-
العداء لليهود في أوروبا بدأ يلفت الأنظار حيث أعدت محطة «سي. إن. إن» تقريرا حول تنامي هذه الظاهرة في أوروبا وفي الدول العربية والإسلامية. فرنسا أيضا لم تنج من هذه الظاهرة حيث شهدت مدينة تولوز حرق سيارة أمام معبد يهودي مما دعا الرئيس الفرنسي لإصدار بيان تطرق فيه للأوضاع المأساوية القائمة في قطاع غزة. وقد استنكر ساركوزي «الإرهاب» الذي تمارسه حماس والاستخدام المفرط للقوة الذي تقوم به إسرائيل ضد سكان القطاع. وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن العنف في فرنسا ليس سببه المسلمون فقط بل اليهود أيضا. من بيان ساركوزي يمكن الاستنتاج أن ينسب تنامي المشاعر المقاومة للسامية في أوروبا إلى الصراع الدائر في الشرق الأوسط. وتفجرت مشاعر الكراهية لليهود في الشرق الأوسط مع قيام دولة إسرائيل وما صاحبه من تشريد وطرد للسكان الفلسطينيين.
مع تنامي الوعي الإسلامي ظهر إلى الوجود الكثير من المنظمات والحركات الإسلامية مثل حماس وحزب الله، وغيرهما الكثير. وهي حركات تستخدم الخطاب الديني ولا تخفي كراهيتها لإسرائيل على اعتبار أنها قامت على وطن لشعب عربي مسلم. الثورة الإعلامية ساهمت بدورها في توصيل الآراء المتعارفة إلى عامة الشعب الفلسطيني الذين يعانون بدورهم مشاكل حياتية لا عد لها من غلاء للمعيشة وبطالة وتضييق على الحريات المدنية. أصبح البث التليفزيوني ذو الخطاب الإسلامي يصل إلى كافة أرجاء المعمورة. وقد ردت بعض الدول الأوروبية بمنع بث قنوات مثل «المنار» التابعة لحزب الله وتلك التابعة لحماس على اعتبار أنها تعمل على بث المشاعر المعادية لليهود. ولا يزال باستطاعة المشاهدين العرب والمسلمين متابعة برامج هذه القنوات التي تبث عبر أقمار صناعية لا يسيطر عليها الأوروبيون. أوردت دراسة نشرها معهد «بيو» في سبتمبر الماضي مجموعة مذهلة من الحقائق التي لم تكن معروفة للكثيرين، فحوالي 25% من الألمان و20% من الفرنسيين يكنون مشاعر الكراهية لليهود. أما في إسبانيا فإن هذه النسبة تصل الى 46%.
وهناك جماعات يهودية تتهم الإعلام الإسباني الخاص والحكومي على حد سواء بالعداء لليهود. وكانت إسبانيا قد شهدت أكبر تظاهرة في أوروبا الأسبوع الماضي للاحتجاج على الهجمات الاسرائيلية على غزة، وشارك فيها ما يزيد على 100 ألف متظاهر. ومع استمرار حرب غزة وما يصاحبها من طوفان من المناظر المؤلمة لمعاناة المدنيين استمرت المشاعر المقاومة لإسرائيل واليهود في التنامي. وسيواجه اليهود في أوروبا أوقاتا صعبة في المستقبل القريب. فهل تتعظ إسرائيل؟".
على أن كاتب الموسوعة اليهودية، بدلا من الإقرار بأن مسؤولية الكراهية التى يلقاها اليهود من المسلمين، مثلما يَلْقَوْنها من كل الشعوب فى كل زمان ومكان، إنما ترجع إليهم، يزعم أن المسلمين إنما يبغضون اليهود على الدوام دون أى سبب من جانبهم وأنهم مأمورون بنص القرآن ألا يوالوهم أبدا. وهو بهذا يتجاهل السياق الذى نزل فيه مثل ذلك النهى. ولو قرأنا الآيات التالية لاتضح لنا السر فى ذلك: "لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (182) الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)" (آل عمران)، "وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74) وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76) إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآَخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)" (آل عمران)، "مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (47) إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلاً (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)" (النساء)، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (58) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61) وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلادْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لاكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)" (المائدة)، "وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26)" (الأحزاب). وهو، كما نرى معا، سياق تآمرٍ وتطاولٍ على الرسول والمسلمين وتمادٍ فى الغَىّ من جانب اليهود، الذين لا يعرفون شيئا اسمه الارعواء أبدا. فكان لا بد أن يحذّر القرآن المسلمين من خطرهم ويلحّ على تجنب مودتهم. وليس فى هذا أدنى افتئات عليهم، وإلا فهل كان مطلوبا من القرآن أن يزبن للمسلمين إهمال هذا الخطر الداهم الذى يريد اقتلاعهم هم ودينهم من الحياة؟
إذن فقول الكاتب إن محمدا قد أظهر بعض الليونة تجاه اليهود وأهل الكتاب عموما مقابل دفعهم الجزية هو كلامٌ ملتوٍ صوابه أنه عليه الصلاة والسلام قد بدأ بمعاملة اليهود معاملة راقية تقوم على تسويتهم بالمسلمين تمام التسوية ودون أن يكلفهم شيئا البتة على ما هو واضح من بنود الصحيفة التى كتبها بين الفريقين غداة هجرته إلى يثرب. إلا أنهم، كعادتهم دائما فى مقابلة الخير بالشر، والجميل بالقبيح، قد شرعوا يتآمرون عليه وعلى دينه وأتباعه منذ اللحظة الأولى، فأعطاهم صلى الله عليه وسلم الفرصة تلو الفرصة دون أن يؤاخذهم على غدرهم المؤاخذة الحاسمة المطلوبة، إلى أن زادت الأمور عن حدها ولم يعد فى قوس الصبر منزع، فكان لا بد من آخر العلاج، وهو البتر، حتى تستقيم الأمور، بعد أن اتضح أن القوم ليس لهم صلاح ولا لمرضهم النفسى والأخلاقى شفاء، وأن المشكلة تكمن فى شخصيتهم ذاتها، تلك الشخصية التى لا تنطوى على خير لأحد. واضح إذن أن الكاتب لا يريد أن يبصر الحقائق ويُؤْثِر أن يظل مغلقا عينيه. وهو فى هذا حر، إلا أننا أيضا أحرار كما هو حر، وملزمون بكشف الزيف الذى يريد تسويقه لقراء مقاله ووضع النقاط على الحروف حتى تستقيم الأمور.
أما إشارته إلى الصَّغَار الذى ينبغى أن يذيقه المسلمون أهل الكتاب لَدُنْ أخذهم الجزية منهم والذى نصت عليه الآية التاسعة والعشرون من سورة "التوبة" فهو غير عام، ولا يُقْصَد به إلا من كانوا يريدون بالمسلمين شرا وأمكن الله منهم، وإلا فماذا يريد الكاتب من المسلمين؟ أيريد منهم أن يصفقوا لمن يعمل على تدمير كيانهم السياسى ويقضى على دينهم؟ وهذا هو نص الآية: "قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآَخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ". والمقصود هنا هم الروم، الذين جيشوا على حدود العرب جيشا جرارا يريدون به غزوهم والقضاء على دولتهم ودينهم، فأمر الله المسلمين بتأديبهم وعقابهم بالجزية والصَّغَار، وهو أقل شىء يمكن عمله فى هذه الحالة.
وكيلا يستغرب مرامىَ كلامى من لا يعرف الحقيقة أُحِيله على ما جاء فى العهد القديم من التشريع الواجب على اليهود اتباعه فى الحرب مع الأمم المجاورة. ألا وهو الاستئصال التام لكل إنسان دون أى استثناء، ودون أية شفقة لشيخ أو امرأة أو طفل حتى لو كان طفلا رضيعا. هذه هى الحقيقة التى يتكتمها الكاتب ثم ينخرط فى فواصل متتالية من النصح والإرشاد لنا نحن المسلمين، مع أننا كنا ولا نزال أرحم مَنْ عامَل اليهود وأعطاهم الفرصة للعيش الآمن الكريم بين أَظْهُرنا رغم ماضيهم الغادر فى التعامل معنا منذ أيام النبى عليه السلام.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة *اسلامي عزي* في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 25-01-2017, 09:27 PM
-
بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 06-10-2014, 01:27 AM
-
بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 28-12-2011, 12:00 PM
-
بواسطة منارة الاسلام في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 07-08-2010, 11:34 PM
-
بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 25-06-2010, 06:18 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات