ثالثا تفسير سقفية السماء بكلام أهل العلم
قال الطبرى رحمه الله تبارك وتعالى
عن مجاهد ، في قوله : ( سَقْفًا مَحْفُوظًا ) قال : مرفوعا.
عن قَتادة ، قوله : ( وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا )... الآية : سقفا مرفوعا ، وموجا مكفوفا.
وقال رحمه الله تبارك وتعالى
وإنما سُميت السماءُ سماءً لعلوها على الأرض وعلى سُكانها من خلقه ، وكل شيء كان فوق شيء آخرَ فهو لما تحته سَمَاءٌ. ولذلك قيل لسقف البيت : سَمَاوةٌ ، لأنه فوقه مرتفعٌ عليه. ولذلك قيل : سَمَا فلان لفلان ، إذا أشرف له وقَصَد نحوه عاليًا عليه ، كما قال الفرزدق :
سَمَوْنَا لِنَجْرَانَ الْيَمَانِي وَأَهْلِهِ... وَنَجْرَانُ أَرْضٌ لَمْ تُدَيَّثْ مَقَاوِلُهْ
وكما قال نابغة بني ذُبيانَ :
سَمَتْ لِي نَظْرَةٌ ، فَرَأيتُ مِنْهَا... تُحَيْتَ الْخِدْرِ وَاضِعَةَ الْقِرَامِ
يريد بذلك : أشرفتْ لي نظرةٌ وبدت ، فكذلك السماء سُميت للأرض : سماءً ، لعلوها وإشرافها عليها.
وقال رحمه الله تبارك وتعالى
يقول تعالى ذكره : ( وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ ) : وسقفنا فوقكم ، فجعل السقف بناء ، إذ كانت العرب تسمي سقوف البيوت - وهي سماؤها - بناءً وكانت السماء للأرض سقفا ، فخاطبهم بلسانهم إذ كان التنزيل بِلسانهم ، وقال( سَبْعًا شِدَادًا ) إذ كانت وثاقا محكمة الخلق ، لا صدوع فيهنّ ولا فطور ، ولا يبليهنّ مرّ الليالي والأيام.