قالوا عن المرأة وياليتهم ما قالوا

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

قالوا عن المرأة وياليتهم ما قالوا

صفحة 6 من 14 الأولىالأولى ... 5 6 7 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 137

الموضوع: قالوا عن المرأة وياليتهم ما قالوا

  1. #51
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    الفصل الرابع

    قالوا عنهن ويا ليتهم ما قالوا



    في هذا الفصل نتناول ثلاث شخصيات نسائية تعرضن للظلم عبر التاريخ..وهو على ثلاثة مطالب

    المطلب الأول:قالوا عن السيدة امرأة العزيز أعظم تائبة

    المطلب الثاني:وقالوا عن السيدة مريم قولا فرموها بالزنا

    المطلب الثالث:وقالوا عن السيدة عائشة قولا فرموها بالإفك





    المطلب الأول

    امرأة العزيز بين المعصية والتوبة

    امرأة العزيز




    امرأة العزيز .. يا أجمل جميلات مصر
    يا عاشقة يوسف
    ها قد أصبحت قصة عشقك لعبدك
    الذي أهداه لك زوجك
    على لسان الجميع
    عبدك الذي راودتيه عن نفسه
    وغلقتي الأبواب وقلتي له: هيت لك
    ولكنه ..آبى ذلك
    ورفض أن ينصاع لك ولنساء مصر
    ورضي بالسجن بديلا وملاذاً منكن
    فالسجن أحب إليه مما تدعونه إليه
    سبع سنوات عاش هو بالسجن
    وأنت هنا تعانين آلام الفراق والعشق
    حتى حصحص الحق واعترفتي بذنبك
    وأنك هي التي راودته عن نفسه
    وإنه لمن الصادقين
    ***********
    ها أنت الآن تعيشين وحدك
    بين جدران قصرك المهجور
    تتلمسين طريقا بتلك العصا
    بعدما هرمتي وذهب البكاء بعينيك
    فألم العشق يذيب القلب ويجلب الهم
    وبين طرقات مدينتك تطوفين بين الناس
    بحثا عن عشقك ومعشوقك
    تشتمين رائحته وأخباره
    وأصبحت حبيسة كيانه
    بعدما أذاب العشق قلبك
    لم تعودي تهتمين لمكانتك
    فقد زهدتي في كل شيء
    مالك وجاهك ومكانتك
    وجمالك..وكل شيء ولى
    ولم تعودي تملكين شيئا
    سوى قلبك وهذا العشق
    *********
    في الحجرة التي كان
    يقطنها يوسف بقصرك
    تتلمسين كل شيء بها
    تجلسين حيث كان يجلس لتناجيه
    يوسف أيها الصديق
    اشتقت أن أشم رائحتك داخلي
    اشتقت أن أرى صورتي في عينيك
    اشتقت أن تلمس شفتاك يدي
    اشتقت أن اغفل في ضمة يدك
    اشتقت أن اسمع همسك في أذني
    يوسف أيها الصديق
    طالَ منكِ البُعاد حيثُ الأسى
    فما عادَ منكِ قـربٌ ولا أَملُ
    ما تكادُ مني العين تُدركُ لَمْحُكِ
    حتى تنأى بكِ الأيام في عجلُ
    يا شمسُ أيامي التي مالتْ لغروبها
    فخلفتْ وراءها الأحزانْ والوَهلُ
    هامت بي الروح ترجو وصالاً
    حتى ضاقتْ بيَّ الأيامْ والحِيَلُ
    يا راحلاً خَلفَ جدار السجن مهلاً
    تبعدكَ الأقدارَ عني غير مُشفقة
    عدْ فأني هنا مُسَمَرةُ اكُفي
    ما تبقي لي من الأيام والأجلُ
    يوسف أيها الصديق
    يا راحِلاً، وجَميلُ الصَّبرِ يَتبَعُهُ
    هلْ منْ سبيلٍ إلى لقياكَ يتَّفقُ
    ما أنصفتكَ جفوني وهيَ دامية ٌ
    ولا وَفَى لكَ قَلبي وهوَ يَحتَرقُ

    آه يا رب
    لقد رحل يوسف من القصر إلى السجن
    فأصبح القصر من دونه خراب
    فيا رجائي وياأملي لا تذرني وحيدة
    فبك أستجير ومن يجير سواك
    فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
    إني ضعيفة استعين على قوى
    ذنبي ومعصيتي ببعض قواك
    أذنبت يا ربي وآذتني ذنوب
    ما لها من غافر إلاك
    دنياي غرتني وعفوك غرني
    ما حيلتي في هذه أو ذاك
    رباه ها أنا ذاخلصت من الهوى
    واستقبل القلب الخلي هواك
    وتركت أنسي بالحياة ولهوها
    ولقيت كل الأنس في نجواك
    ونسيت حبي واعتزلت أحبتي
    نسيت نفسي خوف أن أنساك
    ذقت الهوا مراً ولم أذق الهوى
    يارب حلواً قبل أن أهواك
    أنا كنت ياربي أسيرة غشاوة
    رانت على قلبي فضل سناك
    واليوم ياربي مسحت غشاوتي
    وبدأت بالقلب البصير أراك
    ياغافر الذنب العظيم وقابلا
    للتوب قلب تائب ناجاك
    أترده وترد صادق توبتي
    حاشاك ترفض تائبة حاشاك
    يارب جئتك نادمةً أبكي على
    ما قدمته يداي لا أتباكى
    أخشى من العرض الرهيب عليك
    يا ربي وأخشى منك إذ ألقاك
    يارب عدت إلى رحابك تائبة
    مستسلمة مستمسكة بعراك
    ـــــــــــ
    ولنبدأ مع امرأة العزيز
    المعصية
    تمثلت معصية امرأة العزيز في مراودتها ليوسف عليه السلام عن نفسه، ولم تتعد أكثر من المراودة بمعنى أن جريمة الزنا لم تتم
    وان ما حدث هو المراودة، فما معنى المراودة؟.
    يقول الإمام الشعراوي في خواطره :
    المراودة:هي مطالبة برفق ولين في خداع يستر ما تريده ممن تريده، أي طالبته بلين ورفق
    في أسلوب يخدع ليتحرر مما هو فيه إلي ما تطلبه.
    غلقت:الحدث يبالغ فيه إما لقوة الحدث أو لتكرار الحدث.
    قال تعالى:[ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{23}] يوسف: ٢٣.
    قال تعالى:
    [ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ]: أنت لا تستغيث إلا إذا خارت قواك.
    ويقول الطبري في تفسيره:
    يقول تعالى ذكره:
    وراودت امرأة العزيزـ وهي التي كان يوسف في بيتها ـ عن نفسه أن يواقعها.
    وعن ألسدي[ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ]قال أحبته.
    وقوله:[ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ] يقول: وغلقت المرأة أبواب البيوت ، عليها وعلى يوسف لما أرادت منه وراودته عليه ، بابا بعد باب.
    وقوله:[ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ] يقول جل ثناؤه: قال يوسف إذ دعته المرأة إلي نفسها وقالت له هلم إلى: اعتصم بالله من الذي تدعوني إليه وأستجير به منه .
    وقوله:[ إِنَّهُ رَبِّي] يقول: إن صاحبك وزوجك سيدي .
    وقوله: [ أَحْسَنَ مَثْوَايَ] يقول: أحسن منزلتي وأكرمني وائتمنني ، فلا أخونه،عن ابن إسحاق ، قال: [ أَحْسَنَ مَثْوَايَ]أمنني على بيته وأهله .
    وقوله:[ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ] يقول: إنه لا يدرك البقاء ، ولا ينجح من ظلم ففعل ما ليس له فعله ، وهذا الذي تدعوني إليه
    من الفجور ظلم وخيانة لسيدي الذي ائتمنني على منزله.

    ويقول القرطبي :
    أصل المراودة الإرادة والطلب برفق ولين.
    [ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ] ..غلق للكثير ولا يقال غلق الباب. يقال إنها سبعة أبواب غلقتها ثم دعته إلي نفسها،
    [ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ]:هلم وأقبل وتعال.
    قوله تعالى:[ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ ]: أي أعوذ بالله وأستجير به مما دعوتني إليه.
    [ إِنَّهُ رَبِّي]: يعني زوجها، أي هو سيدي أكرمني فلا أخونه؛ قاله مجاهد وابن إسحاق والسدي.
    وقال ابن كثير :
    اخبر تعالى عن امرأة العزيز التي كان يوسف في بيتها بمصر وقد أوصاها زوجها به وبإكرامه فراودته عن نفسه أي حاولته على نفسه ودعته إليها
    وذلك أنها أحبته حبا شديدا لجماله وحسنه وبهائه فحملها ذلك على أن تجملت له وغلقت عليه الأبواب ودعته إلي نفسها :[ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ]
    فامتنع من ذلك أشد الامتناع وكانوا يطلقون الرب على السيد الكبير أي أن بعلك ربي أحسن مثواي أي منزلي وأحسن إلي فلا أقابله
    بالفاحشة في أهله[إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ].
    نخلص مما سبق إلى أن المراودة:
    هي عرض الشيء بأسلوب مزخرف ومزين، فيه لين يخدع، ويخرج المطلوب منه، أو المعروض عليه هذا الشيء،
    عن حالته الطبيعية ليلقى قبولا لدى الطرف الآخر.
    وهذه هي أولى مراحل الزنا في هذه الحالة شب يوسف عن الطوق ، وأصبح شابا يافعا في بلاط امرأة العزيز:[ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا]
    وكان يوسف جميلا، نظرت المرأة إلي يوسف في لحظة تملكها فيها الشيطان ، وأخذت تراود نفسها أولا ، ويزين لها الشيطان فعل الفاحشة معه.
    يقول الإمام الشعراوي في خواطره :
    لكل عملية شعورية يتعرض لها الإنسان في الفعل ثلاثة عوامل، إدراك، فوجدان، فنزوع.
    كان الأول امرأة العزيز تنظر إلي يوسف لجماله ولا يوجد إربة أخرى تنظر إليه فيه لكن عندما بلغ أشده أصبح الخيال يسرح في
    أكثر من الإدراك وهو النزوع لأنها وجدت في نفسها إعجابا به.
    وعلى هذا:
    فإن العلاقة بين امرأة العزيز ويوسف مرت بمراحل غواية منها وصد منه، وسنفصلها بعض الشيء.
    مراحل الغواية والصد
    قال تعالى:
    [ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{23}] يوسف: ٢٣
    المرحلة الأولى: المراودة الخفية:
    يوسف شاب في بيت امرأة العزيز، وهى التي أكرمت مثواه من قبل ، ولها الفضل عليه من تربيتها له، وجعلته في بيتها،
    وتعامله معاملة غير معاملة العبيد في القصر ، وله ميزة عن غيره ، وتتنازعها العاطفة تجاهه ، فإن أمرته بشيء فيجب أن يطيعها،
    ولكنها تعرفه ، وتعرف أخلاقه ، وحياءه ، ورجاحة عقله ، وعلمه، فكيف سيكون الوصول إليه، إذاً ، عليها أن تعرض الأمر عليه بمكر
    المرأة ودهائها ، كإشارات، وتلميحات، وإيحاءات ، لعلها تجد منه استجابة، فلم تجد منه ما يشير إلي أنه استجاب إلي ما ترمى إليه ، إذا فماذا تفعل ؟
    أخذت تنازع نفسها ، إنها تريده ، وبأي شكل يجب أن تناله ، والمرآة لا تحب من يتجاهلها وتحب أن تكون مطلوبة ، والتجاهل يثير ثائرتها ،
    وتعقد العزم وتصر على أن تنال غايتها أيا كانت وبأي أسلوب ، أو أية طريقه ، ولا ترضى بالإستسلام.
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  2. #52
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    المرحلة الثانية: الغواية المكشوفة
    قامت امرأة العزيز في هذه المرحلة بالعرض، فقد يكون يوسف خائفا أو مترددا، فقامت بصرف العبيد وسدنتها،
    ونعرف أنه يقيم في بيتها، وقامت بغلق أبواب القصر إغلاقا محكما:
    [ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ] وتزينت كزينة المرأة لزوجها، وأبرزت مفاتنها له، لعله تنازعه نفسه، وتتحرك أحاسيسه عندما يراها في هذه الفتنة،
    ويميل إليها، خاصة وأنه شاب وليست لديه خبرة الرجال في تمالك الأعصاب في مثل هذه المواقف، ولكن خاب ظنها، فلم ينظر إليها وتجاهلها،
    أنه ينظر إليها على أنها أمه، لذلك نراه قد استحي منها..
    فزاد حنق امرأة العزيز على يوسف، فما كان منها إلا أن تدخل في المرحلة التالية.
    المرحلة الثالثة: التصريح الواضح لفعل الفاحشة
    ماذا تفعل امرأة تملكها الشيطان ، في رجل لم يتحرك لكل ما سبق من أساليب المراودة والغواية ، الباطنة منها ، والمكشوفة ،
    فكان لابد من التصريح[ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ] :أي إني قد تزينت وهيأت نفسي وتجهزت من أجلك فأنا لك هنا أسقط في يد يوسف ،
    واهتز داخليا في نفسه بسبب هذا الطلب الذي لم يكن يتوقعه ، المرأة التي تربى في بيتها وأكرمته ، وهى التي كانت تلاعبه وتداعبه وهو صغير،
    وجعلها مثل أمه التي فقدها صغيرا ، تطلب منه هذا الطلب الفاحش، ماذا يفعل يوسف ؟ فكان لابد من التذكير ، أي تذكير امرأة العزيز لتعود إلي رشدها.
    مراحل التذكير:
    قال تعالى:
    [ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{23}] يوسف: ٢٣

    المرحلة الأولى:التذكير بالله:
    [قَالَ مَعَاذَ اللّهِ] : وهى أعلى مراتب التذكير والتذكر ولا تعلوها أي مرتبة أخرى.
    أي أن الله لم يأمر بهذا الفعل الفاحش ؛ وهنا نذكر حديث رسول الله في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة:
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ﴿سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ الإمام الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ
    قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلان تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امرأة ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ
    اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَاليا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ --- (صحيح البخاري).
    لم تتعظ امرأة العزيز بهذا التذكير ، فنزل درجة من درجات التذكير.
    المرحلة الثانية: التذكير بمن رباه
    فأراد أن يذكرها بمن له الفضل عليه وعليها، لأنها زادت في الإلحاح في طلبها، فقال لها:
    [ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ] :أي أن الذي تطلبين منى أن أخونه هو من رباني ، وعهد بي إليك ، وأكرمني وأحسن وفادتي وتربيتي ، وهو الذي قال لك:
    [أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً] يوسف: ٢١، فكيف تطلبين منى أن أخونه، لكن امرأة العزيز لم تلق بالا لهذا أيضا؛
    وظلت مستمرة في طلبها الشاذ، فنزل منزلة أخرى.
    المرحلة الثالثة: التذكير بسوء العاقبة:
    لم يكن أمام يوسف إلا الورقة الأخيرة لديه ، فهي لم تتعظ بتذكيره لها بالله ولجوءه إلى الله ، وأن الله لم يأمر بهذا ،
    وأنه لا يمكن أن يخون صاحب البيت ، فكان يجب أن يكون التذكير الأخير بشدة وغلظة لصدها ، ويذكرها بآخر ما لديه من أسباب عدم الفعل فقال لها:
    [ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ]: وهو أن من يفعل هذا الفعل لا يمكن أن يفلح في الدنيا أو في الآخرة لأنه سيكون ظالما لنفسه أمام الله ،
    وللرجل الذي رباه ، ولأن الله دائما بالمرصاد لكل خوان أثيم.
    وللتدليل على ذلك سنعطى مثلا: هب أن أحدا أراد منك فعل إساءة ما إلى إنسان له فضل عليك، وأنت مخلص لله ولهذا الرجل، فماذا كنت ستفعل ؟.
    أظن أنك ستقول له أولا: اتق الله ، أو أنك ستذكره بالله، وإذا أصر وأنت لا تريد الفعل ، ستذكره بأفضال هذا الرجل عليك،
    وإذا زاد إصراره وإلحاحه أظن أنك ستوبخه وستزجره. وهذا هو ما فعله يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز.
    مفهوم الهم
    ما هو الهم ؟ هناك همان :هم حديث نفس ... وهم للفعل (حركه).
    وأما عن همّ (حديث النفس) فهو على عدة أنواع :
    الأول:هو هم الحزن، مثل الحزن على فقدان حبيب أو مال أو ما شابه ذلك.
    الثاني:هم حديث النفس(هم النفس)، وهو انشغال العقل بقضية ما تشغل بالنا وتؤرق حياتنا، ونتدبر فيها كيفية حلها، فقد يأخذ حلها وقتا،
    قد يطول هذا الوقت أو قد يقصر، فمثلا نقول: أن الدين هم بالليل ومذلة بالنهار ونفكر في كيفية تسديد هذا الدين، أو مشكلة ما في العمل وهكذا.
    الثالث: وهو المؤدى إلي الهم الحركي، فلكي يقوم الإنسان بعمل شيء ما فإنه يمر بعدة مراحل للقيام بهذا العمل:
    (1) فكرة تمر بعقل الإنسان حديث نفس.
    (2) تدبر هذه الفكرة حديث نفس.
    (3) عقد العزم على تنفيذ هذه الفكرة حديث نفس.
    (4)الاستعداد للقيام للتنفيذ حديث نفس.
    (5)القيام بالتنفيذ فعل(حركه).
    ولكن تأتى مرحلة دقيقة تلي الاستعداد للقيام بالفعل، والقيام بالتنفيذ للفعل، وهذه هي مرحلة الهم.
    إذاً فان الهم الحركي للفعل:هو مرحلة تلي الاستعداد للعمل والعمل نفسه، وهذا كان هم امرأة العزيز.
    الرابع:وهناك هم أخير، يسمى هم رد الفعل:
    وهذا الهم سنعطى له مثلا ولله المثل الأعلى: هب أن رجلا قام بمحاولة الاعتداء عليك، وهم بضربك، فماذا كنت ستفعل ؟ هل ستتركه ؟
    أم ستهم أنت أيضا بالدفاع عن نفسك، إذا هناك همان حركيان:
    الأول: هم فعل.... والثاني: هم رد فعل.
    فبعد هذا التعريف لأنواع الهم، إذا فعلينا أن نسوق الأدلة على براءة يوسف عليه السلام من هم عمل الفاحشة

    أدلة براءة يوسف عليه السلام
    نسوق خمسة عشر دليلاً على براءة يوسفعليه السلام
    الدليل الأول
    لو أن يوسف يه السلام قد مال إلي امرأة العزيز، وحدثته نفسه بفعل الفاحشة، فلماذا أعرض منذ البداية عندما راودته ؟ ،
    ولماذا لم يحدث والطريق ممهد له بغلق الأبواب ؟ ، وامرأة العزيز في كامل زينتها، ولم يكن معهما أحد، وزيادة على ذلك أنها هي التي دعته إليها.
    الدليل الثاني
    لماذا ذكرها يوسف بالله، ثم بالرجل الذي رباه، ثم بسوء العاقبة بعد ذلك، أم أنه كان اعتراضا واهيا؟.
    الدليل الثالث
    لماذا كان همها هي سابقا لهمه للفعل ؛ إن كان قد مال إليها وخارت قواه أمام إغراءاتها ؟.
    فالأولى إن كان ضعف أمامها أن يكون هو المبتدى بالهم ، وتكون الآية (وهم بها وهمت به) لأن المرأة لها صفة الإغراء والدعوة ،
    وتترك للرجل أن يبدأ هو بباقي الأمور من بداية الهم حتى النهاية.
    قال تعالى:[ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{24}] يوسف: ٢٤
    المتأمل في قوله تعالى: [ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا]،أي كان همهاسابقا لهمه.
    ونعود لسؤالنا:لماذا كان همها هي سابقا لهمه ؟.
    هناك سببان لهمها:
    السبب الأول: أنها قد وجدت فيه ضعفا فأرادت أن تشجعه وتخرجه من حالة الضعف هذه.
    السبب الثاني: أنها قد وجدت فيه إعراضا قويا فأرادت أن تجبره على الفعل بالقوة.
    فإلي أي السببين نميل؟.
    وهذه هي إحدى الدلائل القوية على براءة يوسف من الهم بها لعمل الفاحشة، وأن يوسف أصلا لم يمل إلي امرأة العزيز ولم تحدثه نفسه بعمل الفاحشة.
    وعلينا أن نذكر هنا أيضا أن الله سبحانه وتعالى قال: [ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا]،والمدقق في قوله تعالى يلاحظ أنه جل علاه لم يقل[ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا]،..
    فلماذا قال سبحانه وتعالى [ وَلَقَدْ]؟.
    لأن كلمة [ وَلَقَدْ]، تأتى هنا لتعطى إحساسا بقوة الهم منها ولتأكيده.
    أما قوله[ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا]،.. فقط، فتعطى انطباعا برعونة الهم بينهما وأنه من المحتمل أن يكون يه السلام قد مال إليها بالفعل.

    الدليل الرابع
    تربية يوسف في بيت امرأة العزيز منذ صغره عندما عهد به العزيز إلي زوجته فكان عمره لم يتعدى أصابع اليد الواحدة،
    وتربى يوسف في بيت المرأة ، وكبر يوسف وهو يجعلها مثل أمه،فهل إذا تربى أحد في بيت ما منذ صغره؟ فهل عندما يكبر
    سيميل شهوانيا إلي من ربته مهما كانت المغريات ؟،اللهم إلا إذا كانت تربيته كانت سيئة ، وهذا البيت سيء، فقد يكون بيت العزيز سيئا
    ،فهل كانت تربية يوسف عليه السلام سيئة ؟، إن يوسف عليه السلام قد تربى على أعين الله سبحانه وتعالى يؤيد
    هذا قوله تعالى في يوسف 21: [ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا
    لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ{21}]يوسف: ٢١
    وقوله تعالى 22: [ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{22}] يوسف: ٢٢

    الدليل الخامس:
    اعتصامه بالله وتذكيره لامرأة العزيز بأن ربه لا يرضى بهذا الفعل ولم يأمر به:
    قال تعالى:[ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ
    رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{23}] يوسف: ٢٣
    ولك أن تتأمل قول يوسف عليه السلام في هذا المقام: [ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ ]..
    ثم تذكيره لها بزوجها الذي له الفضل عليه وعليها[ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ]..
    ثم وصل به الأمر إلي أن يهددها بعاقبة الأمور[ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ]..
    كل هذا في وقت واحد، وموقف واحد، ولا يوجد فترة زمنية للتروي ومراودة النفس للفعل، ثم ينقلب الموقف فجأة وبدون
    مقدمات ليهم بها لعمل الفاحشة، كيف هذا ؟مع أن كل الذي قاله يوسف من أعذار شديدة، مقدمات لعدم الفعل.

    الدليل السادس
    حديث النفس للفعل يأخذ وقتا ومراودة مع النفس حتى يقتنع الإنسان بعمل الشيء، والموقف مع امرأة العزيز لم يأخذ وقتا حتى لمراودة النفس.
    الدليل السابع
    اختلاف العلماء والمفسرين في البرهان الذي أعطاه الله ليوسف ولم يدل حديث شريف على هذا البرهان،
    ولكنه اجتهاد علماء ومفسرين ليس له دليل قاطع.
    والبرهان كما يقول الإمام الشعراوي في خواطره : هو الحجة على الحكم .
    أو هو ألإثبات بدليل ، والدليل إما أن يكون بالقرآن واضحا ، أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو بالاستنباط
    من القرآن أو السنة النبوية الشريفة أو منهما معا ، ونحن هنا نتكلم عن نبي له عصمته من الله سبحانه وتعالى فيجب أن يكون كلامنا مدعم بكل ما سبق.
    فيقول رب العزة:[ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَلِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{24}] يوسف: ٢٤
    [ كَذَلِكَ ]: أي من أجل أن يوسف صبر على فتنة امرأة العزيز ولم يميل إليها وساق إليها الحجج لكي لا يفعل الفاحشة معها
    واعتصم بالله، فإننا سنصرف عنه سوء يصيبه من وراءها، وسنعود لهذه النقطة فيما بعد.[ لِنَصْرِفَ ] : لنبعد.
    [السُّوءَ]:هو وصم الإنسان بعمل شائن، أو بصفة تشينه، مثل انه (سارق ـزان ـ كاذب ـمرتش....الخ)، أو أن نقول عنه أنه
    حاول أن يفعل كذا ،مما يصيبه هذا السوء، كأن نقول مثلا أن هذا الشخص سرق أو حاول السرقة فإننا بهذا نكون قد أسأنا إليه،
    وذلك لينال عقوبة ما ، إما في سمعته وهذه إساءة نفسية ، أو في بدنه .
    [ وَالْفَحْشَاء ]:هي فعلة الزنا حيث يقول رب العزة :
    قال تعالى:[ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً{32}] الإسراء: ٣٢

    الدليل الثامن
    علينا هنا أن نقرأ الآية جيدا:[ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{24}] يوسف: ٢٤.
    وعليه فإننا يجب أن نسأل أنفسنا: لماذا أنزل الله الآية بهذا المنطوق وبهذا الترتيب؟، أي قدم صرف السوء على الفحشاء ،
    وفي هذا ملمح مهم:
    إن كان يوسف قد مال إلي امرأة العزيز، وحدثته نفسه بفعل الفاحشة، ثم رأى برهان ربه الذي منعه عن الفعل، فإن الله في هذه
    الحالة قد صرف عنه فعل الفاحشة.ويكون منطوق الآية:[ لِنَصْرِفَ عَنْهُ َالْفَحْشَاء] فقط .
    وأما إذا كان الله يريد أن يصرف عنه الفحشاء كي لا يصيبه سوء بعد ذلك، فإن منطوق الآية يكون:[ لِنَصْرِفَعَنْهُ الْفَحْشَاء وَ السُّوءَ] ،
    لأن الفحشاء هنا مقدمة في محاولة الفعل على السوء الذي كان سيصيبه بعد ذلك . ولأن الله هو المتكلم فإن كل أية ، وكل كلمة ،
    بل وكل حرف في القرآن الكريم موضوع بحساب وميزان دقيق ، لكي يؤدى المعنى والغرض الذي يريده الله منه ويهدف إليه.
    إذا فعلينا أن نعمل عقولنا، ولنقرأ الآية كما أنزلها الله سبحانه وتعالى:[ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَعَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{24}] يوسف: ٢٤.
    ونعود لسؤالنا لماذا قدم الله السوء على الفحشاء؟
    والإجابة في الآية التالية والله تعالى أعلم.
    قال تعالى: [ وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{25}]يوسف: ٢٥
    فإن كان يوسف قد مال إليها، وحاول فعل الفاحشة، فإنه قد أراد بأهل العزيز سوءا بالفعل، ومحاولة خيانة العزيز في أهله، مهما كانت هي أغوته أو لم تغوه.
    ولأنه لم تحدثه نفسه بهذا، فإن الله قد صرف عنه هذا السوء بإظهار براءته:
    قال تعالى:
    [ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ{28}] يوسف: ٢٨
    ويأتي تأكيد براءته في الآية التالية على لسان العزيز نفسه، يوسف29
    قال تعالى:[ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ{29}] يوسف: ٢٩
    وعلى هذا فإن السوء الذي سيصيب يوسف يأتي من فرية تفتريها عليه امرأة العزيز في جريمة لم يرتكبها ولم يفكر فيها .
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  3. #53
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    هذا عن السوء،ولكن ماذا عن الفحشاء ؟.
    الفحشاء يأتي ذكرها في الآية33 من نفس السورة:
    قال تعالى:
    [ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ{33}]يوسف: ٣٣
    وذلك بعد أن تكالبت عليه النسوة، وهددته امرأة العزيز بالعقاب إن لم يفعل معها الفاحشة:
    قال تعالى:
    [ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ{32}] يوسف: ٣٢
    ويأتي صرف الفحشاء في الآية 34حيث قال رب العزة :[فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{34}] يوسف: ٣٤
    وسيأتي توضيح ذلك في حينه.
    الدليل التاسع
    شهادة إبليس نفسه عليه اللعنة ليوسف عليه السلام
    قال تعالى في الآية التي نحن بصددها:
    [ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{24}] يوسف: ٢٤، والمخلصين كما قال العلماء إما بفتح اللام ،
    وهم من استخلصهم الله لنفسه أو بكسر اللام ، وهم الذين اخلصوا دينهم لله .
    فهل عبد مخلص لله، أو استخلصه الله لنفسه، يقع بالتفكير في معصية أو فاحشة ويقع في براثن الشيطان، مع أن الله يقول في كتابه الكريم على لسان الشيطان في سورة ص:
    [ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{83}] ص: ٨٢ - ٨٣
    فاستثنى لعنة الله عليه عباد الله المخلصين من مجرد الغواية فيقول القرطبي :
    فمعنى:[ لَأُغْوِيَنَّهُمْ] لاستدعينهم إلي المعاصي.
    ويقول الإمام الشعراوي :
    وقد صرف الله عنه الشيطان الذي يتكفل دائما بالغواية ، فالشيطان نفسه يقر أن من يستخلصه الله لنفسه من العباد إنما يعجز
    هو كشيطان عن غوايته ولا يجرؤ على الاقتراب منه. والغواية هي وقوع المعصية في النفس وإن لم يفعل.
    ويوسف عليه السلام نبي أخلص الدين لله، واستخلصه الله لنفسه، فكيف يقع في براثن الشيطان ويميل إلى امرأة العزيز ويهم بعمل الفاحشة معها.
    الدليل العاشر
    عصمة الأنبياء
    إن الله قد عصم الأنبياء جميعا من مجرد الوقوع في الخطيئة ، أو الاقتراب منها ، أو التفكير فيها ، ولكن جل تفكيرهم في عظمة الله سبحانه وتعالى ،
    واخذ الأشياء بحلالها وليس بحرامها مهما كانت المغريات ، لأن الله جعلهم قدوة وأسوة للبشر في أفعالهم ليقتاد بهم الناس ،
    فإن كان يوسف عليه السلام قد حدثته نفسه بفعل الفاحشة ، فإن هذا يكون دليلا لكل إنسان ضعيف الإيمان تحدثه نفسه بالفاحشة
    ويذعن لها ثم يجعل لنفسه حجة بأن الله لم يريه دليلا أو برهانا للكف أو الابتعاد عنها كما أرى يوسف برهان ربه فارتدع وابتعد .
    وبعد كل ما ظهر من الأدلة السابقة واللاحقة في أن يوسف عليه السلام لم يهم بعمل الفاحشة مع امرأة العزيز ولم يفكر فيها.
    إذا فعلينا أن نعرف ما الذي حدث أو على الأقل نتصوره، وقبل هذا علينا أن نحلل البرهان بعد أن عرفنا معناه.
    قلنا من قبل أن البرهان هو كما قال الإمام الشعراوي ، هو الحجة على الحكم،أو هو إثبات الشيء بدليل، أي أن البرهان هو دليل إثبات لقضية أو لحكم.
    فإما أن يأتي ماديا ليثبت هذه القضية.
    أو أن يأتي عقليا :كأن تنشغل بقضية ما تهمك ولا تجد لها حلا ، فتهم بعمل ما قد يكون فيه ضرر لك ، ولكن تأتى إليك فكرة أخرى للخروج
    من هذا المأزق أو هذه القضية ، فتقول لقد كدت أن أفعل كذا ، لولا أن الله ألهمني لأبتعد عن هذا الفعل وأفعل غيره .
    ونقول كما قال العلماء والمفسرين،لولا أن رأى برهان ربه لهم بها ، ولكن هم بماذا ؟.
    فإن الهم هنا ، هو القضية التي تباحث فيها العلماء ، وأدت إلي الفهم بأن هم يوسف هو لفعل الفاحشة.
    ولنتصور ما حدث علي ضوء الأدلة:
    اشتد إلحاح امرأة العزيز على يوسف عليه السلام وزاد سخطها وغضبها ، فماذا تفعل مع هذا الرجل الواقف أمامها ،
    وتطلب منه فعل لو طلبته من الملوك لأجابوها إليه ، ولكن أمامها نوع آخر من الرجال لم يرفض طلبها وحسب ، ولكنه يناطحها بالحجج التي تمنعه من الفعل.
    فما كان عليها إلا أن تجبره على الفعل ولو بالقوة ، فهمت بالانقضاض عليه لتمسكه من قميصه مِنْ قُبُلٍ (أي من الإمام)
    لتشده إليها أو لتجذبه نحوها ، (وعندما نقول همت معناه أنها لم تصل إليه بعد ولم تمسكه) ، فما كان من يوسف إلا أن هم ليردها عنه ،
    ويدافع عن نفسه ، وكاد أن يلمسهامن قميصها ، عندما وجد في وجهها هذا الهم ولكن جاءه إلهام رباني (البرهان):
    أن يا يوسف لا تمدن يدك عليها لتدفعها عنك ، ولا تلمسها ، ولكن أدر لها ظهرك بسرعة ، واهرب من أمامها ، واتجه إلي الباب ،
    فإنا منجوك من سوء يلحقك إن لمستها ، ودليل ذلك القميص وسيأتيشرحه وتوضيحه في الآية التالية 25:
    قال تعالى:
    [وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{25}] يوسف: ٢٥
    بسرعة أدار يوسف ظهره لامرأة العزيز وولى هاربا إلى الباب ليفتحه ، فوجدت امرأة العزيز نفسها في موقف لا تحسد عليه ،
    إن خرج يوسف من هذا المكان سيفتضح أمرها ،ولن يفعل ما تأمره به وهى في هذه الحالة من السعار،ولن يكون لها القدرة بعد ذلك في التعامل معه .
    إذا ماذا تفعل؟ عليها أن تمنعه من الهرب، وعليه أن يفعل ما تأمره به، لكي لا يستطيع بعده إفشاء سرها.
    بسرعة جرت وراء يوسف لتمنعه من الخروج ، وتمنعه من الباب ، فأمسكت بقميصه من الخلف لتجذبه إلي الوراء ،
    ولكن يوسف شاب وقوى ، فمع اندفاع يوسف وجذبها للقميص من الخلف ، انحنى ظهر يوسف للأمام ليعطى نفسه قوة في الاندفاع
    للهرب ومعالجة الباب لفتحه ، انقطع القميص من الخلف وتمكن يوسف من فتح الباب.
    وكانت المفاجأة ،فإذا بزوجها أمام الباب .
    أدركت امرأة العزيز أنها في ورطة وإن لم تخرج منها بسرعة فسوف يدرك زوجها ما حدث.
    رجل يفتح الباب، وهذا الرجل ليس ككل رجال القصر، إنه يوسف الذي رباه ويعرف أخلاقه.
    وامرأته وراءه وليست أمامه، والمنظر العام ليس حسنا.
    إذا فعليها أن تخرج بسرعة من هذه الورطة، فكان لابد من استحضار مكر المرأة وخداعها، واستثماره في هذه اللحظة لتبعد عنها الشكوك
    [ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ] ، يوسف 25.
    ألقت على يوسف تهمة هو بريء منهافألحقت به سوءًا، باتهامه بمحاولة فعل الفاحشة معها.
    وأرادت به سوءًا بأن يسجن أو يعذب .
    وهذه قدرة عجيبة في الخروج من المأزق الذي صنعته هي، ثم تلحق التهمة بالبريء، ثم تحدد العقوبة، بل وتفرضها على زوجها
    لكي لا يتحقق مما حدث، ولتجعله يصدقها.
    الشاهد
    قال تعالى:[ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ{26}] يوسف: ٢٦
    وجد يوسف نفسه قد تورط في قضية لم يكن هو السبب فيها، فلم يفعلها، أو يسعى إليها، أو يفكر فيها أصلا .
    ذهل يوسف من القدرة الغريبة في لي الحقيقة، وهذا ما نقابله ونعيشه في هذه الأيام من لي في الحقائق ، فأصبح البريء متهما ،
    والمجرم بريئا، وأكل الحقوق افتخارا، وضاعت الحقوق بين الناس ، وامتلأت المحاكم بالقضايا ومحامون درسوا القانون ليتلاعبوا به وبألفاظه ،
    وليس للدفاع عن المظلوم وإعطاء الحق لأصحابه ، وهم يعلمون الحقيقة من موكليهم ، فماذا يا ترى سيفعل الله بهم يوم القيامة ، أفيقي يا أمة الإسلام.
    فلم يكن أمام يوسف من دفاع عن نفسه إلا جملة واحدة[ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي]
    إننا نجد هنا أن يوسف قد بدأ كلامه بكلمة [هِيَ]
    أي بضمير الغائب كأنها غير موجودة ولم يزد أو يسترسل في حديث طويل لا طائل من ورائه ، وفيه أدب ، ووجه كلامه إلي من اتهم عنده ،
    ومن يهمه الأمر ، ولم يلتفت إلي المرأة ، لأنها ابتدأت الحديث بالكذب ، فلم يوبخها ، أو يؤنبها ، أو يكذبها ، ولم يقسم بأنه لم يفعل هذا الأمر
    ولكنه أوجز في الحديث [ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي].
    صمت العزيز ولم يتكلم، إنه في موقف صعب، هناك تعارض في القول،فكلا الطرفين عزيز عنده.
    المرأة: زوجته.
    ويوسف هو من رباه ويعرف أخلاقه .
    وكلاهما قريب من نفسه، فماذا يفعل ؟.
    إن صدق زوجته في اتهامها ليوسف، وأصدر حكمه كما أمرت زوجته،ثم تظهر براءة يوسف بعد ذلك فقد يندم على حكمه الظالم،
    ولكن الموقف الذي رآه فيه شك من كلام زوجته.
    وإن صدق يوسف في دفاعه عن نفسه،قد تكون زوجته صادقة في اتهامها.
    [ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ{26}] يوسف: ٢٦
    يوسف: ٢٦
    فكان لابد من عرض الأمر على شخص قريب منه ، على درجة عالية من الحكمة والعقل ، ويزن الأمور بميزان الحق والعدل ويطمئن إلي حكمه .
    ليس هذا فحسب ولكن يجب أن يكون قريبا لزوجته أيضا، أي من أهلها، لأنه سيكتم فضيحتها إن كانت هي المخطئة،
    وإن كان يوسف هو المخطئ فسوف يحكم عليه وينتهي الأمر.
    تم عرض الأمر على الشاهد أو من سيعطى حكمه في هذه القضية.
    فماذا قال الرجل:[ إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ{26}] يوسف: ٢٦
    أي أن القميص الذي يرتديه إن كان قطع من الأمام ، فإنها تكون صادقة في كلامها ، لأنه في هذه الحالة تكون المواجهة ،
    ويكون هو مقبلا عليها ومحاولا الاعتداء عليها ، وتكون هي مدافعة عن نفسها ، فتدفعه عنها ، فيقطع القميص من الإمام ، ويكون هو كاذبا في هذه الحالة.



    الدليل الحادي عشر:الشاهد مرة أخرى
    قال تعالى:
    [ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ{27}] يوسف: ٢٧
    أي وإن كان القميص قطع من الخلف ، فإنها تكون كاذبة في ادعائها ، وكان هو صادقا في كلامه ، وبرهان ذلك أن ظهره كان لها وهى وراءه.
    فما الذي دفعها لتقطع قميصه من الخلف.
    اللهم إلا إذا كانت هي الطالبة له ، وهو في حالة فرار منها ، مما أدى إلى قطع القميص من الخلف من شدة اندفاعه وفراره منها.
    أليس هذا دليل دامغ وبرهان ما بعده برهان، على أن برهان ربه هو إيحاء من الله إلى يوسف، بعدم الدفاع عن نفسه، وألا يلمس المرأة،
    ولكن عليه أن يعطى لها ظهره بسرعة ليهرب من أمامها.
    لأنه في هذه الحالة كان ستحدث مواجهة بين الاثنين( يوسف و امرأة العزيز) ، فكانت ستمسك به من الأمام وسيحاول هو الإفلات منها
    مما كان سيؤدى إلي قطع القميص من الأمام.
    وعلينا أن نتصور ما كان سيحدث إن كان يوسف قد مال إليها وهم بالمعصية:
    فهل كانت ستتركه بعد هذا الهم، وأصبح في متناول يديها ؟.
    أم أنها كانت ستقبض عليه بسرعة قبل أن يذهب من أمامها، وتمسك بقميصه من أمام ويكون هناك مشادة بينهما وتكون مواجهة، وكان سيقطع القميص من قبل.
    ومن حكمة الله سبحانه وتعالى ، أن يضع برهان البراءة في آية منفصلة ، ولم توصل بالآية السابقة ، لنتدبر آياته سبحانه ، ولا نمر عليها مر الكرام.
    ومن هنا فإن الله يعلمنا كيفية استنباط الأحكام بالأدلة المادية والعقلية.
    قال تعالى:[ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ{28}] يوسف 28.
    وجد العزيز نفسه أمام موقف يجب أن ينسى ، ولا يذكر مرة أخرى ، وإلا سينتشر الأمر ، وستكون فتنة ، وتلوك الألسن سيرة زوجته ،
    وسيرته وقد يفقد منصبه جراء ذلك ، فأراد أن تموت هذه الفتنة في مهدها ، وليحمى سمعته من القيل والقال ،بحيث تكون الأمور طبيعية
    وهذا من طبيعة علية القوم دائما.
    من هنا اتخذ العزيز موقفه لكي لا يفتضح بيته ، فقال ليوسف بصيغة الأمر:
    [يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ{29}] يوسف: ٢٩
    [يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا] ، أي عليك يا يوسف أن تنسى هذا الأمر نهائيا ولا تحدث به أحد.
    ثم وجه حديثه لامرأته موبخا إياها: [ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ]أي اطلبي الصفح والعفو والغفران لأنك أذنبت ذنبا شديدا .
    لأنه ما كان لك وأنت امرأة العزيز أن تقعي في مثل ما تقع فيه سائر النساء.
    الدليل الثاني عشر
    قول الإمام الشعراوي تعقيبا على الآية السابقة:
    وبهذا القول من الزوج أنهى الحق سبحانه هذا الموقف عند هذا الحد ، الذي جعل عزيز مصر يقر أن امرأته قد أخطأت
    ويطلب من يوسف أن يعرض عن هذا الأمر ليكتمه.
    مكر النسوة
    قال تعالى:
    [ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ{30}] يوسف: ٣٠
    انتشر الخبر في المدينة بالكيفية التي أخبر بها العلماء، وبدأت النسوة تتكلم وتلوك سيرة امرأة العزيز[امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ]
    وكلمة[امْرَأَةُ الْعَزِيزِ] هي إكبارا لها وتصغيرا لفعلها.
    إكبارا لها لكونها امرأة العزيز، وتصغيرا، لأنها وهى في هذه المكانة العالية ، وتطلب فعل الفاحشة مع أحد الخدم في القصر .
    ولأن فعلها هذا يضعهن في موضع الحرج أمام خدمهن وعلى هذا قلن:
    [ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ]:أي أنها لا يمكن أن تفعل هذا الفعل، إلا إذا كان حبه قد تمكن منها، ووصل هذا الحب
    إلي شغاف قلبها، وحبها هذا قد أوصلها إلي الضلال، ولم تعد تدرى ما تفعل.
    يقول فضيلة الشيخ الشعراوي في خواطره :وما قلنه هو الحق ، لكنهن لم يقلن ذلك تعصبا للحق أو تعصبا للفضيلة ،
    ولكنه الرغبة للنكاية بامرأة العزيز ، وفضحا للضلال الذي أقامت فيه امرأة العزيز 0
    وأردن أيضا شيئا آخر، أن ينزلن امرأة العزيز من كبريائها، وينشرن فضيحتها فأتين بنقيضين، لا يمكن أن يتعدى الموقف فيهما إلا خسيس المنهج.
    وقالت النسوة: [ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً].
    وقسم فضيلته الحب إلي منازل :
    ( الهوى ـ التعلق ـ الكلف ـ العشق ـ التدله ـ الهيام ـ الجوى ) وقد شرحها فضيلته بإسهاب في خواطره .
    قال تعالى:
    [فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ
    وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ{31}] يوسف: ٣١
    وصل إلي امرأة العزيز ما تناقلته نسوة كبار القوم ، وعلمت أنهن يمكرون بها ويسيئون إليها في أحاديثهن.
    يقول الإمام الشعراوي :
    المكر هو ستر شيء خلف شيء، كأن الحق ينبهنا على أن قولتها ليس غضبة للحق ولا كرها للضلال الذي قامت به امرأة العزيز
    ولكنهن أردن شيئا آخر، وهو أن ينزلن امرأة العزيز عن كبريائها وينشرن فضيحتها.
    وعلى هذا بدأت امرأة العزيز تفكر في مكر أقوى وأشد، لتظهر ما في أنفسهن وفى نفس الوقت يكون ردا عليهن ودفاعا عن نفسها.
    أرسلت إليهن ، وأعدت لكل واحدة منهن مجلسا مجهزا بالمفارش ومخاد ومساند ليستندن إليها ويكن في حالة استرخاء تام .
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  4. #54
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    الدليل الثالث عشر
    قول الإمام الشعراوي
    وهذا دليل براءة آخر على لسان إمام الدعاة لنبي الله يوسف عليه السلام حيث يقول رضي الله تعالى عنه:
    وكان الاعتراف:[ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ] وكلمة [حَاشَ]هي للتنزيه،هي تنزيه لله سبحانه
    عن العجز عن خلق هذا الجمال المثالي ، أو أنهن قد نزهن صاحب تلك الصورة عن حدوث منكر أو فاحشة بينه وبين امرأة العزيز.
    الدليل الرابع عشر
    اعتراف امرأة العزيز
    [ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ{32}] يوسف: ٣٢
    وجدت امرأة العزيز ما حدث للنسوة فقالت لهن معاتبة، وشامتة في النسوة، ومعترفة، ومصرة على الفعل، في آن واحد.
    أي أن هذا هو من قلتن فيه:
    [ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ{30}] يوسف: ٣٠، ولقد وصلني ما قلتن في ،
    عنى وعنه فأردت أن أريكن إياه ، فإنكن ومن نظرة واحدة ، تاهت عقولكن ولم تدرين ما تفعلن وقطعتن أيديكن انبهارا لجماله ،
    فما بالي أنا التي أعيش معه ليل نهار, ثم جاءت اللحظة الحاسمة للانقضاض عليهن والاعتراف بل والتباهي بما حدث منها:
    [ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ] وذلك خلافا لما قالت من قبل:
    [ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{25}] يوسف: ٢٥
    الدليل الخامس عشر:
    يقول رب العزة على لسان امرأة العزيز[ فَاسَتَعْصَمَ ] وهذا دليل أخر من الأدلة الدامغة، على أن يوسف لم يمل إلي امرأة العزيز شهوانيا ولم يهم بعمل الفاحشة.
    لأنه باعترافها هي قالت: [ فَاسَتَعْصَمَ ] لم تقل[ ولكنه استعصم]، فهناك فرق كبير بين الكلمتين لأن الفاء هنا تعطى سرعة
    رد فعل يوسف بالرفض لفعل الفاحشة وشدته ، وأن اعتصامه ورفضه لم يأخذ وقتا للمراودة مع النفس يفعل أو لا يفعل.
    ثم أظهرت إصرارها وتحديها لفعل الفاحشة مع يوسف في جرأة أمام النسوة، لأنها وجدت في النسوة ميل إلي يوسف،
    فأعلنت تحديها له:[ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ{32}] يوسف: ٣٢
    فأصبح الطلب مكشوفا ، ومفضوحا ، وبلا حياء لأنها وجدت نفسها وقد انهزمت من قبل أمام يوسف ، إذا فعليه الآن أن يفعل وبالأمر ،
    وإن لم يطع أمرها فإنه سيعاقب بالسجن ، وسينزل من المنزلة التي هو عليها الآن من كونه المقرب إليها في حاشيتها ،
    ورأى من مظاهر العز والترف ما لم يره غيره ، إلي السجن ، ويفعل أشياء تصغر من شأنه.
    وهذا يظهر لنا ما لنساء علية القوم من تأثير في القرارات التي تصدر وتخص العامة والدولة.
    وجد يوسف نفسه أمام تحد جديد ، وهو من اختبار الله له ، واختبار لإيمانه وصبره ، ويعلمنا الله من خلاله كيف نقف أمام الشدائد ،
    وكيف ومتى نلجأ إلي الركن الشديد .
    فالمرأة مازالت مصرة على الفعل، وهذه المرة ليست كسابقتها، فإن لم يفعل فالسجن أمامه، وليس السجن فقط، ولكن سينزل
    من المكانة التي هو فيها الآن من ترف العيش ورغده، إلي منازل الذين يقومون بالأعمال المشينة، وهو غير معتاد على هذا.
    أي شاب هذا الذي يترك النعيم والترف بجوار امرأة العزيز، وينزل إلي منازل الصاغرين، هل من أجل ليلة مع امرأة، وأي امرأة
    إنها امرأة العزيز التي إن وافق على طلبها فسيكون في منزلة يحسده عليها العزيز نفسه.
    وليس مع امرأة العزيز وحدها ولكن مع نساء علية القوم أيضا.
    ثم أليست هذه هي الفحشاء التي تكلم الله فيها وقال فيها..[ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{24}] يوسف: ٢٤
    أصبح يوسف في موقف صعب ، وهو على مفترق طريقين .
    أحدهما فيه هناء الدنيا ورغدها ونعيمها ، وفيه الضغوط شديدة لفعل الفاحشة ، ولكن فيه غضب الله سبحانه، والآخر فيه السجن ،
    والشقاء ، والعذاب ، والتصغير من الشأن في الدنيا ، ولكن فيه رضاء الله سبحانه وتعالى ، ونعيم الآخرة . .
    والكيد:هو ما أضمرته امرأة العزيز والنسوة في الضغط علي يوسف لفعل الفاحشة معهن.
    ولكن يوسف له رأى أخر:وليتعلم منه رجال الأمة وشبابها ، الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة ، ونسوا أن لهم ربا مطلع على أفعالهم ،
    وسيحاسبهم بها يوم العرض عليه.
    حسم يوسف أمره ، واتجه إلي الله بالدعاء حيث قال:[قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ
    أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ{33}] يوسف: ٣٣
    هنا جمع يوسف النسوة في محاولة فعل الفاحشة معه ، ولم يتكلم عن امرأة العزيز على الرغم من أن امرأة عزيز هي
    التي قالت:[ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ{32}] يوسف: ٣٢
    وهذا يؤكد أن يوسف لم تتحرك غريزته تجاه امرأة العزيز في مراودتها الأولى، ولكن تكالب النسوة عليه ، كاد أن يغلبه فكان دعائه وتضرعه إلي الله:
    [قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ] يوسف: ٣٣
    أي أن السجن أفضل لديه من أن يوافق امرأة العزيز على فعل الفحشاء ؛ أو يوافق النسوة على دعوتهن له، ولكن يوسف
    عليه السلام دعا ربه ؛فقال:[ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ{33}] يوسف: ٣٣
    فيوسف عليه السلام يعرف أنه من البشر ؛ وإن لم يصرف الله عنه كيدهن ؛لاستجاب لغوايتهن ولأصبح من الجاهلين الذين لا يلتفتون إلى عواقب الأمور.
    صرف الفحشاء
    قال تعالى:[ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{34}] يوسف: ٣٤
    لبى الله نداء يوسف واستغاثته به حيث يقول رب العزة في سورة النمل 62:
    [ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ{62}] النمل: ٦٢
    وكأنني أشعر أن هذه الآية قد أنزلت في نبي الله يوسف خاصة لأنه فعلا كان في حالة المضطر المستغيث، ولأن يوسف عليه السلام
    لم يكن في حالة استغاثة أو اضطرار في قوله:
    [ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{23}] يوسف: ٢٣
    لأنه كان في حالة تنبيه وتذكير لامرأة العزيز ، ولم يكن هناك اضطرار إلي الاستغاثة والركن الكامل ، ولكن كان أمامه خيارات كثيرة ،
    ووقت متسع، وحيل للهرب من الموقف الذي كان فيه من قبل .
    أما في هذا الموقف فان يوسف قد أحيط به، ولا يوجد مخرج له، فإما الفعل، أو السجن والصغار، ولا يوجد خيار أخر، فكان لابد من الركن إلي الله وهو مضطر.
    وهنا يعلمنا الله سبحانه وتعالى أن العبد يجب عليه أولا أن يعمل عقله الذي خلقه الله له في الأزمات للخروج منها ،
    فإذا ما استعمل الإنسان عقله ، فان الله سيهديه إلي برهان للخروج من مأزقه ، كما فعل يوسفu وهداه الله لحيلة الهروب إلي الباب ،
    ولكن إذا استنفذ العبد كل حيله وأحيط به ، فعليه أن يلجأ إلي من هو أقوى منه ومن الموقف الذي هو فيه ، فان الله سبحانه وتعالى
    سيخرجه منه بقدرته ولكن أن نركن إلي الدعاء فقط ولا نحاول أن نفكر للخروج من مما نحن فيه ، ونقول أن الله
    سبحانه وتعالى سيخرجنا مما نحن فيه ، فهذا يعتبر تواكلا .[فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{34}] يوسف: ٣٤
    فصرف الله عنه ما كانت امرأة العزيز والنسوة يمكرون على فعله معه.
    أما كيف صرف الله عنه كيد النسوة ، فهي من آيات الله التي لم يبين لنا أحد من المفسرين وعلمائنا الأجلاء كيف صرف الله هذا الكيد.
    ظهر للعزيز وحاشيته أن يوسف بريء ، وأن أخلاقه ، وأدبه ، ودينه لا غبار عليه ، ولكن وجوده فيه فتنة على نسائهم ،
    إذا فعليهم أن يتخذوا موقفا لدرء هذا الخطر .
    وكان القرار حبس يوسف عليه السلام فترة من الزمن حتى تموت هذه الفتنة.
    إلي هنا تنتهي علاقة يوسف مع امرأة العزيز ، ولكنه لم يبرأ التبرئة الكاملة ، فلقد دخل السجن ظلما ، ولكن الله سبحانه له تصريف آخر.
    فكان تعبير رؤيا الرجلين اللذان كانا معه في السجن هي مفتاح النقلة الأخرى له ، فجاءت رؤيا الملك التي لم يستطع أحد أن يعبرها ،
    لتنقل يوسف نقلة أخرى ، ويتم عن طريقها كشف ما حاول العزيز وحاشيته أن يطمسوه ، ولتبرئ يوسف براءة كاملة من محاولة فعل الفاحشة مع امرأة العزيز.
    فبعد أن عبر رؤيا الملك، أدرك الملك أن من يعبر تلك الرؤيا بهذا التأويل لا يمكن أن يكون مثله في السجن، فطلبه الملك.
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  5. #55
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    امرأة العزيز أعظم تائبة في التاريخ

    التوبة:
    لقد خُلق الإنسان وفيه استعداد للخير واستعداد للشر، خُلق على طبيعة مزدوجة كما نرى في خلق آدم، قبضة من الطين ونفخة من الروح،
    فالطين يدفع به إلى الأسفل والروح تنزع به إلى الأعلى، وهناك صراع بين هذين النموذجين أو هاتين الركيزتين في النفس الإنسانية.
    فأحياناً الإنسان يغلب عليه طينه وينزل إلى الأسفل ويكون كالأنعام أو أضل سبيلا، وأحياناً يرقى به الروح ونفخة الروح فيصبح كالملائكة،
    ولذلك حينما تحدث الله سبحانه وتعالى عن النفس.
    قال تعالى:[ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا{10}] الشمس: ٧ - ١٠
    فالنفس ملهمة، بطبيعتها الفجور والتقوى، الاستعداد للفجور والاستعداد للتقوى، عندها استعداد لأن ترقى واستعداد لأن تهبط،
    فلذلك كان على الإنسان أن يغالب نفسه.
    والله عز وجل حينما خلق الإنسان خلقهً مختاراً،لم يخلقه كالملائكة مفطوراً على الطاعة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون،
    ولم يخلقه كالبهائم أو السباع يفعل ما توحيه الغريزة.
    إنما هو إنسان عنده عقل، وعنده إرادة، وعنده حرية الاختيار، فلذلك لابد وأن يجاهد نفسه، ولو استذاب لغرائزه وللمغريات الأخرى،
    ومن هذه المغريات أنه قد سُلط عليه الشيطان.
    قال أحد الصالحين:
    إني بُليت بأربع يرمينني بالنبل عن قوس له توتير.
    إبليس والدنيا ونفسي والورى يا ربي أنت على الخلاص قدير.
    والمتأمل في قول امرأة العزيز:
    [ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ{52}] يوسف: ٥٢
    فإننا نلتمس من قولها: [ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ]لأني عرفت بعد هذه المدة الطويلة وما عندي من التجارب[ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ] .
    بناء على أن الجملة المتقدمة لامرأة العزيز كما يقتضيه ظاهر العبارة ، فإنها ومن اجل اعترافها الصريح بنزاهة يوسف وما أخطأته في حقه , تقيم ثلاث أدلة :
    الأول: معرفتها لحقيقة التوحيد والتي يبدو أنها كانت على علم بها من يوسف عليه السلام حينما كان في قصرها فهو نبي وسليل الأنبياء..
    كما أننا لا نستبعد ممارستها لنشر الدعوة وسط صفوف جلسائها من نسوة الوزراء وإلا فمن أين لهن بقولهن :[ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ] يوسف: ٥١
    قلن حاش لله وفي حضرة الملك ولم يخشين على أنفسهن من بطش الملك لتلفظهن باسم الله.
    وقولهن قبل ذلك وفي حضرة امرأة العزيز:
    [ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ{31}] يوسف 31
    فمن أين لهن المعرفة بالله والملائكة ..حتى يتلفظن بهذه الأسماء؟..
    الثاني:أن وجدانها, ويحتمل بقايا علاقتها بيوسف, لا تسمح لها أن تستر الحق أكثر من هذا, وان تخون هذا الشاب الطاهر في غيابه.
    الثالث : أن من مشاهدة الدروس المليئة بالعبر على مرور الزمن تجلت لها هذه الحقيقة , وهي أن اللّه يرعى الصالحين ولا يوفق الخائنين في مرادهم أبدا.
    وبهذا بدأت الحجب تنقشع عن عينيها قليلاً قليلاً .. وتلمس حقيقة الحياة ولا سيما في هزيمة عشقها الذي صنع غرورها وشخصيتها الخيالية ,
    وانفتحت عيناها على الواقع أكثر, فلا عجب أن تعترف هذا الاعتراف الصريح .
    وتواصل امرأة العزيز القول:[ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ{53}] يوسف: ٥٣
    وبحفظه وإعانته نبقى مصونين , وأنا أرجو أن يغفر لي ربي هذا الذنب :
    [ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ] يوسف: ٥٣
    قال بعض المفسرين: إن الآيتين الأخيرتين من كلام يوسف, وقالوا: إنهما في الحقيقة تعقيب لما قاله يوسف لرسول الملك ومعنى الكلام يكون هكذا.
    إذا قلت حققوا عن شان النسوة اللائي قطعن أيديهن , فمن اجل أن يعلم الملك أو عزيز مصر الذي هـو وزيره ,أني لم أخنه في غيابه
    واللّه لا يهدي كيد الخائنين كما لا أبرئ نفسي لان النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم .
    الظاهر أن الهدف من هذا التفسير المخالف لظاهر الآية أنهم صعب عليهم قبول هذا المقدار من العلم والمعرفة لامرأة العزيز التي
    تقول بلحن مخلص وحاك عن التنبه والتيقظ.
    والحال انه لا يبعد أن الإنسان حين يرتطم في حياته بصخرة صماء, تظهر في نفسه حالة من التيقظ المقرون بالإحساس بالذنب والخجل,
    خاصة انه لوحظ أن الهزيمة في العشق المجازي يجر الإنسان إلى طريق العشق الحقيقي عشق محبة اللّه سبحانه.
    وبتعبير علم النفس المعاصر: إن تلك الميول النفسية المكبوتة يحصل فيها حالة التصعيد وبدلا من تلاشيها وزوالها فإنها تتجلى بشكل عال.
    ثم إن قسما من الروايات التي تشرح حال امرأة العزيز ـ في السنين الأخيرة من حياتها ـ دليل على هذا التيقظ والانتباه أيضا.
    وبعد هذا كله فربط هاتين الآيتين بيوسف ـ إلى درجة ما ـ بعيد, وهو خلاف الظاهر بحيث لا ينسجم مع أي من المعايير الأدبية للأسباب الآتية:
    أولا: كلمة ذلك التي ذكرت في بداية الآية هي بعنوان ذكر العلة, أي علة الكلام المتقدم الذي لم يكن سوى كلام امرأة العزيز فحسب,
    وربط هذا التذييل بكلام يوسف الوارد في الآيات السابقة أمر عجيب.
    ثانيا: إذا كانت هاتان الآيتان بيانا لكلام يوسف فسيبدو بينهما نوع من التناقض والتضاد, فمن جهة يقول : أني لم أخنه بالغيب ,
    ومرة يقول : وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء. وهذا الكلام لا يقوله إلا من يعثر أو يزل ولو يسيرا, في حين أن يوسف لم يصدر منه أي زلل.
    وثالثا: إذا كان مقصوده أن يعرف عزيز مصر انه بري ء فهو من البداية بعد شهادة الشاهد عرف الواقع , ولذلك قال لامرأته :
    (استغفري لذنبك ) وإذا كان مقصوده انه لم يخن الملك , فلا علاقة للملك بهذا الأمر, والتوسل إلى تفسيرهم هذا بحجة أن الخيانة
    لإمرأة العزيز خيانة للملك الجبار, فهو حجة واهية ـ كما يبدو ـ خاصة أن حاشية القصر لا يكترثون بمثل هذه المسائل .
    وخلاصة القول : أن هذا الارتباط في الآيات يدل على أن جميع ما ورد في السياق من كلام امرأة العزيز التي انتبهت وتيقظت
    واعترفت بهذه الحقائق وبهذا يمكننا وصفها بأنها أعظم تائبة في التاريخ ولم تجد حظها من الإنصاف مثل ما وجدت حظها من التشهير.
    ولقد ذكر العلماء للتوبة الصحيحة أركانًا ينبغي أن تتوفر وهي:
    أولاً: الإقلاع عن الذنب: فيترك التائب الذنب الذي أراد التوبة منه باختياره، سواء كان هذا الذنب من الكبائر أم من الصغائر.
    ثانيًا: الندم على الذنب: فهذا الركن مقومات التوبة فيه مقوم نفسي، وهو ـ كما قال الإمام الغزالي ـ يتكون من علم وحال وعمل
    أي هو الجانب المعرفي في التوبة، فالإنسان يعرف خطأه، وإنه سلك مع الله سلوكاً غير لائق، ويعرف آثار هذه الذنوب،
    وآثار المعاصي في دنياه وفي آخرته، وعلى نفسه، وعلى صحته، وعلى أخلاقه، وعلى أسرته، وعلى أولاده بمعنى أن يندم التائب
    على فعلته التي كان وقع فيها ويشعر بالحزن والأسف كلما ذكرها.
    يعرف هذا، ويعرف مقام الله سبحانه وتعالىويعرف حاجته إلى التوبة، وهذا هو ما يعرف بالجانب المعرفي.
    وهذا الجانب المعرفي يترتب عليه جانب وجداني، ويطلق عليه الإمام الغزالي الحال، وهو ما يعرف بالندم.
    فما هو الندم؟..
    الندم، أي بعدما يعرف الإنسان خطأه، يترتب عليه أن يندم، إذا انتبه القلب إلى آثار المعاصي ندم الإنسان،
    والندم هو في الواقع شعور.. توتر يحس به الإنسان بلسعة تلسع كأنها نار تحرقه، احتراق داخلي، ولقد حدثنا ربنا سبحانه وتعالى
    عن نفسية التائبين في سورة التوبة حيث قال تعالى:[ وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ
    وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{118}] التوبة: ١١٨
    هذا هو حالهم ، ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، على سعة الدنيا يتهيأ له إنها أصبحت كأنها حلقة صغيرة، وضاقت عليه نفسه،
    وظن أن لا ملجأ من الله، فلابد من تولد هذه الحالة النفسية وهذا الشعور بالحسرة، والحزن على ما فات وما فرط في جنب الله.
    بعد ذلك يؤثر هذا في ناحية أخرى وهي ناحية العزم والتصميم بالنسبة للمستقبل، ندمت على ما فات لابد من العزم على إصلاح ما هو آت.
    ثالثًا: العزم على عدم العودة إلى الذنب: وهو شرط مرتبط بنية التائب، وهو بمثابة عهد يقطعه على نفسه بعدم الرجوع إلى الذنب.
    رابعاً: الاستدراك ورد الحقوق وتتمثل في:
    أولاً: حقوق الله عز وجل:
    وهي إما أوامر وطاعات قد قصَّرت فيها، أو مناهي ومعاصي ارتكبتها.
    أما الطاعات، فإن كنت قد تركت صلاة، أو صليتها فاقدة شرطًا من شروط صحتها، فيجب عليك أن تقضيها كلها إذا كنت تعلم عددها،
    فإن كنت لا تعلم عددها أو تشك فيه، فخُذ بغالب الظن بعد الاجتهاد والتحري، ثم لتكثر بعد ذلك من صلوات النوافل، كالسنن الراتبة وقيام الليل.
    وإن كنت تركت صيام يوم أو أيام من صيام الفريضة، فأحصِ عددها واقضها، ثم زد بعد ذلك من صوم النافلة، كالاثنين والخميس والأيام البيض.
    وأما إن كان فرَّط في الزكاة، فيحسب ما كان يجب عليه إخراجه ويخرجه على حسب غلبة ظنه.
    وإن كان تيسر له سبيل الحج واستطاع ولم يحج، فعليه أن يبادر بالحج، وأن يسعى لأداء الفريضة قبل أن يدركه الموت.
    وأما المعاصي، فيجب أن يحصيها، بأن ينظر في أيامه وساعاته، ويفتش في جوارحه، ويسجل كل معاصيه، من صغائر وكبائر، ثم يسعى في تكفيرها كلها.
    ثانيًا: حقوق ومظالم الناس:
    شدد الشرع في حقوق ومظالم العباد ما لم يشدده في حقوق الله سبحانه وتعالى ، فقد ألزم الشرع التائب أن يرد الحقوق إلى أصحابها
    إن كانوا أحياء، أو إلى ورثتهم إن أموات، فإن لم يستطع ردها فليستحل منه بعد إعلامه بها، إن كان حقًّا ماليًّا أو جناية على بدنه،
    فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    (مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لا يَكُونَ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ
    مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ).
    فإن لم يسامحه صاحب الحق ويتحلل له فعليه أن يسعى ما استطاع في تحصيل هذا الحق ورده إلى صاحبه، فإن لم يجد أصحاب الحقوق
    ولا ورثتهم، فعليه أن يتصدق بهذه الحقوق عن أصحابها، ويدفعها إلى الفقراء والمحتاجين، أو إلى جهات الخير ومصالح المسلمين.
    أما المظالم الأدبية، كالغيبة والسب والسخرية والاستهزاء، فقد اختلف العلماء في كيفية التوبة منها، فقال بعضهم: يجب على التائب
    إعلام من اغتابه أو سبه، والتحلل منه، وقال البعض الآخر: يتوب بينه وبين الله، ولا يشترط إعلام من قذفه أو اغتابه.
    والقول الوسط بينهما هو: إن لم يترتب على إخباره وإعلامه مفسدة وضرر، فيجب إخباره والتحلل منه، وإن ترتب على إخباره
    مفسدة أو ضرر، فتُدفَع المفسدة، ويتوب بينه وبين الله ولا يخبره، ويدعو له. فالتحلل من حقوق الناس أي العزم على إصلاح ما هو
    آت يعتبر من أهم مراحل التوبة لأنه يؤدي إلى حرج التائب ولا شك لأن الذنب إذا كان متعلقًا بحقوق الناس، فلابد أن يعيد الحق لأصحابه،
    أو يطلب منهم المسامحة، وهو ما يعرف بالجانب العملي وهو الجانب الذي يأتي بعد الجانب الوجداني والإرادي حيث ينبثق السلوك العملي،
    وهو أن يقلع بالفعل من المعصية، وهذا الجانب العملي له فروع منها، أن يستغفر الله تعالى بلسانه.
    قال تعالى:
    [ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{23}] الأعراف: ٢٣.
    من ناحية أخرى كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" وكما قال الله تعالى:
    [وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ{114}] هود: ١١٤ ،
    فعليه إنه يغير السيئة بحسنة، يبدل السيئة بالحسنة.. يتبعها بحسنة وخصوصاً حسنة من جنسها، وإذا صدقت التوبة لابد أن يتبعها سلوك،
    سلوك ناشئ عن وجدان، عن توتر، عن الندم وعن العزم، ولذلك قال تعالى:
    [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى{82}] طه: ٨٢
    وقال تعالى:[ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً{68}
    يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً{69} إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ
    وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً{70} وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً{71}]الفرقان: ٦٨ - ٧١
    ولابد مع التوبة بعد ذلك من تجديد الإيمان، لأن الذنوب تخدش الإيمان فلابد أن نرمم هذا الإيمان بالتوبة، وهو إيمان يتبعه عمل للصالحات.
    ويقول سبحانه وتعالى في سورة البقرة:[ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{160}] البقرة: ١٦٠
    وقال تعالى:[ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ{89}]آل عمران: ٨٩
    وقال تعالى:[ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ
    أَجْراً عَظِيماً{146} مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً{147}]النساء: ١٤٦ - ١٤٧
    وقال تعالى:[ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{5}]النور: ٥
    الاجتماع الملكي
    لـقد كان تعبير يوسف لرؤيا الملك دقيقا ومدروسا ومنطقيا إلى درجة انه جذب الملك وحاشيته إليه, إذ كان يرى أن سجينا
    مجهولا عبر رؤياه بأحسن تعبير وتحليل, دون أن ينتظر أي اجر أو يتوقع أمرا ما.. كما انه أعطى للمستقبل خطة مدروسة أيضا.
    لقد فهم الملك إجمالا أن يوسف لم يكن رجلا يستحق السجن , بل هو شخص أسمى مقاما من الإنسان العادي ,دخل السجن نتيجة
    حادث خفي , لذلك تشوق لرؤيته , ولكن لا ينبغي للملك أن ينسى غروره ويسرع إلى زيارته , بل أمر أن يؤتى به إليه كما يقول القرآن :
    قال تعالى:
    [ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ{50}]
    يوسف: ٥٠
    [ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ] ثم أرسل في طلبه :[ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ] لم يوافق يوسف على الخروج من السجن دون أن يثبت براءته,
    فالتفت إلى رسول الملك وقال:[ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ] إذن.. فيوسف لم يرغب أن يكون كأي مجرم,
    أو على الأقل كأي متهم يعيش مشمولا بعفو الملك.. لقد كان يرغب أولا أن يحقق في سبب حبسه , وان تثبت براءته وطهارة ذيله ,
    ويخرج من السجن مرفوع الرأس , كما يثبت ضمنا تلوث النظام الحكومي وما يجري في قصر وزيره، اجل فلقد اهتم بكرامة شخصيته
    وشرفه قبل خروجه من السجن , وهذا هو نهج الأحرار.
    الطريف هنا أن يوسف عليه السلام في عبارته هذه أبدى سموا في شخصيته إلى درجة انه لم يكن مستعدا لان يصرح باسم امرأة العزيز
    التي كانت السبب المباشر في اتهامه وحبسه , بل اكتفى بالإشارة إلى جماعة النسوة اللاتي لهن علاقة بهذا الموضوع فحسب ونحن كذلك
    وحتى قبل أن يفتضح الأمر لم نكن نعرف شيئاً عن المرأة ولا عن زوجها ، من هو ومن هي حتى قال النسوة [وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ
    الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ{30}] يوسف: ٣٠
    الحقيقة أول مرة نعرف أنّ سيدنا يوسف عليه السلام كان في بيت عزيز مصر وأنّ المرأة التي راودته عن نفسها هي امرأة العزيز ،
    وهذه طريقة في حبكة القصة رائعة جداً ، أخّر إعطاء القارئ هوية هذا الرجل الذي اشتراه ، وقال الذي اشتراه من مصر ، من ؟ لا نعرف ،
    وقال لامرأته أكرمي مثواه ، وراودته التي هو في بيتها ، بعد مرحلة متقدمة من القصة ، عرفنا أنّ هذه المرأة التي راودته عن نفسها
    هي امرأة العزيز ، وأنّ هذا الرجل الذي اشتراه هو عزيز مصر، ويبدو من السياق أنّ هؤلاء النسوة كنّ من الطبقة الراقية ، رقياً دنيوياً ،
    أي من طبقة الأغنياء والمقربين إلى القصر .
    ثم يضيف يوسف: إذا لم يعلم سبب سجني شعب مصر ولا جهازه الحكومي وبأي سبب وصلت السجن,
    فاللّه مطلع على ذلك [ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ] يوسف: ٥٠
    عاد المبعوث من قبل الملك إلى يوسف مرة ثانية إلى الملك , واخبره بما طلبه يوسف مع ما كان من إبائه وعلو همته ,
    لذا عظم يوسف في نفس الملك وبادر مسرعا إلى إحضار النسوة اللائي شاركن في الحادثة , والتفت إليهن وسألهن سؤالاً محدداً:
    [ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ] يوسف:51
    [ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ]..والخطب،هو الحدث الجلل،فهو حدث غير عادى يتكلم به الناس، فهو ليس حديثا بينهم وبين أنفسهم,
    بل يتكلمون عنه بحديث يصل إلى درجة تهتز لها المدينة.
    وقول الملك هنا يدل على أنه قد سمع الحكاية بتفاصيلها فاهتز لها, واعتبرها خطبا مما يوضح لنا أن القيم هي القيم في
    كل زمان ومكان. [ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ]..يجب أن تقلن الحق..إذ أنه من الواضح أن الملك كان قد استعلم بطريقته عن ما حدث
    ليوسف وأنه بعد أن انتهى المجلس العجيب لنسوة مصر مع يوسف في قصر العزيز في تلك الغوغاء والهياج , وبعد أن علم أن
    خبره قد وصل إلى سمع العزيز .. ومن مجموع هذه المجريات اتضح له أن يوسف لم يكن شابا عاديا, بل كان طاهرا لدرجة لا يمكن
    لأي قوة أن تجره إلى الانحراف والتلوث , واتضحت علامات هذه الظاهرة من جهات مختلفة , فتمزق قميصه من دبر, ومقاومته أمام
    وساوس نسوة مصر, واستعداده لدخول السجن وعدم الاستسلام لتهديدات امرأة العزيز بالسجن والعذاب الأليم , كل هذه الأمور
    كانت أدلة على طهارته لا يمكن لأحد أن يسدل عليها الستار أو ينكرها ولازم هذه الأدلة إثبات عدم طهارة امرأة العزيز وانكشاف أمرها,
    وعلى اثر ثبوت هذا الأمر فان الخوف من فضيحة جنسية في أسرة العزيز كان يزداد يوما بعد يوم .
    فكان الرأي بعد تبادل المشورة بين العزيز ومستشاريه هو إبعاد يوسف عن الأنظار لينسى الناس اسـمه وشخصه, وأحسن السبل
    لذلك إيداعه قعر السجن المظلم أولاً, وليشيع بين الناس أن المذنب الأصلي هو يوسف ثانيا, لذلك قال الله تعالى:[ ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن
    بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ{35}] يوسف: ٣٥.
    التعبير بكلمة بدا التي معناها ظهور الرأي الجديد, يدل على أن مثل هذا التصميم في حق يوسف لم يكن من قبل، ويحتمل أن تكون
    هذه الفكرة اقترحتها امرأة العزيز لأول مرة.. وبهذا دخل يوسف النزيه ـ بسبب طهارة ثوبه ـ السجن , وليست هذه أول مرة
    ولا آخرها أن يدخل الإنسان النزيه بجريرة نزاهته السجن ففي المحيط المنحرف تكون الحرية من نصيب المنحرفين الذين يسيرون
    مع التيار وليست الحرية وحدها من نصيبهم فحسب , .. بل إن الأفراد النجباء كيوسف الذي لا يتلاءم مع ذلك المحيط ولونه،
    ويتحرك على خلاف مجرى الماء، ومثل ما تهبط الجثث السليمة في قاع المحيط فإنك ترى الجيف تصعد في أعلاه وتطفو والعجيب أنك
    تجد في علوم اللغة أن كلمة شر تجمع على شرور، أما كلمة خير فلا جمع لها وهكذا الحياة تجد الشر له أعوانه ومريديه ومخالبه قوية أما
    الخير فقدره أن يكون وحيداً وعلى الرغم من فرديته إلا أن الحق عودنا دائماً أن النصر والغلبة له دائما والمسألة مسألة وقت لماذا؟..
    ليكون الشر وأعوانه جند من جنود الحق.
    وهكذا بعد أن اجتمعت لدى الملك كافة خيوط القضية جاءت اللحظة الحاسمة لحظة المواجهة بين يوسف الحاضر الغائب وبين النسوة
    وفي حضرة أزواجهن :[ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ] يوسف:51
    ماذا حدث؟ وماذا فعلتن مع يوسف؟. فتيقظ فجأة الوجدان النائم في نفوسهن, وأجبنه جميعا بكلام واحد متفق على طهارته و:
    [ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ] يوسف:51
    إنه لم يسألهن رأيهن في يوسف حتى يجبنه بتلك الإجابة المعروفة لديه مسبقاً وإنما سألهن سؤالا محدداً:
    [ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ]فلم يجبنه، وفضلن الصمت فأزواجهن كانوا حضورا بالمجلس وهم الذين دبروا
    دخول يوسف للسجن بعدما ثبتت براءته عندهم، ولم يشملهم ـ أي السادة الوزراء ـ يوسف عليه السلام بكلامه وكذلك لم يرد
    ذكر من كانت السبب وراء هذا كله في حديثه.
    أما امرأة العزيز التي كانت حاضرة أيضا, وكانت تصغي بدقة إلى حديث الملك ونسوة مصر, فلم تجد في نفسها القدرة على السكوت ,
    ودون أن تسال أحست بان الوقت قد حان لان تنزه يوسف وان تعوض عن تبكيت وجدانها وحيائها وذنبها بشهادتها القاطعة في حقه ,
    وخاصة أنها رأت كرم يوسف المنقطع الـنظير من خلال رسالته إلى الملك ,إذ لم يعرض فيها بالطعن في شخصيتها وكان كلامه عاما ومغلقا تحت عنوان نسوة مصر.
    فكأنما حدث انفجار في داخلها فجأة وصرخت و[ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ{51}] : يوسف: ٥١
    وكانت من قبل قد اعترفت أمام النسوة:[ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ
    لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ{32}] يوسف: ٣٢
    أي ظهر الحق وعلاماته للجميع ولا أستطيع أن أخفيه أكثر من هذا، قالت:[ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ
    وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ{52}] يوسف: ٥٢
    قالت هذا حتى تعلن براءة يوسف عليه السلام وأنها لم تنتهز فرصة غيابه في السجن وتنتقم منه لأنه لم يستجب لمراودتها له،
    ولم تنسج له أثناء غيابه المؤامرات، والدسائس، والمكائد، وبعد أن اعترفت امرأة العزيز بما فعلت قالت:[ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ{52}]:يوسف: ٥٢.
    أي أنها أقرت بأنه سبحانه وتعالى لا ينفذ كيد الخاطئين ولا يوصله إلى غايته وتواصل امرأة العزيز فتقول:[ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي
    إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ{53}] يوسف:٥٣،هذا القول من تمام كلام امرأة العزيز وكأنها توضح
    سبب حضورها لهذا المجلس ؛ فهي لم تحضر لتبرئ نفسها بل لتبرئة يوسف من كل اتهام، بهذه الكلمات عاشت امرأة العزيز في سعادة
    نفسية وطمأنينة روحانية هانت معها كل أمور الدنيا، وأدركت أن حياة المعصية حياة لا قيمة لها،لأن الحياة الحقيقية هي حياة الطمأنينة
    بالاستقامة والطاعة والإيمان، وهذه هي التي قال فيها بعض الصالحين:
    نحن نعيش في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف، بمعنى أنه من فضل الله إن الملوك لا يعرفون قيمة السعادة الروحية
    فتركوهم يستمتعون بها دون أن ينافسوهم عليها، لو علموا بقيمتها لجالدوهم عليها بالسيوف، هذه هي السعادة الروحية، وهي التي
    قالتها أم كلثوم بنت على بن أبي طالب لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، حينما تغاضبا يوماً، فقال لها: "لأشقينك"، قالت له:
    "لا تستطيع، لأني لو كانت سعادتي في مال لحرمتني منه، أو في زينة لقطعتها عني، ولكني أرى سعادتي في إيماني، وإيماني في قلبي،
    وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي".
    فهذه هي السعادة التي يحسها التائبون إلى الله سبحانه وتعالى ، إنها السكينة التي قال الله سبحانه وتعالى فيها في سورة الفتح 4:
    [ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً{4}] الفتح: ٤. إنها الطمأنينة..
    وقال تعالى: [الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{28}]
    الرعد: ٢٨، والطمع في رحمة الله سبحانه وتعالى [وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ{53}] يوسف: ٥٣.
    وقال تعالى:[ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{53}] الزمر: ٥٣
    الذنوب جميعاً تغفر بالتوبة، حتى الشرك! حتى الكفر، لأن الإنسان إذا كان مشركاً، وكافراً وتاب يتوب الله سبحانه وتعالى عليه،قال تعالى:
    [ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ{38}] الأنفال: ٣٨
    والله سبحانه وتعالى قال للمشركين:[ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{5}]:التوبة: ٥ وقال تعالى:
    [فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{11}]التوبة: ١١
    فالتوبة تجبُّ ما قبلها ومنها التوبة من الشرك، والتوبة من النفاق، والتوبة من الكبائر، والتوبة من الصغائر، التوبة من كل ذنب،
    حتى المنافقين، قال سبحانه وتعالى في شأنهم:[ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً{145} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ
    وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً{146}]
    النساء: ١٤٥ - ١٤٦
    فباب التوبة مفتوح للجميع، كل ما في الأمر أن تكون توبةً صادقة، توبة خالصة، توبة نصوحاً كما عبر القرآن الكريم.

    امرأة العزيز أعظم تائبة في التاريخ

    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  6. #56
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    المطلب الثاني

    السيدة مريم ..يَا أُخْتَ هَارُونَ





    [يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)].
    مقدمة هامه جداً
    قالوا عن السيدة مريم فوصفوها بأنها زانية.. وقد قال الله تعالي:(وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً).. ويا ليتهم ما قالوا..
    وإذا كانت زانية فلماذا لم يرجموها وعندهم آية الرجم في أسفارهم؟..خصوصا وأن كتبهم التي بين أيديهم لا توجد بها براءة السيدة مريم
    من فرية التهمة العظيمة ..ودليل براءتها الوحيد في القرءان الكريم..
    فلقد تكلم ابنها في المهد وبرأ أمه أمام الناس..فماذا قال في شهادته أمامهم جميعا .
    وتطرفوا في حديثهم فنعتوا القرءان الكريم بأنه يحتوى على خطأ تاريخي نتيجة لنعت أهل مريم بأنها أخت هارون..ويا ليتهم ما قالوا..
    ولنبدأ القصة من الأول

    قصة ولادة مريم وطفولتها

    مريم البتول في القرآن
    تبدأ هذه القصة ببيان من اصطفاهم الله من عباده واختارهم لحمل الرسالة الواحدة بالدين الواحد منذ بدء الخليقة,
    ليكونوا طلائع الموكب الإيماني في شتى مراحله المتصلة على مدار الأجيال والقرون. فيقرر في ذلك الموكب الإيماني الكريم هذه الحقيقة الخالدة:
    { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَإِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }سورة آل عمران :33.
    وتبدأ القصة.
    ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)آل عمران:35
    ومن هذا الإعلان التمهيدي ينتقل السياق مباشرة إلى آل عمران ومولد مريم:
    { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا
    بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاكُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ
    وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }سورة آل عمران :36-37.
    وقصة النذر تكشف لنا عن قلب "امرأة عمران" - أم مريم - وما يعمره من إيمان , ومن توجه إلى ربها بأعز ما تملك،
    وهو الجنين الذي تحمله في بطنها، خالصا لربها ,محررا من كل قيد ومن كل شرك ومن كل حق لأحد غير الله سبحانه .
    وهذا الدعاء الخاشع من امرأة عمران , بأن يتقبل ربها منها نذرها - وهو فلذةكبدها - ينم عن ذلك الإسلام الخالص لله ,
    والتوجه إليه كلية , والتحرر من كل قيد ,والتجرد إلا من ابتغاء قبوله ورضاه:
    (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ولكنها وضعتها أنثى ; ولم تضعها ذكرا..
    ( فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى ـ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ ـ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا
    مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ). .
    لقدكانت تنتظر ولدًا ذكرا ; فالنذر للمعابد لم يكن معروفا إلا للصبيان, ليخدموا الهيكل, وينقطعوا للعبادة والتبتل،
    ولكن ها هي ذي تجدها أنثى، فتتوجه إلى ربها في نغمة أسيفة:(رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى). .ولكن الله سبحانه وتعالى
    يخبرنا بأنها لا تدري قيمة وشأن تلك التي وضعت..
    (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ). .
    إنها لا تدري بوضعها هذا أنها ستدخل التاريخ من أوسع ابوابه ..إنها جدة السيد المسيح عيسى ابن مريم ..
    ولكنها لا تعلم..
    ومع فهي تتجه إلى ربها بما وجدت, وكأنها تعتذر إن لم يكن لها ولد ذكر ينهض بالمهمة.
    (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى). .ولاتنهض الأنثى بما ينهض به الذكر في هذا المجال: (وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ). .
    وهذا الحديث على هذا النحو فيه شكل المناجاة القريبة ، مناجاة من يشعر أنه منفرد بربه، يحدثه بما في نفسه , وبما بين يديه ,
    ويقدم له ما يملك تقديما مباشرا لطيفا.(وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ). .
    وهي الكلمة الأخيرة حيث تودع الأم هديتها بين يدي ربها, وتدعها لحمايته ورعايته, وتعيذها به هي وذريتها من الشيطان الرجيم. .
    وهذه كذلك كلمة القلب الخالص , ورغبة القلب الخالص . فما تود لوليدتها أمرا خيرا من أن تكون في حياطة الله من الشيطان الرجيم..
    ( فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً ). .
    جزاء هذا الإخلاص الذي يعمر قلب الأم , وهذا التجرد الكامل في النذر . . وإعدادا لها أن تستقبل نفخة الروح , وكلمة الله ,
    وأن تلد عيسى - عليه السلام - على غيرمثال من ولادة البشر .
    والنص القرءاني الذي معنا وفيه يذكر لنا نعت أهل بيت مريم بأخت هارون والمسافة بينهما كما نعلم تزيد عن ألف سنة الأمر الذي
    جعل النصارى يصفون القرءان بأن به خطئا تاريخيا
    ويا ليتهم ماقالوا...
    وللرد عليهم نقول بعون الله تعالى...
    هل من الممكن أن يتنبأ النساء من بني إسرائيل ؟..
    جاء في خروج 15: 20 أن مريم أخت موسى و هَارُونَ كانت نبيَّة، وأنها قادت نساء بني إسرائيل في الترنيم بالدفوف والرقص
    فرحاً بالنجاة من عبودية مصر.[20فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا، وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ
    وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. 21وَأَجَابَتْهُمْ مَرْيَمُ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ]..
    والملاحظ أن العدد 21 جاء مغايراً لنسخة الإنترنت http://elkalima.com/gna/ot/genesis/chapter38.htm كالعادة هكذا:
    [20وأخذَت مريمُ النَّبيَّةُ أختُ هرونَ دُفُا في يَدِها، وخرَجتِ النِّساءُ كلُّهُنَّ وراءَها بدُفوفٍ ورقصٍ. 21فغنَّت لهنَّ مريمُ:
    «أنشِدوا للرّبِّ جلَ جلالُه. الخيلُ وفُرسانُها رماهُم في البحرِ»].
    ونقرأ في قضاة 4:4 أن دبورة كانت قاضية لبني إسرائيل[4وَدَبُورَةُ امْرَأَةٌ نَبِيَّةٌ زَوْجَةُ لَفِيدُوتَ، هِيَ قَاضِيَةُ إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ. ].
    وفي 2ملوك 22: 14، 15 أن خلدة كانت نبية،[14فَذَهَبَ حِلْقِيَّا الْكَاهِنُ وَأَخِيقَامُ وَعَكْبُورُ وَشَافَانُ وَعَسَايَا إِلَى خَلْدَةَ النَّبِيَّةِ،
    امْرَأَةِ شَلُّومَ بْنِ تِقْوَةَ بْنِ حَرْحَسَ حَارِسِ الثِّيَابِ. وَهِيَ سَاكِنَةٌ فِي أُورُشَلِيمَ فِي الْقِسْمِ الثَّانِي وَكَلَّمُوهَا.].
    وهكذا كانت حنة كما هو في لوقا 2: 36- 38[36وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ، حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ، وَهِيَ مُتَقدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ،
    قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا].
    ومن المناسب ذكر النص من الإنترنت
    http://elkalima.com/gna/ot/genesis/chapter38.htm:
    [36وكانَت هُناكَ نَبِـيَّةِ كَبـيرةِ في السِّنِّ اَسمُها حَنَّةُ اَبنَةُ فَنُوئيلَ، مِنْ عَشيرَةِ آشيرَ، تَزوَّجت وهيَ بِكرٌ وعاشَت معَ زَوجِها سَبعَ سَنواتٍ،].
    وبنات فيلبس أعمال 21: 9 [ 8وسِرنا في الغَدِ إلى قيصرِيَّةَ. فدَخلَنا بَيتَ فيلبُّسَ المُبَشِّرِ وهوَ أحَدُ السَّبعةِ ونَزَلنا عِندَهُ،
    9وكانَ لَه أربعُ بناتٍ عذارى يَتَنبَّأْنَ. 10وبَعدَ عِدَّةِ أيّامِ مِنْ إقامَتِنا، جاءَ مِنَ اليَهوديَّةِ نَبـيًّ اَسمُهُ أغابُوسُ.].وغيرهنّ.
    1ـ عاش بنو يعقوب في مصر وتكاثروا , ثم في عام 1237 قبل الميلاد خرجبنو يعقوب بعد موت أبيهم من مصر بقيادة نبي
    منهم هو موسى عليه السلام يقول سبحانه وتعالى في البقرة/49 :
    } وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ العَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْوَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْوَفِي ذَلِكُم بَلاَءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) { .
    2ـ بعد ذلك عاش بنو إسرائيل في التيه أربعين عاماً , وكان منهم الصالحون ومنهم دون ذلك يقول سبحانه وتعالى في سورة الأعراف :
    {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ العَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (167)
    وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) } .
    وفي هذه المدة مات هارون وتبعه موسى عليهما السلام ولم يدخلا الأرض المقدسة...
    وبعد ألف سنة من هذا التاريخ على أكثر الاحتمالات، نجد أن السيدة مريم بنت عمران وأن أمها السيدة حَنَّةَ وخالتها السيدة اَلِيصَابَات
    وزوج خالتها نبي الله زكريا عليه السلام وابن خالتها نبي الله يحيى عليه السلام كلهم من نسل هارون بن عمران بن قاهات بن لاوي بن يعقوب
    بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام . [ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ]..
    يقول سبحانه وتعالى في سورة آل عمران/34ـ36:
    [ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)
    فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا
    مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)].
    فعِمْرَانَ أبو مريم غير عمران أبو موسى وهارون... ومريم بنت عمران أم السيد المسيح غير مريم بنت عمران أخت موسى وهارون
    والتي كانت تكبر موسى باثنتي عشرة عاما،وهي التي جاء ذكرها في سورة القصص/11:
    [وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11)].
    ولأن مريم بنت عمران أخت موسى وهارون كانت نبية كما تقدم لك، ومن ثم تيمناً بها وجدنا السيدة حَنَّة أم مريم فور أن علمت
    بعد وضعها أن المنذور أنثى ، وجدناها على الفور وبدون تفكير أطلقت عليها اسم مريم[ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ ] تيمناً بمريم النبية
    أخت هارون النبي والذي جعل الله الكهانة في نسله، ومن ثم كان يطلق عليها لقب أخت هارون، ليس على سبيل المجاز وإنما على الحقيقة..
    فالتشابه بينهما كبير[ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ]، كما تقدم لك..
    وحينما يقول لنا سبحانه وتعالى في محكم كتابه أنهم قالوا: [يَا أُخْتَ هَارُونَ ].معنى ذلك أنها كانت تعرف بين القوم بهذه الكنية وأنها
    من نسل هارون بن لاوي فهي لاوية. [ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ].
    حينما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل على اليمن:
    نجد أنه قد ورد في مسند احمد حديث رقم 21040مسند الأنصار رضي الله تعالى عنهم:
    [ حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو الْمُغِيرَةِ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏صَفْوَانُ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏‏عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُعَاذِبْنِ جَبَلٍ ‏‏قَالَ ‏لَمَّا بَعَثَهُ
    رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِلَى ‏ ‏الْيَمَنِ ‏ ‏خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يُوصِيهِ ‏ ‏وَمُعَاذٌ‏ ‏رَاكِبٌ
    وَرَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ يَا ‏ ‏مُعَاذُ‏ ‏إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا ‏ ‏تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا
    أَوْ لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ ‏ ‏بِمَسْجِدِي ‏ ‏هَذَا أَوْ قَبْرِي فَبَكَى ‏ ‏مُعَاذٌ‏ ‏جَشَعًا ‏ ‏لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    ‏ ‏ثُمَّ الْتَفَتَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ نَحْوَ ‏ ‏الْمَدِينَةِ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي الْمُتَّقُونَ مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا.],
    ثم قال له صلى الله عليه وسلم في وصاياه له كما هو في صحيح مسلم حديث رقم 27 الدعاء إلي الشهادتين وشرائع الإسلام:
    ‏[ حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏ ‏وَأَبُو كُرَيْبٍ ‏‏وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏جَمِيعًا ‏ ‏عَنْ ‏ ‏وَكِيعٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُوبَكْرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏وَكِيعٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زَكَرِيَّاءَ بْنِ إِسْحَقَ ‏ ‏قَالَ
    حَدَّثَنِي ‏ ‏يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي مَعْبَدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ‏ ‏قَالَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏رُبَّمَا قَالَ ‏ ‏وَكِيعٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏
    ‏أَنَّ ‏‏مُعَاذًا ‏ ‏قَالَ ‏‏بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ ‏‏أَهْلِ الْكِتَابِ ‏ ‏فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
    وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْهُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ
    أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ ‏ ‏وَكَرَائِمَ ‏
    ‏أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ‏.].
    وبعد أن عاد رضي الله تعالى عنه:
    نجد أنه قد ورد في سنن الترمذي حديث رقم 3080 شرح سورة مريم:
    [ حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ ‏ ‏وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ‏ ‏قَالَا حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ إِدْرِيسَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏‏عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ‏
    ‏عَنْ ‏ ‏الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ‏ ‏قَالَ ‏بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِلَى ‏ ‏نَجْرَانَ ‏ ‏فَقَالُوا لِي أَلَسْتُمْ تَقْرَءُونَ يَا أُخْتَ‏ ‏هَارُونَ‏ ‏وَقَدْكَانَ بَيْنَ ‏ ‏عِيسَى ‏ ‏وَمُوسَى ‏
    ‏مَا كَانَ فَلَمْ أَدْرِ مَا أُجِيبُهُمْ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ‏ ‏أَلَا أَخْبَرْتَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ .].
    وفي تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
    وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنِيَ بِهِ هَارُونَ أَخَا مُوسَى , وَنُسِبَتْ مَرْيَمُ إِلَى أَنَّهَا أُخْتُهُ لِأَنَّهَا مِنْ وَلَدِهِ , يُقَالُ لِلتَّمِيمِيِّ يَا أَخَا تَمِيمٍ , وَلِلْمُضَرِيِّ يَا أَخَا مُضَرَ .
    وفي مسند الإمام أحمد حديث 17491أول مسند الكوفيين
    [ حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏أَبِي ‏ ‏يَذْكُرُهُ عَنْ ‏ ‏سِمَاكٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ‏ ‏عَنِ ‏ ‏الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ‏ ‏قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ‏
    ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏إِلَى ‏ ‏نَجْرَانَ ‏ ‏قَالَ فَقَالُوا أَرَأَيْتَ مَا تَقْرَءُونَ يَاأُخْتَ‏ ‏هَارُونَ‏ ‏وَمُوسَى ‏‏قَبْلَ ‏ ‏عِيسَى ‏ ‏بِكَذَا وَكَذَا قَالَ فَرَجَعْتُ فَذَكَرْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ‏
    ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏أَلَا أَخْبَرْتَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمَّوْنَ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ.].
    وفي صحيح مسلم 3982 كتاب الآداب
    [ حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏‏وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ‏ ‏وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ ‏‏وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ ‏ ‏وَاللَّفْظُ ‏ ‏لِابْنِ نُمَيْرٍ ‏‏قَالُوا حَدَّثَنَا ‏
    ‏ابْنُ إِدْرِيسَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ‏ ‏قَالَ لَمَّا قَدِمْتُ ‏ ‏نَجْرَانَ ‏‏سَأَلُونِي
    فَقَالُوا إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ يَاأُخْتَ‏‏ هَارُونَ‏ ‏وَمُوسَى ‏ ‏قَبْلَ ‏ ‏عِيسَى ‏ ‏بِكَذَا وَكَذَا فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    ‏ ‏سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ ‏ ‏إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ.].
    الشرح صحيح مسلم بشرح النووي
    ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل : ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلهمْ )‏اِسْتَدَلَّ بِهِ جَمَاعَة عَلَى جَوَاز التَّسْمِيَة بِأَسْمَاءِ
    الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِمْ السَّلَام , وَأَجْمَع عَلَيْهِ الْعُلَمَاء , إِلَّا مَا قَدَّمْنَاهُ عَنْ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , وَسَبَقَ تَأْوِيله , وَقَدْ سَمَّى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِبْنه إِبْرَاهِيم ,
    وَكَانَ فِي أَصْحَابه خَلَائِق مُسَمُّونَ بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاء . قَالَ الْقَاضِي : وَقَدْ كَرِهَ بَعْض الْعُلَمَاء التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْمَلَائِكَة ,
    وَهُوَ قَوْل الْحَارِث بْن مِسْكِين . قَالَ : وَكَرِهَ مَالِك التَّسَمِّي بِجِبْرِيل وَيَاسِين . ‏
    سيدي يا رسول الله من أنبأك هذا..
    هل اطلع عليه الصلاة والسلام على ما مكتوب في سف الخروج الإصحاح الـ15العدد 20 والذي فيه [20فَأَخَذَتْ
    مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا، وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ.].
    ومرة أخرى إذا كانت النبوءة في العهد القديم واضحة وهاهي ذي قد تحققت في العهد الجديد فلماذا كُذِبَ المسيح عند حضوره من قبل اليهود ؟؟.
    والإجابة كما يعرفها علماء اليهود والنصارى أنفسهم , إذ أنها تكمن في نسب السيد المسيح عليه السلام إذ أن البشارات
    كلها تتحدث عن عذراء من نسل " داود " تلد ابنا يدعى اسمه " عِمَّانُوئِيلَ " ,ولقد شرحنا مفهوم النبوءة طبقاً لما ورد تاريخيا.
    فهل كانت السيدة مريـم أم السيد المسيح من نسل داود عليهما السلام فعلاً ؟ والإجابة قطعاً بالنفي , إذ أنها من بيت لاوى
    وليست من بيت يهوذا الجد العاشر لداود .
    والمدقق لسلسلة النسب الخاص بالمسيح والذي ينتهي إلى يهوذا، يجد أنه يأبي أن يكون مصدقاً لقوله تعالي[ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ]..
    لأن في نسله الزناة، وهذه دراسة أخرى، نرجئ الحديث عنها لأننا قد أطلنا بعض الشيء.
    لهذه الأسباب المسيح عيسى عليه السلام وأمه ليسا من نسل داووووود.
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  7. #57
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    أولاً: المولد الشريف كما هو في القصة الإنجيلية


    انقسم اليهود حول المسيح المنتظر، ففريق قال إنه يأتي من نسل يوسف، وقال آخرون إنه يأتي من نسل داوود، وذكر (ملاخى)
    أن الله جعل عهده في سبط (لاوي بن يعقوب)، وذكر العهد القديم أن من أبناء لاوي (نحشوم) وولد له (عمرام) وولد لعمرام
    موسى وهارون ومريم ومن هذا النسل اختار الله تعالى الهداة الذين يسوقون المسيرة الإسرائيلية إلى الصراط المستقيم.
    ولقد كشف يهود أورشاليم برامجهم وثقافاتهم التي تدعو إلى انتظار ابن داوود الذي يعيد مملكة داوود التي تعتبر عنوانا لعهد الله لإبراهيم،
    وهذه البرامج والثقافات تخالف نصوص قطعية في العهد القديم حدد فيها من أي سبط يأتي المسيح المنتظر.
    نسب السيد المسيح
    تناقض متى ولوقا في نسب يوسف النجار ، كما تناقض لوقا ومتى مع ما جاء في سفر الأيام الأول وهو يتحدث عن بعض ملوك
    إسرائيل الذين جعلهم متى من أجداد المسيح .
    1ـ يقول متى: ( متى 1/1 - 17 )[ هذا نسَبُ يسوعَ المسيحِ اَبنِ داودَ اَبنِ إبراهيمَ: 2إبراهيمُ ولَدَ إسحق. وإسحق وَلَدَ يَعقوبَ.
    ويَعقوبُ ولَدَ يَهوذا وإخوتَه. 3ويَهوذا ولَدَ فارِصَ وزارَحَ مِنْ ثامارَ. وفارِصُ ولَدَ حَصْرونَ. وحَصْرونُ ولَدَ أرامَ. 4وأرامُ ولَدَ عَمَّينادابَ.
    وعَمَّينادابُ ولَدَ نَحْشونَ. ونَحْشونُ ولَدَ سَلَمونَ. 5وسَلَمونُ ولَدَ بُوعَزَ مِنْ راحابَ. وبُوعَزُ ولَدَ عُوبيدَ مِنْ راعُوثَ.
    وعُوبيدُ ولَدَ يَسّى. 6ويَسّى ولَدَ داودَ المَلِكَ.وداودُ ولَدَ سُلَيْمانَ مِن اَمرأةِ أوريَّا. 7وسُلَيْمانُ ولَدَ رَحْبَعامَ. ورَحْبَعامُ ولَدَ أبيّا.
    وأبيّا ولَدَ آسا. 8وآسا ولَدَ يوشافاطَ. ويوشافاطُ ولَدَ يُورامَ. ويُورامُ ولَدَ عُزَّيّا. 9وعُزَّيّا ولَدَ يُوثامَ. ويُوثامُ ولَدَ أحازَ.
    وأحازُ ولَدَ .حَزْقِيّا. 10وحَزْقِيّا ولَدَ مَنَسّى. ومَنَسّى ولَدَ آمونَ. وآمونُ ولَدَ يوشِيّا. 11ويوشِيّا ولَدَ يَكُنيّا وإخوَتَه زَمَنَ السبْـيِ إلى بابِلَ.
    12وبَعْدَ السّبْـي إلى بابِلَ يَكُنِيّا ولَدَ شَأَلْتَئيلَ. وشَأَلْتيئيلُ ولَدَ زَرُبابِلَ. 13وزَرُبابِلُ ولَدَ أبيهُودَ. وأبيهُودُ ولَدَ ألِياقيمَ. وألِياقيمُ ولَدَ عازُورَ.
    14وَعازُورُ ولَدَ صادُوقَ. وصادُوقُ ولَدَ أَخيمَ. وأخيمُ ولَدَ أليُودَ. 15وأليُودُ ولَدَ أليعازَرَ. وأليعازَرُ ولَدَ مَتّانَ.
    ومَتّانُ ولَدَ يَعقوبَ. 16ويَعقوبُ ولَدَ يوسفَ رَجُلَ مَرْيمَ التي ولَدَتْ يَسوعَ الذي يُدعى المَسيحَ.
    17فمَجْموعُ الأجْيالِ مِنْ إبراهيمَ إلى داودَ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً. ومِنْ داودَ إلى سَبْـيِ بابِلَ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً. ومِنْ سَبْـيِ بابِلَ إلى المَسيحِ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً.]
    2ـ لكن لوقا يورد نسباً آخر للمسيح يختلف تمام الاختلاف عما جاء في متى يقول لوقا : " 23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ
    نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي 24بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي بْنِ مَلْكِي بْنِ يَنَّا بْنِ يُوسُفَ
    25بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ عَامُوصَ بْنِ نَاحُومَ بْنِ حَسْلِي بْنِ نَجَّايِ 26بْنِ مَآثَ بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ شِمْعِي بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَهُوذَا
    27بْنِ يُوحَنَّا بْنِ رِيسَا بْنِ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ بْنِ نِيرِي 28بْنِ مَلْكِي بْنِ أَدِّي بْنِ قُصَمَ بْنِ أَلْمُودَامَ بْنِ عِيرِ 29بْنِ يُوسِي بْنِ أَلِيعَازَرَ بْنِ يُورِيمَ بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي
    30بْنِ شِمْعُونَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يُونَانَ بْنِ أَلِيَاقِيمَ 31بْنِ مَلَيَا بْنِ مَيْنَانَ بْنِ مَتَّاثَا بْنِ نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ
    32بْنِ يَسَّى بْنِ عُوبِيدَ بْنِ بُوعَزَ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْشُونَ 33بْنِ عَمِّينَادَابَ بْنِ آرَامَ بْنِ حَصْرُونَ بْنِ فَارِصَ بْنِ يَهُوذَا
    34بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَارَحَ بْنِ نَاحُورَ 35بْنِ سَرُوجَ بْنِ رَعُو بْنِ فَالَجَ بْنِ عَابِرَ بْنِ شَالَحَ 36بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ
    بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ لاَمَكَ 37بْنِ مَتُوشَالَحَ بْنِ أَخْنُوخَ بْنِ يَارِدَ بْنِ مَهْلَلْئِيلَ بْنِ قِينَانَ 38بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ. " ( لوقا 3/23 - 38 ).
    والنص بتمامه في نسخة الإنترنت
    http://elkalima.com/gna/ot/genesis/chapter38.htm به اختلاف هكذا:
    [ 23وكانَ يَسوعُ في نحوِ الثلاثينَ مِنَ العُمرِ عِندَما بدَأَ رِسالتَهُ. وكانَ النـاسُ يَحسِبونَهُ اَبنَ يوسُفَ، بنِ عالي، 24بنِ مَتْثاثَ، بنِ لاوِي،
    بنِ مَلْكي، بنِ يَنَّا، بنِ يوسُفَ، 25بنِ متَّاثِـيا، بنِ عاموصَ، بنِ ناحومَ، بنِ حَسْلي، بنِ نَجّايِ، 26بنِ مآتَ، بنِ متَّاثيا، بنِ شَمْعي،
    بنِ يوسفَ، بنِ يَهوذا، 27بنِ يوحنَّا، بنِ رِيسا، بنِ زرُبَّابِلَ، بنِ شأَلْتيئيلَ، بنِ نيري، 28بنِ مَلِكي، بنِ أدّي، بنِ قوصَمَ، بنِ المُودامِ، بنِ عِيرِ،
    29بنِ يشوعَ، بنِ أليعازارَ، بنِ يوريَمَ، بنِ مَتثاثَ، بنِ لاوي، 30بنِ شَمعُونَ، بنِ يَهوذا، بنِ يوسُفَ، بنِ يونانَ، بنِ ألياقيم، 31بنِ مَلَيا،
    بنِ مَيْنانَ، بن متَّاثا. بنِ ناثانَ، بنِ داودَ، 32بنِ يسَّى، بنِ عُوبـيدَ، بنِ بُوعزَ، بنِ شالح، بنِ نَحْشونَ، 33بنِ عَمِّينادابَ، بنِ أدمي، بنِ عرني،
    بنِ حَصرونَ، بنِ فارِصَ، بنِ يَهوذا، 34بنِ يَعقوبَ، بنِ اَسحَقَ، بنِ إبراهيمَ، بنِ تارَحَ، بنِ ناحورَ، 35بنِ سَروجَ، بنِ رَعُو،
    بنِ فالجَ، بنِ عابرَ، بنِ شالحَ، 36بنِ قَينانَ، بنِ أرفكْشادَ، بنِ سامِ، بنِ نوحِ، بنِ لامِكَ، 37بنِ مَتوشالِـحَ، بنِ أخنوخَ، بنِ يارِدَ،
    بنِ مَهلَلْئيلَ، بنِ قينانَ، 38بنِ أنوشَ، بنِ شيتَ، بنِ آدمَ، اَبنِ الله.] لاحظ أيضا الاختلاف في بعض الأسماء.
    توقف المحققون ملياً عند التناقض في نسب المسيح، وقد استوقفتهم ملاحظات منها:
    - أن متى ولوقا اتفقا فيما بين إبراهيم وداود ، ثم اختلفا بعد ذلك اختلافاً كبيراً ، فقد جعل متى المسيح من ذرية ملوك بني إسرائيل سليمان
    ثم رحبعام ثم أبيا ثم آسا ثم يهوشافاط .... ، بينما يجعله لوقا من نسل ناثان بن داود وليس في أبنائه من ملك على بني إسرائيل .
    - ولا يعقل أن يكون المسيح من ذرية أخوين أي سليمان وناثان ابنا داود عليه السلام .
    - وأيضاً بلغ الاختلاف بين القوائم الثلاث مدى يستحيل الجمع فيه على صورة من الصور، فالاختلاف في أعداد الأجيال كما الأسماء،
    وثمة خلل في الأنساب وإسقاط لعدد من الآباء.
    - وقد حرص متى على تقسيم سلسلة الأنساب التي ذكرها إلى ثلاثة مجموعات في كل منها أربعة عشر أباً فيقول متى 1/17:
    [ 17فمَجْموعُ الأجْيالِ مِنْ إبراهيمَ إلى داودَ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً. ومِنْ داودَ إلى سَبْـيِ بابِلَ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً. ومِنْ سَبْـيِ بابِلَ إلى المَسيحِ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً.] .
    لكن متى لم يوف بالأرقام التي ذكرها إذ لم يذكر بين المسيح والسبي سوى إثني عشر أباً. وقد تصرف متى في المجموعة الثانية
    فأسقط عدداً من الأسماء ليحافظ على الرقم 14 فأسقط ما بين يورام وعزيا ثلاثة آباء ، هم أخزيا بن يورام وابنه يواشى وابنه أمصيا والد عزيا .
    - وأما ما جاء في مقدمة لوقا " وهو على ما كان يظن " فقد يظن فيه النصارى مهرباً من الاعتراف بهذا التناقض لكن هذه العبارة
    قد وضعت في النسخ الإنجليزية بين قوسين ( ) للدلالة على عدم وجودها في المخطوطات القديمة، أي أنها دخيلة وتفسيرية.
    لكن العبارة في سائر اللغات العالمية موجودة من غير أقواس، أي أصبحت جزءاً من المتن (الوحي ).
    والسؤال كيف يجمع علماء الكتاب المقدس بين تناقضات أنساب المسيح ؟.
    قال بعضهم: " لا يراد من هذا شجرة نسب كامل، … أسماء قد سقطت من بعض الإنجيليين، وهذا للتوضيح الموصل إلى الرغبة
    بإثبات سلالة مؤسسة على الصحة التاريخية في خطوطها العريضة أو عناصرها الأساسية ". ولكن بوكاي لا يرى هذا التبرير مقبولاً ،
    لأن النصوص لا تسمح بمثل هذا الافتراض، إذ أن نص التوراة الذي اعتمد عليه الإنجيليون يقول : فلان في عمر كذا أنجب كذا ،
    ثم عاش كذا من السنين ، وهكذا فليس ثمة انقطاع .
    ويقول صاحب كتاب " شمس البر " معرفتنا بطريقة تأليف جداول النسب في تلك الأيام قاصرة جداً " ، ويعلق بوكاي " لاشك أن نسب
    المسيح في الأناجيل قد دفع المعلقين المسيحيين إلى بهلوانيات جدلية متميزة صارخة تكافئ الوهم والهوى عند كل من لوقا ومتى "،
    لكن النتيجة الخطيرة والمهمة المترتبة على وجود هذا التناقض هي : أن إنجيل متى لم يكن معروفاً للوقا مع أنه قد سبقه بنحو عشرين سنة ،
    ولو كان لوقا يعرفه ، أو يعتبره إنجيلاً مقدساً لراجعه ولما خالفه ، فدل ذلك على عدم وجود إنجيل متى يومذاك ، أو إسقاط الاعتبار له .
    ثم ماذا عن يوحنا ومرقس لم أهملا نسب المسيح ، فلم يذكراه ؟ هل يرجع ذلك لشكهما في صحة متى ولوقا أم خوفاً من سخرية اليهود أم ..... ؟
    ثم يتعامل مرقس ويوحنا بوضوح تام مع المسيح على أنه ابن ليوسف النجار.
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  8. #58
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    ثانياً:ملاحظات هامة حول نسب المسيح:

    ومن التأمل في سلسلتي نسب المسيح تبين للمحققين بعض الملاحظات.
    1 ) ما علاقة يوسف النجار بالمسيح :
    عند التأمل في سلسلة نسب المسيح نجد أن النصارى جعلوا نسب يوسف النجار نسباً للمسيح الذي لا أب له ، وليس ثمة علاقة بينه وبين يوسف النجار،
    ولو كان المذكور نسب مريم لكان له وجه أما يوسف النجار فلا . ثم إن نسبة المسيح ليوسف النجار تؤكد ما كان اليهود يشيعه عن مريم وابنها،
    إذ هي نسبة غير حقيقية ، ثم إن اشتهار المسيح بأنه ابن يوسف النجار يجرد المسيح من إحدى أعظم المعجزات التي اختص بها عليه السلام،
    فلم يصر عليها النصارى ؟ ،وإن أصر النصارى على قدم هذه النسبة التي أوردتها الأناجيل فإنا حينذاك نراها دالة على عبوديته لله ،
    وأن معاصريه كانوا يرونه بشراً عادياً جاء من سلالة بشرية، وكانوا يسمونه ابن النجار، وهذا يدل على أن دعوى الإلوهية التي أحدثها بولس
    لم تكن قد سرت حينذاك وإلا لما احتيج إلى نسب للمسيح الإله .
    وإذا نظر الباحث في نسل داوود كما جاء في العهد القديم،يجد أن جدات المسيح المذكورات في نسب السيد المسيح عليه السلام كما هو
    وارد في إنجيل متى من الزنا حيث ذكر في نسب المسيح أربع جدات هن ثامار ، وزوجة داود بَتشابَعُ بنتُ أليعامَ التي كانت لأوريا الحثي ،
    و اَمرأةٍ زانيةٍ اَسمُها راحابُ ، وراعوث، فما السر في ذكر هؤلاء الجدات دون سائرهن ؟ هل كن نساء فوق العادة حتى خلدهن الإنجيل؟.
    إن لكل واحدة من الأربع سوءة تذكرها التوراة ، فأما ثامار فهي التي ولدت فارص زنا من والد أزواجها الذين تعاقبوا عليها واحداً
    بعد واحد تنفيذاً لما جاء في الناموس عن زواج الرجل من أرملة أخيه ، وهكذا ولدت ثامار فارص من والد أزواجها يهوذا
    ( انظر قصتها مع يهوذا في التكوين 38/2 - 30 )هكذا:
    زواج يهوذا من ثامار :
    [ وفي ذلِكَ الوقتِ فارقَ يَهوذا إخوتَه وذهَبَ إلى رجلٍ عَدُلاَميٍّ اَسمُه حيرَةُ. 2ورأى يَهوذا هُناكَ بنتَ رجلٍ كنعانيٍّ اسمُه شُوعٌ،
    فأخذَها ودخل علَيها 3فحَبِلت ووَلَدَتِ اَبنًا فسَمَّاه عيرًا. 4وحَبِلَت أيضًا ووَلَدَت اَبنًا فَسَمَّتْهُ أونانَ. 5وعادَت فوَلَدَتِ اَبنًا وسمَّتْهُ شيلَةَ.
    وكانَ في كَزيبَ حينَ ولَدَتْهُ. 6وأَخذَ يَهوذا زوجةً لِعيرَ اَبنِهِ البِكْرِ، اَسمُها ثامارُ. 7وكانَ عيرُ هذا شرِّيرًا في نظَر الرّبِّ، فأماتَهُ الرّبُّ. 8
    فقالَ يَهوذا لأونانَ: «أدخلْ على اَمرأةِ أخيكَ فتَزَوَّجها وأقِمْ نسلاً لأخيكَ». 9وعَلِمَ أونانُ أنَّ النَّسلَ لا يكونُ لَه، فكانَ إذا دخل
    على اَمرأةِ أَخيهِ أَفرَغَ مَنيَّهُ على الأرضِ لئلاَ يَجعَلَ نسلاً لأخيهِ. 10فاَستاءَ الرّبُّ بِما فعَلَهُ أُونانُ، فأماتهُ أيضًا. 11فقالَ يَهوذا لِتامارَ كَنَّتِه:
    «بِما أَنَّكِ أرملةٌ أقيمي في بَيتِ أَبيكِ حتى يكبُرَ شيلَةُ اَبني». قالَ هذا مَخافةَ أَنْ يموتَ شيلةُ أيضًا كأخوَيهِ. فذَهَبَت تامارُ وأقامت في بَيتِ أبيها.
    12ولمَّاطالتِ المُدَّةُ وماتتِ اَبنةُ شُوعَ، اَمرأةُ يَهوذا، صَعِدَ يهوذا بَعدَ أيّامِالعزاءِ إلى حيثُ كانَ غنَمُه يُجزُّ في تِمْنَةَ، هوَ وصاحِبُهُ حِيرَةُالعَدُلاَميُّ.
    13وقِيلَ لتامارَ: «ها حَمُوكِ صاعِدٌ إلى تِمْنَةَ لِجزِّغنَمِهِ». 14فخلَعَت ثيابَ ترَمُّلِّها، وتَغَطَّت بالبُرقُعِ واستَتَرت وجلسَت فيمدخل عَينايِمَ،
    على طريقِ تِمنَةَ. فعَلَت ذلِكَ لأنَّها رأت أنَّ شيلةَ اَبنَيهوذا كَبُرَ ولم تُزوَّج بِهِ. 15فرآها يَهوذا فحَسِبَها زانيةً لأنَّها كانتتُغطي وجهَها. 16
    فمالَ إليها في الطَّريقِ وقالَ لها: «تعالَي أدخلْ علَيكِ» وكانَلا يَعلَمُ أنَّها كَنَّتُه. فقالت: «ماذا تُعطيني حتىتدخلَعليَّ؟» 17قالَ:
    «أُرسِلُ لكِ جديًا مِنَ الماشيةِ». قالت: «أعطِني رَهْنًا إلى أنْ تُرسِلَهُ». 18قالَ: «ما الرَّهنُ الذي أُعطيكِ؟» قالت:
    «خاتَمُكَ وعِمامَتُكَ وعصاكَ الَّتي بيدِكَ». فأعطاها ودخلَ علَيها، فحَبِلت مِنهُ. 19ثُمَ قامت، فذَهبت إلى بَيتها وخلَعَت بُرْقُعَها
    ولَبِسَت ثِيابَ ترَمُّلِها. 20وأَرسلَ يَهوذا جديًا معَ صاحِبهِ العَدُلاَميِّ لِيَفُكَ الرَّهْنَ مِنْ يدِ المَرأةِ فلم يَجدْها. 21فسأل المُقيمينَ هُناكَ:
    «أينَ البَغيُّ التي كانت في عَينايِمَ على الطَّريقِ؟» قالوا: «ما كانت هنا بَغيٌّ». 22فرَجعَ إلى يَهوذا وقالَ لَه: «لم أجدْها،
    والمُقيمونَ هُناكَ أيضًا قالوا: ما كانت هنا بَغيٌّ». 23فقالَ يَهوذا: «لِتَحتَفِظْ بِما لي عِندَها لِئلاَ تلحقَنا المهانَةُ كيفَ أرسلتُ أنا الجديَ، وأنتَ لم تَجدْها».
    24وبَعدَ مُرورِ نحوَ ثلاثةِ أَشهرٍ قِيلَ لِيهوذا: «زَنَت تامارُ كَنَّتُكَ، وها هيَ حُبلى مِنَ الزِّنى». فقال يَهوذا: «أَخرِجوها وأحرِقُوها». 25
    وبَينَما هُم يُخرجونَها أرسَلَت إلى يَهوذا حَميِّها تقولُ: «تحَقَّقْ لِمَنْ هذا الخاتَمُ والعِمامَةُ والعصا، فأَنا حُبلى مِنه». 26فتَحَقَّقَها يَهوذا وقالَ:
    «هيَ أَصدَقُ منِّي. كانَ عليَ أنْ أُزوِّجها لِشيلَةَ اَبني». ولم يَعُدْ أيضًا يُضاجعُها. 27ولمَّا جاءَ وقتُ وِلادَتِها كانَ في بَطنِها تَوأَمانِ.
    28وبَينَما هيَ تَلِدُ أَخرَج أحدُ التَّوأَمَينِ يَدَهُ، فأمسَكَتْها القابِلَةُ وعَقَدَت علَيها خيطًا قِرْمِزِيُا وقالت: «هذا خرَج أوَّلاً». 29فلمَّا رَدَ يَدهُ خرَج أخوهُ فقَالت:
    «لماذا قَطَعْتَ الخيطَ؟ علَيكَ القَطِيعَةُ». فَسُمِّيَ فارِصَ. 30ثُمَ خرَج أَخوه وعلى يَدِهِ خيط القِرمِزِ، فَسُمَّيَ زارَحَ. ].
    وأما زوجةُ أوريَّا الحِثِّيِّ (بَتشابَعُ بنتُ أليعامَ،) فهي التي تتهم التوراة زوراً داود بأنه فجر بها، وهي زوجة لأحد قادته فحملت ،
    ثم دفع داود بزوجها إلى الموت ، وتزوجها بعد وفاته ، وكان حملها بالنبي سليمان أحد أجداد المسيح ( انظر القصة في صموئيل (2) 11/1 - 4 ):
    [ولمَّا جاءَ الرَّبيعُ، وهوَ وقتُ خروج المُلوكِ إلى الحربِ، أرسلَ داوُدُ يوآبَ والقادةَ معَهُ على رأسِ كُلِّجيشِ بَني إِسرائيلَ، فسحقوا
    بَني عَمُّونَ وحاصروا مدينةَ رِبَّةَ. وأمَّا داوُدُ فبَقيَ في أورُشليمَ.2وعِندَ المَساءِ قامَ داوُدُ عَنْ سريرهِ وتمشَّى على سطحِ القصرِ، فرأى على
    السَّطحِ اَمرأةً تَستحِمُّ وكانَت جميلةً جدُا. 3فسألَ عَنها، فقيلَ لَه: «هذِهِ بَتشابَعُ بنتُ أليعامَ، زوجةُ أوريَّا الحِثِّيِّ».
    4فأرسَلَ إليها رُسُلاً عادوا بها وكانَت اَغتَسلت وتَطهَّرت، فدخلَ علَيها ونامَ معَها، ثُمَ رجعت إلى بَيتِها. 5وحينَ أحسَّت أنَّها حُبلى أعلَمتهُ بذلِكَ.
    6فأرسَلَ داوُدُ إلى يوآبَ يقولُ: «أرسِلْإليَ أوريَّا الحِثِّيَّ» فأرسَلَهُ. 7فلمَّا جاءَ سألَهُ داوُدُ عَنْ سلامةِ يوآبَ والجيشِ وعَنِ الحربِ،
    8ثُمَ قالَ لَه: «إنزِلْ إلى بَيتِكَ واَغسِلْ رِجلَيكَ واَسترِحْ». فخرج أوريَّا مِنَ القصرِ وتَبِعتْهُ هديَّةٌ مِنْ عِندِ داوُدَ. 9فنامَ على بابِ القصرِ
    معَ الحرَسِ ولم ينزِلْ إلى بَيتِهِ. 10فلمَّا قيلَ لداوُدَ: «أوريَّا لم يَنزِلْ إلى بَيتِهِ»، دَعاهُ وقالَ لَه: «أما جئتَ مِنَ السَّفرِ؟ فما بالُكَ لا تنزِلُ إلى بَيتِكَ؟»
    11فأجابَهُ أوريَّا: «تابوتُ العَهدِ ورِجالُ إسرائيلَ ويَهوذا مُقيمونَ في الخيامِ، ويوآبُ وقادَةُ سيِّدي المَلِكِ في البَرِّيَّةِ، فكيفَ أدخلُ بَيتي
    وآكُلُ وأشربُ وأنامُ معَ زوجتي؟ لا وحياتِكَ، لا أفعَلُ هذا». ].
    وأما راحاب زوجة سلمون ، وأم بوعز ، وكلاهما من أجداد المسيح ، حسب متى و هي التي قال عنها يشوع: "امرأة زانية اسمها راحاب "
    كما جاء في يشوع 2/1 هكذا:
    [ فأرسَلَ يَشوعُ بنُ نُونٍ رَجلَينِ مِنْ شِطِّيمَ في الخفاءِ، قائلاً: «إذْهَبا واَستَطْلِعا الأرضَ خصوصًا مدينةَ أريحا».
    فذَهَبا إلى المدينةِ ودخلا بَيتَ اَمرأةٍ زانيةٍ اَسمُها راحابُ وباتا هُناكَ. 2فقيلَ لِمَلِكِ أريحا: «جاءَ إلى هُنا هذِهِ اللَّيلةَ رَجلانِ مِنْ بَني إِسرائيلَ لِيَستَطلِعا الأرضَ».
    3فأرسلَ مَلِكُ أريحا إلى راحابَ يقولُ لها: «أخرِجي الرَّجلَينِ اللَّذَينِ في بَيتِكِ، فهُما أتيا لِيَستَطلِعا الأرضَ كُلَّها». 4فأخذَتِ المَرأةُ الرَّجلَينِ
    وأخفَتهُما وقالَت: «نعَم جاءَني الرَّجلانِ لكنِّي لَم أعلَمْ مِنْ أينَ هُما. 5وعِندَ إغلاقِ بابِ المدينةِ وقتَ الظَّلامِ خرَجا ولا أعرفُ أينَ ذهَبا.
    فأسرِعوا واَلحَقوا بهِما». 6وكانَت أصعَدَتهُما إلى السَّطحِ وخبَّأتهُما بَينَ عيدانِ كتَّانٍ مُصفَّفةٍ هُناكَ. 7فتَبِعَهُما رِجالُ المَلِكِ
    في طريقِ الأردُنِّ إلى المَعابرِ، وحالما خرَجوا مِنَ المدينةِ أُغلِقَ البابُ.] وذكر قصة زناها في سفره .
    وأما راعوث فهي راعوث المؤابية زوجة بوعز وأم عوبيد ، والتوراة تقول في التثنية 23 / 3: [4ولا يدخلْ عَمُّونيًّ ولا مُوآبيٌّ
    ولا أحدٌ مِنْ نسلِهِ في جماعةِ المُؤمنينَ بالرّبِّ، ولو في الجيلِ العاشِرِ وإلى الأبدِ ].
    ولحسن الحظ هذه المرة فإن المسيح ليس داخلاً في هذا الطرد، إذ هو الجيل الثاني والثلاثون لها.
    فماذا عن أجداد السيد المسيح عليه السلام:
    أما أجداد المسيح الذكور الذين ذكر متى منهم اثنان وثلاثون أباً ( إلى داوود ) وذكر لوقا اثنان وأربعون أباً ، فهؤلاء أيضاً
    لا يتشرف المسيح بأن يكونوا من آبائه لو كان ما تذكره التوراة صحيحاً ، وحاشا أن يكون ذلك صحيحاً، وبعد عصر السيد المسيح
    عليه السلام أراد النصارى إثبات دعوة المسيح أمام اليهود، فألحقوا المسيح بنسل داوود، ليجعلوا اليهود بهذا الإلحاق من الخارجين
    على المسيح عليه السلام ، وترتب على هذا الإلحاق إشكال، هو أنهم جعلوا للمسيح عليه السلامأربعة أجداد من الزنا، ومن كان
    كذلك فقد خرج من حزب الله كما صرح العهد القديم، والأجداد الأربعة هم: مؤاب. فارص. بن عمي. سليمان.
    1ـ (أما «مُوآبَ» و «بِنْ عَمِّي») فهما ابنا لوط،وذلك طبقا لما هو مذكور في العهد القديم،. أن لوطا زنا سكرانا بابنتيه
    37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً
    وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى اْليَوْمِ. ]. ومن الأول جاء المؤابيون ومن الثاني جاء العمونيون.
    والقصة بتمامها في تكوين 19 / 30 – 38:
    [30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ.
    31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ.
    32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً».
    33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا.
    34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ \لْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً
    فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ الَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ
    وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ»
    - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى اْليَوْمِ. ]
    والعهد القديم يقول [4ولا يدخلْ عَمُّونيًّ ولا مُوآبيٌّ ولا أحدٌ مِنْ نسلِهِ في جماعةِ المُؤمنينَ بالرّبِّ، ولو في الجيلِ العاشِرِ وإلى الأبدِ ]. "تثنية 23 / 2 – 3".
    2ـ (وأما فارص) فولد من ثامارا بعد أن زنى بها يهوذا "تكوين 38 / 6 - 0 3":
    24وبَعدَ مُرورِ نحوَ ثلاثةِ أَشهرٍ قِيلَ لِيهوذا: «زَنَت تامارُ كَنَّتُكَ، وها هيَ حُبلى مِنَ الزِّنى». فقال يَهوذا: «أَخرِجوها وأحرِقُوها».
    25وبَينَما هُم يُخرجونَها أرسَلَت إلى يَهوذا حَميِّها تقولُ: «تحَقَّقْ لِمَنْ هذا الخاتَمُ والعِمامَةُ والعصا، فأَنا حُبلى مِنه».
    26فتَحَقَّقَها يَهوذا وقالَ: «هيَ أَصدَقُ منِّي. كانَ عليَ أنْ أُزوِّجها لِشيلَةَ اَبني». ولم يَعُدْ أيضًا يُضاجعُها.
    27ولمَّا جاءَ وقتُ وِلادَتِها كانَ في بَطنِها تَوأَمانِ. 28وبَينَما هيَ تَلِدُ أَخرَج أحدُ التَّوأَمَينِ يَدَهُ، فأمسَكَتْها القابِلَةُ وعَقَدَت علَيها خيطًا قِرْمِزِيُا وقالت:
    «هذا خرَج أوَّلاً». 29فلمَّا رَدَ يَدهُ خرَج أخوهُ فقَالت: «لماذا قَطَعْتَ الخيطَ؟ علَيكَ القَطِيعَةُ». فَسُمِّيَ فارِصَ.
    30ثُمَ خرَج أَخوه وعلى يَدِهِ خيط القِرمِزِ، فَسُمَّيَ زارَحَ. ].
    3ـ (وأما سليمان) فولد من بَتشابَعُ بنتُ أليعامَ امرأة أوريا حيث زنا بها داوود ":
    صموئيل 12 / 7 – 23"، وحاشاه!.
    2[وعِندَ المَساءِ قامَ داوُدُ عَنْ سريرهِ وتمشَّى على سطحِ القصرِ، فرأى على السَّطحِ اَمرأةً تَستحِمُّ وكانَت جميلةً جدُا.
    3فسألَ عَنها، فقيلَ لَه: «هذِهِ بَتشابَعُ بنتُ أليعامَ، زوجةُ أوريَّا الحِثِّيِّ». 4فأرسَلَ إليها رُسُلاً عادوا بها وكانَت اَغتَسلت وتَطهَّرت،
    فدخلَ علَيها ونامَ معَها، ثُمَ رجعت إلى بَيتِها. 5وحينَ أحسَّت أنَّها حُبلى أعلَمتهُ بذلِكَ].
    والعهد القديم يقول " لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر " "تثنية 23 / 1 – 2".
    فوفقا لهذه النصوص يكون الذين ألحقوا المسيح عليه السلام بنسل داوود، قد أخرجوه في الحقيقة من جماعة الرب إلى الأبد،
    لأنه لا يدخل جماعة الرب كل ولد زنا ولا سيما المؤابيين وبني عمي وهو منهما، ومما يزيد الإشكال إشكالا أنهم على الرغم من
    هذا النسب اعتبروا المسيح عليه السلام ابنا لله أو إلها متجسدا في الناسوت وتلك مصيبة كبرى.
    4ـ وأما يهوياقيم أحد أجداد السيد المسيح عليه السلام:
    نجده مذكور في سفر الأيام الأول 3/14-15:
    [ 12وأمَصْيا وعزَرْيا ويوثامُ 13وآحازُ وحَزْقِيَّا ومنَسَّى 14وآمونُ ويوشيَّا. 15وبَنو يُوشيَّا: يوحانانُ بِكْرُه، ويوياقيمُ (يهوياقيم) وصِدقيَّا وشَلُّومُ.
    16واَبنا يوياقيمَ (يهوياقيم): يَكُنيا وصِدْقيَّا].
    إلا أن متى قد أسقطه من نسبه للمسيح، بين يوشيا وحفيده يكنيا،هكذا:
    10وحَزْقِيّا ولَدَ مَنَسّى. ومَنَسّى ولَدَ آمونَ. وآمونُ ولَدَ يوشِيّا. 11ويوشِيّا ولَدَ يَكُنيّا وإخوَتَه زَمَنَ السبْـيِ إلى بابِلَ.
    ولا يخفى على المحققين سبب إسقاطه لاسمه ، فحسب سفر الأيام فقد ملك يهوذا، فأفسد فقال الله فيه كما جاء في ( إرميا 36/30 - 31 ):
    [29وقُلْ ليوياقيمَ: قالَ الرّبُّ: أنتَ أحرَقتَ هذِهِ الصَّحيفةَ وقُلتَ لإرميا، لِماذا كتَبتَ فيها أنَّ مَلِكَ بابِلَ لا بُدَ أنْ يأتيَ ويُدَمِّرَ هذِهِ الأرضَ
    ويُبيدَ فيها النَّاسَ والبَهائِمَ؟ 30فلذلِكَ قالَ الرّبُّ على يوياقيمَ مَلِكِ يَهوذا: لا يَجلِسُ أحدٌ مِنْ نَسلِهِ على عرشِ داوُدَ،
    وتُطرَحُ جثَّتُهُ لِلحَرِّ في النَّهارِ وللصَّقيعِ في اللَّيلِ. 31وأُعاقِبُهُ هوَ وذُرِّيَّتهُ وعبيدهُ على ذُنوبِهِم، وأجلِبُ علَيهِم وعلى سُكَّانِ
    أُورُشليمَ ورِجالِ يَهوذا جميعَ الشَّرِّ الذي تَكَلَّمتُ بهِ لأنَّهُم لم يَسمَعوا». ].
    كما أن هذه المقدمة لا تؤهل النسل في الدخول في جماعة الرب كما ذكر العهد القديم أيضا، وهو قوله:
    [ 2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.
    حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ ". تثنية 23 / 2 ـ 3..
    والخلاصة: لقد وضع اليهود النسب الذي يتفق مع أهوائهم، ثم شيدوا على هذا النسب فتن لا تقود إلا إلى الدجال، ولقد بينت الرسالة الخاتمة
    أن للدجال كنى وأسماء تستقيم مع فتنته. والنصارى الذين دونوا نسب المسيح لم يلتفتوا إلى أن المسيح ليس له أب بيولوجي،
    وأن نسبته إلى يوسف النجار لا جدوى من ورائها، لأن النسب يجب أن يكون من جهة العذراء فقط، لكنهم عملوا خلاف ذلك،
    واتبعوا النسب الذي وضعه اليهود، اعتقادا منهم أن متابعة اليهود في هذا، فيه إدانة لليهود الذين لم يؤمنوا بدعوة المسيح عليه السلام،
    ولكن هذا النسب الذي تجاهل سبط لاوي الذي على ذروته آل عمران، قاد الذين ينتظرون المسيح ابن داوود أو المسيح ابن يوسف،
    إلى فتنة وصفتها الرسالة الخاتمة بأنها أعظم فتنة منذ ذرأ الله ذرية آدم.
    وقبل بعثة المسيح عليه السلام كانت المسيرة قد ارتوت من مياه الأمم الذين تعاقبوا على حكم فلسطين، وكان لهذا الارتواء
    أثرا بالغا في بناء الشخصية الإسرائيلية بعد عهد السبي.
    والدول التي تعاقبت على حكم فلسطين بعد السبي هي: فارس (538 - 333 ق. م)، اليونان (333 - 343 ق. م) مصر (323 - 204 ق. م)،
    سور يا (204 - 167 ق. م)، المكابيين (167 - 63 ق. م) وفيها كان اليهود مستقلين من الناحية العملية، روما (63 ق. م)
    وامتد حكم الرومان حتى (633 م).
    وعلى امتداد هذه الفترة كان لليهود تجهيزاتهم التي أقاموها للحفاظ على تعاليمهم التي تقود إلى أهدافهم، وكان الحي اليهودي
    يذخر بالفرق المتعددة ومن أهم هذه الفرق: (الفريسيين) وهؤلاء أهم فرق اليهود وأكثرهم خطرا، ويتمسكون بالتفسير الشفهي (التلمود)
    وتقليد الشيوخ السابقين. ولقد حذر المسيح عليه السلام من هذه الفرقة متي 24 / 10.. ومنهم جاء القديس بولس الذي قاد المسيرة
    المسيحية فيما بعد، وسنبين ذلك في موضعه، (الصدوقيين) وهؤلاء يتمسكون بالناموس المكتوب ، (والأسنيين) وهؤلاء يمارسون
    حياة رهبانية وهم يمثلون اليهودية السرية ، (الهيروديين) وهم حزب سياسي يريد إرجاع السلطة إلى عائلة هيرودس ،
    (الغيورين) وهؤلاء حزب قومي مستقل يؤيد استعمال العنف والقسوة. ، (السنهدرين) وهم السلطة القضائية والدستورية العليا عند اليهود ،
    (العشارين) وهم يهود يجمعون الضرائب للرومان ، (الكتبة) وهم طبقة من الشعب مهمتهم شرح الناموس، ولقد أكثروا من التقاليد الشفاهية.
    وحددوا قواعد تشمل النواحي العملية للحياة اليومية، وهم يسمون بالمحامين والمعلمين والربيين، (الناموس ألشفاهي)
    وهو مجموعة التعليقات والتفاسير التي تدور حول ناموس موسى. ويشرف عليه كبار الحاخامات.
    فتحت حكم الأمم تشكلت الشخصية الإسرائيلية بعد السبي، وهذا التشكيل حمل معالم الشخصية الإسرائيلية قبل وأثناء السبي،
    وقبل بعثة المسيح عليه السلام كانت الفرق الإسرائيلية المتعددة تتصارع على رقعة الاختلاف والجميع يتجه نحو هدف واحد،
    وهذا الهدف نسجته الفتن المتعددة. وفي النهاية ارتدى ثياب أمير السلام. الذي يعيد مجد مملكة داوود الوعد الإلهي لإبراهيم.
    وهذه الثياب يشرف على صيانتها العديد من المؤسسات التي تتمركز حول التفسير الشفهي للناموس (التلمود).
    وفي هذه الأجواء المشحونة بالرفض لكل منهج لا يخلص اليهود من حكم الأجانب، لطف الله تعالى بعباده وبعث إليهم من يقيم عليهم
    الحجة ويسوقهم إلى صراط الله العزيز الحميد، لينظر سبحانه إلى عباده كيف يعملون تحت سقف الامتحان والابتلاء.
    وعند خاتمة المسيرة الإسرائيلية، بعث الله تعالى النبي يحيى والنبي عيسى، وكل منهما يحمل معالم جفاف المسيرة، ليتدبر فيها أصحاب العقول والإفهام،
    وليعلموا أن القيادة ستنزع من أيديهم وتكون لشعب آخر من أبناء إبراهيم، ومعالم الجفاف أن النبي يحيى ولد لأب اشتعل
    رأسه شيبا ولأم عاقر، أما المسيح عليه السلام فولد لعذراء لم يمسسها بشر، لقد جاء يحيى من طريق أبوين الذرية لهما أمر غير معهود،
    ليكون مصدقا بعيسى عليه السلام الذي جاء من جهة كلمة الإيجاد (كن)، وذلك لأن سائر الأفراد من الإنسان يجري ولادتهم
    على مجرى الأسباب العادية المألوفة، ولكن ولادة المسيح عليه السلام لم تجر هذا المجرى لأنه فقد بعض الأسباب العادية،
    لهذا كان وجوده بمجرد كلمة التكوين (كن) ولم يتخلل هذا الوجود الأسباب العادية.
    لهذا كان الباب الذي دخل منه آخر أنبياء بني إسرائيل، باب يدعو المسيرة إلى التدبر والإيمان، وليحذروا المخالفة لأنها ستنتج على
    آخر الطريق فتنة، ومعنى أن يغلقوا على أنفسهم باب الفتنة، أن قيادة المسيرة البشرية لن تكون من داخل الأبواب المغلقة، إنما
    ستنتقل إلى مكان أوسع وأرحب، والله تعالى يورث الأرض لمن يشاء من عباده.
    في نهاية المسيرة جاءت دعوة زكريا عليه السلام، وكان متزوجا من اليصابات من بنات هارون لوقا 1/ 5: [5كَانَ فِي أَيَّامِ
    هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.].
    ويقول إنجيل لوقا فيهما [6وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ. ] المصدر السابق 1 / 6..
    وقال [7وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِراً. وَكَانَا كِلاَهُمَا مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا. ] المصدر السابق 1 / 7.
    وذكر لوقا 1/ 11ـ 14: بينما كان زكريا يؤدي خدمته الكهنوتية أمام الله سأله الولد. [11فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفاً
    عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 12فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ. 13فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا لأَنَّ طِلْبَتَكَ
    قَدْ سُمِعَتْ وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا. 14وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ ].
    والقرآن الكريم ذكر هذه المعجزة في قوله تعالى في سورة مريم / 4ـ 7:
    [ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي
    عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7)].
    وجاء يحيى وريث زكريا وآل يعقوب، ليكون حجة على مسيرة خرج معظمها عن سبيل آل يعقوب، وكان المسيح عليه السلام
    آخر أنبياء الشجرة الإسرائيلية التي جعلها الله حجة على المسيرة الإسرائيلية.
    وعلماء النصارى يؤكدوناتهام اليهود لمريم بالزنا - مراجع مسيحية مصورة
    http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=11655

    http://muslimchristiandialogue.com/m...n-3atheem.html

    يقول الله تعالي

    (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَبُهْتَاناً عَظِيماً)

    فهل اليهود حقاً اتهموا السيدة مريم العذراء العفيفة الشريفة بالزنا؟

    لا أحد يشكك أن هؤلاء قتلة الأنبياء وأنهم الذين افتروا علي الله تعالي وأنبيائه بالكذب وأركز الآن في هذا البحث على
    اتهام اليهود لمريم البتول الطاهرة الشريفة بالزنا . !!

    ولكن يحاول البعض إنكار هذه الحقيقة والتي أقرها القرآن الكريم وللنظر حسب علماء النصارى وحسب نصوص الإنجيل وتفاسير الإنجيل
    هل حقاً اتهمت السيدة مريم البتول بالزنا من قبل اليهود ؟

    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  9. #59
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    الشاهدالأول


    التلمود يوجهه إهانات للمسيح ولأتباعه المسيحيين والتشهير بالمسيح..( موسوعة الخادم القبطي – الجزء الثاني ب – لاهوت مقارن
    ( المسيحية واليهودية)صفحة 136 ).



    كما يؤكد اليهود على أن السيد ( بالنسبة لهم ) ابن عسكري روماني..(تاريخ الفكر المسيحي – المجلد الأول –
    الدكتور القس حنا جرجس الخضري صفحة 148)..
    فلقد اتهم اليهود السيد المسيح بأنه ابن زنا ..
    خذ عندكم ذلك النص علي سبيل المثال من إنجيل يوحنا 8 / 40ـ41:
    (40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.
    41 أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِناً. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ».)

    الشاهدالثاني






    الشاهدالثالث
    القمص تادرس يعقوب ملطي يؤكد اتهام اليهود للمسيح بالزنا .في تفسيره لإنجيل يوحنا الإصحاح الثامن العدد
    41إذ قال المخلص أن الله هو أبوه (يو ٥: ١٨) ولم يعرف رجلاً بأنه أباه، فلذلك قالوا: لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِناً.
    " لمقاومته، مضيفين: " لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ»." (٤١).
    وكأنهم يقولون له: "إننا نحن الذين لنا أب واحد وهو الله وليس أنت يا من تدعي أنك وُلدت من بتول، فأنت وُلدت منزنا.
    إنك تفتخر أنك وُلدت من عذراء بقولك أن لك الله وحده هو أبوك. نحن الذين نعرف الله كأب لنا لا ننكر أنه لنا أببشري").
    بصريح العبارة والتصريح الغير قابل لأي تأويل يؤكد أحد كبار مفسرين الأرثوذكس بأن اليهود قد اتهموا المسيح عليه الصلاة والسلام بالزنا .

    ----------------
    الشاهد الرابع

    وأيضاً كريج .س.كينر..( كتاب الخلفة الحضارية للكتاب المقدس – العهد الجديد – الجزء الأول – صفحة 252 – دار الثقافة المسيحية .)..
    أمه زانية حسب نصوص الإنجيل علي لسان اليهود .!



    الشاهدالخامس

    الدكتور وليم باركلي..أستاذ العهد الجديد بجامعة كلاسكويؤكد بأن اليهود اتهموا المسيح بأنه ابن زن..
    ( تفسير العهد الجديد للدكتور وليم باركلي أستاذ العهد الجديد بجامعة كلاسكوصفحة 63 . من مجلس التحرير القس صموئيل
    حبيب رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر سابقاًترجمة القس عزت زكي .)..وللأمانة هو يقول رأيين في الأمر وهو الزنا الروحي والرأي الثاني هذا الرأي .



    الشاهدالسادس


    وليد ماكدونالد يؤكد اتهام اليهود بالزنا..( تفسير الكتاب المقدس للمؤمن – العهد الجديد – الجزء الأول متى , يوحنا )
    للدكتور وليم ماكدونالد صفحة 453 – دار الثقافة . ).



    وسنعرض من بعض المواقع اليهودية والمسيحية بتأكيد التلمود علي أن مريم – والعياذ بالله – عاهرة أو زانية .



    الشاهدالسابع

    Insults Against Blessed Mary

    Sanhedrin 106a . Says Jesus' mother was a whore: "She who was the descendant
    of princes and governors played the harlot with carpenters." Also in footnote #2 to
    Shabbath 104b of the Soncino edition, it is stated that in the "uncensored" text of the
    Talmud it is written that Jesus mother, "Miriam the hairdresser," had sex with
    many men.


    والترجمة

    (سنهدرين 106 .يقول أم يسوع كانت عاهرة. وكانت من سلالة الأمراء والحكام لعبت كعاهرة مع النجارون .
    أيضا في الحاشية .... جاء فيها انه / غير مراقب / نص من التلمود و فيه أن أم يسوع / مريم مارست الجنس مع عديد من الرجال)
    الرابط من هنا
    http://www.revisionisthistory.org/talmudtruth.html


    الشاهدالثامن


    http://www.come-and-hear.com/dilling/chapt02.html

    Thus they call Him [Jesus] the child of a whore and His mother, Mary, a whore,
    whom she had in adultery

    والترجمة :
    (ولهذا يدعون يسوع ابن العاهرة وأمه مريم عاهرة حملت به فى زنا)

    وصدق القرآن الكريم عندما قال (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً)

    هذا الموقع آتي تقريباً بعدة مواضع من التلمود اليهودي والمليئة بالاتهامات للمسيح وأمه

    http://talmud.faithweb.com/articles/jesus.html





    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  10. #60
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    مريم البتول في القرآن


    1 ـ الله سبحانه وتعالى يصطفي آل عمران على العالمين:
    قال الله تعالى في القرآن الكريم:{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }سورة آل عمران : 33
    2 ـ والدة السيدة مريم تحمل بالعذراء وتنذر المولود القادم خالصاً لخدمة بيت المقدس:
    قال الله تعالى في القرآن الكريم:{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَامِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *
    إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّإِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَأَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} سورة آل عمران:33-34.
    3 ـ مولد السيدة مريم بنت عمران:
    وعن ولادة أم المسيح عليهما السلام قال الله تعالى في القرآن الكريم:
    {فَلَمَّاوَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ
    وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ
    وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }سورة آل عمران :36-37.
    4 ـ زكريا عليه السلام يفوز بكفالة مريم العذراء لتربيتها لأن والدها عمران ماتقبل ولادتها:
    كما قال الله تعالى في القرآن الكريم:
    {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } سورة آل عمران:44.
    وقال الله تعالى في القرآن الكريم:{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ
    وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِحِسَابٍ }سورة آل عمران :37.
    5 ـ البتول مريم بنت عمران عابدة ناسكة:
    وقد شهد بهذا رب العالمين في القرآن الكريم بقوله:{يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } سورة آل عمران : 43
    6 ـ كرامات مريم بنت عمران:
    ومنها ما قاله المولي في كتابه العزيز:
    {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ
    إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ {سورة آل عمران :36-37.
    7 ـ الله سبحانه وتعالى يصطفي السيدة مريم عليه مرتين على نساء العالمين:
    وقد جاء ذلك في القرآن الكريم بقوله سبحانه وتعالى:
    {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ }سورة آل عمران :42.
    8 ـ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يظهر خيرية [مريم بنت عمران على نساء العالمين أجمعين:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير نسائها مريم بنت عمران،وخير نسائها خديجة) رواه البخاري.

    ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء: إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران،
    وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائرالطعام) رواه البخاري.
    9 ـ ويقول الله سبحانه وتعالى عن السيدة مريم بأنها عفيفة طاهرة عذراء:
    كما في قوله جل شأنه:
    {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَاوَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ }سورة التحريم :12.
    وقال الله تعالى في القرآن الكريم:
    {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ * إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }سورة الأنبياء: 91-92.
    10 ـ بشارات الملائكة للسيدة مريم بالمولود العظيم السيد المسيح عليه السلام :
    كما في قوله سبحانه وتعالى:{إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
    وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }سورة آل عمران: 45.
    11 ـ السيدة مريم تحمل بالسيد المسيح عليه السلام:
    وقد جاء ذلك في قوله تبارك وتعالى:
    {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا *
    قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي
    بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا *
    فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا }سورة مريم : 16-22.
    12 ـ معجزة ميلاد السيد المسيح عليه السلام:
    كما سطرت بالقرآن الكريم حيث قال ربنا جل جلاله:
    {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا *
    وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا
    فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا *فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً } سورة مريم:23-27.
    اسمه المسيح عيسى بن مريم
    مقدمة
    يقول سبحانه وتعالى:
    [ إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ(45)] آل عمران:45

    يا عزيزي إنني أفهم جيداً القضية ولكن عذراً..فأنت لم تدرك إلام أرم!!..

    فحينما قلت أن القضية تكمن في اسمه (عمانويل)..أو (يسوع)..
    إنما قصدت من وراء ذلك أن القضية عندهم ما هي إلا فبركة أسماء، وتزييف للحقائق وتلك هي سماتهم..
    إن قضية التزييف في الاسم تجرهم إلى مشاكل جمة..ولو تتبعت سيرة السيد المسيح كما هي واردة في الأناجيل لوجدتها تتحدث
    عن يسوع الناصري وبالتدقيق سوف تجد أنه غير عيسى ابن مريم..فيسوع الناصري حاجة وعيسى ابن مريم حاجة ثانية خالص..
    ففي دراسة للدكتور كمال الصليبي، وهو دكتور التاريخ في الجامعة الأميركية في بيروت، والمختص بدراسة الكتاب المقدس،
    ومن كتبه في هذا المجال: التوراة جاءت من جزيرة العرب، خفايا التوراة، أسرار شعب بني إسرائيل، حروب داوود،والبحث عن يسوع.
    إضافة إلى كتاب آخر باللغة الإنجليزية بعنوان : The Historicity of Biblical Israel

    يذكر الدكتور كمال الصليبي أن المسلم عندما يجادله المسيحيون يحاول أن يقنعهم أنه يؤمن بالمسيح مثلهم،
    ولكن اسمه عيسى وليس يسوع، وأنه ولد من عذراء، ولكنه بشر ورسول لله، وليس إبناً لله، كما يظنون.
    وأن دين المسيح الحقيقي قد بدل وحرف. وأنه لم يقتل على الصليب ولكن الذي صلب هو شخص آخر، لأن القرآن يقول عن عيسى:
    وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ
    مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَاقَتَلُوهُ يَقِيناً [النساء : 157].
    ويتساءل هل المسيحية هي فعلاً امتداد لديانة أتباع عيسى ابن مريم؟..وهل عيسى هو يسوع؟..
    ففي كتابه (البحث عن يسوع) تجده قد جلي، بالبراهين والأدلة، حقائق كثيرة مغيبة تخالف ما عرفه الناس وتوارثوه عن هذه
    الديانة طوال قرون مضت، وتنفي نفياً قاطعاً أن يكون لها علاقة بديانة عيسى ابن مريم، أو أن يكون ليسوع أي صفة إلوهية،
    أو صلة بعيسى، لا في المكان ولا في الزمان ولا في الرسالة. بدءاً بالتأكيد على أن عيسى ويسوع اسمان لا علاقة لأحدهما بالآخر،
    ثم التعرف على شخصية يسوع الفعلية، مستعين بدراسة متعمقة في نصوص الكتاب المقدس.
    يلي ذلك استعراض لبعض ما احتفظ به التاريخ لنا عن أن يسوع كان متزوجاً من مريم المجدلية، وكشفته لفائف مخطوطات أثرية تم
    العثور عليها في نجع حمادي. في حين أن عيسى عليه السلام ثبت بيقين أنه لم يكن متزوجاً..
    ثم بيان أن مخطوطات البحر الميت التي تتحدث عن العصر الذي عاش فيه يسوع، لم تأتعلى ذكره أو ذكر حركته،
    ومثلها تجاهل المؤرخون الذين عاصروا تلك الفترة ذكر يسوع.
    وفي القسم الثاني نتوقف عند شهادات من كتاب المسيحيين المقدس.
    حيث يؤكدلنا مرقس في الشهادة الأولى زواج يسوع، عندما يصف لنا ما حدث في حفل العرس.
    والشهادة الثانية يقدمها لنا كتاب يوحنا الذي يؤكد أن لغة يسوع الأم ليست مفهومة في فلسطين، مما يعني أنه غريب على فلسطين،
    ويؤكد أنه قدم لها يافعاً بهدف الثورة على الحكم الروماني.
    ثم يستعرض كتاب متى ليكتشف كامل الحقيقة عن يسوع، وأنه لم يكن عيسى رسول الله، ولم يولد من عذراء، بل قدم لفلسطين طالباً لملك،
    ولكن اليهود من غير بني إسرائيل قبضوا عليه وسلموه للسلطات وحوكم بتهمة التخطيط للثورة على الحكم، وحكم عليه بالقتل صلباً، ومات.
    وفي القسم الثالث من الكتاب نستمع لشهادة القرآن الكريم في عيسى ابن مريم، ومقارنة ذلك بما ذكره الكتاب المقدس عن يسوع،
    ليؤكد بمالا يدع مجالاً للشك أن عيسى لا علاقة له بيسوع، لا في المكان ولا في الزمان ولا في المعتقد.
    وفي القسم الرابع يبين كيف ولدت فكرة عقيدة ما سمي بالمسيحية: دوافعها وأهدافها، ومن ابتدعها، ومن قام بنشرها.
    وفي القسم الخامس سيكون الحديث عن المسيحية بعد أن اعتنقها الإمبراطور الروماني، قسطنطين، وقيامه بالقضاء على أي صورة
    أخرى ليسوع غير تلك التي رسمتها له روما.
    والقسم السادس يتطرق لأهم المناسبات والأعياد الدينية ويتعرف على أصولها الوثنية.
    والقسم السابع يتحدث عن تطور المسيحية بعد قسطنطين، من خلال استعراض سريع لأهم ما تمخضت عنه المجامع الكنسية التي
    استمرت تعقد عبر القرون، من قرارات وتشريعات أضيفت لهذه العقيدة.
    كل هذا بسبب فبركة الأسماء ..
    أتريد المزيد..
    خذ عندك مثلاً:
    ماذا عن اسمه ( عِمَّانُوئِيلَ )
    انقسم اليهود حول المسيح المنتظر، ففريق قال إنه يأتي من نسل يوسف، وقال آخرون إنه يأتي من نسل داوود، وذكر (ملاخى) أن الله
    جعل عهده في سبط (لاوي بن يعقوب)، وذكر العهد القديم أن من أبناء لاوي (نحشوم) وولد له (عمرام) وولد لعمرام موسى وهارون
    ومريم ومن هذا النسل اختار الله تعالى الهداة الذين يسوقون المسيرة الإسرائيلية إلى الصراط المستقيم.
    ولقد كشف يهود أورشاليم برامجهم وثقافاتهم التي تدعو إلى انتظار ابن داوود الذي يعيد مملكة داوود التي تعتبر عنوانا لعهد الله لإبراهيم،
    وهذه البرامج والثقافات تخالف نصوص قطعية في العهد القديم حدد فيها من أي سبط يأتي المسيح المنتظر.
    ومرة أخرى إذا كانت النبوءة في العهد القديم واضحة وهاهي ذي قد تحققت في العهد الجديد فلماذا
    كُذِبَ المسيح عند حضوره من قبل اليهود ؟؟.
    والإجابة كما يعرفها علماء اليهود والنصارى أنفسهم , إذ أنها تكمن في نسب السيد المسيح عليه السلام إذ أن البشارات
    كلها تتحدث عن عذراء من نسل " داود " تلد ابنا يدعى اسمه " عِمَّانُوئِيلَ ". فهل كانت السيدة مريـم أم السيد
    المسيح من نسل داود عليهما السلام فعلاً ؟ والإجابة قطعاً بالنفي , إذ أنها من بيت لاوى وليست من بيت يهوذا الجد العاشر لداود .
    والمدقق لسلسلة النسب الخاص بالمسيح والذي ينتهي إلى يهوذا، يجد أنه يأبي أن يكون مصدقاً لقوله تعالي
    [ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ]..لأن في نسله الزناة، وهذه دراسة أخرى، نرجئ الحديث عنها بعض الشيء.
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



صفحة 6 من 14 الأولىالأولى ... 5 6 7 ... الأخيرةالأخيرة

قالوا عن المرأة وياليتهم ما قالوا

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قالوا عن المرأة في الإسلام
    بواسطة أُم عبد الله في المنتدى شبهات حول المرأة في الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-08-2014, 04:14 PM
  2. قالوا عن المرأة في الإسلام
    بواسطة Abou Anass في المنتدى شبهات حول المرأة في الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-04-2014, 07:35 PM
  3. قالوا عن المرأة
    بواسطة صقر قريش في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 82
    آخر مشاركة: 17-04-2012, 10:02 PM
  4. قالوا عن المرأة في الإسلام
    بواسطة ronya في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 16-06-2008, 08:21 AM
  5. قالوا عن المرأة
    بواسطة سواد الليل في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-01-2007, 08:42 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

قالوا عن المرأة وياليتهم ما قالوا

قالوا عن المرأة وياليتهم ما قالوا