الأسطول، كان ينفق عليهم من بيت المال في تلك الناحية. (Finlay Vol vi, pp 30 - 33).
    وقد أعفي أيضًا من الضريبة أهالي رومانيا الجنوبية الذين يطلق عليهم (Armatoli)ه(Lazar, p56) وكانوا يؤلفون عنصرًا هامًا من عناصر القوة في الجيش التركي خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، ثم المرديون (Mirdites) وهم قبيلة كاثولوليكية ألبانية كانت تحتل الجبال الواقعة شمال إسكدرا (Scutari) وكان ذلك على شريطة أن يقدموا فرقة مسلحة في زمن الحرب.(De Lajanquiere p14) وبتلك الروح ذاتها لم تقرر جزية الرؤوس على نصارى الإغريق الذين أشرفوا على القناطر (هي نوع من القناطر تقام على أعمدة لتوصيل مياه الشرب إلى المدن، وقد كانت شائعة في الدولة الرومانية منذ القرن الأول الميلادي) التي أمدت القسطنطينية بماء الشرب (Thomas Smith, p 324) ولا على الذين كانوا في حراسة مستودعات البارود في تلك المدينة (Dorostamus, p 326) نظرًا إلى ما قدموه للدولة من خدمات.


    - إذا كان مصطلح الجزية يثير نوع من الحساسية ... فهل يمكن تغيير هذا الاسم باسم آخر كالضريبة مثلا ؟

    ربما

    فقد روى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه رضى بأن يطلق على جزية بنى تغلب صدقة حينما جاءه عرب بني تغلب، وقالوا له: نحن قوم عرب نأنف من كلمة الجزية، فخذ منا ما تأخذ باسم الصدقة ولو مضاعفة، فنحن مستعدون لذلك. فتردد عمر في البداية. ثم قال له أصحابه: هؤلاء قوم ذوو بأس، ولو تركناهم لالتحقوا بالروم، وكانوا ضررا علينا، فقبل منهم وقال: هؤلاء القوم حمقى، رضوا المعنى وأبوا الاسم.

    المصدر : المغني 10 : 582 ، الشرح الكبير 10 : 583 ، الحاوي الكبير 14 : 346 ، العزيز شرح الوجيز 11 : 529.
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,315
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي

    - المقصود ب ( عن يد و هم صاغرون )

    تحتمل كلمة ( عن يد ) معان عديدة سنذكرها هنا إن شاء الله
    و من الممكن كما قال الشيخ الشعراوى رحمه الله فى تفسيره أن يقصد بها يد المعطى للجزية أو يد الآخذ لها
    فإن كان المقصود يد الآخذ للجزية أى يد المسلمين فالمراد باليد هنا الإنعام و الفضل
    فالمعنى أن المسلمين يأخذون الجزية عن إنعام و فضل منهم على غير المسلمين
    لماذا ؟ لأننا بعد أن قاتلنا غير المسلمين و انتصرنا عليهم لم ننكل بهم و لم نقتل نساءهم و أطفالهم بل أعطيناهم الأمن و كفلنا لهم حرية العقيدة فى مقابل مبلغ زهيد من المال هو الجزية
    يقول الشيخ الشعراوى رحمه الله فى تفسيره:
    { حَتَّىٰ يُعْطُواْ ٱلْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }

    أي: حتى يؤدوا ما فُرِض عليهم دفعة من أموال مقابل حصولهم على الأمان والحماية، وفي هذا صون لدمائهم، ولذلك نجد أن المسلمين قد فتحوا بلاداً غير إسلامية وصاروا قادرين على رقابهم ولم يقتلوهم، بل أبقوا عليهم، وإبقاء الحياة نعمة من نعم الإسلام عليهم، وهناك نعمة ثانية وهي أنه لم يفرض عليهم ديناً، وإنما حمى اختيارهم الدين الذي يرونه، وفي ذلك رد على من يقول: إن الإسلام انتشر بالسيف، ونقول: إن البلاد التي فتحت بالمسلمين أقرت أهل الأديان على أديانهم، وحمت فقط حرية الاختيار، بل وقف المسلمون بالسيف أمام القوم الذين يقفون أمام اختيار الناس، وتركوا الناس أحراراً. لكننا نجد المغالطات تملأ كتابات الغرب حول مسألة السيف. ونرد دائماً أن الإسلام لو انتشر بالسيف لما وجدنا في البلاد التي فتحها أناساً باقين على دياناتهم، بل كان الإسلام يأخذ الجزية ممن بَقَوْا على دياناتهم من أهل الكتاب. وأخْذُ الجزية دليل على أنهم ظلوا على دينهم وظلوا أحياء، وهاتان نعمتان من نعم الإسلام، وكان يجب أن يؤدوا جزاء على ذلك، وكان الجزاء هو الجزية. وهي مادة " جزى " و " يجزي ". فكأن الجزية فعلة من " جزى " " يجزي "؛ لأن الإسلام قدم لهم عملاً طيباً بأن أبقى على حياتهم وأبقاهم على دينهم من غير إكراه، فوجب أن يُعطوا جزاء على هذه النعمة التي أنعم الله تعالى بها عليهم بالإسلام.



    و من الممكن أن يكون المقصود يد المعطى للجزية أى يد أهل الكتاب
    و فى هذه الحالة فهى تحتمل عدة معان أيضا
    فهى فى هذه الحالة تحمل معانى الخضوع و تسليمها يدا بيد مباشرة و السعة المادية لمعطى الجزية فلا تؤخذ من غير القادر
    يقول الشيخ الشعراوى رحمه الله :
    فهل المقصود بـ { عَن يَدٍ } أي من يُعْطُونَ الجزية، أم أيدي الآخرين الآخذين للجزية؟

    إن هذا القول: { عَن يَدٍ } مثلما يقال: فلان نفض يده من هذا الأمر، أي خرج عن الأمر ولم يعد يعاون عليه. إذن يكون معنى { عَن يَدٍ } أي غير رد للنعمة. وعن يد منهم أي من المعطين للجزية، أو { عَن يَدٍ } أي: يداً بيده فلا يجلس الواحد من أهل الكتاب في الأمة الإسلامية المحكومة بالإسلام في مكانه ويرسل رسولاً من عنده ليسلم الجزية، لا، بل عليه أن يدفعها ويحضرها بيده. أو نقول: { عَن يَدٍ } من معنى القدرة، فمن عنده قدرة، فتأخذ الجزية من القادر ولا نأخذها من العاجز.

    إذن: يشترط في اليد إن كانت منهم ثلاثة ملاحظ؛ الملحظ الأول: أن يكونوا موالين لا نافضين لأيديهم منا ومن حكمنا، والملحظ الثاني: أن يأتي بها بنفسه لا أن يرسل بها رسولاً من عنده، وإن جاء بها لا بد أن يأتي بها وهو ماش وأن يعطيها وهو واقف ومن يأخذ الجزية قاعد، وهذا هو معنى { وَهُمْ صَاغِرُونَ }. ولماذا يعطونها عن صَغار؟ لأن الحق عز وجل أراد للإسلام أن يكون جهة العلو، وقد صنع فيهم الإسلام أكثر من جميل، فلم يقتلهم ولم يرغمهم على الدخول إلى الإسلام؛ لذلك فعليهم أن يتعاملوا مع المسلمين بلا كبرياء ولا غطرسة، وأن يخضعوا لأحكام الإسلام، وأن يكونوا موالين للمسلمين، لا ناقضين الأيدي، وأن يؤدوا الجزية يداً بيد، وأما العاجز وغير القادر فيعفى من دفع الجزية.


    فكما ترون أن المعانى تدور حول اعترافهم بالخضوع لحكم الإسلام و تسليمها مباشرة يدا بيد و قدرتهم على دفعها
    فأما أنهم و هم يدفعون الجزية مغلوبون على أمرهم خاضعون لحكم الإسلام فهذا أمر طبيعى فالقوى لا يدفع الجزية لغيره بل هى ضريبة يفرضها المنتصر على المغلوب و القوى على الضعيف
    و أما أنهم يسلمونها يدا بيد فهذا لأنه ربما يرفض بعض أهل الكتاب دفع الجزية يدا بيد و يرسلون بها عمالهم أو عبيدهم من باب الاستكبار عن دفعها فهنا نقول له لا تأتى بها بنفسك فدفعك إياها يدا بيد حتى و إن كانت مبلغ زهيد كدينار أو دينارين هو دليل على أنك معترف بأنك تحت حكم الدولة الإسلامية و هذا ما اتفقنا معهم عليه منذ البداية أن نضمن لهم أنهم آمنون و نكفل لهم حرية العقيدة مقابل أن يقبلوا بأنهم يكونوا تحت حكم الدولة الإسلامية لعلهم حين يختلطون بالمسلمين و يرون عزة الإسلام و قوته تميل قلوبهم إليه و يتركوا الأديان الباطلة و يدخلوا فى دين الله فينالوا الفلاح فى الدنيا و الآخرة
    و أيضا معناها السعة أى أنها لا تؤخذ من الفقراء غير القادرين و هذا من بر الإسلام بأهل الكتاب بل الغير قادرين منهم قد ينفق لهم من بيت مال المسلمين ما يكفل لهم حياة كريمة
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,315
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي

    - لماذا الصغار ؟

    الصغار هو الذل
    و هم صاغرون معناها و هم أذلاء
    و مجرد دفع الجزية أى جزية ( حتى الجزية التى وجهكم الكتاب المقدس لدفعها ) و إن كانت مبلغ زهيد هو نوع من الصغار لأن العرف أن الجزية يدفعها المغلوب للمنتصر مقابل أن يمنحه الأمان
    لذلك جاء فى تفسير القرطبي :
    وروى ميمون بن مهرانعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ما يسرني أن لي الأرض كلها بجزية خمسة دراهم أقر فيها بالصغار على نفسي .

    فأى جزية فى الدنيا كلها فيها نوع من الصغار
    لكن لماذا أراد الله لهذا الصغار أن يكون فى أعناق أهل الكتاب ؟
    أولا
    قتال أهل الكتاب قد يكون لدفع أذاهم للمسلمين و من يرجع إلى سيرة النبي صلى الله عليه و سلم يعلم هذا
    فتارة قام اليهود بالاعتداء على امرأة مسلمة و تارة حاولوا قتل النبي صلى الله عليه و سلم و تارة خانوا المسلمين خيانة كادت تؤدى لإبادة المسلمين بالكامل
    و النصارى قاموا بقتل رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم ثم قاموا بإعداد العدة لمحاربة المسلمين فى تبوك
    ففى مثل تلك الحالات عندما يعتدى علينا أهل الكتاب سنقاتلهم حتى ننتصر عليهم و حين ننتصر لن ننكل بهم و لكن سنمنحهم الأمان و حرية العقيدة مقابل أن يدفعوا الجزية صاغرين خاضعين منقادين
    هذا جزاء خيانتهم و عدوانهم و محاربتهم للدين
    جزاؤهم الذل و الصغار
    و لا أظن نصرانى يعترض على هذا

    لكن قد يسأل النصرانى ربما فى البلاد التى فتحها المسلمون كان هناك أهل كتاب ربما لم يبدأوا بالعدوان على المسلمين فلماذا يكون عليهم الصغار ؟
    و هذا سؤال فى محله
    و لكن نحن فتحنا بلادهم و منحناهم الأمن و الأمان و حرية العقيدة بل و ألزمنا جيوشنا بالدفاع عنهم فى مقابل الجزية
    فنحن لم نظلمهم حين نأخذ منهم الجزية
    و لكن الجزية صغار لأنهم يدفعونها و هم المهزومون و نحن المنتصرون و هم الضعفاء و نحن الأقوياء و هم المحكومون و نحن الحاكمون و هم مقرون بأنهم تحت حكم الدولة الإسلامية
    فما المشكلة ؟
    جاء فى تفسير البغوى :
    وقيل : إعطاؤه إياها هو الصغار .

    وقال
    الشافعي
    رحمه الله : الصغار هو جريان أحكام الإسلام عليهم .


    فالصغار هو بسبب أداؤهم الجزية أو هو كونهم خاضعين لحكم الإسلام مقرين بهذا غير مستكبرين و لا رافضين و لا متمردين

    كما أن أهل الكتاب حتى و إن كانوا لم يعتدوا على المسلمين فهم يستحقون هذا الصغار المعنوى بإعطائهم الجزية و جريان حكم الإسلام عليهم
    لماذا ؟
    لأنهم كفروا
    فاليهود كفروا ... لماذا ؟
    لأنهم كفروا بالسيد المسيح عليه السلام روح الله و كلمته خاتم أنبياء بني إسرائيل الذى أيده الله بالمعجزات و رموا أمه الطاهرة بالزنا
    لأنهم كفروا برسول الله صلى الله عليه و سلم خاتم المرسلين و رسول الله إلى العالمين و كفروا بالقرآن الكريم كلام الله عز و جل
    فاستحقوا بهذا الصغار

    و النصارى كفروا طبقا لديننا ... لماذا ؟
    لأنهم جعلوا لله الولد و عبدوا معه السيد المسيح عليه السلام

    و الكفر هو جريمة شنيعة و هو الذنب الذى لا يغفره الله و جزاؤه عند الله الخلود فى النار
    الكفر أكبر من القتل و من الزنا و من السرقة
    الكفر خطأ فى حق رب العالمين
    قال تعالى :
    ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) لقمان 13
    و عبادة المسيح مع الله هى عندنا من الشرك بالله
    الشرك ظلم عظيم ...
    يخلق الله و يعبد غيره ...
    يرزق الله و يعبد غيره ...
    ينعم الله و يكفر برسله و كتبه ...

    فمن كفر بدين الله و أشرك بالله و رفض الإيمان بأنبياء الله و كتبه فقد استحق الذل و الصغار ...
    و قد يكون هذا الصغار المعنوى بالخضوع لحكم الإسلام و دفع الجزية للمسلمين و الشعور بعزة و منعة الإسلام و قوته و أنه ظاهر شئ يشجع الناس على أنهم يتركوا الأديان الأخرى و يدخلوا الإسلام ...
    و عندما تعترض على ( و هم صاغرون ) فأنت لا تنظر لذنب من رفض الإيمان و لكن تنظر للجزاء على خطيئة رفض الإيمان و تقول لماذا هذا ؟

    و ربما لا يستطيع النصارى استيعاب هذا الكلام لأنك لا يؤمنون بالإسلام
    و لكن أقول لكل نصرانى
    لا تجعل هذا سبب فى صدك عن الإيمان بهذا الدين
    و لكن ابحث فى هذا الدين و قارنه بالأديان الأخرى
    فإن تبين لك أنه الحق فستقتنع حينها بهذا الكلام

    و تجدر الإشارة إلى أن هناك تفسيرات فى كتب المفسرين لقوله تعالى : ( و هم صاغرون ) فيها نوع من الغلو و بالفعل من حق النصارى أن يعترضوا عليها
    و ما أقصده هو :
    اقتباس
    وقال الكلبي : إذا أعطى
    صفع في قفاه
    .


    وقيل :
    يؤخذ بلحيته ويضرب في لهزمتيه
    .
    وقيل :
    يلبب ويجر إلى موضع الإعطاء بعنف .
    فمما لا شك فيه أن هذه التفسيرات تتناقض مع قواعد الإسلام التى تنص على بر أهل الذمة الذين لم يظهروا العداء للمسلمين و لم يؤذوهم
    فهى تناقض قول الله تعالى :

    ﴿لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين﴾ [الممتحنة:8]

    و تناقض أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم :
    ألا مَن ظلَمَ مُعَاهَدًا ، أو انْتَقَصَهُ حَقَّهُ ، أو كَلَّفَهُ فَوقَ طاقَتِه ، أو أخَذَ مِنهُ شيئًا بِغيرِ طِيبِ نَفْسٍ مِنهُ ، فأنَا حَجِيجُهُ يَومَ القِيامةِ
    الراوي:آباء عدة من أبناء أصحاب النبي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2655
    خلاصة حكم المحدث:
    صحيح

    مَن آذَى ذمِّيًا فأنا خَصمُه ومن كنتُ خَصمُه خَصمتُهُ يومَ القيامةِ
    الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 8270
    خلاصة حكم المحدث:
    حسن

    و تجدر الإشارة إلى أن من أهل العلم من أنكر هذه التفاسير و وصفها بالسيئة و قال إنها لا أصل لها فى السنة
    قال القاسمي في محاسن التأويل :
    الرابع : قال السيوطي أيضاً : استدل بقوله تعالى : { وَهُمْ صَاغِرُونَ } من قال إنها تؤخذ بإهانة ، فيجلس الآخذ ويقوم الذمي ويطأطئ رأسه ، ويحني ظهره ، ويضعها في الميزان ، ويقبض الآخذ لحيته ، ويضرب لهزمتيه .
    قال : ويردّ به على النووي حيث قال : إن هذه سيئة باطلة . انتهى .
    قلت : ولقد صدق النووي عليه الرحمة والرضوان ، فإنها سيئة قبيحة ، تأباها سماحة الدين ، والرفق المعلوم منه ، ولولا قصده الرد على من قاله لما شوهت بنقلها ديباجة الصحيفة .
    ثم رأيت ابن القيّم رد ذلك بقوله : هذا كله مما لا دليل عليه ، ولا هو مقتضى الآية ، ولا نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه ، قال : والصواب في الآية أن الصغار هو التزامهم بجريان أحكام الله تعالى عليهم ، وإعطاء الجزية ، فإن ذلك الصغار ، وبه قال الشافعي . انتهى .

    كما أن هناك بعض الملاحظات على هذه التفسيرات
    بالنسبة لتفسيرين الأخيرين :
    وقيل : يؤخذ بلحيته ويضرب في لهزمتيه . [ ص: 34 ] وقيل : يلبب ويجر إلى موضع الإعطاء بعنف .

    هنا الإمام الطبرى قبل أن يذكرها سبقها بكلمة ( قيل )
    و كلمة ( قيل ) تعنى التشكيك فهى تفسيرات غير مؤكدة
    فإذا تعارضت مع ما ثبت فى القرآن الكريم و السنة النبوية تركناها بلا تردد

    و بالنسبة لتفسير الكلبي :
    وقال الكلبي : إذا أعطى صفع في قفاه .

    فهناك عدة ملاحظات :
    1- الكلبى توفى سنة 146 هجرية
    راجع سيرأعلام النبلاء على الرابط التالى :
    http://library.islamweb.net/newlibra...k_no=60&ID=953

    بينما الإمام الطبرى ولد سنة 224 هجرية
    راجع
    http://ar.wikipedia.org/wiki/محمد_بن_جرير_الطبري
    أى أن بين وفاة الكلبى و ولادة الطبرى نحو 78 سنة
    و الخبر مذكور بلا سند يعنى بصيغة علماء الحديث الخبر منقطع فلا تقوم به الحجة
    يعنى لا يثبت أن الكلبي قال هذا الكلام

    2- الكلبي شيعى متروك الحديث
    راجع سير أعلام النبلاء
    http://library.islamweb.net/newlibra...k_no=60&ID=953

    3- و كما قلنا تفسير الكلبي هنا هو مجرد اجتهاد منه لا دليل عليه من القرآن الكريم و السنة النبوية و الإجماع و بالتالى فلا تقوم به حجة بل هو مخالف للقرآن و السنة و بالتالى يترك




    و فكرة أن الذل على من يكفر بالله موجودة أيضا فى الكتاب المقدس الذى تؤمن به و لكنك لا تستنكرها و تسلم بها
    نقرأ من سفر التثنية إصحاح 9

    "اسمع يا إسرائيل أنت اليوم عابر الأردن لكي تدخل وتمتلك شعوبًا أكثر وأعظم منك،
    ومدنًا عظيمة ومحصنة إلى السماء،
    قومًا عظامًا وطُوالًا بني عناق الذين عرفتهم وسمعت من يقف في وجه بني عناق.
    فاعلم اليوم أن الرب إلهك هو العابر أمامك، نارًا آكلة.
    هو يبيدهم، ويذلهم أمامك، فتطردهم وتهلكهم سريعًا كما كلمك الرب" [1-3]

    نقرأ من المزمور 55
    (16-19): "أما أنا فإلى الله اصرخ والرب يخلصني. مساءً وصباحًا وظهرًا أشكو وأنوح فيسمع صوتي. فدى بسلام نفسي من قتال عليّ لأنهم بكثرة كانوا حولي. يسمع الله فيذلهم والجالس منذ القدم. سلاه. الذين ليس لهم تغير ولا يخافون الله."

    يقول القس أنطونيوس فكرى فى تفسيره لهذا المزمور :
    نرى الله ينقذ داود من أعدائه= فدى بسلام نفسي. وفدى الآب جنس البشر بموت ابنه، وأنقذ بعد الموت نفس ابنه منه بأن أقامه ليقيم معه كنيسته. وأما أعداؤه فيذلهم الجالس منذ القدم هو جالس على عرشه كديان. وقد أذلَّ اليهود بعد صلبهم للمسيح. الذين ليس لهم تغير= أي الذين ظلوا مصرين على رفض المسيح، ولم يعتمدوا، ولم يحل عليهم الروح القدس.

    و هكذا نرى أن اليهود بعد أن حاولوا صلب المسيح و أصروا على رفضه أصابهم الذل
    و هذا ما نقوله ...
    من يكفر بأنبياء الله تعالى و كتبه و يشرك به يستحق الذل و الصغار ...

    نقرأ من المزمور 81


    14

    سَرِيعًا كُنْتُ
    أُخْضِعُ أَعْدَاءَهُمْ

    ، وَعَلَى مُضَايِقِيهِمْ كُنْتُ أَرُدُّ يَدِي.
    15 مُبْغِضُو الرَّبِّ


    يَتَذَلَّلُونَ لَهُ
    ، وَيَكُونُ وَقْتُهُمْ إِلَى الدَّهْرِ.

    يقول القس أنطونيوس فكرى :

    الآيات (13، 14):

    "لو سمع لي شعبي وسلك إسرائيل في طرقي. سريعًا كنت اخضع أعداءهم وعلى مضايقيهم كنت أرد يدي."
    هنا عتاب من الله لشعبه المتألم من أعدائه ، فهم لو سمعوا لوصاياه ما كانوا قد تألموا. ويسمى المرنم أعداءهم
    مبغضو الرب فهم كلهم وثنيين . ولو سمع شعب الله لوصاياه لكان الله قد أخضعهم لهم
    ،ولكانوا يتذللون أمامهم، ويظلوا هكذا إلى أن يذهبوا إلى مصيرهم النهائي = إلى الدهر . ولكن الله لم يفعل لأن شعبه لم يسمع لوصيته.
    آية (15): "مبغضو الرب يتذللون له. ويكون وقتهم إلى الدهر."
    لقد عاني إسرائيل كثيرًا من أعدائه الذين هم مبغضو الرب ومبغضو شعبه و
    لكن الله قادر أن يذللهم أمامه وأمام شعبه ويظلوا هكذا إلى أن يذهبوا إلى مصيرهم النهائيولكن الله لم يفعل لأن شعبه لم يسمع لوصيته.

    القس تادرس مالطى

    مُبْغِضُو الرَّبِّ يَتَذَلَّلُونَ لَهُ،
    وَيَكُونُ وَقْتُهُمْ إِلَى الدَّهْرِ [15].
    يظن مبغضو الرب أنهم قادرون على إبادة شعبه،
    لكن يسقط هؤلاء الأشرار
    في ذلٍ أبديٍ،ويبقى أولاد الله في المجد أبديًا

    التعديل الأخير تم بواسطة 3abd Arahman ; 25-08-2014 الساعة 02:21 AM
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,315
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي الجزية فى العهد القديم :

    -الجزية فى نصوص العهد القديم و نظرة على ردود النصارى

    داود النبي عليه السلام في اعتقاد
    النصارى
    قد أخذ الجزية وفرضها ففي سفر صموئيل الثاني 8 / 1-2 يقول :

    (
    وبعد ذلك تغلب داود على الفلسطيين وأذلهم، وأخذ السلطة من أيديهم , تغلب على الموآبيين ومدد أسراهم على الأرض وقاسهم بالحبل. فقتل منهم ثلثين وأبقى على الثلث، وصار الموآبيون عبيدا له يؤدون الجزية.
    ) الترجمة العربية المشتركة.

    وهذا الذي يمدحه الرب فيقول :

    (
    لأن داود عمل ما هو مستقيم في عيني الرب ولم يحد عن شيء مما أوصاه به كل أيام حياته إلا في قضية اوريا الحثّي ..
    ) سفر الملوك الأول 15/ 5


    و إذا قلنا هذا الكلام للزملاء
    النصارى
    سمعنا منهم العجب

    فتارة يقولون أن النبي يشوع حين أخذ الجزية كان بهذا مخالفا لوصايا الرب لأن الله أوصى بنى إسرائيل بقتل الشعوب و طردهم و عدم مخالطتهم و ليس أخذ الجزية منهم !!!!!

    و تارة يقولون أن الجزية حينما أخذها أنبياء العهد القديم أخذوها طبقا للعرف السائد كما تفعل الأمم التغلبة مع الأمم المهزومة و لكن ليس هناك تشريع إلهى بهذا ...

    و للرد عليهم نقول لو كانت الجزية عيبا أو حراما لنهاهم الله عنها و لكن الله لم ينههم مما يدل على أن أخذها ليس عيبا و لا باطلا ...

    بل العهد القديم صريح فى أن داود عليه السلام لم يخالف وصايا الرب إلا فى قضية أوريا الحثى التى زعمتم فيها - هداكم الله - أن داود عليه السلام زنى و قتل

    و بالتالى فالجزية ليست مخالفة لوصايا الرب ....

    و تارة يقولون أن أنبياء العهد القديم أخذوها من الوثنيين أما المسلمون فيأخذونها من اليهود و
    النصارى
    المؤمنين بالله ...

    و للرد نقول أنتم عندنا فى ديننا كفار فاليهود كفار لأنهم كفروا بالسيد المسيح و بالنبي محمد عليهما أفضل الصلاة و السلام و
    النصارى
    فى ديننا كفار لأنهم يعبدون السيد المسيح عليه السلام مع الله ...

    و تارة يقولون أن الجزية فى العهد القديم و هو قد نسخ و هم لا يطالبون الناس حاليا بدفع الجزية ... و للرد نقول فإن يسوع هو بالنسبة لكم إله العهد القديم و هو فى معتقدكم من لم ينه أنبيائه عن أخذ الجزية مما يعنى أنه أقرهم على هذا على الرغم من أنه فى معتقدكم إله المحبة

    و تارة يقولون أن الجزية فى الكتاب المقدس أخذت من شعوب محددة فقط فى مواقف خاصة أما فى الإسلام فهى تشريع عام .... و للرد نقول و لو كانت قد أخذت مرة واحدة فقط فى العهد القديم فهذا يعنى أن إلهكم قد رضى بها و لو كانت جريمة شنيعة أو عنصرية كما تزعمون لمنعها

    و فعلا لم أجد شئ يستحق النظر فيما يقوله
    النصارى
    للدفاع عن عدم اعتراضهم على وجود الجزية فى كتبهم و اعتراضهم عليها فى الإسلام ...

    -الجزية فى تفاسير النصارى للعهد القديم
    نقرأ من سفر التثنية إصحاح 20 :
    10 وَحِينَ تَتَقَدَّمُونَ لِمُحَارَبَةِ مَدِينَةٍ فَادْعُوهَا لِلصُّلْحِ أَوَّلاً.

    11 فَإِنْ أَجَابَتْكُمْ إِلَى الصُّلْحِ وَاسْتَسْلَمَتْ لَكُمْ، فَكُلُّ الشَّعْبِ السَّاكِنِ فِيهَا يُصْبِحُ عَبِيداً لَكُمْ.

    12 وَإِنْ أَبَتِ الصُّلْحَ وَحَارَبَتْكُمْ فَحَاصِرُوهَا

    13 فَإِذَا أَسْقَطَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ، فَاقْتُلُوا جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ.

    14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلاَبٍ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ.

    15 هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِكُلِّ الْمُدُنِ النَّائِيَةِ عَنْكُمُ الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ الأُمَمِ الْقَاطِنَةِ هُنَا.

    16 أَمَّا مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً،

    17 بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ،

    18 لِكَيِ لاَ يُعَلِّمُوكُمْ رَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي مَارَسُوهَا فِي عِبَادَةِ آلِهَتِهِمْ، فَتَغْوُوا وَرَاءَهُمْ وَتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ.

    جاء فى تفسير القص تادرس يعقوب مالطى للتثنية 20 :

    2. حصار المدن خارج كنعان:

    بالنسبة للأمم البعيدة يرسل إليهم لإقامة عهود سلام، فإن قبلوا يقومون بخدمة الله وشعبه [10-15]. لا يجوز لهم أن ينزلوا في معركة مع الجيران ما لم يقدِّموا أولًا إعلانًا عامًا، فيه يطلبون الصلح.
    "حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح.
    فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك.
    وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها.
    وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف.
    وأمَّا النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة
    أعدائك التي أعطاك الرب إلهك.
    هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا" [10-15].
    اختلف المفسِّرون في شرح هذه العبارة، فالبعض يرى أنَّها تنطبق على البلاد المجاورة لأرض الموعد، ولا تنطبق على الأمم السبع التي في كنعان. وعلَّة هذا أن بقاء أيَّة بقيَّة من الأمم السبع وسط الشعب يكون عثرة لهم، ويجذبونهم إلى عبادة الآلهة الوثنيَّة وممارسة الرجاسات. ويرى آخرون أنها تنطبق على هذه الأمم أيضًا حيث تكون شروط الصلح هي:
    1. جحد العبادة الوثنيَّة والدخول إلى عبادة الله الحي.
    2. الخضوع لليهود.
    3. دفع جزية سنويَّة.
    من لا يقبل هذه الشروط لا يبقون في مدينتهم كائنًا حيًا متى كانت من الأمم السبع، أمَّا إذا كانت من المدن المجاورة فيقتل الرجال ويستبقى النساء والأطفال مع الحيوانات وكل غنائمها. أمَّا سبب التمييز فهو ألا يترك أي أثر في وسط الشعب للعبادة الوثنيَّة.
    الخضوع للعمل الشاق، تحقيق للعنة نوح لكنعان ابنه (تك 9: 25).
    بالنسبة للبلاد البعيدة التي لا تتبع أرض الموعد فيمكن طلب الصلح معها وتسخير شعبها (20: 10-15). صورة رمزيَّة عن رغبة الإنسان الروحي الداخليَّة للسلام مع تحويل الطاقات من العمل لحساب الشر إلى طاقات خاضعة لحساب ملكوت الله فينا.

    إذا فترك عبادة الأوثان و الخضوع لليهود (الصغار) و دفع الجزية هو شرط للصلح مع اليهود طبقا لفهم مفسرى النصارى و هم لا يرون فى هذا الكلام عدوانا و لا ظلما لأحد و لكن يرونه أمر الله ... أما فى الإسلام فطبقا للنصارى هذا ليس أمر الله و لكنه ظلم و عدوان و فرض للدين بالقوة

    و لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم

    و أيضا
    ننقل من تفسير القس تادرس يعقوب للملوك الأول إصحاح 9 :

    "وأرسل حيرام للملك مائة وعشرين وزنة ذهب" [14].
    يبدو أن هذا المبلغ كان قرضًا استدانه سليمان الملك من حيرام لكي يتمِّم إنشاءاته الكثيرة بجوار بناء الهيكل. لقد ترك له والده الكثير لبناء الهيكل،
    وجمع سليمان الكثير سنويًا كجزية من الأمم الخاضعة له
    ، لكن إنشاءاته كانت كثيرة وباهظة التكلفة.

    سبحان الله ! الهيكل الذى يفتخر به اليهود والذى بناه سليمان عليه السلام دخلت فى تكاليفه أموال الجزية التى كان النبي سليمان يجمعها من الأمم الخاضعة له
    بل و كانت الأمم الخاضعة لسليمان عليه السلام تدفع له الجزية و هذا الخضوع هو الذل و الصغار
    التعديل الأخير تم بواسطة 3abd Arahman ; 25-08-2014 الساعة 03:29 AM
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,315
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي الجزية فى العهد الجديد :

    -هل كانت الجزية فى العهد الجديد صغارا و ذلا لليهود من قبل الرومان؟
    نعم بكل تأكيد كما تنص على ذلك تفاسير النصارى و هذا يقطع الطريق تماما على مزاعم أى نصرانى يريد أن يدعى أن الجزية التى أمر العهد الجديد بدفعها ليس فيها صغار بينما الجزية فى الإسلام فيها صغار
    و كان اليهود ينظرون للجزية باعتبارها دلالة للخضوع و الذل لقيصر و كانوا يكرهون دفعها و قاموا بعدة ثورات حتى لا يدفعوها
    بل و كان بعضهم يحبون دفعها للرومان من باب تملق الرومان
    و على الرغم من أن اليهود يدفعون الجزية للرومان على سبيل الخضوع و الصغار إلا أن المسيح عليه السلام أمرهم بدفعها
    نقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكرى :
    http://st-takla.org/pub_Bible-Interp...ter-07-03.html

    وكان القيصر في ذلك الوقت هو طيباريوس الذي اشتهر بالقسوة.
    وكانت الجزية مفروضة على كل رأس علامة للخضوع لقيصر.
    وكانت الجزية مكروهة عند الفريسيين الذين اعتقدوا أنها ضد شريعة موسى، أما الهيرودسيين الذين يتشيعون لهيرودس الأدومي راغبين أن يكون ملكًا على اليهودية فكانوا يرحبون بالجزية تملقًا للرومان ولقيصر لينالوا مأربهم، لذلك كان همهم الموالاة لروما وحفظ هدوء الشعب من أي مؤامرة ضد روما.
    وكان هناك تذمر بين اليهود المتعصبين إذ يرفضون دفع الجزية، وبسبب هذا قامت ثورات
    مثل ثورة ثوداس ويهوذا الجليلي وقد قتلهم الرومان في فترة قريبة وأنهوا ثوراتهم (أع36:5-37). والجليليين الذين تسموا باسم يهوذا الجليلي قتلهم بيلاطس وخلط دمهم بذبائحهم (لو1:13).
    والغريب هنا أن يجتمع الفريسيين والهيرودسيين على المسيح مع اختلافهم في المبادئ. فنحن يمكننا أن نتوقع هذا السؤال من الهيرودسيين فهم كانوا يجمعون الجزية ويعطون قيصر نصيبه ويختلسون الباقي ولكن الفريسيين ممتنعون عن دفع الجزية متذمرين ضدها، بل يعتبرون الهيرودسيين خونة ضد أمتهم وناموسهم. ولكن لأجل أن يتخلصوا من المسيح فلا مانع أن يتحدوا.
    ولو أجاب المسيح بأن نعطي الجزية لقيصر تنفر منه الجموع وتنفض من حوله وتفقد ثقتها فيه كمخلص من المستعمر ولو رفض لأعتُبِرَ مثير فتنة ضد قيصر. إعطوا إذًا ما لقيصر لقيصر= هي رد على الفريسيين الذين رفضوا طاعة السلطات الحكومية وقد أمر الكتاب بطاعتها. ولنلاحظ أن قيصر أعطاهم حكومة مستقرة وحماية وأنشأ لهم طرق فيكون من حقه الجزية.....
    وكانت عادة تدفع
    كجزية وعليها صورة قيصر. وكون أنهم يقدمون له الدينار فهذا اعتراف منهم أنهم تحت حكم قيصر فالعملة الجارية تظهر نظام الحكم والسلطة القائمة ويدفع منها الجزية.

    نقرأ من تفسير القس تادرس يعقوب مالطى لمتى 22 :
    يمكننا أن نتوقَّع من الهيرودسيّين مثل هذا السؤال، إذ يهتمّون بجمع الجزية فيقدّمون منها نصيبًا لقيصر ويغتصبون الباقي لحسابهم الخاص، أمّا ما هو عجيب فإن الذين يثيرونه هم الفرّيسيّون الذين كانوا يطلبون التحرّر من الاستعمار الروماني، ويحسبون هذه الجزية علامة عبوديّة ومذلّة، ويتطلّعون إلى الهيروديسيّين كخونة ضدّ أمّتهم وناموسهم. لكن من أجل الخلاص من المسيح ومقاومة عمله كانوا يعملون مع الهيروديسيّين متجاهلين أفكارهم نحوهم التي نشأوا عليها زمانًا.


    -موقف المسيح من الجزية

    السيد المسيح أقر دفع الجزية التى كان اليهود يدفعونها ذلا و صغارا للرومان و أمر به طبقا لأناجيل النصارى
    نقرأ من متى 22
    15 فَذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَآمَرُوا كَيْفَ يُوْقِعُونَهُ بِكَلِمَةٍ يَقُولُهَا.
    16 فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ بَعْضَ تَلاَمِيذِهِمْ مَعَ أَعْضَاءِ حِزْبِ هِيرُودُسَ، يَقُولُونَ لَهُ: «يَامُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ النَّاسَ طَرِيقَ اللهِ فِي الْحَقِّ، وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تُرَاعِي مَقَامَاتِ النَّاسِ،
    17 فَقُلْ لَنَا إِذَنْ مَا رَأْيُكَ؟ أَيَحِلُّ أَنْ تُدْفَعَ الْجِزْيَةُ لِلْقَيْصَرِ أَمْ لاَ؟»
    18 فَأَدْرَكَ يَسُوعُ مَكْرَهُمْ وَقَالَ: «أَيُّهَا الْمُرَاؤُونَ، لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟
    19 أَرُونِي عُمْلَةَ الْجِزْيَةِ!» فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً.
    20 فَسَأَلَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَهَذَا النَّقْشُ؟»
    21 أَجَابُوهُ: «لِلْقَيْصَرِ!» فَقَالَ لَهُمْ: «إِذَنْ، أَعْطُوا مَا لِلْقَيْصَرِ لِلْقَيْصَرِ، وَمَا لِلهِ لِلهِ»
    22 فَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا، مَدْهُوشِينَ مِمَّا سَمِعُوا.
    -موقف بولس من الجزية

    و على الرغم من أن اليهود كانوا يدفعون الجزية للرومان و هم صاغرون دلالة على خضوعهم لحكم الرومان و سلطة الرومان و قهر الرومان إلا أن بولس أيضا أمر بدفع الجزية
    "
    فإنكم لأجل هذا توفون الجزيّة أيضًا، إذ هم خدّام الله مواظبون على ذلك بعينه؛ فأعطوا الجميع حقوقهم، الجزيّة لمن له الجزية، الجباية لمن له الجباية، الخوف لمن له الخوف، والإكرام لمن له الإكرام" رومية 13:[6-7]

    -تفاسير النصارى للعهد الجديد و موقفها من الجزية

    يقول القس تادرس مالطى فى تفسيره للنص السابق :
    يرى
    القديس يوحنا الذهبي الفم أن الرسول قد حوّل ما يراه الكثيرون ثقلًا إلى راحة، فإن كان الشخص ملتزم بدفع الجزية إنما هذا لصالحه، لأن الحكام "هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه"، يسهرون مجاهدين من أجل سلام البلد من الأعداء ومن أجل مقاومة الأشرار كاللصوص والقتلة. فحياتهم مملوءة أتعابًا وسهر. بينما تدفع أنت الجزية لتعيش في سلام يُحرم منه الحكام أنفسهم. هذا ما دفع الرسول بولس أن يوصينا لا بالخضوع للحكام فحسب وإنما بالصلاة من أجلهم لكي نقضي حياة هادئة مطمئنة (1 تي 2: 1-2).
    هذا وإن كلمة "أعطوا" هنا في الأصل اليوناني تعني "ردّوا"، فما نقدمه من جزية أو تكريم للحكام ليس هبة منّا، وإنما هو إيفاء لدين علينا، هم يسهرون ويجاهدون ليستريح الكل في طمأنينة.

    و الخلاصة هى أن اليهود كانوا يدفعون الجزية للرومان ذلا و صغار كما يتبين من تفاسير النصارى
    فأمر السيد المسيح بدفعها طبقا لكتب النصارى
    و أمر بولس بدفعها
    و أقر مفسرو الكتاب المقدس دفعها و قالوا إنها من حق الحكام نظير ما يقدمونه من خدمات
    فإن كنتم ترون أن كرامتكم و عزة نفوسكم تجعلكم ترفضون دفع الجزية
    فهل أنتم أعز نفسا من المسيح و بولس و يوحنا ذهبي الفم و تادرس مالطى ؟
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

الجزية بين الإسلام و الكتاب المقدس

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الأسرى بين الإسلام و الكتاب المقدس
    بواسطة 3abd Arahman في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 25-08-2014, 01:18 PM
  2. الجزية بالكتاب المقدس
    بواسطة مروان ديدات في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 21-10-2012, 12:54 AM
  3. ردا على سفينة نوح بين الإسلام و الكتاب المقدس
    بواسطة 3abd Arahman في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 20-12-2010, 02:57 PM
  4. الجزية في الإسلام
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-12-2009, 02:00 AM
  5. السيف بين الإسلام و الكتاب المقدس
    بواسطة النحال في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 20-02-2007, 10:21 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الجزية بين الإسلام و الكتاب المقدس

الجزية بين الإسلام و الكتاب المقدس