مع نساء بيت النبوة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

مع نساء بيت النبوة

صفحة 4 من 6 الأولىالأولى ... 3 4 5 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 58

الموضوع: مع نساء بيت النبوة

  1. #31
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي أم المؤمنين جويرية رضوان الله عليها

    أم المؤمنين جويرية رضوان الله عليها

    سيرة عطرة يود الكثير من أهل الخير لو كانوا طرفا منها. وليست هناك أصدق وأبهى وأنضر من سيرة سيدة من سيدات وأمهات المؤمنين. نقف على سيرتها؛ لتكون لنا فيها عبرة وموعظة. ولنأخذ قطوفا دانية مباركة من سيرة أم المؤمنين جويرية التي خصها الله عز وجل بالطهارة، وما أجمل سيرتـها العطرة.رضي الله عنها وأرضاها.

    نــشـأة جويرية أم المؤمنين

    هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك من خزاعة ، كان أبوها سيد وزعيم بني المصطلق .عاشت برة في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز وفي بيت تسوده العراقة والأصالة ، وفي حداثة سنها تزوجت برة من مسافع بن صفوان أحد فتيان خزاعة وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها.

    بدايات النور

    بدأ الشيطان يتسلل إلى قلوب بني المصطلق ويزين لهم بأنهم أقوياء يستطيعون التغلب على المسلمين، فأخذوا يعدون العدة ويتأهبون لمقاتلة المجتمع المسلم بقيادة الرسول r فتجمعوا لقتال رسو ل الله r ، وكان بقيادتهم سيدهم الحارث بن أبي ضرار، وقد كانت نتيجة القتال انتصار النبي صلى الله عليه وسلم وهزيمة بني المصطلق في عقر دارهم. فما كان من النبي إلا أن سبى كثيرا من الرجال والنساء،وكان مسافع بن صفوان زوج جويرية من الذين قتلتهم السيوف المسلمة وقد كانت السيدة جويرية بنت الحارث من النساء اللاتي وقعن في السبي فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضي الله عنه، عندها اتفقت معه على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها؛لأنها كانت تتوق للحرية.

    زواج جويرية من الرسول

    شاءت الأقدار أن تذهب السيدة جويرية إلى رسول الله r فرأتها السيدة عائشة أم المؤمنين فقالت تصفها : كانت حلوة ملاحة. وقالت : فو الله ما رأيتها على باب حجرتي إلا كرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت. جاءت جويرية رسول الله وقالت : " أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما قد علمت، فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على نفسه تسع أوراق فأعني على فكاكي".

    ولأن بني المصطلق كانوا من أعز العرب دارا وأكرمهم حسبا، ولحكمة النبي r قال لجويرية : " فهل لك في خير من ذلك؟".

    قالت : " وما هو يا رسول الله ؟" . قال: " أقضي عنك كتابتك وأتزوجك" .

    وكانت قبل قليل تتحرق طلبا لاستنشاق عبير الحرية، ولكنها وجدت الأعظم من ذلك. ففرحت جويرية فرحا شديدا وتألق وجهها لما سمعته من رسول الله r ، ولما سوف تلاقيه من أمان من بعد الضياع والهوان فأجابته بدون تردد أو تلعثم : " نعم يا رسول الله". فتزوجها النبي r وأصدقها 400 درهم.

    قال أبو عمر القرطبي في الاستيعاب: كان اسمها برة فغير رسول r اسمها وسماها جويرية. فأصبحت جويرية بعدها أما للمؤمنين وزوجة لسيد الأولين والآخرين r.


    بركة جويرية

    وخرج الخبر إلى مسامع المسلمين فأرسلوا ما في أيديهم من السبي وقالوا متعاظمين: هم أصهار رسول الله r . فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها. قالت عنها السيدة عائشة – رضي الله عنها -: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها.

    صفاتها وأهم ملامحها

    كانت السيدة جويرية من أجمل النساء، كما أنها تتصف بالعقل الحصيف والرأي السديد الموفق الرصين ، والخلق الكريم والفصاحة ومواقع الكلام كما كانت تعرف بصفاء قلبها ونقاء سريرتها، وزيادة على ذلك فقد كانت واعية ، تقية، نقية، ورعة ، فقيهة ، مشرقة الروح مضيئة القلب والعقل.

    الذاكرة القانتة

    راحت السيدة جويرية تحذو حذو أمهات المؤمنين في الصلاة والعبادة وتقتبس

  2. #32
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي ام المؤمنين صفية بنت حيي رضي الله عنها

    ام المؤمنين صفية بنت حيي رضي الله عنها

    نسبها:

    هي صفية بنت حيي بن أخطب. يتصل نسبها بهارون النبي عليه السلام.
    تقول:" كنت أحب ولد أبي إليه، وإلى عمي أبي ياسر لم ألقهما قط مع ولدهما إلا أخذاني دونه. فلما قدم رسول الله المدينة، غدا عليه أبي وعمي مغسلين، فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس، فأتيا كالين ساقطين يمشيان الهوينا فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت إلي أحد منهما مع ما بهما من الغم. وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي: أهو هو؟ قال نعم والله. قال عمي: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم. قال: فما في نفسك منه؟ أجاب: عداوته والله ما بقيت" [1].


    مولدها ومكان نشأتها:

    لا يعرف بالضبط تاريخ ولادة صفية، ولكنها نشأت في الخزرج، كانت في الجاهلية من ذوات الشرف. ودانت باليهودية وكانت من أهل المدينة. وأمها تدعى برة بنت سموال.

    صفاتها:

    عرف عن صفية أنها ذات شخصية فاضلة، جميلة حليمة، ذات شرف رفيع ،

    حياتها قبل الإسلام:

    كانت لها مكانة عزيزة عند أهلها، ذكر بأنها تزوجت مرتين قبل اعتناقها الإسلام. أول أزواجها يدعى سلام ابن مشكم كان فارس القوم و شاعرهم. ثم فارقته وتزوجت من كنانة ابن الربيع ابن أبي الحقيق النصري صاحب حصن القموص، أعز حصن عند اليهود. قتل عنها يوم خيبر.

    كيف تعرفت على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    في السنة السابعة من شهر محرم، استعد رسول الله عليه الصلاة والسلام لمحاربة اليهود. فعندما أشرف عليها قال: " الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين [2]".
    واندلع القتال بين المسلمين واليهود، فقتل رجال خيبر، وسبيت نساؤها ومن بينهم صفية، وفتحت حصونها. ومن هذه الحصون كان حصن ابن أبي الحقيق. عندما عاد بلال بالأسرى مر بهم ببعض من قتلاهم، فصرخت ابنة عم صفية، وحثت بالتراب على وجهها، فتضايق رسول الله من فعلتها وأمر بإبعادها عنه. وقال لصفية بأن تقف خلفه، وغطى عليها بثوبه حتى لا ترى القتلى. فقيل ان الرسول اصطفاها لنفسه.
    وذكر أن دحيه بن خليفة، جاء رسول الله يطلب جارية من سببي خيبر. فاختار صفية، فقيل لرسول الله عليه الصلاة والسلام إنها سيدة قريظ وما تصلح إلا لك. فقال له النبي خذ جارية غيرها.


    إسلامها:

    كعادة رسول الله لا يجبر أحداً على اعتناق الإسلام إلا أن يكون مقتنعاً بما أنزل الله من كتاب وسنة. فسألها الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وخيرها بين البقاء على دين اليهودية أو اعتناق الإسلام. فإن اختارت اليهودية اعتقها، وإن أسلمت سيمسكها لنفسه. وكان اختيارها الإسلام الذي جاء عن رغبة صادقة في التوبة وحباً لهدي محمداً صلى الله عليه وسلم.
    عند قدومها من خيبر أقامت في منزل لحارثة بن النعمان، وقدمت النساء لرؤيتها لما سمعوا عن جمالها، وكانت من بين النساء عائشة - رضي الله عنها- ذكر بأنها كانت منقبة. و بعد خروجها سألها رسول الله عن صفية، فردت عائشة: رأيت يهودية، قال رسول الله : " لقد أسلمت وحسن إسلامها".


    يوم زفافها لمحمد عليه الصلاة السلام:

    أخذها رسول الله إلى منزل في خيبر، ليتزوجا ولكنها رفضت، فأثر ذلك على نفسية رسولنا الكريم. فأكملوا مسيرهم إلى الصهباء. وهناك قامت أم سليم بنت ملحان بتمشيط صفية وتزينها وتعطيرها، حتى ظهرت عروساً تلفت الأنظار. كانت تعمرها الفرحة، حتى أنها نسيت ما ألم بـأهلها. وأقيمت لها وليمة العرس، أما مهرها فكان خادمةً تدعى رزينة. وعندما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام على صفية، أخبرته بأنها في ليلة زفافها بكنانة رأت في منامها قمراً يقع في حجرها، فأخبرت زوجها بذلك، فقال غاضبا: ً لكأنك تمنين ملك الحجاز محمداً ولطمها على وجهها.
    ثم سألها الرسول عليه الصلاة والسلام عن سبب رفضها للعرس عندما كانا في خيبر، فأخبرته أنها خافت عليه قرب اليهود. قالت أمية بنت أبي قيس سمعت أنها لم تبلغ سبع عشرة سنة يوم زفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    مواقفها مع زوجات النبي:

    بلغ صفية أن حفصة وعائشة قالا بأنها بنت يهودي. فتضايقت من قولهن وأخبرت رسول الله فقال لها: قولي لهما: " إنك لابنة نبي وعمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك" [3] حج النبي بنسائه، وفي الطريق برك جملها فبكت. فمسح الرسول عليه الصلاة والسلام دموعها وهي تزداد دموعاً وينهاها فلما جاء وقت الرواح، قال رسول الله لزينب بنت جحش: يا زينب اقفزي أختك جملاً. وكانت من أكثرهن ظهراُ قالت: أنا أقفز يهو ديتك؟! فغضب النبي ولم يكلمها حتى رجع المدينة وفي شهر ربيع الأول دخل عليها، فقالت: هذا ظل رجل وما يدخل علي رسول الله! فدخل النبي فلما رأته قالت: يا رسول، ما أصنع؟ قالت: وكانت لها جارية تخبؤها من النبي فقالت فلانه لك، قال : فمشى النبي إلى سرير صفية ورضي عن أهله.

    وفاة النبي عليه الصلاة و السلام:

    اجتمعت زوجات النبي عنده وقت مرضه الذي توفي به، فقالت صفية أتمنى أن يحل بي ما ألم بك. فغمزتها زوجات النبي، فرد عليهن والله إنها لصادقة.

    وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم افتقدت الحماية و الأمن، فظل الناس يعيرونها بأصلها.


    مواقف أخرى لصفية:

    وفي أحد الأيام ذهبت صفية إلى رسول الله تتحدث معه، وكان معتكفا في مسجده، فخرج ليوصلها إلى بيتها. فلقيا رجلين من الأنصار، فعندما رأيا رسول الله رجعا فقال:" تعاليا فإنها صفية" فقالا نعوذ بالله، سبحان الله يا رسول الله. فقال: "إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم".

    وفي عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- ، جاءته جارية لصفية تخبره بأن صفية تحب السبت وتصل اليهود، فلما استخبر صفية عن ذلك، فأجابت قائلة" فأما السبت لم أحبه بعد أن أبدلني الله به بيوم الجمعة، وأما اليهود فإني أصل رحمي". وسألت الجارية عن سبب فعلتها فقالت: الشيطان. فأعتقتها صفية.

    وفي عهد عثمان – رضي الله عنه- لم تأل جهدا في ولائها له، الذي ما فتئت عائشة تحرض عليه حتى بلغ بها الأمر أن دلت قميص رسول الله من بيتها وصاحت في المسلمين: " أيها الناس، هذا قميص رسول الله لم يبل وقد أبلى عثمان سنته" [4] أي أن آثار الرسول ما زالت باقية، وإن سنته قد انتهكت وبليت بسبب عثمان.


    روايتها للحديث:

    لها في كتب الحديث عشرة أحاديث. أخرج منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه- روى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ويزيد بن معتب، وزين العابدين بن علي بن الحسين، واسحاق بن عبدالله بن الحارث، ومسلم بن صفوان.

    وفاتها:

    توفيت في المدينة، في عهد الخليفة معاوية، سنة 50 هجرياً. و دفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين، رضي الله عنهن جمعياً.
    التعديل الأخير تم بواسطة kholio5 ; 23-01-2007 الساعة 09:29 PM

  3. #33
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي أم المؤمنين رملة أم حبيــــــبة رضي الله عنها

    أم المؤمنين رملة أم حبيــــــبة رضي الله عنها


    من بنات عم الرسول- صلى الله عليه وسلم- ، رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . صحابية جليلة، ابنة زعيم، وأخت خليفة، وزوجة خاتم النبيين محمد- عليه الصلاة والسلام

    كانت أم حبيبة من ذوات رأي وفصاحة، تزوجها أولاً عبيد الله بن جحش، وعندما دعا الرسول- عليه الصلاة والسلام- الناس في مكة إلى الإسلام، أسلمت رملة مع زوجها في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وحينما اشتد الأذى بالمسلمين في مكة؛ هاجرت رملة بصحبة زوجها فارة بدينها متمسكة بعقيدتها، متحملة الغربة والوحشة، تاركة الترف والنعيم التي كانت فيها، بعيدة عن مركز الدعوة والنبوة، متحملة مشاق السفر والهجرة، فأرض الحبشة بعيدة عن مكة، والطريق تتخلله العديد من الطرق الوعرة، والحرارة المرتفعة، وقلة المؤونة، كما أن رملة في ذلك الوقت كانت في شهور حملها الأولى، في حين نرى بأن سفر هذه الأيام سفر راحة ورفاهية، ووسائل النقل المتطورة ساعدت على قصر المسافة بين الدول. وبعد أشهر من بقاء رملة في الحبشة، أنجبت مولودتها "حبيبة"، فكنيت "بأم حبيبة".


    رؤية أم حبيبة :

    في إحدى الليالي، رأت أم حبيبة في النوم أن زوجها عبيد الله في صورة سيئة، ففزعت من ذلك ، وحينما أصبحت، أخبرها زوجها بأنه وجد في دين النصرانية ما هو أفضل من الإسلام، فحاولت رملة أن ترده إلى الإسلام ولكنها وجدته قد رجع إلى شرب الخمر من جديد.وفي الليلة التالية، رأت في منامها أن هناك منادياً يناديها بأم المؤمنين، فأولت أم حبيبة بأن الرسول سوف يتزوجها. وبالفعل؛ مع مرور الأيام، توفي زوجها على دين النصرانية، فوجدت أم حبيبة نفسها غريبة في غير بلدها، وحيدة بلا زوج يحميها، أمًّا لطفلة يتيمة في سن الرضاع، وابنة لأب مشرك تخاف من بطشه ولا تستطيع الالتحاق به في مكة، فلم تجد هذه المرأة المؤمنة غير الصبر والاحتساب، فواجهت المحنة بإيمان وتوكلت على الله- سبحانه وتعالى-.

    زواج أم حبيبة:

    علم الرسول- صلى الله عليه وسلم- بما جرى لأم حبيبة، فأرسل إلى النجاشي طالباً الزواج منها، ففرحت أم حبيبة ، وصدقت رؤياها، فعهدها وأصدقها النجاشي أربعمائة دينار، ووكلت هي ابن عمها خالد بن سعيد ابن العاص، وفي هذا دلالة على أنه يجوز عقد الزواج بالوكالة في الإسلام. وبهذا الزواج خفف الرسول من عداوته لبني أمية، فعندما علم أبو سفيان زواج الرسول من ابنته رملة، قال: ذاك الفحل، لا يقرع أنفه! 3 ويقصد أن الرسول رجل كريم، وبهذه الطريقة خفت البغضاء التي كانت في نفس أبي سفيان على الرسول- صلى الله عليه وسلم-، كما أن في هذا الموقف دعوة إلى مقابلة السيئة بالحسنة، لأنها تؤدي إلى دفع وزوال الحقد والضغينة و صفاء النفوس بين المتخاصمين.

    مواقف لها رضي الله عنها بعد اسلامها:

    حينما نقض المشركون في مكة صلح الحديبية، خافوا من انتقام الرسول- صلى الله عليه وسلم-، فأرسلوا أبا سفيان إلى المدينة لعله ينجح في إقناع الرسول بتجديد الصلح، وفي طريقه إلى النبي- عليه الصلاة والسلام-، مر أبو سفيان على ابنته أم حبيبة في بيتها، وعندما هم بالجلوس على فراش الرسول- صلى الله عليه وسلم- سحبته أم حبيبة من تحته وطوته بعيداً عنه، فقال أبو سفيان: "أراغبة بهذا الفراش يا بنية عني؟ أم بي عنه؟" ، فأجابته: "بل به عنك ، لأنه فراش الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأنت رجل نجس غير مؤمن"، فغضب منها، وقال: "أصابك بعدي شر"، فقالت: "لا والله بل خير". جهز الرسول - صلى الله عليه وسلم- المسلمين لفتح مكة، وبالرغم من معرفة أم حبيبة لهذا السر، إلا أنها لم تخبر أباها، وحافظت على سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وسر المسلمين.

    وفاةالسيده أم حبيبة رضي الله عنها:

    توفيت- رضي الله عنها- سنة 44 بعد الهجرة، ودفنت في البقيع، وكانت قد دعت عائشة- أم المؤمنين- قبل وفاتها، فقالت: قد يكون بيننا وبين الضرائر فغفر لي ولك ما كان من ذلك. . فقالت عائشة: غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحلك من ذلك ، فقالت أم حبيبة: سررتني سرك الله. وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لهل: مثل ذلك 6 ، وفي هذا إشارة إلى ما يجب على المسلمين أن يفعلوه قبل ساعة الموت، ألا وهو التسامح والمغفرة، كما فعلت أم حبيبة مع أمهات المؤمنين- رضوان الله عليهن اجمعين

  4. #34
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي مـــارية القبـطية رضي الله عنها

    مـــارية القبـطية رضي الله عنها

    السرية الأولى التى أنجب منها صلى الله عليه وسلم الولد

    أنزل الله عز وجل صدر سورة
    التحريم بسبب مارية رضي الله عنها


    (مــارية القبطـية ) هدية المقوقس

    قدمت مارية إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية في سنة سبع من الهجرة. وذكر المفسرون أن اسمها مارية بنت شمعون القطبية، بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين في مكة، بدأ الرسول في الدعوة إلى الإسلام ، وكتب الرسول - صلى الله عليه وسلم - كتبا إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام، واهتم بذلك اهتماماً كبيراً، فاختار من أصحابه من لهم معرفة و خبرة، وأرسلهم إلى الملوك، ومن بين هؤلاء الملوك هرقل ملك الروم، كسرى أبرويز ملك فارس، المقوقس ملك مصر و النجاشي ملك الحبشة. تلقى هؤلاء الملوك الرسائل وردوا رداً جميلا، ما عدا كسرى .ملك فارس، الذي مزق الكتاب.

    لما أرسل الرسول كتاباً إلى المقوقس حاكم الإسكندرية والنائب العام للدولة البيزنطية في مصر، أرسله مع حاطب بن أبي بلتعة، وكان معروفاً بحكمته وبلاغته وفصاحته. فأخذ حاطب كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مصر وبعد ان دخل على المقوقس الذي رحب به. واخذ يستمع إلى كلمات حاطب، فقال له " يا هذا، إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه".

    واُعجب المقوقس بمقالة حاطب، فقال لحاطب: " إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بزهودٍ فيه، ولا ينهي عن مرغوب فيه، ولم أجدهُ بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء و الأخبار بالنجوى وسأنظر"


    أخذ المقوقس كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وختم عليه، وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم :
    " بسم الله الرحمن الرحيم
    لمحمد بن عبدالله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد
    فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي،
    وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما
    مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك".

    وكانت الهدية جاريتين هما: مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين. وفي طريق عودت حاطب إلى المدينة، عرض على ماريه وأختها الإسلام ورغبهما فيه، فأكرمهما الله بالإسلام.


    وفي المدينة، أختار الرسول صلى الله عليه وسلم مارية لنفسه، ووهب أختها سيرين لشاعره الكبير حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه. كانت ماريه رضي الله عنها بيضاء جميلة الطلعة، وقد أثار قدومها الغيرة في نفس عائشة رضي الله عنها، فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بها. وقالت عائشة رضي الله عنها:" ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة-أو دعجة- فأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فرغنا لها، فجزعت فحولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا" .


    ولادة مارية لإبراهيم

    وبعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة، حملت مارية، وفرح النبي لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمره وفقد أولاده ما عدا فاطمـة الزهراء رضوان الله عليها. ولدت مـارية في "شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة"، طفلاً جميلاً يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد سماه إبراهيم، " تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام" وبهذه الولادة أصبحت مـارية حرة .
    وعاش إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه وسلم سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهراً، " وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة"، وحزنت مارية حزناً شديداً على موت إبراهيم.


    مكانة مارية في القرآن الكريم:

    لمـارية رضي الله عنها شأن كبير في الآيات المباركة وفي أحداث السيرة النبوية. "أنزل الله عز وجل صدر سورة التحريم بسبب مارية القبطية، وقد أوردها العلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون في أحاديثهم وتصانيفهم". وقد توفي الرسول عنها صلى الله عليه وسلم وهو راض عن مـارية، التي تشرفت بالبيت النبوي الطاهر، وعدت من أهله، وكانت مـارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول صلى الله علية وسلم، كما عرفت بدينها وورعها وعبادتها.

    وفاة مارية :

    عاشت مـارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة، وتوفيت في السنة السادسة عشر من محرم. دعا عمر الناس وجمعهم للصلاة عليها . فاجتمع عدد كبير من الصحابة من المهاجرين والأنصار ليشهدوا جنازة مـارية القبطية، وصلى عليها سيدنا عمر رضي الله عنه في البقيع، ودفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي، وإلى جانب ابنها إبراهيم

  5. #35
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي ام المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها

    ام المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها

    آخر امهات المؤمنين رضي الله عنها

    اسمها ونسبها:

    هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن جبير بن الهزم بن روبية بن عبد الله بن
    هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية. فأما أمها كانت تدعى هند بنت عوف بن
    زهير بن الحرث، وأخواتها: أم الفضل (لبابة الكبرى) زوج العباس رضي الله
    عنهما، و لبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة المخزومي وأم خالد بن
    الوليد، وعصماء بني الحارث زوج أُبي بن الخلف، وغرة بنت الحرث زوج زياد
    بن عبد الله بن مالك الهلالي .. وهؤلاء هن أخواتها من أمها وأبيها. أما
    أخواتها لأمها فهن: أسماء بنت عميس زوج جعفر رضي الله عنه، ثم مات فخلف
    عليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم مات فخلف عليها علي كرم الله
    وجه. وسلمى بنت عميس زوج حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، ثم ملت فخلف
    عليها شداد بن أسامة بن الهاد. وسلامة بنت عميس زوج عبد الله بن كعب بن
    عنبة الخثعمي.

    ولهذا عُرفت أمها هند بنت عوف بأكرم عجوز في الأرض أصهاراً، فأصهارها:
    أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحبه الصديق، وعميه حمزة
    والعباس ابنا عبد المطلب، وجعفر وعلي أبناء عمه أبي طالب، وشداد بن
    الهاد رضي الله عنهم أجمعين. وتلك فضائل حسان، فهل فوق ذلك من أسمى
    وأفخر من هذا النسب الأصيل والمقام الرفيع...؟؟!!


    زواجها قبل الرسول صلى الله عليه وسلم:

    كان زواجها رضي الله عنها أولاً بمسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام،
    ففارقها وتزوجها أبو رهم بن عبد العزى. فتوفي عنها وهي في ريعان
    الشباب. ثم ملأ نور الإيمان قلبها، وأضاء جوانب نفسها حتى شهد الله
    تعالى لها بالإيمان، وكيف لا وهي كانت من السابقين في سجل الإيمان.
    فحظيت بشرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت فراغه من
    عمرة القضاء سنة 7 للهجرة.


    همس القلوب وحديث النفس:

    وفي السنة السابعة للهجرة النبوية، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وأصحابه مكة معتمرين، وطاف الحبيب المصطفى بالبيت العتيق بيت الله
    الحرام. وكانت ميمونة بمكة أيضاً ورأت رسول الله وهو يعتمر فملأت
    ناظريها به حتى استحوذت عليها فكرة أن تنال شرف الزواج من رسول الله
    صلى الله عليه وسلم وأن تصبح أماً للمؤمنين، وما الذي يمنعها من تحقيق
    حلم لطالما راودتها في اليقظة والمنام وهي التي كانت من السابقين في
    سجل الإيمان وقائمة المؤمنين؟ وفي تلك اللحظات التي خالجت نفسها همسات
    قلبها المفعم بالإيمان، أفضت ميمونة بأمنيتها إلى أختها أم الفضل،
    وحدثتها عن حبها وأمنيتها في أن تكون زوجاً للرسول الله صلى الله عليه
    وسلم وأماً للمؤمنين، وأما أم الفضل فلم تكتم الأمر عن زوجها العباس
    فأفضت إليه بأمنية أختها ميمونة، ويبدو أن العباس أيضاً لم يكتم الأمر
    عن ابن أخيه فأفضى إليه بأمنية ميمونة بنت الحارث. فبعث رسول الله ابن
    عمه جعفر بن أبي طالب ليخطبها له، وما أن خرج جعفر رضي الله عنه من
    عندها، حتى ركبت بعيرها وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما
    أن وقعت عيناها عليه صلى الله عليه وسلم حتى قالت: "البعير وما عليه لله ورسوله"


    ميمونة في القرآن الكريم:

    وهكذا وهبت ميمونة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وفيها نزل قوله
    تعالى: (( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها
    خالصة لك من دون المؤمنين))
    لقد جعلت ميمونة أمرها إلى العباس بن عبد المطلب فزوجها لرسول الله صلى
    الله عليه وسلم، وقيل أيضاً أن العباس قال لرسول الله صلى الله عليه
    وسلم: "إن ميمونة بنت الحارث قد تأيمت من أبي رهم بن عبدالعزى،هل لك أن
    تتزوجها؟" ، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    ميمونة والزواج الميمون:

    أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة ثلاثة أيام، فلما أصبح
    اليوم الرابع، أتى إليه صلى الله عليه وسلم نفر من كفار قريش ومعهم
    حويطب بن عبد العزى - الذي أسلم فيما بعد- فأمروا الرسول صلى الله عليه
    وسلم أن يخرج بعد أن انقضى الأجل وأتم عمرة القضاء والتي كانت عن عمرة
    الحديبية. فقال صلى الله عليه وسلم: "وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين
    أظهركم، فصنعت لكم طعاماً فحضرتموه". فقالوا: "لا حاجة لنا بطعامك،
    فأخرج عنا".فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف مولاه أن يحمل
    ميمونة إليه حين يمسي.
    فلحقت به ميمونة إلى سَرِف، وفي ذلك الموضع بنى الرسول صلى الله عليه
    وسلم في هذه البقعة المباركة، ويومئذ سماها الرسول صلى الله عليه وسلم
    ميمونة بعد أن كان اسمها برة. فعقد عليها بسرف بعد تحلله من عمرته لما
    روي عنها: "تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلالان بسرف".

    ميمونة والرحلة المباركة إلى المدينة المنورة:
    ودخلت ميمونة رضي الله عنها البيت النبوي وهي لم تتجاوز بعد السادسة
    والعشرين. وإنه لشرف لا يضاهيه شرف لميمونة، فقد أحست بالغبطة تغمرها
    والفرحة تعمها، عندما أضحت في عداد أمهات المؤمنين الطاهرات رضي الله
    عنهن جميعاً. وعند وصولها إلى المدينة استقبلتها نسوة دار الهجرة
    بالترحيب والتهاني والتبريكات، وأكرمنها خير إكرام، إكراماً للرسول صلى
    الله عليه وسلم وطلباً لمرضاة الله عز وجل.
    ودخلت أم المؤمنين الحجرة التي أعد لها الرسول الكريم صلى الله عليه
    وسلم لتكون بيتاً لها أسوة بباقي أمها المؤمنين ونساء رسول الله صلى
    الله عليه وسلم. وهكذا بقيت ميمونة تحظى بالقرب من رسول الله صلى الله
    عليه وسلم وتتفقه بكتاب الله وتستمع الأحاديث النبوية من الرسول الكريم
    صلى الله عليه وسلم، وتهتدي بما يقوله، فكانت تكثر من الصلاة في المسجد
    النبوي لأنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "صلاة في مسجدي هذا
    أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلى المسجد الحرام".
    وظلت ميمونة في البيت النبوي وظلت مكانتها رفيعة عند رسول الله حتى إذا
    اشتد به المرض عليه الصلاة والسلام نزل في بيتها.. ثم استأذنتها عائشة
    بإذن النبي صلى الله عليه وسلم لينتقل إلى بيتها ليمرض حيث أحب في بيت
    عائشة.


    حفظها للأحاديث النبوية:

    وبعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، عاشت ميمونة
    رضي الله عنها حياتها بعد النبي صلى الله عليه وسلم في نشر سنة النبي
    صلى الله عليه وسلم بين الصحابة والتابعين؛ لأنها كانت ممن وعين الحديث
    الشريف وتلقينه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنها شديدة التمسك
    بالهدي النبوي والخصال المحمدية، ومنها حفظ الحديث النبوي الشريف
    وروايته ونقله إلى كبار الصحابة والتابعين وأئمة العلماء. و كانت أم
    المؤمنين ميمونة رضي الله عنها من المكثرات لرواية الحديث النبوي
    الشريف والحافظات له، حيث أنها روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ستاً وسبعين حديثاً.


    ميمونة وشهادة الإيمان والتقوى:

    وعكفت أم المؤمنين على العبادة والصلاة في البيت النبوي وراحت تهتدي
    بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم - وتقتبس من أخلاقه الحسنة، وكانت
    حريصة أشد الحرص على تطبيق حدود الله، ولا يثنيها عن ذلك شيء من رحمة
    أو شفقة أو صلة قرابة، فيحكى أن ذا قرابة لميمونة دخل عليها، فوجدت منه
    ريح شراب، فقالت: "لئن لم تخرج إلى المسلمين، فيجلدونك، لا تدخل علي
    أبدا". وهذا الموقف خير دليل على تمسك ميمونة رضي الله عنها بأوامر
    الله عز وجل وتطبيق السنة المطهرة فلا يمكن أن تحابي قرابتها في تعطيل
    حد من حدود الله. وقد زكى الرسول صلى الله عليه وسلم إيمان ميمونة رضي
    الله عنها وشهد لها ولأخوتها بالإيمان لما روى عن ابن عباس رضي الله
    عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأخوات المؤمنات: ميمونة
    زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأم الفضل، وسلمى امرأة حمزة، وأسماء
    بنت عميس أختهن لأمهن" رضي الله عنهم جميعاً.


    الأيام الأخيرة والذكريات العزيزة:

    كانت أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها، قد عاشت الخلافة الراشدة وهي
    عزيزة كريمة تحظى باحترام الخلفاء والعلماء، وامتدت بها الحياة إلى
    خلافة معاوية رضي الله عنه. وقيل: إنها توفيت سنة إحدى وخمسين بسرف
    ولها ثمانون سنة، ودفنت في موضع قبتها الذي كان فيه عرسها رضي الله
    عنها، وهكذا جعل الله عز وجل المكان الذي تزوجت به ميمونة هو مثواها
    الأخير. قال يزيد بن الأصم: "دفنا ميمونة بسرف في الظلة التي بنى فيها
    رسول الله صلى الله عليه وسلم".
    وتلك هي أمنا وأم المؤمنين أجمعين ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله
    عنها، آخر حبات العقد الفريد، العقد النبوي الطاهر المطهر، وإحدى أمهات
    المؤمنين اللواتي ينضوين تحت قول الله سبحانه وتعالى (( إنما يريد الله
    ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )).
    وصدق الله العظيم.


    فضائل وأسباب شهرة ميمونة:

    وكانت لأم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها شهرة شهد لها التاريخ
    بعظمتها، ومن أسباب شهرتها نذكر:
    إن أم ميمونة هند بنت عوف كانت تعرف بأنها أكرم عجوز في الأرض أصهاراً
    {كما ذكرت سابقاً} فأصهارها: أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    وصاحبه الصديق، وعميه حمزة والعباس ابنا عبد المطلب، وجعفر وعلي أبناء
    عمه أبي طالب، وشداد بن الهاد رضي الله عنهم أجمعين.
    ومن أسباب عظمتها كذلك شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم لها ولأخواتها
    بالإيمان، لما روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى
    الله عليه وسلم: الأخوات المؤمنات: ميمونة زوج النبي صلى الله عليه
    وسلم، وأم الفضل زوج العباس، وسلمى امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن
    لأمهن" رضي الله عنهن جميعاً.
    ومنه تكريم الله عز وجل لها عندما نزل القرآن يحكي قصتها وكيف أنها
    وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في قول الله تعالى: ((
    وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك
    من دون المؤمنين )).
    ومن ذلك أنها كانت آخر من تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبها
    ختمت أمها المؤمنين، وكانت نعم الختام . وقد كانت تقيه تصل الرحم
    لشهادة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لها عندما قالت: " إنها والله
    كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم".
    ومما يذكر لميمونة رضي الله عنها أنها كانت أم المؤمنين ميمونة رضي
    الله عنها من الحافظات المكثرات لرواية الحديث النبوي الشريف، ولم
    يسبقها في ذلك سوى أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وأم سلمة
    أم المؤمنين رضي الله عنها.


    هكذا بفضل الله وحمدة انهينا سيرة طيبة وعطرة لأمهاتنا امهات المؤمنين وزوجات الحبيب المصطفى و بناته الطاهرات الطيبات وبأذن الله سأبدء بسيرة الصحابيات الجليلات اللواتي عاصرن عهد الرسول ومن تبعهن لنتحدث عن مواقفهن المشرفة وبطولاتهن وشجاعتهن
    التعديل الأخير تم بواسطة kholio5 ; 24-01-2007 الساعة 12:27 AM

  6. #36
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    49
    آخر نشاط
    27-01-2010
    على الساعة
    02:52 AM

    افتراضي

    رضي الله عنهن جميعاً
    وجمعنا الله بهن

    اللهم امين

  7. #37
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    25
    آخر نشاط
    22-07-2007
    على الساعة
    09:39 PM

    افتراضي

    أخوي يالغالي

    بصراحة مشاركه قمة في الروووعه

    نحتاج فعلا لمعرفة الكثير عن نساء الرسول والصحابه رحمهم الله جميعا

    جزاك الله ألف خير

    ألف شكر

  8. #38
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

  9. #39
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم

    بعد أن أنهينا ما تيسر من سيرة أمهات المؤمنين وبنات الصادق الأمين رضوان الله عليهن اجمعين
    نفتح سيرة جديدة من من سيرة الصحابيات الجليلات رضوان الله عليهن و نبدأ هده السيرة بمرضعة الحبيب المصطفى سيدتنا حليمة الطاهرة الشريفة فبسم الله نبدأ وعلى الله نتوكل


    حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم

    نسبهــــا:

    حليمة بنت أبي ذويب ، وأبو ذويب: عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيسا بن عيلان . من قبيلة بني سعد بن بكر.من بادية الحديبية بالقرب من مكة.

    عملهــــا:

    كانت مرضعة،أي أن المرضعات يقدمن الى مكة من البادية ويفضلن من كان أبوه حياً ليزيد من إكرامهن.

    زوجهــــا:

    هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة

    أبناؤها:

    كبشة، وأنسيه، والشيماء

    أبناؤها من الرضاعة:


    محمد صلى الله عليه وسلم،حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، سيد الشهداء وعم النبي،أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم .

    سبب أخذها للرسول :

    قدمت حليمة السعدية مع نساء قومها يلتمسن الرضاع من أبناء مكة،فرجعت صاحباتها بأبناء مكة ولم تجد هي أحداً ترضعه سوى اليتيم محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقالت حليمة:"قدت في سنة شهباء( جدباء )، على أتان لي ومعي صبي لنا وشارف( ناقة )، فقدمنا مكة، فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه.إذا قيل أنه يتيم الأب،فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعاً غيره، فلما لم أجد غيره قلت لزوجي إني لأكره أن أرجع من بين صاحباتي وليس معي رضيع،لأنطلق إلى ذلك اليتيم فلآحذنه" فأخذته حليمة ووجدت بركة في شرفها، وثديها، وآل بيتها، وأغنامها، وأرضها التي كانت تعاني من الجدب.

    رجوع حليمة إلى مكة:

    قالت : فقدمنا به على أمه، ونحن أحرص شيء على مكثه فينا،لما كنا نرى من بركته،فكلمنا أمه، وقلت لها: لو تركت بني عندي حتي يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت: فلم نزل بها حتى ردته معنا، قالت فرجعنا به.

    حليمة ترجع به إلى أمه:

    قالت حليمة: فاحتملناه فقدمنا به على أمه، فقالت: ما أقدمك به وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟ قالت : فقلت: نعم قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي، وتخوفت الأحداث عليه، فأديته عليك كما تحبين، قالت ما هذا شأنك فاصدقيني خبرك، قالت: فلم تدعني حتى أخبرتها، قالت :أفتخوفت عليه من الشيطان؟ قالت : قلت: كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لبني لشأناً،أفلا أخبرك خبره؟ قالت:قلت: بلى، قالت رأيت حين حملت به أنه خرج منه نورٌ أضاء لي به قصور بصري من أرض الشام، ثم حملت به، فوالله ما رأيت من حملٍ قط كان أخف ولا أيسر منه، ووقع حين ولدته وإنه لواضعٌ يده بالأرض، رافعٌ رأسه إلى السماء، دعيه وان طلقي راشدة

    افتقاد حليمة للرسول صلى الله عليه وسلم :

    افتقدت حليمة للرسول حينما عاد لمكة فافتقدت حليمة بركته، وأصابها من اللوعة والشوق إليه .

    سبب آخر لعودة حليمة به :

    قدم جماعة من نصارى الحبشة إلى الحجاز فوقع نظرهم على محمد rفي بني سعد ووجدوا فيه جميع العلائم المذكورة في الكتب السماوية للنبي الذي سيأتي بعد عيسى عليه السلام؛ ولهذا عزموا على أخذه غيلة إلى بلادهم لما عرفوا أن له شأناً عظيما؛ً لينالوا شرف احتضانه وذهبوا بفخره.

    حليمة والمرات الأخيرة التي التقت بالرسول صلى الله عليه وسلم :

    المرة الأولى:

    ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم مرضعته حليمة السعدية-رضي الله عنهما ويتحفها بما يستطيع فعن شيخ من بني سعد قال:قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة، وقد تزوج خديجة ، فشكت جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله صلى الله و سلم خديجة فيها فأعطتها أربعين شاة وبعيراً موقعاً للظعينة، وانصرفت إلى أهلها.


    المرة الثانية: يوم حنين .


    وفاة حليمة:

    توفيت حليمة السعدية-رضي الله عنها- بالمدينة المنورة،ودفنت بالبقيع.

  10. #40
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

    افتراضي ثوبية الأسلمية أول مرضعه لرسول صلى الله عليه و سلم

    آمهات الرسول صلى الله عليه وسلم
    ثوبية الأسلمية أول مرضعه لرسول صلى الله عليه و سلم




    ثويبة هي جارية أبي لهب، أعتقها حين بشّرته بولادة محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام ، وقد أسلمت وكل أمهاته صلى الله عليه وسلم أسلمن .

    إرضاعها للنبي صلى الله عليه وسلم :

    كانت ثويبة أول من أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم – بعد أمه، وأرضعت ثويبة مع رسول اللّه عليه الصلاة والسلام ـ بلبن ابنها مسروح- أيضاً حمزة عمّ رسول اللّه، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ثويبة عتيقة أبي لهب.

    وقيل: انه رؤى أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار، إلا أنه يخفّف عني كل أسبوع يوماً واحداً وأمص من بين إصبعيَّ هاتين ماء ـ وأشار برأس إصبعه ـ وان ذلك اليوم هو يوم إعتاقي ثويبة عندما بشّرتني بولادة النبي عليه الصلاة والسلام ، بإرضاعها له.

    وكان إرضاعها للرسول أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة السعدية ، وفي روايات تقول : إن ثويبة أرضعته أربعة أشهر فقط، ثم راح جده يبحث عن المرضعات ويجد في إرساله إلى البادية ، ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان ، قوي المراس، بعيداً عن الامراض والاوبئة إذ البادية كانت معروفة بطيب الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة، وكانت مراضع بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب، حيث كانت نساء هذهِ القبيلة التي تسكن حوالي (مكة) ونواحي الحرم يأتين مكة في كل عام في موسم خاص يلتمسن الرضعاء ويذهبنَ بهم إلى بلادهنّ حتى تتم الرضاعة .


    إكرام الرسول لثويبة :

    ظل رسول الله يكرم أمه من الرضاعة ثويبة ، ويبعث لها بكسوة وبحلة حتى ماتت . وكانت خديجة أم المؤمنين تكرمها ، وقيل أنها طلبت من أبي لهب أن تبتاعها منه لتعتقها فأبي أبو لهب ، فلما هاجر رسول الله –صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة أعتقها أبو لهب ، وهذا الخبر ينفي ما روي سابقا بأن أبا لهب أعتقها لبشارتها له بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم .

    وفاتها :

    توفيت ثويبة في السنة السابعة للهجرة ، بعد فتح خيبر ، ومات ابنها مسروح قبلها .

صفحة 4 من 6 الأولىالأولى ... 3 4 5 ... الأخيرةالأخيرة

مع نساء بيت النبوة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. يا نساء دوركن فقد نام الرجال
    بواسطة سندس العربية في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 26-12-2009, 01:00 AM
  2. من هدى النبوة
    بواسطة @سالم@ في المنتدى منتديات الدعاة العامة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-11-2007, 06:51 AM
  3. من دلائل النبوة
    بواسطة إكليل الذهب في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-06-2007, 03:38 AM
  4. الرد على : نساء النبى
    بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-12-2006, 01:49 AM
  5. نساء يعتنقن الاسلام
    بواسطة muslim1979 في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-08-2006, 02:07 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

مع نساء بيت النبوة

مع نساء بيت النبوة