و أخيرا أخى فإنه من غير المقبول فيزيائيا أن تكون الشمس هى التى تدور حول الأرض لأن الشمس أكبر من الأرض بكثير
و دوران الأرض حول الشمس ناشئ من أن الشمس تجذب و الأرض و الأرض لها سرعتها التى تفر بها من جاذبية الشمس
فتكون النتيجة دوران الأرض حول الشمس على بعد محدد منها
فسبحان من جعل للأرض سرعة تحفظ تلك المسافة بينها و بين الشمس
و لو ازدادت سرعتها لازداد بعدها عن الشمس و انخفضت الحرارة و تجمدت المياه و انتهت الحياة
و لو قلت سرعتها لاقتربت من الشمس و لارتفعت الحرارة و لتبخرت المياه و استحالت الحياة
فسبحان الحكيم الخبير
سبحان من خلق كل شئ و قدره تقديرا
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات