ولدت من خلفية إسلامية و علمتني أسرتي الصلاة و الصوم منذ طفولتي و من حبي للاسلام انشأت موقع اسلامي على الانترنت. و سافرت إلى إحدى الدول و كان الكثير من أصدقائي من الهندوس و بالطبع كنت اعتبرهم كفار و يجب علي أن أدعوهم للاسلام. و كنت قد اخذت قرارا ان ادعوهم للاسلام اثناء تأدية فريضة الحج للمرة العشرين و كان عاما مباركا حيث تزامن الحج مع رمضان فكان الثواب مضاعفا و لذلك كان دعائي في عرفات و أنا صائم أن يهدي احد اصدقائي إلى الاسلام على يدي. و عندما عدت بدأت الكلام معهم عن معتقدهم كتمهيد للكلام عن الإسلام. و شرحوا لي عقيدة الحلول و كيف أن الههم يحل في البقرة. في البداية كنت أسخر منهم و اسألهم “هل طلبت البقرة منكم أن تعبدوها؟”. و كانت إجابتهم دائما أنه يجب أن اؤمن اولا ثم أقتنع بعد ذلك و أن البقرة تحبني!!!

و لكن مع مرور الوقت شعرت بشيء من الحب للبقرة. فسابقا كنت اراها كمصدر للحم الشهي و اللبن و الزبد، أما الآن فشعرت بتغير داخلي تجاه أي بقرة اراها.

كان صراعا داخليا عنيفا بين نظرتي السابقة للبقرة و نظرتي الحالية. و في إحدى الليالي كنت امشي في احدى الشوارع الخالية هائما على وجهي نتيجة لهذا الصراع الداخلي و إذا بمفاجأة تحدث…

رأيت بقرة تظهر فجاءة في وسط الشارع من حيث لا ادري. كانت بقرة رائعة الجمال: لونها أبيض ناصع و عينيها واسعة و لها رموش طويلة رائعة و رشيقة ليس بها دهن زائد و ذيلها لا يمكن وصف النور الذي يخرج منه. نظرت لي نظرة ذات مغزى فهمتها دون كلام ثم ابتسمت ابتسامة رائعة ثم اختفت.

نظرت حولي فلم أجد اثر لها أو لأي شخص. فجريت إلى بيتي مسرعا و شعرت بأن ما رأيته إشارة ما. فقررت النوم حتى أستريح من هول ما رأيت. و نمت في منتصف الليل و بعد نومي بسبع دقائق و نصف ظهرت لي نفس البقرة و بنفس الابتسامة الساحرة و في تلك المرة اقتربت مني و مسحت على رأسي بذيلها و تحدثت…

نعم تحدثت و قالت “نعم، صدق ما يقوله لك أصدقائك. أنا هي من تبحث عنه. أنا أحبك أحبك أحبك…”

و استيقظت من الحلم و قد اخذت القرار الجريء. جريت إلى اصدقائي في منتصف الليل و استقبلوني بالتهاني و اخبروني أن البقرة التي ظهرت لي اخبرتهم بما حدث و انهم كانوا في إنتظاري. و قاموا بحجز موعد لتغطيسي في نهر بالهند كإعلان لبدايتي الجديدة و نهاية علاقتي بأكل اللحم.






كانت هذه قصة خيالية لكنها مستوحاة من احداث اختبارات لنصارى مثلوا كذبا انهم مسلمون تنصروا. و هناك قصص أخرى أكثر خيالية من ذلك و بها أخطاء فجة لا تصدر من أي إنسان كان مسلما لساعة واحدة في حياته. و قد لا يصدق البعض ان هناك من يغير دينه بسبب حلم و لكن وجود برنامج بعنوان “حلم ايقظني” تعرضه معظم القنوات التنصيرية دليل على وجود عقول تصدق مثل هذه الخرافات. و يجول الكنائس في مصر و خارجها خدام في الكنائس تخصصوا في هذه الاكاذيب و يلقونها كمحاضرات في الكنائس بصفة دورية و كأنهم متنصرون كجزء من خطة لجنة تثبيت الايمان في المجمع المقدس. و للاسف يصدقها الكثير من النصارى ليس لشيء إلا انهم يريدون أن يصدقوا و يسمعوا أي شيء يثبت عقيدتهم.

و بالطبع يمكن تحوير نفس القصة لتتحدث عن شخص إعتنق البوذية أو الكونفوشيوسية أو الزرادشتية أو النصرانية و ذلك بتغيير بعض التفاصيل القليلة. و السبب في ذلك أنه لا توجد أدلة عقلية في تلك الديانات و بالتالي لا مبرر لاعتناقها سوى احلام و خرافات و معجزات كاذبة. و لذلك لا نجد إختبارا واحدا لمن إدعوا أنهم تنصروا يشرح فيه سببا واحدا للإقتناع بعقيدة التثليث و ترك عبادة الله الواحد الأحد. و لا يذكر أي إختبار سببا واحدا لترك عباده الله سبحانه و تعالى المنزه عن كل نقص و الإشراك به بعبادة المسيح عليه السلام بالرغم من عدم وجود دليل واحد في الاناجيل التي بين أيدي النصارى يقول فيها أنه الإله المتجسد الذي يجب أن يكون معبودا. تماما كما لم تطلب البقرة يوما ما أن يعبدها الهندوس.

و بتحليل الإختبارات التي يدعي اصحابها أنهم متنصرون لمعرفة الغرض منها نجد أنها تتكون من ثلاث أجزاء رئيسة:

الجزء الأول هو سرد الخلفية الإسلامية للمتنصر المزعوم و كيف كان ملتزما و كارها للنصارى و يؤذيهم كلما إستطاع. و هذا الجزء الغرض منه بث الكره و الحقد في قلوب المستمعين حتى يكونوا مستعدين نفسيا لتقبل أي اكاذيب عن الإسلام بعد ذلك و يبتعدوا عن المسلمين في تعاملاتهم.

الجزء الثاني و هو الاساسي و يأخذ معظم زمن الاختبار و يكون عبارة عن سرد الأكاذيب و الإفتراءات المعروفة عن الإسلام. و الغرض من هذا الجزء هو تثبيت إيمان النصارى بتشويه الإسلام. و هنا ملاحظة هامة جدا يغفل عنها هؤلاء و هي أنه لو فرضنا جدلا أن الإسلام خطأ، فهذا لا يعني بالضرورة أن النصرانية هي الصواب.

الجزء الثالث و هو أقصر الأجزاء و يكون عبارة عن حلم بيسوع أو العذراء مريم و أن هذا الحلم أقنع المتنصر المزعوم بالنصرانية. و قد يستعاض عن الحلم أحيانا بمعجزة شفاء أو ما شابه. و هذا طبعا شيء لا يقتنع به أي عاقل؛ فالحلم لم و لن يكون هو السبب في إقتناع إنسان بدين ما. و بالتالي إستخدامه كسبب إقتناع أي شخص بالنصرانية لهو أكبر دليل على عجزهم عن إيجاد أسباب عقلية مقنعة و إلا تم سردها بدلا من تلك الخرافات. و لو إتبع الناس أحلامهم لوجدنا من يحاول أن يمشي على حائط و من يحاول أن يطير بإستخدام مروحة سقف أو من يحاول إجبار نملة على قيادة سيارة لا لشيء إلا لانهم رأوا ذلك في أحلامهم.

و يتضح من كل ذلك أن تلك الإختبارات الكاذبة و اللقاءات الدورية التي يعقدها المتنصرون المزيفون ما هي إلا وسيلة لإبعاد النصارى عن الإسلام في ظل تزايد مطرد لأعداد معتنقي الإسلام من النصارى.



أخيرا، سؤال أتمني أن يجيب عليه صديقي النصراني: هل ستعتنق الإسلام إذا ظهر لك الرسول صلى الله عليه و سلم في منامك؟ و لنحور السؤال قليلا: هل ستعتنق الإسلام إذا ظهر لك يسوع أو السيدة العذراء في المنام و قالوا لك أن الإسلام هو الحق؟


المصدر :
http://islamegy.wordpress.com/articles/cow_dream/