القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 23

الموضوع: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    105
    آخر نشاط
    23-12-2006
    على الساعة
    09:19 AM

    افتراضي مشاركة: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

    لنأخذ مثالاً عن الأساليب المتبعة في محاولة شرح التناقضات التي تسللت إلى الكتاب المقدس كنتيجة لقرون من "تصحيح" النصوص. مثالنا هو بين العدد [متى 17: 13] و العدد [يوحنا 1: 21] (النقطة رقم 16 في الجدول أدناه) فيشرح السيد جيه قائلاً: ((إن يوحنا يجيب عن السؤال مباشرة و بشكل حرفي، فهو ليس أيليا، هو يوحنا ابن زكريا.. لم يكن يوحنا مهتماً بتزكية كافة أنواع التأملات في شخصيته، بل يلفت الانتباه للشخص الذي أرسل بهدف إعداد الطريق له.)) فإن كان زيد نائب الرئيس و سأل أحدهم الرئيس: ((هل زيد نائب الرئيس؟)) فأجاب الرئيس: ((نعم)). فهل عندها يمكن أن يقول زيد: ((أنا لست نائب الرئيس)) لأنه "كان يقول في السياق أنه زيد" و يريد "لفت الانتباه" إلى الرئيس؟

    هل يبدو هذا منطقياً؟ إن حجج المدافعين هؤلاء يتم عرضها عادة بمزيد من الثقة حتى لا يكلف الناس أنفسهم في تحليلها أو النظر إلى أبعد من ذلك. إن قبول اليهود لعيسى على أنه المسيا يتمحور حول اعتراف يوحنا بأنه إيليا [متى 9: 12]. إن لم يعترف يوحنا بأنه إيليا فإن رسالة عيسى (عليه السلام) ستفقد مصداقيتها بالكامل. أبهذه الطريقة يقوم يوحنا بـ"لفت الانتباه" إلى عيسى؟

    من غير المقنع الاعتقاد بأن يوحنا (يحيى) عليه السلام، نبي الله، سيكذب عمداً و خصوصاً في مسألة قد تلغي تماماً رسالة عيسى بالكامل. و من غير المقنع أيضاً أن نبي الله يبقى نبياً من عند الله لسنين عديدة قبل مجيء عيسى (عليه السلام)، محققاً نبوءات عدة، دونما أن يعلم أنه مرسل من عند الله أو أن يعلمه الله أنه أرسله.

    يخبرنا القرآن أنه عند وجود تلاعب بكلمة الله بأيدي البشرية فيسهل عندنا كشف هذه التلاعبات من خلال التناقضات التي ستنتج حتماً. فيقول:
    أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)
    القرآن الكريم - النساء

    حتى الكتاب المقدس فإنه يقدم نفس المعيار لاكتشاف هذه التعديلات:
    لأنَّ أُناسًا كَثيرينَ شَهِدوا علَيهِ زُورًا (أي على عيسى) فتَناقَضَت شَهاداتُهُم.
    الكتاب المقدس – مرقس 14: 56

    لقد رأينا في أقسام سابقة، و سنرى في الجدول التالي، بأن "شهادة" الأناجيل التي بين أيدينا اليوم "لا تتفق مع بعضها". إن هذا نتاج عمل أصابع التعديل التي لا تحصى. فنتج عن ذلك "شهادات زور ضده (عليه السلام)" متفقاً مع ما ذكره القرآن. آمل أن تجدوا في هذه الأمثلة النور و الفائدة.
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    لا إِلَـــــهَ إلااللهَ الــــوَاحِــدُ الأَحَـــــدْ


    المَسِيْــــــــحُ رَسُـــوْلُ اللهِ إنْسَـــانٌ فَقَـــطْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي مشاركة: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

    جزاكم الله خيرا يا فارقليط

    نتابع ........

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    105
    آخر نشاط
    23-12-2006
    على الساعة
    09:19 AM

    افتراضي مشاركة: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

    و يستمر الجدول أكثر فأكثر، لكن نأمل أن تكون هذه العينة دليلاً كافياً للقارئ ليتمكن من رؤية الدافع وراء تعرّف علماء مسيحيين كثيرين على أدلة التحريف. إن الله لا يوحي بالتناقض. لقد كان البعض من بني البشر يتلاعبون بكلمات الكتاب المقدس و من ثم يدفعون بها إلى البشر كجزء من "كلام الله الكامل". إن قروناً من "التصحيحات" على الكتاب المقدس بهدف ترويج معتقدات مختارة أدى إلى ظهور الآثار الجانبية (تذكر: بعض علماء المسيحية يعترفون بأن "الأخطاء" في الحقيقة يترواح عددها بين 14,800 – 50,000 خطأ).
    أياً من علماء الكتاب المقدس ذوي السمعة الحسنة لن يجرؤ على الادعاء بأنه قادر على إقناع غالبية علماء الكتاب المقدس بأن جميع الـ"50,000" خطأ هم أخطاء "ظاهرية"، و بأنه قادر على تقديم شروح منطقية فيما يخص كافة الأخطاء، واحداً تلو الآخر، و من خلال نصوص الكتاب المقدس نفسه. إن علماء الكتاب المقدس ذوي السمعة الحسنة و الذين عندهم أدنى معرفة بتاريخ الكنيسة و حفظ المخطوطات يعلمون أفضل من هذا. إن أقصى ما سيحاولون فعله أن يزعموا أن جميع الـ"14,800-50,000" خطأ هي أخطاء "ليست بذات أهمية" و أنها "لا تستحق الاكتراث" و أنها "لا تؤثر على الإيمان الأساسي". لقد رأينا لتونا أمثلة عن هذا في نهاية القسم الحالي. فهم يطلبون منها أن نفهم أن الكتاب المقدس كتاب قديم و "من الواضح" أن الأخطاء ستتسلل إليه بطبيعة الحال عاجلاً أم آجلاً. و بقولهم هذا يغفلون عن ثلاثة أمور هامة:

    أولاً: لسنا نتحدث هنا عن أي كتاب عادي، بل نبحث عن كلمة الله الحقيقية. و الكتاب المقدس يقول:
    كلُّ بشَرٍ عُشبٌ وكزَهرِ الحقلِ بَقاؤُهُ. ييبَسُ ويذوي مِثلَهُما بنَسمةٍ تَهُبُّ مِنَ الرّبِّ. أمَّا كلِمةُ إلهِنا فتَبقى إلى الأبدِ.
    الكتاب المقدس – إشعياء 40: 6-8

    فإن كان قد تسلل 14,800-50,000 خطأ إلى الكتاب المقدس فأين إذاً كلمة الله الخالية من الأخطاء التي وُعِدنا بها؟ إن الجواب أن الله قد أرسل إلينا كتابه الأخير، وهو القرآن الكريم.

    ثانياً: يقول لنا لوقا أن عيسى (عليه السلام) قال:
    مَنْ كانَ أمينًا على القَليلِ، كانَ أمينًا على الكَثيرِ. ومَنْ أساءَ الأمانَةَ في القَليلِ، أساءَ الأمانَةَ في الكَثيرِ.
    الكتاب المقدس - لوقا 16: 10

    وفقاً لعيسى (عليه السلام) نفسه، لا يوجد شيء إسمه خطأ أو زلة قلم "ليست بذات أهمية". هذا هو الحال فيما يتعلق بـ"كلمة الله" تحديداً، بل و أكثر من ذلك في ضوء العدد [إشعياء 40: 8]، أو العدد:
    كيفَ تقولونَ: نحنُ حُكماءُ وشريعةُ الرّبِّ معَنا؟ أما تَرَونَ أنَّ قلمَ الكتبةِ الكاذِبَ حَوَّلَها إلى الكَذِبِ؟
    الكتاب المقدس – إرميا 8: 8

    ثالثاً: إذا أوكل لأحدنا مهمة حفظ كتبنا المقدسة القديمة المختارة و المعتز بها من خلال عمل نسخة جديدة عنها للأجيال القادمة، فهل يمكن أن نتخيل – حتى في أفظع الأوهام – أن نكون متساهلين و غير مبالين إطلاقاً في واجبنا فنسمح لأنفسنا أن نُحدث ليس خطأ أو اثنين، بل آلاف مؤلفة من الأخطاء في النسخة الجديدة؟ هل من الممكن أن أحداً لم يشعر بضرورة مراجعة عمل هؤلاء النسّاخ؟ ألم يكن لديهم مشرفين لفحص عملهم مرتين و ثلاث؟ ألم يقم النسّاح بمراجعتها بأنفسهم؟ إن تصديق مثل هذه المزاعم يدفعنا لاتهام هؤلاء النسّاخ و كنائسهم بالحماقة و اللامبالاة المستمرين أبداً. ليس أمامنا خيارين في ذلك. إن كنا عاجزين عن شرح كل الـ 14,800-50,000 خطأ مهما كان "تافهاً" واحداً تلو الآخر و ضمن سياق نص الكتاب المقدس وحده، فالأخطاء إما أن تكون قد نتجت عمداً، أو أنها كانت نتيجة الحماقة و اللامبالاة تجاه أكثر الكتب قداسة بما يفوق حد التخيل.

    للمزيد حول الموضوع يمكنك قراءة القسم (2-1-12) و القسم (2-1-13) بالإضافة إلى الكتب التالية:
    - الإفساد الأورثوذكسي للكتب المقدسة للمؤلف بارت إهرمان.
    The Orthodox Corruption of Scripture, by Bart D. Ehrman.
    - الفحص النقدي لحياة عيسى للمؤلف ديفيد فريدريتش ستراوس، تحرير بيتر هودجستون و ترجمة جورج إيليوت.
    The Life of Jesus Critically Examined, by David Friedrich Strauss, edited by Peter C. Hodgston, and translated by George Eliot.
    - "النظرة المشككة" مجلة تطبع في ولاية كانتون السويسرية من قبل علماء في الكتاب المقدس و قساوسة مسيحيين سابقين.
    “The Skeptical Review.” A magazine published in Canton, IL by scholars of the Bible and former Christian priests.
    --- نهاية القسم ---
    لا إِلَـــــهَ إلااللهَ الــــوَاحِــدُ الأَحَـــــدْ


    المَسِيْــــــــحُ رَسُـــوْلُ اللهِ إنْسَـــانٌ فَقَـــطْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    105
    آخر نشاط
    23-12-2006
    على الساعة
    09:19 AM

    افتراضي رد: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

    (2-3) هل تلاعبت البشرية بالعهد القديم؟



    ولمَّا فرَغَ موسى مِنْ تدوينِ كلامِ هذِهِ الشَّريعةِ كُلِّها في سِفرٍ، قالَ لِلاَويِّينَ، حامِلي تابوتِ عَهدِ الرّبِّ: خذوا سِفرَ الشَّريعةِ هذا وضَعوهُ إلى جانِبِ تابوتِ عَهدِ الرّبِّ إلهِكُم، فيكونَ هُناكَ علَيكُم شاهدًا. فأنا أعلَمُ تمَرُّدَكُم وعِنادَكُم لأنِّي، وأنا معكُم في الحياةِ، تمَرَّدتُم على الرّبِّ، فكيفَ بَعدَ موتي؟ إجمَعوا إليَ شُيوخ أسباطِكُم وقادَتَكُم حتى أتلوَ على مَسامِعِهِم هذا الكلامَ، وأُشهِدَ علَيهِمِ السَّماءَ والأرضَ. فأنا أعلَمُ أنَّكُم بعدَ موتي ستَفسِدونَ وتحيدونَ عَنِ الطَّريقِ التي أوصَيتُكُم بِها، فيَنزِلُ بِكُمُ الشَّرُّ في آخرِ الأيّامِ إذا فعَلتُم ما هوَ شَرًّ في نظَرِ الرّبِّ حتى تُكدِّروهُ بأعمالِ أيديكُم.
    الكتاب المقدس – التثنية 31: 24-29

    كيفَ تقولونَ: نحنُ حُكماءُ وشريعةُ الرّبِّ معَنا؟ أما تَرَونَ أنَّ قلمَ الكتبةِ الكاذِبَ حَوَّلَها إلى الكَذِبِ.
    الكتاب المقدس – إرميا 8: 8

    فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)
    القرآن الكريم - المائدة

    يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)
    القرآن الكريم - المائدة
    لقرون عديدة، كان العهد القديم كتاب التاريخ الوحيد المتوفر للمسيحيين و اليهود. إن أراد أحدٌ أن يعرف ما حدث في الماضي، فعليه دراسة العهد القديم و معرفة الجواب. نظريات جديدة حول التاريخ ظهرت و اندثرت من خلال تطابقها مع تعاليم العهد القديم. ثم بدأت ملاحظة التناقضات.

    عندما بدأت البشرية بدراسة العهد القديم بالتفصيل من خلال مقارنة النصوص المختلفة التي تتحدث عن نفس الموضوع بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من التفاصيل، بدأ الناس بملاحظة روايات متعارضة لأمور كثيرة بالإضافة إلى مشاكل أخرى. على سبيل المثال، في القرن الحادي عشر، لوحظ أن قائمة الملوك الآدوميين في سفر التكوين /36/ تذكر أسماء ملوك عاشوا بعد موت موسى بوقت طويل. ثم بدأ الناس بملاحظة تصريحات مثل "إلى يومنا هذا" بأن حقيقة ما تشير إلى أن الكاتب كان ينظر عبر التاريخ إلى تلك الأمور و رأى أنها استمرت إلى يومه.

    بعدها لوحظ في الأعداد الابتدائية للعهد القديم كما في المخطوطات اليدوية، يقول سفر التثنية: ((هَذَا هُو الكَلامُ الذِي كَلَّمَ بِهِ مُوسَى جَمِيعَ إسْرَائِيلَ في عَبر الأُرْدُن..)) لاحظوا أن الكلمات "عَبر الأُرْدُن" تشير إلى أناس كانوا بالنسبة للكاتب على الضفة المقابلة لنهر الأردن. إلا أن الكاتب المزعوم – موسى نفسه – من غير المفترض أن يكون في إسرائيل خلال حياته.

    ولوحظ أيضاً أن موسى يتحدث بالتفصيل في [التثنية 34: 5-10] عن كيفية موته و مكان دفنه. كما يقول موسى عن نفسه أن أكثر الناس تواضعاً (1) على وجه الأرض في [العدد 12: 3] (هل سيقول أكثر الناس تواضعاً على وجه الأرض أنه كذلك؟). في العدد [التثنية 34: 10] نقرأ: ((ولم يَقُمْ مِنْ بَعدُ نبيًّ في إِسرائيلَ كموسى)) و هذا يشير أيضاً أن الكاتب كان ينظر إلى موسى عبر التاريخ بعد وقت طويل من موت موسى. و في هذا العصر فتحت أبواب الطوفان لظهور المزيد من التناقضات التي لا تحصى.

    ==============================
    (1) أبدلت كلاً من الترجمة العربية المشتركة و ترجمة فاندايك كلمة "متواضع" بكلمة "حليم" و أبقتها الترجمة الكاثوليكية
    ==============================

    كان يُزعم في البداية أن موسى كتب أسفار Pentateuch ("أسفار موسى" الخمسة) و أي شخص يعارض هذه الحقيقة يُعاقب بشدة أو أكثر من ذلك. من ناحية أخرى، فمنذ أن أصبحت هذه الأمور معروفة تماماً، أصبح من الضروري إيجاد تفسيرات لذلك. فمثلاً، أول تفسير قُدّم فيما يخص الأعداد التي تشير إلى موت موسى هو أن موسى (عليه السلام) قد كتب أسفاره، إلا أن أنبياء لاحقين له – بالإضافة إلى نسّاخ "موحىً لهم" (الذين يمكن اعتبارهم أيضاً أنبياء) – قد أضافوا فيما بعد القليل من السطور هنا و هناك. بهذه الطريقة بقي النص "وحي" الله 100%. إلا أن هذا التفسير لم يصمد أمام الفحص لأن الطابع الأدبي للأعداد واحد على طول النص. على سبيل المثال، الأعداد التي تصف موت و دفن موسى تبدي الخصائص الأدبية ذاتها للأعداد التي قبلها و بعدها.

    بعد ذلك، أصبح التوجه في شرح كافة التناقضات من خلال التجريد و التفاسير المفصلة، أو من خلال تقديم روايات تفصيلية إضافية لم تظهر في النص المقدس. في هذه الأثناء تم اكتشاف أمر جديد مذهل. لقد لوحظ أن القصص الواردة في أسفار موسى الخمسة قد جُمعت من مصادر ثنائية "doublet". ثنائية المصادر معناه أن قصة ما قد رويت مرتين. يمكن ملاحظة هذه الثنائية حتى في الترجمات الإنكليزية للكتاب المقدس. هذه المصادر المزدوجة قد دُمجت بتآمر لتصبح رواية واحدة.

    فمثلاً، هناك ثنائية في رواية خلق العالم، العهد بين الله و إبراهيم، تسمية إسحاق، إدعاء إبراهيم أن زوجته سارة هي أخته، قصة رحلة يعقوب إلى بلاد الرافدين، وحي يعقوب في بيت إيل، .. إلخ. في كثير من الأحيان تتناقض هذه المصادر الثنائية حقيقةً فيما بينها. فنهض المدافعون مرة أخرى بتفسير بين أيديهم. فقالوا أن المصادر الثنائية إنما هي تفسيرية وليست متناقضة. فزعموا أنها وجدت لتعلمنا درساً من خلال تناقضها "الظاهري". إلا أن هذا القول لم يحفظ ماء الوجه لفترة طويلة. السبب أنه بعد فترة قصيرة اكتُشف أنه عند فصل المصادر الثنائية في روايتين منفصلتين، فإن كل رواية تكاد تحافظ على اسم الإله المستخدم فيها. أحدها يشير دوماً إلى الله بإسم يهوة/جهوفا (Yahweh/Jehovah). سُمّي هذا المصدر بـ"J". أما الآخر فكان يشير إليه بإسم إلوهيم (Elohiym) – أي الله. فسمي هذا المصدر بـ"E". لقد كان هناك ميزات أدبية أخرى متنوعة وجدت بعد ذلك أنها تميز أحدهم عن الآخر. فأصبح من الواضح أن أحداً ما قد أخذ روايتين منفصلتين عن كهانة موسى (عليه السلام)، فقطعهما ثم أعاد حياكتهما معاً بتآمر تام حتى لا يكشف تصرفه إلى بعد قرون عديدة لاحقة.

    عندما تم هذا الاكتشاف، أصبح العهد القديم مرة أخرى موضع الفحص من قبل العلماء و اكتشف أن الأسفار الخمسة Pentateuch لم تكن مكونة من مصدرين رئيسيين فحسب، بل أربع. لقد اكتُشف أن بعض القصص لم تكن من مصادر ثنائية فحسب، بل ثلاثية. تم التعرف على ميزات أدبية إضافية لهذه المصادر. فسمي المصدر الثالث بـ "P" (كهنوتي priestly)، و الرابع سمّي بـ "D" (نسبة إلى التثنية Deuteronomy). استُنتج في النهاية أن الأربعة الأولى من "أسفار موسى" هو نتيجة دمج ثلاث روايات منفصلة و المسماة J-E-P و وجد أن سفر التثنية هو رواية منفصلة و التي سميت D. أما الشخص أو الأشخاص الذين قاموا بجمع هذه المصادر و حاكها مع بعضها فسمّوا "المنقحين The Redactors".


    --يتبع--
    لا إِلَـــــهَ إلااللهَ الــــوَاحِــدُ الأَحَـــــدْ


    المَسِيْــــــــحُ رَسُـــوْلُ اللهِ إنْسَـــانٌ فَقَـــطْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    105
    آخر نشاط
    23-12-2006
    على الساعة
    09:19 AM

    افتراضي رد: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

    المصدر D - DEUTERONOMIST: إشارة إلى واحد من المصادر أو الأطوار الأدبية الأساسية للأسفار الخمسة Pentateuch. كلمة "Deuteronomist" تعني محرر أو جامع هذا المصدر، والذي يعتبر شاملاً إلى حد كبير لسفر التثنية.
    معجم مفسري الكتاب المقدس – المجلد الأول ص 756 – مطابع أبينغدون
    The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Abingdon Press, Vol. 1, p. 756

    المصدر E – ELOHIST إلوهيمي: أحد المصادر أو الأطوار الروائية الأساسية للأسفار الخمسة Pentateuch. المصطلح مشتق من كلمة "الله" العبرية... و التي يعتبر استخدامها أحد ميزات هذا المصدر.
    معجم مفسري الكتاب المقدس – المجلد الثاني ص 1 – مطابع أبينغدون
    The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Abingdon Press, Vol. 2, p. 1

    المصدر J: أحد المصادر أو الأطوار الروائية الأساسية للأسفار الخمسة Pentateuch. الرمز مشتق من الإسم الشخصي لله، جهوفا Jehovah... و التي يعتبر استخدامها أحد ميزات هذا المصدر. تُعتبر أصوله عامة من يهوذا، وهو سابق نوعاً ما للمصدر E (القرن 9-10 قبل الميلاد).
    معجم مفسري الكتاب المقدس – المجلد الثاني ص 777- مطابع أبينغدون
    The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Abingdon Press, Vol. 2, p. 777

    المصدر P: إشارة إلى أحد مصادر الأسفار الخمسة Pentateuch و الذي يدعى كهنوتي Priestly. يُنسب إلى هذا المصدر أغلب الطقوس الدينية، الأنساب، المواد القانونية و الفنية، متصلاً بالحد الأدنى من الروايات. تعود الرواية الكهنوتية عادة إلى ما بعد فترة الأسر، إي إلى القرن السادس أو الخامس قبل الميلاد.
    معجم مفسري الكتاب المقدس – المجلد الثالث ص 617- مطابع أبينغدون
    The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Abingdon Press, Vol. 3, p. 617

    "إن التحليل النقدي لأسفار Hexateuch ["أسفار موسى" الخمسة إضافة إلى سفر يشوع] هو نتيجة لأكثر من قرن من الدراسة العميقة للمستندات من قبل أعظم نقاد العصر. كان هناك تقدم ثابت للوصول إلى الاتفاق الحالي الذي وصل إليه اليهود و المسيحيون، الكاثوليك الرومانيون و البروتستانت، علماء المذهب العقلي و الإنجيلي، الإصلاحيون و اللوثريون، المشيخيون و الأسقفيون، الموحدون، المنهجيون، و المعمدانيون. إن تحليل أسفار Hexateuch إلى مستندات أصلية منفصلة و متعددة هو مسألة أدبية بحتة لا دخل لها بالإيمان. في مناقشة الظاهرة الأدبية لأسفار Hexateuch، فإن أحداً ما في أيامنا هذه يلجأ إلى جهل و تحيز عامة الناس و كأنه يعرّض إيمانه للخطر من خلال عملية النقد الرفيع - فإنه يخاطر بسمعته العلمية بتصرفه هذا. لا يوجد بروفسور واحد في العبرية في قارة أوروبا – على حد علمي – يرفض التحليل الأدبي للأسفار الخمسة Pentateuch إلى أربعة مستندات أساسية كبيرة."
    من كتب الكتاب المقدس، واشنطن غلادن، بوسطن: هاوتن، ص 57-58
    Who wrote the Bible, Washington Gladden, Boston: Houghton, pp. 57-58

    ما الذي يعنيه المؤلف بالزبط من خلال قوله ((في مناقشة الظاهرة الأدبية لأسفار Hexateuch، فإن أحداً ما في أيامنا هذه يلجأ إلى جهل و تحيز عامة الناس و كأنه يعرّض إيمانه للخطر من خلال عملية النقد الرفيع - فإنه يخاطر بسمعته العلمية بتصرفه هذا)) ؟ حسنٌ، إنه يشير إلى الممارسات المأسوف عليها من قبل بعض الناس لبيع كتبهم و التي تتخد أسلوب محاصرة القارئ في الزاوية ثم إعطاؤه حلاً واحداً فقط لإنقاذ إيمانه. سيقولون مثلاً ما معناه ((إما أن يكون الكتاب المقدس 100% كلمة الله الموحى بها دون تغيير و المسلّم بها، أو أنه أعظم خدعة أحيكت على البشرية منذ الأزل)). أمثال هؤلاء المؤلفين يوجهون القراء لقبول أحد الأقصيين فقط. بمعنى أنهم يقولون لقرائهم ((إما أن تقبل كل كلمة و كل مقطع على أنه الحق الخالد الموحى به أو أن تتبرأ من عيسى و تصبح وثنياً)).

    من ناحية أخرى، فإن الحقيقة ليست في أي من الأقصيين. يخبرنا الله تعالى في القرآن:
    يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ.. (171)
    القرآن الكريم - النساء

    إن حقيقة ملاحظتنا لتلاعب البشرية بالكتاب المقدس لا يعني أن الله – في زمن من الأزمان – لم ينزّل وحياً إلى النبي موسى، أو أنه لم ينزّل وحياً إلى النبي عيسى (عليهما السلام). إن هذا يعني فقط ((أحِبَّ الرَّبَّ إلهَكَ .. بِكُلِّ فِكرِكَ .. مرقس 12: 30)). إن حقيقة رغبتنا في فرز كلام البشر عن كتاب الله و اتباع كلام الله فقط لا يعتبر – حتى في أبعد الخيال – تخلياً عن الله و عن عيسى. بل العكس تماماً، إن عدم رغبة أحدهم في بذل قصارى جهده لحماية كلام الله من أصابع التحريف البشرية فإنه في الحقيقة قد هجر تماماً أول وصايا الله.
    "لأكثر من ألفين من السنين كانت أسفار Pentateuch الخمسة تنسب إلى موسى على أنه المؤلف وفقاً للعرفين اليهودي و المسيحي معاً. على الرغم من إثارة أسئلة هامة عن مسألة تأليفه على مر السنين، فإن هذا التساؤل لم يكن محل نقاش جدي حتى القرن الثامن عشر. اليوم، لم يعد الأمر يحتمل النقاش في أن موسى لم يكتب أسفار Pentateuch الخمسة، ولكن كما سنرى فإن بنية هذه الأسفار لازال الغموض يعتريها."
    الشرح الإنجيلي لنسخة جيروم الجديدة ص 4.
    The New Jerome Biblical Commentary, p. 4

    موسوعة جرويلر Grolier، تحت عنوان "أقسام العهد القديم Divisions of the Old Testament" تصرح:
    "إن أسفار Pentateuch الخمسة تعتمد على أربعة مصادر رئيسية. أقدمها، المصدر J، قد كتب في الأغلب في مملكة يهوذا – المملكة الجنوبية – حوالي /950/ قبل الميلاد. بين سنة /900-750/ قبل الميلاد نسجت معها نسخة أخرى من مملكة إسرائيل – المملكة الشمالية – وسمي هذا بـ"إفرايم EPHRAIM" (E). في القرن السابع قبل الميلاد ضُمّ إليها سفر التثنية (Deuteronomy - D) أو غالبيته. حوالي السنة /550/ قبل الميلاد، و أثناء السبي، أضافت النسخة الأخيرة للتوراة مصدراً كهنوتياً (P)، و التي بعض أجزائها قديم جداً."

    تقول موسوعة إنكارتا Encarta:
    " أسفار Pentateuch الخمسة (يونانية:penta = خمسة، teuch = سفر)، هي أول خمسة أسفار في العهد القديم من حيث الجمع وهي: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، و التثنية. استُخدم هذا المصطلح لأول مرة من قبل اللاهوتي المسيحي أوريجن Origen للإشارة إلى ما أطلق عليه اليهود في زمانه تسمية [خمسة أخماس التوراة (التعاليم)]. كلمة ((Pentateuch)) هي ترجمة المصطلح العبري لهذا المفهوم. التوراة هي أقدس و أعز الكتابات الدينية اليهودية. استُخدم هذا المصطلح - ((أسفار موسى الخمسة)) كإشارة إلى أسفار Pentateuch - لأول مرة في الكنيسة الغربية من قبل القديس جيروم St. Jerome و اللاهوتي المسيحي تيرانيوس روفينوس Tyrannius Rufinus. إن التأليف الموسوي للعمل لا تؤكد عليه الأسفار أنفسها بشكل مباشر، و لكنه أصبح أمراً مقبولاً ضمنياً من قبل عامة المسيحيين. تتضمن أسفار Pentateuch الخمسة مراحل نصية محتلفة للكتابات، و خاصة اليهوي منها (المصدر J، الذي يشير إلى الله بإسم جهوه Jahwe – جهوفا Jehovah حالياً – أو يهوه Yahweh)، و الإلوهيمي (المصدر E، الذي يشير إلى الله بإسم إلوهيم Elohiym). إن الكاهن العبراني و المصلح عزرا Ezra - الذي يشكل عمله مع جزء نصي آخر من أسفار Pentateuch ما يسمى بالطور الكهنوتي (P) – قد أعطى الدافع لمراقبة تنظيم أسفار Pentateuch الخمسة."
    لا إِلَـــــهَ إلااللهَ الــــوَاحِــدُ الأَحَـــــدْ


    المَسِيْــــــــحُ رَسُـــوْلُ اللهِ إنْسَـــانٌ فَقَـــطْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    105
    آخر نشاط
    23-12-2006
    على الساعة
    09:19 AM

    افتراضي رد: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

    لنأخذ مثالاً عن ثنائية المصادر من سفر التكوين 6: 5 – 8: 22. النص الجهوفي (j) بالنمط العادي، و النص الكهنوتي (p) باللون الأحمر الغامق:
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    • نوع الملف: doc JP.doc‏ (42.5 كيلوبايت, 106 مشاهدات)
    لا إِلَـــــهَ إلااللهَ الــــوَاحِــدُ الأَحَـــــدْ


    المَسِيْــــــــحُ رَسُـــوْلُ اللهِ إنْسَـــانٌ فَقَـــطْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    105
    آخر نشاط
    23-12-2006
    على الساعة
    09:19 AM

    افتراضي رد: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

    ريتشارد إليوت فريدمان Richard Elliot Friedman بورفسور في جامعة كاليفونيا، سان دييغو. نال درجة الدكتوراة في الكتاب المقدس بالعبرية في جامعة هارفرد. هو واحد من كثير من العلماء الذين حاولوا دراسة هذه "المصادر" لـ"أسفار موسى الخمسة" بهدف الوصول إلى هوية المؤلفين، الفترة الزمنية لكتابة كل منها، الدوافع وراء كل رواية، و غيرها من المعلومات. في كتابه "من كتب الكتاب المقدس"، يقدم البورفسور فريدمان Friedman أدلة قوية على أن كلاً من "المصادر" – التي تبدو في الظاهر أنها تروي نفس القصص - قد كُتب في الحقيقة من قبل شخص أو أشخاص لهم أهداف مختلفة و واضحة المعالم أرادوا تحقيقها.

    وفقاً لبحث السيد فريدمان Friedman، فإن كل مصدر يؤكد على فرع معين من اليهود، على نبالتهم، الحقوق المكتسبة بالولادة، و القرب من الله – و في بعض الأحيان على حساب فروع أخرى من اليهود. على سبيل المثال، المصدر J قد كتب من قبل سلالة يهوذا، المصدر E كتب من قبل سلالة إسرائيل، المصدر P كتب من قبل كهنة من سلالة هارون. وفقاً للسيد فريدمان Friedman، فإن المصدر الكهنوتي (P) يظهر و كأنه مهتم بشكل خاص بالكهنة، نسبهم، كونهم الوحيدون الذين يسمح لهم بتقديم الذبائح لله، أهمية تقديم الذبائح لله، والغياب المدهش لجميع القصص التي تروي أن أحداً خارج نسبهم قد قدم ذبيحة و قبلها الله منه (مثلاً: ذبيحة ولدي آدم غائبة عن الرواية). كما أنه يتضمن قصصاً عن أناس حاولوا تقديم الذبائح لله دون وساطة كاهن هاروني فقتلهم الله.

    يتابع المؤلف ليبين لنا أن المصدرين J – E يبديان تأكيداً متماثلاً لأحدى فروع اليهود على غيرها. فمثلاً، في الصفحة 64-65 يبين كيف أن كلاً من المصدرين J – E يحاول من خلال حقوق يعقوب المكتسبة بالولادة منحها لأسلافهم. و يبين أيضاً أن في النسخة E فإن يوسف أُنقذ من قبل أخيه روبين (الولد الأول لإسرائيل). بينما في النسخة J فإن يهوذا هو الذي أنقذه. يقدم المؤلف براهين أخرى كثيرة لهذه الأقوال.

    إن النصين J – E يعظمان النبي موسى، و يصفان هارون أنه صنع العجل الذهبي. كما يصورانه و أخته مريم بأنها انتقدا موسى و أنهم عوقبا من قبل الله نفسه لهذا العمل. نجد فيهما بشكل مستمر قول الله: ((وقال يهوه لموسى ..)) من ناحية أخرى، نجد أن المصدر P (الذي كتب من قبل كهنة هارونيين) غالباً ما يصرّح: ((و قال يهوه لموسى و لهارون..)). في هذا المصدر نجد أن العصا التي استخدمها موسى لأداء معجزاته تسمى ((عصا هارون)). في المصدر الكهنوتي P دُعي هارون أيضاً الأخ الأول لموسى. و كما ذكرنا سابقاً، لا يوجد في المصدر P أي ذكر لأي ذبيحة لله من أي نوع إلى نهاية الإصحاح الأخير من سفر الخروج التي نجد فيها قصحة ذبيحة هارون عندما عُيّن الكاهن الأول. بعد ذلك فإن كل الذبائح قدمها هارون و أبناؤه. و بمعنى آخر، فإن مؤلف المصدر P لا يعطي أولوية الذبيحة لأحد غير الكاهن الهاروني. كما يوجد أيضاً مكانين اثنين في هذا المصدر يقللان من شأن موسى (عليه السلام)، فيصفان موسى (عليه السلام) مذنباً و هارون يتعذب لأجل خطيئة موسى.
    لا إِلَـــــهَ إلااللهَ الــــوَاحِــدُ الأَحَـــــدْ


    المَسِيْــــــــحُ رَسُـــوْلُ اللهِ إنْسَـــانٌ فَقَـــطْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    105
    آخر نشاط
    23-12-2006
    على الساعة
    09:19 AM

    افتراضي رد: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

    ماذا عن بقية العهد القديم؟ هل بقية أسفار العهد القديم معروف عنها أنها حُفظت من التغيير منذ الزمن الأول لكتابتها و أنها حقيقةً كلام مؤلفيها المزعومين؟ كلا! مرة أخرى تقول لنا موسوعة جرولير Grolier:
    "... يخبرنا سفر يشوع عن الفتح الكامل لأرض كنعان، ولكن سفر القضاة يحتوي على عادات القبائل اليهودية في الفترة ما قبل النظام الملكي و التي توحي أن الفتح كان جزئياً. إن أسفار صموئيل تتكلم عن تأسيس النظام الملكي من قبل شاؤول و داوود و تحتوي على مصدر قديم رائع عن حياة داوود، غالياً ما كُتبت بين السنة 961-22 قبل الميلاد. كل الأسفار السابق ذكرها قد تم تعديلها بشكل مكثف من قبل كتبة شاركوا في لاهوت المصدر D."

    البروفسور هارولد بلووم Yale Professor Harold Bloom هو مؤلف كتاب ((سفر المصدر J - Book Of J)). يذهب كتابه لإثبات أن مؤلف أسفار Pentateuch الخمسة لم يكن النبي موسى (عليه السلام)، بل يعتقد أن أسفار Pentateuch – و خاصة أقدم قصص الكتاب المقدس مثل قصة آدم و حواء، نوح، يوسف، و حتى موسى – إنما هي من عمل إمرأة، غالباً ما تكون من سلالة الملك داوود في القرن العاشر قبل الميلاد. يقول هارولد بلووم Harold Bloom أن ((أناساً يمكن اتهامهم بجريمة انتحال الشخصية من الدرجة الثانية)) قاموا بكتابة الكتب المقدسة من خلال مستنداتها.

    البروفسور ريتشارد فريدمان Richard Friedman قد رجح أيضاً أن امرأةً ما قد ساهمت في العهد القديم و أصبح بعد ذلك جزءً من الكتاب المقدس بشكل رسمي. إلا أن بعض العلماء يعتقدون أنه عمل مجموعة من العلماء و الأعراف اليهودية.
    أخبار الولايات المتحدة و تقرير العالم، 10 ديسمبر/كانون الأول، 1990
    US NEWS & WORLD REPORT, Dec 10, 1990

    يقول ألفريد لويس Alfred Loisy، عالم القرن التاسع عشر الفرنسي الشهير:
    "في سبيل شرح ألوهية المصادر، فإن اللجنة البابوية لدراسات الكتاب المقدس صرّحت - في حكمها النهائي الذي لا يُنسى - بأنه كان لموسى سكرتاريين. سكرتاريي موسى! اكتشاف عبقري، لاشك هو كذلك!"

    "..[في العهد القديم] يوجد الكثير من المصادر، الشفهية منها و الكتابية، التي ضُمت إلى بعضها. و كثير من التقاليد أضيفت لاحقاً: فكانت أيدٍ مختلفة تشارك عبر فترات مختلفة في مزج و تعديل مجموعات مختلفة و أسفاراً و أجزاء أسفار. في كثير من الأحيان ما يلمع أثر قلم لاحق أو يشرح النص الأصلي بإضافاته الخاصة، أو يحاول تحديثها لزمانه. هذه الأيام يوجه اهتمام أقل لمسألة الأصولية التي لعبت في السابق دوراً كبيراً في بحث العهد القديم. لقد ظهرت فكرة جديدة تهتم باكتشاف الهدف من وراء هذه الإضافات مع فهم تركيبها. لماذا قام المنقحون بترتين الأجزاء بالشكل الذي نعرفه نحن – دونما تطابق أحياناً و بشكل متناقض حيث يمكن سريعاً ملاحظة الانتقالات و التوقفات؟"
    العهد القديم، أصوله و تركيبه، للمؤلف كيرت كول، ترجمة سي تي إم هيريوت، ص 299
    The Old Testament, Its origins and Composition, by Kurt Kuhl, translated by C. T. M. Herriott, p. 299

    في الحقيقة فإننا نجد عيسى (عليه السلام) بنفسه يشهد في الكتاب المقدس ضد اليهود بأنهم قد غيروا وصايا و تعاليم الله الدينية و استبدلوها بتقاليدهم الخاصة. يقول:
    وأقبَلَ إلى يَسوعَ بَعضُ الفَرَّيسيـّينَ ومُعلَّمي الشَّريعةِ مِنْ أُورُشليمَ، فسألوهُ: "لِماذا يُخالِفُ تلاميذُكَ تقاليدَ القُدَماءِ، فلا يَغسِلونَ أيديَهُم قَبلَ الطَّعام؟" فأجابَهُم يَسوعُ: "ولِماذا تُخالِفونَ أنـتم وصيَّةَ الله مِنْ أجلِ تَقاليدِكُم؟ قالَ الله: أكرِمْ أباكَ وأمَّكَ، ومَنْ لعنَ أباهُ أو أمَّهُ فموتًا يَموتُ. وأمّا أنتُمْ فتَقولونَ: مَنْ كانَ عِندَهُ ما يُساعِدُ بِه أباهُ أو أمَّهُ وقالَ لَهُما: هذا تقدمَةٌ لله، فلا يلزَمُهُ أنْ يُكرِمَ أباهُ. وهكذا أبطَلْتُم كلامَ الله مِنْ أجلِ تقاليدِكُم. يا مُراؤون، صَدَقَ إشَعْيا في نُبوءتِهِ عنكُم حينَ قالَ: هذا الشَّعبُ يُكرمُني بِشَفَتيهِ، وأمَّا قَلبُهُ فبعيدٌ عنَّي. وهوَ باطِلاً يَعبُدُني بِتعاليمَ وضَعَها البشرُ".
    الكتاب المقدس - متى 15: 1-9

    وخاطَبَ يَسوعُ الجُموعَ وتلاميذَهُ، قالَ: "مُعلَّمو الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ على كُرسِيَّ موسى جالسونَ، فاَفعَلوا كُلَ ما يَقولونَهُ لكُم واَعمَلوا بِه. ولكِنْ لا تَعمَلوا مِثلَ أعمالِهِم، لأنَّهُم يَقولونَ ولا يَفعلونَ: يَحزِمونَ أحمالاً ثَقيلَةً شاقَّةَ الحَمْلِ ويُلْقونَها على أكتافِ النّاسِ، ولكنَّهُم لا يُحَرَّكونَ إصْبَعًا تُعينُهُم على حَمْلِها. وهُمْ لا يَعمَلونَ عَمَلاً إلاّ لِـيُشاهِدَهُمُ النّاسُ: يجعَلونَ عَصائِبَهُم عريضَةً على جِباهِهِم وسواعِدِهم، ويُطَوَّلونَ أطرافَ ثِـيابِهِم، ويُحبّونَ مَقاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِمِ ومكانَ الصَّدارَةِ في المجامِـعِ والتحِيّاتِ في الأسواقِ، وأنْ يَدْعُوَهُمُ النّاسُ: يـا مُعلَّمُ. أمّا أنتُم فلا تَسمَحوا بأنْ يَدْعُوَكُم أحدٌ: يا مُعلَّمُ، لأنّـكُم كُلَّكُم إخوَةٌ ولكُم مُعلَّمٌ واحدٌ. ولا تَدْعوا أحدًا على الأرضِ يا أبانا، لأنَّ لكُم أبًا واحدًا هوَ الآبُ السَّماويٌّ. ولا تَسمَحوا بأنْ يَدْعوَكُم أحدٌ: يا سيَّدُ، لأنَّ لكُم سيَّدًا واحدًا هوَ المَسيحُ. وليكُنْ أكبَرُكُم خادِمًا لكُم. فَمَن يَرفعْ نَفسَهُ يَنخفِضْ، ومَنْ يَخفِضْ نفسَهُ يرتَفِـعْ. الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! تُغلِقونَ مَلكوتَ السَّماواتِ في وُجوهِ النّاسِ، فلا أنتُم تَدخُلونَ، ولا تَترُكونَ الدّاخلينَ يَدخُلونَ.[الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! تأكُلونَ بُيوتَ الأرامِلِ وأنتُمْ تُظهِرونَ أنَّـكُم تُطيلونَ الصَّلاةَ، سيَنـالُكُم أشدٌّ العِقابِ]. الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! تَقطَعونَ البحرَ والبَـرَّ لتكسِبوا واحدًا إلى دِيانَتِكُم، فإذا نَجَحتُم، جَعَلْتموهُ يستَحِقٌّ جَهنَّمَ ضِعفَ ما أنتُم تَستَحِقٌّونَ!. الوَيلُ لكُم أيٌّها القادَةُ العُميانُ! تَقولونَ: مَنْ حَلفَ بالهَيكلِ لا يَلتزِمُ بـيَمينِهِ، ولكنْ مَنْ حَلَفَ بذَهَبِ الهَيكَلِ يَلتَزِمُ بـيَمينِهِ. فأيٌّما أعظمُ، أيٌّها الجُهّالُ العُميانُ؟ الذهَبُ أمِ الهَيكَلُ الَّذي قَدَّسَ الذهَبَ؟ .. أيٌّها العُميانُ .. الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيٌّونَ المُراؤونَ! تُعطُونَ العُشْرَ مِنَ النَعْنعِ والصَعتَرِ والكَمّونِ، ولكنَّـكُم تُهمِلونَ أهمَّ ما في الشَّريعةِ: العَدلَ والرَّحمةَ والصَّدقَ، وهذا ما كانَ يَجبُ علَيكُم أنْ تَعمَلوا بِه مِنْ دونِ أن تُهمِلوا ذاكَ. أيٌّها القادَةُ العُميانُ! تُصَفّونَ الماءَ مِنَ البَعوضَةِ، ولكنَّـكُم تَبتَلِعونَ الجمَلَ. الويلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! تُطَهَّرونَ ظاهِرَ الكأسِ والصَّحنِ، وباطنُهُما مُمتلِـئ بِما حصَلتُم علَيهِ بالنَّهبِ والطَمَعِ. أيٌّها الفَرَّيسيٌّ الأعمى! طَهَّرْ أوَّلاً باطنَ الوِعاءِ، فيَصيرَ الظَّاهِرُ مِثلَهُ طاهرًا. الويلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! أنتُم كالقُبورِ المبـيَضَّةِ، ظاهرُها جميلٌ وباطِنُها مُمتَلئ بعِظامِ الموتى وبكُلٌ فسادٍ. وأنتُم كذلِكَ، تَظهَرونَ لِلنّاسِ صالحينَ وباطِنُكُم كُلٌّهُ رِياءٌ وشَرٌّ.الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيٌّونَ المُراؤونَ! تَبْنونُ قُبورَ الأنبـياءِ وتُـزَيَّنونَ مدافِنَ الأتقياءِ، وتَقولونَ: لو عِشنا في زَمَنِ آبائِنا، لما شارَكْناهُم في سَفْكِ دَمِ الأنبـياءِ. فتَشهَدونَ على أنفُسِكُم بأنَّـكُم أبناءُ الَّذينَ قَتلوا الأنبـياءَ. فتَمَّموا أنتُم ما بَدأَ بِه آباؤُكُم. أيٌّها الحيّاتُ أولادَ الأفاعي! كيفَ ستَهرُبونَ مِنْ عِقابِ جَهنَّمَ؟
    الكتاب المقدس - متى 23: 1-33

    إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (48) وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ (1) وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ (2) هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ (3) وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (63) فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (64) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (65)
    القرآن الكريم – آل عمران

    ======================
    (1) لا تَظُنّوا أنّي جِئتُ لأُبطِلَ الشَّريعَةَ وتَعاليمَ الأنبياءِ: ما جِئتُ لأُبطِلَ، بل لأُكمَّلَ. الحقَّ أقولُ لكُم: إلى أنْ تَزولَ السَّماءُ والأرضُ لا يَزولُ حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ مِنَ الشَّريعةِ حتى يتِمَّ كُلُّ شيءٍ. فمَنْ خالفَ وَصيَّةً مِنْ أصغَرِ هذِهِ الوصايا وعلَّمَ النَّاسَ أنْ يَعمَلوا مِثلَهُ، عُدَّ صغيرًا في مَلكوتِ السَّماواتِ. وأمَّا مَنْ عَمِلَ بِها وعَلَّمَها، فهوَ يُعَدٌّ عظيمًا في مَلكوتِ السَّماواتِ. [الكتاب المقدس – متى 5: 17-19]
    (2) والحياةُ الأبديَّةُ هيَ أنْ يَعرِفوكَ أنتَ الإلهَ الحَقَ وحدَكَ ويَعرِفوا يَسوعَ المَسيحَ الذي أرْسَلْتَهُ. [الكتاب المقدس – يوحنا 17: 3]
    (3) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) [القرآن الكريم – النساء]
    ======================


    هنالك المزيد مما يمكن قوله عن هذه المسائل، إلا أنني سأتركه للدارس الذي يهمه الأمر ليسترشد بكتاب البروفسور فريدمان Friedman و من ثم يأخذ قراره. قبل ألف و أربعمائة سنة، في الزمن الذي كان التجرؤ على القول بأن أسفار الكتاب المقدس ليست كلام الله الموحى به 100% يُعتبر هرطقة من الدرجة الأولى تستلزم عقاب الموت أو ما هو أسوء، أُنزل القرآن على محمد (ص) من عند الله تعالى قائلاً فيه أن "أهل الكتاب" قد غيروا في كتاب الله. و أكد محمد (ص) فيما بعد أنه أُرسل و معه دين الله الحقيقي الذي أُنزل على موسى و عيسى (عليهم السلام جميعاً). أجاب المسيحيون حينها أن المسلمون همجيون جاهلون قد لفقوا دينهم الخاص بنسخهم من المسيحية (كما زعم اليهود قبلهم أن المسيحيين قد انتحلو من الديانة اليهودية). إني أدعوا القارئ ليحكم بنفسه عن مكان الحقيقة.

    هل كل هذا محصور بالعهد القديم؟ كلا! علماء المسيحية اليوم يدعون أناجيل متى، مرقس، و لوقا بأناجيل (العين الواحدة Synoptic). هذا لأنهم يبدون جميعاً قد تمكنوا من الولوج إلى مصدر مشترك باشروا من خلاله بكتابة أناجيلهم الخاصة. هذا المصدر يسمى بـ (Q). بدؤوا يلاحظون الآن أن المؤلفين المزعومين هم ليسوا المؤلفين الحقيقيين (أنظر القسم 2-1 و القسم 2-2). و بالمثل، فإن أعداداً كثيرة من إنجيل يوحنا، بالإضافة إلى تناقضات تاريخية أخرى، جميعها تذهب إلى أن يوحنا لم يكتب إنجيل يوحنا.

    مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46)
    القرآن الكريم – النساء

    أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)
    القرآن الكريم – البقرة

    فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79)
    القرآن الكريم – البقرة

    للمزيد حول الموضوع يمكنكم الحصول على نسخة من أي من الكتب الوارد ذكرها أعلاه.

    ----نهاية القسم -----
    لا إِلَـــــهَ إلااللهَ الــــوَاحِــدُ الأَحَـــــدْ


    المَسِيْــــــــحُ رَسُـــوْلُ اللهِ إنْسَـــانٌ فَقَـــطْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    105
    آخر نشاط
    23-12-2006
    على الساعة
    09:19 AM

    افتراضي رد: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

    (2-4) متى يكون الكتاب "موحىً به"؟

    لا تزيدوا كلِمةً على ما آمركُم بهِ ولا تُنقِصوا مِنْهُ، واَحْفَظوا وصايا الرّبِّ إلهِكُم التي أُوصيكُم بها.
    الكتاب المقدس – التثنية 4: 2

    كان عدي ابن هيثم الطائي مسيحياً و اعتنق الإسلام في زمان محمد ( ). و في يوم من الأيام تليت أمامه الآيات التالية من القرآن الكريم:
    وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) القرآن الكريم – التوبة
    عندما سمع عدي هذه الآية قال: ((يَا رَسُول اللَّه إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدهُمْ)) فأجابه النبي محمد () ((أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّه فَتُحَرِّمُونَهُ , وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّه فَتُحِلُّونَهُ ؟)) [لقد كان يشير إلى السلطة التي منحها الرهبان و الحاخامات لأنفسهم بحجة وحيهم المزعوم لتغيير الشرائع و القوانين] فأجاب : ((بَلَى! )) فقال محمد () ((فَتِلْكَ عِبَادَتهمْ)). (1)
    =======================================
    (1) لم تنتهي هذه النزعة في زمن النبي محمد () بل استمرت إلى يومنا هذا و يمكننا أن نراه أمام أعيننا. فمن أراد أن يرى عملياً هذا الميول المحزن فبإمكانه على سبيل المثال الاطلاع على المقالات العديدة التي نُشرت مؤخراً عن اعتراف الكنيسة الرسمي بالزنا و الأعداد المتزايدة من أعضاء مجلسها الذين "يعيشون في الخطيئة" على الملأ، كما كتب مؤخراً عن كنيسة أيرلندا. هذا الصمود الأخير قد سقط في النهاية – وفقاً للمقال – لأن "غالبية الشباب اليوم يمارسون ذلك". إن الحفاظ على أتباعهم أهم عندهم من الحفاظ على وصايا الله. يقول مؤلف المقال المسيحي بلسان السخرية: ((ربما إن أصبح غالبية البشر لصوصاً فإن الكنيسة ستلغي إدانة الله للسرقة أيضاً؟)) هنالك الكثير من الأمثلة الأخرى كيف أن الكنيسة قد استمرت إلى يومنا هذا في تبديل ما هو شائع مكان ما يرضي الله، إلى حد تغيير وصيته الواضحة. مثالٌ آخر هو موقف الكنيسة "العصري" المتساهل من مسألة اللواط و ممارسيها. إن البشرية تتنافس و تتسابق مع الزمن لتمام إلغاء كل ما تبقى من الأخلاق و الحشمة، مستبدلةً إياها بآلاف من الأساليب الجديدة و المبتكرة للفحش و فساد الأخلاق، باسم "العصرية" و "الرقي" و الكنيسة مستعدة أيضاً للرضوخ و الاستسلام تماماً للأمر. فقط حافِظ على حضورك للكنيسة و دعمك لها و لن تهتم الكنيسة بالمقابل بما تفعله بعد رحيلك. على أحدهم أن يصرخ في وجه الشر حتى لو أدى ذلك إلى تعرضه للأذى و عدم محبة الناس له. في الإسلام يعتبر هذا عمود أساسي من معتقداتنا، يدعى "الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر". إن الاستسلام بسهولة و قبول الأمر فيما نشاهد العالم يدمر نفسه من حولنا هو أمر مرفوض. على أحدهم أن يقف و يقول: ((هذا من الشر، هذا خطأ. حتى لو أصررتم على ممارسته فليس لزاماً علينا أن نتغاضى عنه)). عسى الله أن يهدينا و يفتح عيوننا لوضع رضاه فوق رضى البشر. إن في ذلك خير لنا إن كنا نعلم.=======================================


    لو سألنا مسيحياً عادياً: ((من أين أتي الكتاب المقدس الذي بين يديك؟)) فإنه غالباً ما سيجيبنا: ((من عند الله!)).
    ولو سألناه: ((و كيف تعلم أنه من عند الله؟)) فسيجيب: ((لقد أوحى به لأناس عديدين دوّنوه و حفظوه لنا)).
    و لو سألناه: ((هل جميع الموحى إليهم أنبياء؟)) فسيجيب: ((كلا، منهم أنبياء و أناس بلا خطيئة "قديسين"، إلخ...))
    ((هل قام هؤلاء الأنبياء و "القديسين" بالتوقيع بأسمائهم على هذه المستندات؟)) إن سألناه هذا فسيجيب: (( كلا. و لكن الكنيسة تعرف من كتبهم و متى كُتبوا و لديها الدليل الذي لا يُدحض في هذا الخصوص)).
    فلو سألناه: ((هل يمكن لأي شخص بلا ضمير الولوج في الماضي إلى الكتاب المقدس لتعديل أسفاره؟)) فجوابه سيكون: ((بالطبع لا! لقد أخبرتنا الكنيسة أنه حتى العهد القديم – الأكثر قدماً – قد حُفظ بحرص شديد لدرجة أنهم أحصوا و سجلوا كل كلمة و كل حرف. و بالتالي فإن الكنيسة قد طمأنتنا أن هذه الكلمات لم و لن تتعدل من قبل البشر لا من خلال أخطاء النسخ و لا الأخطاء العرضية)).
    ((لنسأل سؤال آخر)) نتابع فنقول: ((هل العهدين "القديم و الجديد" الذين بين يديك اليوم هما نفس العهدين "القديم و الجديد" الذين كانا مع حواريي عيسى (عليه السلام) و إلى وقتنا الحاضر؟)) فسيجيب: ((بالطبع! لقد كان هنالك دائماً كتاب مقدس واحد!)).

    هذا هو جوهر أي حوار بين مسلم و مسيحي عاديين يدور حول الكتاب المقدس، حول مكوناته و حفظه. من ناحية أخرى، لو سألنا علماءهم نفس المجموعة من الأسئلة فسنذهل للفرق الشائع بين أجوبة عوام المسيحيين مقارنة بعلمائهم. فلو ذهبنا إلى المكتبة الغربية للبحث عن تاريخ الكتاب المقدس كما يسجله علماء المسيحية البارزين عبر العصور، فسنجدهم يقولون لنا بأن أسفار "العهد الجديد" التي بحوزتنا اليوم لم تُقبل رسمياً أنها الأسفار "القانونية" للعهد الجديد "الموحى بها" إلا بعد قرون عديدة من رحيل عيسى (عليه السلام). عشرات من الأجيال المسيحية عاشوا و ماتوا تماماً بعد رحيل عيسى (عليه السلام) دون أن يروا أو يعرفوا مثل هذا "العهد الجديد" أو مثل هذا "الكتاب المقدس" الذي بحوزتنا اليوم.

    بعد رحيل عيسى (عليه السلام)، بدأ بعض الحواريين و أناس آخرون بكتابة "أناجيل". كل من هؤلاء المؤلفين قد سافر إلى أرض أخرى فتبعه مجموعة من الناس يتخذون من إنجيل هذا الرجل "كتاباً مقدساً" لهم. حتى أشخاصاً بلا ضمير قد كتبوا "أناجيل" وبدلوا فيها ثم زعموا أنها من عند حواري ما أو أنهم أنفسهم كانوا يتلقون وحياً إلهياً. الكثير من التعاليم الجديدة و المبتدعة قد وجدت طريقها لدين عيسى في ذلك الوقت. فنشبت بين هذه الجماعات العداوة و البغضاء و القتال. كلٌ منهم يزعم أنه وحده يملك الإنجيل "الصحيح" لعيسى (عليه السلام) ولا أحد سواه. فاختلفت معتقداتهم و تنوعت، فمنهم من آمن بأن عيسى (عليه السلام) هو رسول فانٍ من عند الله لا غير، و منهم من نسبوا إلى عيسى (عليه السلام) شيئاً من الألوهية، و منهم من زعم أن عيسى (عليه السلام) إله حقيقي ولكنه مستقل عن الله ذاته، و منهم من نادى بـ"الثالوث"، ومنهم من زعم أن مريم (عليها السلام) آلهة أيضاً، و منهم من اعتقد بوجود إلهين: أحدهم صالح و الآخر شرير، ومنهم من آمن بوجود حتى أكثر من ثلاثمائة آلهة. من هنا بدأت حرب الأناجيل.

    فأخذوا بعد ذلك بشتم و لعن بعضهم البعض، و كانت كل طائفة تقف في وجه الأخرى كحجر العثرة. فنشأ على مر القرون التالية مناظرات و مجامع بينهم أكثر من أن تُحصى. في ذلك الوقت لم يكن لأي من هذه الجماعات القوة الكافية للهيمنة التامة و إسكات الآخرين للأبد. لقد كانوا بحاجة إلى حليف لا يُهزم، إلى بطل قوي لتحقيق ذلك، إلى من يستطيع أن يُجبر الطوائف الأخرى "الكاذبة" على إدراك أخطائها لتوافق على "تصحيح" المعتقدات – فبدؤوا يتطلعون إلى الأمبراطورية الرومانية لتقديم العون.

    -- يتبع
    لا إِلَـــــهَ إلااللهَ الــــوَاحِــدُ الأَحَـــــدْ


    المَسِيْــــــــحُ رَسُـــوْلُ اللهِ إنْسَـــانٌ فَقَـــطْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,275
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-12-2012
    على الساعة
    11:58 PM

    افتراضي رد: القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

    متابعين

    بارك الله فيك

    الأخوة - هل هناك من يقرأ ويتابع معنا
    موضوع جد مهم

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. القول الصحيح فى صلب المسيح
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-09-2010, 11:32 PM
  2. القول الصحيح حول حقيقة الختان واباطيل خصومه
    بواسطة فاروق صلاح الدين في المنتدى منتدى الشكاوى والإقتراحات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-04-2008, 03:45 PM
  3. كيف نرد على هذا القول في دعوى لاهوت المسيح؟
    بواسطة Heaven في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-12-2007, 01:53 PM
  4. القول الصحيح فى صلب المسيح وقيامته
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-04-2006, 11:14 AM
  5. القول الحق عن كنه المسيح
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-11-2005, 03:05 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح

القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح