الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا
تَبْدِيلاً } [الأحزاب: 23].
ما أعنيه هنا أن الدولة الإسلامية الجديدة لن تكون كأي دولة معاصرة تنعم بالاستقرار التام والأمن
الاقتصادي والسياسي والاجتماعي _ طبعاً هذا في مراحلها الأولى _ وذلك نظراً للاعتبارات السالفة،
والتي من شأنها أن تعيق الكثير من الجهود في هذا السبيل، ولكن مع هذا يبقى المعلَم الهام الذي
يتيح للمجاهدين بناء القاعدة الأساسية لدولتهم المنشودة وفقا لأدنى المستويات على أقل تقدير،
ومسايرة للقدرة الممكنة والمتاحة هو العمل بالقاعدة "ما لا يدرك كله لا يترك جله".
ولكن ما الذي يدعونا للإعلان عن الدولة الإسلامية في العراق، فهل آن الآوان لذلك ؟ وهل وصل
المجاهدون للمستوى المطلوب الذي يؤهلهم للقيام بأعباء التمكين ومسؤولياته ؟
ونقول لمن استزلتهم أنفسهم فسارعوا للطعن والتشغيب على بادرة الدولة المباركة بإذن الله، نقول
نحن على علم بملابسات الواقع وظروفه القاسية والصعبة، والقرار الجهادي الذي يفصل في أي
معركة هو قرار صعب ومصيري ولا شك، ونحن نؤمن بذلك ونستيقنه، ولكن المعركة لأصحابها
ولمن يخوض غمارها،
ظهور الإسلام وانتشاره
تبدأ قصة الحضارة الإسلامية على يد أشرف المرسلين محمد بن عبد الله حينما أنزل الله
على
قلبه القرآن الكريم ، الدستور الخالد للإسلام والمسلمين، ليهتدي به البشر في كل زمان ومكان .
{
الر كناب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد }
(سورة ابراهيم- أيه) وقد تكفل الله بحفظه باعتباره المصدر الأول للتشريع في
:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون " (سورة الحجر- أية 9).
وبعد القرآن الكريم تأتي سنة الرسول التي منها نستكمل أحكام الدين ونستوضح بعض
أركان
تعاليمه. فعلى أساس هاتين الدعامتين: القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، تقوم تعاليم الإسلام
في الأمور الدينية والدنيوية.
فالإسلام على هذا الأساس: دين أولاً ، ودولة ثانياً ، إلى جانب كونه حضـارة وثقافة ورسالة
إصلاحية تتمثل فيها ذرى العلوم والمعارف. ومحمد صلوات الله عليه، ما هو إلا رسول كريم،
ومصلح كنير له رسالة سامية يراد له تنفيذها. وبطبيعة الحال لقيت هذه الرسالة معارضة كبيرة
لأنها تريد من الإنسان ترك عاداته ومعتقداته التي يعتز بها والتي ورثها عن آبائه وأجداده. وحررت
رسالة الإسلام الإنسان من عبادة غير الله سبحانه وتعالى، لأن في عبادة الإنسان غيره إلغاء لعقله
وكيانه وتعطيلاً لطاقاته المادية والمعنوية، ورفعته على جميع المعتقدات بربطه بجسر روحي
ومادى مع خالق الإنسان دون وسيط أو دخيل، في الوقت الذى كانت جميع الأديان السابقة تفصل
بين الفرد وخالقه بوساطات وهياكل وطقوس كهنوتية
{ اتخـذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً
من دون الله }
( التوبة ـ آية 31 ) ،
:
{ أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً
أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً}
(الفرقان- آية 43،
44)، ومن هنا كانت معارضة أصحاب الهوى والمصالح لرسالة الإسلام. والإنسان محافظ بطبعه،
ولا يندفع إلى التجديد إلا إذا دفع إلى ذلك دفعاً . فالحضارات لم تأت عفواً، وإنما جاءت بعد تضحيات
كثيرة. ومن هنا كانت المعارضة لرسالة النبي من جميع نواحيها الدينية والأخلاقية والاجتماعية أمراً
طبيعياً. [/COLOR]
وقد لجأ أصحاب هذه المعارضة إلى تحدي الرسول(
والاستهزاء به، واتهامه بشتى الاتهامات،
جزاك الله خيرا اخى الكريم ....
لهذا البحث الطيب
تقبل مرورى ... مع كامل الاحترام والتقدير
المفضلات