السيد جون
ليس من العقل أنْ نحصر المخلوقات في الماديات، فممكن أنْ تكون لله مخلوقات غير مادية، ولكن بالتأكيد ستكون مركَّبة، ثم على افتراض أنَّها غير مركَّبة، فهي مخلوقه.
وبناء عليه، فالسؤل ليس هو هل العرش مادي، بل هل هو مخلوق، فنحن لا ندري ماهية العرش، ويجب عدم حصر المخلوقات في الماديات على الأقل من باب الممكن.
الملائكة مخلوقة من نور كما هو وارد في القرءان، وخلقها من نور لا يعني أنها نور، فالإنسان مخلوق من طين، ولكنه ليس طينًا؛ وبهذه فالملائكة مركَّبة، وتحمل عرش مركَّب أيضًا، أمَّا كيف تحمل الملائكة العرش، فهو سؤال من جنس كيف يجلس ربك - أيها النصراني - على كرسي، ثم من أي مادة صنع الكرسي، هل من طين، أم من بلاستيك، أو نحاس مطلي بالذهب بالسابغ، أم من حليب سائغ، وهل كرسيه حقًا من مادة؟!، وهكذا دواليك!.
وعلى كل حال لو كان العرش غير مادي - ولكنه يبقى مركَّب - فلا يمكنك أنْ تنفي أنَّه محمول من ملائكة، فنحن لا نعرف تركيبة الملائكة، ولا تركيبة العرش؛ وبهذا لا يمكن نفي أنَّ الملائكة تحمله، فالنفي يبنى على تجارب، وهذه غير خاضعة للتجارب، وعلى افتراض أنَّ العرش مادي من جنس المواد المتوفرة في هذا الكون المنظور، فيكون الحمل مثبت الصحة، وهو قبل غير منفي، ولكن تبقى الكيفية مجهولة في جميع الأحوال أكان مادة أو لم يكن مادة، هذا على افتراض صحة غير ماديته.
المفضلات