حادثة الأفك بين عائشة وصفوان .. وموقف رسول الإسلام في القرآن !
انها حادثة شهيرة جداً في حياة رسول الإسلام .. وقد خضنا فيها بما لا حصر له مع المسلمين ..
فلن نكرر هنا ما سبق وقيل حول هذه الحادثة المعيبة , فلا يسعنا المقام ولا المقال ..!
ولكن لاننا بمعرض الاشارة الى ” خصوصيات رسول الإسلام وأموره الشخصية في القرآن , رداً على اعداء بولس الرسول ..
لذلك سنشير الى هذه الحادثة التي تعد من ابرز الحوادث التي أثرت في مجريات الدعوة الاسلامية وحياة رسول الإسلام ..!
لا بل انها الفاصل والهوة التي شقت الاسلام الى المعسكرين الدمويين .. اي السنة والشيعة !
ونقول :
لقد انزل رب الكعبة – بأمر رسول الإسلام #### ! – ما يبرأ زوجته #### عائشة من تهمة الزنا مع صفوان بن المعطل , وذلك في سورة النور ..
وذلك بعد حوالي الشهر من علك الناس بهذه القصة في افواههم .. لدرجة ان كبار من الصحابة , قد طعنوا في سلوك عائشة ..
منهم الصحابي وشاعر الرسول ” حسان بن ثابت ” !
وبنت عمة رسول الإسلام ” حمنة بنت جحش ” ..اخت زينب !
و البدري ” مسطح بن اثاثة ” ( اي الذي شهد غزوة بدر وبذلك اعطي صك غفران
لكل ذنوبه )
جاء في الحديث الصحيح عن أحد البدريين :
” إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله عز وجل اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.”
(صحيح البخاري – تفسير القرآن – لا تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء )
لا بل ان علي بن ابي طالب ( ابن عمه ) قد اشار على رسول الإسلام ان يطلق عائشة !
وكان هذا مما اثار حفيظتها وحنقها ضد علي ..!
ومن يومها لم ينقضي هذا الحقد الذي تحول الى شلالات من الدماء التي اريقت بين السنة والشيعة !
ولم يستمع رسول الإسلام لنصيحة ابن عمه علي ولم يطلقها .. لانها كانت أحب نسائه وبنت ابي بكر وزيره المقرب ########## ، فلم يجرأ على تطليقها وتلبيس الفضيحة بابي بكر وآله وعلى نفسه شخصياً !
وبسبب ما عاناه رسول الإسلام جراء هذه النكبة المدوية التي كادت تعصف بنبوته .. فقد استنزل في قرآنه ما يلملم المشكلة ويمحقها كلية !
اذ استخدم في القرآن اقوى واغلظ الالفاظ, والوعد والوعيد والترهيب ضد من خاضوا في عرض عائشة .. مما لم يستعمله في تعنيفه للمشركين وعبدة الاوثان !!!
احسبوا عدد المرات التي استخدم فيها رب رسول الإسلام لفظة ” عظيم ” في معرض دفاعه عن عائشة زوجة حبيبه ### محمد رسول الإسلام :
{ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ( النور : 11)
{ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ( عدد 14)
{ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ } ( عدد 15)
{ سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } ( عدد 16)
{ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ( عدد 23)
كل هذه ” العظائم ” ضد من خاضوا في حادثة عائشة مع صفوان !!!!!!!
وحسبنا ان ننقل هنا ما أورده العلامة الزمخشري في كشافه تفسيراً لسورة النور 24
قوله :
” ولو فليت القرآن كله وفتشت عما أوعد به العصاة لم تر الله تعالى قد غلظ في شيء تغليظه في إفك عائشة رضوان الله عليها، ولا أنزل من الآيات القوارع، المشحونة بالوعيد الشديد والعتاب البليغ والزجر العنيف، واستعظام ما ركب من ذلك، واستفظاع ما أقدم عليه، ما أنزل فيه على طرق مختلفة وأساليب مفتنة. كل واحد منها كاف في بابه، ولو لم ينزل إلاّ هذه الثلاث لكفى بها، حيث جعل القذفة ملعونين في الدارين جميعاً، وتوعدهم بالعذاب العظيم في الآخرة، وبأن ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم تشهد عليهم بما أفكوا وبهتوا، وأنه يوفيهم جزاءهم الحق الواجب الذي هم أهله، حتى يعلموا عند ذلك { أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ٱلْمُبِينُ } فأوجز في ذلك وأشبع، وفصل وأجمل، وأكد وكرّر، وجاء بما لم يقع في وعيد المشركين عبدة الأوثان إلاّ ما هو دونه في الفظاعة. وما ذاك إلا لأمر. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه كان بالبصرة يوم عرفة، وكان يُسأل عن تفسير القرآن، حتى سئل عن هذه الآيات فقال: من أذنب ذنباً ثم تاب منه قبلت توبته إلاّ من خاض في أمر عائشة، وهذه منه مبالغة وتعظيم لأمر الإفك. “
(تفسير الكشاف- الزمخشري – النور : 24)
تصوروا ..!
كل ذنب للعصاة يغفر ان تاب عنه .. الا ذنب من خاض في أمر عائشة !
ولو فليت القرآن كله لن تجد وعيداً ضد الكفار يساوي ما أرهب به رب محمد رسول الإسلام من خاضوا في قضية عائشة !!!!
” وجاء بما لم يقع في وعيد المشركين عبدة الأوثان إلاّ ما هو دونه في الفظاعة ” !!!!
( كما قال الزمخشري )
فبربكم يا قراءنا ..
هل هذا يعدونه كلام الله .. في كتاب سماوي منزل ؟!
ام هو كلام رجل تملكه الغضب والغيظ مما قيل في زوجته جراء تصرفاتها ؟؟!!!!
نترك الجواب لكم ..!
ولنواصل مع شؤون رسول الإسلام الخاصة في القرآن ..!
المفضلات