(الكعبة المشرفة ومعالمها )

************************************************** *******************

يقول الله تبارك وتعالى

( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا)

العام هو عام الفتح . فبعد أن فتح المسلمون مكة المكرمة أمر الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه

وسلم : أن لايقرب أياً من المشركين أو الكفار بيت الله الحرام .

فكان للبيت حدود وعلامات فى خمس جهات لايقربها ولا يدخلها إلا من آمن بدين الله

وصدق بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

هذه الحدود والعلامات يُعرف منها أيضا حِل مكة المكرمة من حرمها حتى لا يقبل أحداً على التقاط

لقطها ولا قطع شجرها ولا قتل صيدها تلك الحدود هى : التنعيم : أضاه أو كنواه : وادى نخلة :

الجعرانة : الشميسى

*****
الكعبة المشرفة وأركانها :

للكعبة المشرفة أربعة أركان . كل ركن من أركانها الأربعة محدداً لاتجاه الأرض التى نعيش ونحيا

عليها : شرقاً . أو شمالاً . غرباً . أوجنوباً . لها ركنان يمانيان . وركنان شاميان :

اليمانيان هما : ركن الحجرالأسود والركن اليمانى .

والشاميان : هما الركن العراقى والركن الشامى : وهما الذى يوجد بينهما حجر إسماعيل .

ركن الحجر الأسود : يحدد ويشير إلى جهة الشرق . والركن اليمانى : يحدد ويشير نحو جهة الجنوب

والركن العراقى : يحدد ويشير نحو جهة الشمال . والركن الشامى : يحدد ويشير إلى جهة الغرب .

لذا : فإن جميع المصلين يكونون وهم متفرقين كما لو كانوا يصلون من حول الكعبة المشرفة وهم

مجتمعين . يقول العزيز الحكيم فى كتابه الكريم :

{ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ }

فكل العباد فى مختلف البلاد شرقها وغربها وشمالها وجنوبها : يتجهون إلى الكعبة المشرفة فى

صلواتهم من جميع اتجاهاتها كما لو كانوا فى مكة يصلون أمامها ومن حولها .

ويحف الكعبة المشرفة ثلاثة أسرار : الحجر الأسود ومقام سيدنا إبراهيم :

وهما ياقوتتان من الجنة . وبئر زمزم : وهو نهر من أنهار الجنة .

*****

وجوف الكعبة المشرفة مزين بالقناديل الفضية والنحاسية وأعمدتها من الداخل محلاة بالزخارف

الذهبية ولها درج للصعود إلى أعلى وبها ميزاباً لتصريف المياه ويتم غسلها وتطهيرها مرتين

فى كل عام قبل شهر رمضان وخلال أشهر الحج وجدرانها مكسوة من الداخل والخارج بأستار من

الحرير مطرز بالآيات القرآنية ومحلاة بالذهب والفضة

وترتدى الكعبة إزاراً أبيض وهو ما يعرف بإحرامها وذلك إيذاناً ببدأ مناسك حج بيت الله الحرام .

الحجر الأسود : وهو مبدأ الطواف حول الكعبة وإليه ينتهى وهو محلى بالفضة . وقد شرع

تقبيله واستلامه أى : مسه أو مسحه أو لمسه أو الإشارة إليه فالإستلام من السلام

مقام سيدنا إبراهيم : يوجد فى مواجهة باب الملتزم وهو محلى بالذهب والفضة ويصلى خلفه

ركعتان بعد كل طواف .

بئر زمزم : موضعه شرقى الحجر الأسود . وكان يتم النزول إليه على درج وبعد التوسعة التى

تمت وضع ماؤه داخل أنابيب تنتهى بصنابير ودخل أعلاه فى الطواف . ويجب الحرص على الشرب

من مائه فالشارب منه يشرب من الجنة .

الملتزم : جزء من جدار البيت ما بين باب الكعبة وبين الحجر الأسود . يلتزمه الطائفين لاصقين

أجسادهم باكين متعلقين بأهدابه داعين إلى الله للإستجابة لهم دين ودنيا .

حجرسيدنا إسماعيل : وهو الجزء المحوط على شكل نصف دائرة ويعد جزءا من بيت الله الحرام لا

يجوزالطواف بداخله لأنه من جوف الكعبة ويسمى بالحطيم ويستحب الصلاة والتضرع فيه لتحطيم

السيئات وقبول الدعوات .

الشاذروان : هو البروز المرتفع عن الأرض والمحيط بالكعبة من أسفل والخارج عن جدار

الكعبة ويعد جزءا من البيت لا يجوز الطواف عليه .

الصفا والمروة : هما جبلين : جبل الصفا وجبل المروه بينهما بطن الوادى وهو المسعى وهو

الطريق الذى يتم السعى فيه بين الجبلين الصفا والمروة .

منى : شِعب يبعد عن مكة المكرمة حوالى 7 كم وطوله حوالى ميلين .. حدّه : مابين وادى محسر

وجمرة العقبة . ويتم المبيت بها فى يوم التروية . وفى ليالى الرجم . وبها مسجد الخيف .

جبل عرفات : عرفة سهل واسع منبسط ما بين المزدلفة والطائف . وجبل عرفات من الحل أما بطن

عرنة فهو من الحرم ولهذا : فإنه لايجوز الوقوف على بطن عرنة فى يوم عرفة .

ويوجد بعرفة مسجد نمرة ولكنه لايعد منها . ويقوم الحجاج بأداء صلاة الظهر والعصر فيه جمعاً

وقصراً . وبعد الصلاة يقومون بالوقوف على عرفة وأى جزء من أجزائها مجزىء . ويوجد بعرفة

جبل الرحمة وهو فى أطرافها من ناحية الشمال . وبها أيضاً موقف الخطيب وهو الصخرة العالية

التى يوجد أسفلها مسجد الصخرات والتى وقف عليها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

المزدلفة والمشعر الحرام : المزدلفة توجد ما بين منى وعرفة . ويتم المبيت بها ليلة النحر .

حيث يقف فيها الحجاج بعد صلاة الفجر على المشعر الحرام عند مسجدها أوعند جبل قُزَح أو تحته

أو فوقه فكل مكان فيها مجزىء لأن كلها حرم إلا : بطن محسر : فهو حل لا يجوز الوقوف عليه .

جبل ثور : يوجد جنوب المسجد الحرام وبه غار ثور الذى مكث فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه

وسلم هو وصاحبه سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه فى طريق الهجرة من مكة إلى المدينة .

جبل النور : يوجد شرقى المسجد الحرام وبه غار حراء الذى كان يتعبد فيه سيدنا رسول الله

صلى الله عليه وسلم .

مسجد التنعيم : وهو أحد مواقيت الإحرام وقد أحرم منه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

ويوجد على حدود الحرم من جهة طريق المدينة المنورة .

مسجد الخيف : يوجد فى سفح جبل منى بالقرب من الجمرة الصغرى وقد صلى فيه سيدنا رسول

الله صلى الله عليه وسلم فيه وصلى فيه صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله

عنهم . وهو من المساجد الأثرية الذى تم الحفاظ عليه حيث اندثرت باقى المساجد التى كانت

موجودة بمنى وأهمها مسجد الكبش الذى نحر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه

فى موضعه وهو موضع النحر فى فداء سيدنا إسماعيل عليه السلام .

ومسجد البيعة : يوجد أمام مقبرة المعلاة الجنوبية ومن أسمائه مسجد الجن ومسجد الحرس .

وقد بنى هذا المسجد فى المكان الذى بايع فيه الصحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على

الجهاد فى سبيل الله وعلى ما فرضه وأوجبه الله من قتال أعداء الله وعلى السمع والطاعة فى العسر

واليسر والمنشط والمكره وعلى حرب الأحمر والأسود لنشر دين الله .

إلا أنه أصبح فى وسط الوادى بعد أن كان فى شعب من الشعاب يحتضنه إحدى الجبال .

( الفدية أو الفداء )

الفدية أو الفداء : الحاج أو المعتمر قد جاء لأداء فرض الله والتزود من تقوى الله وابتغاء الفضل

والرضوان من الله فإذا خالف وعصى ما أمره به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم :

فإن من رحمة رب الأرض والسماء أن جعل له فدية أوفداء يفتدى به تطهيراً لما فعل وجبراً لما ترك .

هذه الفدية أو الفداء هى :

إما : الصيام .. أو الإطعام .. أو ذبح نسك بأن يهرق دماً .. يقول الله تبارك وتعالى :

( فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )

الصيام : صيام ثلا ثة أيام . والإطعام هو : إطعام ستة مساكين .

النسك : أقله شاه .

الصيام أو الإطعام : لمن اقترف خطاً أو نقصاً بسيطاً : كمن خالف فى ملابس إحرامه وهو ذاكراً عامداً

له . أو من قلّم ظفراً أو نتف شعراً أو ترك حصواً فى الرمى أو ارتكب جدلاً أوفسوقاً فى الكلام .

أو من فاتته ليلة أو ليلتان فى المبيت بمنى . وما شابه ذلك من مخالفات وعصيان . ولهذا :

فإنه من الأحرى والأحوط والأحب لك :

أن تعتاد على الإطعام أو الصيام جبراً لك وطهارة من أى أخطاء أو نقائص .

أما النسك : وهو وجوب الدم : بأن يذبح المرء هدياً من الإبل أو البقر أوالغنم . فإن هذا الجزاء لازم

وواجب على : كل فعل محظور أو ترك مأمور . فهو واجب على :

من ترك المبيت بليالى منى خلال الأيام الواجب المبيت بها حيث لم يرخص سيدنا رسول الله صلى الله

عليه وسلم فى عدم المبيت بها إلا لأهل الخدمة والسقاية .

ومن وقف على عرفة قبل الظهر ثم خرج منها ولم يأتها حتى طلع فجر يوم النحر .

ومن أحرم بعد أن جاوز الميقات ولم يرجع إليه للإحرام منه .

ومن لم يواف المزدلفة حتى طلع عليه الصبح ولم يقف على المشعر الحرام .

ومن ترك رمى الجمار خلال أيام الرمى الثلاثة دون إنابة بعذر .

ومن تلذذ بامرأته فأتى بشىء من أمر الدنيا .. أما من وطئها : فقيل أن أقل الفداء فيه : بدنة .

وقيل بل عليه بجانب الفداء : القضاء .

ومن ترك طواف الوداع رجلاً كان أم امرأة . فالمرأة لو كانت حائضاً عليها أن تنتظر حتى تطهر

وتتطهر ثم تطوف طواف الوداع لما أمر به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن لاينفرن

أحداً من حجه حتى يكون آخر عهده بالبيت . يقول نبى الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم :
( لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت )


كل هؤلاء يلزمهم ذبح نسك وأقله شاه والذبح يكون بمكة وفى حرمها دون حلها ومن لم يستطع فعليه

أن يقوّم ما عليه بالمال وبالمال طعام ثم يطعم فإن كان معسراً صام عن كل مد يوماً .

*****
أما : عدم الإحرام . ومن فاته الوقوف بعرفة . فذاك مفسد ومبطل للحج .
*****
والنسك أو الهدى : هو إسم لما يُهدى من النعم : إبلاً كان أو بقراً أو غنماً .

منه : ماهو للحج ومنه ماهو للعمرة .ومنه ماهو للأضحية . ومنه ماهو للتطوع .

وفى الحج : منه ما هو للتمتع . ومنه ماهو للإحصار . ومنه ماهو للكفارة .

وأقل الهدى : شاه . كالأضحية . ولا يجزئ فى الشياه إلا ماكان لها عام ودخلت فى العام الثانى .

وإن كان الهدى إبلاً فلا يجزئ فيها إلا ما كان له خمس سنين ودخل فى السادسة .

وإن كان الهدى بقرا أو جاموسا فلا يجزئ فيها إلا ما كان له حولان ودخل فى السنة الثالثة .

وقيل بجواز الإشتراك فى الهدى إبلاً أو بقراً أو جاموساً .

وإذا عطب الهدى أو تعيب أو خشى موته فنحرته . فعليك أن تهدى غيره .

القلائد أو القلادة : هى : أن تجعل للهدى الذى تسوقه من موطنك علامة فتقلده وتعينه بها حتى

لايتعرض له أحداً إن تركته بالحرم . ولقد نهى الله سبحانه وتعالى أن لا تستحل حرمة النعم التى

أهديت إلى الحرم أو يستحل ما قُلّدَ منها .. يقول الله تبارك وتعالى :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ

يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً )


ومحل ذبح الهدى هو الحرم . وهو واجب بمجرد وجود سببه . ووقته :

من يوم النحر حتى غروب آخر يوم من أيام التشريق

وكل فجاج مكة منحر . فأرض الحرم وما حولها من فجاج هى التى يجوز النحر فيها

ولايجوز الذبح فى أى مكان فيه حل . وإن استطعت أن تذبح هديك فى منى فهو أحب ويكون ذلك

عند الجمرة الصغرى التى تلى مسجد الخيف فذاك هو الموضع الذى نحر فيه سيدنا رسول الله صلى الله

عليه وسلم . ولا يجوز بيع شىء من الهدى .

ويجوز الإستنابة فى ذبح الهدى أو الأضحية ولكن الأحب أن تلى الذبح بنفسك أو تحضره .

الإحصار : المحصور هو : هو أن يُمنع المرء من بلوغ بيت الله الحرام لأداء فرض الحج أوالعمرة

بعد إحرامه نتيجة مانع منعه قهراً وقسراً عنه . هذا الإحصار أوجب الله فيه هدياً ينحر فى محل

الإحصار أو فى محل الإضطرار قبل التحلل من الإحرام . يقول الله تبارك وتعالى :

( فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ )

والإحصار قد يكون من مرض أو حبس وما إلى ذلك من الموانع القهرية .

وعلى المحصر : القضاء لأنه لا يسقط الفرض الواجب من حج أو عمرة .

************************************************** *****************
سعيد شويل